الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فصل في قراءة صلاة الفجر]
فصل
في قراءة صلاة الفجر وَكَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ بِنَحْوِ سِتِّينَ آيَةً إلى مائة، وصلاها بـ (سورة ق)(1) وصلاها بـ (سورة الرُّومِ)، وَصَلَّاهَا بِ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: 1] (2) وصلاها بسورة {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} [الزلزلة: 1](3) في الركعتين كلتيهما، وصلاها (بالمعوذتين) ، وكان في السفر، وصلاها: فاستفتح سُورَةِ (الْمُؤْمِنُونَ) حَتَّى إِذَا بَلَغَ ذِكْرَ مُوسَى وَهَارُونَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، أَخَذَتْهُ سَعْلَةٌ فَرَكَعَ.
وكان يصليها يوم الجمعة بـ (الم السجدة) وَ {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} [الإنسان: 1] لِمَا اشتملتا عليه من الْمَبْدَأِ وَالْمَعَادِ، وَخَلْقِ آدَمَ، وَدُخُولِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وذكر ما كان وما يكون في يوم الجمعة، كَمَا كَانَ يَقْرَأُ فِي الْمَجَامِعِ الْعِظَامِ، كَالْأَعْيَادِ والجمعة بـ (سورة ق) ، وَ (اقْتَرَبَتْ) وَ (سَبِّحْ) وَ (الْغَاشِيَةِ) .
[فصل في هديه في القراءة في باقي الصلوات]
فصل
في هديه في القراءة في باقي الصلوات وَأَمَّا الظُّهْرُ، فَكَانَ يُطِيلُ قِرَاءَتَهَا أَحْيَانًا، حَتَّى قَالَ أبو سعيد: كَانَتْ صَلَاةُ الظُّهْرِ تُقَامُ، فَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى الْبَقِيعِ، فَيَقْضِي حَاجَتَهُ، ثُمَّ يَأْتِي أَهْلَهُ فَيَتَوَضَّأُ، وَيُدْرِكُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِمَّا يُطِيلُهَا. رَوَاهُ مسلم، وَكَانَ يَقْرَأُ فِيهَا تَارَةً بِقَدْرِ {الم - تنزيل} [السجدة: 1 - 2] السجدة (4) وَتَارَةً بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1]{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل: 1](5) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (6) .
وأما العصر، فعلى النصف من قراءة الظُّهْرِ إِذَا طَالَتْ، وَبِقَدْرِهَا إِذَا قَصُرَتْ.
وَأَمَّا الْمَغْرِبُ، فَكَانَ هَدْيُهُ فِيهَا خِلَافَ عَمَلِ النَّاسِ اليوم، فإنه صلاها مرة
(1) مسلم والترمذي.
(2)
مسلم وأبو داود.
(3)
أبو داود والبيهقي بسند صحيح.
(4)
أحمد ومسلم.
(5)
أبو داود والترمذي وصححه وكذا ابن خزيمة (1 / 67 / 2) .
(6)
أبو داود والترمذي وصححه وكذا ابن خزيمة (1 / 67 / 2 / 2) .
بـ (الأعراف) في الركعتين، ومرة بـ (الطور)(1) ومرة بـ (المرسلات)(2) .
وأما المداومة على قراءة قصار المفصل فيها، فهو من فعل مروان (3) . ولهذا أنكر عليه زيد بن ثابت قال ابن عبد البر روي عنه أنه قرأ في المغرب بـ (المص)(4) وبـ (الصافات)، وبـ (الدخان) و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1] وبـ (التين)(5) وبـ (المعوذتين) وبـ (الْمُرْسَلَاتِ) وَأَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِيهَا بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ ; وكلها آثار صحاح مشهورة.
وأما عشاء الآخرة، فقرأ صلى الله عليه وسلم فيها بـ (التين) (6) وَوَقَّتَ لمعاذ فِيهَا: بِـ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} [الشمس: 1] وبـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1]{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل: 1] وَنَحْوِهَا.
وَأَنْكَرَ عَلَيْهِ قِرَاءَتَهُ فِيهَا بـ (البقرة) وقال لَهُ: «أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا معاذ؟» فَتَعَلَّقَ النَّقَّارُونَ (7) بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ، وَلَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَى مَا قَبْلَهَا وما بَعْدَهَا.
وَأَمَّا الْجُمُعَةُ، فَكَانَ يَقْرَأُ فِيهَا بِسُورَتَيِ (الجمعة) و (المنافقين) (8) وسورتي:(سبح) و (الغاشية)(9) .
وأما الأعياد، فتارة يقرأ بـ (ق) و (اقتربت)(10) كاملتين، وتارة بـ (سبح) و (الغاشية)(11) وهذا الهدي الذي استمر عَلَيْهِ إِلَى أَنْ لَقِيَ اللَّهَ عز وجل.
ولهذا أخذ به الخلفاء، فقرأ أبو بكر في الفجر سورة (البقرة) حتى سلم قريبا من طلوع الشمس (12) . وكان بعده عمر يقرأ فيها بـ (يوسف) و (النحل) و (هود) و (بني إسرائيل) ونحوها.
وأما قوله: «أيكم أمّ الناس فليخفف» فالتخفيف أمر نسبي يرجع فيه إِلَى مَا فَعَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، لا إلى شهوات المأمومين.
وهديه الذي كان يواظب عليه، هو الحاكم في كل ما تنازع فيه المتنازعون.
وكان لا يعين سورة بعينها لا يقرأ
(1) البخاري ومسلم.
(2)
البخاري ومسلم.
(3)
هو مروان بن الحكم. والذي أنكر عليه المداومة. وثبت عنه صلى الله عليه وسلم بالقصار في " مسند أحمد " و " البخاري " و " مسلم ".
(4)
البخاري وأبو داود.
(5)
الطبراني والمقدسي بسند صحيح.
(6)
البخاري ومسلم والنسائي.
(7)
الذين يجعلون صلاتهم كنقر الديكة.
(8)
مسلم وأبو داود.
(9)
مسلم وأبو داود.
(10)
مسلم وأبو داود.
(11)
مسلم وأبو داود.
(12)
فقالوا له: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كادت الشمس أن تطلع! فقال: لو طلعت لم نجدها غافلين.