المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌جـ - على الصعيد الفكري - مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي

[مالك بن نبي]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌مقدمة

- ‌الفصل الأولالإجابتان عن الفراغ الكوني

- ‌الفصل الثانيالطفل والأفكار

- ‌الفصل الثالثالمجتمع والأفكار

- ‌الفصل الرّابعالحضارة والأفكار

- ‌الفصل الخامسالطاقة الحيوية والأفكار

- ‌الفصل السّادسعالم الأفكار

- ‌الفصل السّابعالأفكار المطبوعة والأفكار الموضوعة

- ‌الفصل الثامنجدليّة العالم الثقافي

- ‌أ - فعلى الصعيد النفسي والأخلاقي

- ‌ب - وعلى الصعيد الاجتماعي

- ‌جـ - على الصعيد الفكري

- ‌د - على الصعيد السياسي

- ‌ على الصعيد الأخلاقي:

- ‌ على الصعيد السياسي:

- ‌الفصل التاسعجدليّة الفكرة والشيء

- ‌الفصل العاشرصراع الفكرة- الوثن

- ‌الفصل الحادي عشرأصالة الأفكار وفعاليتها

- ‌الفصل الثاني عشرالأفكار وديناميكا المجتمع

- ‌الفصل الثالث عشرالأفكار والاطِّراد الثوري

- ‌الفصل الرابع عشرالأفكار والسياسة

- ‌الفصل الخامس عشرالأفكار وازدواجية اللغة

- ‌الفصل السادس عشرالأفكار الميِّتة والأفكار الْمُمِيتة

- ‌الفصل السابع عشرانتقام الأفكار المخذولة

- ‌الخاتمة

- ‌المسارد

الفصل: ‌جـ - على الصعيد الفكري

‌جـ - على الصعيد الفكري

هناك أيضاً أعراض مميزة لطغيان الأشياء. فلا يُسأل الكاتب الذي أنهى كتاباً أي بحث قد عالج وكيف عالجه.

إنه يُسأل عن عدد الصفحات، وأحياناً يقع المؤلف نفسُه فريسة الشيئية. فهناك مثقفٌ جزائري أخبرني يوماً أنه أنهى كتاباً يقع في كذا صفحة.

‌د - على الصعيد السياسي

تستلب الشيئية وطغيان الأشياء قدرات المجتمع في ميادين أخرى؛ خصوصاً ميدان التخطيط عندما يواجه بلدٌ ما مشكلة التخلّف، إما باستثمار رؤوس أموالٍ أجنبيةٍ، أو بزيادة معدل الضرائب التي تشلّ كل أوجه النشاط الفردي بأن تمهّد لقيام نظامٍ ضريبي تفصيليّ.

ولكن في المرحلة الحاليّة للمجتمع الإسلامي تشهد تداخلاً بين طغيان الأشياء وطغيان الأشخاص، ويترتب على طغيان الأشخاص نتائج ضارة على الصعيدين، الأخلاقي والسياسي خاصة.

1 -

‌ على الصعيد الأخلاقي:

عندما يتجسد المثل الأعلى في شخصٍ ما، هناك خطرٌ مزدوج: فسائر أخطاء الشخص ينعكس ضررُها على المجتمع الذي جسّد في شخصه مثله الأعلى. وسائر انحرافات ذلك الشخص تترصد كذلك في خسائر، وتكون هذه الخسارة إما في رفض للمثال الأعلى الذي سقط، وإما في ردّةٍ حقيقية يعتقد عبرها بإمكانية التعويض عن الإحباط باعتناق مثلٍ أعلى آخر. وفي كلا الحالتين فنحن نستبدل دون أن ندري مشكلة الأشخاص بمشكلة الأفكار.

وقد سبب هذا الاستبدال كثيراً من الضرر بالأفكار الإسلامية المتجسدة بأشخاصٍ ليسوا أهلاً لحلها. فمن ذا الذي يستطيع أن يجسد الأفكار دون أن يعرض المجتمع للخطر؟.

ص: 81