الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإذا كان هذا بالنسبة لعام واحد؛ فما بالك بأعوام وأعوام يا أخا الإسلام؟!.
وهل أدركت أن هذا الوقت الطويل قد تكون من الثواني والدقائق؛ فلا ينبغي أن تضيع هذه الثواني والدقائق؛ لكي لا يضيع منك العام كله والعمر كله!.
وهل تعلم أن هذا الوقت هو الذي استثمره الجادون فتقدموا وقدموا لمجتمعهم الخير والأعمال النافعة الجليلة؛ فكانوا سببا في تقدم أمتهم.
وأن هذا الوقت هو الذي أهدره المستهترون أو قضوه في الضار بهم وبمجتمعاتهم فتأخروا وأخروا أمتهم! فاختر أي الفريقين تكون. والله المستعان.
*قال أحدهم: تعال معي إلى البيت لأريك أن عندي كتبا.
قلت له: ليس المهم أن تكون عندك كتب، ولكن المهم أن تكون أنت عند الكتب!.
لا تضيع عمرك في البحث عن المفاتيح
"1"
ليس من الحكمة أن يمشي الإنسان إلى سيارته أو منزله أو مكتبه سبهللا، لا يستثمر وقت المشي في شيء مفيد، ثم إذا وصل وقف يبحث عن المفاتيح ليفتح الباب، وربما ضاعت المفاتيح في تلك اللحظة، أو تأخر عثوره عليها. وكان الأجدى أن يضع يده في جيبه وهو ماش، ويبحث عن المفتاح قبل وصوله إلى الباب، وإذا كان المفتاح مع مجموعة أخرى فيحدده أيضا، حتى لا يحتاج إلى إضاعة أي وقت في البحث عن المفتاح ولو جمعت وقت البحث عن
"1" هذا الموضوع منقول من: "وسائل وطرق مشروعة لإطالة العمر"، للمؤلف.
المفاتيح في حياتك كلها لوجدته وقتا طويلا جدا مذهلا!.
فإن أنت مشيت على الطريقة الأولى في البحث عنها خسرت ذلك الوقت كله من عمرك دون مردود، ودون حاجة إلى هذه الإضاعة.
وإن أنت أخذت بالطريقة الثانية التي نصحتك بها سلمت من إضاعة ذلك الوقت كله، وكسبت وقتا، بمقداره تضيفه إلى عمرك، تستطيع أن تستثمره في العمل الصالح المفيد، ولكن إذا كنت تريد!.
بل يمكن أن تكسب وقتا مضاعفا بقدر ما تستثمر به ذلك الوقت من الأعمال في آن واحد؛ كما لو كنت ماشيا إلى البيت مثلا أو إلى السيارة، فوضعت يدك في جيبك في تلك الأثناء لأخذ المفتاح الذي ستفتح به الباب، وفي الوقت نفسه كنت تذكر الله تعالى، أو تعمل ذهنك في شيء مفيد، أو في شيء أنت محتاج للتفكير فيه، أو تسترجع في ذهنك بعض محفوظاتك التي تحتاج إلى مراجعتها، وهكذا ما ماثل هذه الأعمال.
ولا تظنن أن وقت ذلك قصير، ولكن انظر كم تستغرق عملية البحث هذه من الوقت، وكم تتكرر في اليوم، وفي الأسبوع، وفي الشهر، وفي السنة، ثم تضربه في سنوات العمر؛ ولعله يخرج لك شهر أو شهور ضائعة تقف فيها باحثا عن المفاتيح؛ فهل ترضى هذا!!.
وهكذا بقية الأعمال أو التصرفات التي يقضي كثير من الناس وقتهم فيها أو جل وقتهم فيها، كالمسامرة، أو الضحك أو ما شابهها مما قد يقضي فيه الناس وقتهم من غير داع لذلك؛ فإنك لو جمعت بطريقة حسابية ما يستغرقه هذا النوع من السلوك من أصحابه على مدى عمر واحدهم؛ لوجدت عجبا،