الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِفَتْحِهَا. وَمَالِكٌ: اسْمُ رَمْلٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
لعَمْرُك إِني يومَ جَرْعاءِ مالِك
…
لَذو عَبْرةٍ، كَلأً تَفِيضُ وتخْنُقُ
مهك: مَهْكَةُ الشَّبابِ ومُهْكَتُه: نَفْخَته وامتِلاؤه وارْتِواؤه وَمَاؤُهُ. يُقَالُ: شابٌّ مُمَهَّكٌ، ومُهْكَتُه، بِالضَّمِّ، أَعلى. والمُمَهَّكُ أَيضاً: الطَّوِيلُ. ومَهَكَ الشَّيْءَ يَمْهَكُه مَهْكاً ومَهَّكَه: سَحَقَهُ فَبَالَغَ. وَيُقَالُ: مَهَكْتُ الشَّيْءَ إِذا مَلَّسْتَه؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
إِلى الملكِ النُّعْمانِ، حِينَ لَقِيتُه،
…
وَقَدْ مُهِكَتْ أَصلابُها والجناجِنُ
قَالَ: مُهِكَتْ مُلِّسَتْ. ومَهَكْتُ السهم: مَلَّسْتُه.
فصل النون
نبك: النَّبَكَة: أَكَمة مُحَدَّدة الرأْس، وَرُبَّمَا كَانَتْ حَمْرَاءَ وَلَا تَخْلُو مِنَ الْحِجَارَةِ، وَقِيلَ: هِيَ الأَرض فِيهَا صَعُود وهَبُوط، وَالْجَمْعُ نَبَك، بِالتَّحْرِيكِ، ونِباكٌ. الأَزهري: شَمِرٌ فِيمَا قرأَ بِخَطِّهِ هِيَ رَوابٍ مِنْ طِينٍ، وَاحِدَتُهَا نَبَكَة. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ النَّبْكة مِثْلُ الفَلْكة غَيْرَ أَن الفَلْكة أَعلاها مُدوَّر مُجْتَمِعٌ، والنَّبْكَة رأْسها محدَّد كأَنه سِنان رُمْحٍ، وَهُمَا مُصْعِدَتانِ. وَقَالَ الأَصمعي: النَّبْكُ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض؛ قَالَ طَرَفَةُ:
تَتَّقِي الأَرضَ بِرُحٍّ وُقَّحٍ،
…
وُرُقٍ تَقْعَرُ أَنْباكَ الأَكَمْ
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالَّذِي سَمِعْتُهُ مِنَ الْعَرَبِ فِي النَّبَكَة وَشَاهَدَتْهُمْ يُومِئُون إِليها كُلُّ رَابِيَةٍ مِنْ رَوَابِي الرِّمَالِ كَانَتْ مُسَلَّكَة الرأْس ومحَدَّدته. الْجَوْهَرِيُّ: النِّباكُ التِّلال الصِّغَارُ. وَمَكَانٌ نابِكٌ أَي مُرْتَفَعٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
وَقَدْ خَنَّقَ الآلُ الشِّعافَ، وغَرَّقَتْ
…
جَوارِيه جُذْعانَ الهِضابِ النَّوابِك
ونَبْكٌ ونُبُوكٌ ونُباكة: مَوَاضِعُ. وتَنْبُوكُ: اسْمُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا عَلَى تَائِهِ بِالزِّيَادَةِ وإِن لَمْ نَقْضِ عَلَى التَّاءِ إِذا كَانَتْ أَوَّلًا بالزياة إِلَّا بِدَلِيلٍ، لأَنها لَوْ كَانَتْ أَصْلًا لَكَانَ وَزْنُ الْحَرْفِ فَعْلولًا وَهَذَا الْبِنَاءُ خَارِجٌ عَنْ كَلَامِهِمْ إِلَّا مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ: بَنُو صَعْفُوقٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
بشِعْبِ تَنْبُوكَ وشِعْبِ العَوْثَبِ
نتك: النَّتْكَ: شَبِيهٌ بالنَّتْف، يَمَانِيَّةٌ، نَتَكَ يَنْتِكُ نَتْكاً. اللَّيْثُ: النَّتْكُ جَذْبُ الشَّيْءِ تَقْبِضُ عَلَيْهِ ثُمَّ تَكْسِرُهُ إِليك بجَفْوَةٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُوَ النَّتْرُ أَيضاً. يُقَالُ: نَتَر ذَكَرَهُ ونَتَكه إِذا استبرأَ بعد ما بال.
نزك: النِّزْكُ، بِالْكَسْرِ: ذكَر الوَرَل والضَّبِّ، وَلَهُ نِزْكانِ عَلَى مَا تَزْعُمُ الْعَرَبُ، وَيُقَالُ نِزْكانِ أَي قضِيبان، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ نَيْزكانِ وللأُنثى قُرْنتان؛ قَالَ الأَزهري: وأَنشدني غُلَامٌ مِنْ بَنِي كُلَيْبٍ:
تَفَرَّقْتُمُ، لَا زِلْتُمُ قَرْنَ واحدٍ،
…
تَفَرُّقَ نِزْكِ الضَّبِّ، والأَصلُ واحدُ
وَقَالَ أَبو الْحَجَّاجِ يَصِفُ ضَبًّا، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ هُوَ لحُمْرانَ ذِي الغُصَّة، وَكَانَ قَدْ أَهدى ضِباباً لخالد ين عَبْدِ اللَّهِ القَسْرِيّ فَقَالَ فِيهَا:
جَبَى العامَ عُمَّالُ الخَراجِ، وحِبْوَتي
…
مُحَلَّقَةُ الأَذْناب، صُفْرُ الشَّواكِلِ
رَعَيْن الدَّبى والنَّقْدَ، حَتَّى كأَنَّما
…
كَساهُنَّ سُلْطانٌ ثيابَ المَراجِلِ
تَرى كُلَّ ذيَّالٍ، إِذا الشمسُ عارَضَتْ،
…
سَما بَيْنَ عِرْسَيْه سُمُوَّ المُخاتِلِ
سِبَحْلٌ لَهُ نِزْكانِ، كَانَا فَضِيلَةً
…
عَلَى كُلِّ حافٍ فِي الأَنام، وناعِلِ
وَحَكَى ابْنُ القَطَّاع فِيهِ النَّزْكَ، بِالْفَتْحِ أَيضاً. قَالَ أَبو زِيَادٍ: الضَّبُّ لَهُ نِزْكانِ، وَكَذَلِكَ الوَرَل والحِرْباء والطُّحَنُ، وَجَمْعُهُ طِحْنانٌ، وللضَّبَّة والوَرَلَةِ رَحِمانِ؛ أَنشد أَبو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ بَحْرٍ الْجَاحِظُ لامرأَة وَقَدْ لَامَهَا ابْنُهَا فِي زَوْجِهَا:
وَدِدْتُ لَوْ أَنَّهُ ضَبٌّ، وأَني
…
ضُبَيْبَةُ كُدْيَةٍ، وَحَداً خَلاءَا
أَرادت بأَن لَهُ أَيْرَيْنِ وأَن لَهَا رَحِمين شَبَقاً وغُلمةً؛ ورأَيت فِي حَوَاشِي أَمالي ابْنِ بَرِّيٍّ بِخَطِّ فَاضِلٍ أَن المُفَجَّعَ أَنشد فِي التَّرْجُمان عَنِ الْكِسَائِيِّ:
تفرَّقتمُ، لَا زلتمُ قَرْنَ واحدٍ،
…
تفرُّقَ أَيْرِ الضَّبِّ، والأَصلُ واحدُ
قَالَ: رَمَاهُمْ بالقِلَّة والذِّلَّة والقطيعة والتفرُّق، قَالَ: وَيُقَالُ إِن أَير الضَّبِّ لَهُ رأْسان والأَصل وَاحِدٌ عَلَى خِلْقَةِ لِسَانِ الْحَيَّةِ، وَلِكُلِّ ضَبَّةٍ مَسْلَكانِ. والنَّزْكُ: الطَّعْنُ بالنَّيْزَك. والنَّيْزَكُ: الرُّمْحُ الصَّغِيرُ، وَقِيلَ: هُوَ نَحْوُ المِزْراقِ، وَقِيلَ: هُوَ أَقصر مِنَ الرُّمْحِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَقَدْ تَكَلَّمَتْ بِهِ الْفُصَحَاءُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَجَّاجِ:
مُطَرَّرٌ كالنَّيْزَكِ المَطْرُور
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن عِيسَى، عليه السلام، يَقْتُلُ الدَّجَّالَ بالنَّيْزَكِ
، وَالْجَمْعُ النَّيازِكُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
أَلا مَنْ لِقَلْبٍ لَا يَزالُ كأَنه،
…
مِنَ الوَجْدِ، شَكَّتْه صُدور النَّيازِكِ؟
وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ ذِي يَزَنٍ:
لَا يَضْجَرُونَ وإِنْ كَلَّتْ نَيازِكُهم
هِيَ جَمْعُ نَيْزَك لِلرُّمْحِ الْقَصِيرِ، وَحَقِيقَتُهُ تَصْغِيرُ الرُّمْحِ بِالْفَارِسِيَّةِ. وَرُمْحٌ نَيْزَك: قَصِيرٌ لَا يُلْحَقُ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ، وَبِهِ يَقْتُلُ عِيسَى، عليه السلام، الدَّجَّالَ. ونَزَكَه نَزْكاً: طَعَنَهُ بالنَّيْزَك، وَكَذَلِكَ إِذا نَزَغَه وطَعَن فِيهِ بِالْقَوْلِ. والنَّيْزَكُ: ذُو سِنانٍ وزُجٍّ، والعُكاز لَهُ زُجٌّ وَلَا سِنَانَ لَهُ. والنَّزْكُ: سُوءُ الْقَوْلِ فِي الإِنسان ورَمْيُك الإِنسان بِغَيْرِ الْحَقِّ. وَتَقُولُ: نَزَكَه بِغَيْرِ مَا رأَى مِنْهُ. وَرَجُلٌ نُزَكٌ: طَعَّان فِي النَّاسِ، وَفِي الصِّحَاحِ: وَرَجُلٌ نَزَّاك أَي عَيَّاب. أَبو زَيْدٍ: نَزَكْتُ الرَّجُلَ إِذا خَرَّقْتَه. وَفِي حَدِيثِ
أَبي الدَّرْدَاءِ ذَكَر الأَبْدَال فَقَالَ: ليسوا بنَزَّاكين ولا مَعْجِبِينَ وَلَا مُتَماوِتِينَ
؛ النَّزَّاك: الَّذِي يَعِيبُ النَّاسَ. يُقَالُ: نَزَكْتُ الرجلَ إِذا عِبْتَه، كَمَا يقالُ: طَعَنْتُ عَلَيْهِ وَفِيهِ، وأَصله مِنَ النَّيْزَكِ للرُّمْح الْقَصِيرِ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَوْنٍ وذُكِرَ عِنْدَهُ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ فَقَالَ: إِن شَهْراً نَزَكُوه
أَي طعنوا عليه وعابوه.
نسك: النُّسْكُ والنُّسُك: الْعِبَادَةُ وَالطَّاعَةُ وَكُلُّ مَا تُقُرب بِهِ إِلى اللَّهِ تَعَالَى، وَقِيلَ لِثَعْلَبٍ: هَلْ يُسَمَّى الصَّوْمُ نُسُكاً؟ فَقَالَ: كُلُّ حَقٍّ لِلَّهِ عز وجل يسمى نُسُكاً. نَسَك لله تَعَالَى يَنْسُكُ نَسْكاً ونِسْكاً ونَسُكَ، الضَّمُّ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وتَنَسَّك. وَرَجُلٌ ناسِك: عَابِدٌ. وَقَدْ نَسَك وتَنَسَّكَ أَي تَعَبَّدَ. ونَسُك، بِالضَّمِّ، نَساكة أَي صَارَ نَاسِكًا، وَالْجَمْعُ نُسَّاك. والنُّسُكُ والنِّسِيكة: الذَّبِيحَةُ، وَقِيلَ: النُّسُك الدَّمُ، والنَّسِيكة: الذَّبِيحَةُ، تَقُولُ: مَنْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا فَعَلَيْهِ نُسُك أَي دَمٌ يُهَرِيقُه بِمَكَّةَ، شَرَّفَهَا اللَّهُ
تَعَالَى، وَاسْمُ تِلْكَ الذَّبِيحَةِ النَّسِيكَة، وَالْجَمْعُ نُسُك ونَسَائِكُ. والنُّسُك: مَا أَمرت بِهِ الشريعةُ، والوَرَع: مَا نَهَتْ عَنْهُ. والمَنْسَك والمَنْسِكُ: شِرْعة النَّسْك. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأَرِنا مَناسِكَنا
؛ أَي مُتَعَبَّداتِنا، وَقِيلَ: المَنْسَكُ النَّسْك نَفْسُهُ. والمَنْسِكُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي تُذْبَحُ فِيهِ النَّسِيكة والنَّسائك. النَّضْرُ: نَسَك الرجلُ إِلى طَرِيقَةٍ جَمِيلَةٍ أَي دَاوَمَ عَلَيْهَا. ويَنْسُكون البيتَ: يأْتونه. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: المَنْسَكُ والمَنْسِكُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْمَوْضِعُ الْمُعْتَادُ الَّذِي تَعْتَادُهُ. وَيُقَالُ: إِنَّ لِفُلَانٍ مَنْسِكاً يَعْتَادُهُ فِي خَيْرٍ كَانَ أَو غَيْرِهِ، وَبِهِ سُمِّيَتِ المَناسِكُ. وَقَالَ أَبو إِسحق: قرئَ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً
، ومَنْسِكاً، قَالَ: والنَّسْكُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ يَدُلُّ عَلَى مَعْنَى النَّحْر كأَنه قَالَ: جَعَلْنَا لِكُلِّ أُمة أَن تَتَقربَ بأَن تَذْبَحَ الذَّبَائِحَ لِلَّهِ، فَمَنْ قَالَ مَنْسِك فَمَعْنَاهُ مَكَانُ نَسْك مِثْلَ مَجلِس مَكَانُ جُلُوسٍ، وَمَنْ قَالَ مَنْسَك فَمَعْنَاهُ الْمَصْدَرُ نَحْوَ النُّسُك والنُّسُوك. غَيْرُهُ: والمَنْسَك والمَنْسِك الْمَوْضِعُ الَّذِي تُذْبَحُ فِيهِ النُّسُك، وقرئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ
. ابْنُ الأَثير: قَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ المَناسِك والنُّسُك والنَّسِيكة فِي الْحَدِيثِ، - فالمَنَاسك جَمْعُ مَنْسَك ومَنْسِك، بِفَتْحِ السِّينِ وَكَسْرِهَا، وَهُوَ المُتَعَبَّد وَيَقَعُ عَلَى الْمَصْدَرِ وَالزَّمَانِ وَالْمَكَانِ، ثُمَّ سُمِّيَتْ أُمور الْحَجِّ كُلُّهَا مَناسك. والمَنْسَك والمَنْسِك: المَذْبَحُ. وَقَدْ نَسَكَ يَنْسُك نَسْكاً إِذا ذَبَحَ. ونَسَك الثَّوْبَ: غَسَلَهُ بِالْمَاءِ وَطَهَّرَهُ، فَهُوَ مَنْسوك؛ قَالَ:
وَلَا يُنْبِتُ المَرْعَى سِباخُ عُراعِرٍ،
…
وَلَوْ نُسِكَتْ بِالْمَاءِ سِتَّةَ أَشْهُرِ
وأَرض ناسِكة: خَضْرَاءُ حَدِيثَةُ الْمَطَرِ، فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مُفَعْوِلَةٍ. والنَّسِيك: الذَّهَبُ، والنَّسِيك: الْفِضَّةُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والنَّسِيكة: الْقِطْعَةُ الْغَلِيظَةُ مِنْهُ. ابْنُ الأَعرابي: النُّسُك سَبائك الْفِضَّةِ كلُّ سَبِيكة مِنْهَا نَسِيكَةٌ، وَقِيلَ لِلْمُتَعَبِّدِ ناسِكٌ لأَنه خَلَّص نَفْسَهُ وَصَفَّاهَا لِلَّهِ تَعَالَى مِنْ دَنَسِ الْآثَامِ كالسَّبيكة المُخَلَّصة مِنَ الخَبَثِ. وَسُئِلَ ثَعْلَبٌ عَنِ النَّاسِكِ مَا هُوَ فَقَالَ: هُوَ مأْخوذ مِنَ النَّسِيكة وَهُوَ سَبِيكة الفِضة المُصَفَّاة كأَنه خَلَّص نَفْسَهُ وَصَفَّاهَا لِلَّهِ عز وجل. والنُّسَك، بِضَمِّ النُّونِ وَفَتْحِ السِّينِ: طَائِرٌ؛ عن كراع.
نطك: التَّهْذِيبُ فِي الثُّلَاثِيِّ: أَنطَاكِيَةُ اسْمُ مَدِينَةٍ، قَالَ: وأُراها رُومية.
نفك: اللَّيْثُ: النَّفَكَة لُغَةٌ فِي النَّكَفَة وَهِيَ الغُدَّة.
نكك: رَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: نَكْنَكَ غَرِيمَهُ إِذا تشدَّدَ عَلَيْهِ.
نلك: النُّلْك والنِّلْكُ: شَجَرُ الدُّبِّ، وَاحِدَتُهَا نُلْكَة ونِلْكَة، وَهِيَ شَجَرَةٌ حَمْلُها زُعْرُورٌ أَصْفَرُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النُّلْكُ، بِضَمِّ النُّونِ، شَجَرَةُ الزُّعْرُورِ، وَاحِدَتُهُ نُلْكة ونِلكة، قَالَ: وَيُقَالُ لَهَا شَجَرَةُ الدُّبِّ، قَالَ: وَلَمْ أَجد ذَلِكَ مَعْرُوفًا.
نهك: النَّهْكُ: التَّنَقُّصُ. ونَهَكَتْه الحُمَّى نَهْكاً ونَهَكاً ونَهاكةً ونَهْكَةً: جَهَدَتْه وأَضْنَتْه ونَقَصَتْ لَحْمَه، فهو مَنْهُوك، رُؤِيَ أَثَر الهُزالِ عَلَيْهِ مِنْهَا، وَهُوَ مِنَ التَّنَقُّصِ أَيضاً، وفيه لُغَةٌ أُخرى: نَهِكَتْه الْحُمَّى، بِالْكَسْرِ، تَنْهَكُه نَهَكاً، وَقَدْ نُهِكَ أَي دَنِف وضَنِيَ. وَيُقَالُ: بَانَتْ عَلَيْهِ نَهْكَةُ الْمَرَضِ، بِالْفَتْحِ، وبَدَتْ فِيهِ نَهْكَةٌ. ونَهَكَتِ الإِبلُ ماءَ الْحَوْضِ إِذا شَرِبْتَ جَمِيعَ مَا فِيهِ؛
قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ إِبلًا:
نَواهِكُ بَيُّوتِ الحِياض إِذا غَدَتْ
…
عَلَيْهِ، وَقَدْ ضَمَّ الضَّرِيبُ الأَفاعِيَا
ونَهَكْت الناقةَ حَلْباً أَنْهَكُها إِذا نقَصْتها فَلَمْ يَبْقَ فِي ضَرْعِهَا لَبَنٌ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: غَيْرُ مُضِرٍّ بنَسْلٍ وَلَا ناهِكٍ فِي حَلَبٍ
أَي غَيْرُ مُبَالَغٍ فِيهِ. وَرُوِيَ عَنِ
النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه قَالَ لِلْخَافِضَةِ: أَشِمِّي وَلَا تَنْهَكي
أَي لَا تُبالغي فِي اسْتِقْصَاءِ الْخِتَانِ وَلَا فِي إِسْحاتِ مَخفِضِ الْجَارِيَةِ، وَلَكِنِ اخْفِضِي طُرَيفَه. والمَنْهوك مِنَ الرَّجَزِ والمنْسرح: مَا ذَهَبَ ثُلُثَاهُ وَبَقِيَ ثُلُثُهُ كَقَوْلِهِ فِي الرَّجَزِ:
يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعْ
وَقَوْلُهُ فِي الْمُنْسَرِحِ:
وَيْلُ امِّ سَعْدٍ سعْدَا
وإِنما سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنك حَذَفْتَ ثُلُثَيْهِ فَنَهَكْتَه بِالْحَذْفِ أَي بَالَغْتَ فِي إِمْرَاضِهِ والإِجحاف بِهِ. والنَّهْك: الْمُبَالَغَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. والنّاهِك والنَّهِيكُ: الْمُبَالَغُ فِي جَمِيعِ الأَشياء. الأَصمعي: النَّهْك أَن تُبَالِغَ فِي الْعَمَلِ، فإِن شَتَمْتَ وبالغتَ فِي شَتْم العِرْض قِيلَ: انْتَهَكَ عِرْضَه. والنَّهِيكُ والنَّهُوكُ مِنَ الرِّجَالِ: الشجاعُ، وَذَلِكَ لِمُبَالَغَتِهِ وثَباته لأَنه يَنْهَك عَدُوَّه فيَبْلُغ مِنْهُ، وَهُوَ نَهِيكٌ بَيِّنُ النَّهاكة فِي الشَّجَاعَةِ، وَهُوَ مِنَ الإِبل الصَّؤُولُ الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
فَلَوْ نُبِزُوا بأَبي ماعِزٍ
…
نَهِيكِ السلاحِ، حَدِيدِ البَصَرْ
أَراد أَن سِلَاحَهُ مبالِغٌ فِي نَهْك عَدُوِّهِ. وَقَدْ نَهُكَ، بِالضَّمِّ، يَنْهُكُ نَهاكَةً إِذا وُصِفَ بِالشَّجَاعَةِ وَصَارَ شُجَاعًا. وَفِي حَدِيثِ
مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ: كَانَ مِنْ أَنْهَكِ أَصحاب رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم
، أَي مِنْ أَشجعهم. وَرَجُلٌ نَهِيكٌ أَي شُجَاعٌ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:
وأَعْلم أَنَّ الموتَ لَا بُدّ مُدْرِكٌ،
…
نَهِيكٌ عَلَى أَهلِ الرُّقَى والتَّمائمِ
فَسَّرَهُ فَقَالَ: نَهِيكٌ قَوِيٌّ مُقْدِم مُبَالِغٌ. وَرَجُلٌ مَنْهُوك إِذا رأَيته قَدْ بَلَغ مِنْهُ الْمَرَضُ. ومَنْهوكُ الْبَدَنِ: بَيِّنُ النَّهْكَة فِي الْمَرَضِ. ونَهَك فِي الطَّعَامِ: أَكل مِنْهُ أَكلًا شَدِيدًا فَبَالَغَ فِيهِ؛ يُقَالُ: مَا يَنْفَكُّ فُلَانٌ يَنْهَك الطَّعَامَ إِذا مَا أَكل يَشْتَدُّ أَكلُه. ونَهَكْتُ مِنَ الطَّعَامِ أَيضاً: بالَغْتُ فِي أَكله. وَيُقَالُ: انْهَك مِنْ هَذَا الطَّعَامِ، وَكَذَلِكَ عِرْضَه، أَي بالِغْ فِي شَتْمِهِ. الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: يُقَالُ مَا يَنْهَكُ فُلَانٌ يَصْنَعُ كَذَا وَكَذَا أَي مَا يَنْفَكُّ؛ وأَنشد:
لَمْ يَنْهَكُوا صَقْعاً إِذا أَرَمُّوا
أَي ضَرْباً إِذا سَكَتُوا؛ قَالَ الأَزهري: مَا أَعرف مَا قَالَهُ اللَّيْثُ وَلَا أَدري مَا هُوَ وَلَمْ أَسمع لأَحد مَا يَنْهَكُ يَصْنَعُ كَذَا أَي مَا يَنْفَكُّ لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وَلَا أَحقُّه. وَقَالَ اللَّيْثُ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ ناهيكَ مِنْ رَجُلٍ أَي كَافِيكَ وَهُوَ غَيْرُ مُشْكل. وَرَجُلٌ يَنْهَكُ فِي العدُوّ أَي يُبَالِغُ فِيهِمْ. ونَهَكه عُقوبةً. بَالَغَ فِيهَا يَنْهَكه نَهْكاً. وَيُقَالُ: انْهَكْهُ عُقُوبَةً أَي ابْلُغْ فِي عُقُوبَتِهِ. ونَهَكَ الشيءَ وانْتَهَكَه: جَهده. وَفِي الْحَدِيثِ:
لِيَنْهَكِ الرجلُ مَا بَيْنَ أَصابعه أَو لَتَنتَهِكَنَّها النارُ
أَي ليُقْبِل عَلَى غَسْلِهَا إِقبالًا شَدِيدًا وَيُبَالِغْ فِي غَسْلِ مَا بَيْنَ أَصَابِعِهِ فِي الْوُضُوءِ مُبَالَغَةً حَتَّى يُنْعِمَ تنظيفَها، أَو لَتُبالِغَنَّ النارُ فِي إِحراقه. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً:
انْهَكُوا الأَعقابَ أَو لتَنْهَكَنَّها النارُ
أَي
بَالِغُوا فِي غَسْلِهَا وَتَنْظِيفِهَا فِي الْوُضُوءِ، وَكَذَلِكَ يُقَالُ فِي الْحَثِّ عَلَى الْقِتَالِ. وَفِي حَدِيثِ
يَزِيدَ بْنِ شجرةَ حِينَ حَضَّ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ فِي غُزَاةٍ وَهُوَ قَائِدُهُمْ عَلَى قِتَالِ الْمُشْرِكِينَ: انْهَكوا وجُوهَ الْقَوْمِ
يَعْنِي اجْهَدُوهم أَي ابْلُغُوا جُهْدَكم فِي قِتَالِهِمْ؛ وَحَدِيثِ الخَلُوق:
اذْهَبْ فانْهَكْه، قَالَهُ ثَلَاثًا
، أَي بالغْ فِي غَسْلِهِ. ونَهَكْتُ الثوبَ، بِالْفَتْحِ، أَنْهَكُه نَهْكاً: لَبِسْتُهُ حَتَّى خَلَقَ. والأَسَدُ نَهِيكٌ، وَسَيْفٌ نَهيكٌ أَي قَاطِعٌ مَاضٍ. ونَهَكَ الرجلَ يَنْهكُه نَهْكةً ونَهاكةً: غَلَبَهُ. والنَّهِيك مِنَ السُّيُوفِ: الْقَاطِعُ الْمَاضِي. وانْتِهاكُ الحُرْمة: تناوُلُها بِمَا لَا يَحِلُّ وَقَدِ انْتَهَكها. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: أَن قَوْمًا قَتَلُوا فأَكثروا وزَنَوْا وانْتَهَكُوا
أَي بَالَغُوا فِي خَرْق مَحَارِمِ الشَّرْعِ وإِتيانها. وَفِي حَدِيثِ
أَبي هُرَيْرَةَ: يَنْتَهِكُ ذِمّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ
، يُرِيدُ نَقْضَ الْعَهْدِ وَالْغَدْرَ بالمُعاهد. والنَّهِيكُ: البَئِيسُ. والنُّهَيْكُ: الحُرْقُوصُ، وعَضَّ الحُرْقُوصُ فرجَ أَعرابية فَقَالَ زَوْجُهَا:
وَمَا أَنا، للحُرْقوصِ إِن عَضَّ عَضَّةً
…
لمَا بَيْنَ رِجْلَيْهَا بجِدٍّ، عَقُورُ
«3» تُطَيِّبُ نَفْسِي، بعد ما تَسْتَفِزُّني
…
مَقالَتُها، إِنَّ النُّهَيكَ صَغيرُ
وَفِي النَّوَادِرِ: النُّهَيْكةُ دَابَّةٌ سُوَيْداءُ مُدارَةٌ تدخُل مَدَاخِل الحراقِيصِ.
نوك: النُّوكُ، بِالضَّمِّ «4»: الحُمْق؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم:
وَمَا بَعْضُ الإِقامةِ فِي دِيارٍ،
…
يُهانُ بِهَا الْفَتَى، إِلا بلاءُ
فَقُلْ للمُتَّقِي غَرَضَ المَنايا:
…
تَوَقَّ فَلَيْسَ يَنْفَعُك اتِّقاءُ
وَلَا يُعطَى الحريصُ غِنىً لحِرْصٍ،
…
وَقَدْ يُنْمَى لِذِي الجُودِ الثَّراءُ
غَنِيُّ النَّفْسِ، مَا اسْتَغْنَت، غَنيٌّ،
…
وفَقْرُ النَّفْسِ، مَا عَمِرَتْ، شَقاءُ
ودَاءُ الجِسْمِ مُلْتَمِسٌ شِفاءً،
…
وَدَاءُ النُّوكِ ليسَ لَهُ دَواءُ
والأَنْوَك: الأَحْمَقُ، وَجَمْعُهُ النَّوْكَى. قَالَ: وَيَجُوزُ فِي الشِّعْرِ قَوْمٌ نُوكٌ. والنَّوَاكة: الْحَمَاقَةُ. وَرَجُلٌ أَنْوَكُ ومُسْتَنْوِك أَي أَحمق. وَقَوْمٌ نَوْكَى ونُوكٌ أَيضاً عَلَى الْقِيَاسِ مِثْلُ أَهْوَج وهُوج؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
تَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَةٌ ضَحُوكُ،
…
واسْتَنْوَكَت وللشَّبابِ نُوكُ
وَقَدْ نَوِكَ نَوَكاً ونُوكاً ونَواكَةً: حَمُقَ، وَهُوَ أَنْوَكُ، وَالْجَمْعُ نَوْكَى؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أُجْرِيَ مُجْرَى هَلْكَى لأَنه شَيْءٌ أُصيبوا بِهِ فِي عُقُولِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ
الضَّحَّاكِ: إِن قُصّاصَكم نَوْكَى
أَي حَمْقى. واسْتَنْوَكَ الرجلُ: صَارَ أَنْوَكَ، وأَنْوَكَه: صَادَفَهُ أَنْوكَ. واسْتَنْوَكتُ فُلَانًا أَي اسْتَحْمَقْتُهُ. وَقَالُوا: مَا أَنْوَكَه وَلَمْ يَقُولُوا أَنْوِكْ بِهِ، وَهُوَ قِيَاسٌ؛ عَنِ ابْنِ السَّرَّاج. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَعَ التَّعَجُّبُ فِيهِ بِمَا أَفْعَلَه وإِن كَانَ كالخِلَقِ لأَنه لَيْسَ بِلَوْنٍ فِي الْجَسَدِ وَلَا بخلْقةٍ فِيهِ، وإِنما هُوَ مِنْ نُقْصَانِ الْعَقْلِ. قَالَ أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ فُلَانٌ أَنْوَكُ: قَالَ الأَصمعي الأَنْوَكُ الْعَاجِزُ الْجَاهِلُ. والنُّوكُ عِنْدَ الْعَرَبِ: العَجْزُ وَالْجَهْلُ. وَقَالَ الأَصمعي: الأَنْوَكُ العَييُّ في
(3). قوله بجدّ عقورُ، هكذا في الأَصل، والوزن مختلّ، وإذا قيل هي: بجدّ عقورِ، صحّ الوزن وكان في البيت إقواء.
(4)
. قوله: النوك، بالضم ويفتح أَيضاً كما في القاموس