الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محتويات الكتاب
وقد استخرت الله -تعالى- في جمع ما ورد في الكتاب والسنة، وكلام أعيان سلف الأمة، ومن سلك سبيلهم من العارفين الأئمة، في محبة الله- جل وعلا- وعلاماتها وطرقها ولوازمها ومقتضياتها، وإن كنت لا أستقصي ذلك كله؛ فإنَّه يطول جداً، وإنَّما أذكر منه أبوابًا أعدها عدًّا، وهي اثنا عشر بابًا:
(الباب الأول): في لزوم محبة الملك القدوس وتقديمها عَلَى الأموال والأولاد والنفوس.
(الباب الثاني): في بيان أن من أعظم المطالب وأهمها سؤال الله محبته عَلَى أكمل الوجوه وأتمها.
(الباب الثالث): في بيان الأسباب التي تستجلب بها محبة رب الأرباب.
(الباب الرابع): في علامات المحبة الصادقة من التزام طاعة الله والجهاد في سبيله واستحلاء الملامة في ذلك واتباع رسوله.
(الباب الخامس): في استلذاذ المحبين بكلام محبوبهم وأنه غذاء قلوبهم وغاية مطلوبهم.
(الباب السادس): في أنس المحبين بالله وأنه ليس لهم مقصود من الدُّنْيَا والآخرة سواء.
(الباب السابع): في سهر المحبين وخلواتهم بمناجاة مولاهم الملك الحق المبين.
(الباب الثامن): في شوق المحبين إِلَى لقاء رب العالمين.
(الباب التاسع): في رضا المحبين بمر الأقدار وتنعمهم ببلاء من يخلق ما يشاء ويختار.
(الباب العاشر): في ذكر خوف المحبين العارفين وفضله عَلَى خوف سائر الخائفين.
(الباب الحادي عشر): في شرف أهل الحب وأن لهم عند الله أعلى منازل القرب.
(الباب الثاني عشر): في نبذ من كلام أهل المحبة وتحقيقهم تقوى به القلوب علي سلوك طريقهم، وسميته (استنشاق نسم الأنس من نفحات رياض القدس) فإن قلوب الأحباب تشتاق باستنشاق نسيم الاقتراب، وقد خرج "الطبراني"(1) من حديث عمرو بن عبد الغفار -وهو ضعيف عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر مرفوعًا "أن الله -جل وعلا- يقول للجنة: طيبي لأهلك ليزدادوا طيبًا" فذلك البرد يجده الناس في السحر من ذلك.
ويروى بإسناد فيه ضعف، عن مجاهد، عن عطية، عن أبي سعيد قال: "إن الله عز وجل خلق جنة عدن من ياقوتة حمراء ثم قال لها: تزيني.
فتزينت، ثم قال لها: تكلمي. فقالت: طوبى لمن رضيت عنه. فأطبقها وعلقها بالعرش فلم يدخلها بعد ذلك إلا الله لا إله غيره يدخلها كل سحر، فذلك برد السحر".
وخرّجه الحاكم والبيهقي بإسناد جيد عن مجاهد من قوله مختصراً، وأنشد بعضهم:
تمر الصبا صفحًا بسكان ذي الغضا
…
ويصدع قلبي أن يهب هبوبها
قريبة عهد بالحبيب وإنما
…
هوى كل نفس حيث حل حبيبها
وقد قيل: إن القلب المحب تحت فحمة الليل جمرة، كما هب عليه نسيم السحر التهب. وأنشدوا في هذا المعني:
تذكرني مر النسيم عهودكم
…
فأزداد شوقًا كلما هبت الريح
أراني إذا ما أظلم الليل أشرفتْ
…
بقلبي من نار الغرام مصابيح
(1) في الصغير (1/ 32) وقال: لم يروه عن الأعمش إلا عمرو بن عبد الغفار، تفرد به يوسف بن موسى أبو غسان.
قال الهيثمي في المجمع (10/ 412): وفيه عمرو بن عبد الغفار، وهو متروك.
أصلي بذكراكم إذا كنت خاليًا
…
ألا إن تذكار الأحبة تسبيح
يشح فؤادي أن يخامر سره
…
سواكم وبعض الشح في المرء ممدوح
وإن لاح برق بالغوير تقطع الـ
…
ـفؤاد عَلَى واد به البان والشيح
والله المستعان وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
***