الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِنَ الحِسَان:
4421 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال:"لمَّا خلقَ اللَّه الجنّةَ قال: يا جبريلُ اذهَبْ فانظُرْ إليها، فذهَب فنظرَ إليها وإلى ما أعدَّ اللَّه لأهلِها فيها، ثمَّ جاءَ فقال: أيْ ربِّ وعِزّتكَ لا يسمعُ بها أحدٌ إلَّا دخَلها، ثمَّ حفَّها بالمكارِهِ، ثمَّ قد: يا جبريلُ اذهَبْ فانظُرْ إليها، فذهبَ فنظَر إليها، ثمَّ جاءَ فقال: أيْ ربِّ وعِزّتكَ لقدْ خَشيتُ أنْ لا يدخُلَها أحدٌ. قال: فلمَّا خلقَ اللَّه النّارَ قال: يا جبريلُ اذهَبْ فانظُرْ إليها، قال: فذهبَ فنظَر إليها، ثمَّ جاءَ فقال: أيْ ربِّ وعِزّتكَ لا يسمعُ بها أحدٌ فيدخلها، فحفَّها بالشهَواتِ، ثمَّ قال: يا جبريلُ اذهَبْ فانظُرْ إليها، فذهبَ فنظرَ إليها، فقال: أيْ ربِّ وعِزّتكَ لقدْ خَشيتُ أنْ لا يَبْقَى أحدٌ إلَّا دخلَها"(1).
9 - باب بدء الخلق وذكر الأنبياء عليهم السلام
مِنَ الصِّحَاحِ:
4422 -
عن عِمران بن حُصَين رضي الله عنه أنَّه قال: "إنِّي كُنْتُ عندَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إذْ جاءهُ قومٌ منْ بَني تَميمٍ، فقال: اقبَلُوا البُشرَى يَا بني تميم. قالوا: بشَّرّتَنا فأعطِنا، فدخلَ ناسٌ منْ أهلِ اليمنِ، فقال: اقبَلُوا البُشرَى يا أهلَ اليمنِ إذْ لم يَقبلْها بنو تميم. قالوا: قبِلْنا جئناك لنتفقَّهَ في الدِّينِ ولنسألكَ عنْ أَوَّلِ هذا الأمرِ ما كان؟ قال: كانَ اللَّه ولم يكنْ شيءٌ قبلَهُ،
(1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 332 - 333، 354، 373، وأبو داود في السنن 8/ 105، كتاب السنة (34)، باب في خلق الجنّة والنار (25)، الحديث (4744)، والترمذي في السنن 4/ 693، كتاب صفة الجنّة (39)، باب ما جاء حفْت الجنّة بالمكاره. . . (21)، الحديث (2560)، وقال:(حسن صحيح)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 3، كتاب الأيمان والنذور (35)، باب الحلف بعزة اللَّه تعالى (3)، والحاكم في المستدرك 1/ 26 - 27، كتاب الإيمان، باب حفت الجنّة بالمكاره، وقال:(صحيح على شرط مسلم) وأقره الذهبي.
وكانَ عرشُهُ علَى الماءِ، ثمَّ خلقَ السماواتِ والأرضَ، وكتبَ في الذِّكْرِ كلَّ شيءٍ. ثمّ أتاني رجلٌ فقال: يا عِمران أدْرِكْ ناقتَكَ فقدْ ذهبتْ، فانطلقتُ أطلبُها، وايْمُ اللَّه لودِدْت أنَّها قد ذهبَتْ ولمْ أقمْ" (1).
4423 -
عن عمر رضي الله عنه أنَّه قال: "قامَ فينا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم مَقامًا، فأخبَرَنا عنْ بِدْءِ الخلقِ حتَّى دخلَ أهلُ الجنَّةِ منازِلَهُمْ وأهلُ النَّارِ منازِلَهُمْ، حفظَ ذلكَ مَنْ حَفِظَهُ ونَسِيَهُ مَنْ نَسِيَه"(2).
4424 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ اللَّه كتبَ كِتابًا قبلَ أنْ يخلُقَ الخَلْقَ أنَّ رَحمتي سَبقتْ غَضبي فهو مكتوبٌ عِندَهُ فوقَ العرشِ"(3).
4425 -
وعن عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "خُلِقَتِ الملائكةُ مِنْ نورٍ، وخُلِقَ الجانُّ مِنْ مارِج مِنْ نار، وخُلِقَ آدمُ ممَّا وُصِفَ لكُم"(4).
(1) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 286، كتاب بدء الخلق (59)، باب ما جاء في قول اللَّه تعالى:{وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم (30)، الآية (27)](1)، الحديث (3190) و (3191)، وفي 13/ 403، كتاب التوحيد (97)، باب {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ} [هود (11)، الآية (7)](22)، الحديث (7418).
(2)
أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 286، كتاب بدء الخلق (59)، باب ما جاء في قول اللَّه تعالى:{وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} (1)، الحديث (3192).
(3)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 287، كتاب بدء الخلق (59)، باب ما جاء في قول اللَّه تعالى:{وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم (30)، الآية (27)](1)، الحديث (3194)، وفي 13/ 522، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى:{بَلْ هُوَ قرْآنٌ مَجِيْدٌ (22) في لَوْحٍ مَحْفوظٍ} [البروج (85)، الآية (22)](55)، الحديث (7554)، وهذا لفظه. ومسلم في الصحيح 4/ 2107، كتاب التوبة (49)، باب في سعة رحمة اللَّه تعالى وأنها سبقت غضبه (4)، الحديث (14/ 2751).
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2294، كتاب الزهد والرقاق (53)، باب في أحاديث متفرقة (10)، الحديث (60/ 2996)، والمارِج: اللهب المختلط بسواد النار (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 123).
4426 -
وعن أنس رضي الله عنه أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لمَّا صَوَّرَ اللَّه آدمَ في الجنَّةِ تركَهُ ماشاءَ اللَّه أنْ يترُكَهُ، فجعلَ ابليسُ يُطيفُ بهِ ينظرُ ما هوَ، فلمَّا رآهُ أجوَفَ عرفَ أنَّهُ خُلقَ خَلْقًا لا يتمالَكُ"(1).
4427 -
عن أنس رضي الله عنه أنَّه قال: "جاءَ رجلٌ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا خَيْرَ البرِيَّةِ، فقال: ذاكَ ابراهيمُ"(2).
4428 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اختتنَ إبراهيمُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وهوَ ابنُ ثمانينَ سنةً بالقَدُومِ (3) "(4).
4429 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لمْ يَكذِبْ إبراهيمُ إِلَّا ثلاثَ كَذَباتٍ: ثِنتَيْنِ منهن في ذاتِ اللَّه تعالَى: قوله: {إِنِّي سَقِيمٌ} (5)، وقوله:{بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} (6).
(1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2016، كتاب البر والصلة (45)، باب خلق الإنسان خلقًا لا يتمالك (31)، الحديث (111/ 2611).
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1839، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم (41)، الحديث (150/ 2369)، وقد تقدم هذا الحديث رقم (3804).
(3)
قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم 15/ 122: رواة مسلم متفقون على تخفيف القدوم، ووقع في روايات البخاري الخلاف في تشديده وتخفيفه، قالوا: وآلة النّجار يقال لها قَدُوم بالتخفيف لا غير وأما القدوم مكان بالشام ففيه التخفيف، فمن رواه بالتشديد أراد القرية، ومن رواه بالتخفيف يحتمل القرية والآلة، والأكثرون على التخفيف وعلى إرادة الآلة.
(4)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 388، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى:{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء (4)، الآية (125)](8)، الحديث (3356)، وفي 11/ 88، كتاب الاستئذان (79)، باب الختان بعد الكبر ونتف الإبط (51)، الحديث (6298)، ومسلم في الصحيح 4/ 1839، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم (41)، الحديث (151/ 2370).
(5)
سورة الصافات (37)، الآية (89).
(6)
سورة الأنبياء (21)، الآية (63).
وقال: بَينا هُوَ ذاتَ يومٍ وسارةُ إذْ أَتَى عَلَى جبَّارٍ مِنَ الجبابرةِ، فقيلَ لهُ: إنَّ ها هُنا رجلًا معهُ امرأةٌ منْ أحسَنِ النَّاسِ، فأرسلَ إليهِ فسألَهُ عنها: مَنْ هذِهِ؟ قال: أُختي. فأتَى سارةَ فقال لها: إنَّ هذا الجبَّارَ إنْ يعلمْ أنَّكِ امرأتي يغلِبْني عليكِ، فإنْ سألكِ فأخبِريهِ أنَّكِ أُختي، فإنَّك أُختي في الإسلامِ ليسَ علَى وَجْهِ الأرضِ مؤمنٌ غَيْري وغَيْرُكِ. فأَرسلَ إليها فأُتيَ بها، وقامَ إبراهيمُ يُصلِّي، فلمَّا دخلَتْ عليهِ ذهبَ يتناوَلُها بيدِهِ فأُخِذَ -ويُروى فغُطَّ حتَّى رَكضَ برجلِه (1) - فقال: ادعِي اللَّه لي ولا أضرُّكِ، فدعَتِ اللَّه فأُطلِقَ، ثمَّ تناولَها الثانية فأُخِذَ مثلها أو أشدّ، فقال: ادعِي اللَّه لي ولا أضرُّكِ، فدعَتِ اللَّه فأُطلِقَ، فدَعا بعضَ حجَبتِهِ فقال: إنَّكَ لمْ تأتِني بإنسانٍ إنَّما أتيتَني بشيطانٍ، فأخدَمَها هاجَرَ، فأتَتْهُ وهو قائمٌ يُصلِّي، فأَوْمَأَ بيدِهِ مَهْيَمْ؟ قالت: ردَّ اللَّه كيدَ الكافرِ في نَحرِهِ وأخدَمَ هاجَر". قال أبو هريرة رضي الله عنه: تلكَ أُمُّكُم يا بَني ماءِ السماءِ (2).
4430 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: "سُئِلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: أيُّ النَّاسِ أكرمُ؟ قال: أكرمُهُمْ عندَ اللَّه أتقاهُمْ. قالوا: ليسَ عنْ هذا نسألُكَ، قال: فأكرمُ النَّاسِ يوسُفُ نبيُّ اللَّه ابنُ نبيِّ اللَّه ابنِ خليلِ اللَّه. قالوا: ليسَ عنْ هذا نسألُكَ، قال: فعَنْ معادِنِ العربِ تسألُونني؟
(1) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 410 - 411، كتاب البيوع (34)، باب شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه (100)، الحديث (2217)، قوله:"فغُط حتَّى ركض برجله" يعني أنَّه اختنق حتَّى صار كأنه مصروع (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 6/ 393).
(2)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 388، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى:{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء (4)، الآية (125)](8)، الحديث (3358)، ومسلم في الصحيح 4/ 1840، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم (41)، الحديث (154/ 2371)، وقوله:"حجبته" جمع حاجب. و"مَهْيَم" أي ما شأنك وما خبرك (النووي، شرح صحيح مسلم 15/ 125).
قالوا: نعم، قال: فخِيارُكُمْ في الجاهليةِ خِيارُكُمْ في الإسلامِ إذا فقِهُوا" (1).
4431 -
وعن ابن عمر رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"الكريمُ ابنُ الكريمِ ابنِ الكريمِ ابنِ الكريمِ: يوسُفُ بنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهيم"(2).
4432 -
وقال عليه السلام: "نحنُ أحقُّ بالشكِّ منْ إبراهيمَ إذْ قال: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى} (3)، ويرحمُ اللَّه لُوطًا لقدْ كانَ يأْوِي إلى رُكنٍ شديد، ولوْ لبِثْتُ في السِّجنِ طولَ ما لَبِثَ يوسُفُ لَأجَبْتُ الداعي"(4).
4433 -
وقال عليه السلام: "إنَّ موسى كانَ رجلًا حَيِيًّا سِتِّيرًا لا يُرَى منْ جِلدِهِ شيءٌ استحياءً، فآذاهُ مَنْ آذاهُ منْ بَني إسرائيلَ فقالوا: ما يتستَّرُ هذا التستُّرَ إلَّا مِنْ عَيْبِ بجلدِهِ: إمَّا بَرَصٍ أو أُدْرَةٍ، وإنّ اللَّه أرادَ أنْ يُبَرِّئهُ، فخلا يومًا وحدَهُ ليغتَسِلَ، فوضعَ ثَوْبَهُ على حجرٍ، ففرَّ الحجَرُ بثوبِهِ، فجَمَحَ موسى في إثْرِهِ يقول: ثوبي يا حجرُ ثوبي يا حجرُ ثوبي يا حجرُ، حتَّى انتهَى إلى
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 387، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى:{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء (4)، الآية (125)](8)، الحديث (3353)، وفي 8/ 362، كتاب التفسير (65)، سورة يوسف (12)، باب {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} [الآية (7)](2)، الحديث (4689) وهذا لفظه، ومسلم في الصحيح 4/ 1846، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل يوسف عليه السلام (44)، الحديث (168/ 2378)، وقد تقدم الحديث برقم (3801).
(2)
أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 417، كتاب الأنبياء (60)، باب {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ المَوْتُ} [البقرة (2)، الآية (133)](18)، الحديث (3382)، وقد تقدم الحديث برقم (3802).
(3)
سورة البقرة (2)، الآية (260).
(4)
متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 410 - 411، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه عز وجل:{وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ} [الحجر (15)، الآية (51)](11)، الحديث (3372)، ومسلم في الصحيح 4/ 1839، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم (41)، الحديث (152/ 151).
مَلَإٍ منْ بَني إسرائيل فرأَوْهُ عُريانًا أحسنَ ما خلقَ اللَّه، وقالوا: واللَّهِ ما بموسى منْ بأْسٍ، وأخذَ ثوبَة وطفَقِ بالحجرِ ضَرْبًا" (1) فواللَّه إنَّ بالحجرِ لَنَدَبًا منْ أثرِ ضربهِ ثلاثًا أو أربعًا أو خمسًا (2).
4434 -
وقال عليه السلام: "بينا أيُّوبُ يَغتسِل عُريانًا فخرَّ عليهِ جَرادٌ منْ ذَهبٍ، فجدلَ أيُّوبُ يحتَثي في ثَوبِهِ، فناداه ربُّه: يا أيُّوبُ أَلَمْ أكُنْ أغنَيْتكَ عمَّا تَرَى؟ قال: بلَى وعِزَّتِكَ ولكنْ لا غِنى بي عَنْ بَرَكَتِك"(3).
4435 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال: "استبَّ رجلٌ من المسلمينَ ورجلٌ مِنَ اليهودِ، فقالَ المسلمُ: والذي اصطَفى محمَّدًا على العالمينَ، فقالَ اليهوديُّ: والذي اصطفَى موسَى علَى العالمينَ، فرفعَ المسلمُ يدَهُ عندَ ذلكَ فلطَمَ وَجْهَ اليهوديِّ، فذهبَ اليهوديُّ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فأخبَرَهُ بما كانَ منْ أمرِهِ وأمرِ المسلمِ، فدَعا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم المسلمَ فسألَهُ عنْ ذلكَ، فأخبرَه، فقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: لا تُخيِّروني على موسَى، فإنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يومَ القِيامَةِ فأصعَقُ معهم فأكون أول من يُفيق، فإذا موسَى باطِشٌ بجانِبِ العَرشِ، فلا أدري كانَ فيمَنْ
(1) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 385، كتاب الغسل (5)، باب من اغتسل عريانًا وحده في الخلوة. . . (20)، الحديث (278)، وفي 6/ 436، كتاب الأنبياء (65)، باب (28)، الحديث (3404)، ومسلم في الصحيح 1/ 267، كتاب الحيض (3)، باب جواز الاغتسال عريانًا في الخلوة (18)، الحديث (75/ 339)، وفي 4/ 1841 - 1842، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم (42)، الحديث (155/ 339) و (156/ 339)، الأدرة: نفخة بالخصية. جمح: أي ذهب وأسرع، النَدَب: الأثر.
(2)
قوله: "فواللَّه إن بالحجر لندبًا. . . " هذا من قول أبي هريرة رضي الله عنه ما جاء في رواية البخاري الأولى، وكذلك روايات مسلم، أما في رواية البخاري الثانية فظاهر سياقه أنَّه بقية الحديث.
(3)
أخرجه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، البخاري في الصحيح 1/ 387، كتاب الغسل (5)، باب من اغتسل عُريانًا وحده في الخلوة. . . (20)، الحديث (279). وقوله: يحتثي أي يضع.
صَعِقَ فأفاقَ أوْ كانَ ممَّنْ استَثْنَىِ اللَّه" (1). وفي رواية: "فلا أدرِي أحُوسِبَ بصعقةِ (2) يومِ الطُّور أو بُعِث قبلي، ولا أقولُ إنَّ أحدًا أفضلُ مِنْ يونُسَ بنِ مَتَّى" (3). وفي رواية:"لا تُخيِّروا بينَ الأنبياءِ"(4). وفي رواية: "لا تُفضِّلوا بينَ أنبياءِ اللَّه"(5).
4436 -
وقال عليه السلام: "مَا يَنْبَغي لعبدٍ أنْ يقولَ إنِّي خيرٌ منْ يونُسَ بنِ مَتَّى"(6).
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 70، كتاب الخصومات (44)، باب ما يذكر في الإشخاص والخصومة بين المسلم واليهود (1)، الحديث (2411)، وفي 6/ 441، كتاب الأنبياء (60)، باب وفاة موسى وذكره بعد (31)، الحديث (3408)، ومسلم في الصحيح 4/ 1844، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم (42)، الحديث (160/ 2373) و (161/ 2373)، وقوله:"باطش بجانب العرش" أي آخذ بشيء من العرش بقوة، والبطش الأخذ بقوة (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 6/ 445).
(2)
كذا في المخطوطة والمطبوعة. واللفظ عند البخاري "بِصَعْقتِهِ".
(3)
أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 450 - 451، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى:{وَإِنَّ يُونُسَ لِمَنَ المُرْسَلِينَ} [الصافات (37)، الآية (139)](35)، الحديث (3414) و (3415).
(4)
متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 70، كتاب الخصومات (44)، باب ما يذكر في الإشخاص والخصومة بين المسلم واليهود (1)، الحديث (2412)، وفي 12/ 263، كتاب الديات (87)، باب إذا لطم المسلم يهوديًّا عند الغضب (32)، الحديث (6916)، ومسلم في الصحيح 4/ 1845، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم (42)، الحديث (163/ 2374).
(5)
متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 450 - 451، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى:{وَإِنَّ يُونَسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات (37)، الآية (139)](35)، الحديث (3414)، ومسلم في الصحيح 4/ 1844، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم (42)، الحديث (159/ 2373) واللفظ له.
(6)
متفق عليه من حديث ابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهما، وانفرد البخاري بروايته عن ابن مسعود:
• حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 428، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى:{وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيث مُوسَى} [طه (20)، الآية (9)](24)، الحديث (3395)، وفي 6/ 450، باب قول اللَّه تعالى:{وَإِنَّ يُونَسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات (37)، الآية (139)](35)، الحديث (3413)، وفي 13/ 512، كتاب =
4437 -
وقال عليه السلام: "مَنْ قالَ أَنا خيرٌ منْ يونُسَ بنِ مَتَّى فقدْ كذَب"(1).
4438 -
عن أُبيّ بن كَعْب رضي الله عنه أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنَّ الغُلامَ الذي قتلَهُ الخَضِرُ طُبعَ كافِرًا، ولوْ عاشَ لأرهَقَ أبويهِ طُغيانًا وكُفرًا"(2).
4439 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّما سُمِّيَ الخَضِرَ لأنَّهُ جلسَ على فَرْوَةٍ بيضاءَ، فإذا هي تهتزُّ منْ خلفِهِ خَضراءَ"(3).
4440 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاءَ مَلَكُ الموتِ إلى موسى بنِ عِمرانَ فقالَ لهُ: أَجِبْ ربَّكَ. قال: فلطَمَ موسَى عينَ مَلَكِ الموتِ ففقأَها، قال: فرجَعَ الملَكُ إلى اللَّه تعالَى فقال: إنَّكَ أرسلْتَني إلى عبدٍ لكَ
= التوحيد (97)، باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه (50)، الحديث (7539)، ومسلم في الصحيح 4/ 1846، كتاب الفضائل (43)، باب في ذكر يونس عليه السلام (43)، الحديث (167/ 2377).
• حديث أبي هريرة رضي رضي الله عنه: أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 451، الحديث (3416)، وفي 8/ 294، كتاب التفسير (65)، سورة الأنعام (6)، باب {ويُونُس وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى العَالَمِينَ} [الآية (86)](4)، الحديث (4631). ومسلم في المصدر السابق، الحديث (166/ 2376).
• وأخرجه البخاري من حديث ابن مسعود رضي الله عنه في الصحيح 6/ 450، الحديث (3412) وفي 8/ 267، كتاب التفسير (65)، سورة النساء (4)، باب {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ -إِلَى قوله- ويُونُسَ وهَارُونَ وَسُلَيْمانَ} [الآية (162)]، الحديث (4603).
(1)
أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في المصدر نفسه، الحديث (4604).
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2050، كتاب القدر (46)، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة. . . (6)، الحديث (29/ 2661).
(3)
أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 433، كتاب الأنبياء (60)، باب حديث الخضر مع موسى عليهما السلام (27)، الحديث (3402) والفروة البيضاء: الأرض اليابسة.
لا يُريدُ الموتَ وقدْ فقأ عَيْني. قال: فردَّ اللَّه تعالَى عليهِ (1) عينَهُ وقال: ارجِعْ إلى عبدِي فقُل: الحياةَ تَريدُ؟ فإنْ كنتَ تريدُ الحياةَ فضَعْ يدَكَ علَى مَتْنِ ثَوْرٍ فما وارَتْ يدُكَ منْ شَعْرةٍ فإنَّكَ تعيشُ بها سنةً: ثُمّ مَهْ؟ قال: ثُمَّ تموتُ. قال: فالآن (2) منْ قريبٍ ربِّ أدْنِني مِنَ الأرضِ المقدَّسَةِ رميةً بحجرٍ. قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: واللَّهِ لوْ أنِّي عِندهُ لَأرَيْتُكُمْ قبرَهُ إلى جَنَبِ الطريقِ عندَ الكَثِيبِ الأحمرِ" (3).
4441 -
عن أنس رضي الله عنه أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "مررتُ على موسَى ليلةَ أُسرِيَ بي عندَ الكَثِيبِ الأحمرِ وهوَ قائِمُ يُصلِّي في قبرِهِ"(4).
4442 -
وعن جابر رضي الله عنه أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "عُرِضَ عليَّ الأنبياءُ، فإذا موسَى ضَرْبٌ من [الرجالِ كأنَّهُ مِنْ](5) رِجالِ أزد شَنُوأَة، ورأيتُ عيسَى بنَ مريمَ فإذا أقربُ مَنْ رأيتُ بهِ شَبَهًا عُروَةُ بنُ
(1) كذا في المطبوعة وفي لفظٍ عند البخاري. والعبارة في المخطوطة وفي لفظ مسلم ولفظٍ عند البخاري (إِلَيْهِ).
(2)
العبارة في المطبوعة (فالآن فالآن) مكررة، وما أثبتناه من المخطوطة وهو الموافق لألفاظ البخاري ومسلم.
(3)
متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه موقوفًا ومرفوعًا، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 206، كتاب الجنائز (23)، باب من أحب الدفن في الأرض المقدسة (68)، الحديث (1339)، وفي 6/ 440، كتاب الأنبياء (60)، باب وفاة موسى وذكره بعد (31)، الحديث (3407)، ومسلم في الصحيح 4/ 1842، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم (42)، الحديث (157/ 2372)، و (158/ 2372)، والكثيب: أي التل المستطيل المجتمع من الرمل.
(4)
أخرجه مسلم في المصدر نفسه 4/ 1845، الحديث (164/ 2375).
(5)
ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة وأثبتناه من المخطوطة ولفظ مسلم.
مسعودٍ، ورأيتُ إبراهيمَ فإذا أقربُ مَنْ رأيتُ بهِ شَبَهًا صاحِبُكُمْ، يعني نفسَهُ، ورأيتُ جِبريلَ فإذا أقربُ مَنْ رأيتُ بهِ شَبَهًا دَحْيَةُ بنُ خَليفةَ" (1).
4443 -
عن ابن عبَّاس رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"رأيتُ ليلةَ أُسرِيَ بي موسَى رجُلًا آدمَ طوالًا جَعدًا كأَنَّهُ منْ رِجالِ شَنوأةَ، ورأيتُ عيسَى رجُلًا مَربوعَ الخَلْقِ إلى الحُمرَةِ والبياضِ سَبطَ الرأسِ، ورأيتُ مالِكًا خازِنَ النَّارِ، والدَّجالَ في آياتٍ أراهُنَ اللَّه إيَّاهُ {فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ} (2) "(3).
4444 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسليمِ: "ليلةَ أُسرِيَ بي لَقِيتُ موسَى، فنَعَتَهُ، فإذا رجُلٌ مُضْطَرِبٌ رَجِلُ الشعرِ كأنَّهُ منْ رِجالِ شَنُوأَةَ، ولقيتُ عيسَى رَبْعَةٌ أحمرُ كأنَّما خرجَ منْ دِيماسٍ -يعني الحمَّام (4) - ورأيتُ إبراهيمَ وأنا أشبَهُ ولدِهِ بهِ، قال: وأُتِيتُ بإِناءَيْنِ أحدُهُما فيهِ لَبنٌ والآخَرُ فيهِ خمرٌ، فقيلَ لي: خُذْ أيُّهما شِئْتَ، فأخذتُ
(1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 153، كتاب الإيمان (1)، باب الإسراء برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (74)، الحديث (271/ 167)، وقوله:"ضرب من الرجال" أي خفيف اللحم، وازدشنوءة: حي من اليمن.
(2)
سورة السجدة (32)، الآية (23).
(3)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 314، كتاب بدء الخلق (59)، باب إذا قال أحدكم آمين. . . (7)، الحديث (3239)، ومسلم في الصحيح 1/ 151، كتاب الإيمان (1)، باب الإسراء برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (74)، الحديث (267/ 165)، وشنوءة: هي قبيلة معروفة، قال الجوهري: الشنوءة التقزز وهو التباعد من الأدناس ومنه أزدشنوءة وهم حي من اليمن. والسبط بفتح الباء وكسرها لغتان مشهورتان، قال أهل اللغة الشعر السبط هو المسترسل ليس فيه تكسر (النووي، شرح صحيح مسلم 2/ 226 - 227).
(4)
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 6/ 484: قوله (يعني الحمام) هو تفسير عبد الرزاق -الراوي- ولم يقع ذلك في رواية هشام.
اللَّبَنَ فشرِبْتُهُ، فقيلَ لي: هُدِيت الفِطْرةَ، أما إنَّكَ لو أخذْتَ الخمرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ" (1).
4445 -
عن ابن عباس قال: "سِرْنا معَ رسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم بينَ مكَّةَ والمدينَةِ، فمرَرْنا بوادٍ فقال: أيُّ وادٍ هذا؟ فقالوا: وادِي الأزرقِ، قال: كأنِّي أنظُرُ إلى موسَى، فذكَرَ منْ لونِهِ وشعرِهِ شيئًا، واضِعًا أصبعَيْهِ في أُذُنَيْهِ، لهُ جُؤارٌ إلى اللَّه تعالى بالتلبِيَةِ مارًّا بهذا الوادِي. قال: ثمَّ سِرْنا حتَّى أَتَيْنا على ثَنِيَّة فقال: أيُّ ثَنِيَّةٍ هذهِ؟ قالوا: هَرْشَى أو لِفْتٌ، فقال: كأنِّي أنظُرُ إلى يونُسَ عَلَى ناقَةٍ حمراءَ عليهِ جُبَّة صُوفٍ خِطامُ ناقَتِهِ خُلْبَةٌ مارًّا بهذا الوادي مُلبِّيًا"(2).
4446 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"خفَّفَ عَلَى داودَ القُرآنُ، فكانَ يأمرُ بدوابِّهِ فتُسرَجُ، فيقرأُ القُرآنَ قبلَ أنْ تُسرَجَ دوابُّة، ولا يأكُل إلَّا مِنْ عملِ يَدِه"(3).
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 428، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى:{وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} [طه (20)، الآية (9)](24)، الحديث (3394)، وفي 6/ 476، باب قول اللَّه تعالى:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذْ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} [مريم (19)، الآية (16)](48)، الحديث (3437)، ومسلم في الصحيح 1/ 154، كتاب الإيمان (1)، باب الإسراء برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (74)، الحديث (272/ 168)، والمضطرب: الطويل غير الشديد، وقيل الخفيف اللحم. وَرجِلُ الشَّعْرِ: بين الجعودة والسَبوطة. وقوله: "رَبْعة" هو المربوع والمراد أنَّه ليس بطويل جدًّا ولا قصير جدًّا بل وسط (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 6/ 484).
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 152، كتاب الإيمان (1)، باب الإسراء برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (74)، الحديث (268/ 166)، وجؤار: تضرّع وهَرْشَى: ثنيّة بقرب الجحفة، يقال لها أيضًا لفت. والثنية: طريق عال في الجبل أو بين الجبلين: الخطام: هو الحبل الذي يقاد به البعير، خُلْبة: ليفة نخل.
(3)
أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 303، كتاب البيوع (34)، باب كسب الرجل وعمله بيده (15)، الحديث (2073)، وفي 6/ 453، كتاب الأنبياء (60)، باب قوله تعالى:{وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} (37)، الحديث (3417).
4447 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى اله عليه وسلم قال:"كانتْ امرأتانِ معهما ابناهما، جاءَ الذئبُ فذهبَ بابن إحداهُما، فقالت صاحبتُها: إنَّما ذهبَ بابنكِ، وقالتِ الأُخرى: إنَّما ذهبَ بابنكِ، فتَحاكمَتا إلى داودَ فقضَى بهِ للكُبرى، فخَرجتا على سُليمانَ بنِ داودَ فأخبرتاهُ فقال: ائْتُوني بالسكِّينِ أشقُّهُ بينكُما، فقالتِ الصُّغرَى: لا تَفعلْ يَرحمُكَ اللَّه هو ابنُها، فقضَى بهِ للصُّغرَى"(1).
4448 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"قالَ سليمانُ: لأطوفَنَّ اللَّيلةَ عَلَى تِسعينَ امرأةً -وفي رواية: بمائةِ امرأةٍ (2) - كلُّهنَّ تأتي بفارِسٍ يُجاهِدُ في سَبِيلِ اللَّه، فقالَ لهُ الملَكُ: قُلْ إنْ شاءَ اللَّه، فلمْ يقُلْ ونَسيَ، فطافَ عليهِنَّ، فلمْ تحمِلْ منهنَّ إِلَّا امرأةٌ واحِدةٌ جاءتْ بشِقِّ رجُلٍ، وايْمُ الذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لوْ قالَ إنْ شاءَ اللَّه لجاهَدُوا في سبيلِ اللَّهِ فُرسانًا أجمَعُونَ"(3).
4449 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "كانَ زَكرِيا نَجَّارًا"(4).
(1) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 458، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى:{وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ} [ص (38)، الآية (30)](40)، الحديث (3427)، ومسلم في الصحيح 3/ 1344، كتاب الأقضية (30)، باب بيان اختلاف المجتهدين (10)، الحديث (20/ 1720).
(2)
أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 34، كتاب الجهاد (56)، باب من طلب الولد للجهاد (23)، الحديث (2819)، وفي 9/ 339، كتاب النكاح (67)، باب قول الرجل: لأطوفنّ الليلة على نسائي (119)، الحديث (5242).
(3)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 458، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى:{وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ} [ص (38)، الآية (30)](40)، الحديث (3424)، وفي 11/ 524، كتاب الأيمان والنذور (83)، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم (3)، الحديث (6639)، ومسلم في الصحيح 3/ 2761، كتاب الأيمان (27)، باب الاستثناء (5)، الحديث (25/ 1654).
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1847، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل زكرياء عليه السلام (45)، لحديث (169/ 2379).
4450 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أَنا أَوْلَى النَّاسِ بعيسَى بنِ مريمَ في الأُولَى والآخِرةِ، الأنبياءُ إخوةٌ مِنْ عَلَّاتٍ، وأمَّهاتُهُمْ شتَّى ودينُهُمْ واحِدٌ، وليسَ بَيْننا نبيٌّ"(1)
4451 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"كُلُّ بَني آدمَ يَطعنُ الشيطانُ في جنبَيْهِ بإصبعيه (2) حِينَ يُولَدُ، غيرَ عيسَى بنِ مريمَ ذهبَ يطعنُ فطعنَ في الحِجابِ"(3).
4452 -
عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"كَمُلَ مِنَ الرجالِ كثيرٌ ولم يَكمُلْ مِنَ النِّساءِ إلَّا مريمُ بنتُ عِمرانَ واسِيَةُ امرأةُ فِرعَوْنَ، وفَضْلُ عائِشةَ على النِّساءِ كفضلِ الثَّرِيدِ على سائرِ الطعامِ"(4).
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 477 - 478، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى:{وَاذْكرْ في الكِتَابَ مَرْيَمَ إِذْ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} [مريم (19)، الآية (16)](48)، الحديث (3442)، و (3443)، ومسلم في الصحيح 4/ 1837، كتاب الفضائل (43)، باب فضائل عيسى عليه السلام (40)، الحديث (145/ 2365)، وقوله:"من عَلَّات" أي هم إخوة من أب واحد، فإن العلّة الضرة وبنو العلات أولاد الرجل من نسوة شتى. وقوله:"ليس بَيْنَنَا نبِيٌ" فسَّره رواية مسلم قبلها: "وليس بيني وبين عيسى نبيٌّ".
(2)
وردت في المطبوعة: (بأصبعه) والتصويب من المخطوطة وصحيح البخاري.
(3)
أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 337، كتاب بدء الخلق (59)، باب صفة إبليس وجنوده (11)، الحديث (3286)، وأخرجه مسلم بمعناه في الصحيح 4/ 1838، كتاب الفضائل (43)، باب فضائل عيسى عليه السلام (40)، الحديث (147/ 2366)، ولفظه:"كلُّ بني آدم يمسُّه الشيطان يوم ولدته أمه إلّا مريم وابنها" والحجاب: المشيمة.
(4)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 446، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى:{وَضرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ} [التحريم (66)، الآية (11)](32)، الحديث (3411)، ومسلم في الصحيح 4/ 1886، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي اللَّه تعالى عنها (12)، الحديث (70/ 2431).
مِنَ الحِسَان:
4453 -
عن أبي رَزين [العقيلي](1) قال: "قلتُ: يا رسُولَ اللَّه أينَ كانَ ربُّنا قبلَ أنْ يخلُقَ خلقَهُ؟ قال: كانَ في عَماءٍ ما تحتَهُ هواءٌ وما (2) فوقَهُ هواءٌ، وخلقَ عرشَهُ علَى الماءِ"(3) وقال يَزيد بن هارون: العماءُ أي ليسَ معه شيء.
4454 -
وعن العبّاس بن عبد المطلب رضي الله عنه: "زعمَ أنَّه كانَ جالِسًا في البَطْحاءِ في عِصابةٍ ورسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم جالِسٌ فيهِمْ، فمَّرتْ سَحابَةٌ فنظَرُوا إليها، فقالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما تسمُّونَ هذه؟ قالوا: السَّحابُ، قال: والمُزْن، قالوا: والمُزْنُ، قال: والعَنانُ، قالوا: والعَنانُ، قال: هَلْ تَدرُونَ ما بُعْدُ ما بينَ السماءِ والأرضِ؟ قالوا: لا نَدرِي، قال: إنَّ بُعْدَ ما بينَهُما إمَّا واحدةٌ أو اثنتانِ أو ثلاثٌ وسبعونَ سنةً، والسماءُ التي فوقَها كذلكَ، حتَّى عدَّ سبع سماواتٍ، ثمَّ فوقَ السَماءِ السابعةِ بحرٌ بينَ أعلاهُ وأسفلِهِ كما بينَ سماءٍ إلى سماءٍ، ثمَّ فوقَ ذلك ثمانيةُ أوْعالٍ بينَ أظْلافِهنَّ ورُكَبِهنَّ مثلُ ما بينَ سماءٍ إلى سماءٍ، ثمَّ على ظُهورِهنَّ العرشُ بينَ أسفلِهِ وأعلاهُ ما بينَ سماءٍ إلى سماءٍ، ثمَّ اللَّه تعالَى فوقَ ذلكَ"(4).
(1) ساقطة من المطبوعة.
(2)
تصحفت في المطبوعة إلى: (ولا) والتصويب من المخطوطة وسنن الترمذي.
(3)
أخرجه أحمد في المسند 4/ 11، 12، والترمذي في السنن 5/ 288، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة هود (12)، الحديث (3109)، وقال:(هذا حديث حسن، وأبو رزين اسمه لقيط بن عامر) وابن ماجه في السنن 1/ 64 - 65، المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية (13)، الحديث (182)، والطبراني في المعجم الكبير 19/ 207، في مسند لقيط بن عامر أبو رزين العقيلي، الحديث (468).
(4)
أخرجه أحمد في المسند 1/ 206 - 207، وأبو داود في السنن 5/ 93، كتاب السنة (34)، باب في الجهمية (19)، الحديث (4723)، والترمذي في السنن 5/ 424، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة الحاقة (68)، الحديث (3320)، وقال:(حسن غريب)، وابن =
4455 -
عن جُبَيْر بن مُطْعِم قال: "أَتَى رسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم أعرابيٌّ فقال: جُهِدَتْ الأنفُسُ وجاعَ العِيالُ ونُهِكَتْ الأموالُ وهَلكتْ الأنعامُ فاسْتَسْقِ اللَّه لنا فإنَّا نستَشْفِعُ بكَ علَى اللَّه ونستَشْفِعُ باللَّه عليك، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: سُبحانَ اللَّه سُبحانَ اللَّه. فما زالَ يُسبِّحُ حتَّى عُرِفَ ذلكَ في وُجوهِ أصحابِهِ، ثمَّ قال: ويحَكَ إنَّه لا يُستَشْفَعُ باللَّه علَى أحدٍ، شأنُ اللَّه أعظمُ منْ ذلكَ، وَيْحَكَ أتدري ما اللَّه إنَّ عرشَهُ علَى سماواتِهِ لهكذا، وقال بأصابِعِهِ مثلَ القُبَّةِ عليهِ، وإنَّه لَيَئِطُّ بهِ أطِيطَ الرَّحْلِ بالراكِبِ"(1).
4456 -
عن جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"أُذِنَ لي أَنْ أُحَدِّثَ عنْ مَلَكٍ منْ ملائِكَةِ اللَّه مِنْ حَمَلَةِ العرشِ، إنَّ ما بينَ شَحْمَةِ أُذُنيهِ إلىِ عاتِقِهِ مَسيرةُ سبعمائةِ عامٍ"(2).
4457 -
عن زُرارة بن أَوْفَى (3)"أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لجبريل: هل رأيتَ ربَّك؟ فانتفضَ جبريل وقال: يا محمَّدُ إنَّ بَيني وبينَهُ سبعينَ حِجابًا مِنْ نورٍ لو دنَوْتُ منْ بعضِها لاحترقْت"(4).
= ماجه في السنن 1/ 69، المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية (13)، الحديث (193)، والحاكم في المستدرك 2/ 288، كتاب التفسير، تفسير سورة آل عمران، والبطحاء: موضع بمكة. والعصابة: جماعة من كفار مكة، وأوعال جمع وعل وهو العنز الوحشي ويقال له تيس شاة الجبل.
(1)
أخرجه أبو داود في السنن 5/ 94 - 95، كتاب السنة (34)، باب في الجهمية (19)، الحديث (4726)، قوله:"ونُهكت الأموال" أي نقصت، و:"قال بأصابعه" أي أشار بها. ويئطّ: يتضايق العرشُ ويعجز عن القيام بحق معرفته وعن سعة علمه، وإحاطة عظمته، كعجز الرحل عن احتمال الراكب.
(2)
أخرجه أبو داود في المصدر نفسه 5/ 96، الحديث (4727)، وأبو نعيم في حلية الأولياء 3/ 158، في ترجمة محمد بن المنكدر (230)، وقد تأخر هذا الحديث في مخطوطة برلين إلى آخر الباب.
(3)
تصحف الاسم في المخطوطة إلى (زرارة بن أبي أوفى)، والتصويب من المطبوعة، وانظر تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر.
(4)
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عزاه له الهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 79، كتاب الإيمان، باب في عظمة اللَّه سبحانه وتعالى، وأخرجه أبو نعيم في =
4458 -
عن ابن عبَّاس قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنّ اللَّه خلقَ إسرافيلَ منذُ يومَ خَلَقَهُ صافًّا قدمَيْهِ لا يرفعُ بصره، بينهُ وبينَ الربِّ تبارك وتعالى سبعونَ نُورًا ما منها منْ نورٍ يدنُو منهُ إلَّا احترَق"(1)[صح](2).
4459 -
عن جابر رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لمَّا خلقَ اللَّه آدمَ وذريَّتَهُ قالت الملائكةُ: يا ربِّ خلقتَهُمْ يأكلونَ ويشربونَ وينكِحونَ ويركبونَ فاجعلْ لهمُ الدُّنيا ولنا الآخرة. قال اللَّه تعالَى: لا أجعلُ مَنْ خلقْتُهُ بيديَّ ونفختُ فيهِ مِنْ رُوحي كمنْ قلتُ لهُ كُنْ فكان"(3).
= "حلية الأولياء" من حديث أنس إلَّا أنَّه لم يذكر "فانتفض جبريل" الخطيب التبربزي في مشكاة المصابيح 3/ 1579، الحديث (32/ 5729)، وقال صدر الدين المناوي في كشف المناهج، ق 191/ ب: أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق زرارة بن أوفى.
(1)
قال صدر الدين المناوي في كشف المناهج، ق 192/ أ، رواه البيهقي في "شعب الإيمان" في أوائله في باب الإيمان بالملائكة من حديث عبد اللَّه بن أسامة الكلبي قال: ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى قال ثنا ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس وذو حديثًا مطولًا هذه قطعه منه، قم قال البيهقي: يحتمل أن يريد بينه وبين عرش الرب سبعون نورًا.
(2)
ساقط من المخطوطة.
(3)
أخرجه الديلمي في مسند الفردوس مخطوط مكتبة الأزهرية رقم (362/ 3009)، ورقة 250/ ب، والبيهقي في "شعب الإيمان" على ما ذكره الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 3/ 1597، الحديث (5732/ 35).