الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهم النصوص المطلقة في ضوء النصوص المقيدة
وقالت طائفة: تلك النصوص المطلقة قد جاءت مقيَّدة في أحاديث أُخر، ففي بعضها:"من قال: لا إله إلا الله مخلصًا"(1) وفي بعضها: (مُستيقنًا)(*)" (2)، وفي بعضها: "يصدق قلبه لسانه" (3) وفي بعضها: "يقولها حقًّا من قبله" (4) وفي بعضها: "قد ذل بها لسانه، واطمأن بها قلبه" (5).
وهذا كله إشارة إِلَى عمل القلب، وتحققه بمعنى الشهادتين، فتحققه بقول: لا إله إلا الله أن لا يأله القلب غير الله حبًّا ورجاءً، وخوفًا، وتوكلا واستعانة، وخضوعًا وإنابة وطلبًا، وتحققه بأن محمدًا رسول الله، ألا يعبد الله بغير ما شرعه الله عَلَى لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
(1) أخرجه أحمد (5/ 236).
(*)"متيقنا": "نسخة".
(2)
أخرجه مسلم (31) من حديث أبي هريرة.
(3)
أخرجه أحمد (2/ 307) قال الهيثمي في المجمع (10/ 407): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير معاوية بن معتب، وهو ثقة.
(4)
أخرجه أحمد (1/ 63).
قال الهيثمي في "المجمع"(1/ 20): قلت: لعمر حديث رواه ابن ماجه، بغير هذا السياق، ورجاله ثقات، رواه أحمد.
(5)
أخرجه البيهقي في الشعب رقم (9) من حديث أبي قتادة.
وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 26) عن سعد بن عبادة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أطاع بها قلبه، وذل بها لسانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله حرمه الله عز وجل عَلَى النار".
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن ريد بن أسلم، والأكثر عَلَى تضعيفه.
وقد جاء هذا المعنى مرفوعًا إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم صريحًا أنَّه قال: «مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ
إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا دَخَلَ الْجَنَّةَ. قِيلَ: مَا إِخْلَاصُهَا يَا رَسُولَ الله؟! قَالَ: أَنْ تَحْجِزَكَ (عَمَّا)(*) حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيكَ».
وهذا يُروى من حديث أنس بن مالك (1)، وزيد بن أرقم (2)، ولكن إسنادهما لا يصح. وجاء أيضاً من مراسيل الحسن نحوه.
وتحقيق هذا المعنى وإيضاحه أن قول العبد: لا إله إلا الله يقتضي أن لا إله غير الله، والإله الَّذِي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالا، ومحبة وخوفًا ورجاء، وتوكلاً عليه، وسؤالا منه، ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل، فمن أشرك مخلوقًا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحًا في إخلاصه في قول: لا إله إلا الله، ونقصًا في توحيده (فكان فيه عبودية لذاك المخلوق)(**) بحسب ما فيه من ذلك.
…
(*) عن كل ما: "نسخة".
(1)
أخرجه الخطيب في تاريخه (12/ 64).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 5074)، وفي الأوسط (3 - مجمع البحرين).
وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 23) وقال: رواه الطبراني في الأوسط والكبير إلا أنَّه قال في الكبير: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إخلاصه أن تحجزه عما حرم الله عليه" وفي
إسناده: محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، وهو وضاع.
(**) وكان فيه من عبودية المخلوق "نسخة".