المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(ذكر النسب النبوي الشريف) - مسالك الأبصار في ممالك الأمصار - جـ ٤

[ابن فضل الله العمري]

فهرس الكتاب

- ‌هذا الكتاب

- ‌منهج التحقيق

- ‌1- وصف النسخ المعتمدة

- ‌2- خطة العمل

- ‌3- الرموز المستعملة في التحقيق

- ‌4- المختصرات الخاصة ببعض المؤلفين أصحاب الكتب المفردة وغيرهم

- ‌5- نموذجات مصورة عن النسختين المعتمدتين في التحقيق

- ‌آ- تتمة الجزء الثاني- أحمد الثالث 2797/2

- ‌ب- الجزء الثالث- أحمد الثالث 2797/3

- ‌[تتمة النوع الثانى فى ذكر مماليك الاسلام]

- ‌الباب السابع في مملكة اليمن

- ‌الفصل الأول فيما بيد أولاد رسول

- ‌الفصل الثاني فيما بيد الأشراف

- ‌الباب الثامن في ممالك المسلمين بالحبشة

- ‌الفصل الأول في أوفات

- ‌الفصل الثاني في دوارو

- ‌الفصل الثالث في أرابيني

- ‌الفصل الرابع في هدية

- ‌الفصل الخامس في شرحا

- ‌الفصل السادس في بالي

- ‌الفصل السابع في دارة

- ‌الباب التاسع في ممالك مسلمي السودان على ضفة النيل إلى مصر

- ‌الفصل الأول في الكانم

- ‌الفصل الثاني في النّوبة

- ‌الباب العاشر في مملكة مالي وما معها

- ‌الباب الحادي عشر في مملكة جبال البربر

- ‌(511) الباب الثاني عشر في مملكة إفريقيّة

- ‌الباب الثالث عشر في مملكة برّ العدوة

- ‌الباب الرابع عشر في مملكة الأندلس

- ‌(2) الباب الخامس عشر في ذكر العرب الموجودين في زماننا وأماكنهم

- ‌(توطئة)

- ‌(العرب البائدة)

- ‌(العرب العاربة)

- ‌(بنو حمير بن سبأ)

- ‌(بنو كهلان بن سبأ)

- ‌ الأزد

- ‌(طيئ)

- ‌(مذحج)

- ‌(همدان)

- ‌(كندة)

- ‌(مراد)

- ‌(أنمار)

- ‌(بنو عمرو بن سبأ)

- ‌(بنو الأشعر بن سبأ)

- ‌(بنو عاملة بن سبأ)

- ‌(العرب المستعربة)

- ‌(ذكر النسب النبوي الشريف)

- ‌(طوائف العرب الموجودين في زماننا)

- ‌(عرب الشام)

- ‌(آل ربيعة)

- ‌(آل فضل)

- ‌تتميم

- ‌(آل علي)

- ‌(آل مرا)

- ‌(بقية العرب وديارهم)

- ‌(بنو خالد)

- ‌(بنو كلاب)

- ‌(آل بشّار)

- ‌غزيّة

- ‌(خفاجة وعبادة)

- ‌عربان العذار

- ‌عرب العارض

- ‌عائذ [بني سعيد]

- ‌بنو يزيد

- ‌(المزايدة)

- ‌عقيل

- ‌حرب

- ‌(صليبة العرب)

- ‌(مصر ودمشق)

- ‌عرب مصر

- ‌(بنو طلحة)

- ‌(بنو الزّبير)

- ‌(بنو مخزوم)

- ‌(بنو شيبة)

- ‌(كنانة طلحة)

- ‌(لواثة)

- ‌(عرب الحوف)

- ‌(بنو زيد بن حرام بن جذام)

- ‌(هلبا بعجة بن زيد)

- ‌بنو سليم

- ‌(قبائل العربان من مصر إلى أقصى المغرب)

- ‌(عرب الطرق المسلوكة إلى مكة المكرمة)

- ‌(طريق الركب المصري)

- ‌(طريق الركب الشامي)

- ‌[فهارس الكتاب]

- ‌1- فهرس المصادر والمراجع

- ‌1- المصادر

- ‌2- المراجع

- ‌2- فهرس المحتويات

الفصل: ‌(ذكر النسب النبوي الشريف)

ثم ولد لنبت سلامان، ثم ولد لسلامان الهميسع، ثم ولد للهميسع اليسع، ثمّ ولد (11) لليسع أدد، ثم ولد لأدد أدّ، ثم ولد لأدّ ابنه عدنان «1» ثم ولد لعدنان ولدان، وهما عكّ، ومنه بنو عكّ «2» ، ومعدّ «3» ، ثم ولد لمعدّ قضاعة «4» ومنه بنو قضاعة، ونزار «5» .

(ذكر النسب النبوي الشريف)

ثم ولد لنزار أربعة فمنهم مضر «6» على عمود النّسب النّبويّ، وثلاثة خارجون عن النّسب.

أولهم إياد «7» ، وكان أكبر من مضر، وإليه يرجع كلّ إياديّ من بني معدّ، وفارق إياد الحجاز وسار بأهله إلى أطراف العراق، فمن بني إياد كعب بن مامة الإياديّ «8» ، وكان

ص: 269

يضرب بجوده المثل.

والثاني ربيعة «1» ، ويعرف بربيعة الفرس لأنه ورث الخيل من أبيه، وولد لربيعة أسد «2» وضبيعة «3» ، فولد لأسد جديلة «4» وعنزة «5» ، ومن جديلة وائل «6» ، ومن وائل بكر «7» وتغلب «8» ، فمن تغلب كليب ملك بني وائل، وقتله جسّاس.

ومن بكر بن وائل بنو شيبان «9» ، ومن رجالهم مرّة «10» وابنه جسّاس قاتل كليب، وطرفة ابن العبد الشاعر.

ص: 270

ومن بكر المرقشان الأكبر «1» والأصغر «2» .

ومن بكر بنو حنيفة «3» ، ومنهم مسيلمة الكذّاب.

وأما [عنزة]«4» بن أسد بن ربيعة فمنه بنو عنزة وهم أهل خيبر.

ومن بني عنزة القارظان «5» .

وأما ضبيعة بن ربيعة فمن ولده [المتلمّس]«6» الضّبعيّ الشاعر.

ص: 271

ومن قبائل ربيعة النّمر «1» ، ولجيم «2» ، والعجل «3» ، وبنو عبد القيس «4» و [هم]«5» من ولد أسد بن ربيعة.

ومن ولد ربيعة سدوس «6» - بفتح السّين- واللهازم «7» .

والثالث أنمار «8» ، ومضى أنمار إلى اليمن، فتناسل بنوه بتلك الجهات، وحسبوا من اليمن.

(و) لما حضرت نزار الوفاة «9» ، دعا إيادا وعنده جارية شمطاء، وقال: هذه الجارية

ص: 272

[الشمطاء]«1» وما أشبهها «2» لك.

[ودعا أنمارا، وهو في مجلس له، وقال: هذه البدرة «3» والمجلس وما أشبهها «2» لك]«1» .

ودعا ربيعة فأعطاه حبالا سودا من شعر، وقال: هذا وما أشبهه «2» لك. «4»

وأعطى مضر قبة حمراء، وقال: هذه وما أشبهها «2» لك، ثم قال: وإن أشكل عليكم شيء فأتوا الأفعى بن (12) الأفعى الجرهميّ «5» ، وكان ملك نجران.

فلما مات نزار ركبوا رواحلهم آمّين الأفعى، فلما كانوا من نجران على يوم إذا هم بأثر بعير، فقال إياد: بعير أعور، فقال أنمار: وإنّه لأبتر، فقال ربيعة: وإنه لأزور، وقال مضر:

وشارد لا يستقرّ، فلم ينشبوا أن وقع لهم راكب، فلما غشيهم قال: هل رأيتم من بعير ضال؟ فوصفوه له، فقال: إنّ هذه لصفته عينا فأين بعيري؟ قالوا: ما رأيناه، قال: أنتم

ص: 273

أصحاب بعيري وما أخطأتم من نعته شيئا [فتبعهم حتى قدموا نجران]«1» ، فلما أناخوا بباب الأفعى واستأذنوه وأذن لهم، صاح الرجل بالباب، فدعا به الأفعى وقال: ما تقول؟ قال: أيها الملك ذهب هؤلاء ببعيري، فسألهم الأفعى عن شأنه فأخبروه، فقال لإياد: ما يدريك أنّه أعور؟ قال: قد رأيته قد لحس الكلأ [من شقّ]«2» والشّقّ الآخر وافر، وقال أنمار: إنّما رأيته يرمي بعره مجتمعا ولو كان أهلب لمصع به فعلمت أنّه أبتر، وقال ربيعة:[رأيت]«1» أثر إحدى يديه [ثابتا]«3» وأثر الأخرى فاسد (ا) ، فعلمت أنّه أزور، وقال مضر: رأيته يرعى الشّقّة من الأرض ثم يتعداها فيمرّ بالكلإ [الملتفّ]«1» الغضّ فلا ينهش منه شيئا فعلمت أنّه شرود، فقال الأفعى: صدقتم [قد أصابوا أثر بعيرك]«1» وليسوا بأصحابك فالتمس بعيرك.

ثم سألهم الأفعى عن نسبهم فأعلموه، فرحب بهم وحيّاهم ثم قصّوا عليه قصة أبيهم فقال لهم: كيف تحتاجون إليّ وأنتم على ما أرى؟ قالوا: قد أمرنا بذلك أبونا، فأمر خادم دار ضيافته أن يحسن إليهم ويكرم مثواهم، وأمر وصيفا له أن يلزمهم ويتفقد كلامهم، فأتاهم القهرمان بشهد فأكلوه، وقالوا: ما رأينا شهدا أعذب ولا أحسن منه، فقال إياد: صدقتم لولا أن نحله [ألقاه]«1» في هامة جبار، ثم جاءهم بشاة مشويّة فأكلوها واستطابوها، فقال أنمار (13) صدقتم لولا أنها غذّيت بلبن كلبة، ثم جاءهم بالشراب فاستحسنوه فقال

ص: 274

ربيعة: صدقتم لولا أنّ كرمته نبتت على قبر، ثم قالوا: ما رأينا منزلا أكرم قرى ولا أخصب [رحلا]«1» من هذا الملك، فقال مضر: صدقتم لولا أنّه لغير أبيه، فذهب الغلام إلى الأفعى فأخبره، فدخل الأفعى إلى أمّه، فقال: أقسمت عليك إلا ما [أخبرتني]«2» [من أنا و]«3» من أبي، قالت: أنت الأفعى ابن الملك الأكبر، قال: حقا لتصدقينني، فلما ألح عليها قالت:

أيّ بنيّ: إنّ الأفعى كان شيخا قد أثقل فخشيت أن يخرج هذا الأمر عنا أهل البيت، وكان عندنا شاب من أبناء الملوك «4» اشتملت عليك منه، ثم بعث إلى القهرمان، فقال: أخبرني عن الشّهد الذي قدمته إلى هؤلاء النفر ما خطبه؟ قال: [أخبرنا بدبر]«5» في كهف «6» فيه عظام نخرة وإذا النحل قد عسلت في جمجمة من تلك العظام فأمرت باشتياره «7» فأتوا بعسل لم ير مثله قطّ، فقدمته إليهم لجودته، ثم بعث إلى صاحب مائدته، فقال ما هذه الشاة التي أطعمتها هؤلاء النفر؟ قال: إني [بعثت]«8» إلى الراعي أن يبعث لي بأسمن ما عنده، فبعث بها، فسألته عنها، فقال: إنها أول ما ولدت من غنمي فماتت أمّها [وكانت كلبة لي قد وضعت]«3» وأنست السّخلة بجراء الكلبة ترضع معهم فلم أجد في غنمي

ص: 275

مثلها، فبعثت بها إليك، ثم بعث إلى صاحب الشراب فسأله عن شأن الخمر فقال: هي كرمة غرستها على قبر أبيك فليس في بلاد العرب مثل شرابها، فعجب الأفعى من القوم، وقال: ما هم إلا شياطين، ثم أحضرهم وسألهم عن وصية أبيهم.

فقال إياد: جعل لي خادما شمطاء وما أشبهها، فقال الأفعى: إنه ترك غنما برشا فهي لك ورعاؤها مع الخادم.

وقال أنمار: جعل لي بدرة ومجلسه وما أشبههما «1» ، فقال: لك ما ترك من الرقّة والأرض.

وقال ربيعة: جعل لي حبالا سودا (14) وما أشبهها «2» ، فقال: ترك أبوك خيلا دهما وسلاحا فذلك لك وما فيها من عبيد، فقيل: ربيعة الفرس.

وقال مضر: جعل لي قبة حمراء وما أشبهها «1» ، قال: إنّ أباك ترك إبلا حمرا فهي لك (وما أشبهها)، فقيل: مضر الحمراء، فكانوا كذلك حينا من الدهر إلى أن أصابتهم سنة فهلكت الشاة وعامة الإبل [وبقيت الخيل]«3» وذهبت بالرقّة والمتاع، وكان ربيعة يغزو على خيله ويغير ويعول إخوته، وكان سبب تحول أنمار إلى اليمن أنّه تعرق عظما في جنح الليل ثمّ دحا به وهو لا يبصر فققأ عين مضر، فصاح مضر [عيني عيني]«4» وتشاغل به إخوته

ص: 276

فاعرورى أنمار بعيرا من إبله فلحق بأرض اليمن.

ثم ولد لمضر المقدم ذكره إلياس «1» على عمود النسب، وولد له خارجا عن عمود النّسب قيس عيلان «2» بن مضر بالعين، وقيل: إنّ عيلان فرسه، وقيل: كلبه، وقيل: عيلان أخو قيس وهو [إلياس]«3» بن مضر، وقد جعل الله تعالى من الكثرة لقيس أمرا عظيما.

فمن ولده قبائل هوازن «4» ، ومن هوازن بنو سعد بن بكر بن هوازن «5» الذين كان فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم رضيعا.

ومن قبائل قيس بنو كلاب «6» ، وصار منهم أصحاب حلب وكان أولهم صالح بن مرداس «7» .

ص: 277

[ومن قبائل قيس بنو عقيل]«1» الذين كان منهم ملوك الموصل المقلد «2» والقرواش «3» وغيرهما. (و) من ولد قيس بنو عامر «4» ، وصعصعة «5» وخفاجة «6» ، وما زالت لخفاجة إمرة العراق من قديم وإلى الآن.

ومن هوازن أيضا بنو ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان «7» . ومن هوازن أيضا جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن «8» ومن جشم دريد بن الصّمّة «9» .

ص: 278

ومن قيس أيضا بكر «1» ، وبنو هلال «2» ، وثقيف «3» ، واسم ثقيف عمرو «4» بن منبّه [بن بكر]«5» بن هوازن وقد قيل (15) إنّ ثقيفا من إياد، وقيل: من بقايا ثمود، وهم أهل الطائف.

ومن قيس عيلان أيضا بنو نمير «6» ، وباهلة «7» ، ومازن «8» ، وغطفان وهو ابن سعد بن قيس عيلان «9» . ومن قيس أيضا بنو عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان «10» ،

ص: 279

وكان بين عبس وذبيان «1» حروب داحس المقدم ذكرها «2» .

ومن بني عبس عنترة العبسيّ، وادعاه أبو (هـ) شداد بعد أن كبر.

ومن قيس أشجع «3» ، وهم أيضا من ولد غطفان.

ومن قيس قبائل سليم «4» .

ومن قيس بنو ذبيان بن بغيض، ومن بني ذبيان المذكورين بنو فزارة «5» ، فمنهم حصن بن حذيفة بن بدر الذي يمدحه زهير بقوله «6» :(الطويل)

تراه إذا ما جئته متهلّلا

كأنك تعطيه الذي أنت سائله

وأسلم حصن ثمّ نافق، وكان بين ذبيان وبين عبس إحن وحروب معروفة.

ومن بني ذبيان النابغة الذّبيانيّ.

ص: 280

ومن قيس: عدوان بن عمرو بن قيس عيلان «1» ، وكانوا ينزلون الطّائف قبل ثقيف، ومنهم ذو الإصبع العدوانيّ الشاعر «2» .

انتهى الكلام عن قيس.

وولد لإلياس مدركة «3» على عمود النّسب، وولد له خارجا عن العمود طابخة «4» ، وبعضهم ينسب مدركة وطابخة «5» إلى أمّهما خندف واسمها ليلى بنت حلوان بن عمران ابن الحاف بن قضاعة «6» وجميع أولاد إلياس من خندف، وإليها ينسبون دون أبيهم فيقولون: بني خندف ولا يذكرون إلياس.

وصار من طابخة الخارج عن العمود قبائل فمنهم: بنو تميم بن طابخة «7» ، والرباب «8» ،

ص: 281

وبنو ضبّة»

، وبنو مزينة «2» وهم بنو عمرو بن أد بن طابخة نسبوا إلى أمهم مزينة بنت كلب بن وبرة.

ثم ولد لمدركة بن إلياس خزيمة «3» على عمود النّسب، وولد له خارجا عن العمود هذيل «4» وغالب «5» وسعد «6» وقيس المنسوب إليهم أبناؤهم ومن هذيل (16) جميع قبائل الهذليين فمنهم عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو ذؤيب الهذليّ «7» الشاعر، وغيره.

ثم ولد لخزيمة المذكور كنانة «8» على عمود النّسب، وولد له خارجا عن العمود الهون

ص: 282

وأسد ابنا خزيمة، فمن الهون «1» عضل، وهي قبيلة، أبو هم [عضل]«2» بن الهون بن خزيمة «3» . ومنه أيضا الدّيش بن الهون وهو أخو عضل «4» ويقال لهاتين القبيلتين وهما عضل والدّيش القارّة «5» .

وأما أسد بن خزيمة «6» فمنه الكاهلية «7» ودودان «8» وغيرهما، وإليه يرجع كلّ أسديّ.

ثم ولد لكنانة المذكور النّضر بن كنانة «9» على عمود النّسب، فكان للنّضر عدة إخوة ليسوا على العمود وهم ملكان «10» ، وعبد مناة، وعمرو، وعامر، ومالك أولاد كنانة،

ص: 283

فصار من ملكان بنو ملكان، وصار من عبد مناة «1» عدة بطون، وهم بنو غفار «2» رهط أبي ذرّ، وبنو بكر «3» ، ومن بني بكر الدّئل «4» رهط أبي الأسود الدّؤلي «5» ، ومن بطون عبد مناة بنو ليث «6» ، وبنو الحارث «7» ، وبنو مدلج «8» ، وبنو ضمرة «9» ، وصار من عمرو ابن كنانة «10» العمريّون، ومن أخيه عامر «11» العامريون، ومن مالك بن كنانة «12» بنو

ص: 284

فراس «1» ، ومن بطون كنانة الأحابيش «2» ، وليسوا من الحبشة بل هم من عرب كنانة فهؤلاء إخوة النّضر وولدهم، وأما النّضر فقيل إنه قريش، والصّحيح أن قريشا هم بنو فهر.

وولد للنّضر مالك «3» على عمود النّسب، (وولد له خارجا عن العمود) الصّلت «4» ، ويخلد «5» .

وولد لمالك فهر «6» على عمود النّسب، وفهر هو قريش وكلّ من كان من ولده فهو قرشي «7» وسمي قريشا لشدّتة تشبيها له بدابة من دوابّ البحر يقال لها القرش، وقيل: إنّ قصيّا لما استولى على البيت وجمع أشتات بني فهر حول الحرم سمّوا قريشا لأنّه قرشهم أي

ص: 285

جمعهم كذا نقل ابن سعيد المغربي، فعلى هذا يكون لفظة قريش اسما لبني فهر لا له، ولم يولد لمالك (17) غير فهر على عمود النّسب.

وولد لفهر غالب «1» على عمود النّسب، وولد له خارجا عن العمود ولدان محارب والحارث.

فمن محارب «2» بنو محارب وهم شيبان «3» .

ومن الحارث «4» بنو الخلج «5» ، ومنهم أبو عبيدة بن الجراح أحد العشرة رضي الله عنهم.

ثم ولد لغالب لؤيّ «6» على عمود النّسب، وولد له خارجا عن العمود تيم «7» الأدرم، والأدرم الناقص الذقن، ومن تيم بنو تيم الأدرم، وكان لؤيّ سيد قومه فاق شجاعة وكرما وحلما وخطابة، وكان ذا مال وإبل كثيرة، وحكي أنه ندّ له بعير فخرج يردّه فاستصعب فتناول حجرا فضربه به في جبهته فأنفذه من الجانب الأخر، فعجب لذلك، ثم أخذ الحجر فوجده حديدا أخضر فأتى به قينا من يهود فقال له: اطبع هذا سيوفا، ثم أتاه يتقاضاه نجازها، وكانت قد نجزت، فأخذ القين سيفا منها وهزّه بيده ثم قال:(الطويل)

ص: 286

سيوف حداد يالؤيّ بن غالب

حداد ولكن أين بالسّيف ضارب

فتناوله لؤيّ بيده، وضرب به عنقه.

ثم ولد للؤيّ أولاد: كعب «1» على عمود النّسب وإخوته خارجون عن العمود، وهم سعد «2» ، وخزيمة «3» ، والحارث «4» ، و [هو]«5» جشم «6» ، وعوف «7» وعمرو وعامر «8» و [سامة]«9» أولاد لؤيّ بن غالب، ولكلّ منهم ولد ينسبون إليه خلا الحارث.

ومن ولد عامر بن لؤيّ بن عمرو بن عبد ودّ فارس العرب [الذي قتله]«10» عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

ثم ولد لكعب مرّة «11» على عمود النّسب، وولد له خارجا عن العمود هصيص وعديّ ابنا كعب.

ص: 287

فمن هصيص «1» بنو جمح «2» ، ومن مشاهيرهم أمية بن خلف «3» عدوّ النبيّ صلى الله عليه وسلم، وأخوه أبيّ بن خلف «4» وكان مثله في العداوة.

ومن هصيص أيضا بنو سهم «5» ، ومن بني سهم عمرو بن العاص السهمي.

ومن عديّ بن كعب»

بنو عديّ، ومنهم عمر بن الخطاب (18) وسعيد بن زيد «7» من العشرة رضي الله عنه.

ثم ولد لمرّة على عمود النّسب ابنه كلاب «8» ، وولد له خارجا عن العمود تيم ويقظة.

فمن تيم «9» بنو تيم، ومنهم أبو بكر الصدّيق، وطلحة من العشرة رضي الله عنهم.

ص: 288

ومن يقظة «1» بنو مخزوم «2» ، ومنهم خالد بن الوليد رضي الله عنه، وأبو جهل بن هشام، واسمه عمرو المخزوميّ.

ثم ولد لكلاب قصيّ «3» على عمود النّسب، وولد له خارجا عن العمود زهرة «4» ، ومنه بنو زهرة (ومنهم) سعد بن أبي وقّاص أحد العشرة، ونسب آمنة أمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونسب عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم.

وقصيّ كان عظيما في قريش، وهو الذي استعاد سدانة البيت من خزاعة، وجمع قريشا، وأثّل مجدهم، وجاء الإسلام وهو على ذلك في التعظيم لشأنه، وكانوا لا يبرمون أمرا إلا بدار النّدوة لأنها كانت داره، وبه اجتمعت قبائل قريش في الحرم وفي ذلك يقول الشاعر «5» :(الطويل)

أبوكم قصيّ كان يدعى مجمّعا

به جمع الله القبائل من فهر

ثم ولد لقصيّ عبد مناف «6» ، واسمه المغيرة على عمود النّسب، وولد له خارجا عن العمود عبد الدار وعبد العزّى ابنا قصيّ.

ص: 289

فمن بني عبد الدّار «1» بنو شيبة «2» الحجبة.

ومن ولد عبد الدّار النّضر بن الحارث، وكان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر صبرا «3» .

ومن عبد العزّى «4» خديجة بنت خويلد زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم.

ومن عبد العزّى ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى.

ولبني عبد مناف في قريش النسب الصميم والحسب الكريم، وإلى هذا أشار أبو طالب عمّ النبيّ صلى الله عليه وسلم بقوله «5» :(الطويل)

إذا افتخرت يوما قريش بمفخر

فعبد مناف أصلها وصميمها

(19)

وولد عبد مناف أربعة أبناء، وهم: نوفل «6» وعبد شمس «7» والمطّلب «8»

ص: 290

وهاشم «1» ، ويقال: إنّ عبد شمس و [هاشما]«2» شقّ التّوم، ولدا لبطن وجلداهما معتلقان، فلما فرّقا سال بينهما الدم، فقالوا: إنه سيكون بينهما، وهكذا كان، وقد تظارف من قال:(الخفيف)

عبد شمس قد أو قدت لبني ها

شم نارا يشيب منها الوليد

فابن حرب للمصطفى، وابن هند

لعليّ، وللحسين يزيد «3»

وكان نوفل وعبد شمس متآلفين بينهما منافرين [هاشما]«4» والمطّلب، وكذلك كان هاشم والمطّلب متآلفين بينهما منافرين لنوفل وعبد شمس مذ كانوا، ولم يفترق هاشم والمطّلب في جاهلية ولا إسلام، وإلى هذا أشار النبيّ صلى الله عليه وسلم بقوله:[ «إنهم لم يفارقوني في جاهلية ولا إسلام، وإنما هم بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد» ]«5» ، ولهذا حرّمت الصدقة على بني [المطّلب]«6» مع بني هاشم ولم تحرّم على نوفل وعبد شمس، وكلّهم لأب.

ص: 291

فأما عبد شمس فهو أبو أمية «1» المنسوب إليه كلّ أمويّ، ومنه أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهو عثمان بن عفّان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.

ومنه معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية.

ومنه مروان بن الحكم بن أبي العاصي بن أمية «2» ، وسيأتي إن شاء الله [تعالى]«3» ذكر معاوية ومروان وأبنائهما فيما بعد لمكانهما وأولادهما من الخلافة في موضعه.

ومن ولد المطّلب الإمام الشافعيّ، وهو محمد بن إدريس بن العباس [بن عثمان]«4» بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن [المطّلب]«5» .

وأما الابن الرابع من بني عبد مناف الذي علا قدره بأبنائه فهو هاشم، وعليه عمود النّسب فإليه انتهت سيادة قومه وكانت إليه الرّفادة والسّقاية، وكان رجلا موسرا، وكان إذا حضر الحجّ قام في قريش فقال «6» :

«يا معشر قريش! إنكم جيران الله وأهل بيته، وإنه يأتيكم في هذا الموسم زوار الله

ص: 292

وحجّاج بيته (20) وهم ضيوف الله وأحقّ الضيف بالكرامة ضيفه، فاجمعوا لهم ما تصنعون لهم به طعاما أيامهم هذه التي لا بدّ لهم من الإقامة بها، فو الله لو كان مالي يسع ذلك ما كلفتكموه.

[فيخرجون]«1» لذلك خرجا من [أموالهم] »

كلّ امرئ بقدر ما عنده فيصنع به للحاجّ طعاما حتى يصدروا منها.

وكان هاشم أول من سنّ الرّحلتين لقريش رحلة الشتاء والصيف وأول من أطعم الثّريد بمكة، وإنما كان اسمه عمرا فسمي هاشما لهشمه الثّريد بمكة فقال بعض العرب «3» :(الكامل)

عمرو الذي هشم الثّريد لقومه

قوم بمكة مسنتين عجاف

كانت إليه الرّحلتان كلاهما

سفر الشتاء ورحلة المصطاف

وقبر هاشم بغزّة من الشام.

(و) ولد (هاشم) ولدين «4» : أحدهما أسد أبو فاطمة «5» أمّ أمير المؤمنين عليّ عليه

ص: 293

السّلام، وعبد المطّلب «1» وعليه عمود النسب، وهو حفر بئر زمزم لرؤيا رآها، وكانت قد تتابعت على قريش سنون أقحلت الضّرع، وأذهبت العظم، فرأت رقيقة بنت [أبي] «2» صيفيّ بن هاشم «3» في منامها هاتفا يقول «4» : يا معشر قريش! إنّ هذا النبيّ المبعوث منكم قد أظلتكم أيامه فحيهلا بالخصب فانظروا رجلا منكم وسيطا، ووصف صفة عبد المطلب، فليخلص هو وولده وليهبط إليه من كلّ بطن رجل، فليسنوا من الماء «5» ، وليمسوا من الطيب واستلموا الركن ثم ارتقوا أبا قبيس، وليستسق الرجل وليؤمّن القوم فغثتم ما شئتم، فأصبحت رقيقة مذعورة، وقصّت رؤياها فقيل: هو شيبة الحمد عبد المطّلب ففعل ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام قد أيفع أو كرب، فقال: اللهمّ سادّ الخلّة وكاشف الكربة أنت معلّم غير معلّم، ومسئول غير مبخّل، وهذه عبدّاؤك وإماؤك بعذرات حرمك يشكون إليك سنتهم أذهبت الخفّ (21) والظّلف، اللهم فأمطر غيثا مغدقا ضريعا، قالت رقيقة:

فو ربّ الكعبة ما راحوا حتى تفجرت السّماء بمائها، واكتظّ الوادي بثجيجه، فسمعت سادات قريش يقولون لعبد المطّلب: هنيئا لك أبا البطحاء أي عاش بك أهل البطحاء، وقالت رقيقة:(البسيط)

بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا

لما فقدنا الحيا واجلوّذ المطر

ص: 294

فجاد بالماء جونيّ له سبل

سحّا فعاشت به الأنعام والشّجر

مبارك الأمر يستسقى الغمام به

ما في الأنام له عدل ولا خطر

وولد عبد المطّلب عشرة أولاد «1» الذين أعقب منهم ستة: حمزة والعباس رضي الله عنهما وأبو طالب وأبو لهب والحارث وعبد الله.

فأما حمزة فانقرض عقبه.

وأما العباس رضي الله عنه فكانت إليه السّقاية (و) الرّفادة بعد أبيه عبد المطّلب، وفي سقيا الحجيج والفخر بزمزم، يقول القائل «2» :(الهزج)

ورثنا المجد من آبا

ئنا فسما بنا صعدا

ألم نسق الحجيج ونن

حر الدلافة الرّفدا

فإن نهلك ولم نملك

ومن ذا خالد خلدا

فزمزم في أرومتنا

ونفقأ عين من حسدا

وهو أبو الخلفاء قدس الله أرواحهم، وسيأتي ذكرهم إن شاء الله تعالى في مكانه.

وأما أبو لهب والحارث فلهما عقب باق.

وأما أبو طالب فقد كثّر الله بركات البضعة الطاهرة النّبوية (من) أبنائه، ووصل نسبه وحسبه.

ص: 295

وكان عمر رضي الله عنه خطب أمّ كلثوم «1» إلى عليّ رضي الله عنه فقال عليّ: إنّها صغيرة، فقال عمر: زوّجنيها يا أبا الحسن، فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصد أحد، فقال له عليّ: أنا أبعثها إليك، فإن رضيتها فقد زوجتكها، فبعثها إليه ببرد، وقال لها: قولي له هذا البرد الذي قلت لك، فقالت ذلك لعمر، فقال: قولي له قد رضيته رضي الله عنك، ووضع يده على ساقها فكشفها (22) فقالت له: أتفعل هذا! لولا أنّك أمير المؤمنين لكسرت أنفك، ثم خرجت حتى جاءت أباها وأخبرته الخبر، وقالت: بعثتني إلى شيخ سوء، فقال: مهلا يا بنية فإنّه زوجك، فجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مجلس المهاجرين في الروضة «2» (حيث) كان يجلس فيه المهاجرون الأوّلون، فجلس إليهم، وقال:

رفئوني، فقالوا: بماذا يا أمير المؤمنين؟ قال: تزوجت أمّ كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «3» :" كلّ نسب وسبب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي وصهري" فكان لي به صلى الله عليه وسلم النسب والسبب وأردت أن

ص: 296

أجمع إليه الصّهر فرفّؤوه.

وولد أبو طالب أبناء ثلاثة، وهم: عقيل، وجعفر الطيار، وأمير المؤمنين وابن عمّ سيد المرسلين الواجب الحبّ أبو الحسن عليّ عليه وعليهما السّلام «1» ، ولكلّ من عقيل وجعفر وعليّ أبناء «2» ، وسنذكر المشاهير من أبناء عليّ رضي الله عنه إن شاء الله، فعليهم عمود النّسب المتصل بالنبيّ صلى الله عليه وسلم.

وأما عبد الله فعليه عمود نسب النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو أبو سيدنا ونبيّنا وشفيعنا محمد خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم.

انتهى الكلام على طوائف العرب البائدة والعاربة والمستعربة بتوفيق الله سبحانه وتعالى.

ص: 297