المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل التاء المثناة فوقها - لسان العرب - جـ ١٠

[ابن منظور]

الفصل: ‌فصل التاء المثناة فوقها

فِيهِ القِدْح، وَهُوَ السَّهْمُ، لِيَخْرُجَ مِنْهُ الْمَاءُ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: باكَ الحمارَ الأَتان. وَسُمِّيَتْ غَزْوَةُ تَبُوك لأَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، رأَى قَوْمًا مِنْ أَصحابه يَبوكون حسْيَ تَبُوك أَي يُدْخِلُونَ فِيهِ القِدْح وَيُحَرِّكُونَهُ لِيَخْرُجَ الْمَاءُ،

فَقَالَ: مَا زِلْتُمْ تَبُوكونها بَوْكاً

، فَسُمِّيَتْ تِلْكَ الْغَزْوَةُ غَزْوَةَ تَبُوك، وَهُوَ تَفْعُل مِنَ البَوْك، والحِسْي: الْعَيْنُ كالجَفْر.

‌فصل التاء المثناة فوقها

تبك: تَبُوكُ: اسْمُ أَرض، قَالَ الأَزهري: فإِن كَانَتِ التَّاءُ فِي تَبُوك أَصلية فَلَا أَدري مِمَّ اشْتِقَاقُ تَبُوكَ، وإِن كَانَتِ التَّاءُ تاءَ التأْنيث فِي الْمُضَارِعِ فَهِيَ مَنْ باكَتْ تَبُوك، وَقَدْ مَضَى تَفْسِيرُهُ. والتَّبُوكِيُّ: ضَرْبٌ مِنْ عِنَبِ الطَّائِفِ أَبيض قَلِيلُ الْمَاءِ عِظَامُ الْحَبِّ نَحْوٌ مِنْ عِظَمِ الأَقْماعِيّ، يَنْشَقُّ حَبُّهُ عَلَى شَجَرِهِ، وَقَدْ يَكُونُ تَبُوك تَفْعُول.

تبرك: تَبْركَ بِالْمَكَانِ: أَقام. وتِبْراك: مَوْضِعٌ، مُشْتَقٌّ مِنْهُ.

ترك: التَّرْكُ: وَدْعُك الشَّيْءَ، تَركه يَتْرُكه تَرْكاً واتَّرَكه. وتَرَكْتُ الشيءَ تَرْكاً: خَلَّيْتُهُ. وتارَكْتُه الْبَيْعَ مُتارَكَةً. وتَراكِ: بِمَعْنَى اتْرُك، وَهُوَ اسْمٌ لِفِعْلِ الأَمر؛ قَالَ طُفَيْلُ بْنُ يَزِيدَ الْحَارِثِيُّ:

تَراكِها مِنْ إِبل تَراكِها

أَما تَرَى المَوْت لَدَى أَوْراكِها؟

وَقَالَ فِيهِ: فَمَا اتَّرَكَ أَي مَا تَرَكَ شَيْئًا، وَهُوَ افْتَعل. وَفِي الْحَدِيثِ:

الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصلاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ

، قِيلَ: هُوَ لِمَنْ تَرَكَهَا مَعَ الإِقرار بِوُجُوبِهَا أَو حَتَّى يَخْرُجَ وَقْتُهَا، وَلِذَلِكَ ذَهَبَ أَحمد بْنُ حَنْبَلٍ إِلى أَنه يَكْفُرُ بِذَلِكَ حَمْلًا عَلَى الظَّاهِرِ، وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: يُقْتَلُ بِتَرْكِهَا وَيُصَلَّى عَلَيْهِ وَيُدْفَنُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ؛ وتَتَارَك الأَمرُ بَيْنَهُمْ. والتَّرْكُ: الإِبقاء فِي قَوْلِهِ، عز وجل: وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ*

؛ أَي أَبقينا عَلَيْهِ. وتَرِكةُ الرَّجُلِ الميتِ: مَا يَتْرُكه مِنَ التُّرَاث المَتْروك. والتَّريكة: الَّتِي تُتْرَكُ فَلَا تَتَزَوَّجُ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ لِلذَّكَرِ. ابْنُ الأَعرابي: تَرِكَ الرجلُ إِذا تَزَوَّجَ بالتَّريكةِ وَهِيَ العانِسُ فِي بَيْتِ أَبويها؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِلْكُمَيْتِ:

إِذ لَا تَبِضُّ، إِلى التَّرَائكِ

والضَّرائِكِ، كفُّ جازِرْ

والتَّرِيكةُ: الرَّوْضَةُ الَّتِي يُغْفِلُها الناسُ فَلَا يَرْعَوْنَهَا، وَقِيلَ: التَّرِيكةُ المَرْتَعُ الَّذِي كَانَ النَّاسُ رَعَوْهُ، إِما فِي فَلَاةٍ وإِما فِي جَبَلٍ، فأَكله الْمَالُ حَتَّى أَبقى مِنْهُ بَقَايَا مِنْ عُوَّذ. والتَّرْكُ: ضَرْبٌ مِنَ الْبَيْضِ مُسْتَدِيرٌ شبِّه بالتَّرْكةِ والتَّرِيكة وَهِيَ بَيْضُ النَّعَامِ الْمُنْفَرِدِ؛ وأَنشد:

مَا هاجَ هَذَا القَلْبَ إِلا تَرْكة

زَهراءُ، أَخْرَجَها خُرُوجَ مُنْفج

الْجَوْهَرِيُّ: والتَّرِيكةُ بَيْضَةُ النَّعَامَةِ الَّتِي يَتْرُكُهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى:

ويَهْماء قَفْر تَخْرُجُ العَيْنُ وسْطَها،

وتَلْقَى بِهَا بَيْضَ النَّعامِ تَرائِكا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لِلْمُخَبَّلِ:

كتَرِيكةِ الأُدْحِيِّ أَدْفَأَها

قَرِدٌ، كأَنَّ جَناحه هِدْمُ

والهِدْمُ: كِسَاءٌ خَلَقٌ. ابْنُ سِيدَهْ: والتَّرِيكة الْبَيْضَةُ بعد ما يَخْرُجُ مِنْهَا الْفَرْخُ، وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ بَيْضَ النَّعَامِ الَّتِي تَتْرُكُهَا بِالْفَلَاةِ بَعْدَ خُلُوِّهَا مِمَّا فِيهَا، وَقِيلَ:

ص: 405

هِيَ بَيْضُ النَّعَامِ الْمُفْرَدَةُ، وَالْجَمْعُ تَرائك وتُرُك، وَهِيَ التَّرْكة وَالْجَمْعُ تَرْكٌ. والتَّرِيكةُ: بَيْضَةُ الْحَدِيدِ للرأْس؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراها عَلَى التَّشْبِيهِ بالتَّرِيكة الَّتِي هِيَ الْبَيْضَةُ، وَالْجَمْعُ تَرائك وتَرِيك، وَهِيَ التَّرْكة أَيضاً، وَجَمْعُهَا تَرْكٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

فَخْمة ذَفْراء تُرْتى بالعُرى،

قُرْدُمانِيّاً وتَرْكاً كالبَصَل

ابْنُ شُمَيْلٍ: التَّرْكُ جَمَاعَةُ الْبَيْضِ، وإِنما هِيَ شَقِيقَةٌ وَاحِدَةٌ وَهِيَ الْبَصَلَةُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ اسْتَعْمَلَ الْفَرَزْدَقُ التَّرِيكةَ فِي الْمَاءِ الَّذِي غَادَرَهُ السَّيْلُ فَقَالَ:

كأَنَّ تَرِيكةً مِنْ مَاءِ مُزْنٍ،

وَدَارِيَّ الذكيِّ مِنَ المُدامِ

وَقَالَ أَيضاً:

سُلافَة جَفْنٍ خالطَتْها تَرِيكة،

عَلَى شَفَتَيْهَا، والذَّكي المُشَوَّف

وَفِي حَدِيثِ الْخَلِيلِ، عليه السلام:

أَنه جَاءَ إِلى مَكَّةَ يطالِعُ تَرْكتهُ

؛ التَّرْكةُ، بِسُكُونِ الرَّاءِ فِي الأَصل: بَيْضُ النَّعَامِ، وَجَمْعُهَا تَرْكٌ، يُرِيدُ بِهِ وَلَدَهُ إِسمعيل وأُمه هاجَر لمَّا تَرَكَهُمَا بِمَكَّةَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ وَلَوْ رُوِيَ بِكَسْرِ الرَّاءِ لَكَانَ وَجْهًا مِنَ التَّرِكة، وَهِيَ الشَّيْءُ المَتْروك؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

عَلِيٍّ، عليه السلام: وأَنتم تَرِيكةُ الإِسلام وَبَقِيَّةُ النَّاسِ

؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

الْحَسَنِ: إِن لِلَّهِ تَعَالَى تَرائكَ فِي خَلْقِهِ

، أَراد أُموراً أَبقاها فِي الْعِبَادِ مِنَ الأَمل وَالْغَفْلَةِ حَتَّى يَنْبَسِطُوا بِهَا إِلى الدُّنْيَا. والتَّرِيكُ، بِغَيْرِ هَاءٍ: العُنْقُود إِذا أُكل مَا عَلَيْهِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَقَالَ أَيضاً: التريكة الكِباسة بعد ما يُنْفَضُ مَا عَلَيْهَا وتُتْرك، وَالْجَمْعُ تَرِيك وتَرائك، وَقَالَ مَرَّةً: التَّرِيكُ، بِغَيْرِ هَاءٍ، العِذْق إِذا نُفِضَ فَلَمْ يَبْقَ فِيهِ شَيْءٌ. وَلَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهِ وَلَا تارَكَ وَلَا دارَكَ: كُلُّ ذَلِكَ إِتباع، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: تارَكَ أَبقى. والتَّرْكُ: الْجَعْلُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ، يُقَالُ: تَرَكْتُ الْحَبْلَ شَدِيدًا أَي جَعَلْتُهُ شَدِيدًا، قَالَ: وَلَا يُعْجِبُنِي. والتُّرْك: الْجِيلُ الْمَعْرُوفُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الدَّيْلَم، والجمع أَتْراك.

تكك: تَكَّ الشيءَ يَتُكُّه تَكّاً: وَطِئَهُ فَشَدَخَهُ، وَلَا يَكُونُ إِلَّا فِي شَيْءٍ لَيِّنٍ كَالرُّطَبِ وَالْبِطِّيخِ وَنَحْوِهِمَا. وتَكْتَكْتُ الشَّيْءَ أَي وَطِئْتُهُ حَتَّى شَدَخْتُهُ. والتاكُّ: الْهَالِكُ مُوقاً. يُقَالُ: أَحمق تَاكٌّ، وَقِيلَ: أَحمق فَاكٌّ تَاكٌّ إِتباع لَهُ، بالغُ الحمقِ، وَالْجَمْعُ تاكُّون وتَكَكةٌ وتُكَّاك كضَرَبةٍ وضُرَّابٍ وتُكُك كبُزُل، وَمَا كنتَ تَاكًّا وَلَقَدْ تَكَكْتَ، بِالْفَتْحِ، تُكُوكاً. قَالَ الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ أَبيتَ إِلا أَن تَحمُق وتَتُكَّ، وَقَدْ تَكَّهُ النبيذُ مِثْلُ هَكَّهُ وهَرَّجه إِذا بَلَغَ مِنْهُ. والتَّكِيكُ: الَّذِي لَا رأْي لَهُ، وَهُوَ بَيِّنُ التَّكاكة؛ عَنِ الْهَجَرِيِّ؛ وأَنشد:

أَلم تَأْت التَّكاكةُ قَدْ تَراها،

كقَرْنِ الشمسِ، بَادِيَةً ضُحَيّا؟

التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي تُكَّ إِذا قُطِعَ. وتَكَّ الإِنسان إِذا حَمُق، قَالَ: والتُّكَّكُ والفُكَّكُ الحَمْقى القُيَّق. والتِّكَّة: وَاحِدَةُ التِّكَكِ، وَهِيَ تِكَّة السَّرَاوِيلِ، وَجَمْعُهَا تِكَكٌ؛ والتِّكةُ رِبَاطُ السَّرَاوِيلِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسبها إِلا دَخِيلًا وإِن كَانُوا تَكَلَّمُوا بِهَا قَدِيمًا، وَقَدِ اسْتَتَكَّ بِهَا. والتُّكّ: طَائِرٌ يُقَالُ لَهُ ابْنُ تَمْرَةَ؛ عَنْ كراع.

ص: 406