الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنا والكلمة وأنت
!
أنا والكلمة وأنت!
أما أنا فلعلك تعرفني.
وأما أنت فأخي، أو أخي في الله، أو صديقي، أو لعلك ابني"1".
يسرك ما يسرني، ويحزنك ما يحزنني.
وأما كلمتي فجزء مني.
خرجت من قلبي.
أحرقت بعضي.
ورضيت بهذا؛ لأنك عزيز علي.
كلمتي قبل أن أقولها نار في صدري!.
إنها تحرقني!.
إنها تؤرقني!.
إنها تتعبني!.
حتى أقولها لك صادقا.
إنها نصحي ونصيحتي لك أيها العزيز.
إنها كلمة دفعت ثمنها راضيا!.
أتدري ما ثمنها؟.
إنه موت بعضي!.
"1" بل لو كنت عدوي فإنني، والله، لا أكره له النصيحة.
موت بعض وقتي!.
موت بعض خلايا جسمي!.
لكن رضيت واخترت أن أقولها لك.
قلتها لك ولسان حالي يقول:
لا بأس أن يموت بعضي ليحيا بعضي!.
فأما بعضي الذي يموت فهو وقتي وخلايا جسمي!.
وأما بعضي الذي يحيا فهو أنت"1" إن أنت قبلت كلمتي.
وإن لم تقبل، فإنني ألتمس من ورائها أجرا، ولست آسفا؛ لأن الموت لابد منه؛ فليكن في طريق واضح.
فهل تقبل أيها العزيز؛ فتعوضني عن موت بعضي بحياة بعضي أم تزيدني موتا بموت؟!.
وقيمة الكلمة في صدقها.
وقيمة الكلمة في الإخلاص من ورائها.
وكم كلمة أحيت، وكم كلمة أماتت!.
وكم كلمة هدت، وكم كلمة أضلت!.
ورب كلمة تبلغ ما تبلغ من رضوان الله، ورب كلمة تبلغ ما تبلغ من سخط الله؛ وقد جاء في الحديث: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من
"1" وقد جاء في الحديث: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد
…
".