المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌الفصل الأول: نشأة فن الإلقاء

- ‌مدخل

- ‌صلة فن الإلقاء بعلم التجويد

- ‌الدراسات الحديثة

- ‌التعريف بفن الإلقاء وعناصره

- ‌الفصل الثاني: الأصوات اللغوية

- ‌كيف يحدث الصوت

- ‌جهاز النطق

- ‌مخارج الأصوات: طبيعتها، أنواعها

- ‌الفصل الثالث: صفات الحروف الصفات ذوات الأضداد

- ‌مدخل

- ‌الصفات ذوات الأضداد

- ‌الصفات التي لا ضد لها

- ‌الصفات العرضية

- ‌الإظهار والإدغام

- ‌المد والقصر

- ‌الفتح والإمالة

- ‌الفصل الرابع: عيوب النطق الخلط بين الأصوات

- ‌مدخل

- ‌أخطاء السمع

- ‌عيوب صوتية

- ‌فن تشكيل الأصوات

- ‌المقاطع الصوتية

- ‌الأصوات الساكنة وأصوات اللين

- ‌الفصل الخامس: الوقف أهميته

- ‌التعريف به

- ‌أقسامه

- ‌علامات الوقف

- ‌الوقف على آخر الكلمات

- ‌همزة الوصل وهمزة القطع

- ‌الفصل السادس: إدراك الكلام أهمية السمع في الإدراك

- ‌مدخل

- ‌التلوين الصوتي وأثره في الإدراك

- ‌استخدام مكبر الصوت: الميكرفون

- ‌اللغة المنطوقة والمكتوبة

- ‌الفصل السابع: إلقاء الشعر إلقاء الشاعر قصيدته

- ‌مدخل

- ‌عذوبة النغم

- ‌النبر في الشعر

- ‌القافية

- ‌فهرس الموضوعات

الفصل: ‌كيف يحدث الصوت

‌الفصل الثاني: الأصوات اللغوية

‌كيف يحدث الصوت

الأصوات اللغوية:

كيف يحدث الصوت

خلق المولى الإنسان وعلمه البيان وجعل له لسانًا وشفتين ومده بأحبال صوتية وأجهزة دقيقة أحكم الباري -سبحانه- صنعها، والعجيب أن من الناس من يتكلم ولا يشعر أنه يأتي حدثًا مهمًا في حياته وهو النطق، بالكلمات عبر جهاز صوتي ضخم دقيق؛ ولذا نراه يتحدث وكأنه يأتي حدثًا غير عادي لا يستحق التأمل والدرس، ومن الناس من يحسن التكلم، ويتأمل فيما أودع الله فيه من أعضاء للنطق تعينه على البيان والإفصاح فيأتي كلامه وكأنه نغم حلو أحسن قوله وانسجم معناه.

وكثير منا من يبذل الجانب الأكبر من حياته في تعلم اللغة المكتوبة وكيفية كتابة الحرف وكيفية الْتِصَاقِهِ بالآخر حتى تتكون الكلمات، ولا يبذل جانبًا من حياته ليتعلم النطق السليم للغة التي يتحدث بها مع الناس، أو حتى يتعرف على أعضاء النطق وهذا أمر ضروري لكل من يحاول الاتصال بالناس أو يتحدث إليهم وخاصة إذا علم أن الكلمة المنطوقة تتميز بأنها وليدة الكلام، فهي لغة صوتية.

ص: 25

رمزية لا تدون على الورق، ولكنها لغة يصنعها الإنسان بجهازه الصوتي، ثم تنتقل عن طريق الإلقاء إلى المستمع.

وتعددت فروع الدراسات اللغوية، فاللغة في ذاتها عبارة عن أصوات ذات دلالة.

والأصوات يتولاها بالدراسة علم خاص هو علم الأصوات ويشتمل على مستويين من الدراسة:

1-

علم الأصوات العام.

2-

علم الأصوات في سياقها أو علم الأصوات التشكيلي.

علم الأصوات العام أو المجرد:

هو العلم الذي يبدأ بدراسة التكوين التشريحي للجهاز النطقي دراسة تشريحية للتعرف على ما يتكون منه ودوره في عملية النطق.

ثم يدرس وظيفة الأجزاء التشريحية المباشرة في إنتاج الأصوات سواء بحركة عضوية لدفع الهواء أو حبسه أو السماح للهواء أن يمر محتكًا في موضع الصوت.

كما يدرس وظيفة العضو غير المباشر مثل وجود بعض التجاويف التي هي أشبه ما تكون بغرف الرنين التي تجمع الصدى وتشكل الصوت وتعطيه نغمته.

بل إن أي عطب في غرف الرنين الإنسانية يؤثر على طابع الصوت من: الزكام أو الرشح أو اللحمية التي تصيب الأنف.

فكل عضو من أعضاء النطق له وظيفته، وهذا يجعلنا أن نتعرف على:

ص: 26

علم الأصوات النطقي ARTICULATORY PHONETICS ويسمى كذلك علم الأصوات الوظائفي PHYSIOLOGICAL PHONETICS هو ذلك النوع من علم الأصوات الذي يهتم بدراسة حركات أعضاء النطق من أجل إنتاج أصوات الكلام أو الذي يعالج عملية الأصوات اللغوية، وطريقة هذا الإنتاج.

والسؤال: كيف يتم إنتاج الصوت؟ أو كيف يحدث الصوت حين ينطق أحدنا بالكلمات؟

عندما يستعد الإنسان للكلام العادي يستنشق الهواء، فيمتلئ صدره به، وإذا بدأ في النطق، فإن عضلات البطن تتقلص قبل أول مقطع صوتي يتكلم به، ثم تتقلص عضلات القفص الصدري بحركات تدفع الهواء إلى أعلى عبر الأعضاء المنتجة للأصوات، وتتواصل هكذا في حركات بطيئة مضبوطة إلى أن ينتهي الإنسان من الجملة الأولى، فإذا فرغ منها فإن عملية الشهيق تملأ الصدر ثانية وبسرعة؛ استعدادًا للنطق بالجملة التالية وهكذا.

والعملية الكلامية تتم في شكلها الأساسي عن طريق التحكم في هواء الزفير الصاعد من الرئتين إلى الجهاز الصوتي.

وتختلف العملية الكلامية عن التنفس العادي في أن الثاني يتم بصورة صامتة في العادة لتحرك تيار الهواء دون عائق، أما العملية النطقية فلا يمر الهواء معها حرًا طليقًا -كما يحدث في حالة التنفس- وإنما يصادف الهواء في اندفاعه إلى الخارج أنواعًا من الضغط والكبح والتعويق حتى يولد صوت؛ ولذا يقسم جهاز النطق الإنساني إلى ثلاثة أقسام:

ص: 27

1-

أعضاء التنفس التي تقدم الهواء المطلوب الذي يتدفق لإنتاج معظم الأصوات اللغوية.

2-

الحنجرة التي تنتج معظم الطاقة الصوتية التي يستعملها الإنسان في الكلام، بل هي التي تقوم بتنظيم الهواء الذي يتدفق.

3-

التجاويف فوق المزمار، وهذه التجاويف هي التي تقوم بدور حجرات الرنين، وفيها يتم تشكيل الصوت المستعمل في الكلام، وهذه التجاويف أشبه ما تكون بحجرات الرنين.

حين يخرج الهواء من الرئتين، ويلتقي بالأوتار الصوتية، يتشكل على هيئة تنفس أو همس أو صوت، فحين يجد الهواء الأوتار الصوتية مفتوحة فتحًا تامًّا بحيث لا تتعرض طريقه عوارض، وهنا يمر الهواء دون أن يحدث صوتًا أو احتكاكًا أو ذبذبة، وهذا ما نسميه بالتنفس.

وحين يجد الهواء الأوتار متقاربة بحيث يمكن أن يحتك الهواء بالأحبال الصوتية يحدث ما نسميه بالهمس.

وحين يجد الهواء الأحبال الصوتية قريبة جدًا بحيث لا يمر بها دون أن يحدث ذبذبة، وفي هذه الحالة تنتج ذبذبات وهو ما اصطلح على تسميته بالجرس أو الصوت.

ويتحول هذا الجرس إلى حسٍ له درجة وله قيمة صوتية، ذلك بعد أن يمر بحجرات الرنين، ويتكون من مجموع الجرس والأصداء الرئيسية، صوت له مقوماته الخاصة نتيجة لتحرك أعضاء النطق في الإنسان.

ص: 28