الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والله ما هو على ذلك بقادر.
فقال عمر لكأنك تدلين! قالت: إنك لا تستطيع تسلبني الإسلام، قال: لا والله.
قالت: فوالله ما أبالي ما كان بعد ذلك.
قال عمر: استغفر الله، ثم سلم.
قال صفوان: فسألت سليمان بن عامر ما الذي أغضب عمر عليها؟ قال: بلغه أن امرأة طاغية الروم حين فتحت دمشق أهدت لها عقد خرزٍ ولؤلؤ وشيءٍ من ذهب، لعله أن يساوي ثلاث مائة درهم.
وقد روي أنه لما قدم عمر نزل على أبي عبيدة، فخرجت بنت أبي عبيدة، وهي جويرية من داخل إلى عمر، فجعل عمر يسترسلها الكلام، ما حليك؟ قالت: كذا وكذا، قال عمر: حليك الذي تخرجين به؟ فسمعت أمها من داخل البيت، فقالت: كأنك تريد التاج، نعم، وقد أهدي له تاج، فقسمه أبو عبيدة بين المسلمين ولم يجعل لنا منه شيئاً.
تماضر بنت الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة
ابن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب بن هبل الكلبية زوج عبد الرحمن بن عوف من أهل دومة الجندل من أطراف دمشق، سكنت المدينة، وأدركت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أم أبي سلمة بن عبد الرحمن الفقيه.
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل فتخلف عن الجيش حتى غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه عمامةٌ حرقانية سوداء.
فقال له: " ما خلفك عن أصحابك؟ " قال: أحببت أن أكون آخرهم عهداً بك، فأجلسه، فنقض، عمامته، وعممه بيده، وأسدلها بين كتفيه قدر شبر، وقال:" هكذا فاعتم يا بن عوف، اغد بسم الله، فجاهد في سبيل الله تقاتل من كفر بالله، إذا لقيت شرفاً فكبر، وإذا ظهرت فهلل، وإذا هبطت فاحمد واستغفر، وأكثر من ذكري عسى أن يفتح بين يديك، فإن فتح على يديك، فتزوج بنت ملكهم ".
وقال بعضهم: " بنت شريفهم ".
وكان الأصبغ بن ثعلبة شريفهم، فتزوج
بنته تماضر، فلما قدم بها المدينة رغب القرشيون في جمالها، فجعلوا يسترشدونها، فترشدهم إلى بنات أخواتها وبنات إخوتها.
وتماضر أول كلبيةٍ نكحها قرشي، ولم تلد لعبد الرحمن بن عوف غير أبي سلمة.
قال عبد الرحمن بن عوف: لا تسلني امرأةٌ لي طلاقاً إلا طلقتها، فأرسلت إليه تماضر تسأل طلاقها، فقال للرسولة: قولي لها إذا حضت فلتؤذني، فحاضت، فأرسلت إليه، فقال للرسولة: قولي لها: إذا طهرت فلتؤذني، فطهرت، فأرسلت إليه في مرضه فقال: وأيضاً، وغضب، فقال: هي طالق البتة لا أرجع لها.
فلم تمكث إلا يسيراً حتى مات، فقال عبد الرحمن بن عوف: لا أورث تماضر شيئاً.
فرفع ذلك إلى عثمان، فورثها، وكان ذلك في العدة، فصالحوها من نصيبها من ربع الثمن على ثمانين ألفاً وما وفوها.
وكن له أربع نسوة.
حدث ابن أبي مليكة أنه سأل ابن الزبير عن الرجل يطلق المرأة فيبينها ثم يموت وهي في عدتها؟ فقال عبد الله بن الزبير: طلق عبد الرحمن بن عوف تماضر بنت الأصبغ الكلبية فبتها، ثم مات، وهي في عدتها، فورثها عثمان.
قال ابن الزبير: وأما أنا فلا أرى أن ترث مبتوتة.
ومن شعر عمر بن أبي ربيعة: " من الطويل "
ألا يا لقومي قد سبتني تماضر
…
جهاراً وهل يسبيك إلا المجاهر
أرتك ذراعي بكرة بحريةً
…
من الأدم لم تقطع مطاها العوابر
فبلغ الشعر تماضر، فتعلقت بثوبه، وهو يطوف بالبيت، فقالت: سبيتني، واجتمع الناس عليها، فقال: إني والله ما سبيتها ولا أعرفها ولا رأيتها قط قبل ساعتي هذه.
قالت: صدق عدو الله، اشهدوا على كذبه، فإنه قال لي كذا وكذا.
ولما طلق عبد الرحمن بن عوف امرأته الكلبية تماضر حممها جاريةً سوداء، يقول: متعها إياها.
أسماء الرجال على