الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
ومن بركاتها الدينية أنها أرض الجهاد، فأهلها في جهاد ورباط، ونفقتهم عَلَى أنفسهم كالنفقة في سبيل الله، تضاعف سبعمائة ضعف.
وقد كتب أبو الدرداء إِلَى سلمان: هلم إِلَى الأرض المقدسة، أرض الجهاد، ولذلك كان السَّلف يختارون الإقامة بها للجهاد، كما فعل (*) ذلك رؤساء مسلمة الفتح من قريش.
وقال أرطاة بن المنذر (1): قال عمر: أعظم الناس أجرًا: رويجل بالشام أخذ بلجام فرسه يكلأ من وراءه بيضة المسلمين لا يدري أسبع يفترسه أم هامة تلدغه أو عدو يغشاه.
وكان ابن (
…
) (2) وغيره من العُلَمَاء يَقُولُونَ: من أراد علم السير فعليه بأهل الشام؛ فإنهم لكثرة جهادهم أعلم الناس بأحكام الجهاد.
وعن الشافعي قال: من أراد علم الملاحم فعليه بأهل الشام.
وقد صنف أبو إسحاق الفزاري كتابًا كبيرًا في السير فيه علم كبير مما يتعلق بالجهاد لا يكاد يوجد في غيره مجموعًا.
وقد ورد حديث مرفوع غريب من رواية أبي مطيع معاوية بن يحيى حدثنا أرطاة بن المنذر عمن حديثه عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله: "أهل الشام وأزواجهم وذرياتهم وعبيدهم إِلَى منتهى الجزيرة مرابطون؛ فمن نزل مدينة من المدائن فهو في رباط أو في ثغر من الثغور فهو في جهاد".
خرجه الطبراني وغيره (3).
(*) ليست بالأصل وبها يستقيم المعنى.
(1)
في "الأصل": "المنذري" والتصويب من تاريخ دمشق (1/ 270).
(2)
بياض بالأصل ولعلها عيينة وقد رُوي عنه هذا الكلام في تاريخ دمشق (1/ 316).
(3)
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 269) من طريق الطبراني، وذكره=
ورواه ابن جوصا حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا ابن حمير عن سعيد البجلي عن شهر بن حوشب عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ستفتح عَلَى أمتي من بعدي الشام وشكًا (*)، فَإِذَا فتحها فاتحها فأهل الشام مرابطون إِلَى منتهى الجزيرة ورجالهم ونساؤهم وصبيانهم وعبيدهم، فمن احتل ساحل من تلك السواحل فهو في جهاد، ومن احتل بيت المقدس وما حولها فهو في رباط".
غريب جدًّا، وسعيد هذا غير معروف.
وروى أبو زرعة [يحيى](1) بن [أبي](1) عمرو السيباني (2) عن عبد الله بن باشرة (3) أنَّه أخبره عن سعيد بن سفيان القاري (4) قال: توفي أخي وأوصى بمائة دينار في سبيل الله، فلم يكن عامئذ غازية [فما تأمرني](5) فقدمت المدينة في حج أو عمرة، فدخلت عَلَى عثمان بن عفان، وعنده رجل قاعد، فقلت: يا أمير المؤمنين توفي أخي وأوصى بمائة دينار في سبيل الله -تعالى- فلم تجئنا غازية، فَقَالَ عثمان: إن الله أمرنا بالإسلام فأسلمنا كلنا فنحن المسلمون، وأمرنا بالهجرة فهاجرنا، فنحن المهاجرون أهل المدينة، ثم أمرنا بالجهاد فجاهدنا، فأنتم المجاهدون أهل الشام أنفقها عَلَى نفسك وعلى أهلك وعلى ذوي الحاجة ممن حولك، فإنك لو خرجت بدرهم، ثم اشتريت به لحمًا فأكلت أنت وأهلك كتب لك بسبعمائة درهم. فخرجت من عنده فسألت عن الرجل الَّذِي كان عنده فإذا هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
=الهيثمي في المجمع (10/ 60) وقال: رواه الطبراني من رواية أرطاة بن المنذر عمن حدثه عن أبي الدرداء ولم يسمه، وبقية رجاله ثقات.
(*) قال في ترتيب القاموس مادة: "وشك" ووَشْكُ الفراق وَشكانه ويُضَمَّان سرعته.
(1)
من تاريخ دمشق (1/ 234).
(2)
في الأصل "الشَّيباني" والتصويب من توضيح المشتبه لابن ناصر الدين (5/ 244 - 245).
(3)
كذا بالأصل وفي تاريخ دمشق (1/ 234) ناشرة، ونبه ابن عساكر عَلَى أن الصواب:"ناشر".
(4)
في تاريخ دمشق "الغازي" وما في الأصل هو الصواب. انظر الأنساب لابن السمعاني (4/ 426).
(5)
من تاريخ دمشق (1/ 235).