المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أقرع بن حابس بن عقال بن محمد - مختصر تاريخ دمشق - جـ ٥

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌أصبغ بن عمر

- ‌أصبغ بن محمد بن محمد بن لهيعة السكسكي

- ‌أغيبر مولى هشام بن عبد الملك

- ‌أفلح أبو كثير ويقال أبو عبد الرحمن

- ‌أقرع بن حابس بن عقال بن محمد

- ‌أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجن

- ‌ألب رسلان بن رضوان بن تتش

- ‌إلياس بن تشبين بن العازر بن هارون

- ‌أماجور

- ‌أمد بن أبد الحضرمي اليماني

- ‌امرؤ القيس بن حجر

- ‌امرؤ القيس بن عابس بن المنذر

- ‌أمية بن أبي الصلت عبد الله

- ‌أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد

- ‌أمية بن عبد الله بن عمرو

- ‌أمية بن عثمان الدمشقي

- ‌أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص

- ‌أمية بن يزيد بن أبي عثمان

- ‌انتصار بن يحيى المصمودي

- ‌أنس بن السلم بن الحسن بن السلم

- ‌أنس بن سيرين وكنية سيرين

- ‌أنس بن عباس بن عامر بن حي

- ‌أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي المدني

- ‌أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم

- ‌أنس الجهني

- ‌أوسط بن عمر ويقال ابن عامر

- ‌أوس بن أوس ويقال ابن أبي أوس

- ‌أوس بن حارثة بن لأم

- ‌أويس بن عامر بن مالك بن عمرو

- ‌إياس بن زيد ويقال ابن يزيد

- ‌إياس بن معاوية بن قرة بن إياس

- ‌أيمن بن خريم بن الأخرم بن شداد

- ‌أيمن بن نابل كنيته أبو عمران

- ‌أيمن رجل من ثقيف

- ‌أيوب نبي الله صلى الله على نبينا وعليه وسلم بن زارح بن آموص بن ليفزر

- ‌أيوب بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري

- ‌أيوب بن بشير بن كعب العدوي البصري

- ‌أيوب بن تميم أبو سليمان التميمي المقرئ

- ‌أيوب بن حسان أبو حسان الجرشي

- ‌أيوب بن حمران

- ‌أيوب بن خالد أبو عثمان الجهني الحراني

- ‌أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد

- ‌أيوب بن سليمان بن داود

- ‌أيوب بن سليمان بن عبد الملك

- ‌أيوب بن أبي عائشة

- ‌أيوب بن عبد الله بن مكرز

- ‌أيوب بن عثمان الدمشقي

- ‌أيوب بن محمد بن زياد بن فروخ

- ‌أيوب بن محمد بن محمد

- ‌أيوب بن مدرك بن العلاء

- ‌أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد

- ‌أيوب بن موسى ويقال ابن محمد

- ‌أيوب بن ميسرة بن حلبس

- ‌أيوب بن نافع بن كيسان

- ‌أيوب بن هلال وهلال أبو عقال

- ‌أيوب بن يزيد بن قيس

- ‌أسماء النساء على حرف الألف

- ‌أسماء بنت عبد الله أبي بكر الصديق

- ‌أسماء بنت واثلة بن الأسقع الليثية

- ‌أسماء ويقال فكيهة بنت يزيد

- ‌أسماء امرأة كانت في عصر أم الدرداء

- ‌آمنة ويقال أمة بنت سعيد بن العاص

- ‌آمنة بنت الشريد زوج عمر بن الحمق

- ‌آمنة ويقال أمينة

- ‌آمنة أو أمية بنت أبي الشعثاء الفزارية

- ‌آمنة بنت محمد بن أحمد

- ‌أميمة بنت أبي بشر بن زيد

- ‌أميمة بنت رقيقة

- ‌أنيسة بنت معبد المغني

- ‌حرف الباء

- ‌بحيري الراهب

- ‌بختري بن عبيد بن سليمان الطابخي

- ‌بخت نصر بن بيت بن جوذرز

- ‌بخيت بن محمد بن حسان البسري

- ‌بدر بن الهيثم بن خالد بن عبد الرحمن

- ‌بدر بن عبد الله أبو النجم

- ‌بدر بن عبد الله أبو النجم الأرمني

- ‌بديح مولى عبد الله بن جعفر

- ‌بديع بن عبد الله أبو الحسن

- ‌برد بن سنان أبو العلاء القرشي

- ‌بركان بن عبد العزيز بن الحسين

- ‌بركات بن عبد الواحد بن محمد

- ‌بركات بن علي بن الحسين بن مسعود

- ‌بركة الأردني ويقال الأزدي

- ‌بريدة بن الحصيب بن عبد الله

- ‌بريد الكلبي ثم العليمي

- ‌بسر بن أرطاة

- ‌بسر بن عبيد الله الحضرمي

- ‌بشار بن أحمد بن محمد أبو الرجاء

- ‌بشرى بن عبد الله الروحي الرملي

- ‌بشر بن إبراهيم أبو سعيد القرشي

- ‌بشر بن بكر أبو عبد الله

- ‌بشر بن الحارث بن عبد الرحمن

- ‌بشر بن أبي حفص

- ‌بشر بن حميد بن أبي مريم

- ‌بشر بن حيان الخشني البلاطي

- ‌بشر بن عبد الله بن يسار

- ‌بشر بن عبيد الله بن صالح

- ‌بشر ويقال بشير بن عبد الوهاب

- ‌بشر بن أبي عمرو بن العلاء

- ‌بشر بن عون أبو عون القرشي

- ‌بشر بن العلاء بن زبر

- ‌بشر بن قيس التغلبي

- ‌بشر بن مروان بن الحكم

- ‌بشر بن وهب أبو مروان السراج

- ‌بشر وهو الحتات بن يزيد بن علقمة

- ‌بشير بن أبان بن بشير بن النعمان

- ‌بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس

- ‌بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة

- ‌بشير بن عقربه ويقال بشر

- ‌بشير بن الخصاصية

- ‌بشير بن النعمان بن بشير بن سعد

- ‌بشير بن النعمان بن علي بن محمد

- ‌بشير مولى معاوية بن أبي سفيان

- ‌بشير مولى معاوية بن بكر

- ‌بشير مولى هشام بن عبد الملك

- ‌بشير بن كعب بن أبي الحميري

- ‌بطريق بن بريد بن مسلم

- ‌بغا أبو موسى الكبير

- ‌بقية بن الوليد بن صائد

- ‌بقي بن مخلد بن يزيد

- ‌بكار بن بلال أبو أيوب العاملي

- ‌بكار بن تميم أبو عبد الرحمن

- ‌بكار بن شعيب أبو خزيمة العبدي الدمشقي

- ‌بكار بن قتيبة بن عبيد الله

- ‌بكار بن محمد

- ‌بكر بن أحمد بن حفص بن عمر

- ‌بكر بن سهل بن إسماعيل بن نافع

- ‌بكر بن شعيب بن بكر بن محمد

- ‌بكر بن عبد العزيز بن إسماعيل

- ‌بكر بن عمرو المعافري المصري

- ‌بكر بن محمد بن بكر بن خريم

- ‌بكر بن محمد بن علي بن حيد

- ‌بكر بن مصعب

- ‌بكير بن ماهان أبو هاشم الحارثي

- ‌بكير بن محمد بن بكير

- ‌بكير بن معروف أبو معاذ

- ‌بلعم ويقال بلعام بن باعوراء

- ‌بنان بن حازم أبو عبد السلام

- ‌بندار بن عبد الله الهمذاني الصوفي

- ‌بندار بن عمر بن محمد بن أحمد

- ‌بلال بن جرير بن عطية

- ‌بلال بن الحارث بن عكم

- ‌بلال بن رباح أبو عبد الكريم

- ‌بلال بن سعد بن تميم أبو عمرو

- ‌بلال بن أبي بردة عامر بن عبد الله

- ‌بلال بن أبي هريرة الدوسي

- ‌بلال بن عويمر أبي الدرداء

- ‌أسماء النساء على حرف الباء

- ‌بثينة بنت حبا بن ثعلبة بن الهوذ

- ‌بحرية بنت هانئ بن قبيضة

- ‌برق الأفق المدنية

- ‌بلقيس بنت شراحيل الهدهاد بن شرحبيل

- ‌حرف التاء المثناة فوقها

- ‌تُبع بن حسان بن ملكيكرب بن تبع

- ‌تبوك بن أحمد بن تبوك بن خالد

- ‌تبوك بن الحسن بن الوليد بن موسى

- ‌تبيع بن عامر أبو عبيدة

- ‌تليد الخصي مولى عمر بن عبد العزيز

- ‌تمام بن عبد الله بن المظفر

- ‌تمام بن عبد السلام بن محمد

- ‌تمام بن كثير أبو قدامة الجبيلي

- ‌تمام بن محمد بن عبد الله

- ‌تمام بن نجيح الأسدي

- ‌تميم بن أوس بن خارجة

- ‌تميم بن بشر الأنصاري

- ‌تميم بن محمد بن طمغاج

- ‌تميم بن نصر بن تميم بن منصور بن حية

- ‌توبة بن أبي أسد واسم أبي أسد كيسان

- ‌أسماء النساء على حرف التاء

- ‌تجيفة زوج أبي عبيدة بن الجراح

- ‌تماضر بنت الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌ثابت بن أحمد بن الحسين

- ‌ثابت بن أحمد بن أبي الفوارس

- ‌ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي

- ‌ثابت بن ثوبان

- ‌ثابت بن جعفر بن أحمد

- ‌ثابت بن الحسين بن محمد بن عيسى

- ‌ثابت بن سرج أبو سلمة الدوسي

- ‌ثابت بن سعد أبو عمرو الطائي الحمصي

- ‌ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام

- ‌ثابت بن عجلان أبو عبد الله

- ‌ثابت بن قيس بن الخطيم

- ‌ثابت بن قيس بن منفع

- ‌ثابت بن معبد أخو عطية بن معبد

- ‌ثابت بن يحيى بن إسار

- ‌ثابت بن يوسف بن الحسين

- ‌ثروان أبو علي مولى عمر بن عبد العزيز

- ‌ثريا بن أحمد بن الحسن بن ثريا

- ‌ثعلب بن جعفر بن أحمد بن الحسين

- ‌ثمامة بن حزن بن عبد الله بن سلمة

- ‌ثمامة بن عدي القرشي أمير صنعاء

- ‌ثميل بن عبد الله الأشعري

- ‌ثوابة بن أحمد بن عيسى بن ثوابة

- ‌ثواب بن إبراهيم بن أحمد

- ‌ثوبان بن جحدر ويقال ابن يجدد

- ‌ثوبان بن شهر الأشعري

- ‌ثوب ويقال ثوب بن تلدة الوالبي الأسدي

- ‌ثور بن يزيد بن زياد أبو خالد

- ‌أسماء النساء على حرف الثاء المثلثة

- ‌الثريا بنت عبد الله بن الحارث

- ‌حرف الجيم

- ‌جابر بن سمرة بن جنادة بن جندب

- ‌جابر بن عبد الله بن عمرو

- ‌جابر بن عبد الله بن عصمة المحاربي

- ‌جارية بن قدامة بن مالك بن زهير

- ‌جامع بن بكار بن بلال

- ‌جانوش بن بك أبو الحسن الفرغاني

- ‌جبرون بن عبد الجبار بن واقد

- ‌جبريل بن يحيى بن قرة

- ‌جبلة بن الأيهم بن جبلة

- ‌جبلة بن سحيم أبو سويرة

- ‌جبلة بن مطر

- ‌جبير بن الحويرث بن نقيذ

الفصل: ‌أقرع بن حابس بن عقال بن محمد

قال: بلى.

قلت: فما صنعت؟ قال: خيراً.

قلت: أشهداء أنتم؟ قال: لا إن المسلمين إذا اقتتلوا فقتل بينهم قتلى فليسوا بشهداء.

قال سعيد أحد رواته: قال هشام كلمة خفيت علي، فقلت لبعض جلسائه: ماذا قال؟ قال: قال: ولكنا ندباء.

‌أقرع بن حابس بن عقال بن محمد

ابن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، التميمي ثم المجاشعي.

له صحبة.

وكان من المؤلفة قلوبهم، وكان سيد قومه.

واسم الأقرع فراس، ولقب الأقرع لقرعٍ كان برأسه.

وقدم دومة الجندل من أطراف أعمال دمشق في خلافة أبي بكر الصديق.

حدث الأقرع بن حابس أنه نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات، فقال: يا محمد، إن حمدي زين، وإن ذمي لشين.

فقال: ذاكم الله عز وجل.

وكان في وفد تميم الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين مائة من الإبل.

وهو الذي قال فيه عباس بن مرداس يومئذٍ حين قصر به في العطية: " من المتقارب "

أتجعل نهبي ونهب العبي

د بين عيينة والأقرع

وما كان بدرٌ ولا حابسٌ

يفوقان مرداس في المجمع

وما كنت دون امرئٍ منهما

ومن تضع اليوم لا يرفع

قال جابر بن عبد الله الأنصاري: جاءت بنو تميمٍ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاعرهم وخطيبهم، فنادوا على الباب: اخرج إلينا فإن مدحنا زين، وإن ذمنا شين.

قال: فسمعهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج إليهم وهو

ص: 13

يقول: " إنما ذاكم الله الذي مدحه زين وشتمه شين. فماذا تريدون؟ " فقالوا: نحن ناسٌ من بني تميم جئناك بشاعرنا وخطيبنا لنشاعرك ونفاخرك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما بالشعر بعثت، ولا بالفخار أمرت.

ولكن هاتوا ".

فقال الزبرقان بن بدر لشابٍ من شبانهم: يا فلان قم فاذكر فضلك وفضل قومك فقال: إن الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه، وآتانا أموالاً نفعل فيها ما نشاء.

فنحن خير أهل الأرض: أكثرهم أموالاً، وأكثرهم عدداً، وأكثرهم سلاحاً؛ فمن أبى علينا فليأتنا بقولٍ هو أفضل من قولنا، وبفعلٍ أفضل من فعلنا.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس: قم يا ثابت بن قيس فأجبهم.

فقال: الحمد لله أحمده وأستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله.

دعا المهاجرين من بني عمه أحسن الناس وجوهاً، وأعظم الناس أحلاماً، فأجابوه.

الحمد لله الذي جعلنا أنصاره، ووزراء رسوله، وعزاً لدينه؛ فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فمن قاله منع منا ماله ونفسه، ومن أبى قاتلناه.

وكان رغمه علينا في الله هيناً، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات.

فقال الأقرع بن حابس لشاب من شبابهم: قم يا فلان فقل أبياتاً تذكر فيها فضلك وفضل قومك فقال: " من البسيط "

نحن الكرام فلاحيٌ يعادلنا

نحن الرؤوس وفينا يقسم الربع

ونطعم الناس عند القحط كلهم

من السديف إذا لم يؤنس القزع

إذا أبينا فلا يأبى لنا أحدٌ

إنا كذلك عند الفخر نرتفع

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليّ بحسان بن ثابت.

فأتاه الرسول فقال له: وما يريد مني رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما كنت عنده آنفاً؟ قال: جاءت بنو تميم بشاعرهم وخطيبهم فتكلم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس بن شماس فأجابه.

وتكلم شاعرهم فبعث إليك

ص: 14

رسول الله صلى الله عليه وسلم لتجيبه.

فقال حسان: قد آن لكم أن تبعثوا إلى هذا العود.

فجاء حسان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا حسان، أجبه ".

فقال: يا رسول الله مره فليسمعني ما قال.

قال: أسمعه ما قلت.

فأسمعه.

فقال حسان: " من الطويل "

نصرنا رسول الله والدين عنوةً

على رغم عاتٍ من معدٍّ وحاضر

بضربٍ كإيزاغ المخاض مشاشه

وطعنٍ كأفواه اللقاح الصوادر

وسل أحداً يوم استقلت شعابه

بضربٍ لنا مثل الليوث الحوادر

ألسنا نخوض الموت في حومة الوغى

إذا طاب ورد الموت بين العساكر

ونضرب هام الدارعين وننتمي

إلى حسبٍ في جذم غسان قاهر

فلولا حياء الله قلنا تكرماً

على الناس بالخفين هل من منافر؟

فأحياؤنا من خير من طئ الحصى

وأمواتنا من خير أهل المقابر

فقام الأقرع بن حابس فقال: يا محمد، لقد جئت لأمر ما جاء له هؤلاء، وقد قلت شيئاً فاسمعه.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هات ".

فقال:

أتيناك كيما يعرف الناس فضلنا

إذا خالفونا عند ذكر المكارم

وأّنا رؤوس الناس من كل معشرٍ

وأنّ ليس في أرض الحجاز كدارم

وأن لنا المرباع في كل غارةٍ

تكون بنجدٍ أو بأرض التهائم

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان: " قم فأجبه ".

فقال: " من الطويل "

بني دارمٍ لا تفخروا إن فخركم

يعود وبالاً عند ذكر المكارم

هبلتم علينا تفخرون وأنتم

لنا خولٌ من بين ظئرٍ وخادم؟!

ص: 15

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أخا بني دارم، لقد كنت غنياً أن يذكر منك ما كنت ظننت أن الناس قد نسوه ".

فكان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد عليهم من قول حسان إذ يقول:

هبلتم، علينا تفخرون وأنتم

لنا خولٌ من بين ظئرٍ وخادم

ثم رجع حسان فقال:

وأفضل ما نلتم من المجد والعلا

ردافتنا من بعد ذكر الأكارم

فإن كنتم جئتم لحقن دمائكم

وأموالكم أن تقسموا في المقاسم

فلا تجعلوا لله نداً وأسلموا

ولا تفخروا عند النبي بدارم

وإلا ورب البيت مالت أكفنا

على روسكم بالمرهفات الصوارم

فقام الأقرع بن حابس فقال لأصحابه: يا هؤلاء، ما أدري ما هذا؟! قد تكلم خطيبهم فكان خطيبهم أحسن قولاً وأعلى صوتاً، وتكلم شاعرهم فكان شاعرهم أحسن قولاً وأعلى صوتاً.

ثم دنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وآمن هو وأصحابه.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يضرك ما كان قبل هذا اليوم ".

ولما قدم وفد بني تميم على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر: يا رسول الله استعمل عليهم القعقاع بن زرارة فإنه سيد القوم وأفضلهم.

فقال عمر: يا رسول الله استعمل عليهم الأقرع بن حابس فإنه سيد القوم وأفضلهم.

فقال أبو بكر: والله ما أردت بهذا إلا خلافي! قال: ما أردت خلافك ولكني رأيت ذلك.

قال: فتماريا في ذلك حتى ارتفعت أصواتهما، فأنزل الله تعالى: هاتين الآيتين: " يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله " إلى قوله " لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي " الآية كلها.

قال: فكانا لا يحدثانه حديثاً إلا استفهمه مراراً.

ص: 16

وفي رواية: " كاد الخيران يهلكا: أبو بكر وعمر، رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه ركب بني تميم

" الحديث.

وعن أبي سعيد الخدري قال: بعث عليٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن ذهبة وفيها تربتها، فقسمها بين يدي أربعة: بين الأقرع بن حابس الحنظلي، ثم أحد بني مجاشع، وبين عيينة بن حصن الفزاري وبين علقمة بن علاثة العامري وبين زيد الخيل الطائي.

فقالت قريش والأنصار: أيقسم بين صناديد أهل نجد ويدعنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما أتألفهم ".

إذ أقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحية محلوق، فقال: يا محمد، اتق الله.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " من يطيع الله إذا عصيته؟ " قال: فسأله رجل من القوم قتله - قال: حسبته خالد بن الوليد - فولى الرجل.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من ضئضئ هذا قوماً يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية. لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ".

وعن ابن عباس قال: كانت المؤلفة قلوبهم خمسة عشر رجلاً منهم: أبو سفيان بن حرب، والأقرع بن حابس المجاشعي، وعيينة بن حصن الفزاري، وسهيل بن عمرو من بني عمرو بن لؤي، والحارث بن هشام المخزومي، وحويطب بن عبد العزى من بني عامر بن لؤي، وسهيل بن عمرو الجهني، وأبو السنابل بن بعكك، وحكيم بن حزام من بني أسد بن عبد العزى، ومالك بن عوف النصري، وصفوان بن أمية، وعبد الرحمن بن يربوع من بني مالك، وجد بن قيس السهمي، وعمر بن مرداس السلمي، والعلاء بن الحارث الثقفي، أعطى كل رجلٍ منهم سهماً مائةً من الإبل، وأعطى ابن يربوع وحويطب خمسين من الإبل.

في حديث طويل.

ص: 17

وهؤلاء هم المؤلفة قلوبهم.

وكان الأقرع بن حابس وعيينة شهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً والفتح والطائف.

وخرج الأقرع والزبرقان إلى أبي بكر فقالا: اجعل لنا خراج البحرين ونضمن لك أن لا يرجع من قومنا أحد، ففعل.

وكتب الكتاب.

وكان الذي يختلف بينهم طلحة بن عبيد الله وأشهدوا شهوداً منهم عمر، فلما أتي عمر بالكتاب نظر فيه فلم يشهد، ثم قال: لا ولا كرامة، ثم مزق الكتاب ومحاه، فغضب طلحة وأتى أبا بكر، فقال: أنت الأمير أم عمر؟ فقال: عمر غير أن الطاعة لي، فسكت.

وشهدا مع خالد المشاهد حتى اليمامة.

ثم مضى الأقرع ومعه شرحبيل بن حسنة إلى دومة.

وفي رواية أن عيينة بن بدر والأقرع بن حابس استقطعا أبا بكر أرضاً، فقال عمر: إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألفكما على الإسلام فأما الآن فاجهدا جهدكما.

قال عبيدة: جاء عيينة بن حصن والأقرع بن حابس إلى أبي بكر رضي الله عنه، فقالا: يا خليفة رسول الله إن عندنا أرضاً سبخة ليس فيها نخلٌ ولا منفعة، فإن رأيت أن تقطعناها لعلنا نحرثها ونزرعها ولعل الله ينفع بها بعد اليوم.

قال: فأقطعهما إياها، وكتب لهما كتاباً وأشهد، وعمر ليس في القوم، فانطلقا إلى عمر ليشهداه فوجداه فإنهما قائماً بغير اله، فقالا: إن أبا بكر قد أشهدك على ما في هذا الكتاب أفنقرأ عليك أو تقرأ؟ قال: أنا على الحال التي ترياني، فإن شئتما فاقرآ وإن شئتما فانتظرا حتى أفرغ فأقرأ، قالا: بل نقرؤه، فقرآ، فلما سمع ما في الكتاب تناوله من أيديهما ثم تفل فيه فمحاه، فتذمراه وقالا مقالة سيئة، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتألّفكما والإسلام يومئذ ذليل، وإن الله عز وجل قد أعز الإسلام، فاذهبا فاجهدا جهدكما لا أرعى الله عليكما إن أرعيتما.

قال: فأقبلا إلى أبي بكر

ص: 18