الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله الله أيها الناس تمسكوا بأصل دينكم
إخواني اجتهدوا اليوم في تحقيق التوحيد، فإنَّه لا يوصل إِلَى الله سواه، واحرصوا عَلَى القيام بحقوقه، فإنَّه لا ينجي من عذاب الله إلا إياه.
مَا نطق الناطقون إِذْ نطقوا
…
أحسن من لَا إِلَه إِلَّا هُوَ
تبَارك الله ذُو الْجلَال وَمن
…
أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا هُوَ
من لِذُنُوبي وَمن يُمحّصها
…
غَيْرك يَا من لَا إِلَه إِلَّا هُوَ
جنانُ خلد لمن يُوَحدهُ
…
أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا هُوَ
نيرانه لَا تحرق من
…
(يشْهد)(**) أَن لَا إِلَه إِلَّا هُوَ
أقولُها مخلصًا بِلَا بخل
…
أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا هُوَ
آخره والحمد لله وحده، وصلى الله عَلَى سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
…
(**) حقق: "نسخة".
نور الاقتباس في مشكاة وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر يا كريم
الحمد لله رب العالمين حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله، وصلى الله عَلَى محمد النبي الأمي وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
خرج الإمام أحمد (1) من حديث حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [رضي الله عنه](2).
قَالَ: "كُنْتُ رَدِيفَ (النَّبِيِّ) (*) صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا غُلامُ -أَوْ يَا غُلَيِّمُ- أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهِنَّ؟ فَقُلْتُ: بَلَى، فَقَالَ: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ [عَلَيْكَ] (**) لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَاعْلَمْ أنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا".
هكذا ساقه من طريق حنش مع إسنادين آخرين منقطعين، وفي السياق أنَّه لا يحفظ حديث بعضهم من بعض.
(1)(1/ 293).
(2)
ما بين المعقوفتين من المطبوعة.
(*) رسول الله "نسخة".
(**) ما بين المعقوفتين من المطبوعة بتحقيق النجار، وفي المسند:"لم يكتبه الله عليك".
وخرّجه أيضاً (1) من طريق حنش وحده مختصراً، ولفظه:
"يَا غُلامُ، إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، فَقَدْ رُفِعَتِ الأَقْلامُ وَجُفَّتِ الكُتُبِ، فَلَوْ جَاءَتِ الأُمَّةُ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ لَكَ لَمَا اسْتَطَاعَتْ، وَلَوْ أَرَادَتْ أنْ تَضُرَّكَ بِشَيءٍ لَمْ يَكْتُبُهُ اللهُ لَكَ لَمَا اسْتَطَاعَتْ عَلَيهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا".
هكذا ساقه من طريق [حنش](2)، وخرّجه الترمذي (3) بنحو هذا السياق المختصر ولفظه:
وقال: حديث حسن صحيح.
وقال الحافظ أبو عبد الله بن منده: لهذا الحديث طرق عن ابن عباس وهذا أصحها. قال: وهذا إسناد مشهور ورواته ثقات.
قلت: قد رُوي هذا الحديث عن ابن عباس من رواية جماعة؛ عنه فمنهم: علي ابنه، وعطاء، وعكرمة. ومن رواية عمر (4) مولى غفرة، وعبد الملك بن
(1)(1/ 307).
(2)
ما بين المعقوفتين سقط من الناسخ والسياق يقتضيه، وانظر بداية العزو.
(3)
برقم (2516).
(4)
أخرجها العقيلي (3/ 178)، والطبراني (11/ 11560) ونقل العقيلي قول ابن يونس قلت لعمر مولى غفرة: سمعت من ابن عباس؟ قال: أدركت زمانه.
قال العقيلي: وهذا المتن يروى عن ابن عباس وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد لينة.
عمير (1)، وابن أبي مليكة عن ابن عباس (2). وقيل أنهما لم يسمعا منه، وفي أسانيدها جميعها مقال، وفي ألفاظها بعض الزيادة والنقص.
ورُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه وصى بذلك ابن عباس من حديث علي بن أبي طالب، وأبي سعيد الخدري (3)، وسهل بن سعد، وغيرهم من الصحابة، وفي أسانيدها أيضًا مقال.
وذكر العقيلي (4) أن أسانيد الحديث كلها لينة، وبعضها أصلح من بعض.
قلت: وأجود أسانيده من رواية حنش عن ابن عباس التي ذكرناها، وهو إسناد حسن لا بأس به.
وقد استوفينا ذكر طرق الحديث مع الكلام عليها في كتاب "شرح الترمذي".
ومقصودنا ها هنا الكلام عَلَى معنى الحديث وشرح ألفاظه، فإنَّه تضمن وصايا عظيمة وقواعد كلية من أهم أمور الدين وأجلها، حتى قال الإمام أبو الفرج [ابن الجوزي] (*) في كتابه "صيد الخاطر": تدبرت هذا الحديث فأدهشني وكدت أطيش. ثم قال: واأسفًا من الجهل بهذا الحديث، وقلة الفهم لمعناه.
…
(1) أخرجه الحاكم (3/ 541).
(2)
أخرجه العقيلي (3/ 397 - 398) وقال: الأسانيد في هذا لينة.
(3)
أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 227) في ترجمة يحيى بن ميمون بن عطاء أبي أيوب التمار، والخطيب في تاريخ بغداد (14/ 124) ونقل ابن عدي عن عمرو بن علي الفلاس أنَّه قال عن يحيى بن ميمون: كنت عنده وكان كذابًا يحدث عن علي بن زيد بأحاديث موضوعة
…
ومنها حديث أبي نضرة عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن عباس: ..... الحديث.
(*) ما بين المعقوفتين من المطبوعة.
(4)
في "الضعفاء الكبير"(3/ 54).