الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(توطئة)
في ذكر العرب الموجود [ين]«1» في زماننا وأماكنهم ومضارب أحيائهم ومساكنهم على افتراق فرقهم واختلاف طوائفهم وأشتات قبائلهم ومنازلهم من أطراف العراق إلى آخر المغرب دون من في اليمن وخراسان، فإنه لم يتحرّر لي [شيء]«2» من أمرهم، وإنما ذكرت من عرفت منهم إذ لم يكن بدّ من ذكرهم، وهم نزّال حول الحاضرة، و [ذوو]«3» ، توغل في البادية، ومنهم أسوار المدن، وحفظة الطرق، ولم يزل منهم أئمة للطلائع، و [جناح]«4» للجيش، ومنهم بممالكنا بمصر والشام حفظة الدروب، والقومة بخيل البريد، والحملة للسياق في غالب المملكة، ولم تزل الملوك تهش لوفادتهم، وتهب لهم جزيل الأموال، وتقطعهم جلّ البلاد، هذا إلى التنويه بأقدارهم، والتعويل على أخبارهم، ورفعهم في المجالس، وقد ذكرناهم على ما هم عليه الآن من النسب مع ما حصل من التداخل في الأنساب، والتّباين في الأسباب، والتنقل في الديار، والتبدل بالأوطان، واعتمدت في أكثر من ذلك على ما ذكره الأمير الثقة بدر الدين أبو المحاسن يوسف بن أبي المعالي بن زمّاخ المعروف بابن سيف الدولة الحمدانيّ المهمندار «5» ، وما حدثني به الشيخ الدليل النّسابة
محمود بن [عرّام]«1» من أصحاب قناة بن [حارث]«2» وهو من ذوي الثقة والعلم بقبائل العرب وأنسابها وبلادها وتفرق فرقها [في أغوارها وأنجادها، وأبوه عرّام بن كويب بن خليل بن ماجد بن ثابت]«3» بن ربيعة الذي ينسب إليه آل ربيعة قاطبة، إلى ما كنت نقلته عن أحمد بن عبد الله الواصليّ وغيره من مشيخة العرب، وقد كان كلّ من الأمير فضل بن عيسى «4» وموسى (3) بن مهنّا «5» يحدثني بطرف من أخبار العرب، وكذلك ما نقلته عن الشريف أبي عبد الله بن عمير «6» بن الإدريسيّ من أخبار عرب الغرب، وعن الشيخ زكريّا المغربيّ.
وقد صحّحت ذلك بحسب [الجهد]«7» ، وما ألام في تقصير في هذا الباب الذي لم أتأنس قبلي بداخل منه، والطريق الذي لم أجد غيري سابقا فيه، ولا مستخبرا.
على أنه يلزم من ذكر العربان الموجودين في زماننا الكلام على قبائل العرب [البائدة]«8»
والعاربة والمستعربة لأنّ هؤلاء أغصان تلك الشجرة، وفروع تلك الأصول، فلنتكلّم عليهم على مقتضى ما ذكره المؤرخون، و [نسقهم]«1» إلى أن بزغت شمس الإسلام، وآن مولد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وكان الأولى أن نذكر ذلك في جملة سكان الأرض لنلحق بعضه ببعض، وإنما أتينا به لمناسبة بينه وبين الأبواب السابقة في ذكر الممالك، إذ مساكن العربان متخللة لأكثر الممالك التي ذكرناها، أو مجاورة لها، وإذا تقدم شيء عن موضعه [لمعنى] «2» اقتضاه وأحيل على المتقدم في موضعه كان أولى من تأخيره وإلفات النظر إليه فنقول: قسّم المؤرخون العرب إلى ثلاثة أقسام: بائدة وعاربة ومستعربة «3» .
أما البائدة فهم العرب الأول الذين ذهبت عنا تفاصيل أخبارهم لتقادم عهدهم، وهم عاد وثمود وجرهم الأولى «4» .
وأما العرب العاربة، فهم عرب اليمن من ولد قحطان.
وأما العرب المستعربة، فهم من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.