الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بكار بن شعيب أبو خزيمة العبدي الدمشقي
حدث عن أبي حازم المدني، عن أبيه، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الناس سواءٌ كأسنان المشط، وإنما يتفاضلون بالعافية، والمرء يكثر بإخوانه المسلمين، ولا خير في صحبة من لا يرى لك مثل الذي ترى له.
وقال عمر: عليك بإخوان الصدق تعيش في أكنافهم، فهم زينةٌ في الرخاء، وعدةٌ في البلاء.
بكار بن قتيبة بن عبيد الله
ابن أبي برذعة بن عبيد الله بن بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة، أبو بكرة الثقفي.
قاضي مصر أصله من البصرة، ولي القضاء بمصر سنين كثيرة.
قدم دمشق سنة تسع وستين ومائتين في صحبة أحمد بن طولون، وحدث بها، وروى عنه جماعةٌ من أهلها.
حدث عن روح بن عبادة بسنده، عن ابن عباس أن أم الفضل أرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة بلبن، فشربه وهو يخطب الناس.
وحدث عنه أيضاً بسنده، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال: سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلةٌ في الجنة.
وحدث عن الضحاك بن مخلد بسنده، عن أبي بكرة قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه الشيء يسره سجد.
قال أحمد بن سهل بن بويه الهروي: كنت ألازم غريماً لي إلى بعد العشاء الآخرة، وكنت ساكناً في جوار بكار بن قتيبة، فانصرفت إلى منزلي فإذا هو يقرأ:" يا داود إنا جعلناك خليفةً في الأرض " إلى قوله: "
فيضلك عن سبيل الله " فوقفت أتسمع عليه قليلاً، ثم انصرفت، فقمت في السحر على أن أصير إلى منزل الغريم، فإذا هو يقرأ هذه الآية يرددها ويبكي، فعلمت أنه كان يقرؤها من أول الليل.
قال سعيد بن عثمان: سمعت بكار بن قتيبة ينشد: " من الطويل "
لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها
…
لعيبي في نفسي عن الناس شاغل
ولي بكار بن قتيبة القضاء بمصر من قبل المتوكل.
قدمها يوم الجمعة لثمانٍ بقين من جمادى الآخرى سنة ستٍ وأربعين ومائتين.
وتوفي في ذي الحجة سنة سبعين ومائتين.
ولم يزل قاضياً إلى أن توفي.
وأقامت بمصر بلا قاضٍ سبع سنين إلى أن ولى خمارويه بن أحمد بن طولون محمد بن عبدة القضاء.
وكان أحمد بن طولون أراد بكاراً على لعن الموفق فامتنع من ذلك فسجنه إلى أن مات أحمد؛ فأطلق من السجن.
فمكث بعد ذلك يسيراً ثم مات؛ فغسل ليلاً وكثر الناس فلم يدفن إلى وقت صلاة العصر.
وكان مولد بكار بالبصرة سنة اثنتين ومائة، ومات وهو ابن سبع وثمانين.
وكان من الحمد في ولايته القضاء ومن القبول لأهلها إياه، ومن عفته عن أموالهم ومن سلامته في أحكامه، ومن اضطلاعه بذلك على نهاية ما يكون عليه مثله، حتى لو كانت أخلاقه ومذاهبه هذه فيمن تقدم لكان يبين بها عن كثيرٍ منهم.
وكان الأمير أحمد بن طولون من المعرفة بحقه، والميل إليه والتعظيم لقدره على نهاية، وكان يأتي إليه وهو يملي على الناس الحديث على كثرة من كان يحضر مجلسه، فيمنع حاجبه مستمليه من الانقطاع عن الاستملاء عليه؛ ثم يصعد إليه إلى المجلس الذي كان يحدث فيه، فيقعد مع الناس فيه ويستتم بكارٌ مجلسه وهو حاضر، ثم لا يقطعه بحضوره إياه؛ فلم يزل كذلك حتى أراد منه أحمد طولون خلع أبي أحمد الموفق ولعنه، فأبى ذلك عليه، فلما رأى أحمد بن طولون أنه لا يلتئم له منه ما يحاوله منه ألب عليه سفهاء أهل الأحباش ومن سواهم من العوام، وجعله لهم خصماً.
وكان يقعد له من يقيمه بين يديه مع من يخاصمه مقام الخصوم فلا يأبى ذلك ويقوم بالحجة لنفسه.
وكان أحمد قد حبس القاضي بكاراً بالمرفق في القماحين.
قال: