الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(قبائل العربان من مصر إلى أقصى المغرب)
فأما منازل العرب من لدن الجيزيّة ضاحية القاهرة على البحيرة آخذا إلى أقصى الغرب فسأذكر منه ما أملاه الشيخ المقرئ الورع أبو يحيى زكريّا المغربيّ أحد الأئمة بقلعة الجبل، حرست [قال]«1» ، قبائل العربان من مصر إلى أقصى المغرب:
جماعة قائد: زنّارة، ومزاتة، وخفاجة، وهوّارة، وسماك، ومنازلهم من الإسكندرية إلى العقبة الكبيرة «2» .
ثم لبيد «3» وهم جماعة سلام: فزارة، محارب، قطاب، الزّعاقبة، بشر، الجواشنة، البعاجنة، القبائص أولاد سلمان، القصاص، العلاونة ومنازلهم من العقبة الكبيرة «4» (72) إلى السوسة.
ثم جماعة جعفر بن عمر وهم: قتيل، المثانية، الباسة، عرعرة، العظمة، العكمة، المزابيل، العزة، ومن جملة هؤلاء [العزة]«5» ، الجعافرة، جماعة جعفر بن عمر ومنهم البداري أيضا.
وكذلك منهم السهاونة والجلدة منهم أيضا.
وكذلك منهم أولاد أحمد أيضا، ومنازلهم من سوسة إلى بئر السدرة، وهي آخر حدود
الديار المصرية، ومسافتها عن الإسكندرية نحو شهر بسير القوافل.
ثم منها طيموم العلاونة وهم غير أولئك، المهاملة، بنو بدر، ناصرة، وانتهاؤهم إلى قصر ابن أحمد في طرف مسراتة من الساحل، ومن القبلة أرض فزّان «1» وودّان «2» وحكمهما لأرض البرنو السودان ومسافة ما بين بئر السدرة وبين مسراتة عشرة أيام.
ومنهم من أرض مسراتة (إلى) بلاد طرابلس «3» : سليمان جماعة غانم بن زايد، ولهم الأرض من مسراتة إلى باب مدينة طرابلس، ثم من طرابلس إلى قابس ذباب «4» ، وهي تجمع المحاميد، والجواري جماعة عبد الله بن صابر، وملغم بن صابر وليسا بأخوين بل هم بنو عمّ من القبيلة.
قال الشريف أبو عمر عبد العزيز الحسنيّ الإدريسيّ: وهو من أهل غرناطة وله تعلق بخدمة السلطان أبي الحسن المريني، قال: ذباب مشيختهم لعبد الله بن رفيعة وأخيه إبراهيم، وأصلهم من سليم وأرضهم من طرابلس إلى قابس، ويجاورهم في هذه الأرض الجواري والمحاميد، وشيخ الجواري عبد الله بن سعيد (و) شيخ المحاميد عطية بن سعيد.
ثم تنقسم الطريق من قابس، فطريق جنوبية على الجريد وطريق شمالية على الساحل، فالجنوبية الآخذة على الجريد أول قبائلها آل حجر وفيهم عدة أشياخ منهم مرغم وذؤيب ابنا جعفر، وسفيان بن عطاء الله ورثيمة بن يخلف، وأرضهم من قابس إلى بشري وتأخذ في الساحل على الثنية (73) وبينهم أولاد صورة ومشيختهم في ابن مهلهل وأخيه جرموز،
قال: وهم فرقة يسيرة وبينهم الكعبيون ويعرفون بالكعوب «1» ، وهم أكبر بيت بإفريقيّة من العرب ومشيختهم في قوم يعرفون بأولاد أبي الليل، وهم أربعة إخوة: يعقوب وأحمد وخالد وقتيبة و [يجاورهم قوم]«2» هم أعداء لهم يعرفون بأولاد أبي طالب ولهم شيوخ شتى، يعقوب ومحمد [ابنا]«3» طالب و [بنو]«4» عمهم سمير بن عبد الله، ويعقوب بن الحصين، والحاجّ عليّ بن شيحة، وأرضهم من بشري إلى بسكرة، ولهم في داخل البلاد إلى باب تونس، ولهم أماكن كثيرة.
ويليهم فرقة كبيرة تعرف برياح «5» ، وفيهم ملك العرب القديم بالمغرب، وشيخهم يعقوب بن عليّ بن أحمد، وكان أبوه في غاية الكرم، بعث إليه ملك إفريقيّة بثلاثين حملا من البزّ الرفيع والتحف السّنبة فوهبها ثلاثين من المستعطين لوقته، ويجاوره ابنا عمّه حلوف بن عليّ ابن جابر ونطاح أخوه، وهم أهل إبل يكون عند الرجل منهم نحو ستين ألف بعير، هكذا ذكر وعليه عهدته. قال:
ويليهم عرب الغرب الداخل، وأول بلادهم وطاءة حمزة وسكانها فرقة يسيرة تعرف بعوار تنزل حول قلعة حمّاد «6» .
ويليهم عرب بلاد ريغو وأركلة، وهما مدينتان داخلتان في الصحراء، وهم من فزارة، وشيخهم طلحة بن معهود، قال: وهو رجل من أولياء الله والصالحين من عباده، وتنتهي أرضهم إلى المدية في الساحل.
ويليهم سويد «1» ، وشيخهم عريف بن عبد الله أبو زيدان وهو رجل جليل القدر، نبيه الذّكر، وافر العقل، مشارك في أنواع العلم والأدب والتاريخ والمعرفة بأيام العرب ووقائع الناس وصحبته في الحجّ سنة ثمان وثلاثين وسبع مائة فرأيت منه ما يملأ الصدر ويقرّ العين وهو بمنزلة من السلطان أبي الحسن المرينيّ لا تطاول ولا تحاول، ولا (74) يطمع بها طامح ولا طامع، وينتهي حدّهم إلى تافيللت من أرض سجلماسة.
قال هذا الشريف: ولأبي زيدان عدو من بني عمّه يسمى صقير بن عبد الله، قال: وهو أكبر [سنا]«2» منه وحسبا.
ويليهم عرب تعرف بالفرايض يملكون إلى البحر المحيط، وبلادهم حاحا وركراكة وسقساوة، ومسوفة هذه أهل لثام وبرقع أزرق لا يزال تمشي الرجال بتلك البراقع والنساء مكشفات الوجوه، وقال: وسبب براقعهم إظهار الحزن على المهديّ بن تومرت.
قال: وأما الطريق الثانية الشامية الآخذة من قابس على الساحل فغالب أهلها بربر ومصامدة سكان مدرة وأهل زرع وحرث، قال: يلي آل حجر الآخذين من قابس إلى إسفاقس فيما هو إلى المهدية طائفة تعرف بحكيم وشيخهم سحيم، وكان قد دخل الأندلس غازيا وحضر يوم طريف، ولهذه الطائفة إلى القيروان.
ويليهم دلاج، وكان شيخهم الحمير ثم قتل، وقام ولداه عبد الله ويحيى ابنا الحمير قال:
وهم رماة يرمون بقوس اليد رميا صائبا، ولهم تفرد بذلك دون بقية عرب الغرب، وأرضهم
من سوسة إلى الحمامات إلى الجزيرة القبلية إلى تونس.
ويليهم طائفة من البربر من تونس إلى تبسّة إلى بلد العنّاب، قال: وهؤلاء من هوارة، ولهم أشياخ كثيرة، ومرجعهم إلى أولاد حمزة والكعوب.
ويليهم طائفة أخرى زراع من البربر وألهاصة وشيخهم صخر بن موسى.
ويليهم سدويكش، وبلادهم من [قسنطينة]«1» إلى بجاية، وشيخهم عبد الكريم بن منديل، وله اعتلاق بخدمة السلطان أبي الحسن.
ويليهم في جبال زواوة بربر من بني حسن وزواوة.
ويليهم أرض متيجة، وسكانها بنو عبد الواد أصحاب تلمسان (و) بنو عباد، وفرقة تعرف بمغراوة، قال: ومغراوة نحو ثلاثين ألف فارس.
(75)
ويليهم تجين، وهم بأرض تلمسان على وادي شلف، قال: وكلّهم من بني عبد الواد وهم من زنانة، ويليهم بافراطة من تلمسان إلى فاس.
وأما مسون فخالية من العرب.
ويليهم من فاس إلى مرّاكش رياح أيضا، ثم المصامدة من مرّاكش إلى البحر المحيط.
فهذا ما ذكره الشريف أبو عمر عبد العزيز الإدريسيّ، وحدثني بذلك كلّه في صفر سنة تسع وأربعين وسبع مئة.