الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الخامس فيما ورد في أن دمشق من مدن الجنة
روى الوليد بن محمد الموقري عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أربع مدائن في الدُّنْيَا من الجنة: مكة والمدينة، وبيت المقدس، ودمشق، وأربع مدائن من النار: رومية، وقسطنطينية، وأنطاكية المحترقة، وصنعاء".
وفي رواية: "القسطنطينية، والطوانة، وأنطاكية المحترقة وصنعاء"(1).
وقال: "إن المياه [المقدسة] (2) والرياح اللواقح من تحت صخرة بيت المقدس".
قال ابن عدي (3): هذا حديث منكر، لا يرويه عن الزهري غير الموقري. كذا قال.
وقد رُوي بإسناد غريب عن محمد بن مسلم الطائفي عن الزهري نحوه، وليس بمحفوظ، وفيه ذكر مدائن النار: القسطنطينية وطبرية وأنطاكية المحترقة وصنعاء.
وصنعاء هذه قيل أنها غير صنعاء اليمن وأنها بأرض الروم، وأنطاكية
(1) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 73) ومن طريقه السمعاني في "فضائل الشام"(19)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/ 209 - 210). قال العلامة الألباني في "تخريج أحاديث فضائل الشام" للربعي: حديث موضوع، في إسناده الوليد بن محمد الموقري، قال ابن حبان وغيره: روى عن الزهري أشياه موضوعة لم يروها الزهري قط.
(2)
كذا بالأصل وفي الكامل (7/ 73) وتاريخ دمشق (1/ 210): العذبة.
(3)
في "الكامل"(7/ 73).
المحترقة: بأرض الروم، أحرقها العباس بن الوليد بن عبد الملك.
والمعروف أن هذا الحديث موقوف عَلَى كعب.
وروى بقية بن الوليد عن يزيد بن عبد الله الخولاني عن كعب قال: خمس مدائن من مدائن الجنة: بيت المقدس، وحمص، ودمشق، وبيت جبرين وظفار اليمن.
وخمس مدائن من النار: القسطنطينية، والطوانة، وأنطاكية، وتدمر، وصنعاء - صنعاء اليمن.
وكذا رواه محمد بن عبد الله الشعيشي عن يزيد الخولاني إلا أنَّه ذكر في مدائن النار "عمورية" بدل "الطوانة".
وروى سفيان الثوري عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن عمرو، قال: الجنة مطوية في قرون الشمس بدمشق في كل عام.
وقد رُوي عن كعب أن أهل كل مدينة من مدائن الشام لهم في الجنة خصوصية يختصرن بها.
وروى عروة بن رويم عن كعب أنَّه لقي رجلاً، فَقَالَ له: من أين أنت؟ قال: من أهل الشام. فَقَالَ له كعب: فلعلك من الجند الذين يشفع شهيدهم في سبعين؟
قال: ومن هم؟ قال: أهل حمص. قال: لا.
قال: فلعلك من الجند الذين يعرفون في الجنة بثياب خضر؟ قال: ومن هم؟ قال: أهل دمشق. قال: لا.
قال: فلعلك من الجند الذين في ظل العرش؟ قال: ومن هم؟ قال: أهل الأردن. قال: لا.
قال: فلعلك من الجند الذين ينظر الله عز وجل إليهم في كل يوم مرتين؟ قال: ومن هم؟ قال: أهل فلسطين. قال: نعم.
وفي رواية في هذا الخبر عن كعب أنَّه قال في أهل حمص: يدخل الجنة منهم سبعون ألفًا بغير حساب ولا عذاب.
وهذا قد رُوي مرفوعًا. خرجه الإمام أحمد (1) بإسناد ضعيف، عن عمر ابن الخطاب، "سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حمص: ليبعثن الله منها يوم القيامة سبعين ألفًا لا حساب عليهم ولا عذاب".
وخرج أيضاً (2) بإسناد ضعيف عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عسقلان أحد العروسين، يبعث الله منها يوم القيامة سبعون ألفًا لا حساب عليهم".
وروينا في "فضائل الشام"(3) للربعي عن كعب قال في مقبرة باب الفراديس: يبعث منها سبعون ألف شهيد يشفعون كل إنسان في سبعين.
وفي مسند الإمام أحمد (4) من رواية ابن لهيعة حدثنا [الحارث بن يزيد](5) عن أبي مصعب قال: قدم رجل من أهل المدينة شيخ، فسألوه، فأخبرهم أنَّه يريد المغرب، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سيخرج ناس إِلَى المغرب يأتون يوم القيامة، وجوههم عَلَى ضوء الشمس".
وقد سبق أن المغرب يراد به في كلام النبي صلى الله عليه وسلم: الشام وما وراءها إِلَى مغرب الشمس.
(1)(1/ 19).
(2)
(3/ 225). وقال الهيثمي في المجمع (10/ 61): وفيه أبو عقال هلال بن يزيد ابن يسار، وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات، وفي إسماعيل بن عياش خلاف. وقال ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 54): وأما حديث أنس فجميع طرقه تدور عَلَى أبي عقال، واسمه هلال بن يزيد بن يسار قال ابن حبان: يروي عن أنس أشياء موضوعة ما حدث بها قط، لا يجوز الاحتجاج به بحال.
(3)
برقم (87).
(4)
(3/ 424).
(5)
في الأصل: أبو الحارث عن يزيد. والتصويب من المسند (3/ 424)، وأطراف المسند لابن حجر (8/ 355).