الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2- خطة العمل
ما من شك، فإنّ نشر المادة التاريخية بالصورة التي وصلت فيها إلينا بدعوى الحفاظ على الأصل أو النصّ، لن يعدو أن يكون سوى إضافة مصورة جديدة إلى مصوراتها المحفوظة في المكتبات مهما بولغ في ترتيبها، وتزيينها، وحسن إخراجها، ناهيك عما لهذه الخطوة من مخاطر؛ كأن ننسب إلى المؤلف ما هو في الحقيقة من أخطاء الناسخ، أو تأخذنا مكانة المؤلف فننسب للناسخ ما هو في الحقيقة من أغلاطه، علما أن صحة النصّ وسلامته لا تتأتيان إلا باستنقاذه من كلّ ما علق به من أخطاء، وهو ما عملت جاهدا على تحقيقه في هذا الكتاب، يحدوني إلى ذلك أمل الوصول إلى ما كان ينوي المؤلف فعلا أن يقوله- خطأ كان أم صوابا- وأحسبني- ولا أزكي نفسي- قد قطعت شوطا ملحوظا في هذا المضمار على صعيدي الشكل والمضمون:
فعلى الصعيد الأول «1» :
1-
احتفظت بالترقيم الأصليّ لصفحات المخطوط، وذلك بتخصيص قوسين داخل السياق لهذا الغرض.
2-
كتبت النصّ وفق الرسم الكتابيّ الحديث والمتداول، متداركا بذلك ما قد سلف من الرسوم، وهو ما تطّلب مني تحقيق الهمز، وإثبات الألف المتوسطة في الأسماء، وحذف همزة (ابن) في حال وقوعها صفة مفردة بين علمين (اسم، كنية، لقب) ، وكذلك حذف ألف" مائة" والفصل بينها وبين العدد.
3-
قمت بضبط النصّ بالشكل استكمالا للصورة الأولية له، وهي صورة شبه مشكولة كما أسلفت.
4-
أصلحت المواضع التي خرج فيها النصّ عن أحكام الإعراب، ووضعتها بين حاصرتين، ونبهت إليها في الهامش.
5-
صوبت الأخطاء الكتابية التي لا يخفى صوابها على أحد، والتي لا يمكن أن تقرأ بغير الوجه الذي أثبتّها عليه، ولم أر ضرورة للتنبيه إليها، إذ لا فائدة ترتجى ولا حقيقة تجتلى من وراء ذلك، سوى أن تغمر الحواشي وجه النص، خاصة وأنّ هذه الأخطاء لا تعدو أن تكون من جنس الأخطاء الطباعية في وقتنا الحاضر.
6-
أصلحت الكلمات والعبارات التي لحق بها طمس، أو محو، أو اضطراب، وأما ما استعصى على القراءة منها فقد مثلت له بنقاط، بحيث تدلّ كلّ ثلاث نقاط على كلمة واحدة.
7-
أضفت إلى النصّ ما احتيج إليه من حروف، أو كلمات، أو عناوين اقتضاها السياق، وميزتها عن المتن بوضعها بين قوسين مكسورين:()
وأما على الصعيد الثاني:
1-
فقد قمت بردّ ما وقفت عليه من النصوص المنقولة إلى مصادرها الأصلية، ونبهت إلى طريقة المؤلف في استخدامها.
2-
قمت بمناظرة الحوادث والأخبار الواردة في النصّ بما ورد بشأنها في المصادر التاريخية، وأشرت إلى ما بين رواية المؤلف وبين هذه المصادر من فروق، ورجّحت ما رأيته منها
صوابا.
3-
أصلحت الأخطاء الجغرافية والتاريخية الناجمة عن السهو، أو التي دلت قرينة واضحة من النصّ نفسه أو مصدر آخر على صوابها، ووضعتها بين حاصرتين، ونبهت إلى الأصل في الهامش.
وأما ما خالطني فيه تردد، أو كان له وجه آخر يحمل عليه فقد أبقيته على حاله منبها إليه في الهامش.
4-
خرّجت الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، والأشعار.
5-
عرّفت أسماء الأعلام، والشعوب والقبائل والجماعات، والأمكنة «1» ، وغيرها من أسماء الحيوان، والنبات، والملابس، والنقود، والمكاييل والموازين والمقاييس، سواء وردت هذه الأسماء نصا في السياق أو كانت هي المعنية فيه، أما المواضع التي تكفّل النصّ بتعريفها فقد اكتفيت بالإحالة إلى المصادر والمراجع الخاصّة بها تحاشيا للتكرار.
6-
كما شرحت الألفاظ اللغوية والمصطلحات الفنية والحضارية، ووقفت بالتعليق على كلّ ما رأيته جديرا بالتعليق خدمة للنصّ، وسعيا وراء تأمين أكبر قدر من الاتصال بينه وبين القارئ.
هذا، ولن يفوتني في الختام أن أتوجه بالتحية إلى أسرة المجمع الثقافي، القائمين على نشر موسوعة «مسالك الأبصار» باذلين جهدا في سبيل إحياء تراثنا.
كما أحيي الأخ محمد حماد جاسم على ما تحلى به من صبر وحلم وطول أناة في أثناء
طباعة الكتاب، وفي جميع مراحل التحقيق.
" ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله"
والله الموفق للصواب، وهو يهدي إلى سبيل الرشاد
د. حمزة أحمد عباس
ثغر الحديدة
5 جمادى الآخرة 1421 هـ
4 أيلول (سبتمبر) 2000 م