الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نسأله تعالى أن يوقظنا من نوم الغفلة والاغترار بطول المهلة، نسأل الله الكريم فضله، وإن لم نكن من أهله. عديم الإحساس، لا تعده في الناس!.
لقد تبين لي
!
لقد تبين لي-بيقين-أن الخلل في حياة الإنسان، وفي حياة الناس جميعا، في الدنيا وفي الآخرة، إنما سببه اختلال نظرة الإنسان إلى الأشياء والمعاني، وخلل ميزان التقويم.
فيعظم الإنسان الحقير، ويحقر العظيم، ويبني على ذلك تصوراته وأفكاره ومعتقداته وسلوكه؛ فتختل -تبعا لذلك-حياته في الدنيا وفي الآخرة!.
ولو أن الإنسان عظم العظيم، وحقر الحقير، ولو أن الناس فعلوا ذلك لاستقامت حياتهم، وانتظمت أمورهم على السعادة في الدنيا وفي الآخرة!.
وها هم الناس أمامك، بل وها أنت أمام نفسك، وها هي الأخطاء، لاحظها وانظر فيها وحدد أسبابها، تجد هذا هو السبب من وراء كل، أو جل، أخطاء الإنسان وصوابه، وشقائه وسعادته.
- أفلا تقف-إذن-مع نفسك أيها الإنسان؛ فتعيد النظر في الميزان؛ فتعطي لكل شيء قدره، وتنظر بميزان الله تعالى؛ فتعظم العظيم من الأشياء والشخوص والمعاني، وتحقر الحقير من ذلك؛ فتسعد وتسعد!!.
- أعد النظرة!.
- وازن بين الدنيا والآخرة؛ فقدم المقدم منهما، وأخر المؤخر-وهو الأقل شأنا-.
- حدد الباقي من الفاني.
- حدد السرمدي من المؤقت.
- حدد السامي من ضده.
- حدد الطاهر من ضده.
- حدد حسن العاقبة من ضده.
- وعندئذ ستختار:
هل تسهر أو تنام!.
هل تعمل أو تقعد!.
هل تصبر أو تنهزم!.
هل تطمع أو تقنع!.
هل تبذل أو تبخل!.
هل تصدق أو تكذب!.
هل تتذكر الآخرين أو تنساهم!.
هل تبخل أو تساهم!.
هل تسير خلف البريق أو تختار السير على الطريق!.
- كل ذلك من ثمرات تصحيح الميزان الذي في الرؤوس، والميزان الذي في النفوس!.
- إنه قناعة القلب وقناعة الضمير!.