الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان: قدمت الصائفة غازياً، فدخلت على عمر بن عبد العزيز، فرحب بي وقال: أين يا أبا عثمان؟ قلت: غازياً إن شاء الله، قال: صنعت الذي يشبهك وما كان عليه أولوك وخيار سلفك، إن ها هنا شيئاً قد أمرنا به لمثل من كان في وجهتك، قال: فقبلت ذلك وكان خمسين ديناراً، فلما رجعت مررت عليه، فقال لي مثل مقالته الأولى، فقلت: يا أمير المؤمنين ما يقع مني هذا موقعاً.
قال: ما يزيد على هذا أحد، ولو وجدت سبيلاً إلى أن أعطيك غيره من بيت مال المسلمين لفعلت، فقلت: إن لي ولداً، قال: هذا حق نكتب لك إلى عاملك من كان منهم يطيق معاملة المسلمين في مغازيهم فرض له في عيال المسلمين.
قلت: فإن علي ديناً فاقضه عني، قال: هذا حق نكتب لك إلى عاملك، فيبيع مالك فيقضي دينك، وما فضل عليك قضاه من بيت مال المسلمين، فقلت له: والله ما جئتك لتفلسني وتبيع مالي.
قال: والله ما هو غيره.
قال أمية بن عبد الله: كنا عند عمر بن عبد العزيز فقال رجل لرجل: تحت إبطك، فقال عمر: ما على أحدكم أن يتكلم بأجمل ما يقدر عليه، قالوا: وما ذاك؟ قال: لو قال تحت يدك كان أجمل.
وكان أمية غزا طيئاً يوم المنتهب فهزمته وفي سنة ثلاثين ومائة يوم القديد قتل أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان.
أمية بن عثمان الدمشقي
حكى عنه محمد بن عكاشة الكرماني أصول السنة على ما قيل.
قدم محمد بن عكاشة الكرماني البصرة سنة خمس وعشرين ومائتين، فقال: هذا ما اجتمع أهل السنة والجماعة ممن رأيت وسمعت من أهل العلم منهم: سفيان بن عينية، فذكر
جماعة، ثم قال: وأمية بن عثمان الدمشقي وأحمد بن خالد الدمشقي، فذكر ما عليه أهل السنة من السنن.
قال محمد بن عكاشة وقد كان روى لنا عن الزهري قال: من اغتسل ليلة الجمعة وصلى ركعتين يقرأ فيهما " قل هو الله أحد " ألف مرة، رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه.
قال محمد بن عكاشة فدمت عليه نحواً من سنتين أغتسل كل ليلة جمعة وأصلي ركعتين أقرأ فيهما " قل هو الله أحد " ألف مرة طمعاً أن أرى النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عليه هذه الأصول قال: فأتت علي ليلة باردة، فاغتسلت طمعاً أن أرى النبي صلى الله عليه وسلم، فصليت ركعتين قرأت فيهما " قل هو الله أحد " ألف مرة، فلما أخذت مضجعي أصابني حلم، فقمت الثانية فاغتسلت، ثم صليت ركعتين قرأت فيهما " قل هو الله أحد " ألف مرة فلما فرغت منهما كان قريباً من السحر فاستندت إلى الحائط ووجهي إلى القبلة، فجاءني النوم، فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم على النعت والصفة وعليه بردان من هذه البرود الثمانية، قد تأزر بإزار وارتدى بآخر فجثا مستوفزاً على رجله اليسرى وأقام اليمنى.
قال محمد بن عكاشة فأردت أن أقول حياك الله يا رسول الله، فبدأني فقال: حياك الله.
قال: وكنت أحب أن أرى رباعيته المكسورة فتبسم فرأيت رباعيته المكسورة فقلت: يا رسول الله الفقهاء قد خلطوا علي في الاختلاف وعندي أصيلات من السنة أعرضها قال: نعم.
قلت: الرضى بقضاء الله، والتسليم لأمر الله، والصبر على حكمه، والأخذ بما أمر الله، والنهي عما نهى الله، وإخلاص العمل، والإيمان بالقدر خيره وشره، وترك المراء والجدال والخصومات في الدين، والمسح على الخفين، والجهاد مع كل خليفة، والصلاة يوم الجمعة مع كل بر وفاجر والصلاة على من مات من أهل القبلة سنة، والإيمان قول وعمل، والإيمان يزيد وينقص، والقرآن كلام الله، والصبر تحت لواء السلطان على ما كان منهم من عدل أو جور، ولا نخرج على الأمراء بالسيف وإن جاروا، ولا ننزل أحداً من أهل القبلة جنة ولا ناراً، ولا نكفر أحداً من أهل التوحيد وإن عملوا بالتوحيد والكف عن مساوئ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان قال محمد بن عكاشة: فوقفت على علي وعثمان كأني هبت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أفضل عثمان على علي، فقلت في نفسي: علي ابن عمه وختنه، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه قد علم، فقال:" عثمان ثم علي " ثم قال: " هذه السنة فتمسك بها ".
وضم أصابعه وعقد على ثلاثةٍ وتسعين، وحول الإبهام