الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال المدائني: كان أيمن بن خريم بن فاتك عند عبد العزيز بن مروان بمصر، فدخل عليه نصيب فأنشده مديحاً امتدحه به، فقال لأيمن: نصيبٌ أشعر منك، قال: لا والله، ولكنك طرفٌ ملولٌ فقال: أتقول: إني ملولٌ وأنا أواكلك مذ كذا وكذا وكان بأيمن برصٌ في يده فغضب ولحق ببشر بن مروان فقال: " من الوافر "
ركبت من المقطم في جمادى
…
إلى بشر بن مروان البريدا
ولو أعطاك بشرٌ ألف ألفٍ
…
رأى حقاً عليه أن يزيدا
قال: ومر به نصيب بالكوفة فقال له: إني تركت غديراً ناضباً وأتيت بحراً زاخراً، وكان بشر لا يؤاكل أيمن، فاشتهى يوماً لبنا وقال للحاجب: اخرج فانظر لي من يأكل معي، فخرج فأدخل أيمن بن خريم، فلما رآه بشر آساه فقال: إني اشتهيت البارحة لبنا فهيئ لي، وأصبحت أنوي الصوم فأتيت باللبن فلما وضع بين يدي ذكرت أني صائم وليس أحد أحق بأكله منك فدونكه.
فلم يلبث أن صفره وكان يغير بياض يده بالزعفران.
أيمن بن نابل كنيته أبو عمران
ويقال: أبو عمر المكي الحبشي مولى أبي بكر اجتاز بدمشق حين توجه إلى غزو الروم.
روى أيمن بن نابل عن قدامة بن عبد الله: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على ناقةٍ صهباء يرمي الجمرة، لا ضرب ولا طرد ولا جلد ولا إليك إليك.
قال أيمن بن نابل: سألت قدامة بن عبد الله بن عمار الكلابي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إن ريش الحمام قد كثر في المسجد فإذا سجد أحدنا دخل في عينيه، فقال: انفخوا.
وحدث أيمن بن نابل عن ابن الزبير عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد: " بسم الله التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصاحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله نسأل الله الجنة ونعوذ بالله من النار ".
قال أيمن بن نابل: كنت أسير مع مجاهد في أرض الروم فسألته عن صوم السفر فقال: صم فأنا الساعة صائم.
ونابل بالباء الموحدة تحتها.
قال السيناني: دلني على أيمن بن نابل سفيان الثوري فقال: هل لك في أبي عمران؟ فلقيته فإذا رجل حبشيٌّ طوال ذا مشافرٍ مكفوف.
وكان أيمن بن نابل من سودان مكة المعتقين، وكان فصيحاً عابداً فاضلاً يحدث عنه بزهد وفضل، فقال يحيى: كان أيمن ثقة وكان لا يفصح وكانت فيه لكنة.
وقال الدارقطني: أيمن ليس بالقوي خالف الناس ولو لم يكن إلا حديث التشهد.