المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وَقَالَ: هَكَذَا أَنْشَدَنِيهِ الْمُفَضَّلُ، وَقَالَ: إِيَّاكَ وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَرْوُونَهُ فُوقَة؛ - لسان العرب - جـ ١٠

[ابن منظور]

الفصل: وَقَالَ: هَكَذَا أَنْشَدَنِيهِ الْمُفَضَّلُ، وَقَالَ: إِيَّاكَ وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَرْوُونَهُ فُوقَة؛

وَقَالَ: هَكَذَا أَنْشَدَنِيهِ الْمُفَضَّلُ، وَقَالَ: إِيَّاكَ وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَرْوُونَهُ فُوقَة؛ قَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ شَنَّة وشِنان وشَنّ وشِنَان، وَيُقَالُ: رَمَيْنَا فُوقاً وَاحِدًا، وَهُوَ أَنْ يَرْمِيَ الْقَوْمُ الْمُجْتَمِعُونَ رَمْيَةً بِجَمِيعِ مَا مَعَهُمْ مِنَ السِّهَامِ، يَعْنِي يَرْمِي هَذَا رَمْيَةً وَهَذَا رَمْيَةً. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أقْبِلْ عَلَى فُوقِ نَبْلك أَيْ أقْبِلْ عَلَى شَأْنِكَ وَمَا يَعْنِيكَ. النَّضْرُ: فُوقُ الذَّكَرِ أَعْلَاهُ، يُقَالُ: كَمَرَةٌ ذَاتُ فُوقٍ؛ وَأَنْشَدَ:

يَا أيُّها الشيخُ الطويلُ المُوقِ،

اغْمِزْ بهنَّ وَضَحَ الطَّريق

غَمْزَك بِالحَوْقاءِ ذاتِ الفُوقِ،

بَيْنَ مَنَاطَيْ رَكَبٍ مَحْلُوقِ

وفُوقُ الرَّحِم: مَشَقّه، عَلَى التَّشْبِيهِ. والفَاقُ: البانُ. وَقِيلَ: الزَّيْتُ الْمَطْبُوخُ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ يَصِفُ شَعَرَ امْرَأَةٍ:

قامَتْ تُرِيكَ أثِيثَ النبْتِ مُنْسدِلًا،

مِثْلَ الأَسَاوِد قَدْ مُسِّحْنَ بالفاقِ

وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَرَادَ الإِنفاق وَهُوَ الْغَضُّ مِنَ الزَّيْتِ، وَرَوَاهُ أَبُو عَمْرٍو: قَدْ شُدِّخن بالفاقِ، وَقَالَ: الفاقُ الصَّحْرَاءُ. وَقَالَ مَرَّةً: هِيَ الأَرض الْوَاسِعَةُ. والفاقُ أَيْضًا: الْمُشْطُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَبَيْتُ الشَّمَّاخِ مُحْتَمِلٌ لِذَلِكَ. التَّهْذِيبُ: الفاقُ الجَفْنة المملوءَة طَعَامًا؛ وَأَنْشَدَ:

تَرَى الأَضيافَ يَنْتَجِعُونَ فَاقِي

السُّلَمِيُّ: شَاعِرٌ مُفْلِقٌ ومُفِيق، بِاللَّامِ وَالْيَاءِ. والفائقُ: مَوْصل الْعُنُقِ فِي الرأْس، فَإِذَا طَالَ الفائقُ طَالَ الْعُنُقُ. واسْتَفَاق مِنْ مَرَضِهِ وَمِنْ سُكْرِهِ وَأَفَاقَ بِمَعْنًى. وَفِي حَدِيثِ

سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: فاستْفاقَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أيْنَ الصبيُّ؟

الاسْتِفاقةُ: اسْتِفْعَالٌ مَنْ أفاقَ إِذَا رَجَعَ إِلَى مَا كَانَ قَدْ شُغِلَ عَنْهُ وَعَادَ إِلَى نَفْسِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِفاقةُ الْمَرِيضِ

«2» . وَالْمَجْنُونِ وَالْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ وَالنَّائِمِ. وَفِي حَدِيثِ

مُوسَى، عليه السلام: فَلَا أَدْرِي أفاقَ قَبْلي

أَيْ قَامَ مِنْ غَشيْته.

فيق: فَاقَ يَفِيقُ: جَادَ بِنَفْسِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ، لُغَةٌ فِي يَفُوق، وَرَوَى ابْنُ الأَثير فِي هَذَا الْمَكَانِ فِي حَدِيثِ

أُم زَرْعٍ: وتُرْويه فِيقةُ البقرةِ

، الفِيقةُ، بالكسر: اسم اللين الَّذِي يَجْتَمِعُ فِي الضَّرْع بَيْنَ الْحَلْبَتَيْنِ، وأَصل الْيَاءِ وَاوٌ انْقَلَبَتْ لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا، وَيُجْمَعُ عَلَى فِيق ثم أَفْوَاق.

‌فصل القاف

قرق: القَرِقُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ: الْمَكَانُ الْمُسْتَوِي. يُقَالُ قاعٌ قَرِقٌ مستوٍ؛ قَالَ يَصِفُ إِبِلًا بِالسُّرْعَةِ:

كأنَّ أيْديهُنَّ، بالقَاعِ القَرِقْ،

أَيْدِي نساءٍ يَتَعَاطَيْنَ الورِقْ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ فِيهِ أَيْضًا القِرْق، بِكَسْرِ الْقَافِ؛ قَالَ الْمَرَّارُ:

وأحَلَّ أقوامٌ بيوتَ بَنِيهِمُ

قِرْقاً، مَدَافعُها بعادُ الأَرْؤسِ

والقَرِق والقَرَق: الْقَاعُ الطَّيِّبُ لَا حِجَارَةَ فِيهِ. التَّهْذِيبُ: وَادٍ قَرِقٌ وقَرْقَر وقَرَقُوس أي أملس، والقَرَقُ الْمَصْدَرُ؛ وَأَنْشَدَ:

تَرَبَّعَتْ مِنْ صُلْبِ رَهْبَى أَنَقَا

ظَواهراً مَرّاً، ومَرّاً غَدَقَا

(2). قوله [وَفِي الْحَدِيثِ

إِفَاقَةُ الْمَرِيضِ

إلخ] هكذا في الأَصل، وفي النهاية بعد قوله وعاد إلى نفسه: ومنه إفاقة المريض

ص: 321

ومِنْ قَيَاقي الصُّوَّتَيْنِ قِيَقَا

صُهْباً، وَقُرْبَانًا تُناصِي قَرَقَا

قَالَ أَبُو نَصْرٍ: القَرّقُ شَبِيهٌ بِالْمَصْدَرِ، وَيُرْوَى عَلَى وَجْهَيْنِ: قَرِقٌ وقَرَقٌ، وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: القِرَقُ الْجَمَاعَةُ، وَجَمْعُهُ أقْراقٌ. يُقَالُ: جَاءَ قِرْقٌ مِنَ النَّاسِ وقِرْقٌ مِنَ النِّسَاءِ. والقِرقَان: أخَوَانِ مِنْ ضَرَّتَيْنِ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ هُوَ لَئِيمُ القِرْق أَيِ الأَصل. والقِرْقُ: الأَصل؛ قَالَ دُكَيْن السَّعدي يَصِفُ فَرَسًا:

ليْسَت مِنَ القِرْقِ البِطاءِ دَوْسَرُ،

قَدْ سَبَقَتْ قَيْساً، وَأَنْتَ تَنْظُرُ

هَكَذَا أَنْشَدَهُ يَعْقُوبُ، وَرَوَاهُ كُرَاعٌ: لَيْسَتْ مِنَ الفُرْقِ، جَمْعُ فَرَسٍ أفْرَق وَهُوَ النَّاقِصُ إِحْدَى الْوَرِكَيْنِ؛ وَيُقَوِّي رِوَايَتَهُ قَوْلُ الْآخَرِ:

طَلَبْت بَنَاتُ أعْوَجَ، حَيْثُ كَانَتْ،

كَرِهْت تَنَاتُجَ الفُرْقِ البِطَاءِ

مَعَ أَنَّهُ قَالَ مِنَ القِرْقِ البِطاءِ فَقَدْ وَصَفَ القِرْقَ، وَهُوَ وَاحِدٌ، بالبِطاء وَهُوَ جَمْعٌ. والقِرْقُ: الأَصل الرَّدِيءُ. والقِرْقُ: الَّذِي يُلْعَبُ بِهِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. التَّهْذِيبُ: والقِرْقُ لَعِبُ السُّدَّرِ. والقَرْقُ: صَوْتُ الدَّجَاجَةِ إِذَا حَضَنَتْ. أَبُو عَمْرٍو: قَرقَ إِذَا هَذَى وقَرقَ إِذَا لَعِبَ بالسُّدِّر. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: استوىَ القِرْقُ فَقُومُوا بِنَا أَيِ اسْتَوَيْنَا فِي اللَّعِبِ فَلَمْ يَقْمُرْ وَاحِدٌ مِنَّا صَاحِبَهُ، وَقِيلَ: القِرْقُ لُعْبَةٌ لِلصِّبْيَانِ يخطُّون في فِي الأَرض خَطًّا وَيَأْخُذُونَ حَصَيَاتٍ فيَصُفُّونها؛ قَالَ ابْنُ أبي الصلث:

وأعْلاقُ الكواكِبِ مُرْسلاتٌ،

كحَبْل القِرْقِ، غايتُها النِّصاب «1»

. شبَّه النُّجُومَ بِهَذِهِ الْحَصَيَاتِ الَّتِي تُصَفّ، وَغَايَتُهَا النِّصابُ أَيِ المَغْرب الَّذِي تَغْرُبُ فِيهِ. أَبُو إِسْحَقَ الْحَرْبِيُّ فِي القِرْق الَّذِي جاءَ فِي حَدِيثِ

أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ كَانَ رُبَّمَا يَرَاهُمْ يَلْعَبُونَ بالقِرْق فَلَا يَنْهَاهُمْ

؛ قَالَ: القِرْقُ، بِكَسْرِ الْقَافِ، لُعْبَةٌ يَلْعَبُ بِهَا أَهْلُ الْحِجَازِ وَهُوَ خطٌّ مُرَبَّع، فِي وَسَطِهِ خَطٌّ مُرَبَّعٌ، فِي وَسَطِهِ خَطٌّ مُرَبَّعٌ، ثُمَّ يُخَطُّ مِنْ كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنَ الْخَطِّ الأَول إِلَى الْخَطِّ الثَّالِثِ، وَبَيْنَ كُلِّ زَاوِيَتَيْنِ خَطٌّ فَيَصِيرُ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرِينَ خَطًّا، وَقَالَ أَبُو إِسْحَقَ: هُوَ شَيْءٌ يُلْعَبُ بِهِ، قَالَ: وسمِّيت الأَربعة عشر.

قربق: يُقَالُ لِلْحَانُوتِ كُرْبَجٌ وكُرْبَق وقُرْبَق. والقُرْيَقُ: اسم موضع؛ وأنشد الأَصعمي:

يَتْبَعْنَ وَرْقاءَ كلَوْن العَوْهَقِ،

لاحقةَ الرِّجْلِ عَنُودَ المِرْفَقِ،

يَا ابْنَ رُقَيْع، هَلْ لَهَا مِنْ مَغْبَقِ؟

مَا شربَتْ بَعْدَ طَوِيِّ القُرْبَقِ،

مِنْ قطرةٍ، غَيْرِ النَّجاءِ الأَدْفَقِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّجَزُ لِسَالِمِ بْنِ قُحْفان، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يَا ابْنَ رُقَيْعٍ، وَمَا بَعْدَهُ للصَّقر بْنِ حَكِيمَ بْنَ مُعَيَّة الرَّبَعِيّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي يُرْوَى لِلصَّقْرِ بْنِ حَكِيمٍ:

قَدْ أقْبَلتْ طَوامِياً مِنْ مَشْرِقِ،

تَرْكَبُ كلَّ صَحْصَحان أخْوَقِ

(1). قوله [كحبل القرق] هكذا في الأَصل، وفي هامش نسخة صحيحة من النهاية: كخيل القرق، وفسرها بقوله خيلها هي الحصيات التي تصف

ص: 322

وَبَعْدَ قَوْلِهِ يَا ابْنَ رُقَيْعٍ:

هَلْ أنْتَ ساقِيها، سَقَاك المُستْقي؟

وَرَوَى أَبُو عَلِيٍّ النِّجاء، بِكَسْرِ النُّونِ، وَقَالَ: هُوَ جَمْعُ نجْوَة وَهِيَ السَّحَابَةُ، وَالْمَعْنَى مَا شَرِبَتْ غَيْرَ ماءِ النِّجاء، فَحَذَفَ الْمُضَافَ الَّذِي هُوَ الْمَاءُ لأَن السَّحَابَ لَا يُشْرَبُ، قَالَ: وَالظَّاهِرُ مِنَ الْبَيْتِ عِنْدِي أَنَّهُ يُرِيدُ بالنَّجاء الأَدفق السَّيْرَ الشَّدِيدَ، لأَن النَّجْوَ هُوَ السَّحَابُ الَّذِي هَراقَ الْمَاءَ، وَهَذَا لَا يَصِحُّ أَنْ يُوصَفَ بالغُزْرِ والدَّفْقِ، وَرَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ: الكُرْبَق، بِالْقَافِ وَالْكَافِ، وَقَالَ هُوَ الْبَصْرَةُ؛ وَقَالَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ: هُوَ الْحَانُوتُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، يَعْنِي كُلْبَهْ.

قرطق: فِي حَدِيثِ

مَنْصُورٍ: جَاءَ الْغُلَامُ وَعَلَيْهِ قُرْطَقٌ أَبيض

أَيْ قَبَاءٌ، وَهُوَ تَعْرِيبُ كُرْتَهْ، وَقَدْ تُضَمُّ طَاؤُهُ، وَإِبْدَالُ الْقَافِ مِنَ الْهَاءِ فِي الأَسماء الْمُعْرَبَةِ كَثِيرٌ كالبَرْق والباشَقِ والمُسْتُقِ. وَفِي حَدِيثِ الْخَوَارِجِ:

كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ حَبَشِيٌّ عَلَيْهِ قُرَيْطق

؛ هُوَ تَصْغِيرُ قُرْطَق.

ققق: القَقَّةُ: حَدَثُ الصَّبِيِّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّمَا هُوَ قِقَةٌ، بِكَسْرِ الْقَافِ الأَولى وَفَتْحِ الثَّانِيَةِ وَتَخْفِيفِهَا؛ ابْنُ سِيدَهْ: الْقَافُ مُضَاعَفَةٌ، فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: أَلَا تُبايعُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ يَعْنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا شبَّهت بَيْعَتَكُمْ إِلَّا بقَقَّة، أَتَعْرِفُ مَا قَقَّة الصَّبِيِّ؟ يحْدِثُ ثُمَّ يَضَعُ يَدَهُ فِي حَدَثِهِ فَتَقُولُ لَهُ أُمُّهُ: قَقَّة

قَالَ الأَزهري: لَمْ يجئْ ثَلَاثَةُ أَحْرُفٍ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ، فَاؤُهَا وَعَيْنُهَا وَلَامُهَا حَرْفٌ وَاحِدٌ، إِلَّا قَوْلُهُمْ قَعَدَ الصبيُّ عَلَى قَقَقِهِ وصَصَصِه أَيْ حَدَثِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَعَدَ الصَّبِيُّ عَلَى قَقَقِه؛ حَكَاهَا الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ وَهُوَ مِنَ الشُّذُوذِ وَالضَّعْفِ بِحَيْثُ تَرَاهُ. التَّهْذِيبُ: فِي الْحَدِيثِ

أَنَّ فُلَانًا وَضَعَ يَدَهُ فِي قَقَّة

؛ قَالَ شَمِرٌ: قَالَ الْهَوَازِيُّ القَقَّةُ مَشْيُ الصَّبِيِّ وَهُوَ حدَثه، قَالَ: وَإِذَا أَحْدَثَ الصَّبِيُّ قَالَتْ أُمُّهُ: قَقَّةٌ دَعْهُ، قَقَّةٌ دَعْهُ، قَقَّةٌ دَعْهُ، فَرَفَعَ وَنَوَّنَ وَقَالَ وَقَعَ فُلَانٌ فِي قَقَّة إِذَا وَقَعَ فِي رَأْيِ سُوءٍ. ابْنُ الأَعرابي: القَقَقَةُ الْغِرْبَانُ الأَهلية. الْخَطَّابِيُّ: قَقَّة شَيْءٌ يُرَدِّدُهُ الطِّفْلُ عَلَى لِسَانِهِ قَبْلَ أَنْ يتدَرَّب بِالْكَلَامِ، فَكَأَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَرَادَ تِلْكَ بَيْعَةٌ تَوَلَّاهَا الأَحداث وَمَنْ لَا يَعْتَبِرُ بِهِ؛ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وهو صَوْتٌ يصوِّت بِهِ الصَّبِيُّ أَوْ يصوَّتُ لَهُ بِهِ إِذَا فَزِع مِنْ شَيْءٍ أَوْ فُزِّع إِذَا وَقَعَ فِي قَذِرٍ، وَقِيلَ: القَقَّة العِقْيُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ بَطْنِ الصَّبِيِّ حِينَ يُولَدُ، وَإِيَّاهُ عَنَى ابْنُ عُمَرَ حِينَ قِيلَ لَهُ:

هَلَّا بَايَعْتَ أَخَاكَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ؟ فَقَالَ: إِنَّ أَخِي وَضَعَ يَدَهُ فِي قَقَّة

أَيْ لَا أنْزِع يَدِي مِنْ جَمَاعَةٍ وَأَضَعُهَا في فرقة.

قلق: القَلَقُ: الِانْزِعَاجُ. يُقَالُ: بَاتَ قَلِقاً، وأقلَقَهُ غَيْرُهُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:

إِلَيْكَ تَعْدُو قَلِقاً وَضِينُها،

مُخَالِفًا دِينَ النَّصارَى دِينُها

القَلَقُ: الِانْزِعَاجُ، والوَضِينُ: حِزَامُ الرَّحْلِ؛ أَخْرَجَهُ

الْهَرَوِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْمُعْجَمِ عَنْ سَالِمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أَفَاضَ مِنْ عَرَفات وَهُوَ يَقُولُ ذَلِكَ، وَالْحَدِيثُ مَشْهُورٌ بِابْنِ عُمَرَ مِنْ قَوْلِهِ قَلِقَ الشيءُ قَلَقاً

، فَهُوَ قَلِقٌ ومِقْلاق، وَكَذَلِكَ الأَنثى بِغَيْرِ هَاءٍ؛ قَالَ الأَعشى:

رَوَّحَتْه جَيْداء دانية المَرْتَع،

لا خَبَّةٌ ولا مِقْلاق

ص: 323

وَامْرَأَةٌ مِقْلاق الوِشاح: لَا يَثْبُتُ عَلَى خَصْرِهَا مِنْ رِقَّتِهِ. وأقْلَقَ الشيءَ مِنْ مَكَانِهِ وقَلَقَه: حَرَّكَهُ. والقَلَقُ: أَنْ لَا يَسْتَقِرُّ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَقَدْ أقلَقَهُ فقَلِقَ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ: أقلِقُوا السُّيُوفَ فِي الْغِمْدِ

أَيْ حرِّكوها فِي أَغْمَادِهَا قَبْلَ أَنْ تَحْتَاجُوا إِلَى سَلّها لِيَسْهُلَ عِنْدَ الْحَاجَةِ إِلَيْهَا. والقَلَقِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ الْحُلِيِّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدْرِي إِلَى أَيِّ شَيْءٍ نُسِبَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَنْسُوبًا إِلَى القَلَق الَّذِي هُوَ الِاضْطِرَابُ كَأَنَّهُ يَضْطَرِبُ فِي سِلْكِهِ وَلَا يَثْبُتُ، فَهُوَ ذُو قَلَقٍ لِذَلِكَ؛ قَالَ عَلَقَةُ بْنُ عَبْدَةَ:

مَحالٌ كأجْوازِ الجَرادِ، ولُؤلُؤٌ

مِنَ القَلَقِيِّ والكَبِيسِ المُلَوَّبِ

التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ لِضَرْبٍ مِنَ الْقَلَائِدِ الْمَنْظُومَةِ بِاللُّؤْلُؤِ قَلَقِيّ. والقِلِّقُ والتِّقِلِّقُ: مِنْ طير الماء.

قندق: القُنْداق: صَحِيفَةُ الْحِسَابِ.

قوق: القُوقُ والقاقُ، غَيْرُ مَهْمُوزٍ، والقُوَاق: الطَّوِيلُ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَبِيحُ الطُّولِ. أَبُو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ لِلطَّوِيلِ قاقٌ وقُوقٌ وقِيقٌ وأنْقُوق، والقُوق: الأَهوج الطُّولِ؛ وَأَنْشَدَ:

أحْزَم لَا قُوقٌ وَلَا حَزَنْبَلُ

والقاقُ: الأَحمق الطَّائِشُ؛ وأَنشد:

لَا طائشٌ قاقٌ وَلَا غَبيّ

والقاقُ: طَائِرٌ مَائِيٌّ طَوِيلُ العنُق. والقُوقُ: طَائِرٌ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ طَوِيلُ الْعُنُقِ قَلِيلُ نَحْضِ الْجِسْمِ؛ وأَنشد:

كأَنَّكَ مِنْ بَنَاتِ الْمَاءِ قُوقُ

والقُوق: طَائِرٌ لَمْ يُحَلّ. أَبُو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ قُوق، والأَنثى قُوقة، لِلطَّوِيلِ الْقَوَائِمِ، وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ قاقٌ وقاقةٌ، والقُوقةُ بِالْهَاءِ للأَصلع؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ وَأَنْشَدَ:

مِنَ القُنْبُصاتِ قُضاعِيّة

لَهَا ولدٌ قُوقَةٌ أحدَبُ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ أَنْشَدَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ الدَّمامةِ والقِصَر وَنَسَبَهُ لِبَعْضِ الْهُذَلِيِّينَ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ القُوقةُ الأَصلع وَهَذِهِ رِوَايَةُ الأَلفاظ؛ وَأَمَّا الَّذِي فِي شِعْرِهِ فَهُوَ:

لِزَوْجةِ سوءٍ فَشا سرُّها

عليَّ جِهاراً، فَهِيْ تَضْرِبُ

عَلَى غَيْرِ ذنبٍ، قُضاعِيّةٍ،

لها ولد قُوقَة أحْدَبُ

خَفَضَ قُضَاعِيَّةً عَلَى الْبَدَلِ مِنْ زَوْجَةٍ. وَقُوقٌ: بِمَعْنَى مَعَ «2» أَنِّي لَهَا مَعَ زَوْجِهَا، وَالشَّاعِرُ غُلَامٌ مِنْ هُذَيْل شَكَا فِي الشِّعْرِ عُقوق أَبِيهِ، وَأَنَّهُ نَفَاهُ لأَجل امرأَة كَانَتْ لَهُ، يُرِيدُ نَفَانِي لِزَوْجَةِ سُوءٍ؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِآخَرَ:

أَيُّهَا القَسُّ الَّذِي قَدْ

حَلَقَ القُوقةَ حَلْقَهْ،

لَوْ رأَيت الدَّفّ مِنْهَا،

لَنَسَقْتَ الدَّفّ نَسْقَةْ

والقُوقةُ: الصَّلَعةُ. وَرَجُلٌ مُقَوَّق: عَظِيمُ الصَّلَعة. وقُوق: مَلِكٌ رُوميّ. وَالدَّنَانِيرُ القُوقيَّة: مِنْ ضَرْبِ قَيْصَر كَانَ يُسَمَّى قُوقاً. وَفِي حَدِيثِ

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: أَجئتم بِهَا هِرَقْلِيَّةً قُوقِيَّةً؟

يُرِيدُ:

(2). قوله [وقوق بمعنى مع إلخ] هو كذلك بالأَصل.

ص: 324

البيعةُ لأَولاد الْمُلُوكِ سُنَّةُ الرُّومِ وَالْعَجَمِ، قَالَ ذَلِكَ لَمَّا أَراد مُعَاوِيَةُ أَنْ يُبَايِعَ أهلُ الْمَدِينَةِ ابْنَهُ يَزِيدَ بِوِلَايَةِ الْعَهْدِ. وَقُوق: اسْمُ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الرُّومِ، وَإِلَيْهِ تُنْسَبُ الدَّنَانِيرُ القُوقِيّة، وَقِيلَ: كَانَ لَقَبُ قَيْصَرَ قُوقاً، وَرُوِيَ بِالْقَافِ وَالْفَاءِ مِنَ القَوْف الإِتباع، كأَن بَعْضَهُمْ يَتْبَعُ بَعْضًا. وَدِينَارٌ قُوقيّ: يُنْسَبُ إِلَيْهِ. وقَاقَ النعامُ: صَوَّت؛ قَالَ النابغة:

كأَنَّ غَدِيرَهُمْ، بِجَنُوبِ سِلَّى،

نَعامٌ قَاقَ فِي بلدٍ قِفَارِ

أَراد غَدِير نَعامٍ فَحَذَفَ الْمُضَافَ وَأَقَامَ الْمُضَافَ إِلَيْهِ مَقَامَهُ، وَمَعْنَاهُ أَيْ كَانَ حَالُهُمْ فِي الْهَزِيمَةِ حَالَ نَعامٍ تَغْدُو مَذْعُورَةً، وَهَذَا الْبَيْتُ نَسَبَهُ ابْنُ بري لشَقِيق ابن جَزْء بْنُ رَبَاحٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا قَضَيْتُ عَلَى أَلِفِ قَاقَ بِأَنَّهَا وَاوٌ لأَنها عَيْنٌ وَالْعَيْنُ وَاوًا أَكْثَرُ مِنْهَا يَاءً. والقَيْقُ والقَقْوُ والقَوْقُ: صَوْتُ الغِرْغِرَةِ إِذَا أَرَادَتِ السِّفاد وَهِيَ الدَّجَاجَةُ السِّنْدِيَّةُ. الأَزهري: قُوْقُ المرأَة وَسُوسُهَا «1» صَدْعُ فَرْجِهَا؛ وأَنشد:

نُفاثِيَّة أَيَّان مَا شاءَ أَهلُها،

رأَوا قُوقَها فِي الخُصّ لم يَتَغَيَّبِ

قيق: القِيقَاةُ والقِيقاءَةُ، بِالْمَدِّ وَالْقَصْرِ: الأَرض الْغَلِيظَةُ، وَقِيلَ الْمُنْقَادَةُ وَالْهَمْزَةُ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْيَاءِ وَالْيَاءُ الأُولى مُبْدَلَةً مِنَ الْوَاوِ، وَيَدُلُّكَ عَلَيْهِ قَوْلُهُمْ فِي الْجَمْعِ القَوَاقي، وَهُوَ فعْلاء مُلْحَقٌ بسِرْدَاح، وَكَذَلِكَ الزِّيزاءَة لأَنه لَا يَكُونُ فِي الْكَلَامِ مِثْلُ القِلْقَالِ إِلَّا مَصْدَرًا وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى اللَّفْظِ فَيُقَالُ قَيَاقٍ، وَالْجَمْعُ قِيقاء وقَيَاقٍ؛ قَالَ:

إِذَا تَمَطَيْنَ عَلَى القَيَاقي،

لاقَيْنَ مِنْهُ أُذُنَيْ عَناقِ

قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ قَوَاق فَجَعَلَ الْيَاءَ فِي قَيَاقٍ بَدَلًا كَمَا أَبدلها فِي قَيْل. ابْنُ شُمَيْلٍ: القِيقَاة جَمْعُهَا قِيقاء مِنَ القَوَاقي وَهُوَ مَكَانٌ ظَاهِرٌ غَلِيظٌ كَثِيرُ الْحِجَارَةِ وَحِجَارَتُهَا الأَظِرّةُ، وَهِيَ مُسْتَوِيَةٌ بالأَرض وَفِيهَا نُشُوز وَارْتِفَاعٌ مَعَ النُّشُوزِ، نُثِرَتْ فِيهَا الْحِجَارَةُ نَثْراً لَا تَكَادُ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَمْشِيَ فِيهَا، وَمَا تَحْتَ الْحِجَارَةِ المنْثورة حِجَارَةٌ غاصٌّ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ لَا تَقْدِرُ أَنْ تَحْفِرَهَا، وَحِجَارَتُهَا حُمْرٌ تُنْبِتُ الشَّجَرَ وَالْبَقْلَ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

وخَبَّ أَعْرَافُ السَّفَا عَلَى القِيَقْ

كأَنه جَمْعُ قِيقَة وَإِنَّمَا هِيَ قِيقَاة فَحُذِفَ أَلفها، وَقِيلَ هِيَ قِيقَةٌ، وَجَمْعُهَا قَيَاقٍ؛ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُ رُؤْبَةَ:

واسْتَنَّ أَعرافُ السَّفا عَلَى القِيَقْ

الْقِيَقُ يُرِيدُ جَمْعَ قِيقاءَةٍ كَأَنَّهُ أَخرجه عَلَى جَمْعِ قِيقةٍ. والقِيقاةُ والقيقايَةُ: وِعَاءُ الطَّلْع. ابْنُ الأَعرابي: القَيْقُ صَوْتُ الدَّجَاجَةِ إِذَا دَعَتِ الدِّيكَ للسِّفاد، وَقَالَ أَيْضَا: القِيقُ الْجَبَلُ الْمُحِيطُ بِالدُّنْيَا. الْفَرَّاءُ: القِيقيةُ الْقِشْرَةُ الرَّقِيقَةُ الَّتِي تَحْتَ القَيْضِ مِنَ الْبَيْضِ، وأَما الغِرْقِئُ فَالْقِشْرَةُ الْمُلْتَزِقَةُ بِبَيَاضِ الْبَيْضِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ لِبَيَاضِ الْبَيْضِ القئْقئ وَلِصُفْرَتِهَا المُخّ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

والجلْدُ مِنْهَا غِرْقِئ القُوَيْقِيَهْ

القُوَيْقِيةُ: كِنَايَةٌ عن البيضة.

(1). قوله [وسوسها] هكذا في الأَصل.

ص: 325