الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحياة مدرسة
"1"
ها هو العام الهجري قد انقضى؛ فماذا صنعنا فيه وماذا أنجزنا؟!.
وهل استفدنا من هذه الدورة لمدة عام كامل في مدرسة الحياة، وهل علمنا أن الحياة مدرسة!.
إن الحياة كلها مدرسة، أو هكذا يجب أن تكون.
والأوقات والأحوال والظروف التي يمر بها الإنسان، أو تمر به، كلها فصول دراسية، يتلقى فيها الإنسان العاقل-ولاسيما المسلم-دروسا بليغة مفيدة إذا كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد!.
وهذه الدروس متنوعة:
- فمنها دروس ناطقة.
- ومنها دروس صامتة، متحركة أو جامدة.
- ومنها أوقات فارغة تنتظر منك أن تملأها بالنافع المفيد من العلم النافع والعمل الصالح.
ولكن الناس وإن دخلوا جميعا هذه المدرسة إلا أنهم لم يرضوا أن يكونوا جميعا تلاميذ يشاهدون دروس مدرسة الحياة، ويستمعون إليها، ويعنون بفهمها واستيعابها، ويعدون لامتحانها العدة سعيا إلى النجاح والفلاح، بل انقسم الناس إلى قسمين:
قسم أراد أن يكون من هذا الصنف الذي يتلقى دروس الحياة برغبة وعناية.
"1" هذا الموضوع منقول من: "وسائل وطرق مشروعة لإطالة العمر"، للمؤلف.
وقسم لم يرضوا بالإقبال على دروس مدرسة الحياة، بل لعلهم لم ينتبهوا أصلا إلى تلك الدروس وإن كانوا في الواقع يسكنون داخل مدرسة الحياة!!.
فيا لله ما أعظم الفرق بين هؤلاء وهؤلاء!.
وما أعظم الفرق بين أناس وأناس!.
وما أعظم الفرق بين قلوب وقلوب!.
ولله في خلقه شؤون، وإنا لله وإنا إليه راجعون!.
وها هو العام الهجري قد انقضى؛ فهل حاسبنا أو حاسب الإنسان نفسه على عام كامل ماذا صنع فيه وماذا أنجز من العمل المفيد؟
وكم أخطأ وكم أصاب؟
وما الذي حفظه وما الذي أضاعه من عام كامل؟
اثنى عشر شهرا ما الذي استثمرناه منها وما الذي أضعناه؟
وما نسبة الضائع من هذا الوقت الطويل؟.
أتدري أيها الأخ الكريم ما طول هذا الوقت؟!
إنه طويل جدا؛ فهذه اثنى عشر شهرا تساوي: "360 يوما" ثلاث مئة وستين يوما.
والثلاث مئة وستون يوما هذه فيها: "8640 ساعة" ثمانية آلاف وست مئة وأربعون ساعة!.
وهذه الساعات فيها: "518400 دقيقة" خمس مئة وثماني عشرة ألف دقيقة وأربع مئة دقيقة!.
ففي أي شيء قضيت هذه المدة الطويلة؟!.
وهل تظن أيها الأخ أنك غير محاسب على هذا الوقت؟!.