المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل الحاء المهملة - لسان العرب - جـ ١٠

[ابن منظور]

الفصل: ‌فصل الحاء المهملة

تلك: ابْنُ الأَثير قَالَ: فِي حَدِيثِ

أَبي مُوسَى وَذَكَرَ الْفَاتِحَةَ: فتلْكَ بتلْكَ

، هَذَا مَرْدُودٌ إِلى قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ:

وإِذا قرأَ: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ فَقُولُوا آمِينَ يُحِبُّكُمُ اللَّهُ

؛ يُرِيدُ أَن آمِينَ يُسْتَجَابُ بِهَا الدُّعَاءُ الَّذِي تَضَمَّنَتْهُ السُّورَةُ أَو الْآيَةُ، كأَنه قَالَ فَتِلْكَ الدَّعْوَةُ مُضَمَّنَةٌ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ أَو مُعَلَّقَةٌ بِهَا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن يَكُونَ الْكَلَامُ مَعْطُوفًا عَلَى مَا يَلِيهِ مِنَ الْكَلَامِ، وَهُوَ قَوْلُهُ:

وإِذا كبَّر وَرَكَعَ فكبِّروا وَارْكَعُوا

؛ يُرِيدُ أَن صَلَاتَكُمْ مُعَلَّقَةٌ بِصَلَاةِ إِمامكم فَاتَّبِعُوهُ وأْتمُّوا بِهِ، فَتِلْكَ إِنما تَصِحُّ وَتَثْبُتُ بِتِلْكَ، وَكَذَلِكَ بَاقِي الحديث.

تمك: ابْنُ سِيدَهْ: التامِكُ السَّنَامُ مَا كَانَ، وَقِيلَ: هُوَ السَّنَامُ الْمُرْتَفِعُ، وتَمَكَ السنامُ يَتْمِكُ ويَتْمُكُ تُموكاً وتَمْكاً: اكْتَنَزَ وتَرَّ، وَفِي الصِّحَاحِ أَي طَالَ وَارْتَفَعَ فَهُوَ تامِكٌ. وَنَاقَةٌ تامِكٌ: عَظِيمَةُ السَّنَامِ. وأَتْمَكَها الكلأُ: سمَّنها. وَيُقَالُ: بناءٌ تامِك أَي مرتفع.

توك: أَحمق تائِكٌ: شَدِيدُ الْحُمْقِ، وَلَا فِعْلَ لَهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لِذَلِكَ لَمْ أَخص بِهِ الْوَاوَ دُونَ الْيَاءِ وَلَا الْيَاءَ دون الواو.

تيك: أَحمق تائِكٌ: شَدِيدُ الْحُمْقِ وَلَا فِعْلَ لَهُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ قَبْلَ هَذِهِ الترجمة.

‌فصل الحاء المهملة

حبك: الحَبْك: الشَّدُّ. واحْتَبك بإِزاره: احْتَبَى بِهِ وشدَّه إِلى يَدَيْهِ. والحُبْكة: أَن تُرْخِيَ مِنْ أَثناء حُجْزتك مِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ لِتَحْمِلَ فِيهِ الشَّيْءَ مَا كَانَ، وَقِيلَ: الحُبْكة الحُجْزة بِعَيْنِهَا، وَمِنْهَا أُخِذ الاحْتِباكُ، بِالْبَاءِ، وَهُوَ شَدُّ الإِزار. وَحُكِيَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَنه قَالَ: جَعَلْتُ سِوَاكَ فِي حُبكي أَي فِي حُجْزتي. وتَحَبَّكَ: شَدَّ حُجْزته. وتَحَبَّكتِ المرأَة بنِطاقها: شَدَّتْهُ فِي وَسَطِهَا. وَرُوِيَ عَنْ

عَائِشَةَ: أَنها كَانَتْ تَحْتَبِك تَحْتَ دِرعها فِي الصَّلَاةِ

أَي تَشُدُّ الإِزار وَتُحْكِمُهُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ الأَصمعي الاحْتِباك الِاحْتِبَاءُ، وَلَكِنَّ الاحْتِباك شدُّ الإِزار وإِحكامه؛ أَراد أَنها كَانَتْ لَا تُصَلِّي إِلا مُؤْتَزِرةً؛ قَالَ الأَزهري: الَّذِي رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي فِي الاحْتِباك أَنه الاحْتِباء غَلَطٌ، وَالصَّوَابُ الاحْتِياك، بِالْيَاءِ؛ يُقَالُ: احْتاك يَحْتاك احْتِياكاً. وتَحَوَّك بِثَوْبِهِ إِذا احْتَبَى بِهِ، قَالَ: هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ وَغَيْرُهُ عَنِ الأَصمعي، بِالْيَاءِ، قَالَ: وَالَّذِي يَسْبِقُ إِلى وَهْمِي أَن أَبا عُبَيْدٍ كَتَبَ هَذَا الْحَرْفَ عَنِ الأَصمعي بِالْيَاءِ، فزَلّ فِي النَّقْطِ وَتَوَهَّمَهُ بَاءً، قَالَ: وَالْعَالِمُ وإِن كَانَ غَايَةً فِي الضَّبْطِ والإِتقان فإِنه لَا يَكَادُ يَخْلُو مِنْ خطإِه بِزَلَّةٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَلَقَدْ أَنصف الأَزهري، رحمه الله، فِيمَا بَسَطَهُ مِنْ هَذِهِ الْمَقَالَةِ فإِنا نَجِدُ كَثِيرًا مِنْ أَنفسنا وَمِنْ غَيْرِنَا أَن الْقَلَمَ يَجْرِي فَيَنْقُطُ مَا لَا يَجِبُ نَقْطُهُ، وَيَسْبِقُ إِلى ضَبْطِ مَا لَا يَخْتَارُهُ كَاتِبُهُ، وَلَكِنَّهُ إِذا قرأَه بَعْدَ ذَلِكَ أَو قُرِئَ عَلَيْهِ تَيَقَّظَ لَهُ وَتَفَطَّنَ لِمَا جَرَى بِهِ فَاسْتَدْرَكَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. والحُبْكة: الْحَبْلُ يُشَدُّ بِهِ عَلَى الْوَسَطِ. والتحْبِيك: التَّوْثِيقُ. وَقَدْ حَبَّكْتُ الْعُقْدَةَ أَي وَثَّقْتُهَا. والحِباكُ: أَن يُجْمَعَ خَشَبٌ كالحَظيرة ثُمَّ يُشَدُّ فِي وَسَطِهِ بِحَبْلٍ يَجْمَعُهُ؛ قَالَ الأَزهري: الحِباك الحَظيرة بِقَصَبَاتٍ تُعْرَضُ ثُمَّ تُشَدُّ، تَقُولُ: حُبِكَتِ الحظيرةُ بقَصبات كَمَا تُحْبَكُ عُروش الْكَرْمِ بِالْحِبَالِ. والحُبْكةُ والحِباكُ القدَّةُ الَّتِي تَضُمُّ الرأْس إِلى الغَرَاضيف مِنَ القتَب والرَّحْل، وَقَدْ ذُكِرَتَا بِالنُّونِ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه مِنْهُ سَهْوًا، وَالْجَمْعُ حُبَك وحُبُك، فحبَك جَمْعُ حُبْكةٍ، وحُبُك جَمْعُ حِباكٍ.

ص: 407

وحُبُك الرَّمْلِ: حُرُوفُهُ وأَسناده، وَاحِدُهَا حِباك، وَكَذَلِكَ حُبُك الْمَاءِ وَالشَّعْرُ الجَعْدُ المتكسِّر؛ قَالَ زُهَيْرُ بْنُ أَبي سُلْمَى يَصِفُ مَاءً:

مُكَلَّل بعَمِيم النَّبْت تَنْسُجُه

ريحٌ خَرِيقٌ، لِضاحي مَائِهِ حُبُكُ

والحَبِيكةُ: كُلُّ طَرِيقَةٍ مِنْ خُصَلِ الشَّعْرِ أَو البيضةُ، وَالْجَمْعُ حَبِيك وحَبَائِكُ وحُبُك كسَفِينة وسَفِينٍ وسَفائن وسُفُن. الْجَوْهَرِيُّ: الحَبيكةُ الطَّرِيقَةُ فِي الرَّمْلِ وَنَحْوِهِ. الأَزهري: وحَبِيكُ الْبَيْضِ للرأْس طرائقُ حديدِه؛ وأَنشد:

وَالضَّارِبُونَ حَبِيكَ البَيض إِذ لحِقُوا،

لَا يَنْكُصُون، إِذا مَا اسْتُلْحِمُوا وحَمُوا

قَالَ: وَكَذَلِكَ طَرَائِقُ الرَّمْلِ فِيمَا تَحْبِكُه الرِّيَاحُ إِذا جَرَتْ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الدَّجَّالِ:

رأْسه حُبُك

، أَي شَعْرُ رأْسه مُتَكَسِّرٌ مِنَ الجُعُودة مِثْلُ الْمَاءِ السَّاكِنِ أَو الرَّمْلِ إِذا هبت عليها الرِّيحُ فيتجعَّدان وَيَصِيرَانِ طَرَائِقَ؛ وَفِي رِوَايَةٍ أُخري:

مُحَبَّك الشَّعْرِ

بِمَعْنَاهُ. وحُبُك السَّمَاءِ: طَرَائِقُهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ

؛ يَعْنِي طَرَائِقَ النُّجُومِ، وَاحِدَتُهَا حَبِيكة وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ: وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ

؛ قَالَ: الحُبُك تكسُّر كُلِّ شَيْءٍ كَالرَّمْلَةِ إِذا مَرَّتْ عَلَيْهَا الرِّيحُ السَّاكِنَةُ، وَالْمَاءِ الْقَائِمِ إِذا مَرَّتْ بِهِ الرِّيحُ، والدرعُ مِنَ الْحَدِيدِ لَهَا حُبُك أَيضاً، قَالَ: وَالشَّعْرَةُ الْجَعْدَةُ تكسُّرُها حُبُكٌ، قَالَ: وَوَاحِدُ الحُبُك حِباك وحَبِيكة؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: جَمْعُ الحَبِيكة حَبَائك، وَرُوِيَ عَنِ

ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ

؛ الخَلْق الْحَسَنُ

، قَالَ أَبو إِسحق: وأَهل اللُّغَةِ يَقُولُونَ ذَاتُ الطَّرَائِقِ الْحَسَنَةِ؛ وَفِي حَدِيثِ

عَمْرِو بْنِ مُرّة يَمْدَحُ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم:

لأَصْبَحْتَ خيرَ النَّاسِ نَفْساً وَوَالِدًا،

رَسُولَ مَلِيك الناسِ فَوْقَ الحَبَائِك

الحَبَائك: الطُّرُقُ، وَاحِدَتُهَا حَبِيكة، يَعْنِي بها السموات لأَن فِيهَا طُرُقَ النُّجُومِ. والمَحْبُوك: مَا أُجيد عَمَلُهُ. والمَحْبُوك: المُحْكَمُ الْخَلْقِ، مِنْ حَبَكْتُ الثَّوْبَ إِذا أَحكمت نَسْجَهُ. قَالَ شَمِرٌ: وَدَابَّةٌ مَحْبُوكة إِذا كَانَتْ مُدْمَجة الْخَلْقِ، قَالَ: وَكُلُّ شَيْءٍ أَحكمته وأَحسنت عَمَلَهُ، فَقَدِ احْتَبَكْتَه. وَفَرَسٌ مَحْبوك المَتْن وَالْعَجُزِ: فِيهِ اسْتِوَاءٌ مَعَ ارتفاع؛ قَالَ أَبو دُوَادٍ يَصِفُ فَرَسًا:

مَرِجَ الدهرُ، فأَعْدَدْتُ لَهُ

مُشْرِفَ الحارِكِ، مَحْبوكَ الكَتَدْ

وَيُرْوَى: مَرِجَ الدِّينُ. الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: إِنه لمَحْبُوك الْمَتْنِ والعَجُز إِذا كَانَ فِيهِ اسْتِوَاءٌ مَعَ ارْتِفَاعٍ؛ وأَنشد:

عَلَى كُلِّ مَحْبُوكِ السَّراةِ، كأَنه

عُقابٌ هَوَتْ مِنْ مَرْقب وتَعَلَّتِ

قَالَ وَقَالَ غَيْرُهُ: فَرَسٌ مَحْبوك الكَفَل أَي مُدْمَجُه؛ وأَنشد بَيْتَ لَبِيدٍ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ:

مُشْرِفُ الْحَارِكِ مَحْبُوكُ الكَفَلْ

قَالَ: وَيُقَالُ لِلدَّابَّةِ إِذا كَانَ شَدِيدَ الْخَلْقِ مَحْبوك. والمَحْبوك: الشَّدِيدُ الْخَلْقِ مِنَ الْفَرَسِ وَغَيْرِهِ. وجادَ مَا حَبَكَهُ إِذا أَجاد نَسْجه. وحَبَكَ الثَّوْبَ يَحْبِكُه ويَحْبُكه حَبْكاً: أَجاد نَسْجَهُ وحسَّن أَثر الصَّنْعَةِ فِيهِ. وَثَوْبٌ حَبِيك: مَحْبوك، وَكَذَلِكَ الوَتَرُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لأَبي الْعَارِمِ:

فَهَيَّأْتُ حَشْراً كالشِّهابِ يَسُوقه

مُمَرّ حَبِيكٌ، عاوَنَتْه الأَشاجِعُ

ص: 408

وحبَكَه بِالسَّيْفِ حَبْكاً: ضَرَبَهُ عَلَى وَسَطِهِ، وَقِيلَ: هُوَ إِذا قَطَعَ اللَّحْمَ فَوْقَ الْعَظْمِ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: حَبَكه بِالسَّيْفِ يَحْبِكه ويَحْبُكه حَبْكاً ضَرَبَ عُنُقَهُ، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ فِي اللَّحْمِ دُونَ الْعَظْمِ، وَقِيلَ: ضَرَبَهُ بِهِ. وحَبَك عُروش الكَرْم: قَطَعَهَا. والحَبَكُ والحَبَكة جَمِيعًا: الأَصل مِنْ أُصول الكَرْم. والحَبَكة: الْحَبَّةُ مِنَ السَّوِيقِ. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ مَا ذُقْنَا عِنْدَهُ حَبَكَة وَلَا لَبَكة، قَالَ: وَبَعْضٌ يَقُولُ عَبَكَة، قَالَ: والعبَكة والحَبَكة مِنَ السَّوِيقِ، واللَّبَكة اللُّقْمَةُ مِنَ الثَّرِيد؛ قَالَ الأَزهري: وَلَمْ نَسْمَعِ حَبَكة بِمَعْنَى عَبَكة لِغَيْرِ اللَّيْثِ، قَالَ: وَقَدْ طَلَبْتُهُ فِي بَابِ الْعَيْنِ وَالْحَاءِ لأَبي تُرَابٍ فَلَمْ أَجده، وَالْمَعْرُوفُ: مَا فِي نِحْيه عَبَكة وَلَا عَبَقة أَي لَطْخٌ مِنَ السَّمنِ أَو الرُّبِّ، مِنْ عَبِق بِهِ وعَبِكَ بِهِ أَي لَصِقَ بِهِ.

حبرك: الحَبَرْكَى: الطَّوِيلُ الظَّهْرِ الْقَصِيرُ الرِّجْلَيْنِ، وَفِي التَّهْذِيبِ الضَّعِيفُ الرِّجْلَيْنِ الَّذِي كَادَ يَكُونُ مُقْعَداً مِنْ ضَعْفِهِمَا، وَحَكَى السِّيرَافِيُّ عَنِ الْجَرْمِيِّ عَكْسَ ذَلِكَ؛ قَالَ:

يُصَعّدُ فِي الأَحْناءِ ذُو عَجْرَفِيّةٍ،

أَحَمُّ حَبَرْكَى مُزْحِفٌ مُتَماطِرُ

والحَبَرْكَى: الْقَوْمُ الهَلْكَى. والحَبَرْكَى: القُراد؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ:

فَلَسْتُ بمُرْضع ثَدْيِي حَبَرْكَى،

أَبوه مِنْ بَنِي جُشَم بْنِ بَكْرِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشده ابْنُ دُرَيْدٍ عَلَى غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ:

مَعَاذَ اللَّهِ يَنْكَحُني حَبَرْكَى،

قصِير الشِّبْرِ مِنْ جُشَمِ بْنِ بَكْرِ

والأُنثى حَبَرْكاةٌ. قَالَ أَبو عَمْرٍو الْجَرْمِيُّ: وَقَدْ جعل بعضهم الأَلق فِي حَبَرْكَى للتأْنيث فَلَمْ يَصْرِفْهُ، وَرُبَّمَا شُبِّهَ بِهِ الرَّجُلُ الْغَلِيظُ الطَّوِيلُ الظَّهْرِ القَصير الرِّجْلِ، فَيُقَالُ حَبَرْكَى وَتَصْغِيرُهُ حُبَيْرِك، لأَن الأَلف الْمَقْصُورَةَ تُحْذَفُ فِي التَّصْغِيرِ إِذا كَانَتْ خَامِسَةً، سواءٌ أَكانت للتأْنيث أَو لِغَيْرِهَا، تَقُولُ فِي قَرْقَرَى قُرَيْقِر، وجَحْجَبَى جُحَيْجِب، وَفِي حَوْلايَا حُوَيْلى، وإِنما ثَبَتَتِ الأَلف فِيهِ إِذا كَانَتْ مَمْدُودَةً.

حتك: الحَتْكُ والحَتَكانُ والتَّحَتُّك: شِبْهُ الرَّتَكان فِي الْمَشْيِ إِلَّا أَن الرَّتَكان للإِبل خَاصَّةً. وَفِي التَّهْذِيبِ: الرتَكُ للإِبل خَاصَّةً والحَتْكُ للإِنسان وَغَيْرِهِ، وَقِيلَ: الحَتْكُ، سَاكِنُ التَّاءِ، أَن يُقَارِبَ الْخَطْوَ وَيُسْرِعَ رَفْعَ الرجْل وَوَضْعِهَا. وحَتَك الرجلُ يَحْتِك حَتْكاً وحَتَكاناً أَي مَشَى وَقَارَبَ الْخَطْوَ وأَسرع. وحَتَك الشيءَ يَحْتِكه حَتْكاً: بَحَثَهُ. وَالطَّائِرُ يَحْتِك الحَصى بِجَنَاحَيْهِ حَتْكاً: يَفْحَصُه وَيَبْحَثُهُ. والحَتَك: صِغَارُ النَّعَامِ وَهُوَ مِنْهُ. والحَوْتَكُ أَيضاً: الْقَصِيرُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَحِمَارٌ حَوْتَكِيّ: قَصِيرٌ. وَقَالَ: الأَزهري: الحَوْتَكِيّ هُوَ الْقَصِيرُ الْقَرِيبُ الْخَطْوِ. والحَاتِكُ: القَطُوف الْعَاجِزُ، والقَطُوف: الْقَرِيبُ الْخَطْوِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

لَنَا ولَكُمْ، يَا مَيُّ، أَمْسَت نِعاجُها

يُماشِين أُمَّاتِ الرِّئَالِ الحَوَاتِكِ

وَقَالَ الْآخَرُ:

وساقِيَيْنِ لَمْ يَكونا حَتَكا،

إِذا أَقُولُ ونَيَا تَمَهَّكَا

أَيْ تَمَدَّدا بِالدَّلْوِ. وَيُقَالُ: لَا أَدري عَلَى أَيِّ وَجْهٍ حَتَكُوا، وَرُبَّمَا قَالُوا عَتَكوا أَي تَوَجَّهُوا. والحَوَاتك: رِئَال النَّعَامِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ الحَوَاتك لرِئال النَّعَامِ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ، وَقَدْ

ص: 409

تَقَدَّمَ آنِفًا:

يُمَاشِينَ أُمَّات الرِّئَالِ الْحَوَاتِكِ

الأَزهري: رَجُلٌ حَتَكة وَهُوَ القَمِيء، وَكَذَلِكَ الحَوْتَكُ، والحَوْتَكُ: الصَّغِيرُ الْجِسْمِ اللَّئِيمُ، والحَوْتَكُ والحَوْتَكِيّ: الْقَصِيرُ الضَّاوِي؛ قَالَ خَارِجَةُ بْنُ ضِرَارٍ الْمُرِّيُّ:

أَخالِدُ، هَلَّا إِذ سَفِهْتَ عَشِيرتي،

كَفَفْتَ لِسانَ السَّوْءِ أَن يَتَدَعَّرا؟

فإِنك، واسْتِبضاعَكَ الشِّعْرَ نحوَنا،

كَمُبْتَضِع تَمْرًا إِلى أَهل خَيْبَرا

وَهَلْ كنتَ إِلَّا حَوْتَكِيّاً أَلاقَهُ

بَنُو عَمِّهِ، حَتَّى بَغَى وتَجَبَّرا؟

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَتُرْوَى هَذِهِ الأَبيات لزميل بن أبين يَهْجُو خَارِجَةَ بْنَ ضِرَارٍ المرِّي، وأَولها:

أَخارجَ، هلَّا إِذ سَفِهْت عَشِيرَتِي

وَفِي حَدِيثِ

العِربَاض: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يَخْرُجُ فِي الصُّفَّة وَعَلَيْهِ الحَوْتكِيَّة

؛ قِيلَ: هِيَ عِمة يَتَعَمَّمُ بِهَا الأَعراب يُسَمُّونَهَا بِهَذَا الِاسْمِ، وَقِيلَ: هُوَ مُضَافٌ إِلى رَجُلٍ يُسَمَّى حَوْتَكاً كَانَ يَتَعَمَّمُ بِهَذِهِ الْعِمَّةِ. وَفِي حَدِيثِ

أَنس: جِئْتُ إِلى النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، وَعَلَيْهِ خَمِيصة حَوْتَكِية

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جاءَ فِي بَعْضِ نُسَخِ صَحِيحِ مُسْلِمٍ، وَالْمَعْرُوفُ جَوْنِيَّة، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، فإِن صَحَّتْ هَذِهِ الرِّوَايَةُ فَتَكُونُ مَنْسُوبَةً إِلَى هَذَا الرَّجُلِ، وَهَذِهِ التَّرْجَمَةُ أَوردها الْجَوْهَرِيُّ بَعْدَ حبك وَقَبْلَ حبرك، وَالصَّوَابُ مَا عَمِلْنَاهُ، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَفَعَلَ.

حرك: الحَرَكة: ضِدُّ السُّكُونِ، حَرُك يحْرُك حَرَكةً وحَرْكاً وحَرَّكه فتَحَرَّك، قَالَ الأَزهري: وَكَذَلِكَ يَتَحَرَّك، وَتَقُولُ: قَدْ أَعيا فَمَا بِهِ حَرَاك، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَمَا بِهِ حَرَاك أَي حَرَكة؛ وَفُلَانٌ مَيْمُونُ العَرِيكةِ والحَرِيكة. والمِحْراكُ: الْخَشَبَةُ الَّتِي تُحَرَّك بِهَا النَّارُ. الأَزهري: وَتَقُولُ حَرَكْتُ مَحْرَكَه بِالسَّيْفِ حَرْكاً. والمَحْركُ: مُنْتَهَى العُنق عِنْدَ الْمَفْصِلِ مِنَ الرأْس. والمَحْرَكُ: مَقْطع الْعُنُقِ. والحارِكُ: أَعلى الْكَاهِلِ، وَقِيلَ فَرْع الْكَاهِلِ، وَقِيلَ الحارِكُ مَنْبَتُ أَدنى العُرْف إِلى الظَّهْرِ الَّذِي يأْخذ بِهِ الْفَارِسُ إِذا رُكِبَ، وَقِيلَ الحارِكُ عَظْمٌ مُشْرِفٌ مِنْ جَانِبَيِ الْكَاهِلِ اكْتَنَفَهُ فَرْعا الْكَتِفَيْنِ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

مُغْبِطُ الحارِكِ مَحْبوكُ الكَفَلْ

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحارِكُ مِنَ الْفَرَسِ فُرُوعُ الْكَتِفَيْنِ وَهُوَ أَيضاً الْكَاهِلُ. أَبو زَيْدٍ: حَركه بِالسَّيْفِ حَرْكاً إِذا ضَرَبَ عُنُقَهُ، قَالَ: والمَحْرَكُ أَصل الْعُنُقِ مِنْ أَعلاها، قَالَ: وَيُقَالُ للحارِكِ مَحْرَك، بِفَتْحِ الرَّاءِ، وَهُوَ مَفْصِلُ مَا بَيْنَ الْكَاهِلِ والعُنق ثُمَّ الْكَاهِلُ، وَهُوَ بَيْنَ المَحْرَك والمَلْحاءِ، وَالظَّهْرُ مَا بَيْنَ المَحْرَك لِلذَّنَبِ، قَالَ الأَزهري: وَهُوَ قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: حَرَكْتُ حارِكَهُ قَطَعْتُهُ فَهُوَ مَحْرُوك. والحُرْكُوك: الْكَاهِلُ. ابْنُ الأَعرابي: حَرَك إِذا مَنَعَ مِنَ الْحَقِّ الَّذِي عَلَيْهِ، وحَرِكَ إِذا عُنَّ عَنِ النِّسَاءِ. وَرُوِيَ عَنْ

أَبي هُرَيْرَةَ أَنه قَالَ: آمَنْتُ بمُحَرِّف الْقُلُوبِ

، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ:

آمَنْتُ بمُحَرِّك الْقُلُوبِ

؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: المحرِّف الْمُزِيلُ، والمحرِّك الْمُقَلِّبُ؛ وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: المحرِّك أَجود لأَن السُّنَّةَ تؤَيده يَا مُقَلِّب الْقُلُوبِ. والحَرْكَكَةُ: الحُرْقُوف، وَالْجَمْعُ حَرَاكِيك، وَكُلُّ ذَلِكَ اسْمٌ كَالْكَاهِلِ وَالْغَارِبِ، وَهَذَا الْجَمْعُ نَادِرٌ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن

ص: 410

يَكُونَ كَرَاهِيَةَ التَّضْعِيفِ كَمَا حَكَى سِيبَوَيْهِ قَرادِيد فِي جَمْعِ قَرْدَدٍ، لأَن هَذَا لَا يُدْغَمُ لِمَكَانِ الإِلحاق. وحَرَكه يَحْرُكه حَرْكاً: أَصاب مِنْهُ أَيَّ ذَلِكَ كَانَ. وحَرَك حَرْكاً: شَكَا أَيّ ذَلِكَ كَانَ. وحَرَكهُ: أَصاب وَسَطَهُ غَيْرَ مُشْتَقٍّ. وَرَجُلٌ حَرِيك: ضعيف الحَرَاكِيكِ، الحَرِيكُ الَّذِي يَضْعُفُ خَصْرُه إِذا مَشَى كأَنه يَنْقَلِعُ عَنِ الأَرض، والأُنثى حَرِيكة. والحَرِيك: العِنِّين. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحَرِيك فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ العِنِّين. وَغُلَامٌ حَرِكٌ أَي خَفِيفٌ ذَكِيٌّ. والحَرْكَكَةُ: الحَرْقَفة، وَالْجَمْعُ الحَرَاكِكُ والحَرَاكِيك، وهي رؤُوس الْوَرِكَيْنِ، وَيُقَالُ أَطراف الْوَرِكَيْنِ مِمَّا يَلِي الأَرض إِذا قعدت.

حزك: حَزَكهُ حَزْكاً: اغْتَطَّهُ وَضَغَطَهُ. وحَزَكه بِالْحَبْلِ يَحْزِكه: حَزَمه وَشَدَّهُ، وَهُوَ الاحْتِزاكُ، وَقَالَ الأَزهري: هُوَ مِثْلُ حَزَقْته سَوَاءٌ، حَزَكه وحَزَقه إِذا شَدَّهُ بِحَبَلٍ جَمَعَ بِهِ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ واحَتَزَك بالثوب: احتزم.

حسك: الحَسَكُ: نَبَاتٌ لَهُ ثَمَرَةٌ خَشِنَةٌ تَعْلَقُ بأَصواف الْغَنَمِ، وَكُلُّ ثَمَرَةٍ تُشْبِهُهَا نَحْوُ ثَمَرَةِ القُطْب والسَّعْدَان والهَرَاسِ وَمَا أَشبهه حَسَك، وَاحِدَتُهُ حَسَكة؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ عُشْبة تَضْرِبُ إِلى الصُّفْرَةِ وَلَهَا شَوْكٌ يُسَمَّى الحَسَك أَيضاً مُدَحْرَجٌ، لَا يَكَادُ أَحد يَمْشِي عَلَيْهِ إِذا يَبِسَ إِلَّا مَنْ فِي رِجْلَيْهِ خُفّ أَو نَعْلٌ؛ وَقَالَ أَبو نَصْرٍ فِي قَوْلِ زُهَيْرٍ يَصِفُ الْقَطَاةَ:

جُونِيَّةٌ كَحَصاةِ القَسْم، مَرْتَعُها،

بالسِّيِّ، مَا يُنْبِتُ القَفْعاء والحَسَكُ

إِن الحَسَك هَاهُنَا ثَمَرَةُ النَّفَل وَلَيْسَ هُوَ الحَسَك الشَّاكُ، لأَن شَوْكَة الحَسَكة لَا تُسِيغها القَطاة بَلْ تَقْتُلُهَا. وأَحْسَكَت النَّفَلةُ: صَارَتْ لَهَا حَسَكة أَي شَوْكَةٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَا يُحْسِك مِنَ البُقول غَيْرُهَمَا. والحَسَكُ: حَسَك السَّعْدان. والحَسَك مِنَ الْحَدِيدِ: مَا يَعْمَلُ عَلَى مِثَالِهِ وَهُوَ مِنْ آلَاتِ العَسْكر؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الحَسَكُ مِنْ أَدوات الْحَرْبِ رُبَّمَا أُخذ مِنْ حَدِيدٍ فأُلقي حَوْلَ الْعَسْكَرِ، وَرُبَّمَا أُخذ مِنْ خَشَبٍ فَنُصِبَ حَوْلَهُ. والحَسَكُ والحَسَكَة والحَسِيكةُ: الْحِقْدُ، عَلَى التَّشْبِيهِ، قَالَ الأَزهري: وحَسَكُ الصدرِ حِقْدُ الْعَدَاوَةِ يُقَالُ: إِنه لحَسِكُ الصدرِ عَلَى فُلَانٍ. وحَسِكَ عَلَيَّ، بِالْكَسْرِ، حَسَكاً، فَهُوَ حَسِك: غَضِبٌ. وَقَوْلُهُمْ فِي قَلْبِهِ عليَّ حَسَكة وحُسَاكة أَي ضَغَنٌ وَعَدَاوَةٌ. أَبو عُبَيْدٍ: فِي قَلْبِهِ عَلَيْكَ حَسِيكة وحَسِيفة وسَخيمةٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ

: تَيَاسَرُوا فِي الصَّدَاق، إِن الرَّجُلَ ليُعْطي المرأَة حَتَّى يُبْقي ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ عَلَيْهَا حَسَكةً

أَي عدواة وَحِقْدًا، وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ الأَشِدَّاء: إِنهم لحَسَكٌ أَمْراسٌ، الْوَاحِدُ حَسَكةٌ مَرِسٌ. وَفِي حَدِيثِ

خَيْفَانَ: أَما هَذَا الْحَيُّ بلحرِث بْنِ كَعْبٍ فَحَسَكٌ أَمْراسٌ

؛ الحَسَكُ: جَمْعُ حَسَكةٍ وَهِيَ شَوْكَةٌ صُلْبَةٌ مَعْرُوفَةٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

عَمْرِو بْنِ مَعْدِي كَرِبَ: بنو الحرث حَسَكةٌ مَسَكة.

وَفِي حَدِيثِ

أَبي أُمامة أَنه قَالَ لقوم: إِنكم مُصَرّرون مُحَسّكون

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الإِمساك وَالْبُخْلِ والصَّرِّ عَلَى الشَّيْءِ الَّذِي عِنْدَهُ. والحَسِيكة: القُنْفُذ. والحِسْكِك: الْقُنْفُذُ الضَّخْمُ. والحَسَاكِكُ: الصِّغَارُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَلَمْ يَذْكُرْ وَاحِدَهَا. وحُسَيْكةُ: مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ، وَرَدَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ

ص: 411

بِضَمِّ الْحَاءِ وَفَتْحِ السِّينِ، كَانَ بِهِ يَهُودٌ مِنْ يَهُودِ الْمَدِينَةِ. ابْنُ الأَعرابي: حَسْكك الرجلُ إِذا كَانَ شَدِيدَ السَّوَادِ؛ قَالَ الأَزهري: حَقُّهُ مِنْ بَابِ الثُّلَاثِيِّ أُلحق بالرباعي.

حشك: الحشَك: شِدَّةُ الدِّرَّةِ فِي الضَّرْع، وَقِيلَ: سُرْعَةُ تجمُّع اللَّبَنِ فِيهِ. وحَشَكَت الناقةُ فِي ضَرْعِهَا لَبَنًا تَحْشكه حَشْكاً وحُشُوكاً، وَهِيَ حَشُوك: جَمَعَتْهُ؛ وَكَذَلِكَ قَالَ عَمْرُو ذُو الْكَلْبِ:

يَا ليتَ شِعْرِي عنكَ والأَمرُ أَمَمْ،

مَا فَعَلَ اليومَ أُوَيْسٌ فِي الغَنَمْ؟

صُبَّ لَهَا فِي الرِّيحِ مِرِّيخٌ أَشَمْ،

فاجْتالَ مِنْهَا لَجْبةً ذَاتَ هَزَمْ،

حاشِكَةَ الدِّرَّةِ ورْهاءَ الرَّخَمْ «5»

. والحَشْكُ: تَرْكُكَ النَّاقَةَ لَا تَحْلُبُهَا حَتَّى يَجْتَمِعَ لَبَنُهَا، وَهِيَ مَحْشُوكة. وحَشَكَها يَحْشِكها حَشَكًا إِذا تَرَكَهَا لَا يَحْلُبُهَا حَتَّى يَجْتَمِعَ اللَّبَنُ فِي ضَرْعها؛ قَالَ:

غَدَتْ، وَهِيَ مَحْشُوكة حافِلٌ،

فَرَاح الذِّئارُ عَلَيْهَا صَحِيحًا

وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ الحَشَكُ كالنَّفْضِ والنَّفَضِ والقَبْضِ والقَبَض؛ قَالَ زُهَيْرٌ:

كَمَا استغاثَ، بِسَيْءٍ، فَزُّ غَيْطَلةٍ،

خَافَ العيونَ، فَلَمْ يُنْظَر بِهِ الحَشَكُ

وَقِيلَ: أَراد الحَشْكَ فَحُرِّكَ لِلضَّرُورَةِ أَي لَمْ تنتظِرْ بِهِ أُمُّه حُشوك الدِّرَّة. والحَشَكُ: اسْمٌ للدِّرَّة الْمُجْتَمِعَةِ. وحَشَكَت الدِّرَّةُ تَحْشِكُ حَشكاً، بِالتَّسْكِينِ، وحُشُوكاً: امتلأَت؛ وَقِيلَ الحَشْك والحَشَك لُغَتَانِ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ نَاقَةٌ حَشُوك وحَشُود لِلَّتِي يَجْتَمِعَ اللَّبَنُ فِي ضَرْعِهَا سَرِيعًا. وحَشَكْتُ النَّاقَةَ: تَرَكْتُهَا وَلَمْ أَحلبها حَتَّى اجْتَمَعَ لَبَنُهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

غَدَتْ وَهِيَ مَحْشوكة حافِلُ

وحشَكت السَّحَابَةُ تَحْشِكُ حَشْكاً: كَثُرَ مَاؤُهَا. وحَشَكت النخلةُ، وَهِيَ حاشِك: كَثُرَ حَمْلُهَا. وحَشَكَ القومُ حَشْكاً: حَشَدُوا وتجمعُوا؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: حَشَك القومُ وحَشَدوا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وحَشَكَ الْقَوْمُ عَلَى مِيَاهِهِمْ حَشَكاً، بِفَتْحِ الشِّينِ: اجْتَمَعُوا؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَخَصَّ بِذَلِكَ بَنِي سُلَيْمٍ كأَنه إِنما فَسَّرَ بِذَلِكَ شِعْرًا مِنْ أَشعارهم، وَكُلُّ ذَلِكَ رَاجِعٌ إِلى مَعْنَى الْكَثْرَةِ. والرِّياح الحَوَاشِكُ: الْمُخْتَلِفَةُ، وَقِيلَ: الشَّدِيدَةُ، وَاحِدَتُهَا حَاشِكَةٌ؛ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ. وحَشَكَت الرِّيحُ تَحْشِكُ حَشكاً أَي ضَعُفَتْ وَاخْتَلَفَتْ مَهَابُّها. وَرِيَاحٌ حَواشِك: مُخْتَلِفَاتُ المَهابِّ. والحِشَاك: الْخَشَبَةُ الَّتِي تُشَدُّ فِي فَمِ الجَدْي لِئَلَّا يَرْضَعَ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحِشَاك الشِّبَامُ؛ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ، وَهُوَ عُودٌ يُعَرَّض فِي فَمِ الْجَدْيِ وَيُشَدُّ فِي قَفَاهُ يَمْنَعُهُ مِنَ الرِّضَاعِ، قَالَ: وَلَمْ يَعَرِفْ أَبو سَعِيدٍ الشِّحَاكَ، بِتَقْدِيمِ الشِّينِ. وحَشَك نَفَسُه إِذا عَلَاهُ البُهْر، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي قَبْلَ حَشْك النَّفَس وأَزِّ الْعُرُوقِ؛ الحَشْك: اجْتِهَادُهَا فِي النَّزْعِ الشَّدِيدِ. وأَزُّ الْعُرُوقِ: ضَرَبانُها. وأَحْشَكْتُ الدَّابَّةَ إِذا أَقْضَمْتَها فَحَشِكَتْ أَي قَضِمَتْ. والحَشْكةُ مِنَ الْمَطَرِ: مِثْلُ الحَفْشة والغَبْيَة، وَهِيَ فَوْقَ البَغْشَةِ، وَقَدْ حَشَكت السَّمَاءُ تَحْشِك حَشْكاً. وحَشَكَت القَوْس: صَلُبَتْ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذا كَانَتِ الْقَوْسُ طَرُوحاً وَدَامَتْ عَلَى ذَلِكَ فَهِيَ حَاشِكٌ؛ قال ساعدة

(5). قوله [مريخ] المريخ: كسكين السهم، لكن المراد به هنا الذئب على التشبيه لقوله فاجتال أي اختار، فإن الاختيار للذئب، أفاده شارح القاموس في م ر خ

ص: 412

بْنُ جُؤَيَّةَ الْهُذَلِيُّ:

فوَدَّكَ لَيْناً أَخلص القَيْنُ أَثْرَهُ،

وحاشِكةً يَحْمِي الشِّمال نَذِيرُها

وَقَوْسٌ حاشِكٌ وحاشِكة إِذا كَانَتْ مُوَاتِيةً لِلرَّامِي فِيمَا يُرِيدُ؛ قَالَ أُسامة الْهُذَلِيُّ:

لَهُ أَسْهُمٌ قَدْ طَرَّهُنَّ سَنِينُه،

وحاشِكةٌ تَمْتَدُّ فِيهَا السَّواعِدُ

والحَشَّاك: مَوْضِعٌ. والحَشَّاك، بالتشديد: نهر.

حفلك: رَجُلٌ حَفَلْكَى وحَفَنْكى: ضعيف.

حفنك: الحَفَنْكَى: الضَّعِيفُ كالحَفَلْكَى.

حكك: الحَكُّ: إِمْرار جِرْم عَلَى جِرْمٍ صَكّاً، حَكَّ الشَّيْءَ بِيَدِهِ وَغَيْرِهَا يَحُكُّه حَكّاً؛ قَالَ الأَصمعي: دَخَلَ أَعرابي الْبَصْرَةَ فَآذَاهُ الْبَرَاغِيثُ فأَنشأَ يَقُولُ:

لَيْلَةَ حَكٍّ لَيْسَ فِيهَا شَكُّ،

أَحُكُّ حَتَّى ساعِدِي مُنْفَكُّ،

أَسْهَرَني الأُسَيْوِدُ الأَسَكُ

وتَحَاكَّ الشيئَان: اصْطَكَّ جُرْمَاهُمَا فَحَكَّ أَحدهما الْآخَرَ؛ وحَكَكْتُ الرأْس؛ وإِذا جعلت الفعل للرأْس قلت: احْتَكّ رأْسي احْتِكاكاً. وحَكَّني وأَحَكَّني واسْتَحَكَّني: دَعَانِي إِلى حَكِّه، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الأَعضاء، وَالِاسْمُ الحِكَّةُ والحُكاكُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ النَّاسِ حَكَّني رأْسي غَلَطٌ لأَن الرأْس لَا يَقَعُ مِنْهُ الحَكّ. واحْتَكَّ بِالشَّيْءِ أَي حَكّ نَفْسَهُ عَلَيْهِ. والحِكَّة، بِالْكَسْرِ: الجَرَب. والحُكاكة: مَا تَحاكّ بَيْنَ حَجَرَيْنِ إِذا حُكّ أَحدهما بِالْآخَرِ لِدَوَاءٍ وَنَحْوِهِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الحُكاكة مَا حُكَّ بَيْنَ حَجَرَيْنِ ثُمَّ اكْتُحِلَ بِهِ مِنْ رَمَدٍ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الحُكاك مَا حكَّ مِنْ شيء على شيء فَخَرَجَتْ مِنْهُ حُكاكة. وَالْحَيَّةُ تَحُكّ بعضَها بِبَعْضٍ وتَحَكَّكُ، والجِذلُ المُحَكَّك: الَّذِي يُنْصَبُ فِي العَطَن لتَحْتَكّ بِهِ الإِبل الجَرْبى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ

الْحُبَابِ بْنِ الْمُنْذِرِ الأَنصاري يَوْمَ سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب

؛ وَمَعْنَاهُ أَنه مَثَّل نَفْسَهُ بالجِذْل، وَهُوَ أَصل الشَّجَرَةِ، وَذَلِكَ أَن الجَرِبةَ مِنَ الإِبل تَحْتَكّ إِلى الجِذل فَتَشْتَفِيَ بِهِ، فَعَنَى أَنه يُشْتَفى برأْيه كَمَا تَشْتَفِي الإِبل بِهَذَا الجِذْل الَّذِي تَحْتَكّ إِليه؛ وَقِيلَ: هُوَ عُودٌ يُنْصَبُ للإِبل الجَرْبى لتَحْتَكّ بِهِ مِنَ الْجَرَبِ؛ قَالَ الأَزهري: وَفِيهِ مَعْنًى آخَرُ، وَهُوَ أَحب إِليّ، وَهُوَ أَنه أَراد أَنه مُنَجَّذٌ قَدْ جَرَّب الأُمور وَعَرَفَهَا وجُرِّب، فَوُجِدَ صُلْبَ المَكْسَر غَيْرَ رِخْو ثَبْتَ الغَدَر لَا يَفِرّ عَنْ قِرْنه، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنا دُونَ الأَنصار جِذْل حِكاكٍ لمن عاداهم ونواهم فَبِي تُقْرَنُ الصَّعْبةُ، وَالتَّصْغِيرُ فِيهِ لِلتَّعْظِيمِ، وَيَقُولُ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ: اجْذُلْ لِلْقَوْمِ أَي انْتَصِبْ لَهُمْ وَكُنْ مْخَاصِمًا مُقَاتِلًا. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: فُلَانٌ جِذْلُ حِكاكٍ خَشَعَتْ عَنْهُ الأُبَنُ؛ يَعْنُونَ أَنه مُنَقِّح لَا يُرْمَى بِشَيْءٍ إِلا زَلّ عَنْهُ ونَبا. والحَكِيكُ: الْكَعْبُ المَحْكوك، وَهُوَ أَيضاً الْحَافِرُ النَّحِيتُ؛ وأَنشد الأَزهري هُنَا:

وَفِي كُلِّ عَامٍ لَنَا غَزْوَةٌ،

تَحُكُّ الدَّوابرَ حَكَّ السَّفَنْ

وَقِيلَ: كُلُّ خفيٍّ نحيتٍ حَكِيكٌ. والأَحَكُّ مِنَ الْحَوَافِرِ: كالحَكِيك، وَالِاسْمُ مِنْهَا الحَكَكُ. وحَكِكَت الدابةُ، بإِظهار التَّضْعِيفِ، عَنْ كُرَاعٍ: وَقَعَ فِي حَافِرِهَا الحَكَكُ، وَهُوَ أَحد الْحُرُوفِ الشَّاذَّةِ، كلَحِحَتْ عَيْنُهُ وأَخواتها. وَفَرَسٌ حَكِيك: مُنْحَت الْحَوَافِرِ، وَالَّذِي وَرَدَ فِي حَدِيثِ

أَبي جَهْلٍ: حَتَّى إِذا تحاكَّت الرُّكَبُ قَالُوا مِنَّا نَبِيٌّ، وَاللَّهِ لَا أَفعل

أَي

ص: 413

تَمَاسَّتْ واصطَكَّت، يُرِيدُ تُسَاوِيهِمْ فِي الشَّرَفِ وَالْمَنْزِلَةِ، وَقِيلَ: أَراد تَجاثِيَهُمْ عَلَى الرُّكَب لِلتَّفَاخُرِ. وَفِي حَدِيثِ

عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: إِذا حَكَكْتُ قُرْحةً دَمَّيْتُها

أَي إِذا أَمَّمْتُ غَايَةً تَقَصَّيْتُهَا وبلغتُها. والحاكَّةُ: السِّنّ لأَنها تَحُكّ صَاحِبَتَهَا أَو تَحُكّ مَا تأْكله، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. وَرَجُلٌ أَحَكّ: لا حاكَّة فِي فَمِهِ كأَنه عَلَى السَّلْبِ. وَيُقَالُ: مَا فِي فِيهِ حاكَّة أَي سِن. والتَّحَكُّك: التَّحرّش وَالتَّعَرُّضُ. وإِنه لَيَتَحكَّكُ بِك أَي يَتَعَرَّضُ لشرِّك. وَهُوَ حِكُّ شَرٍّ وحِكاكُهُ أَي يُحاكُّه كَثِيرًا. والمُحاكَّةُ: كالمُباراة. وحَكَّ الشيءُ فِي صَدْرِي وأَحَكَّ واحتَكَّ: عَمِلَ، والأَول أَجود، حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ جَحْداً فَقَالَ: مَا حَكَّ هَذَا الأَمرُ فِي صَدْرِي وَلَا يُقَالُ: مَا أَحاكَ.، وَمَا أَحاكَ فِيهِ السلاحُ: لَمْ يَعْمَلْ فِيهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما ذَكَرْتُهُ هُنَا لأَفرق بينَ حكَّ وأَحاكَ، فإِن الْعَوَامَّ يَسْتَعْمِلُونَ أَحاكَ فِي مَوْضِعِ حَكَّ فَيَقُولُونَ: مَا أَحاكَ ذَلِكَ فِي صَدْرِي وَمَا حَكَّ فِي صَدْرِي مِنْهُ شَيْءٌ أَي مَا تَخالَجَ. وَيُقَالُ: حَكَّ فِي صَدْرِي واحْتَكّ، وَهُوَ مَا يَقَعُ فِي خَلَدِك مِنْ وَسَاوِسِ الشَّيْطَانِ. والحَكَّاكاتُ: مَا يَقَعُ فِي قَلْبِكَ مِنْ وَسَاوِسِ الشَّيْطَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِياكم والحَكَّاكات فإِنها الْمَآثِمُ

وَهِيَ الَّتِي تَحُكّ فِي الْقَلْبِ فَتَشْتَبِهُ عَلَى الإِنسان؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ جَمْعُ حَكَّاكَةٍ وَهِيَ الْمُؤَثِّرَةُ فِي الْقَلْبِ. وَرُوِيَ

عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَن النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ سأَله عَنِ البِرِّ والإِثم فَقَالَ: البِرُّ حُسْن الْخُلُقِ والإِثم مَا حَكَّ فِي نفسكَ وَكَرِهْتَ أَن يَطَّلِعَ النَّاسُ عَلَيْهِ

؛ قَوْلُهُ مَا حَكّ فِي نَفْسِكَ إِذا لَمْ تَكُنْ مُنْشَرِحَ الصَّدْرِ بِهِ وَكَانَ فِي قَلْبِكَ مِنْهُ شَيْءٌ مِنَ الشَّكِّ وَالرَّيْبِ وأَوهمك أَنه ذَنْبٌ وَخَطِيئَةٌ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ:

مَا حَكَّ فِي صَدْرِكَ وإِن أَفتاك المُفْتُون

؛ قَالَ الأَزهري: وَمِنْهُ حَدِيثُ

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: الإِثم حَوازُّ الْقُلُوبِ

، يَعْنِي مَا حزَّ فِي نَفْسِكَ وحَكَّ فَاجْتَنِبْهُ فإِنه الإِثم وإِن أَفتاك فِيهِ النَّاسُ بِغَيْرِهِ. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا أَصح مِمَّا قِيلَ فِي الحَكَّاكات إِنها الْوَسَاوِسُ. وَرَوَى

الأَزهري بِسَنَدِهِ قَالَ: سأَل رَجُلٌ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم: مَا الإِثْمُ؟ فَقَالَ: مَا حَكَّ فِي صَدْرِكَ فدَعْه، قَالَ: مَا الإِيمان؟ قَالَ: إِذا ساءتْك سيئتُك وسرتْك حَسنتك فأَنت مُؤْمِنٌ

؛ قَالَ الأَزهري:

قَوْلُهُ، صلى الله عليه وسلم: مَا حَكَّ فِي صَدْرِكَ

أَي شَكَكْتَ فِيهِ أَنه حَلَالٌ أَو حَرَامٌ فَالِاحْتِيَاطُ أَن تَتْرُكَهُ. أَبو عَمْرٍو: الحِكّة الشَّكُّ فِي الدِّينِ وَغَيْرِهِ. والحَكَكُ: مِشْيَةٌ فِيهَا تَحَرُّك شَبِيهٌ بِمِشْيَةِ المرأَة الْقَصِيرَةِ إِذا تَحَرَّكت وَهَزَّتْ مَنْكِبيها. والحَكَكُ: حَجَرٌ رخْو أَبيض أَرخى مِنَ الرُّخام وأَصلب مِنَ الْجَصِّ، وَاحِدَتُهُ حَكَكَةٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِنما ظَهَرَ فِيهِ التَّضْعِيفُ لِلْفَرْقِ بَيْنَ فَعْل وفَعَل. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الحَكَكَةُ أَرض ذَاتُ حِجَارَةٍ مِثْلِ الرُّخَامِ رِخْوةٍ. وَقَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: الحَكَكات هِيَ أَرض ذَاتُ حِجَارَةٍ بِيضٍ كأَنها الأَقِطُ تَتَكَسَّرُ تَكَسُّرًا، وإِنما تَكُونُ فِي بَطْنِ الأَرض. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ بالحُكَيْكاتِ وبالأَحاجِي وبالأَلغاز بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَاحِدَتُهَا حُكَيْكةٌ. ابْنُ الأَعرابي: الحُكُكُ الملِحُّون فِي طَلَبِ الْحَوَائِجِ. والحُكُك: أَصحاب الشَّرِّ. والحُكاكُ: البورَقُ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ: أَنه مَرَّ بِغِلْمَانٍ يَلْعَبُونَ بالحِكَّة فأَمر بِهَا فدُفنت

؛ هِيَ لِعْبَةٌ لَهُمْ يأْخذون عَظْمًا فيَحُكُّونه حَتَّى يَبْيَضّ ثُمَّ يَرْمُونَهُ بَعِيدًا فَمَنْ أَخذه

ص: 414

فَهُوَ الْغَالِبُ. والحُكَكاتُ: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ بِالْبَادِيَةِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:

عَرَفْتُ رَسْماً لسُعاد مائِلا،

بِحَيْثُ نامِي الحُكَكاتِ عَاقِلَا

حلك: الحُلْكة والحَلَكُ: شِدَّةُ السَّوَادِ كَلَوْنِ الْغُرَابِ، وَقَدْ حَلِكَ. وَيُقَالُ للأَسود الشَّدِيدِ السَّوَادِ حالكٌ، وَقَدْ حَلَكَ الشَّيْءُ يَحْلُكُ حُلُوكةً وحلُوكاً واحْلَوْلكَ مِثْلَهُ: اشْتد سَوَادُهُ. وأَسود حالِكٌ وحانكٌ ومُحْلَوْلِكٌ وحُلْكُوك بِمَعْنًى. وَفِي حَدِيثِ

خُزَيْمَةَ وَذَكَرَ السُّنَّةِ: وتركَت الفَرِيشَ مُسْتَحلِكاً

، الْمُسْتَحْلِكُ: الشَّدِيدُ السَّوَادِ كَالْمُحْتَرِقِ مِنْ قَوْلِهِمْ أَسود حالِكٌ. والحَلَكُوك، بِالتَّحْرِيكِ: الشَّدِيدُ السَّوَادِ. وأَسود مثلُ حَلَكِ الغرابِ وحَنَكِ الْغُرَابِ، وَشَيْءٌ حالِكٌ ومُحْلَولِك ومُحْلَنْكِكٌ وحُلْكُوك، وَلَمْ يأْت فِي الأَلوان فُعْلُول إِلَّا هَذَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالُوا وَهُوَ أَشد سَوَادًا مِنْ حَلَكِ الْغُرَابِ، وأَنكرها بَعْضُهُمْ وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ مِنْ حَنَك الْغُرَابِ أَي مِنقاره، وَقِيلَ: سَوَادِهِ، وَقِيلَ: نُونُ حَنَك بَدَلٌ مِنْ لَامِ حَلَك. قَالَ يَعْقُوبُ: قَالَ الْفَرَّاءُ قُلْتُ لأَعرابي: أَتقول كأَنه حَنَكُ الغرابِ أَو حَلَكه فَقَالَ: لَا أَقُولُ حَلَكُهُ أَبَدًا، وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الحَلَك اللَّوْنُ والحَنَك الْمِنْقَارُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:

مِداد مِثْلَ حالِكَةِ الغُراب،

وأَقلام كمُرْهَفَةِ الحِرابِ

يَجُوزُ أَن يَكُونَ لُغَةً فِي حَلَك الْغُرَابِ، وَيَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِهِ رِيشَتَهُ خافِيتَه أَو قادِمته أَو غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ رِيشِهِ. وَفِي لِسَانِهِ حُلْكة كحُكْلَةٍ. والحُلْكةُ والحُلْكاءُ والحُلَكاءُ والحَلَكاءُ والحُلُكَّى عَلَى فُعُلَّى: دُوَيْبَّةٌ شَبِيهَةٌ بالعَظَاءة. الأَزهري: والحُلَكةُ مِثَالُ الهُمزَة ضَرْبٌ مِنَ العظَاء، وَيُقَالُ دُويْبة تَغُوصُ فِي الرَّمْلِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ:

يَا ذا النِّجادِ الحُلَكَهْ،

والزوجةِ المُشْتَركه،

ليْسَتْ لِمَن لَيْسَتْ لَكَهْ

وَكَذَلِكَ الحَلْقاءُ مثل العنقاء.

حمك: الحَمَكُ: الصِّغار مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَاحِدَتُهُ حَمَكَةٌ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى القَمْلة واقْتِيسَتْ فِي الذَّرَّة، وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ لِلصِّبْيَانِ حَمَك صِغارٌ. والحَمَكة: الصَّبِيَّةُ الصَّغِيرَةُ وَهِيَ الْقَمْلَةُ الصَّغِيرَةُ، وَقِيلَ: هِيَ أَصل فِي القَملةِ والذَّرَّةِ، وَقِيلَ: الحَمَكُ القملُ مَا كَانَ. والحَمَكُ: رُذَال الناسِ، وَالْوَاحِدُ كَالْوَاحِدِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَراه عَلَى التَّشْبِيهِ بالحَمَك مِنَ الْقَمْلِ وَالنَّمْلِ؛ قَالَ:

لَا تَعْدلِيني بُرَذالاتِ الحَمَكْ

قَالَ الأَصمعي: إِنَّهُ لَمِنْ حَمَكهم أَي مِنْ أَنْذالهم وَضُعَفَائِهِمْ، وَالْفِرَاخُ تُدْعَى حَمَكاً؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ فِرَاخَ الْقَطَا:

صَيْفِيَّةٌ حَمَكٌ حُمْرٌ حَواصِلُها،

فَمَا تَكادُ إِلَى النَّقْناقِ تَرْتَفِعُ

أَي لَا تَرْتَفِعُ إِلَى أُمهاتها إِذَا نَقْنَقَتْ. والحَمَكُ: الْخَرُوفُ، وَالْمَعْرُوفُ الحَمَلُ، بِاللَّامِ. والحَمَكُ: فِراخ القَطا وَالنَّعَامُ، ويَجْمع ذَلِكَ كُلَّهُ أَنَّ الحَمَكَ الصِّغار مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَهَذَا مِنْ حَمَكِ هَذَا أَي مِنْ أَصْلِهِ وَطَبْعِهِ؛ وَقَوْلُ الطِّرِمَّاحِ:

وَابْنُ سَبِيلٍ قَرَّبْتُه أُصُلًا،

مِنْ فَوْزِ حَمْكٍ مَنْسُوبَةٍ تُلُدُهْ

ص: 415

أَراد مِنْ فوزِ قداحٍ حَمَكٍ فَخَفَّفَهُ لِحَاجَتِهِ إِلَى الْوَزْنِ، وَالرِّوَايَةُ الْمَعْرُوفَةُ مِنْ فَوْزٍ بُحٍّ. والحَمَكُ: الأَدِلّاء الَّذِينَ يَتَعَسَّفون الفَلاة، وَفِي التَّهْذِيبِ: الحَمَكُ مِنْ نَعْتِ الأَدلّاء. وحَمِكَ فِي الدِّلالةِ حَمْكاً: مضى.

حنك: الحَنَكُ مِنَ الإِنسان وَالدَّابَّةِ: بَاطِنُ أَعلى الْفَمِ مِنْ دَاخِلٍ، وَقِيلَ: هُوَ الأَسفل فِي طَرَفِ مُقَدَّمِ اللَّحيْين مِنْ أَسفلهما، وَالْجَمْعُ أَحْناك، لَا يُكَسَّرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الحَنَكُ الأَسفل والفَقْمُ الأَعلى مِنَ الْفَمِ. يُقَالُ: أَخذ بفَقْمِه، والحَنَكان الأَعلى والأَسفل، فَإِذَا فَصَلُوهُمَا لَمْ يَكَادُوا يَقُولُونَ للأَعْلى حَنَك؛ قَالَ حُمَيْدٌ يَصِفُ الْفِيلَ:

فالحَنَكُ الأَعْلى طُوالٌ سَرْطَمُ،

والحَنَكُ الأَسفل مِنْهُ أَفْقَمُ

يُرِيدُ بِهِ الحَنَكَيْنِ. وحَنَّكَ الدَّابَّةَ: دلَكَ حَنَكَها فأَدماه. والمِحْنَكُ والحِناكُ: الْخَيْطُ الَّذِي يُحنَّك بِهِ. والحِناكُ: وَثَاقٌ يُرْبَطُ بِهِ الأَسير، وَهُوَ غُلٌّ، كُلَّمَا جُذِبَ أَصاب حَنَكَهُ؛ قَالَ الرَّاعِي يَذْكُرُ رَجُلًا مأْسوراً:

إِذَا مَا اشْتَكَى ظلْمَ العَشِيرة، عَضَّهُ

حِناكٌ وقَرَّاصٌ شديدُ الشَّكائمِ

الأَزهري: التَّحْنِيك أَن تُحَنِّك الدَّابَّةَ تَغْرِزُ عُوداً فِي حَنَكه الأَعلى أَو طرفَ قَرْنٍ حَتَّى تُدْمِيه لحَدَثٍ يَحْدُثُ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: أَنه كَانَ يُحَنِّكُ أَولاد الأَنصار

؛ قَالَ: والتَّحْنِيك أَن تَمْضُغَ التَّمْرَ ثُمَّ تدلُكه بحَنَك الصَّبِيِّ دَاخِلَ فَمِهِ؛ يُقَالُ مِنْهُ: حَنَكْتُه وحَنَّكْتُه فَهُوَ مَحْنوك ومُحَنَّك. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ أُم سُلَيْمٍ لَمَّا وَلَدَتْهُ وَبَعَثَتْ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: فَمَضَغَ لَهُ تَمْرًا وحَنَّكه

أَي دَلَكَ بِهِ حَنَكَه. وحَنَك الصبيَّ بِالتَّمْرِ وحَنَّكه: دلَكَ بِهِ حَنَكه. وأَخذ بحِناكِ صَاحِبِهِ إِذا أَخذ بحَنَكه ولَبَّته ثُمَّ جَرَّهُ إِليه. وحَنَكَ الدابةَ يَحنِكها ويَحْنُكها: جَعَلَ الرَّسَنَ فِي فِيهَا مِنْ غَيْرِ أَن يُشْتَقَّ مِنَ الْحَنَكِ؛ رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالصَّحِيحُ عِنْدِي أَنه مُشْتَقٌّ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ احْتَنَكه. وَيُقَالُ: أَحْنَكُ الشَّاتَيْنِ وأَحْنَكُ الْبَعِيرَيْنِ أَي آكَلُهما بالحَنَك؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَهُوَ مِنَ صِيَغِ التَّعَجُّبِ وَالْمُفَاضَلَةِ، وَلَا فِعْلَ لَهُ عِنْدَهُ. واسْتَحْنك الرجلُ: قَوِيَ أَكله وَاشْتَدَّ بَعْدَ ضَعْفٍ وَقِلَّةٍ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَقَوْلُهُمْ: هَذَا الْبَعِيرُ أَحْنَكُ الإِبل مُشْتَقٌّ مِنَ الْحَنَكِ، يُرِيدُونَ أَشَدَّها أَكلًا، وَهُوَ شَاذٌّ لأَن الْخِلْقَةَ لَا يُقَالُ فِيهَا مَا أَفْعلَهُ. والحُنُك: الأَكَلَةُ مِنَ النَّاسِ. وَاحْتَنَكَ الجرادُ الأَرض: أَتَى عَلَى نَبْتِهَا وأَكل مَا عَلَيْهَا. والحَنَك: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ يَنْتَجِعون بَلَدًا يَرْعَوْنَهُ. يُقَالُ: مَا تَرك الأَحْناكُ فِي أَرضنا شَيْئًا، يَعْنِي الْجَمَاعَاتِ الْمَارَّةَ؛ قَالَ أَبُو نُخَيْلَةَ:

إِنَّا وَكُنَّا حَنَكاً نَجْدِيّا،

لَمَّا انْتَجَعْنا الوَرَقَ المَرْعِيّا،

فَلَمْ نَجِدْ رَطْباً وَلَا لَويّا

وَقَوْلُهُ عز وجل، حَاكِيًا عَنْ إِبليس. لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا

؛ مَأْخوذ مِنِ احْتَنَكَ الجرادُ الأَرض إِذَا أَتى عَلَى نَبْتِهَا؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ لأَستولينّ عَلَيْهِمْ إِلَّا قَلِيلًا يَعْنِي الْمَعْصُومِينَ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: سَأَلْتُ يُونُسَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ فَقَالَ: يُقَالُ كَانَ فِي الأَرض كَلَأٌ فاحْتَنَكه الْجَرَادُ أَي أَتى عَلَيْهِ، وَيَقُولُ أَحدهم: لَمْ أَجد لِجَامًا فاحْتَنَكْتُ دَابَّتِي أَي أَلقيت فِي حَنَكها حَبْلًا وقُدتها. وَقَالَ الأَخفش. فِي قَوْلِهِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ

، قَالَ: لأَستأْصلنهم

ص: 416

ولأَستمِيلَنَّهم. واحْتَنَك فُلَانٌ مَا عِنْدَ فُلَانٍ أَي أَخذه كُلَّهُ. وَفِي حَدِيثِ

خُزَيْمَةَ: والعِضاه مُسْتَحْنِكاً

أَي مُنُقَلِعًا مِنْ أَصله؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: واحْتَنَكَ الرَّجُلُ أَخذ مَالَهُ كأَنه أَكله بالحَنَك؛ ثعلب أَن الأَعرابي أَنشده لِزِيَادِ بْنِ سَيَّارٍ الْفَزَارِيِّ:

فَإِنْ كنتَ تُشْكى بالجِماع، ابنَ جَعْفَرٍ،

فإنَّ لَديْنا ملجِمِينَ وحانِك «6»

. قَالَ: تُشْكى تُزَنّ، وَحَانِكٌ: مَنْ يَدُقُّ حَنَكه بِاللِّجَامِ. وحَنَكُ الغرابِ: مِنقاره. وأَسود كحَنَك الغرابِ: يَعْنِي مِنْقَارَهُ، وَقِيلَ سَوَادَهُ، وَقِيلَ نُونُهُ بدل من لام حَلَك، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وأَسود حانِكٌ وحالِكٌ: شَدِيدُ السَّوَادِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحَنَك المِنقار، والحَنَك مَا تَحْتَ الذَّقْنِ مِنَ الإِنسان وَغَيْرِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى ابْنُ حَمْزَةَ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ أَنه أَنكر قَوْلَهُمْ أَسودُ مِنْ حَنَك الغرابِ؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: سأَلت أُم الْهَيْثَمِ فقلت لها أَسود ممَّا ذا؟ قَالَتْ: مِنْ حَلَك الْغُرَابِ لَحْيَيْهِ وَمَا حَوْلَهُمَا وَمِنْقَارِهِ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَالَ قَوْمٌ: النُّونَ بَدَلٌ مِنَ اللَّامِ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ أَيضاً. والتَّحَنُّك: التَّلَحِّي، وَهُوَ أَن تُدِيرَ الْعِمَامَةَ مِنْ تَحْتِ الحَنَك. والحُنْكةُ: السِّنّ وَالتَّجْرِبَةُ وَالْبَصَرُ بالأُمور. وحَنَكَتْه التّجارِبُ والسِّنُّ حَنْكاً وحَنَكاً وأَحْنَكَتْه وحَنَّكَتْه واحْتَنَكَتْهُ: هَذَّبته، وَقِيلَ ذَلِكَ أَوان نَبَاتِ سِنِّ الْعَقْلِ، والإِسم الحُنْكة والحُنْك والحِنْك. الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: حَنّكَته السِّنُّ إِذَا نَبَتَتْ أَسنانه الَّتِي تُسَمَّى أَسنان الْعَقْلِ، وحَنّكتْه السنُّ إِذَا أَحكمتْه التجارِبُ والأُمور، فَهُوَ مُحَنَّك ومُحْنَك. ابْنُ الأَعرابي: جَرَّذَه الدهرُ ودَلَكَه ووَعَسَهُ وحَنَّكه وعَرَكه ونَجَّذَهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: يَقُولُونَ هُمْ أَهل الحُنْك والحِنْك والحُنْكة أَي أَهل السِّنِّ والتجارِبِ. واحْتَنك الرجلُ أَيِ اسْتَحْكَمَ. وَفِي حَدِيثِ

طَلْحَةَ: أَنه قَالَ لِعُمَرَ، رضي الله عنهما: قَدْ حَنَّكَتْك الأُمور

أَي رَاضَتْكَ وَهَذَّبَتْكَ، يُقَالُ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ، وأَصله مِنْ حَنَكَ الفَرس يَحْنُكه إِذَا جَعَلَ فِي حَنَكه الأَسفل حَبْلًا يَقُودُهُ بِهِ. وَرَجُلٌ مُحْتَنَك وحَنيك: مُجَرَّب كأَنه عَلَى حُنِّك، وإِن لَمْ يُسْتَعْمَلْ. وحَنَكْتُ الشيءَ: فَهِمْتُهُ وأَحكمته. الْفَرَّاءُ: رَجُلٌ حُنُك وامرأَة حُنُكة إِذَا كَانَا لَبِيبَيْنِ عَاقِلَيْنِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: رَجُلٌ مُحَنَّك وَهُوَ الَّذِي لَا يُسْتَقَلّ مِنْهُ شَيْءٌ مِمَّا قَدْ عَضَتْهُ الأُمور. والمُحْتَنَك: الرَّجُلُ الْمُتَنَاهِي عَقْلُهُ وَسِنُّهُ. ابْنُ الأَعرابي: الحُنُك الْعُقَلَاءُ جَمْعُ حَنِيك. يُقَالُ: رَجُلٌ مَحْنوك وحَنِيك ومُحْتَنَك ومُحَنَّك إِذَا كَانَ عَاقِلًا. والحَنيك: الشَّيْخُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الأَول؛ وأَنشد:

وهَبْتُه مِنْ سَلْفَعٍ أَفُوكِ،

وَمِنْ هِبِلّ قَدْ عَسا حَنِيك،

يَحْمِلُ رَأْسًا مِثْلَ رأْس الديكِ

وَقَدِ احْتَنَكت السنُّ نَفْسُهَا. وَيُقَالُ: أَحْنَكَهُم عَنْ هَذَا الأَمر إِحناكاً وأَحكمهم أَي رَدَّهُمْ. والحَنَكَةُ الرَّابِيةُ الْمُشْرِفَةُ مِنَ القُفّ. يُقَالُ: أَشرف عَلَىَ هاتِيك الحنَكة وَهِيَ نَحْوُ الفَلَكَةِ فِي الْغِلَظِ. وَقَالَ أَبو خَيْرَةَ: الحَنَكُ آكامٌ صِغَارٌ مُرْتَفِعَةٌ كَرِفْعَةِ الدَّارِ الْمُرْتَفِعَةِ، وَفِي حِجَارَتِهَا رَخَاوَةٌ وَبَيَاضٌ كالكَذَّان. وَقَالَ النَّضْرُ: الحَنَكة تَلٌّ غَلِيظٌ وَطُولُهُ فِي السَّمَاءِ عَلَى وَجْهِ الأَرض مِثْلُ طُولِ الرَّزْن، وَهُمَا شَيْءٌ وَاحِدٌ. والحُنْكة والحِناك: الْخَشَبَةُ الَّتِي تَضُمُّ الغَراضِيف، وَقِيلَ: هِيَ القِدَّةُ الَّتِي تَضُمُّ غَرَاضِيفَ الرحْل. قَالَ الأَزهري: الحُنُك خَشَبُ الرَّحْلِ جَمْعُ حِناك.

(6). قوله [وحانك] هكذ في الأَصل

ص: 417

حوك: حاكَ الثوبَ يحُوكه حَوْكاً وحِياكاً وحِياكة: نَسَجَهُ. وَرَجُلٌ حائِك مِنْ قَوْمٍ حاكَةٍ وحَوَكةٍ أَيضاً، وَهُوَ مِنَ الشَّاذِّ عَنِ الْقِيَاسِ الْمُطَّرِدِ فِي الِاسْتِعْمَالِ، صَحَّتِ الْوَاوُ فِيهِ لأَنهم شَبَّهُوا حَرَكَةَ الْعَيْنِ بالأَلف التَّابِعَةِ لَهَا بِحَرْفِ اللِّينِ، فَكَأَنَّ فَعَلًا فَعال، فَكَمَا يَصِحُّ نَحْوُ جَواب وجَواد كَذَلِكَ يَصِحُّ نَحْوُ بَابِ الحَوَكة والقَودَ والغَيَب، مِنْ حَيْثُ شُبِّهَتْ فَتْحَةُ الْعَيْنِ بالأَلف مِنْ بَعْدِهَا، أَفلا تَرَى إِلَى حَرَكَةِ الْعَيْنِ الَّتِي هِيَ سَبَبُ الإِعلال كَيْفَ صَارَتْ عَلَى وَجْهٍ آخَرَ سَبَبًا لِلتَّصْحِيحِ؟ وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ تُذْكَرُ فِي حَيَكَ أَيضاً لأَنها وَاوِيَّةٌ وَيَائِيَّةٌ. ابْنُ بَزُرْجَ: قَالَ حَوْك وحَوَك وحُوُوكة، والمعنى النسجات وَهِيَ الثِّيَابُ بأَعيانها، تَقُولُ: ضُرُوبٌ مِنَ الحَوْك. الْجَوْهَرِيُّ: نِسْوَةٌ حَوَائك وَالْمَوْضِعُ مَحَاكة، وَإِنَّمَا قَالُوا حَوَكة كَمَا قَالُوا خَوَنة، ثَبَتَتِ الْوَاوُ فِيهِمَا مَعَ التَّحْرِيكِ كَمَا ثَبَتَتْ فِيمَا رُدّ إِلَى الأَصل لِتَبَاعُدِ الْوَاوِ مِنَ الأَلف، وَلَمْ تَجِئِ الْيَاءُ فِي نَابٍ وَعَارٍ لِشِبْهِ الْيَاءِ بالأَلف لأَنها إِلَيْهَا أَقرب وَبِهَا أَحق، وَقَدْ ذَكَرَ عِلَّةَ غَيَبَ وصَيَدَ فِي مَوْضِعِهِمَا؛ وَالشَّاعِرُ يَحُوك الشِّعْرَ حَوْكاً: يَنْسِجُهُ وَيُلَائِمُ بَيْنَ أَجزائه. قَالَ الْمُبَرِّدُ: حاكَ الشِّعْرَ والثوبَ يَحُوكه، كِلَاهُمَا بِالْوَاوِ. وحاكَ الشيءُ فِي صَدْرِي حَوْكاً: رَسَخَ. الأَزهري: مَا حَكّ فِي صَدْرِي مِنْهُ شَيْءٌ وَمَا حَاكَ، كلُّ يُقَالُ، فَمَنْ قَالَ حَكّ قَالَ يَحُكّ، وَمَنْ قَالَ حَاكَ قَالَ يَحيك. وَيُقَالُ: مَا حاكَ فِي صَدْرِي مَا قُلْتَ أَي مَا رَسَخَ. قَالَ: وَالْحَائِكُ الرَّاسِخُ فِي قَلْبِكَ الَّذِي يَهُمُّكَ، قَالَ: وَمَا أَحاكَ فِيهِ السيفُ وَمَا حاكَ، كلٌّ يُقَالُ، فَمَنْ قَالَ أَحاكَ قَالَ يُحِيك إِحاكَةً وَمَنْ قَالَ حاكَ قَالَ يَحِيك حَيْكاً وَمَا أَحاكَتْ فِيهِ أَسناني وَلَا أَحاكَتْهُ وَمَا حاكَتْ فِيهِ وَلَا حاكَتْه. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: يُقَالُ مَا أَحاكَ فِيهِ السيفُ وَمَا يُحِيكُ وَمَا حَكَّ ذَلِكَ فِي صَدْرِي وَمَا حَكَى وَمَا احْتَكى. وَمَا أَحاكَ سيفُه أَي مَا قَطَعَ. وَمَا حَكَّ فِي صَدْرِي شَيْءٌ مِنْهُ أَي مَا تَخَالَجَ. والحَوْك: بَقْلَةٌ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: والحوْك الباذَرُوج، وَقِيلَ: الْبَقْلَةُ الحَمْقاء، قَالَ: والأَول أَعرف.

حيك: حاكَ الثوبَ يَحِيكُ حَيْكاً وحَيَكاً وحِياكةً: نَسَجَهُ، والحِياكةُ حِرْفَتُهُ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا غَلَطٌ، الحائِكُ يحُوك الثَّوْبَ، وَجَمْعُ الحائِك حَوَكةٌ. والحَيْك: النَّسْجُ. وَحَاكَ فِي مشيه يَحيك حَيْكاً وحَيَكاناً، فَهُوَ حَائِكٌ وحَيّاك: تَبَخْتَرَ وَاخْتَالَ. وَحَاكَ يحُوك إِذَا نَسَجَ، وَقِيلَ: الحَيَكانُ أَن يُحَرِّكَ مَنْكِبَيْه وَجَسَدَهُ حِينَ يَمْشِي مَعَ كَثْرَةِ لَحْمٍ. وَجَاءَ يَحِيك ويَتَحايَك ويَتَحيَّك: كأَن بَيْنَ رِجْلَيْهِ شَيْئًا يُفْرِجُ بَيْنَهُمَا إِذَا مَشَى. وَفِي حَدِيثِ

عَطَاءٍ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ فَمَا حِيَاكتهم أَو حِياكتكم هَذِهِ

؛ الْحِيَاكَةُ: مِشْيَةُ تَبَخْتُرٍ وتثبُّط. يُقَالُ: تَحيَّك فِي مِشْيَتِهِ. وَهُوَ رَجُلٌ حَيَّاك وَرَجُلٌ حَيْكانةٌ وحَيَّاك، وَالْمَرْأَةُ حَيَّاكة: تتحَيَّك فِي مِشْيَتِهَا، وحِيكى؛ سِيبَوَيْهِ: أَصلها حُيْكى فَكُرِهَتِ الْيَاءُ بَعْدَ الضَّمَّةِ وَكُسِرَتِ الْحَاءُ لِتَسْلَمَ الْيَاءُ، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنها فُعْلى أَن فِعْلى لَا تَكُونُ صِفَةً البتَّة، وَهَذِهِ الْمِشْيَةُ فِي النِّسَاءِ مدحٌ وَفِي الرِّجَالِ ذَمٌّ، لأَن المرأَة تَمْشِي هَذِهِ الْمِشْيَةَ مِنْ عِظَم فَخِذَيْهَا، وَالرَّجُلُ يَمْشِي هَذِهِ الْمِشْيَةَ إِذَا كَانَ أَفحَج. والحَيَكانُ: مِشْيَةٌ يُحَرِّكُ فِيهَا الْمَاشِي أَليتيه. وحَاكَ فِي مِشْيَتِهِ: اشْتَدَّتْ وَطأَته عَلَى الأَرض. وحاكَ يحِيك حَيْكاً إِذَا فحَجَ فِي مِشْيَتِهِ وَحَرَّكَ مَنْكِبَيْهِ. وَمِشْيَةٌ حِيكَى إِذَا كَانَ فِيهَا تَبَخْتُرٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الحيَكان مَشْيُ الْقَصِيرِ. وضَبَّة حُيَكانةٌ أَي ضَخْمَةٌ تَحيك إِذَا سَعَتْ. وحَاكَ القولُ فِي الْقَلْبِ حَيْكاً: أَخذَ. وَرَوَى

الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ النُّوَاسِ بْنِ سَمْعَانَ الأَنصاري: أَنه سأَل النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

ص: 418