الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قصور وقبور
!
سبحان ربي!.
في هذه الدنيا قصور وقبور!.
والناس منهم من يسكن القصور، ومنهم من يسكن القبور!.
لكن الساكنين في القصور لابد أن يأتي يوم يسكنون في القبور!.
فهل يعمل أصحاب القصور للقبور!.
إن موعد انتقالهم إلى القبور محدد ومؤكد، لكنه موعد مجهول لديهم، فهم في أي لحظة من ليل أو نهار يمكن أن ينقلوا من القصور إلى القبور!.
كل امريء مصبح في أهله
…
والموت أدنى من شراك نعله!
كم أثر في نفسي منظر شاهدته أيام الصبا حينما كنت ذاهبا إلى المسجد النبوي الشريف، وإذا بجنازة ينزلها الرجال على أكتافهم من باب عمارة شاهقة!.
لقد انتهى أجل السكنى في هذا المنزل؛ فنقل قسرا إلى المنزل الآخر!.
ولا يدرى هل كان مستعدا لذلك أو لا؟.
وهل كان متذكرا لتلك النقلة أو كان ناسيا؟.
وكم من إنسان أمسى في القصور فأصبح في القبور!.
وكم من إنسان أصبح في القصور فأمسى في القبور!.
وكم من إنسان أمسى في حبور، فأصبح قاطنا بين القبور!.
وكم من إنسان أصبح في حبور، فأمسى مقيما في القبور!.
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا
…
وأكفانه تنسج في الغيب وهو لا يدري!
في القصر يؤمن الإنسان احتياجاته الدنيوية، وقد ينسى ما يحتاجه في القبر وفي الآخرة!.
قد لا ينقص على الإنسان شيء من مطالب الدنيا، لكنه إن غفل عن آخرته والعمل لها، يفاجأ بأن كل شيء ينقصه هناك!.
ولا يستطيع أن يعود لتأمين ما ينقصه هناك!.
ولا يستطيع أن يرسل أحدا يزوده بما نقص عليه!.
ولا ينفعه إلا ما أخذه معه من هنا!.
كان في إمكانه أن يتزود بما شاء، وله أن يصبح من كبار أغنياء الآخرة!.
كان في إمكانه أن يتجنب كل أسباب الهلاك في طريقه إلى الجنة!.
كان في دنياه في ساعة مهلة؛ فجعلها ساعة غفلة!.
وعند الصباح يحمد القوم السرى.
وما من قاطن قبره إلا وهو متحسر على تفريطه، لكنه الآن لا يستطيع
أن يتدارك!.
وأنت الآن في مكنتك أن تتدارك؛ فإن تداركت وإلا فقد أدركت، وكررت غصة من سبقك، ولات ساعة مندم!.
*ألست تدري- أيها المتكلم، وأيها الخاطي خطوته، وأيها الساكت- أن ذلك مسجل عليك ومحاسب عليه، وأنه إما لك أو عليك، وأن اللحظة من عمرك؟!.