المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل الباء الموحدة - لسان العرب - جـ ١٠

[ابن منظور]

الفصل: ‌فصل الباء الموحدة

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُرَاهُ أيِكِ الأَرَاك فَخُفِّفَ، وأيْك أيِكٌ مُثْمر، وَقِيلَ هُوَ عَلَى الْمُبَالَغَةِ. وَفِي التَّهْذِيبِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ

؛ وَقُرِئَ أَصْحَابُ لَيكة، وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنَّ اسْمَ الْمَدِينَةِ كَانَ لَيْكة، وَاخْتَارَ أَبُو عُبَيْدٍ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ وَجَعَلَ لَيْكة لَا تَنْصَرِفُ، وَمَنْ قَرَأَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ

قَالَ: الأَيْك الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ، يُقَالُ أيْكة وأيْك، وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: إِنَّ شَجَرَهُمْ كَانَ الدَّوْم. وَرَوَى شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: يُقَالُ أيْكة مِنْ أثْل، ورَهْطٌ مِنْ عُشَر، وقَصِيمَة مِنْ غَضاً؛ قَالَ الزَّجَاجُ: يَجُوزُ وَهُوَ حَسَنٌ جِدًّا

كَذَّبَ أَصْحَابُ لَيْكةِ

، بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى الْكَسْرِ، عَلَى أَنَّ الأَصل الأَيكةِ فأُلقيت الْهَمْزَةُ فَقِيلَ الَيْكةِ، ثُمَّ حُذِفَتِ الأَلف فَقَالَ لَيْكَةِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ «1» الأَحمرُ قَدْ جَاءَنِي، وَتَقُولُ إِذَا أَلقت الْهَمْزَةُ: الَحْمرُ جَاءَنِي، بِفَتْحِ اللَّامِ وَإِثْبَاتِ أَلِفِ الْوَصْلِ، وَتَقُولُ أَيْضًا: لَحْمَرُ جَاءَنِي، يُرِيدُونَ الأَحْمَرَ؛ قَالَ: وَإِثْبَاتُ الأَلف وَاللَّامِ فِيهَا فِي سَائِرِ الْقُرْآنِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ حَذْفَ الْهَمْزَةِ مِنْهَا الَّتِي هِيَ أَلِفُ وَصْلٍ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِمْ لَحْمَرَ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَنْ قَرَأَ كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ

، فَهِيَ الغَيْضة، وَمَنْ قَرَأَ

لَيْكة

فَهِيَ اسْمُ الْقَرْيَةِ. وَيُقَالُ: هُمَا مثل بَكَّة ومَكَّة.

‌فصل الباء الموحدة

بتك: البَتْك: الْقَطْعُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ

؛ قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: يَقُولُ فَلَيُقَطِّعُنَّ؛ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: كَأَنَّهُ أَرَادَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، تبْحِير أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ آذَانَ أَنْعَامِهِمْ وَشَقِّهِمْ إِيَّاهَا. اللَّيْثُ: البَتْك قَطْعُ الأُذن مِنْ أَصْلِهَا. وبَتَّك الْآذَانَ أَيْ قَطِّعْهَا، شَدَّدَ لِلْكَثْرَةِ، وَقِيلَ: البَتْكُ أَنْ تَقْبِضَ عَلَى شَيْءٍ بِيَدِكَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَنْ تَقْبِضَ عَلَى شَعْرٍ أَوْ رِيشٍ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ ثُمَّ تَجْذِبُهُ إِلَيْكَ حَتَّى يَنْقَطِعَ فيَنْبَتِك مِنْ أَصْلِهِ وَيَنْتَتِفُ، وَكُلُّ طَائِفَةٍ صَارَتْ فِي يَدِكَ مِنْ ذَلِكَ فَاسْمُهَا بِتْكَةٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ:

حَتَّى إِذَا مَا هَوَتْ كَفُّ الْغُلَامِ لَهَا،

طارَتْ وَفِي كَفِّه مِنْ رِيشِهَا بِتَكُ

وَقِيلَ: البَتْك قَطْعُ الشَّيْءِ مِنْ أَصْلِهِ، بَتَكه يَبْتِكُه ويَبْتُكه بَتْكاً أَيْ قَطَعَهُ، وبَتَّكه فانْبَتك وتَبَتَّك. والبِتْكةُ والبَتْكة: الْقِطْعَةُ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ بِتَكٌ؛ وَاسْتَشْهَدَ بِبَيْتِ زُهَيْرٍ:

طارَتْ وَفِي كَفِّهِ مِنْ ريشها بِتَكُ

وَسَيْفٌ باتِكٌ أَيْ صَارِمٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

إِذَا طَلَعَتْ أُولى العَدِيِّ، فنَفْرَةٌ

إِلَى سَلَّةٍ مِنْ صَارِمِ الغَرِّ باتِكِ

وَسَيْفٌ باتِكٌ وبَتُوك: قَاطِعٌ، وَسُيُوفٌ بَواتِكُ. والبِتْكة أَيْضًا: جَهْمة مِنَ الليل.

بخنك: البُخْنُك: لُغَةٌ فِي البُخْنُقِ.

برك: البَرَكة: النَّماء وَالزِّيَادَةُ. والتَّبْريك: الدُّعَاءُ للإِنسان أَوْ غَيْرِهِ بِالْبَرَكَةِ. يُقَالُ: بَرَّكْتُ عَلَيْهِ تَبْريكاً أَيْ قُلْتَ لَهُ بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ. وَبَارَكَ اللَّهُ الشيءَ وَبَارَكَ فِيهِ وَعَلَيْهِ: وَضَعَ فِيهِ البَرَكَة. وَطَعَامٌ بَرِيك: كَأَنَّهُ مُبارك. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ

، قَالَ: الْبَرَكَاتُ السَّعَادَةُ؛ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ:

(1). قَوْلُهُ [والعرب تقول إلخ] عبارة زاده على البيضاوي كما تقول: مررت بالأَحمر، على تحقيق الهمزة، ثم تخففها فتقول بلحمر، فإن شئت كتبته في الخط على ما كتبته أولًا وإن شئت كتبته بالحذف على حكم لفظ اللافظ فلا يجوز حينئذ إلا الجر كما لا يجوز في الأيكة إلا الجر.

ص: 395

وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي التَّشَهُّدِ:

السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ

، لأَن مَنْ أَسْعَدَهُ اللَّهُ بِمَا أَسْعَدَ بِهِ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، فَقَدْ نَالَ السَّعَادَةَ الْمُبَارَكَةَ الدَّائِمَةَ. وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم:

وبارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ

أَيْ أَثْبِتْ لَهُ وَأَدِمْ مَا أَعْطَيْتَهُ مِنَ التَّشْرِيفِ وَالْكَرَامَةِ، وَهُوَ مِنْ بَرَكَ الْبَعِيرُ إِذَا أَنَاخَ فِي مَوْضِعٍ فَلَزِمَهُ؛ وَتُطْلَقُ البَرَكَةُ أَيْضًا عَلَى الزِّيَادَةِ، والأَصلُ الأَولُ. وَفِي حَدِيثِ

أُمِّ سُلَيْمٍ: فحنَّكه وبَرَّك عَلَيْهِ

أَيْ دَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ. وَيُقَالُ: باركَ اللَّهُ لَكَ وَفِيكَ وَعَلَيْكَ وتَبَارك اللَّهُ أَيْ بَارَكَ اللَّهُ مِثْلَ قاتَلَ وتَقاتَلَ، إِلَّا أَنَّ فاعلَ يتعدى وتفاعلَ لَا يَتَعَدَّى. وتَبَرّكْتُ بِهِ أَيْ تَيَمَّنْتُ بِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها

؛ التَّهْذِيبُ: النَّارُ نُورُ الرَّحْمَنِ، وَالنُّورُ هُوَ اللَّهُ تبارك وتعالى، ومَنْ حَوْلَهَا مُوسَى وَالْمَلَائِكَةُ. وَرُوِيَ عَنِ

ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ

، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَمَنْ حَوْلَها الْمَلَائِكَةُ

، الْفَرَّاءُ: إِنَّهُ فِي حَرْفِ

أُبَيٍّ أَنْ بُورِكَت النارُ ومنْ حَوْلَهَا

، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ باركَكَ اللَّهُ وبارَكَ فِيكَ، قَالَ الأَزهري: مَعْنَى بَرَكة اللَّهِ عُلُوُّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؛ وَقَالَ

أَبُو طَالِبِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ:

بُورِكَ المَيِّتُ الغريبُ، كَمَا بُورك

نَضْحُ الرُّمَّان وَالزَّيْتُونِ

وَقَالَ:

بارَك فِيكَ اللهُ مِنْ ذِي ألِ

وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَبارَكْنا عَلَيْهِ

. وَقَوْلُهُ: بارَكَ اللَّهُ لَنَا فِي الْمَوْتِ؛ مَعْنَاهُ بَارَكَ اللَّهُ لَنَا فِيمَا يُؤَدِّينَا إِلَيْهِ الْمَوْتُ؛ وَقَوْلُ أَبِي فِرْعَوْنَ:

رُبَّ عجوزٍ عِرْمس زَبُون،

سَرِيعة الرَّدِّ عَلَى الْمِسْكِينِ

تَحْسَبُ أنَّ بُورِكاً يَكْفِينِي،

إِذَا غَدَوتُ باسِطاً يَميني

جَعَلَ بُورِك اسَمًا وَأَعْرَبَهُ، ونحوٌ مِنْهُ قَوْلُهُمْ: مِنْ شُبٍّ إِلَى دُبٍّ؛ جَعَلَهُ اسْمًا كدُرٍّ وبُرٍّ وَأَعْرَبَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى يَعْنِي الْقُرْآنَ: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ

، يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ نَزَلَ فِيهَا جُملةً إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ثُمَّ نَزَلَ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. وَطَعَامٌ بَرِيكٌ: مُبَارَكٌ فِيهِ. وَمَا أبْرَكَهُ: جَاءَ فعلُ التَّعَجُّبِ عَلَى نِيَّةِ الْمَفْعُولِ. وتباركَ اللَّهُ: تقدَّس وَتَنَزَّهَ وَتَعَالَى وَتَعَاظَمَ، لَا تَكُونُ هَذِهِ الصِّفَةُ لِغَيْرِهِ، أَيْ تطَهَّرَ. والقُدْس: الطُّهْرُ. وَسُئِلَ أَبُو الْعَبَّاسِ عَنْ تَفْسِيرِ تبارَكَ اللهُ فَقَالَ: ارْتَفَعَ. والمُتبارِكُ: الْمُرْتَفِعُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: تبارَكَ تفاعَلَ مِنَ البَرَكة، كَذَلِكَ يَقُولُ أَهْلُ اللُّغَةِ. وَرَوَى

ابْنُ عَبَّاسٍ: وَمَعْنَى البَرَكة الْكَثْرَةُ فِي كُلِّ خَيْرٍ

، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ:

تَبارَكَ تَعَالَى وَتَعَاظَمَ

، وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: تبارَكَ اللَّهُ أَيْ يُتَبَرَّكُ بِاسْمِهِ فِي كُلِّ أَمْرٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ تبارَكَ اللَّهُ: تَمْجِيدٌ وَتَعْظِيمٌ. وتبارَكَ بِالشَّيْءِ: تَفاءَل بِهِ. الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ*

، قَالَ: الْمُبَارَكُ مَا يَأْتِي مِنْ قِبَله الْخَيْرُ الْكَثِيرُ وَهُوَ مِنْ نَعْتِ كِتَابٍ، وَمَنْ قَالَ

أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكًا

جَازَ فِي غَيْرِ الْقِرَاءَةِ. اللِّحْيَانِيُّ: بارَكْتُ عَلَى التِّجَارَةِ وَغَيْرِهَا أَيْ وَاظَبْتُ عَلَيْهَا، وَحَكَى بَعْضُهُمْ تباركتُ بِالثَّعْلَبِ الَّذِي تباركتَ بِهِ. وبَرَكَ الْبَعِيرُ يَبْرُكُ بُروكاً أَيِ اسْتَنَاخَ، وأبرَكته أَنَا فبَرَكَ، وَهُوَ قَلِيلٌ، والأَكثر أنَخْتُه فَاسْتَنَاخَ. وبَرَكَ: أَلْقَى بَرْكَهُ بالأَرض وَهُوَ صَدْرُهُ، وبَرَكَتِ الإِبل تَبْرُكُ بُروكاً وبَرَّكَتْ: قَالَ الرَّاعِي:

ص: 396

وَإِنْ بَرَكَتُ مِنْهَا عجاساءُ جلَّةٌ،

بمَحْنيَةٍ، أجلَى العِفاسَ وبَرْوَعا

وأبرَكَها هُوَ، وَكَذَلِكَ النَّعَامَةُ إِذَا جَثَمَتْ عَلَى صَدْرِهَا. والبَرْكُ: الإِبل الْكَثِيرَةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ مُتَمِّمِ بْنِ نُوَيْرَةَ:

إِذَا شارفٌ منهنَّ قامَتْ ورَجَّعتْ

حَنِيناً، فَأَبْكَى شَجْوُها البَرْكَ أَجْمَعَا

وَالْجَمْعُ البُرُوك، والبَرْكُ جَمْعُ باركٍ مِثْلَ تَجْرٍ وَتَاجِرٍ، والبَرْكُ: جَمَاعَةُ الإِبل الْبَارِكَةِ، وَقِيلَ: هي إبل الحِواءِ كلُّها الَّتِي تَرُوحُ عَلَيْهَا، بَالِغًا مَا بلغَتْ وَإِنْ كَانَتْ أُلُوفًا؛ قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:

كَأَنَّ ثِقالَ المُزنِ بَيْنَ تُضارِعٍ

وشابَةَ بَرْكٌ، مِنْ جُذامَ، لَبِيجُ

لَبيجٌ: ضَارِبٌ بِنَفْسِهِ؛ وَقِيلَ: البَرْك يَقَعُ عَلَى جَمِيعِ مَا بَرَكَ مِنْ جَمِيعِ الجِمال والنُّوقِ عَلَى الْمَاءِ أَوِ الفَلاة مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ أَوِ الشِّبَعِ، الْوَاحِدُ بارِكٌ والأُنثى بَارِكَةٌ. التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ البَرْكُ الإِبل البُرُوك اسْمٌ لِجَمَاعَتِهَا؛ قَالَ طَرَفَةُ:

وبَرْكٍ هُجُودٍ قَدْ أثارَتْ مَخافَتِي

بَوَاديَها، أَمْشِي بعَضْبٍ مُجَرَّد

وَيُقَالُ: فُلَانٌ لَيْسَ لَهُ مَبْرَكُ جَمَلٍ. وَكُلُّ شَيْءٍ ثَبَتَ وَأَقَامَ، فَقَدْ بَرَكَ. وَفِي حَدِيثِ

عَلْقَمَةَ: لَا تَقْرَبْهم فَإِنَّ عَلَى أَبْوَابِهِمْ فِتَناً كَمبارِك الإِبل

؛ هو الْمَوْضِعُ الَّذِي تَبْرُكُ فِيهِ، أَرَادَ أَنَّهَا تُعْدِي كَمَا أَنَّ الإِبل الصِّحَاحَ إِذَا أُنِيخَتْ فِي مَبارك الجَرْبَى جَرِبَتْ. والبِرْكة: أَنْ يَدِرّ لبَنُ النَّاقَةِ وَهِيَ بَارِكَةٌ فيقيمَها فَيَحْلِبَهَا؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

وحَلَبْتُ بِرْكتها اللَّبُون،

لَبون جُودِكَ غَيْرُ ماضِرْ

وَرَجُلٌ مُبْتَرِكٌ: معتمِد عَلَى الشَّيْءِ مُلِحٌّ؛ قَالَ:

وعامُنا أعْجَبَنا مُقَدَّمُهُ،

يُدْعَى أَبَا السَّمْح وقِرْضابٌ سِمُهْ،

مُبْتَرِكٌ لِكُلِّ عَظْمٍ يَلْحُمُهْ

وَرَجُلٌ بُرَكٌ: بارِكٌ عَلَى الشَّيْءِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَأَنْشَدَ:

بُرَكٌ عَلَى جَنْبِ الإِناء مُعَوَّدٌ

أَكْلَ البِدَانِ، فلَقْمُه مُتدارِكُ

اللَّيْثُ: البِرْكةُ مَا وَلِيَ الأَرض مِنْ جِلْدِ بَطْنِ الْبَعِيرِ وَمَا يَلِيهِ مِنَ الصَّدْرِ، وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ مَبْرَك الْبَعِيرِ، والبَرْكُ كَلْكل الْبَعِيرِ وَصَدْرُهُ الذي يدُوك بِهِ الشَّيْءُ تَحْتَهُ؛ يُقَالُ: حَكَّه ودكَّه وَدَاكَّهُ بِبَرْكه؛ وَأَنْشَدَ فِي صِفَةِ الْحَرْبِ وَشِدَّتِهَا:

فأقْعَصَتهُمْ وحَكَّتْ بَرْكَها بِهِمُ،

وأعْطَتِ النّهْبَ هَيَّانَ بْنَ بَيَّانِ

والبَرْك والبِرْكةُ: الصَّدْرُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا وَلِيَ الأَرض مِنْ جِلْدِ صَدْرِ الْبَعِيرِ إِذَا بَرَك، وَقِيلَ: البَرْك للإِنسان والبِرْكة لِما سِوَى ذَلِكَ، وَقِيلَ: البَرْك الْوَاحِدُ، والبِركة الْجَمْعُ، وَنَظِيرُهُ حَلْي وحِلْية، وَقِيلَ: البَرْكُ بَاطِنُ الصَّدْرِ والبِركة ظَاهِرُهُ؛ والبِرْكة مِنَ الْفَرَسِ الصَّدْرُ؛ قَالَ الأَعشى:

مُسْتَقْدِم البِرْكَة عَبْل الشَّوَى،

كَفْتٌ إِذَا عَضَّ بفَأسِ اللِّجام

الْجَوْهَرِيُّ: البَرْكُ الصَّدْرُ، فَإِذَا أَدْخَلْتَ عَلَيْهِ الْهَاءَ كَسَرْتَ وَقُلْتَ بِرْكة؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ:

فِي مِرْفَقَيْهِ تَقاربٌ، ولَهُ

بِرْكَةُ زَوْرٍ كَجبأة الخَزَمِ

وَقَالَ يَعْقُوبُ: البَرْكُ وَسَطُ الصَّدْرِ؛ قَالَ ابْنُ

ص: 397

الزِّبَعْرى:

حِينَ حَكَّتْ بقُباءٍ بَرْكَها،

واسْتَحَرَّ الْقَتْلُ فِي عَبْدِ الأَشَلّ

وَشَاهِدُ البِرْكة قَوْلُ أَبِي دُوَادَ:

جُرْشُعاً أعْظَمُه جُفْرَتُه،

ناتِئُ البِرْكةِ فِي غَيْرِ بَدَدْ

وَقَوْلُهُمْ: مَا أَحْسَنَ بِرْكَة هَذِهِ النَّاقَةِ وَهُوَ اسْمٌ للبُروك، مِثْلَ الرِّكبة والجِلْسة. وابْتَرك الرَّجُلُ أَيْ أَلْقَى بِرْكه. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: ابْتَرَكَ الناسُ فِي عُثْمَانَ

أَيْ شَتَمُوهُ وتنقَّصوه. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ: أَلْقَتِ السحابُ بَرْكَ بَوانِيها

؛ البَرْكُ الصَّدْرُ، والبَوانِي أَرْكَانُ البِنْية. وابْتَرَكْتُه إِذَا صرَعته وَجَعَلْتَهُ تَحْتَ بَرْكك. وابْتَرَك الْقَوْمُ فِي الْقِتَالِ: جَثَوْا عَلَى الرُّكَب وَاقْتَتَلُوُا ابتِراكاً، وَهِيَ البَرُوكاءُ والبُرَاكاءُ. والبَراكاءُ: الثَّبات فِي الْحَرْبِ والجِدّ، وَأَصْلُهُ مِنَ البُروك؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبِي خَازِمٍ:

وَلَا يُنْجي مِنَ الغَمَراتِ إلَّا

بَرَاكاءُ الْقِتَالِ، أَوِ الفِرار

والبَراكاءُ: سَاحَةُ الْقِتَالِ. وَيُقَالُ فِي الْحَرْبِ: بَراكِ براكِ أَيِ ابْرُكوا. والبُرَاكِيَّة: ضَرْبٌ مِنَ السُّفُنِ. والبُرَكُ والبارُوك: الكابُوس وَهُوَ النِّيدِلانُ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: بَرَّكانِيٌّ، وَلَا يُقَالُ بَرْنَكانيّ. وبَرْك الشِّتَاءِ: صَدْرُهُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

واحْتَلَّ برْكُ الشِّتَاءِ مَنْزِلَه،

وَبَاتَ شَيْخُ العِيالِ يَصْطَلِبُ

قَالَ: أَرَادَ وَقْتَ طُلُوعِ الْعَقْرَبِ وَهُوَ اسْمٌ لعدَّة نُجُومٍ: مِنْهَا الزُّبانَى والإِكْلِيلُ والقَلْبُ والشَّوْلة، وَهُوَ يَطْلُعُ فِي شِدَّةِ الْبَرْدِ، وَيُقَالُ لَهَا البُرُوك والجُثُوم، يَعْنِي الْعَقْرَبَ، وَاسْتَعَارَ البَرْكَ لِلشِّتَاءِ أَيْ حَلَّ صَدر الشِّتَاءِ وَمُعْظَمُهُ فِي مَنْزِلِهِ، يَصِفُ شِدَّةَ الزَّمَانِ وجَدْبه لأَن غَالِبَ الْجَدْبِ إِنَّمَا يَكُونُ فِي الشِّتَاءِ. وبارَكَ عَلَى الشَّيْءِ: وَاظَبَ. وأبْرَكَ فِي عَدْوه: أَسْرَعَ مُجْتَهِدًا، وَالِاسْمُ البُروك؛ قَالَ:

وهنَّ يَعْدُون بنا بُروكا

أي نجتهد فِي عَدْوِهَا. وَيُقَالُ: ابْتَرَكَ الرَّجُلُ فِي عَرْضِ أَخِيهِ يُقَصِّبُه إِذَا اجْتَهَدَ فِي ذَمِّهِ، وَكَذَلِكَ الابتِراك فِي الْعَدْوِ وَالِاجْتِهَادُ فِيهِ، ابْتَرَكَ أَيْ أَسْرَعَ فِي العَدْو وجدَّ؛ قَالَ زُهَيْرٌ:

مَرًّا كِفاتاً، إِذَا مَا الماءُ أسْهَلَها،

حَتَّى إِذَا ضُربت بِالسَّوْطِ تَبْتَرِكُ

وابْتِراكُ الْفَرَسِ: أَنْ يَنْتَحِي عَلَى أَحَدِ شِقَّيْهِ فِي عَدْوه. وابْتَرَكَ الصَّيقَلُ: مَالَ عَلَى المِدْوَسِ فِي أَحَدِ شِقَّيْهِ. وَابْتَرَكَتِ السَّحَابَةُ: اشْتَدَّ انْهِلَالُهَا. وابْتَرَكت السَّمَاءُ وَأَبْرَكَتْ: دَامَ مَطَرُهَا. وابْتَركَ السحابُ إِذَا ألَحّ بِالْمَطَرِ. وابْتَرَكَ فِي عَرْض الحَبل: تَنَقّصه. ابْنُ الأَعرابي: الخَبِيصُ يُقَالُ لَهُ البُرُوك لَيْسَ الرُّبُوك. وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَعراب لِامْرَأَتِهِ: هَلْ لكِ فِي البُرُوك؟ فَأَجَابَتْهُ: إِنَّ البُرُوك عَمَلُ الْمُلُوكِ؛ وَالِاسْمُ مِنْهُ البَرِيكة، وَعَمَلُهُ البُرُوك، وَأَوَّلُ مَنْ عَمِلَ الخَبِيص عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، رضي الله عنه، وَأَهْدَاهَا إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، وَأَمَّا الرَّبِيكة فالحَيْس؛ وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنَّهُ أَنْشَدَ لِمَالِكِ بْنِ الرَّيْبِ:

إِنَّا وَجَدْنَا طَرَدَ الهَوَامِلِ،

والمشيَ فِي البِرْكةِ والمَراجِلِ

ص: 398

قَالَ: البِرْكةُ جِنْسٌ مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ، وَكَذَلِكَ المَرَاجل. والبُرْكة: الحَمَالة وَرِجَالُهَا الَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِيهَا؛ قَالَ:

لَقَدْ كَانَ فِي لَيْلى عَطَاءٌ لبُرْكةٍ،

أناخَتْ بِكُمْ تَرْجو الرَّغَائِبَ والرِّفْدا

لَيْلَى هُنَا ثَلَثُمِائَةٍ مِنَ الإِبل كَمَا سَمَّوُا الْمِائَةَ هِنْداً، وَيُقَالُ لِلْجَمَاعَةِ يَتَحَمَّلُونَ حَمالةً بُرْكَةٌ وجُمَّة؛ وَيُقَالُ: أبرَكْتُ النَّاقَةَ فَبَركَتْ بُرُوكاً. والتَّبْراك: البُروك؛ قَالَ جَرِيرٌ:

لَقَدْ قَرِحَتْ نَغَانِغُ رُكْبَتَيْهَا

مِنَ التَّبْراك، لَيْسَ مِنَ الصَّلاةِ

وتِبْراك، بِكَسْرِ التَّاءِ: مَوْضِعٌ بِحِذَاءِ تِعْشار؛ قَالَ مَرَّارُ بْنُ مُنْقِذ:

أعَرَفْت الدَّارَ أَمْ أنْكَرْتها،

بَيْنَ تِبْراكٍ فشَسَّيْ عَبَقُرْ؟

والبِرْكةُ: كَالْحَوْضِ، وَالْجَمْعُ البِرَكُ؛ يُقَالُ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لإِقامة الْمَاءِ فِيهَا. ابْنُ سِيدَهْ: والبِرْكَةُ مُسْتَنْقَعُ الْمَاءِ. والبِرْكةُ: شِبْهُ حَوْضٍ يُحْفَرُ فِي الأَرض لَا يُجْعَلُ لَهُ أَعْضَادٌ فَوْقَ صَعِيدِ الأَرض، وَهُوَ البِرْكُ أَيْضًا؛ وَأَنْشَدَ:

وأنْتِ الَّتِي كَلَّفْتِني البِرْكَ شَاتِيًا

وأوْردتِنيه، فانْظُرِي، أَيَّ مَوْرِدِ

ابْنُ الأَعرابي البِرْكةُ تَطْفَحُ مِثْلَ الزَّلَف، والزَّلَفُ وَجْهُ الْمِرْآةِ. قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَرَأَيْتُ الْعَرَبَ يُسَمُّونَ الصَّهاريج الَّتِي سُوِّيت بِالْآجُرِّ وضُرِّجَتْ بالنُّورة فِي طَرِيقِ مَكَّةَ وَمَنَاهِلِهَا بِرَكاً، وَاحِدَتُهَا بِرْكةٌ، قَالَ: وربَّ بِرْكةٍ تَكُونُ أَلْفَ ذِرَاعٍ وَأَقَلَّ وَأَكْثَرَ، وَأَمَّا الحِياض الَّتِي تُسَوَّى لِمَاءِ السَّمَاءِ وَلَا تُطْوَى بِالْآجِرِ فَهِيَ الأَصْناع، وَاحِدُهَا صِنْع، والبِرْكةُ: الحَلْبة مِنْ حَلَب الْغَدَاةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهِيَ البَرْكَةُ، وَلَا أَحقها، وَيُسَمُّونَ الشَّاةَ الحَلُوبة: بِرْكةً. والبَروك مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تَتَزَوَّجُ وَلَهَا وَلَدٌ كَبِيرٌ بَالِغٌ. والبِراكُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ بَحَرِيٌّ سُودُ الْمَنَاقِيرِ. والبُركة، بِالضَّمِّ: طَائِرٌ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ أَبْيَضُ، وَالْجَمْعُ بُرَك وأبْراك وبُرْكان، قَالَ: وَعِنْدِي أَنَّ أبْرَاكاً وبُرْكاناً جَمْعُ الْجَمْعِ. والبُرَكُ أَيْضًا: الضَّفَادِعُ؛ وَقَدْ فَسَّرَ بِهِ بَعْضُهُمْ قَوْلَ زُهَيْرٍ يَصِفُ قَطَاةً فَرَّتْ مِنْ صَقْر إِلَى مَاءٍ ظَاهِرٍ عَلَى وَجْهِ الأَرض:

حَتَّى استغاثَتْ بِمَاءٍ لَا رشاءَ لَهُ

مِنَ الأَباطِح، فِي حَافَاتِهِ البُرَكُ

والبِرْكانُ: ضَرْبٌ مِنْ دِقِّ الشَّجَرِ، وَاحِدَتُهُ بِرْكانة؛ قَالَ الرَّاعِي:

حَتَّى غَدَا حَرِضاً طَلَّى فَرائصُه،

يَرعى شقائقَ مِنْ عَلْقَى وبِرْكانِ

وَقِيلَ: هُوَ مَا كَانَ مِنَ الحَمْض وَسَائِرِ الشَّجَرِ لَا يَطُولُ سَاقُهُ. والبِرْكانُ: مِنْ دِقّ النَّبْتِ وَهُوَ الْحَمْضُ؛ قَالَ الأَخطل وَأَنْشَدَ بَيْتَ الرَّاعِي وَذَكَرَ أَنَّ صَدْرَهُ:

حَتَّى غَدَا حَرِضاً هَطْلى فرائصُه

وَالْهَطْلَى: وَاحِدُهُ هِطْل، وَهُوَ الَّذِي يَمْشِي رُوَيداً. وَوَاحِدُ البِركان بِرْكانَة، وَقِيلَ: البِرْكانُ نَبْتٌ يَنْبُتُ قَلِيلًا بِنَجْدٍ فِي الرَّمْلِ ظَاهِرًا عَلَى الأَرض، لَهُ عُرُوقٌ دِقاقٌ حَسَنُ النَّبَاتِ وَهُوَ مِنْ خَيْرِ الْحَمْضِ؛ قَالَ:

بِحَيْثُ الْتَقَى البِرْكانُ والحَاذُ والغَضَا

بِبِئْشَة، وارْفَضَّتْ تِلاعاً صدورُها

وَفِي رِوَايَةٍ: وارْفَضَّتْ هَراعاً، وَقِيلَ: البِرْكانُ ضَرْبٌ مِنْ شَجَرِ الرَّمْلِ؛ وَأَنْشَدَ بَيْتَ الرَّاعِي:

ص: 399

حَتَّى غَدَا حَرِضاً هَطْلى فَرائصُه

أَبُو زَيْدٍ: البُورَقُ والبُورَكُ الَّذِي يُجْعَلُ فِي الطَّحِينِ. والبُرَيْكانِ: أخَوان مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَحَدُهُمَا بارِكٌ وَالْآخَرُ بُرَيْك، فَغَلَبَ بُرَيْك إِمَّا لِلَفْظِهِ، وَإِمَّا لِسنّه، وَإِمَّا لِخِفَّةِ اللَّفْظِ. وَذُو بُرْكان: مَوْضِعٌ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبِي خَازِمٍ:

تَرَاها إِذَا مَا الآلُ خَبَّ كَأَنَّهَا

فَرِيد، بِذِي بُرْكان، طاوٍ مُلَمَّعُ

وبُرَك: مِنْ أَسْمَاءِ ذِي الْحِجَّةِ؛ قَالَ:

أعُلُّ عَلَى الهِنْديّ مَهْلًا وكَرَّةً،

لَدَى بُرَكٍ، حَتَّى تَدُورَ الدوائرُ

وبِرْكٌ، مِثَالُ قِرْدٍ: اسْمُ مَوْضِعٍ بِنَاحِيَةِ الْيَمَنِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وبِرْكُ الغِماد [الغُماد] مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ. وَيُقَالُ: الغِماد والغُماد، بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ، وَقِيلَ: إِنَّ الغِمادَ بَرَهُوت الَّذِي جَاءَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ أَرْوَاحَ الْكَافِرِينَ فِيهِ، وَحَكَى ابْنُ خَالَوَيْهِ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ أَنَّ بِركَ الغِماد بُقْعَةٌ فِي جَهَنَّمَ، وَيُرْوَى

أَنَّ الأَنصار، رضي الله عنهم، قَالُوا لِلنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا مَا نَقُولُ لَكَ مِثْلَ مَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِمُوسَى، فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا، بَلْ بِآبَائِنَا نَفْدِيكَ وأمّهاتِنا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَوْ دَعَوْتَنَا إِلَى بَرْكِ الغِماد

؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ دُرَيْدٍ لِنَفْسِهِ:

وَإِذَا تَنَكَّرَتِ البِلادُ،

فأوْلِها كَنَفَ الْبِعَادِ

واجعَلْ مُقامَك، أَوْ مَقَرَّكَ

جانِبَيْ بَرْكِ الغِماد

كلُّ الذَّخائِرِ، غَيْرَ تَقوى

ذِي الجَلال، إِلَى نَفاد

وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ:

لَوْ أَمَرَتْهَا أَنْ تَبْلُغَ بِهَا بَرْك [بِرْك] الغِماد [الغُماد]

، بِفَتْحِ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا، وَتُضَمُّ الْغَيْنُ وَتُكْسَرُ، وَهُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ بِالْيَمَنِ، وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعٌ وَرَاءَ مَكَّةَ بخمس ليال.

برتك: ابْنُ سِيدَهْ: البَراتِك صِغَارُ التِّلال، قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْ لَهَا بِوَاحِدٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

وَقَدْ خَنَّقَ الآلُ الشِّعافَ، وغرَّقَتْ

جَواريه جُذْعانَ القِضافِ البَراتكِ

وَيُرْوَى: النَّوَابُكِ. وَفِي النَّوَادِرِ: بَرْتَكْتُ الشَّيْءَ بَرْتَكَةً وفَرْتَكْتُه فَرْتكةً وكَرْنَفْته إِذَا قَطَعْتَهُ مِثْلَ الذَّرِّ.

برنك: البَرْنَكان: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَأَنْشَدَ:

إنِّي وَإِنْ كَانَ إزارِي خَلَقا،

وبَرْنَكاني سَمَلًا قَدْ أخْلَقَا،

قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِسَانِي مُطْلَقا

الْجَوْهَرِيُّ: البَرْنَكان عَلَى وَزْنِ الزَّعْفَران ضَرْبٌ مِنَ الأَكسية. قَالَ الْفَرَّاءُ: البَرْنَكانُ كِسَاءٌ مِنْ صُوفٍ لَهُ عَلَمان، وَيُقَالُ برَّكان أيضاً.

بشك: البَشْكُ: سُوءُ الْعَمَلِ. والبَشْك: الْخِيَاطَةُ الرَّدِيئَةُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للخَيَّاط إِذَا أَسَاءَ خِيَاطَةَ الثَّوْبِ بَشَكه وشَمْرَخه، قَالَ: وَالْبَشْكُ الْخَلْطُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ رَدِيءٍ وَجَيِّدٍ. وبشَكْتُ الثَّوْبَ إِذَا خِطْتَهُ خِيَاطَةً مُتَبَاعِدَةً. وَفِي حَدِيثِ

أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ مَرْوَانَ كَسَاهُ مِطْرَفَ خَزٍّ فَكَانَ يَثْنِيه عَلَيْهِ أثْناءً مِنْ سَعَتِهِ فبَشَكه بَشْكاً

أَيْ خَاطَهُ. وبَشَكَ الْكَلَامَ يَبْشُكه بَشْكاً وأبشَكه: تَخَرَّصهُ كَاذِبًا، وَقِيلَ: البَشْك والابْتِشاك الْكَذِبُ أَوْ خَلْط الْكَلَامِ بِالْكَذِبِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: ابْتَشك

ص: 400

فُلَانٌ الْكَلَامَ ابْتِشاكاً إِذَا كَذَبَ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: بَشَكَ وابْتَشَك إِذَا كَذَبَ. وَيُقَالُ: هُوَ يَبْشُك الْكَذِبَ أَيْ يَخْلُقه. والبَشَّاك: الكذَّاب، وَقِيلَ: البَشْك الْخَلْطُ فِي كُلِّ شَيْءٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وابْتَشَك الْكَلَامَ: ارْتجله. وبَشَك الإِبل يَبْشُكها بَشْكاً: سَاقَهَا سَوْقًا سَرِيعًا. التَّهْذِيبُ: البَشْك فِي السَّيْرِ سُرْعَةُ نَقْلِ الْقَوَائِمِ. أَبُو زَيْدٍ: البَشْك السَّيْرُ الرَّفِيقُ، والبَشْكُ السُّرْعَةُ وَخِفَّةُ نَقْلِ الْقَوَائِمِ، بَشَك يَبْشُك ويَبْشِك بَشْكاً وبَشَكاً. والبَشْكُ فِي حُضْر الْفَرَسِ أَنْ تَرْتَفِعَ حَوَافِرُهُ مِنَ الأَرض وَلَا تَنْبَسِطَ يَدَاهُ. وَامْرَأَةٌ بَشَكى الْيَدَيْنِ وبَشَكى الْعَمَلِ: خفيفةُ الْيَدَيْنِ فِي الْعَمَلِ سَرِيعَتُهُمَا، وَقِيلَ: بَشَكى الْيَدَيْنِ عَمُول الْيَدَيْنِ، وبَشَكَى الْعَمَلِ أَيْ سَرِيعَةُ الْعَمَلِ. ابْنُ بُزُرْجَ: إِنَّهُ بَشَكى الأَمر أَيْ يُعَجِّلُ صَرِيمة أَمْرِهِ. وَنَاقَةٌ بَشَكى: سَرِيعَةٌ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الَّتِي تُسِيءُ الْمَشْيَ بَعْدَ الِاسْتِقَامَةِ. وَنَاقَةٌ بَشَكى: خَفِيفَةُ الْمَشْيِ وَالرُّوحِ، وَقَدْ بَشَكَتْ أَيْ أَسْرَعَتْ، تَبْشُك بَشكاً.

بضك: سَيْفٌ باضِكٌ وبَضُوك: قَاطِعٌ. وَلَا يَبْضِكُ اللهُ يدَهُ أَيْ لَا يَقْطَعُهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كُلُّ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي.

بطرك: البَطْرَك: مَعْرُوفٌ مُقَدَّمُ النَّصَارَى، وَجَاءَ فِي الشِّعْرِ البِطَرْكُ؛ قَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ الرَّاعِي يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشِيًّا:

يَعْلُو الظَّواهر فَرْداً، لَا ألِيفَ لَهُ،

مَشيَ البِطَرْكِ عَلَيْهِ رَيْط كَتّانِ

قَالَ: البِطَرْكُ هُوَ البِطْرِيقُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: البِطَرْكُ السَّيِّدُ مِنْ سَادَاتِ الْمَجُوسِ، قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَهُوَ دَخِيل، وَيُرْوَى مَشْيَ النَّطول «2» أَيْ الَّذِي يتَنَطَّلُ وَيَتَبَخْتَرُ فِي مشيته.

بعك: بَعَكَهُ بِالسَّيْفِ: ضَرَبَ أَطْرَافَهُ. والبَعَكُ: الْغِلَظُ والكَزازة فِي الْجِسْمِ، وَمِنْهُ اشْتُقَّ بَعْكَكٌ؛ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ. وبُعْكُوكةُ الْقَوْمِ: آثَارُهُمْ حَيْثُ نَزَلُوا. وبُعْكُوكة الْقَوْمِ: جَمَاعَتُهُمْ، وَكَذَلِكَ هِيَ مِنَ الإِبل؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وَأَنْشَدَ:

يخرُجْنَ مِنْ بُعْكُوكة الخِلاط

وبُعْكوكةُ النَّاسِ: مجتَمعهم. وبُعْكُوكة الشَّرِّ: وَسَطُهُ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ الْفَتْحَ فِي أَوَائِلِ هَذِهِ الْحُرُوفِ وَجَعَلَهَا نَوَادِرَ، لأَن الْحُكْمَ فِي فُعْلول أَنْ يَكُونَ مَضْمُومَ الأَول إِلَّا أَشْيَاءَ نَوَادِرَ جَاءَتْ بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ، فَمِنْهَا بَعكوكة، قَالَ: شُبِّهَتْ بِالْمَصَادِرِ نَحْوَ سَارَ سَيْرورة وَحَادَ حَيْدودة، قَالَ الأَزهري: هَذَا حَرْفٌ جَاءَ نَاَدِرًا عَلَى فَعْلولة وَلَمْ يَجِئْ فِي كَلَامِهِمْ مِثْلُهُ إِلَّا صَعْفوق، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، وَإِنَّمَا جَاءَ فِي كَلَامِهِمْ عَلَى فُعْلول بِضَمِّ الْفَاءِ مِثْلَ بُهْلول وكُهْلول وزُغْلول، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَصْلُ البُعْكوكة الجَلَبة وَالِاخْتِلَاطُ. وبُعْكُوكة الْوَادِي: وَسَطُهُ. وَوَقَعْنَا فِي بَعْكُوكاءَ ومَعْكُوكاء أَي غُبَارٍ وَجَلَبَةٍ وَصِيَاحٍ، وَقِيلَ: فِي شَرٍّ وَاخْتِلَاطٍ، وَهِيَ البُعْكُوكة؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. والبُعْكوك: شِدَّةُ الْحَرِّ. وبَعْكوكاء: مَوْضِعٌ. وبَعْكَك: اسم رجل.

بعلبك: الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: بَعْلبكّ اسْمُ بَلَدٍ، وَهُمَا اسْمَانِ جُعِلَا اسْمًا وَاحِدًا فأُعطيا إِعْرَابًا وَاحِدًا وَهُوَ النَّصْبُ، يُقَالُ: دَخَلْتُ بَعْلَبَكّ وَمَرَرْتُ ببَعْلَبَكَّ وَهَذِهِ بَعْلَبَكَّ، وَمِثْلُهُ حَضْرَمَوْت ومَعْدي كربَ، قَالَ: وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ بَعْليٌّ، وَإِنْ شِئْتَ بَكِّيّ، عَلَى مَا ذُكِرَ فِي عَبْد شَمْس.

(2). قوله [النطول] هكذا في الأَصل.

ص: 401

بكك: البَكُّ: دَقُّ الْعُنُقِ. بَكَّ الشيءَ يَبُكُّه بَكًّا: خَرَقَهُ أَوْ فَرَقَهُ. وبَكَّ فُلَانٌ يَبُكُّ بَكَّةً أَيْ زَحَمَ. وبَكَّ الرجلُ صَاحِبَهُ يَبُكُّه بَكًّا: زَاحَمَهُ أَو زَحمَهُ؛ قَالَ:

إِذا الشَّرِيبُ أَخذَتْه أَكَّهْ،

فَخَلِّهِ حَتَّى يَبُكَّ بَكَّهْ

يَقُولُ: إِذا ضَجِرَ الَّذِي يُورِدُ إِبله مَعَ إِبلك لِشِدَّةِ الْحَرِّ انْتِظَارًا فخلِّه حَتَّى يُزَاحِمَكَ؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: كأَنه مِنَ الأَضداد يَذْهَبُ فِي ذَلِكَ إِلى أَنه التَّفْرِيقُ وَالِازْدِحَامُ؛ وَكُلُّ شَيْءٍ تَرَاكَبَ فَقَدْ تَباكَّ. وتباكَّ الْقَوْمُ: تَزَاحَمُوا. وَفِي الْحَدِيثِ:

فتَباكَّ النَّاسُ عَلَيْهِ

أَي ازْدَحَمُوا. والبَكْبَكةُ: الِازْدِحَامُ، وَقَدْ تَبَكْبَكُوا. وبَكْبَكَ الشيءَ: طَرَحَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ ككَبْكَبه. وجمعٌ بَكْباك: كَثِيرٌ. وَرَجُلٌ بَكْباك: غَلِيظٌ، وَقِيلَ: الضَّكْضاك الرَّجُلُ الْقَصِيرُ، وَهُوَ البَكْباكُ. والبُكُكُ: الأَحداث الأَشِدَّاء، والبُكُك: الحُمُرُ النَّشِيطَةُ؛ وأَنشد:

صَلامة كحُمُرِ الأَبَكِ

وَيُقَالُ: فُلَانٌ أَبَكُّ بَنِي فُلَانٍ إِذا كَانَ عَسِيفاً لَهُمْ يَسْعَى فِي أَمورهم. وبَكَّ الرَّجُلُ المرأَة إِذا جَهَدَهَا فِي الْجِمَاعِ. وبَكَّ الشَّيْءَ يَبُكُّه بَكًّا: رَدَّ نَخْوَته ووضَعَهُ. وَيُقَالُ: بَكَكْت الرَّجُلَ وَضَعْتُ مِنْهُ وَرَدَدْتُ نَخْوَته، ذَكَرَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ رَكَكَ. وبَكَّ عُنُقَهُ يَبُكُّها بَكًّا: دَقَّهَا. وبَكَّةُ: مَكَّةُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها كَانَتْ تَبُكّ أَعناق الْجَبَابِرَةِ إِذا أَلحدوا فِيهَا بِظُلْمٍ، وَقِيلَ: لأَن النَّاسَ يَتَبَاكُّونَ فِيهَا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ أَي يَتَزَاحَمُونَ، وَقَالَ يَعْقُوبُ: بَكَّةُ مَا بَيْنَ جَبَلَيْ مَكَّة لأَن النَّاسَ يبكُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الطَّوَافِ أَي يَزْحَمُ؛ حَكَاهُ فِي الْبَدَلِ، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بَكَّة لأَن النَّاسَ يَبُكُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الطُّرُقِ أَي يَدْفَعُ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً

، قيل: إِن بَكَّة مَوْضِعُ الْبَيْتِ وَسَائِرُ مَا حَوْلَهُ مَكَّة، قَالَ لَلَّذِي بِبَكَّةَ

، فَأَمَّا اشْتِقَاقُهُ فِي اللُّغَةِ فَيَصْلُحُ أَن يَكُونَ الِاسْمُ اشْتُقَّ مِنْ بَكَّ الناسُ بَعْضَهُمْ بَعْضًا فِي الطَّوَافِ أَي دَفَعَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَقِيلَ: بَكة اسْمُ بَطْنِ مَكَّة سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِازْدِحَامِ النَّاسِ. وَفِي حَدِيثِ

مُجَاهِدٍ: مِنْ أَسماء مَكَّةَ بَكَّةُ

، قِيلَ: بَكَّة موضع البيت ومكةُ سَائِرُ الْبَلَدِ، وَقِيلَ: هُمَا اسْمَا الْبَلْدَةِ، وَالْبَاءُ وَالْمِيمُ يَتَعَاقَبَانِ. وبَك الشيءَ: فَسَخَهُ، وَمِنْهُ أُخذت بَكَّةُ. وبَكَّ الرجلُ: افْتَقَرَ. وبَكَّ إِذا خَشُنَ بَدَنُهُ شَجَاعَةً. وَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ السَّمِينَةِ بَكْباكة وكَبْكابة ووَكْوَاكة وكَوْكاةٌ ومَرْمَارة ورَجْراجة. والأَبَكُّ: الْعَامُ الشَّدِيدُ لأَنه يَبُكّ الضُّعَفَاءَ وَالْمُقِلِّينَ. والأَبكّ: الْحُمُرُ الَّتِي يَبُكُّ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُمُ الأَعمّ فِي الْجَمَاعَةِ، والأَمَرُّ لِمَصَارِينَ الفَرْث. والأَبَكُّ: مَوْضِعٌ نُسِبَتِ الْحُمُرُ إِليه؛ فَأَمَّا مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

جَرَبَّة كحُمُرِ الأَبَكِّ،

لَا ضَرَعٌ فِيهَا وَلَا مُذَكِّي

فَزَعَمَ أَنها الْحُمُرُ يَبُكُّ بَعْضُهَا بَعْضًا؛ قَالَ: وَيُضَعِّفُ ذَلِكَ أَن فِيهِ ضَرْبًا مِنْ إِضافة الشَّيْءِ إِلى نَفْسِهِ وَهَذَا مُسْتَكْرَهٌ، وَقَدْ يَكُونُ الأَبَكّ هاهنا الْمَوْضِعُ فَذَلِكَ أَصح للإِضافة. والبَكْبَكةُ: شَيْءٌ تَفْعَلُهُ العَنْز بولدها. والبَكْبَكة: المجيء وَالذَّهَابُ. أَبو عُبَيْدٍ: أَحمق باكٌّ تاكٌّ وبائِكٌ تائِكٌ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَدْرِي مَا خطؤه وصوابه. وبَعْلَبَكّ: مَوْضِعٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا في موضعها.

ص: 402

بلك: ابْنُ الأَعرابي: البُلُك أَصوات الأَشداق إِذا حَرَّكَتْهَا الأَصابع مِنَ الوَلَعِ، وَقَدْ بَلَكَ الشيءَ: كلَبَكهُ، وَسَنَذْكُرُهُ.

بلسك: البِلْسَكاء البَلْسَكاء: نَبْتٌ إِذا لَصِقَ بِالثَّوْبِ عَسُرَ زَوَالُهُ عَنْهُ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ أَعرابياً يَقُولُ بِحَضْرَةِ أَبي العَمَيْثَلِ: يُسَمَّى هَذَا النَّبْتُ الَّذِي يَلْزَق بِالثِّيَابِ فَلَا يَكَادُ يَتَخَلَّصُ بِتِهَامَةٍ البَلْسكاء، فَكَتَبَهُ أَبو الْعَمَيْثَلِ وَجَعَلَهُ بَيْتًا مِنْ شِعْرٍ لِيَحْفَظَهُ؛ قَالَ:

يُخَبِّرنا بأَنك أَحْوَذِيّ،

وأَنت البَلْسَكاءُ بِنَا لُصوقا

ذكَّره عَلَى مَعْنَى النَّبَاتِ.

بلعك: البَلْعَكُ مِنَ النُّوقِ: الْمُسْتَرْخِيَةُ المُسِنَّة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا قَوْلُ ابْنُ دُرَيْدٍ وَلَمْ يَذْكُرِ المُسِنَّة أَحد غَيْرُهُ؛ الأَزهري: هِيَ البَلْعَك والدَّلْعَك لِلنَّاقَةِ الثَّقِيلَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: نَاقَةٌ بَلْعَك مُسْتَرْخِيَةٌ، وَقِيلَ: ضَخْمَةٌ ذَلُولٌ. وَرَجُلٌ بَلْعَكٌ: بَلِيدٌ. وَفِي النَّوَادِرِ: رَجُلٌ بَلْعَك يُشْتم وَيُحَقَّرُ فَلَا يُنْكِرُ ذَلِكَ لِمَوْتِ نَفْسِهِ وَشِدَّةِ طَمَعِهِ. اللَّيْثُ: البَلْعَكُ الْجَمَلُ الْبَلِيدُ. والبَلْعَكُ: لُغَةٌ فِي البَلْعَقِ وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ.

بنك: البُنْكُ: الأَصل أَصل الشَّيْءِ، وَقِيلَ خَالِصُهُ. اللَّيْثُ: تَقُولُ الْعَرَبُ كَلِمَةً كَأَنَّهَا دَخِيلٌ، تَقُولُ: رَدَّهُ إِلى بَنْكه الْخَبِيثِ؛ تُرِيدُ بِهِ أَصله، قَالَ الأَزهري: البُنْك بِالْفَارِسِيَّةِ الأَصل؛ وأَنشد ابْنُ بُزُرْجَ:

وَصَاحِبٌ صاحبتُه ذِي مَأْفَكَهْ،

يَمْشي الدَّواليكَ وَيَعْدُو البُنَّكَهْ

قَالَ: البُنَّكَة يَعْنِي ثِقَلَهُ إِذا عَدَا، والدَّواليك: التَّحَفُّز فِي مِشْيَتِهِ إِذا حَاكَ. وتَبَنَّك بِالْمَكَانِ: أَقام بِهِ وتأَهل. وتَبَنَّكوا فِي مَوْضِعِ كَذَا: أَقاموا بِهِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ يَهْجُو عُمَرَ بْنَ هُبَيْرَةَ:

تَبَنّك بِالْعِرَاقِ أَبو المُثَنّى،

وعَلَّم قَوْمَهُ أَكل الخَبِيصِ

وأَبو الْمُثَنَّى: كُنْيَةُ الْمُخَنَّثِ. وتَبَنَّك فِي عِزِّهِ: تمكَّن. يُقَالُ: تَبَنَّك فُلَانٌ فِي عِزِّ رَاتِبٍ. النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: تَبَنَّك الرَّجُلُ إِذا صَارَ لَهُ أَصل. الْجَوْهَرِيُّ: التَّبَنُّك كالتنَايَةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ كالتَّنَاءَةِ. والتُّنَّاءُ: الْمُقِيمُونَ بِالْبَلَدِ وَهُمْ كأَنهم الأُصول فِيهِ. يُقَالُ: تَنَأَ بِالْمَكَانِ تُنُوءاً وتَنَاءة، فَهُوَ تانئٌ، وَقَدْ يُقَالُ: تَنا يَتْنُو تُنُوّاً، بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَيُقَالُ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مِنْ بُنْك الأَرض. والبُنْك: ضَرْبٌ مِنَ الطِّيبِ عَرَبِيٌّ، قَالَ: هُوَ دَخِيلٌ.

بندك: البَنَادِكُ مِنَ الْقَمِيصِ: وَهِيَ لِبْنةُ الْقَمِيصِ؛ قَالَ ابْنُ الرِّقاعِ:

كَأَنَّ زُرورَ القُبْطُرِيَّةِ عُلِّقَتْ

بنادِكُها مِنْهُ بِجِذْعٍ مقوَّمِ

هَكَذَا عَزَاهُ أَبو عُبَيْدٍ إِلى ابْنِ الرِّقَاعِ، وَهُوَ فِي الْحَمَاسَةِ مَنْسُوبٌ إِلى مِلْحَةَ الْجَرْمِيِّ؛ وَبَعْدَهُ:

كأنَّ قُرادَيْ صَدْرِهِ طبَعَتْهما،

بطينٍ مِنَ الجَوْلانِ، كُتَّاب أَعْجُمِ

وَوَاحِدَةُ البَنَادك بُنْدُكة. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: البَنادكُ عُرَى الْقَمِيصِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذِهِ التَّرْجَمَةُ ذَكَرَهَا الْجَوْهَرِيُّ فِي بَدَكَ، قَالَ: وَالصَّوَابُ ذِكْرُهُ فِي تَرْجَمَةِ بَنْدَكَ لَا بَدَكَ كَمَا ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ، لأَن نُونَهُ أَصلية لَا يَقُومُ دَلِيلٌ عَلَى زِيَادَتِهَا، فَلِهَذَا جَاءَ بها بعد بنك.

بوك: نَاقَةٌ بائِكةٌ: سَمِينَةٌ خِيار فَتِيَّة حَسَنَةٌ، وَالْجَمْعُ البَوائك. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: إِنه لمِنْحارٌ بَوائكها، وَقَدْ بَاكَتْ بُؤوكاً، وَبَعِيرٌ بائِك كَذَلِكَ، وَجَمْعُهُمْ

ص: 403

بُوَّك، وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي بُيَّك، وَهُوَ مِمَّا دَخَلَتْ فِيهِ الْيَاءُ عَلَى الْوَاوِ بِغَيْرِ عِلَّةٍ إِلا الْقُرْبَ مِنَ الطَّرَفِ وإِيثار التَّخْفِيفِ، كَمَا قَالُوا صُيَّم فِي صُوَّمٍ، ونُيَّم فِي نُوّم؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

أَلا تَرَاها كالهِضاب بُيَّكا،

مَتالِياً جَنْبَى وَعَوْذًا ضُيَّكا؟

جَنْبَى: أَراد كالجَنْبَى لِتَثَاقُلِهَا فِي الْمَشْيِ مِنَ السِّمَنِ، والضُّيَّك: الَّتِي تَفَاجُّ مِنْ شِدَّةِ الحَفْلِ لَا تَقْدِرُ أَن تَضُمَّ أَفخاذها عَلَى ضُرُوعِهَا، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. الْكِسَائِيُّ: باكَت النَّاقَةُ تَبُوك بَوْكاً سَمِنَتْ. والبَوائِكُ: السِّمَانُ؛ قَالَ ذُو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ:

فَمَا كَانَ ذنبُ بَنِي مالكٍ،

بأَن سُبَّ مِنْهُمْ غلامٌ فسَبّ

عَراقِيبَ كومٍ طِوال الذُّرَى،

تَخِرُّ بوائِكُها للرُّكَبْ

وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَمثال اللِّجابِ البَوائك. الأَصمعي: الْبَائِكُ والفاشِجُ «3» . والفاسِجُ النَّاقَةُ الْعَظِيمَةُ السَّنَامِ، وَالْجَمْعُ البَوائِك. وَقَالَ النَّضْرُ: بَوائك الإِبل كِرَامُهَا وَخِيَارُهَا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

أَعطاكَ يَا زيدُ الَّذِي يُعْطي النِّعمْ

مِنْ غَيْرِ مَا تَمَنُّنٍ وَلَا عَدَمْ،

بَوائِكاً لَمْ تَنْتَجِعْ مَعَ الْغَنَمْ

فَسَّرَهُ فَقَالَ: البَوائك الثَّابِتَةُ فِي مَكَانِهَا يَعْنِي النَّخْلَ. والبَوْك: تَثْويرُ الْمَاءِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: تَثْوير الْعَيْنِ يَعْنِي عَيْنُ الْمَاءِ. يُقَالُ: باكَ العينَ يبُوكها. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن بَعْضَ الْمُنَافِقِينَ باكَ عَيْناً كَانَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، وَضَعَ فِيهَا سَهْمًا.

والبَوْكُ: تَدُوير البُنْدقة بَيْنَ رَاحَتَيْكَ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَتْ لَهُ بُنْدقة مِنْ مِسْكٍ وَكَانَ يَبُلُّهَا ثُمَّ يَبُوكها

أَي يُدِيرُهَا بَيْنَ رَاحَتَيْهِ فَتَفُوحُ رَوَائِحُهَا. والبَوْك: الْبَيْعُ. وَحُكِيَ عَنْ أَعرابي أَنه قَالَ: مَعِي دِرْهَمٌ بَهْرَج لَا يُباكُ بِهِ شَيْءٌ أَي لَا يُبَاعُ. وباكَ إِذا اشْتَرَى، وباكَ إِذا بَاعَ، وباكَ إِذا جَامَعَ. وَالْبَوْكُ: الشِّرَاءُ، والبَوْك إِدخال القِدْح فِي النَّصْلِ. وَيُقَالُ: عُكْتَ وبُكْتَ مَا لَا يَدَيْ لَكَ بِهِ «4» وَعَاكَ وَبَاكَ. والبَوْك: سِفَادُ الْحِمَارِ. وباكَ الحمارُ الأَتانَ يَبوكها بَوْكاً: كامَها وَنَزَّا عَلَيْهَا، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي المرأَة، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ يُسْتَعَارُ لِلْآدَمِيِّ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو:

فَبَاكَهَا مُوَثَّقُ النِّيَاطِ،

لَيْسَ كَبَوْكِ بَعْلِهَا الوَطْوَاطِ

وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه رُفع إِلى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَن رَجُلًا قَالَ لِآخَرَ وَذَكَرَ امرأَة أَجنبية: إِنَّك تَبُوكها، فَجَلَدَهُ عُمَرُ وَجَعَلَهُ قَذْفًا

، وأَصل البَوْك فِي ضِراب الْبَهَائِمِ وَخَاصَّةً الْحَمِيرَ، فرأَى عُمَرُ ذَلِكَ قَذْفًا وإِن لَمْ يَكُنْ صَرَّحَ بِالزِّنَا. وَفِي حَدِيثِ

سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: أَن فُلَانًا قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ: عَلامَ تَبُوك يَتِيمُكَ فِي حِجْرِكَ؟ فَكَتَبَ إِلى ابْنِ حَزْمٍ أَنِ اضْرِبْه الحدَّ.

وَبَاكَ القومُ رأْيَهم بَوْكاً: اخْتَلَطَ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ مَخْرَجاً. وباكَ أَمرُهم بَوْكًا: اخْتَلَطَ عَلَيْهِمْ. وَلَقِيتُهُ أَول بَوْكٍ أَي أَوَّل مَرَّةٍ، وَيُقَالُ لَقِيتُهُ أَول بَوْكٍ. وأَوّلَ كُلِّ صَوْكٍ وبَوْكٍ أَي أَول كُلِّ شَيْءٍ. وَيُقَالُ: أَول بَوْكٍ وأَول بَائِكٍ أَي أَول شَيْءٍ. وَكَذَلِكَ فَعَلَهُ أَول كُلِّ صَوْكٍ وبَوْكٍ. وَيُقَالُ: لَقِيتُهُ أَول صَوْكٍ وبَوْكٍ أَي أَول مَرَّةٍ، وَهُوَ كَقَوْلِكَ لَقِيتُهُ أَول ذَاتِ بدءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنهم بَاتُوا يَبوكون حِسْيَ [حَسْيَ] تَبوك بقِدْح فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ تَبُوك

، أَي يُحَرِّكُونَهُ يدخلون

(3). قوله [والفاشج] كذا بالأَصل هنا وفي مادة فسج، ولم يذكر هذه العبارة في مادة فشج بل ذكرها في مادة فثج فلعل فشج محرف عن فثج

(4)

. قوله: [مَا لَا يَدَيْ لَكَ به] هكذا في الأصل.

ص: 404