المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الميزان المنكوس ! قال شاعر المسلمين: حسان بن ثابت، رضي الله عنه: أصون - كلمات في مناسبات

[عبد الله الرحيلي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌أنا والكلمة وأنت

- ‌اختيار موضع الكلمة

- ‌كلمات قلتها بمناسبة أسبوع المرور

- ‌ليس بينك وبينه إلا

- ‌شذرات

- ‌أساليب مغلوطة

- ‌الناس أصناف

- ‌لقد تبين لي

- ‌إقناع النفس بطلب العلم

- ‌قالوا وقلت

- ‌مفاتيح العلم الثلاثة

- ‌الطريقة المثلى لتحصيل مفاتيح العلم الثلاثة

- ‌أزواج بالكذب

- ‌آيات قرآنية وأحاديث نبوية في الموضوع:

- ‌حل المشكلة:

- ‌التأويل في العقيدة

- ‌شرف العلم ومسؤوليته

- ‌أصناف الناس مع الحق

- ‌وقفة عند الصلاة

- ‌بعدها يحمد أو يدرك الإنسان العاقبة

- ‌في مفهوم الدعوة

- ‌مناجاة

- ‌معايدة بالمعاني

- ‌يا أيها المودع رمضان

- ‌وقفة عند مناسبة العيد

- ‌صيانة الإنسان

- ‌مفهوم الراحة والتعب

- ‌أمران تتوقف عليهما السعادة

- ‌عناصر مقومات الشخصية المسلمة

- ‌الإنسان والموت

- ‌حديث من بين القبور

- ‌أعظم مشكلة

- ‌رحم الله الشيخ عمر

- ‌قصور وقبور

- ‌ورع غريب

- ‌أيها الجالس في الحانوت

- ‌صيد الكلاب وصيد بني آدم

- ‌الوالد الحاني والعالم الرباني

- ‌حكمة

- ‌عجبت

- ‌رحمه الله، ويرحمه الله

- ‌الحياة مدرسة

- ‌لا تضيع عمرك في البحث عن المفاتيح

- ‌ما أعظم الفرق

- ‌أيها الحاج بيت الله

- ‌قل

- ‌تعليقات على بحث

- ‌مطالب الإنسان بين المشروعية والإمكان

- ‌تأمل في معنى الحياة

- ‌نصائح وجيزة

- ‌يا ولدي

- ‌كلمات في طيبة الطيبة

- ‌ينبغي ولا ينبغي

- ‌لقد خسر هؤلاء

- ‌قال الطالب النجيب

- ‌صلة الرحم حسب المزاج

- ‌عقليتان لا تصنعان مجدا

- ‌الميزان المنكوس

- ‌ليس المهم أن تكون قويا لكن تقيا

- ‌علاقة الصحة بالإيمان

- ‌الشجرة

- ‌الأم

- ‌قصيدة في الزهد

- ‌الخاتمة

الفصل: ‌ ‌الميزان المنكوس ! قال شاعر المسلمين: حسان بن ثابت، رضي الله عنه: أصون

‌الميزان المنكوس

!

قال شاعر المسلمين: حسان بن ثابت، رضي الله عنه:

أصون عرضي بمالي لا أدنسه

لا بارك الله -بعد العرض- في المال!

قلت: لكن، والله، قد رأينا رجالا لسان حالهم يقول:

أصون مالي بعرضي لا أسلمه

لا بارك الله-بعد المال -في العرض!

ولئن كانت هذه الصورة في الواقع غير متخيلة لدى كثير من العقلاء والفضلاء، لكنها، والله، وجدت لدى بعض النذلاء!.

وصنف من هؤلاء يؤثر الراحة على صيانة عرضه والوصول إلى مكارم الأخلاق، ولسان حاله يقول:

أصون راحتي بوقاحتي

لا بورك عرض براحتي!

أبعد الله هذه الموازين المنكوسة والأخلاق المعكوسة.

وهكذا يتبين أن لكل شيء ثمنا، حتى النذالة لها ثمن. فهذا هو ثمن رداءة الأخلاق، وهذا هو ثمن مكارم الأخلاق.

ومن طمع في مكارم الأخلاق دون أن يدفع ثمنها: من نفسه، وماله،

ص: 167

وراحته، وصبره، وتضحياته، فإنه يطلب مستحيلا:

لولا المشقة ساد الناس كلهمو

الجود يفقر والإقدام قتال!

*استشهدت مرة لطلابي - حاثا لهم على التسامي وعلو الهمة وطلب العلم- بقول الشاعر:

وإذا كانت النفوس كبارا

تعبت في مرادها الأجسام!

وقلت: ولكن يبدو أن هذه الحكمة قد انعكست هذه الأيام؛ فأصحبت:

وإذا كانت الجسوم كبارا

تعبت في مرادها الأحلام!

فترى الواحد من الناس يقدم خدمة جسمه على العلو بنفسه، ويسخر عقله في خدمة جسده، وخدمة هواه وشهواته، بدلا من أن يحكم عقله في هواه وشهواته!.

ولكم يكون في الناس من يصدق عليه قول الشاعر:

هم القوم لا بأس من طول ومن قصر

جسوم البغال وأحلام العصافير!

"وعذرا لأصحاب الوزن الثقيل، باعدهم الله عن هذه العقلية المنكوسة".

ص: 168