المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فصل الواو وتك: الأَوْتَكُ والأَوْتَكَى: التَّمْرُ الشِّهْرِيزُ وَهُوَ القُطَيْعاء، وَقِيلَ السَّوادِيُّ؛ - لسان العرب - جـ ١٠

[ابن منظور]

الفصل: ‌ ‌فصل الواو وتك: الأَوْتَكُ والأَوْتَكَى: التَّمْرُ الشِّهْرِيزُ وَهُوَ القُطَيْعاء، وَقِيلَ السَّوادِيُّ؛

‌فصل الواو

وتك: الأَوْتَكُ والأَوْتَكَى: التَّمْرُ الشِّهْرِيزُ وَهُوَ القُطَيْعاء، وَقِيلَ السَّوادِيُّ؛ قَالَ:

بَاتُوا يُعَشُّونَ القُطَيْعاءَ ضَيْفَهُمْ،

وَعِنْدَهُمُ البَرْنيُّ فِي حُلَلٍ دُسْمِ

فَمَا أطعَمونا الأَوْتَكَى عَنْ سَماحةٍ،

وَلَا مَنَعوا البَرْنيَّ إِلَّا مِنَ اللُّؤْمِ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: جَعَلَهُ كُرَاعٌ فَوْعَلى، قَالَ: وَزِيَادَةُ الْهَمْزَةِ عِنْدِي أَوْلَى. الأَزهري: البَحرانِيُّونَ يُسَمُّونَهُ أوتَكَى؛ وَقَالَ قَائِلُهُمْ:

تُدِيمُ لَهُ، فِي كُلِّ يومٍ إِذَا شَتا

وَرَاحَ، عِشارُ الحيِّ مِنْ بَرْدِها صُعْرا

مُصَلَّبةً مِنْ أوتَكَى القاعِ، كُلَّمَا

زَهَتْها النُّعامَى، خِلتَ، مِنْ لَيِّنٍ، صَخْرا

قَالَ: وَإِذَا بَلَغَ الرُّطَب اليُبْسَ فَذَلِكَ التَّصْليب، وَقَدْ صَلَّب فَهُوَ مُصَلِّب، وصَلَبَتْه الشمسُ تَصْلُبه فَهُوَ مَصْلوب. وأوْتَكَى: بِوَزْنٍ أجْفَلَى، وَقِيلَ: الأَوْتَكَى ضرب من التمر.

ودك: الوَدَكُ: الدَّسَمُ مَعْرُوفٌ، وَقِيلَ: دَسَمُ اللحمِ، وَدِكَتْ يدُه وَدَكاً. ووَدَّك الشيءَ: جَعَلَ فِيهِ الوَدَك. وَلَحْمٌ وَدِكٌ، عَلَى النَّسَبِ: ذُو وَدَك. وَفِي حَدِيثِ الأَضْاحي:

ويَحْمِلون مِنْهَا الوَدَك

؛ هُوَ دَسَم اللَّحْمِ ودُهنه الَّذِي يُسْتَخْرَجُ مِنْهُ، ووَدَّكْتُه تَوْدِيكاً، وَذَلِكَ إِذَا جَعَلْتَهُ فِي شَيْءٍ هُوَ وَالشَّحْمُ، أَوْ حِلابةُ السَّمْنِ. وَشَيْءٌ وَدِيكٌ ووَدِكٌ، والدِّكَة: اسْمٌ مِنَ الوَدَك. وَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْعَرَبِ: كنتُ وَحْمى لِلدِّكَة أَيْ كُنْتُ مُشْتَهِيَةً للوَدَك. وَدَجَاجَةٌ وَدِيكة أَيْ سَمِينَةٌ، ودِيكٌ وَدِيكٌ. وَدَجَاجَةٌ وَدِيكٌ ووَدُوك: ذَاتُ وَدَكٍ. وَرَجُلٌ وادكٌ: سَمِينٌ ذُو وَدَكٍ. والوَدِيكة: دَقِيقٌ يُساط بِشَحْمٍ شِبْهِ الخَزيرة. الْفَرَّاءُ: لَقِيتُ مِنْهُ بناتِ أودَكَ وَبَنَاتِ بَرْحٍ وَبَنَاتِ بِئْسَ؛ يَعْنِي الدَّواهي. وَقَوْلُهُمْ: مَا كُنْتُ أَدْرِي أَيُّ أوْدَكٍ هُوَ أَيْ أَيُّ النَّاسِ هُوَ. ووادِكٌ ووَدُوك ووَدَّاكٌ: أَسْمَاءٌ. والوَدْكاء: رَمْلَةٌ أَوْ مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ أَحْمَرَ:

بانَ الشبابُ وأفْنى ضِعْفَه العُمُرُ،

لِلَّهِ دَرُّكَ أيَّ العَيْشِ تَنْتظِرُ؟

هَلْ أنتَ طالبُ شَيْءٍ لَسْتَ مُدْرِكَه؟

أَمْ هَلْ لقَلْبِكَ عَنْ أُلَّافِه وطَرُ؟

أَمْ كنتَ تَعْرِف آياتٍ؟ فَقَدْ جَعَلَتْ

أطْلالُ إلْفِك، بالوَدْكاء، تَعْتَذِرُ

قَوْلُهُ تَعْتَذِرُ أي تَدْرُسُ.

ورك: الوَرِكُ: مَا فَوْقَ الفَخذِ كَالْكَتِفِ فَوْقَ الْعَضُدِ، أُنْثَى، وَيُخَفَّفُ مِثْلَ فخِذٍ وفَخْذٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

جاريةٌ شَبَّتْ شَباباً غَضّاً،

تُصْبَحُ مَحْضاً وتُعَشَّى رَضّا

مَا بينَ وِرْكَيْها ذِراعٌ عَرْضَا

لَا تُحسِنُ التقبيلَ إلَّا عَضَّا

وَالْجَمْعُ أوْراكٌ، لَا يكسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، اسْتَغْنَوْا بِبِنَاءِ أَدْنَى العَدَد؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

ورَمْل كأوْراكِ العَذارى قَطَعْتُهُ،

إِذَا ألْبَسَتْه المُظْلِماتُ الحَنادِسُ

شبَّه كُثْبان الأَنقاء بِأَعْجَازِ النِّسَاءِ فَجَعَلَ الْفَرْعَ أَصْلًا

ص: 509

والأَصل فَرْعًا، والعُرْف عَكْسُ ذَلِكَ، وَهَذَا كَأَنَّهُ يَخْرُجُ مَخْرَجَ الْمُبَالَغَةِ أَيْ قَدْ ثَبَتَ هَذَا الْمَعْنَى لأَعجاز النِّسَاءِ، وَصَارَ كَأَنَّهُ الأَصل فِيهِ حَتَّى شُبِّهَتْ بِهِ كُثْبَانُ الأَنقاء. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّهُ لَعَظِيمُ الأَوْراك، كَأَنَّهُمْ جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنَ الوَركَيْنِ وَرِكاً ثُمَّ جَمَعَ عَلَى هَذَا. اللَّيْثُ: الوَرِكان هُمَا فَوْقَ الْفَخِذَيْنِ كَالْكَتِفَيْنِ فَوْقَ الْعَضُدَيْنِ. والوَرَكُ: عِظَمُ الوَركَيْنِ. وَرَجُلٌ أوْرَكُ: عَظِيمُ الوَركَيْنِ. وَفُلَانٌ وَرَكَ عَلَى دَابَّتِهِ وتَوَرَّكَ عَلَيْهَا إِذَا وَضَعَ عَلَيْهَا وَرْكَه فَنَزَلَ، بِجَزْمِ الرَّاءِ، يُقَالُ مِنْهُ: وَرَكْتُ أَركُ. وثَنى وَرْكَه فَنَزَلَ: جَعَلَ رِجْلًا عَلَى رِجْلٍ أَوْ ثَنَى رِجْلَهُ كَالْمُتَرَبِّعِ. ووَرَكَ وَرْكاً وتَوَرَّكَ وتَوارَك: اعْتَمَدَ عَلَى وَرِكه؛ أَنْشَدَ ابْنُ الأَعرابي:

تَوارَكْتُ فِي شِقِّي لَهُ، فانْتَهَزْتُه

بفَتْخاءَ فِي شَدٍّ مِنَ الخَلْقِ لِينُها

وَفِي الْحَدِيثِ:

لَعَلَّكَ مِنَ الَّذِينَ يُصَلُّون عَلَى أوْراكهم

؛ فُسِّرَ بِأَنَّهُ الَّذِي يَسْجُدُ وَلَا يَرْتَفِعُ على الأَرض ويُعْلي وَرِكَه لَكِنَّهُ يُفَرِّج رُكْبَتَيْهِ فَكَأَنَّهُ يَعْتَمِدُ عَلَى وَرِكه. وَفِي حَدِيثِ

مُجَاهِدٍ: كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَتَوَرَّك الرَّجُلُ عَلَى رِجْلِهِ الْيُمْنَى فِي الأَرض المُسْتَحِيلة فِي الصَّلَاةِ

أَيْ يَضَعُ وَرِكَهُ عَلَى رِجْلِهِ، وَالْمُسْتَحِيلَةُ غَيْرُ الْمُسْتَوِيَةِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: التَّوَرُّك عَلَى الْيُمْنَى وضعُ الوَرك عَلَيْهَا، وَفِي الصِّحَاحِ: وَضْعُ الْوَرِكِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الرِّجْلِ الْيُمْنَى. وَفِي حَدِيثِ

إِبْرَاهِيمَ: أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ التَّوَرُّكَ فِي الصَّلَاةِ

؛ يَعْنِي وضع الأَلْيَتَيْن أو إحداهما عَلَى عَقِبَيْه، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ وَضْعُ الأَلْيتين أَوْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأَرض؛ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: التَّوَرُّك فِي الصَّلَاةِ ضَرْبَانِ: أَحَدُهُمَا سُنَّة وَالْآخِرُ مَكْرُوهٌ، فَأَمَّا السُّنَّةُ فأنْ يُنْحِي رِجْلَيْهِ فِي التَّشَهُّدِ الأَخير ويُلْزِقَ مقعَدته بالأَرض كَمَا جَاءَ فِي الْخَبَرِ، وَأَمَّا التَّوَرُّك الْمَكْرُوهُ فَأَنْ يَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى وَرِكَيْهِ فِي الصَّلَاةِ وَهُوَ قَائِمٌ وَقَدْ نُهِيَ عَنْهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُقَالُ ثَنى وَرِكَه فَنَزَلَ وَلَا يَجُوزُ وَرْكه فِي ذَا الْمَعْنَى إِنَّمَا هُوَ مَصْدَرُ وَرَكَ يَرِكُ وَرْكاً، وَيُسَمَّى ذَلِكَ الْمَوْضِعُ مِنَ الرِّجل المَوْرِكَةَ لأَن الإِنسان يَثْنِي عَلَيْهِ رِجْلَهُ ثَنْياً، كَأَنَّهُ يَتَرَبَّعُ وَيَضَعَ رِجْلًا عَلَى رِجْلٍ، وَأَمَّا الوَرِكُ نَفْسُهَا فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْنِيَهَا لأَنها لَا تَنْكَسِرُ. وَفِي الوَرك لُغَاتٌ: الوَرِكُ والوَرْكُ والوِرْك. وَفِي حَدِيثِ

عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَسْجُدَ الرَّجُلُ مُتَورِّكاً أَوْ مُضْطَجِعًا.

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ متورِّكاً أَيْ أَنْ يَرْفَعَ وَركيه إِذَا سَجَدَ حَتَّى يُفْحِش فِي ذَلِكَ، وَقَوْلُهُ: أَوْ مُضْطَجِعًا يَعْنِيَ أَنْ يَتَضَامَّ ويُلصِقَ صَدْرَهُ بالأَرض ويَدَعَ التَّجافيَ فِي سُجُودِهِ، وَلَكِنْ يَكُونُ بَيْنَ ذَلِكَ، قَالَ: وَيُقَالُ التورُّك أَنْ يُلْصق أَلْيَتَيْهِ بِعَقِبَيْهِ فِي السُّجُودِ؛ قَالَ الأَزهري: مَعْنَى التورُّك فِي السُّجُودِ أَنْ يُوَرِّكَ يُسْراه فيجعلَها تَحْتَ يُمْنَاهُ كَمَا يَتَوَرَّك الرَّجُلُ فِي التَّشَهُّدِ، وَلَا يَجُوزُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ. قَالَ بَعْضُهُمْ: التَّوَرُّك أَنْ يَسْدِلَ رِجْلَيْهِ فِي جَانِبٍ ثُمَّ يَسْجُدُ وَهُوَ سابِلُهما، وَالرَّاكِبُ إِذَا أَعْيَا فيتورَّك فَيُثْنِي رِجْلَيْهِ حَتَّى يَجْعَلَهُمَا عَلَى مَعْرَفَة الدَّابَّةِ، وأُمِرَ النساءُ أَنْ يتَوَرَّكن فِي الصَّلَاةِ وَهُوَ سَدْلُ الرِّجْلَيْنِ فِي شِقِّ السُّجُودِ ونُهيَ الرِّجَالُ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: وَأَنْكَرَ التَّفْسِيرُ الأَول أَنْ يَرْفَعَ وَركه حَتَّى يُفْحِشَ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ: يتورَّك الْمُصَلِّي فِي الرَّابِعَةِ وَلَا يَتَوَرَّكُ فِي الْفَجْرِ وَلَا فِي صَلَاةِ الْجُمْعَةَ لأَن فِيهَا جَلْسَةً وَاحِدَةً، وَكَانَ يتورَّك فِي الْفَجْرِ لأَن التَّوَرُّكَ إِنَّمَا جُعِلَ مِنْ طُولِ الْقُعُودِ. ويَتَوَرَّك الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ فيَصْرَعُه:

ص: 510

وَهُوَ أَن يَعْتَقِلَه بِرِجْلِهِ. ابْنُ الأَعرابي: مَا أَحسن رِكَتَه ووُرْكَه، مِنَ التَّوَرُّك. وَيُقَالُ: وَرَكْتُ عَلَى السَّرْجِ وَالرَّحْلِ وَرْكاً ووَرَّكْتُ تَوْريكاً وثَنى وَرْكَه، بِجَزْمِ الرَّاءِ. وتَوَرَّكَ عَلَى الدَّابَّةِ أَي ثَنَى رِجْلَهُ وَوَضَعَ إِحدى وَرِكَيْه فِي السَّرْجِ، وَكَذَلِكَ التَّوْرِيك؛ قَالَ الرَّاعِي:

وَلَا تُعْجِلِ المَرْءَ قَبْلَ الوُرُوكِ،

وَهِيَ بُركْبَتِه أَبْصَرُ

وتَوَرَّكَتِ المرأَة الصبيَّ إِذا حَمَلَتْهُ عَلَى وَرِكها. وَفِي الْحَدِيثِ:

جَاءَتْ فَاطِمَةُ مُتَوَرِّكَةً الحَسَنَ

أَي حَامِلَتَهُ عَلَى وَرِكها. وتَوَرَّك الصبيَّ: جَعَلَهُ فِي وَرِكِهِ مُعْتَمِدًا عَلَيْهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

تَبَيَّنَ أَنَّ أُمَّك لَمْ تَوَرَّكْ،

وَلَمْ تُرْضِعْ أَميرَ المُؤْمِنينا

وَيُرْوَى: تُؤَرَّك مِنَ الأَرِيكة، وَهِيَ السَّرِيرُ، وَقَدْ تقدَّم. وَنَعْلٌ مَوْرِكٌ ومَوْرِكةٌ، بِتَسْكِينِ الْوَاوِ: مِنْ حِيال الوَرِك، وَفِي الصِّحَاحِ: إِذا كَانَتْ مِنَ الوَرِكِ يَعْنِي نَعْلَ الخفِّ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: المَوْرِكُ والمَوْرِكة الْمَوْضِعُ الَّذِي يُثْنِي الرَّاكِبُ رِجْلَهُ عَلَيْهِ قُدَّام واسِطَةِ الرحْل إِذا مَلَّ مِنَ الرُّكُوبِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَوْرِك الرَّحْل ومَوْرِكَته ووِراكُه الْمَوْضِعُ الَّذِي يَضَعُ فِيهِ الرَّاكِبُ رِجْلَهُ، وَقِيلَ: الوراكُ ثَوْبٌ يُزَيَّنُ بِهِ المَوْرِكُ، وأَكثر مَا يَكُونُ مِنَ الحِبَرة، وَالْجَمْعُ وُرُك؛ وأَنشد:

إِلا القُتُود عَلَى الأَوْراكِ والوُرُك

وَقِيلَ: الوِراك والمَوْرَكة قادِمة الرحْل. والمِوْرَكة: كالمِصْدَغَة يَتَّخِذُهَا الرَّاكِبُ تَحْتَ وَرِكِه. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: أَنه كَانَ يَنْهى أَن يُجْعل فِي وِراكٍ صَلِيبٌ

؛ الوراكُ: ثَوْبٌ يُنْسَجُ وَحْدَهُ يُزَيَّنُ بِهِ الرَّحْلُ، وَقِيلَ هُوَ النُّمْرُقَةُ الَّتِي تُلْبَسُ مُقدّمَ الرَّحْلِ ثُمَّ تُثْنى تَحْتَهُ. أَبو عُبَيْدَةَ: الوِراك رَقْم يُعْلى المِوْركَةَ وَلَهَا ذُؤابةُ عُهونٍ، قَالَ: والمَوْرِكةُ حَيْثُ يَتَوَرَّك الرَّاكِبُ عَلَى تِيكَ الَّتِي كأَنها رفادَة مِنْ أَدَمٍ، يُقَالُ لَهَا مَوْرِكة ومَوْرِكٌ. والمَوْرِكُ: حَبْلٌ يُحَف بِهِ الرَّحْلُ، قَالَ: والمِيْرَكة تَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْلِ يَضَعُ الرَّجُلَ رِجْلَهُ عَلَيْهَا إِذا أَعيا وَهِيَ المَوْرِكة؛ وأَنشد:

إِذا حَرَّدَ الأَكتافَ مَوْرُ المَوارِك

أَبو زَيْدٍ: الوِراكُ الَّذِي يُلْبَسُ المَوْرِكَ، وَيُقَالُ: هِيَ خِرْقَةٌ مُزَيَّنَةٌ صَغِيرَةٌ تُغَطِّي المَوْرِكَة، وَيُقَالُ: وَرَك الرجلُ عَلَى المَوْرِكَة. الْجَوْهَرِيُّ: الوِراكُ النُّمْرُقَةُ الَّتِي تُلْبَسُ مُقَدَّمَ الرَّحْلِ ثُمَّ تُثْنى تَحْتَهُ يُزَيِّنُ بِهَا، وَالْجَمْعُ وُرُك؛ قَالَ زُهَيْرٌ:

مُقْوَرَّة تَتَبارَى لَا شَوارَ لَهَا

إِلا القُطوعُ، عَلَى الأَجْوازِ، والوُرُك «1»

. وَفِي الْحَدِيثِ:

حَتَّى إِن رأْس نَاقَتِهِ لتُصِيبُ مَوْرِكَ رَحْله

؛ المَوْرِكُ: المِرْفَقَة الَّتِي تَكُونُ عِنْدَ قادِمةِ الرَّحْلِ يَضعُ الرَّاكِبُ رِجْلَهُ عَلَيْهَا لِيَسْتَرِيحَ مِنْ وَضْعِ رِجْلِهِ فِي الرِّكَابِ، أَراد أَنه قَدْ بَالَغَ فِي جَذْبِ رأْسها إِليه لِيَكُفَّهَا عَنِ السَّيْرِ. ووَرَك الحَبْلَ وَرْكاً: جَعَلَهُ حِيالَ وَرِكه، وَكَذَلِكَ وَرَّكَه؛ قَالَ بَعْضُ الأَغْفال:

حَتَّى إِذا وَرَّكْتُ مِنْ أُيَيْرِي

سَوادَ ضِيفَيْهِ إِلى القُصَيْرِ،

(1). في ديوان زهير: مُقَوَّرة بدل مُقورَّة والأَنساع بدل الأَجواز

ص: 511

رَأَتْ شُحوبي وبَذاذَ شَوْرِي

وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِزُهَيْرٍ:

ووَرَّكْنَ بالسُّوبان يَعلونَ مَتْنَه،

عليهنَّ دَلُّ الناعِمِ المُتَنَعِّمِ

وَيُقَالُ: وَرَّكْنَ أَي عَدَلْنَ. وورَّكت الجبلَ تَوْرِيكًا إِذا جَاوَزْتُهُ. ووَرَكَ عَلَى الأَمر وُروكاً ووَرَّكَ وتَوَرَّك: قَدَر عَلَيْهِ. ووارَكَ الْجَبَلَ: جَاوَزَهُ. ووَرَّك الشَّيْءَ: أَوجبه. والتَّوْرِيكُ: تَوْرِيكُ الرَّجُلُ ذَنْبَهُ غَيْرَهُ كأَنه يُلْزِمُه إِياه. ووَرَّكَ فُلَانٌ ذَنْبَهُ عَلَى غَيْرِهِ تَوْريكاً إِذا أَضافه إِليه وقَرَفَه بِهِ. وإِنه لمُوَرَّكٌ فِي هَذَا الأَمر أَي لَيْسَ لَهُ فِيهِ ذَنْبٌ. ووَرَّكَ الذنبَ عَلَيْهِ: حَمَلَه؛ وَاسْتَعْمَلَهُ ساعدةُ فِي السَّيْفِ فَقَالَ:

فَوَرَّكَ لَيْناً لَا يُثَمْثَمُ نَصْلُه،

إِذا صابَ أَوساطَ العِظامِ صَميمُ

أَراد نَصْلُه صميمٌ أَي يُصَمِّمُ فِي الْعَظْمِ. ووَرَّكَ لَيْنًا أَي أَماله لِلضَّرْبِ حَتَّى ضَرَبَ بِهِ يَعْنِي السَّيْفَ. وَفِي حَدِيثِ

النَّخَعِيِّ فِي الرَّجُلِ يُسْتَحْلَف قَالَ: إِن كَانَ مَظْلُومًا فَوَرَّكَ إِلى شَيْءٍ جَزَى عَنْهُ التَّوْرِيك، وإِن كَانَ ظَالِمًا لَمْ يَجْز عَنْهُ التَّوْرِيكُ

، كأَنَّ التوريكَ فِي الْيَمِينِ نِيَّةٌ يَنْوِيهَا الْحَالِفُ غَيْرَ مَا يَنْوِيهِ مُسْتَحْلِفُه، مِنْ وَرَّكْتُ فِي الْوَادِي إِذا عَدَلْتَ فِيهِ وَذَهَبْتَ، وَقَدْ وَرَكَ يَرِكُ وُروكاً أَي اضْطَجَعَ كأَنه وَضَعَ وَرِكه عَلَى الأَرض. ووَرَكَ بِالْمَكَانِ وُروكاً: أَقام، وَكَذَلِكَ تَوَرَّك بِهِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ: وَقَالَ أَبو زِيَادٍ التَّوَرُّك التّبَطُّؤُ عَنِ الْحَاجَةِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى اللِّحْيَانِيَّ حَكَى عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ العُقَيْليّ تَوَرَّكَ فِي خُرْئِه كتَضَوَّكَ. والوِرْكُ: جَانِبُ الْقَوْسِ ومَجْرى الوَتَرِ مِنْهَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

هَلْ وصْلُ غانيةٍ عَضَّ العَشيرُ بِهَا،

كَمَا يَعَضُّ بظَهْرِ الغارِبِ القَتَبُ،

إِلَّا ظُنونٌ كوِرْكِ القَوْس، إِن تُرِكت

يَوْمًا بِلَا وَتَرٍ، فالوِرْكُ مُنْقَلبُ

عَضَّ العشيرُ بِهَا: لَزِمَهَا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَرِكُ الشَّجَرَةِ عَجُزها. والوَرْكُ والوِرْك: القَوْسُ الْمَصْنُوعَةُ مِنْ وَرِكها؛ وأَنشد لِلْهُذَلِيِّ:

بِهَا مَحِصٌ غيرُ جَافِي القُوَى،

إِذا مُطْيَ حَنَّ بِوَرْكٍ حُدالْ

أَراد مُطِيَ فأَسكن الْحَرَكَةَ. والوَرِكانِ، بِفَتْحِ الْوَاوِ وَكَسْرِ الرَّاءِ:؛ مَا يَلِي السِّنْخَ مِنَ النَّصْل. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه ذَكَرَ فِتْنَةً تَكُونُ فَقَالَ: ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كوَرِكٍ عَلَى ضِلع

أَي يَصْطَلِحُونَ عَلَى أَمر واهٍ لَا نِظَامَ لَهُ وَلَا اسْتِقَامَةَ، لأَن الوَرِكَ لَا يَسْتَقِيمُ عَلَى الضِّلَعِ وَلَا يَتَرَكَّبُ عَلَيْهِ لِاخْتِلَافِ ما بينهما وبُعده.

وزك: أَوْزَكَتِ المرأَةُ: أَسرعت؛ قَالَ:

يَا ابنَ بَراءٍ، هَلْ لَكَمَ إِليها،

إِذا الفَتاةُ أَوْزَكَتْ لَدَيْها؟

أَوْزَكَتِ المرأَةُ فِي مِشْيتها: وَهِيَ مِشْية قَبِيحَةٌ مِنْ مَشْيِ القِصارِ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو:

فأَوْزَكَتْ لِطَعْنه الدَّرَّاكِ،

عِنْدَ الخِلاطِ، أَيَّما إِيزاكِ

يُرِيدُ حركتها.

ص: 512

وشك: الوَشِيك: السَّرِيعُ. أَمْرٌ وَشِيكٌ: سَرِيعٌ، وَشُكَ وَشاكةً ووَشَّكَ وأَوشَكَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يُوشِك أَن يَكُونَ كَذَا وَكَذَا، ويُوشِكُ أَن يَكُونَ الأَمرُ، ويُوشِكُ الأَمرُ أَن يَكُونَ، وَلَا يُقَالُ أُوشِكَ وَلَا يُوشَكُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَوْشَكَ الأَمر أَن يَكُونَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

وَلَوْ سُئِلَ الناسُ الترابَ، لأَوْشَكُوا

إِذا قِيلَ: هاتُوا، أَن يَمَلُّوا ويَمْنَعُوا

وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ جِنِّي:

مَا كنتُ أَخْشَى أَن يَبِيتُوا أُشْكَ ذَا

إِنما أَراد: وُشْكَ ذَا فأَبدل الْهَمْزَةَ مِنَ الْوَاوِ. ووُشْكانَ ما يكون ذلك، ووَشْكانَ ووِشْكانَ، وَالنُّونُ مَفْتُوحَةٌ فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَكَذَلِكَ سَرْعانَ مَا يَكُونُ ذَاكَ وسُرْعانَ وسِرْعانَ أَي سَرُعَ، كلُّ ذَلِكَ اسْمٌ لِلْفِعْلِ كَهَيْهَاتَ. التَّهْذِيبُ: لَوُشْكان مَا كَانَ ذَلِكَ أَي لَسُرْعانَ؛ وأَنشد:

أَتَقْتُلُهم طَوْراً وتَنْكِحُ فيهمُ؟

لَوُشْكانَ هَذَا، والدِّماءُ تَصَبَّبُ

وَمِنْ أَمثالهم: لوُشْكانَ ذَا إِهالَةً؛ يَضْرِبُ مَثَلًا لِلشَّيْءِ يأْتي قَبْلَ حِينهِ؛ وَشْكانَ مَصْدَرٌ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. ووَشْكُ البَيْنِ: سُرْعَةُ الفِراقِ. ووُشْكُ الفِراق ووِشْكُه ووَشْكانُه ووُشْكانُه: سُرْعَتُهُ. وَقَالُوا: وَشْكانَ ذَا خُرُوجًا أَي عَجْلانَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

أَوَشْكانَ مَا عَنَّيْتُمُ وشَمِتُّمُ

بإِخوانكم، والعِزُّ لَمْ يَتَجَمَّع

وَقَدْ أَوْشَكَ الخروجُ، وأَوْشَك فلانٌ خُرُوجًا وَقَوْلُهُمْ: وَشُك ذَا خُرُوجًا؛ بِالضَّمِّ، يَوْشُكُ وَشْكاً أَي سَرُعَ. وَعَجِبْتُ مِنْ وَشْك ذَلِكَ الأَمر ووُشْك ذَلِكَ الأَمر، بِضَمِّ الْوَاوِ، وَمِنْ وَشْكانِ ذَلِكَ الأَمر ووُشْكانِ ذَلِكَ الأَمر أَي مِنْ سُرْعته؛ عَنْ يَعْقُوبَ. وخَرَجَ وَشِيكاً أَي سَرِيعًا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلَ حَسَّانَ:

لتَسْمَعَنَّ وَشِيكاً فِي دِيارِهِمُ:

اللهُ أَكْبَرُ يَا ثاراتِ عُثمانا

وَقَدْ أَوْشَك فُلَانٌ يُوشِكُ إِيشاكاً أَي أَسرع السَّيْرَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: يُوشِك أَن يَكُونَ كَذَا؛ قَالَ جَرِيرٌ يَهْجُو الْعَبَّاسَ بْنَ يزيدَ الكِنْدِيَّ:

إِذا جَهِل الشَّقِيُّ، وَلَمْ يُقَدِّرْ

ببعضِ الأَمرِ، أَوْشَك أَن يُصابا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الكَلْحَبةِ:

إِذا المَرْءُ لَمْ يَغْشَ الكَرِيهةَ، أَوْشَكَتْ

حِبالُ الهُوَيْنا بالفَتَى أَن تَقَطَّعا

قَالَ: وَقَدْ يأْتي يُوشِكُ مُسْتَعْمَلًا بَعْدَهَا الِاسْمُ، والأَكثر أَن يَكُونَ الَّذِي بَعْدَهَا أَن وَالْفِعْلَ، وَذَلِكَ نَحْوُ قَوْلِ حَسَّانَ:

مِنْ خمرِ بَيْسانَ تَخَيَّرْتُها،

تُرْياقَةً تُوشِكُ فَتْرَ العِظامْ

وَيُرْوَى: تُسْرِعُ فَتْرَ الْعِظَامِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ

يُوشِكُ أَن يَكُونَ كَذَا وَكَذَا

أَي يَقْرُب وَيَدْنُو ويُسْرع. وَمِنْهُ حَدِيثُ

عَائِشَةَ، رضي الله عنها:

ص: 513

يُوشِكُ مِنْهُ الفَيْئةَ

أَي يُسْرِعُ الرجوعَ فِيهِ. والوَشِيكُ: السَّرِيعُ وَالْقَرِيبُ، والعامَّةُ تَقُولُ يُوشَك، بفتح وَهِيَ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ. وَقَالَ أَبو يُوسُفَ: واشَك يُواشِكُ وِشاكاً مِثْلُ أَوْشَك، يُقَالُ: إِنه مُواشِكٌ مُسْتَعْجِلٌ أَي مُسارع. وَقَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى ثَعْلَبٌ: هَذَا يُقَالُ بِهَذَا اللَّفْظِ، وَلَا يُقَالُ مِنْهُ واشَكَ. وَنَاقَةٌ مُواشِكة: سَرِيعَةٌ، وَقَدْ أَوْشَكَتْ، وَهِيَ الحَثَّةُ فِي العَدْو وَالسَّيْرِ، وَالِاسْمُ الوِشاكُ. أَبو عُبَيْدَةَ: فرسٌ مُواشِكٌ والأُنثى مُواشِكةٌ. والمُواشَكة: سُرعة النَّجاء وَالْخِفَّةِ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَثْمَةَ يَرْثي بِسْطامَ بْنَ قَيْس:

حَقِيبةُ سَرْجِه بَدَنٌ ودِرْعٌ،

وتَحْمِلُه مُواشِكةٌ دَؤُوكُ

وعك: وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ ذكرُ الوَعْك وَهُوَ الحُمَّى، وَقِيلَ: أَلمها، وَقَدْ وَعَكه الْمَرَضُ وَعْكاً ووُعِك، فَهُوَ مَوْعُوك. والوَعْكُ: مَغْثُ المَرض، وَقِيلَ: أَذَى الْحُمَّى وَوَجَعُهَا فِي الْبَدَنِ. ووَعَكَتْه وَعْكاً: دَكَّتْه. والوَعْكُ: الأَلم يَجِدُهُ الإِنسانُ مِنْ شِدّة التَّعَبِ. وَرَجُلٌ وَعْك ووَعِكٌ: مَوْعُوك، وَهَذِهِ الصِّيغَةُ عَلَى تَوَهُّمِ فَعِلَ كأَلِمَ، أَو عَلَى النَّسَب كَطَعِمَ. والمَوْعُوك: الْمَحْمُومُ، وَقَدْ وَعَكَتْه الْحُمَّى تَعِكُه. والمَمْغُوث والمَمْعُوك: الْمَحْمُومُ. والوَعْكُ والوَعْكة: سُكُونُ الرِّيحِ وَشِدَّةُ الْحَرِّ. والوَعْكة: المَعْركة. قَالَ الأَزهري: والوَعْكة مَعْرَكَةُ الأَبطال إِذا أَخذ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. ووَعْكةُ الأَمر: دَفْعَتُه وشدَّته. والوَعْكة: الوَقْعة الشَّدِيدَةُ فِي الجرْي أَو السَّقْطَةُ فِيهِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الدَّفْعة الشَّدِيدَةُ فِي الجَرْي. والوَعْكة: ازْدِحام الإِبل فِي الوِرْدِ، وَقَدْ أَوْعَكَتْ إِذا ازْدَحَمَتْ فَرَكِبَ بعضُها بَعْضًا عِنْدَ الْحَوْضِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذا ازْدحمت الإِبل فِي الوِرْدِ واعْتَرَكَتْ فَتِلْكَ الوَعْكةُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: وَعْكةُ الإِبل جَماعاتُها؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِي:

قَدْ جَعَلَت وَعْكَتُهُنَّ تَنْجَلي

عَنِّي، وَعَنْ مَبِيتِها المُوَصَّلِ

ووَعَكَه فِي التُّرَابِ: مَعَكهُ. قَالَ اللَّيْثُ: الكلابُ إِذا أَخذت الصيدَ أَوْعَكَتْه أَي مَرَّغَتْه.

وَكَكَ: الوَكْوَكةُ فِي الْمَشْيِ: مِثْلُ الزَّكِيكِ، وَقِيلَ: التَّدَحْرُجُ؛ وَقَدْ تَوَكْوكَ إِذا مَشَى كَذَلِكَ؛ وَرَجُلٌ وَكْواك: مِشْيَتُه كَذَلِكَ. الأَصمعي: رَجُلٌ وَكْواك إِذا كَانَ كأَنه يَتَدَحْرَجُ مِنْ قِصَره. ووَكْوَكةُ الحَمامِ: هَديرُها؛ قَالَ:

كَوكْوَكةِ الحَمائِم فِي الوُكُونِ

ابْنُ الأَعرابي: الوَكُّ الدَّفْعُ والكَوُّ الكِنُّ. وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: ائْتَزَرَ فُلَانٌ إِزْرَةَ عَكَّ وَكَّ، وَهُوَ أَن يُسْبِلَ طَرَفَيْ إِزاره؛ وأَنشد:

إِنْ زُرْتَه تَجِدْه عَكَّ وَكَّا،

مِشْيَتُه فِي الدارِ هاكَ رَكَّا

ص: 514