المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌جابر بن عبد الله بن عمرو - مختصر تاريخ دمشق - جـ ٥

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌أصبغ بن عمر

- ‌أصبغ بن محمد بن محمد بن لهيعة السكسكي

- ‌أغيبر مولى هشام بن عبد الملك

- ‌أفلح أبو كثير ويقال أبو عبد الرحمن

- ‌أقرع بن حابس بن عقال بن محمد

- ‌أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجن

- ‌ألب رسلان بن رضوان بن تتش

- ‌إلياس بن تشبين بن العازر بن هارون

- ‌أماجور

- ‌أمد بن أبد الحضرمي اليماني

- ‌امرؤ القيس بن حجر

- ‌امرؤ القيس بن عابس بن المنذر

- ‌أمية بن أبي الصلت عبد الله

- ‌أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد

- ‌أمية بن عبد الله بن عمرو

- ‌أمية بن عثمان الدمشقي

- ‌أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص

- ‌أمية بن يزيد بن أبي عثمان

- ‌انتصار بن يحيى المصمودي

- ‌أنس بن السلم بن الحسن بن السلم

- ‌أنس بن سيرين وكنية سيرين

- ‌أنس بن عباس بن عامر بن حي

- ‌أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي المدني

- ‌أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم

- ‌أنس الجهني

- ‌أوسط بن عمر ويقال ابن عامر

- ‌أوس بن أوس ويقال ابن أبي أوس

- ‌أوس بن حارثة بن لأم

- ‌أويس بن عامر بن مالك بن عمرو

- ‌إياس بن زيد ويقال ابن يزيد

- ‌إياس بن معاوية بن قرة بن إياس

- ‌أيمن بن خريم بن الأخرم بن شداد

- ‌أيمن بن نابل كنيته أبو عمران

- ‌أيمن رجل من ثقيف

- ‌أيوب نبي الله صلى الله على نبينا وعليه وسلم بن زارح بن آموص بن ليفزر

- ‌أيوب بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري

- ‌أيوب بن بشير بن كعب العدوي البصري

- ‌أيوب بن تميم أبو سليمان التميمي المقرئ

- ‌أيوب بن حسان أبو حسان الجرشي

- ‌أيوب بن حمران

- ‌أيوب بن خالد أبو عثمان الجهني الحراني

- ‌أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد

- ‌أيوب بن سليمان بن داود

- ‌أيوب بن سليمان بن عبد الملك

- ‌أيوب بن أبي عائشة

- ‌أيوب بن عبد الله بن مكرز

- ‌أيوب بن عثمان الدمشقي

- ‌أيوب بن محمد بن زياد بن فروخ

- ‌أيوب بن محمد بن محمد

- ‌أيوب بن مدرك بن العلاء

- ‌أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد

- ‌أيوب بن موسى ويقال ابن محمد

- ‌أيوب بن ميسرة بن حلبس

- ‌أيوب بن نافع بن كيسان

- ‌أيوب بن هلال وهلال أبو عقال

- ‌أيوب بن يزيد بن قيس

- ‌أسماء النساء على حرف الألف

- ‌أسماء بنت عبد الله أبي بكر الصديق

- ‌أسماء بنت واثلة بن الأسقع الليثية

- ‌أسماء ويقال فكيهة بنت يزيد

- ‌أسماء امرأة كانت في عصر أم الدرداء

- ‌آمنة ويقال أمة بنت سعيد بن العاص

- ‌آمنة بنت الشريد زوج عمر بن الحمق

- ‌آمنة ويقال أمينة

- ‌آمنة أو أمية بنت أبي الشعثاء الفزارية

- ‌آمنة بنت محمد بن أحمد

- ‌أميمة بنت أبي بشر بن زيد

- ‌أميمة بنت رقيقة

- ‌أنيسة بنت معبد المغني

- ‌حرف الباء

- ‌بحيري الراهب

- ‌بختري بن عبيد بن سليمان الطابخي

- ‌بخت نصر بن بيت بن جوذرز

- ‌بخيت بن محمد بن حسان البسري

- ‌بدر بن الهيثم بن خالد بن عبد الرحمن

- ‌بدر بن عبد الله أبو النجم

- ‌بدر بن عبد الله أبو النجم الأرمني

- ‌بديح مولى عبد الله بن جعفر

- ‌بديع بن عبد الله أبو الحسن

- ‌برد بن سنان أبو العلاء القرشي

- ‌بركان بن عبد العزيز بن الحسين

- ‌بركات بن عبد الواحد بن محمد

- ‌بركات بن علي بن الحسين بن مسعود

- ‌بركة الأردني ويقال الأزدي

- ‌بريدة بن الحصيب بن عبد الله

- ‌بريد الكلبي ثم العليمي

- ‌بسر بن أرطاة

- ‌بسر بن عبيد الله الحضرمي

- ‌بشار بن أحمد بن محمد أبو الرجاء

- ‌بشرى بن عبد الله الروحي الرملي

- ‌بشر بن إبراهيم أبو سعيد القرشي

- ‌بشر بن بكر أبو عبد الله

- ‌بشر بن الحارث بن عبد الرحمن

- ‌بشر بن أبي حفص

- ‌بشر بن حميد بن أبي مريم

- ‌بشر بن حيان الخشني البلاطي

- ‌بشر بن عبد الله بن يسار

- ‌بشر بن عبيد الله بن صالح

- ‌بشر ويقال بشير بن عبد الوهاب

- ‌بشر بن أبي عمرو بن العلاء

- ‌بشر بن عون أبو عون القرشي

- ‌بشر بن العلاء بن زبر

- ‌بشر بن قيس التغلبي

- ‌بشر بن مروان بن الحكم

- ‌بشر بن وهب أبو مروان السراج

- ‌بشر وهو الحتات بن يزيد بن علقمة

- ‌بشير بن أبان بن بشير بن النعمان

- ‌بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس

- ‌بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة

- ‌بشير بن عقربه ويقال بشر

- ‌بشير بن الخصاصية

- ‌بشير بن النعمان بن بشير بن سعد

- ‌بشير بن النعمان بن علي بن محمد

- ‌بشير مولى معاوية بن أبي سفيان

- ‌بشير مولى معاوية بن بكر

- ‌بشير مولى هشام بن عبد الملك

- ‌بشير بن كعب بن أبي الحميري

- ‌بطريق بن بريد بن مسلم

- ‌بغا أبو موسى الكبير

- ‌بقية بن الوليد بن صائد

- ‌بقي بن مخلد بن يزيد

- ‌بكار بن بلال أبو أيوب العاملي

- ‌بكار بن تميم أبو عبد الرحمن

- ‌بكار بن شعيب أبو خزيمة العبدي الدمشقي

- ‌بكار بن قتيبة بن عبيد الله

- ‌بكار بن محمد

- ‌بكر بن أحمد بن حفص بن عمر

- ‌بكر بن سهل بن إسماعيل بن نافع

- ‌بكر بن شعيب بن بكر بن محمد

- ‌بكر بن عبد العزيز بن إسماعيل

- ‌بكر بن عمرو المعافري المصري

- ‌بكر بن محمد بن بكر بن خريم

- ‌بكر بن محمد بن علي بن حيد

- ‌بكر بن مصعب

- ‌بكير بن ماهان أبو هاشم الحارثي

- ‌بكير بن محمد بن بكير

- ‌بكير بن معروف أبو معاذ

- ‌بلعم ويقال بلعام بن باعوراء

- ‌بنان بن حازم أبو عبد السلام

- ‌بندار بن عبد الله الهمذاني الصوفي

- ‌بندار بن عمر بن محمد بن أحمد

- ‌بلال بن جرير بن عطية

- ‌بلال بن الحارث بن عكم

- ‌بلال بن رباح أبو عبد الكريم

- ‌بلال بن سعد بن تميم أبو عمرو

- ‌بلال بن أبي بردة عامر بن عبد الله

- ‌بلال بن أبي هريرة الدوسي

- ‌بلال بن عويمر أبي الدرداء

- ‌أسماء النساء على حرف الباء

- ‌بثينة بنت حبا بن ثعلبة بن الهوذ

- ‌بحرية بنت هانئ بن قبيضة

- ‌برق الأفق المدنية

- ‌بلقيس بنت شراحيل الهدهاد بن شرحبيل

- ‌حرف التاء المثناة فوقها

- ‌تُبع بن حسان بن ملكيكرب بن تبع

- ‌تبوك بن أحمد بن تبوك بن خالد

- ‌تبوك بن الحسن بن الوليد بن موسى

- ‌تبيع بن عامر أبو عبيدة

- ‌تليد الخصي مولى عمر بن عبد العزيز

- ‌تمام بن عبد الله بن المظفر

- ‌تمام بن عبد السلام بن محمد

- ‌تمام بن كثير أبو قدامة الجبيلي

- ‌تمام بن محمد بن عبد الله

- ‌تمام بن نجيح الأسدي

- ‌تميم بن أوس بن خارجة

- ‌تميم بن بشر الأنصاري

- ‌تميم بن محمد بن طمغاج

- ‌تميم بن نصر بن تميم بن منصور بن حية

- ‌توبة بن أبي أسد واسم أبي أسد كيسان

- ‌أسماء النساء على حرف التاء

- ‌تجيفة زوج أبي عبيدة بن الجراح

- ‌تماضر بنت الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌ثابت بن أحمد بن الحسين

- ‌ثابت بن أحمد بن أبي الفوارس

- ‌ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي

- ‌ثابت بن ثوبان

- ‌ثابت بن جعفر بن أحمد

- ‌ثابت بن الحسين بن محمد بن عيسى

- ‌ثابت بن سرج أبو سلمة الدوسي

- ‌ثابت بن سعد أبو عمرو الطائي الحمصي

- ‌ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام

- ‌ثابت بن عجلان أبو عبد الله

- ‌ثابت بن قيس بن الخطيم

- ‌ثابت بن قيس بن منفع

- ‌ثابت بن معبد أخو عطية بن معبد

- ‌ثابت بن يحيى بن إسار

- ‌ثابت بن يوسف بن الحسين

- ‌ثروان أبو علي مولى عمر بن عبد العزيز

- ‌ثريا بن أحمد بن الحسن بن ثريا

- ‌ثعلب بن جعفر بن أحمد بن الحسين

- ‌ثمامة بن حزن بن عبد الله بن سلمة

- ‌ثمامة بن عدي القرشي أمير صنعاء

- ‌ثميل بن عبد الله الأشعري

- ‌ثوابة بن أحمد بن عيسى بن ثوابة

- ‌ثواب بن إبراهيم بن أحمد

- ‌ثوبان بن جحدر ويقال ابن يجدد

- ‌ثوبان بن شهر الأشعري

- ‌ثوب ويقال ثوب بن تلدة الوالبي الأسدي

- ‌ثور بن يزيد بن زياد أبو خالد

- ‌أسماء النساء على حرف الثاء المثلثة

- ‌الثريا بنت عبد الله بن الحارث

- ‌حرف الجيم

- ‌جابر بن سمرة بن جنادة بن جندب

- ‌جابر بن عبد الله بن عمرو

- ‌جابر بن عبد الله بن عصمة المحاربي

- ‌جارية بن قدامة بن مالك بن زهير

- ‌جامع بن بكار بن بلال

- ‌جانوش بن بك أبو الحسن الفرغاني

- ‌جبرون بن عبد الجبار بن واقد

- ‌جبريل بن يحيى بن قرة

- ‌جبلة بن الأيهم بن جبلة

- ‌جبلة بن سحيم أبو سويرة

- ‌جبلة بن مطر

- ‌جبير بن الحويرث بن نقيذ

الفصل: ‌جابر بن عبد الله بن عمرو

توفي جابر سنة ثلاثٍ وسبعين.

قال: والمحفوظ سنة ست وسبعين في ولاية بشر بن مروان.

‌جابر بن عبد الله بن عمرو

ابن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج، أبو عبد الله ويقال: أبو عبد الرحمن ويقال: أبو محمد الأنصاري الخزرجي السلمي الحرامي المدني.

صحب النبي صلى الله عليه وسلم.

حدث جابرٌ قال: ولد لرجلٍ منا غلام، فسماه القاسم فقلنا: لا نكنيك أبا القاسم، ولا تنعم عيناً.

فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال: " سم ابنك عبد الرحمن ".

وحدث جابرٌ قال: دخلت المسجد ضحىً، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد، فقال:" قم فصل ركعتين ".

وعن جابرٍ قال: كنت في الجيش الذين مع خالد بن الوليد الذين أمد بهم أبو عبيدة بن الجراح وهو محاصرٌ دمشق، فلما قدمنا عليهم، قال لخالد: تقدم فصل فأنت أحق بالإمامة، لأنك جئت تمدني، فقال خالد: ما كنت لأتقدم رجلاً سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لكل أمةٍ أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ".

جابر بن عبد الله شهد العقبة مع السبعين من الأنصار، وكان أصغرهم يومئذ.

وشهد المشاهد كلها إلا بدراً وأحداً، وأراد شهود بدر فخلفه أبوه على أخواته، وكنّ تسعاً، وخلفه أيضاً حين خرج إلى أحدٍ، وشهد ما بعد ذلك من المشاهد.

واستشهد أبوه يوم أحد.

ص: 357

وقال جابر: كنت أميح أصحابي الماء يوم بدر.

وأنكر محمد بن عمر أن يكون جابرٌ شهد بدراً.

قال جابر: غزا النبي صلى الله عليه وسلم إحدى وعشرين غزوةً بنفسه، شهدت منها تسع عشرة غزوةً.

وذهب بصر جابرٍ أخيراً.

قال جابر: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة.

قال: لم أشهد بدراً ولا أحداً، منعني أبي، قال: فلما قتل عبد الله يوم أحد لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوةٍ قط.

قال جابر بن عبد الله: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة، وأخرجني خالي وأنا لا أستطيع أن أرمي بحجر.

قال جابر: حملني خالي جد بن قيس وما أقدر أن أرمي بحجر في سبعين راكباً من الأنصار الذين وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم.

قال: فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه العباس بن عبد المطلب، فقال:" يا عم خذ لي على أخوالك ".

قالوا: يا محمد سل لربك ولنفسك ما شئت، قال:" أما الذي أسأل لربي، فتعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأما الذي أسأل لنفسي، فتمنعوني مما تمنعون منه أموالكم وأنفسكم ".

قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: " الجنة ".

سئل جابر بن عبد الله: كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: سبعاً وعشرين غزوةً، غزا بنفسه وغزوت معه منها ست عشرة غزوةً، لم أقدر أن أغزو حتى قتل أبي رحمه الله بأحد.

وكان يخلفني على أخواتي، وكنّ تسعاً، فكانت أول عزوةٍ غزوتها معه حمراء الأسد إلى آخر مغازيه.

ص: 358

قال موسى بن عقبة: وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وبهم أشد القرح بطلب العدو وليسمعوا بذلك، وقال:" لا ينطلقن معي إلا من شهد القتال ".

يعني: بأحد، فقال عبد الله بن أبي: أنا راكب معك، فقال:" لا "، فاستجابوا لله ولرسوله على الذي بهم من البلاء، فانطلقوا، فقال الله عز وجل في كتابه:" الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجرٌ عظيم ".

قال: وأقبل جابر بن عبد الله السلمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أبي رجعني وقد خرجت معك لأشهد القتال، فقال: ارجع.

وناشدني أن لا أترك نساءنا، وإنما أراد حين أوصاني بالرجوع رجاء الذي كان أصابه من القتل، فاستشهده الله فأرادني للبقاء لتركته، ولا أحب أن تتوجه وجهاً إلا كنت معك، وقد كرهت أن تطلب معك إلا من شهد القتال، فأذن لي، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم العدو حتى بلغ حمراء الأسد، ونزل القرآن في طاعة من أطاع، ونفاق من نافق، وتعزية المسلمين، وشأن مواطنهم كلها، ومخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ غدا، فقال جل ثناؤه:" وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال، والله سميعٌ عليم " ثم ما بعد الآية في قصة أمرهم.

وعن جابرٍ قال: كنا يوم الحديبية ألفاً وأربع مائة، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أنتم خير أهل الأرض. ولو كنت أبصر لأريتكم موضع الشجرة ".

قال جابر:

كنا يوم الحديبية ألفاً وأربع مائة فبايعنا وعمر آخذ بيده، تحت شجرةٍ وهي سمرة، قال: بايعنا على أن لا نفر ولم نبايعه على الموت.

وعن جابرٍ في قوله: " لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة " قال: بايعنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 359

على الموت.

وعن جابرٍ: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: " يا جابر هل تزوجت؟ " قلت: نعم يا رسول الله قال: " بكرٌ أو ثيب؟ " قلت: بل ثيب.

قال: " فهلا بكراً تضاحكها وتضاحكك ".

فقلت: يا نبي الله، إنها وإنها، وإنما أردتها لتقوم عليهن، ويأخذوا من آدابها، قال:" أصبت أرشدك الله ".

قال جابر بن عبد الله: لما انصرفنا راجعين - يعني في غزوة ذات الرقاع - فكنا بالشقرة قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا جابر ما فعل دين أبيك؟ " فقلت: عليه، انتظرت يا رسول الله أن يجذ نخله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا جذذت فأحضرني ".

قال: قلت: نعم.

قال: " من صاحب دين أبيك؟ " قلت: أبو الشحم اليهودي، له على أبي سقة من تمر.

فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فمتى تجذها؟ " قال: قلت: غداً.

قال: " يا جابر فإذا جذذتها فاعزل العجوة على حدتها، وألوان التمر على حدتها ".

قال: ففعلت، فجعلت الصيحاني على حدة، وأمهات الجرادين على حدة، والعجوة على حدة، ثم عمدت إلى جماعٍ من التمر، مثل نخبة وقرن وشقمة، وغيرها من الأنواع، وهو أقل التمر، فجعلته حبلاً واحداً، ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علية أصحابه فدخلوا الحائط، وحضر أبو الشحم.

قال: فلما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التمر مصنفاً قال: " اللهم بارك له ".

ثم انتهى إلى

ص: 360

العجوة فمسها بيده وأصناف التمر، ثم جلس وسطها، ثم قال:" ادع غريمك "، فجاء أبو الشحم، فقال:" اكتل ".

فاكتال حقه كله من حبلٍ واحد وهو العجوة، وبقية التمر كما هو، فقال:" يا جابر هل بقي على أبيك شيء؟ " قال: لا، وبقي سائر التمر، فأكلنا منه دهراً، وبعنا منه حتى أدركت الثمر من قابل، ولقد كنت أقول: لو بعت أصلها ما بلغت ما على أبي من الدين، فقضى الله ما على أبي من الدين؛ فلقد رأيتني والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لي:" ما فعل دين أبيك؟ " فقلت: قد قضاه الله.

قال: " اللهم اغفر لجابر "، فاستغفر لي في ليلة خمساً وعشرين مرة.

قال جابر: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أستعينه في دينٍ كان على أبي.

قال: فقال: " آتيكم ".

قال: فرجعت، فقلت للمرأة: لا تكلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسأليه.

قال: فأتانا، فذبحنا له داجناً كان لنا، فقال:" يا جابر كأنكم عرفتم حبنا اللحم! " قال: فلما خرج قالت له المرأة: صل علي وعلى زوجي، أو صل علينا.

قال: فقال: " اللهم صل عليهم ".

قال: قلت لها: أليس قد نهيتك؟ قالت: ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل علينا ولا يدعو لنا!.

وعن جابرٍ قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، فجعلت فمي على خاتم النبوة فجعل ينفح علي مسكاً، وقد حفظت منه تلك الليلة سبعين حديثاً ما سمعها معي أحد.

قال جابر بن عبد الله: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقال:" مرحباً بك يا جابر، جزاكم الله معشر الأنصار خيراً، آويتموني إذ طردني الناس، ونصرتموني إذ خذلني الناس، فجزاكم الله خيراً ".

قال: قلت: بل جزاك الله عنا خيراً، هدانا الله إلى الإسلام، وأنقذنا من شفا حفرة النار، فبك نرجو الدرجات العلا من الجنة.

ثم قال: " يا جابر! هؤلاء الأعنز أحد عشر عنزاً في الدار أحب إليك أم كلمات علمنيهنّ جبريل عليه السلام آنفاً تجمع لك خير الدنيا والآخرة؟ " قال: فقلت: والله يا رسول الله إني لمحتاج وهؤلاء الكلمات أحب إلي، قال: " قل اللهم أنت الخلاق العظيم، اللهم إنك سميع عليم، اللهم إنك غفور رحيم، اللهم إنك رب العرش العظيم، اللهم إنك أنت الجواد الكريم، فاغفر لي وارحمني وعافني وارزقني واسترني واجبرني

ص: 361

وارفعني واهدني ولا تضلني وأدخلني الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين ".

قال: فطفق يرددهن علي حتى حفظتهن، ثم قال لي:" تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك ".

ثم قال: " استقهن معك ".

قال: فسقتهن معي.

وعن جابر قال:

عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في بني سلمة، فوجدني لا أعقل، فدعا بماء فتوضأ ثم رش علي منه، فأفقت فقلت: كيف أصنع في مالي يا رسول الله؟ قال: فأنزلت " يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ".

وفي حديثٍ آخر: فقلت يا رسول الله إنه لا يرثني إلا كلالة فكيف الميراث؟ فنزلت آية الفرائض.

وفي رواية: فلم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً حتى نزلت آية الميراث يرونها " يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة " يقول: فهذه نزلت فيه.

روى عبد الرحمن بن سعيد قال: جئت جابر بن عبد الله الأنصاري في فتيانٍ من قريش، فدخلنا عليه بعد أن كف بصره، فوجدنا حبلاً معلقاً في السقف وأقراصاً مطروحةً بين يديه أو خبزاً فكلما استطعم مسكين قام جابر إلى قرصٍ منها وأخذ الحبل حتى يأتي المسكين فيعطيه ثم يرجع بالحبل حتى يقعد، فقلت له عافاك الله نحن إذا جاء المسكين أعطيناه، فقال: إني أحتسب المشي في هذا، ثم قال: ألا أخبركم شيئاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: بلى، قال: سمعته يقول: " إن قريشاً أهل أمانة لا يبغيهم العثرات أحد إلا أكبه الله عز وجل لمنخريه ".

وعن جابر بن عبد الله قال: هلاك بالرجل أن يدخل عليه الرجل من إخوانه فيحتقر ما في بيته أن يقدمه إليه وهلاكٌ بالقوم أن يحتقروا ما قدم إليهم.

ص: 362

وعن جابر بن عبد الله قال: تعلموا العلم، ثم تعلموا الحلم، ثم تعلموا العلم، ثم تعلموا العمل بالعلم، ثم أبشروا.

حدث عباس بن سهل الساعدي عن أبيه قال: كنا بمنى فجعلنا نخبر جابر بن عبد الله ما نرى من إظهار قطف الخز والوشي - يعني السلطان وما يصنعون - فقال: ليت سمعي قد ذهب كما ذهب بصري حتى لا أسمع من حديثهم شيئاً ولا أبصره.

وعن جابر بن عبد الله قال: لما قدم بسر بن أرطاة المدينة أخذ الناس بالبيعة، قال: فجاءت بنو سلمة وتغيب جابر فقال: لا أبايعكم حتى يجيء جابر، قال: فانطلق جابر إلى أم سلمة فسألها، فقالت: هذه بيعة لا أرضاها، إذهب فبايع تحقن بها دمك.

قال أبو الحويرث: هلك جابر بن عبد الله فحضرنا بابه في بني سلمة، فلما خرج بسريره من حجرته إذا حسن بن حسن بين عمودي السرير، فأمر به الحجاج بن يوسف أن يخرج من بين العمودين فيأبى عليهم حتى تعاطوه، فسأله بنو جابر إلا خرج، فخرج، وجاء الحجاج حتى وقف بين العمودين حتى وضع فصلى عليه ثم جاء إلى القبر، فإذا حسن بن حسن قد نزل في قبره، فأمر به الحجاج أن يخرج، فأبى، فسأله بنو جابر بالله فخرج، فاقتحم الحجاج الحفرة حتى فرغ منه.

وكان جابرٌ آخر من مات بالمدينة من أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومات سنة ثمانٍ وسبعين، وقيل غير ذلك، وهو ابن أربعٍ وتسعين سنة وصلى عليه أبان بن عثمان وهو والي المدينة.

ص: 363