الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكانوا ستة، خمسة أخوة، وأختهم حفصة وكان أكبرهم معبد بن سيرين، ويحيى بن سيرين، ومحمد بن سيرين، وخالد بن سيرين، وأنس بن سيرين - وكان أصغرهم - وحفصة بنت سيرين.
قال حماد بن زيد: قلنا لأنس بن سيرين: حدثنا بحديث عسى الله أن ينفعنا به.
قال: اتقوا الله واتقوا أحاديث أحدثت لا نعرفها.
وعن أنس بن سيرين قال: ولي أنس بن مالك أعمالاً من أعمال البصيرة، فاستعملني على الأبلة، قال: فقلت: تستعملني على المكس من بين عملك؟ قال: وما عليك أن تأخذ بكتاب عمر قال: قلت: وما كتاب عمر؟ قال: كتب أن آخذ من المسلمين من كل أربعين درهماً درهماً ومن أهل الذمة من كل عشرين درهماً درهماً، وممن لا ذمة له من كل عشرة.
يعني درهما، فقلت: ومن لا ذمة له؟ قال: الروم كانوا يجيئون بتجارات لهم إلى المدينة فيؤخذ منهم العشر.
حدث حماد بن زيد قال: أتينا أنس بن سيرين فلما رآنا قال: قد جاء اللغاطون قد جاء اللغاطون.
يعني أصحاب الحديث.
ومات أنس بن سيرين سنة ثمان عشرة وقيل سنة عشرين.
أنس بن عباس بن عامر بن حي
ابن رعل بن مالك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور السلمي، أدرك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووفد عليه وكان في الجيش الذي أمد بهم عمر بن الخطاب أهل القادسية ممن شهد اليرموك.
وفيما ذكر العلماء من وفود العرب على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني سليم يقال له قيس بن نشبة، فسمع كلامه وسأله عن أشياء فأجابه، ووعى ذلك كله، ودعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فأسلم، ورجع إلى قومه بني سليم، فقال: قد سمعت ترجمة الروم، وهيمنة فارس، وأشعار العرب، وكهانة الكاهن، وكلام مقاول حمير، فما يشبه كلام محمدٍ شيئاً من كلامهم، فأطيعوني وخذوا بنصيبكم منه.
فلما كان عام الفتح خرجت بنو سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقوه بقديد وهم سبع مائة رجل، ويقال كانوا ألفاً، وفيهم العباس بن مرداس، وأنس بن عباس بن رعل، وراشد بن عبد ربه، فأسلموا وقالوا: اجعلنا في مقدمتك، واجعل لواءنا أحمر، وشعارنا مقدماً، ففعل ذلك بهم، فشهدوا معه الفتح والطائف وحنيناً.
وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم راشد بن عبد ربه رهاطاً وفيها عين يقال لها عين الرسول، وكان راشد يسدن صنماً لبني سليم، فرأى يوماً ثعلبين يبولان عليه فقال:
ربٌّ يبول الثعلبان برأسه
…
لقد ذل من بالت عليه الثعالب
ثم شد عليه فكسره، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:" ما اسمك؟ " قال: غاوي بن عبد العزى، قال: أنت راشد بن عبد ربه.
فأسلم وحسن إسلامه وشهد الفتح مع النبي صلى الله عليه وسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" خير قرى عربية خيبر، وخير بني سليم راشدٌ ".
وعقد له على قومه.
قال عبد الله محمد بن المكرم معلق هذا المختصر: هكذا رأيت هذا البيت بتثنية الثعلب، والبيت نعرفه أن ذكر الثعلب يقال له ثعلبان، وعلى ذلك أورد علماء اللغة هذا البيت، وفي أول البيت همزة استفهام:
أربٌّ يبول الثعلبان برأسه
…
لقد ذل من بالت عليه الثعالب