الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غير مصدق لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟!.
وماذا يضيرك لو مشيت هذه الخطوة التي يكتب الله لك بها
رضوانه وثوابه؟!.
*قلت مرة لطلابي: يبدو أننا قد شغلتنا الوجبات عن الواجبات!.
وقفة عند مناسبة العيد
وها هو العيد يأتي بعد رمضان؛ فيستقبله الناس أيضا استقبالا متباينا:
- فمنهم من يستقبله بالإخبات والشكر لله تعالى، وصلة الرحم، وفعل الطاعات، والحرص على الحفاظ على مكتسبات رمضان من الخير والطاعات وتزكية النفس.
- ومنهم من يستقبل العيد بالمعاصي والآثام، ولعله لم يعمل من الخير شيئا في رمضان!.
- ومنهم من يستقبل العيد بنقض ما اجتهد فيه من الطاعة في رمضان بالمعاصي والآثام، وبالعودة إلى سابق عهده قبل رمضان أو أسوأ، ولست أدري-كما قلت- لماذا كان مجتهدا إذن في العبادة في رمضان! لماذا يبني ثم يهدم!
- ومنهم من يستقبل العيد بالمظاهر الزائفة، وعدم الاكتراث بالثواب والعقاب، وعدم الاكتراث بمحبطات الطاعات!.
- ها هو قد جاء العيد الذي يعنى كثير من الناس فيه بتجديد ثيابهم وأشيائهم، ولكنهم يغفلون عن تجديد إيمانهم وفضائل أخلاقهم!.
- وماذا ينفعك تجديد ثوبك وأنت أنت لم تجدد إيمانا، ولا علما، ولا أخلاقا فاضلة، ولا أعمالا صالحة!.
عيد بأية حال عدت يا عيد
…
بما مضى أم بأمر فيه تجديد!.
- لو تنبه الإنسان إلى معنى العبودية لله سبحانه في تشريعه عز وجل، وفي الحكمة من تعاقب هذه المناسبات الإيمانية؛ لتعبد لله بقلبه وقالبه وأفعاله!.
- نعم لو تنبه إلى ذلك لم يأخذ هذه الأحكام على التقليد فقط، أو على صورها مع الغفلة عن حقائقها، أو على الاستجابة فيها لداعي الطبع لا لداعي الشرع!.
- إن من لا يتنبه لهذا المعنى فإنه يأكل عند وقت الإفطار؛ لأنه يريد أن يأكل، ويتسحر لأنه يريد أن يأكل، وهكذا بقية التصرفات.
- أما من تنبه إلى هذا المعنى؛ فإنه يتجه بأفعاله إلى الله تعالى تعبدا، لا طلبا لهوى نفسه؛ فيتسحر لأن الله أمره به، ويفطر لأن الله أمره به!. وهكذا يستمر معبدا نفسه لله في سائر تصرفاته حتى يصبح عبدا لله في جميع تصرفاته؛ وعندئذ يجني ثمرة هذه العبادة في الدنيا وفي الآخرة؛ وتظهر عليه آثارها في الدنيا قبل الآخرة؛ فما أطيبه من إنسان، وما أكرمه على الله وعلى عباده!.
- يا أيها الأخ العزيز، ويا أيتها الأخت العزيزة، ما أحوجنا إلى التوقف مع أنفسنا للحساب اليوم قبل غد، ونسائلها:
- ماذا كان الفطور، وماذا كان السحور في رمضان، وماذا كان زادنا بينهما؟!.
- هل اكتفيت في فطورك وسحورك بالحلال؟ أو أضفت إلى ذلك غيبة ونميمة وكلاما لا خير فيه، أو فيه شر وضياع، أو لغو؟!.
- وهل كنت تعد لفطورك وسحورك ذكر الله تعالى، أم كنت تعد لهما الضحك والمضحكات، واللغو من القول، والغيبة والنميمة والتفريق بين الناس؟!.
فإن كانت الثانية فأسألك بالله هل هذا هو الصيام الذي قال الله فيه: {ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} "1"، وهل هذا هو فطوره وسحوره الذي أباحه الله أو أمر به؟! هل تظن ذلك أو أنت عالم بأمره ونهيه ولكنك عامد مخالفة الله رب العالمين؟!.
- وهل أنت على ذكر من موعدك مع ملك الموت الآتي لا محالة؟!.
- وهل أنت متذكر أن الله تعالى يعلم السر وأخفى، وأنه لا تخفى
عليه خافية؟!.
- وهل ظهر أثر ذلك في نيتك وأقوالك وأفعالك، أو هي دعوى مجردة، وعما قليل سيجرد الله صاحبها؛ فلا يحول بينه وبينه حائل؟!.
السعيد من يعتبر قبل أن ينقبر!.
"1" 183: البقرة: 2.