الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ اتِّخَاذِ الطَّعَامِ لِلأَضْيَافِ، يُسَمَّى سُورًا، وَأَنَّ اتِّخَاذَهَا بَعْدَ مَا يَدْعُونَ، وَأَنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ يَأْكُلُونَ بَعْدَ الْأَضْيَافِ
8307 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَصْرِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْمَرْوَزِيُّ، وَعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالُوا: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، قَالَ: ثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، يَقُولُ: لَمَّا حُفِرَ الْخَنْدَقُ رَأَيْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَمَصًا، فَانْتَهَيْتُ إِلَى امْرَأَتِي، فَقُلْتُ لَهَا: هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ، فَإِنِّي رَأَيْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَمَصًا شَدِيدًا، فَأَخْرَجَتْ لَهُ جِرَابًا فِيهِ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ، وَلَنَا بُهَيْمَةٌ دَاجِنٌ، قَالَ: فَذَبَحَتْهَا، وَطَحَنَتْ، فَفَرَغَتْ إِلَى فَرَاغِي، وَقَطَّعْتُهَا فِي بُرْمَتِهَا، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: لَا تَفْضَحْنِي بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَبِمَنْ مَعَهُ، فَأَتَيْتُهُ فَسَارَرْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا قَدْ ذَبَحْنَا بُهَيْمَةً لَنَا، وَطَحَنَتِ الْمَرْأَةُ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ كَانَ عِنْدَنَا، فَتَعَالَ أَنْتَ، وَنَفَرٌ مِمَّنْ مَعَكَ، قَالَ: فَصَاحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:«يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ، إِنَّ جَابِرًا، قَدْ صَنَعَ لَكُمْ سُورًا، فَحَيَّ هَلَّا بِكُمْ» ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لَا تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ، وَلَا تَخْبِزُنَّ عَجِينَتَكُمْ، حَتَّى أَجِيءَ» ، قَالَ: فَجِئْتُ، وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقْدُمُ النَّاسَ، حَتَّى جِئْتُ امْرَأَتِي، فَقَالَتْ بِكَ وَبِكَ، فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي قُلْتِ، وَأَخْرَجَتْ لَهُ عَجِينًا، فَبَسَقَ فِيهَا، وَبَارَكَ، ثُمَّ قَالَ:«ادْعِي خَابِزَةً تَخْبِزُ مَعَكِ، وَاقْدَحِي مِنْ بُرْمَتِكُمْ، وَلَا تُنْزِلُوهَا» ، وَهُمْ أَلْفٌ، فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لَأَكَلُوا حَتَّى تَرَكُوهَا، وَانْحَرَفُوا، وَإِنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ كَمَا هِيَ، وَإِنَّ عَجِينَتَنَا لَتُخْبَزُ كَمَا هُوَ، هَذَا لَفْظُ يَزِيدَ، وَحَدِيثُ الْبَاقِينَ بِمَعْنَاهُ، قَالَ: عَبَّاسٌ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَكَلَّمَ بِالْفَارِسِيَّةِ، قَالَ عَبَّاسٌ: وَجَاءَنِي أَبُو الدَّرْدَاءِ الْمَرْوَزِيُّ، فَسَأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ
⦗ص: 178⦘
سَعِيدٌ: وَإِنَّ عَجِينَتَنَا لَتُخْبَزُ كَمَا هِيَ
8308 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: أَنْبَا ابْنُ وَهْبٍ أَنَّ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، أَخْبَرَهُ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه، يَقُولُ: قَالَ: أَبُو طَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ رضي الله عنهما، لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الضَّعْفَ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ، قَالَتْ: نَعَمْ، فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ، ثُمَّ أَخْرَجَتْ خِمَارًا لَهَا، فَلَفَّتِ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ، ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ ثَوْبِي، وَرَدَّتْنِي بِبَعْضِهِ، ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَذَهَبْتُ، فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، وَمَعَهُ النَّاسُ، فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ؟» ، قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قُومُوا» ، قَالَ: فَانْطَلَقُوا، وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مِنَ الطَّعَامِ مَا يَكْفِيهِمْ، فَقَالَتْ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْلَمُ، فَانْطَلَقَ، أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَهُ، حَتَّى دَخَلَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«هَلُمِّي يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا عِنْدَكِ؟» ، فَجَاءَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَفُتَّ، وَعَصَرَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً لَهَا، فَأَدَمَتْهُ، ثُمَّ قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ قَالَ:«ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» ، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ:«ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» ، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا، حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ:«ائْذِنَ لِعَشَرَةٍ» ، حَتَّى أَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ، وَشَبِعُوا، الْقَوْمُ سَبْعُونَ رَجُلًا، أَوْ ثَمَانُونَ
8309 -
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَجَاءَتْ بِالْخَبْزِ، وَقَالَ فَأَدَامَتْهُ، وَقَالَ الثَّالِثَةَ:«ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» ، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا، حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجُوا
8310 -
حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ أَبُو عُمَرَ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
⦗ص: 179⦘
لَيْلَى، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَمَرَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ، فَقَالَ: اصْنَعِي لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، طَعَامًا لِنَفْسِهِ، خَاصَّةً يَأْكُلُ مِنْهُ، قَالَ: ثُمَّ أَرْسَلَنِي أَبُو طَلْحَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: إِلَيْكَ بَعَثَنِي أَبُو طَلْحَةَ، فَقَالَ لِلْقَوْمِ:«قُومُوا» ، قَالَ: فَلَقِيَنَا أَبُو طَلْحَةَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّمَا صَنَعْنَا طَعَامًا لِنَفْسِكَ خَاصَّةً، فَقَالَ:«لَا عَلَيْكَ انْطَلِقْ» ، فَانْطَلَقَ الْقَوْمُ مَعَهُ، فَجَاءَ بِطَعَامٍ إِنَّمَا صَنَعَهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَحْدَهُ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فِي الْقَصْعَةِ، وَسَمَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:«ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» ، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَدَخَلُوا، فَقَالَ:«كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ» ، فَأَكَلُوا، حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ قَامُوا، ثُمَّ وَضَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ كَمَا وَضَعَ الْمَرَّةَ الْأُولَى، وَسَمَّى، ثُمَّ قَالَ:«ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» ، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ بِثَمَانِينَ رَجُلًا، ثُمَّ أَكَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، بَعْدَ ذَلِكَ، وَأَهْلُ الْبَيْتِ، وَتَرَكُوا سُؤْرًا،
8311 -
حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَمَرَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ تَصْنَعُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا لِنَفْسِهِ خَاصَّةً، ثُمَّ أَرْسَلَنِي أَبُو طَلْحَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ، وَتَرَكُوا سُؤْرًا
8312 -
حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَنْبَأَ خَالِدُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أُتِيَ أَبُو طَلْحَةَ بِمُدَّيْنِ مِنْ شَعِيرٍ، فَأَمَرَ بِهِمَا، فَصَنَعَ طَعَامًا، ثُمَّ قَالَ: لِأَنَسٍ انْطَلِقْ، فَادْعُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَطْعَمُ عِنْدَنَا، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا طَلْحَةَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ، فَقَالَ: لِلْقَوْمِ: «قُومُوا» فَجِئْتُ أَمْشِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَى أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ:«مَا صَنَعْتَ؟» ، قُلْتُ دَعَوْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَا الْقَوْمَ، قَالَ: وَيْحَكَ فَضَحْتَنَا، أَلَيْسَ قَدْ أُعْلِمْتَ مَا عِنْدَنَا؟، قُلْتُ: بَلَى، وَلَكِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَقُولَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، شَيْئًا، فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى الْبَابِ، أَدْخَلَ عَشْرَةً، وَأَمَرَ الْقَوْمَ فَقَعَدُوا بِالْبَابِ، فَوَضَعَ الْإِنَاءَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، فَتَكَلَّمَ بِمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، ثُمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ:«أَطْعِمُوا» ، فَطَعِمُوا، ثُمَّ قَامُوا، وَدَعَا عَشْرَةً، حَتَّى أَكَلَ مِنْهَا ثَمَانُونَ رَجُلًا، وَفَضَلَ مَا شَبِعَ مِنْهُ أَهْلُ الْبَيْتِ