الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقتل قيسٌ قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو بقي الأديعج وفى ".
ومن ولده يزيد بن قيس وبه كان يكنى، وجرح ثابت بن قيس يوم أحد اثنتي عشرة جراحةً، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم حاسراً، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" يا حاسر أقبل، يا حاسر أدبر ".
وهو يضرب بسيفه بين يديه، وشهد المشاهد بعدها، ومات أيام معاوية.
وكان ثابت بن قيس شديد النفس، وكان له بلاءٌ مع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، واستعمله على المدائن.
فلم يزل عليها حتى قدم المغيرة بن شعبة الكوفة، وكان معاوية يبغي مكانه.
انصرف ثابت بن قيس إلى منزله، فيجد الأنصار مجتمعةً في مسجد بني ظفر يريدون أن يكتبوا إلى معاوية في حقوقهم أول ما استخلف وذلك أنه حبسهم سنتين أو ثلاثاً لم يعطهم شيئاً، فقال: ما هذا؟ فقالوا: نريد أن نكتب إلى معاوية، فقال: ما تصنعون أن يكتب إليه جماعة يكتب إليه رجلٌ منا؛ فإن كانت كائنةٌ برجلٌ منكم خيرٌ من أن تقع بكم جميعاً، وتقع أسماؤكم عنده، فقالوا: فمن ذلك الذي يبذل نفسه لنا؟ قال: أنا، قالوا: فشأنك.
فكتب إليه وبدأ بنفسه، فذكر أشياء منها: نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك، وقال: حبست حقوقنا، واعتديت علينا وظلمتنا، ومالنا إليك ذنبٌ إلا نصرتنا النبي صلى الله عليه وسلم.
فلما قدم كتابه على معاوية دفعه إلى يزيد، فقرأه ثم قال له: ما الرأي؟ فقال: تبعث فتصلبه على بابه، فدعا كبراء أهل الشام فاستشارهم، فقالوا: لتبعث إليه حتى تقدم به هاهنا وتقفه لشيعتك ولأشراف الناس حتى يروه ثم تصلبه، فقال: هل عندكم غير هذا؟ قالوا: لا، فكتب إليه: قد فهمت كتابك، وما ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم وقد علمت أنها كانت ضجرةً لشغلي وما كنت فيه من الفتنة التي شهرت فيها نفسك، فأنظرني ثلاثاً.
فقدم كتابه على ثابت، فقرأه على قومه، وصبحهم العطاء في اليوم الرابع.
قيل: ثم أتاه بعد، فأقام عنده فمكث عنده نحواً من شهرين لا يلتفت إليه، ثم استأذنه الخروج، فبعث إليه بمائة ألف درهم، فوضعها في منزله وتركها وخرج.
ثابت بن قيس بن منفع
أبو المنفع النخعي كوفي.
حدث ثابت بن قيس عن أبي موسى يرفعه قال: أبردوا بالظهر، فإن الذي تجدون من الحر من فيح جهنم.