الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
12 - بَابُ جَامِعِ المَنَاقِبِ
مِنَ الصِّحَاحِ:
4854 -
عن عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنه قال: "رأيتُ في المنامِ كأنَّ في يَدي سَرَقَةً مِن الحرير، لا أَهوِي إلى مكانٍ في الجنَّةِ إلّا طارَتْ بِي (1) إِلَيْهِ، فَقَصَصْتُها على حَفْصَةَ فَقَصَّتْها حَفْصَةُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنَّ أخاكِ رجلٌ صالحٌ، أو إنَّ عبدَ اللَّهِ رجلٌ صالحٌ"(2).
4855 -
عن حذيفة رضي الله عنه قال: "إنَّ أشبهَ الناسِ دَلًّا وسَمْتًا وهديًا برسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لابنُ أمِّ عبدٍ، من حينِ يخرجُ مِن بيته إلى أنْ يرجعَ إليه، لا ندري ما يصنعُ في أهلِه إذا خَلَا"(3).
4856 -
وقال أبو موسى الأشعريُّ: "قدمْتُ أنا وأخي مِن اليَمَنِ فمكثْنَا حينًا مَا (4) نُرَى إلّا أنَّ عبدَ اللَّهِ بنَ مسعودٍ رضي الله عنه رجلٌ مِن أهل
= الفتح" قال القاري في المرقاة 5/ 615: (الظاهر أن هذا وهم، إذ لم يثبت عند أرباب السير وقوع هذه القضية عام الفتح، بل كان هذا في عام حجة الوداع، أو حال مرض موته عليه السلام.
(1)
تصحفت في المطبوعة إلى (به) والتصويب من المخطوطة ومن لفظ المؤلف في شرح السنة 14/ 147، وهو الموافق للفظ البخاري.
(2)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 403، كتاب التعبير (61)، باب الاستبراق. . . (25)، الحديث (7015)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1927، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما (31)، الحديث (139/ 2478)، قوله:"سرقة" بفتحتين أي قطعة، قوله:"لا أَهوِي" بكسر الواو أي لا أقصد.
(3)
أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 509، كتاب الأدب (78)، باب الهدي الصالح (70)، الحديث (6097)، قوله:"دَلًا" بفتح الدال المهملة ويشديد اللام أي طريقة، قوله:"سمتًا" أي سيرة.
(4)
تصحفت في المطبوعة إلى (لا) والتصويب من المخطوطة ومن لفظ المؤلف في شرح السنة 14/ 149، وهو الموافق للفظ البخاري.
بيت النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم لِمَا نَرَى مِن دُخُولِهِ وَدُخُولِ أمِّه على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم" (1).
4857 -
عن عبد اللَّه بن عمرو (2) رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "استِقرؤوا القرآنَ مِن أربعةٍ: من عبدِ اللَّهِ بن مسعودٍ وسالمٍ مولى أبي حُذَيفةَ، وأُبَيِّ بنِ كعبٍ، ومعاذِ بنِ جبلٍ"(3) رضي الله عنهم.
4858 -
عن علقمة قال: "قدمتُ الشامَ فصليتُ ركعتينِ ثم قلتُ: اللَّهمَّ يَسِّرْ لي جليسًا صالحًا فأتيتُ قومًا فَجَلَسْتُ إليهم، فإذا شيخٌ قد جاءَ حتَّى جلسَ إلى جنبي قلتُ: مَن هذا؟ قالوا: أبو الدرداءِ قلتُ: إني دَعَوْتُ اللَّهَ أنْ يُيَسرَ لي جليسًا صالحًا فيسَّرَكَ لي فقال: مَن أنتَ؟ قلتُ: مِن أهلِ الكوفةِ قال: أوليسَ عندَكم ابنُ أُمِّ عبدٍ صاحبُ النعليْنِ والوسادةِ والمَطْهَرَةِ، وفيكم الذي أجارَهُ اللَّه من الشيطانِ على لسانِ نبيِّهِ، يعني عمَّارًا، أوليسَ فيكم صاحبُ السرِّ الذي لا يعلمُه غيرُه، يعني حذيفة"(4).
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 102 - 103، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه (27)، الحديث (3763) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1911، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل عبد اللَّه بن مسعود. . . (22)، الحديث (110/ 2460)، قوله:"ما نُرَى" بضم النون وفتح الراء على ما صرَّح به النووي، أي ما نظن.
(2)
تصحفت في المطبوعة، إلى (عمر).
(3)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 102، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه (27)، الحديث (3760)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1913، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل عبد اللَّه بن مسعود. . . (22)، الحديث (117/ 2464) قوله:"وسالم مولى أبي حذيفة" هو سالم بن معقل مولى أبي حذيفة بن عتبة، كان من أهل فارس وكان من فضلاء المَوَالي ومن خيار الصحابة.
(4)
أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 90، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب عمَّار. . . (20)، الحديث (3782) قوله:"صاحب النعلين، والوِسادةِ، والمَطْهَرةِ" المطهرة بفتح =
4859 -
وعن جابر رضي الله عنه، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"أُريتُ الجنّةَ فرأيتُ امرأةَ أبي طلحةَ، وسمعتُ خَشْخشةً أمامي فإذا بلالٌ"(1).
4860 -
عن سعد رضي الله عنه قال: "كُنَّا معَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ستةَ نفرٍ، فقالَ المشركونَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: اطردْ هؤلاءِ لا يجترءوا علينا، قال: وكنتُ أنا، وابنُ مسعودٍ، ورجلٌ مِن هُذَيْل، وبلالٌ ورجلانِ لستُ أُسَمِّيهما، فأنزلَ اللَّه: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} (2) "(3).
4861 -
عن أبي موسى [الأشعري](4) رضي الله عنه: "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لهُ: يا أبا موسى لقد أُعطِيتَ مِزمارًا مِن مَزَامِير آلِ داودَ"(5).
= الميم ويكسر إناء يتطهر به، يريد به أنَّه كان يخدم الرسول صلى الله عليه وسلم ويلازمه في الحالات كلها فيصاحبه في الجالس، ويأخذ نعله ويضعها إذا جلس، ويكون معه في الخَلَوات فيُسَوِّي مضجعه ويضع وسادته، ويُهيء له طَهُورَه ويحمل معه المطهرة، قوله:"يعني عمَّارًا" هذا قول بعض الرواة.
(1)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1908، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أم سليم. . . (19)، الحديث (106/ 2457)، قوله:"امرأة أبي طلحة" وهي أم سليم تزوجها مالك بن النضر أبو أنس بن مالك فولدت له أنسًا، ثمَّ قتل عنها مشركًا وأسلمت فخطبها أبو طلحة وهو مشرك، فأَبَتْ ودعته إلى الإسلام فأسلم، قوله:"خشخشة" بالخائين والشينين المعجمات أي صوتًا.
(2)
سورة الأنعام (6)، الآية (52).
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1878، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب في فضل سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه (5)، الحديث (46/ 2413)، قوله:"ورجلان" هما خبَّاب وعمَّار، وإنما قال: لست أسميهما لمصلحة في ذلك.
(4)
ساقطة من المخطوطة.
(5)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 92، كتاب فضائل القرآن (66)، باب حسن الصوت. . . (31)، الحديث (5048) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 546، كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، الحديث (235/ 793)، قوله:"مِزمارًا" أي صوتًا حسنًا ولحنًا طيبًا.
4862 -
عن أنس رضي الله عنه قال: "قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأُبيِّ بنِ كعبٍ: إنَّ اللَّهَ أمرَني أنْ أقرأَ عليكَ"(1)، قال: آللَّهُ سَمَّاني [لَكَ](2)؟! قال: نعم، فَبَكَى" (3) ويُروى:"أنَّه قرأَ عليه: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ [أَهْلِ الْكِتَابِ] (4)} (5) "(6).
4863 -
عن أنس رضي الله عنه قال: "جمعَ القرآنَ على عهدِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أربعةٌ: أُبَيُّ بنُ كعبٍ، ومُعاذُ بنُ جبلٍ، وزيدُ بنُ ثابتٍ، وأبو زيدٍ، قيلَ لأنسٍ: مَن أبو زيدٍ؟ قال: أَحَدُ عُمُومتي"(7).
4864 -
عن خَبَّابِ بنِ الأَرَتِّ قال: "هاجرْنَا معَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نبتغي وجهَ اللَّهِ فوقعَ أجرُنا على اللَّهِ فمِنَا مَن مَضَى لم يأكلْ مِن أجرِهِ شيئًا، منهم مُصعَبُ بنُ عُمَيرٍ، قُتِلَ يومَ أحدٍ فلم يوجدْ له
(1) في المطبوعة زيادة: (القرآن)، وليست في المخطوطة ولا في لفظ المؤلف في شرح السنة 14/ 184.
(2)
ساقطة من المخطوطة والمطبوعة وهي موجودة في لفظ المؤلف في شرح السنة 14/ 184، وعند البخاري.
(3)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 725، كتاب التفسير (65)، سورة {لمْ يَكُنْ} (98)، باب (1 - 2)، الحديث (4959 - 4960)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1915، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أُبىّ. . . (23)، الحديث (121 - 122/ 799) واللفظ لهما.
(4)
ساقطة من المطبوعة، وأثبتناها من المخطوطة، وهي موجودة في لفظ المؤلف في شرح السنة، وعند البخاري.
(5)
سورة البيِّنَة (98)، الآية (1).
(6)
أخرجه البخاري في المصدر السابق عقب الحديث (4960)، فقال:(قال قتادة فأُنبئتُ أنه قرأ عليه. . .).
(7)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 127، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب مناقب زيد بن ثابت رضي الله عنه (17)، الحديث (3810)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1914، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أُبيِّ. . . (23)، الحديث (119/ 2465)، وأبو زيد اختلف في اسمه فقيل: سعيد بن عمير، وقيل: قيس بن السكن.
ما يُكفَّنُ فيهِ إلّا نَمِرَةً فكنا إذا غطَّينا رأسَهُ خرجَتْ رجلَاهُ وإذا غطَّينا رجلَيْهِ خرجَ (1) رأسُه، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: غَطُّوا بها رأسَه واجعلُوا على رجلَيْهِ [شَيْئًا](2) مِن الإِذْخِرِ، ومِنَّا مَن أَيْنَعَتْ لهُ ثمرتُه فهوَ يَهْدُبُها" (3).
4865 -
عن جابر رضي الله عنه قال، سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"اهتَزَّ العرشُ لموتِ سعدِ بنِ معاذٍ"(4) وفي رواية: "اهتزَّ عرشُ الرحمنِ لموتِ سعدِ بنِ معاذٍ"(5).
4866 -
وعن البَرَاءِ رضي الله عنه قال: "أُهديَتْ لرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حُلَّةُ حريرٍ فجعلَ أصحابُه يَمَسُّونَها ويَعْجَبُون (6) مِن لِيْنِها فقال: أَتَعجبُونَ مِن لِيْنِ هذهِ، لمَنَادِيلُ سَعْدِ بنِ معاذٍ في الجنَّةِ خَيْرٌ مِنْها وأَلْيَنُ"(7).
(1) تصحفت في المخطوطة إلى (بدا)، والتصويب من المطبوعة، وهو الموافق للفظ البخاري ومسلم.
(2)
ساقطة من المطبوعة، واللفظ عند مسلم (واجعلوا على رجليه الإذخر).
(3)
متفق عليه، أخرجه البخاري في مواضع من الصحيح 3/ 142، كتاب الجنائز (23)، باب إذا لم يجد كفنًا. . . (27)، الحديث (1276)، وفي 7/ 226، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. . . (45)، الحديث (3898)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 649، كتاب الجنائز 11/ 649، كتاب الجنائز (11)، باب في كفن الميت (13)، الحديث (44/ 940)، قوله:"نَمرَة" بفتح نون فكسر ميم أي كساء غليظ فيه خطوط! قوله: "الإذخر" بكسر الهمزة والخاء نَبْتٌ، قوله:"أَيْنَعَتْ" بهمز مفتوح وسكون تحتية وفتح نون أي نضجت، قوله:"أَيْنَعَتْ" بفتح الياء وكسر الدال ويضم، أي يجتَنيها.
(4)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 122 - 123، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه (12)، الحديث (3803)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1915، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه (24)، الحديث (124/ 2466).
(5)
متفق عليه من رواية جابر رضي الله عنه، أخرجه البخاري في المصدر السابق، عقب الرواية الأولى، وأخرجه مسلم في المصدر السابق واللفظ لها.
(6)
تصحفت في المطبوعة إلى (ويتعجبون)، والتصويب من المخطوطة، وهو الموافق للفظ البخاري ومسلم.
(7)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 122، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب مناقب =
4867 -
وعن أم سُلَيْم أنها قالت: "يا رسولَ اللَّهِ أنسٌ خادمُك ادْعُ اللَّهَ لهُ، قال: اللَّهمَّ أَكْثِرْ مالَهُ وولدَهُ وباركْ لهُ فيما أعطيْتَه"(1) قال أنسٌ (2): فواللَّهِ إنَّ مالي لكثيرٌ، وإنَّ ولدِي ووَلَدَ ولدِي ليَتَعَادُّونَ على نحوِ المائةِ اليومَ.
4868 -
وعن سعد بن أبي وقَّاصٍ رضي الله عنه قال: "ما سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ لأحدٍ يمشي على وجهِ الأرض إنه مِن أهلِ الجنَّةِ، إلّا لعبدِ اللَّهِ بن سلامِ"(3).
4869 -
وقال عبد اللَّهِ بن سلامٍ: "رأيتُ كأني في روضةٍ، ذَكَرَ مِن سَعَتِها وخُضْرتِها، وَسْطَها عمودٌ مِن حديدٍ أسفلُهُ في الأرضِ وأعلاهُ في السماءِ، في أعلاة عُروةٌ فقيل لهُ: ارْقَهُ فقلتُ: لا أسْتَطِع فأتاني مِنْصَفٌ فَرَفَعَ ثِيابي مِنْ خَلْفي، فَرَقَيْتُ حتَّى كنْت في أَعْلاهُ وأخذت بالعُرْوَةِ، فاسْتَيْقَظْتُ وإنها لفي يدي، فقصَصْتُها على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: تلكَ
= سعد بن معاذ رضي الله عنه (12)، الحديث (3802)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1916، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه (24)، الحديث (126/ 2468) واللفظ لهما.
(1)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 228، كتاب الصوم (30)، باب من زار قومًا. . . (61)، الحديث (1982)، وفي 11/ 144، كتاب الدعوات (80)، باب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه. . . (26)، الحديث (6344) وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1928، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أنس. . . (32)، الحديث (141/ 2480) واللفظ لهما.
(2)
متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر السابق 4/ 228، عقب الحديث (1982)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 4/ 1929، عقب الحديث (143/ 2481) واللفظ له.
(3)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 128، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب مناقب عبد اللَّه بن سلام رضي الله عنه (19)، الحديث (3812) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1930، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل عبد اللَّه بن سلام رضي الله عنه (33)، الحديث (147/ 2483).
الرَّوْضَةُ (1) الإِسْلَامُ، وذلكَ العَمُودُ عَمُودُ الإسْلامِ، وتلْكَ العُرْوَةُ الوُثْقَى، فأنتَ على الإِسْلَامِ حَتَّى تَمُوتَ" (2).
4870 -
عن أنس رضي الله عنه قال: "كانَ ثابتُ بنُ قيس بنِ شمَّاسٍ خطيبَ الأنصارِ فلمَّا نزلَتْ: {يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ [فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ] (3)} (4) إلى آخرِ الآيةِ، جلسَ ثابت في بيتِهِ واحتبَس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فسألَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم سعدَ بنَ معاذٍ فقال: ما شانُ ثابتٍ، أَيَشتكي؟ فأتَاه سعدٌ فذكرَ لهُ قولَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ ثابتٌ: أُنزِلَتْ هذهِ الآيةُ ولقد علمتُم أني مِن أرفعِكُم صوتًا على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأنا من أهلِ النَّارِ، فذكرَ ذلك سعدٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ رسولُ اللَّهِ: بل هوَ مِن أهلِ الجنَّةِ"(5).
4871 -
عن أبي هريرة قال: "كُنَّا جلوسًا عندَ النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزلَتْ سورةُ الجمعةِ فلمَّا نزلَتْ هذهِ (6): {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} (7) قالوا: مَن هؤلاءِ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: وفينَا سلمانُ الفارسيُّ،
(1) في المخطوطة زيادة (روضة) وليست في المطبوعة، ولا في لفظ البخاري ومسلم.
(2)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 129، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب مناقب عبد اللَّه بن سلام رضي الله عنه (19)، الحديث (3813)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1930 - 1931، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل عبد اللَّه بن سلام رضي الله عنه (33)، الحديث (148/ 2484)، قوله:"مِنْصَفٌ" بكسر الميم وفح الصاد ذكره النووي وهو الوصيف الصغير المدرك للخدمة.
(3)
ساقطة من المخطوطة.
(4)
سورة الحجرات (49)، الآية (2).
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 110، كتاب الإيمان (1)، باب مخافة المؤمن أن يحبط عمله (52)، الحديث (187 - 188/ 119).
(6)
كذا العبارة في المطبوعة، وهي في المخطوطة:(فلما نزلت)، ولكن عبارة المؤلف في شرح السنة 14/ 199:(فلما قرأ) وهو الموافق للفظ مسلم، والعبارة كلها ليست عند البخاري.
(7)
سورة الجمعة (62)، الآية (3).
قالَ (1): فوضعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدَهُ على سلمانَ ثم قال: لو كانَ الإيمانُ [عِنْدَ](2) الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رجالٌ مِن هؤلاءِ" (3)
4872 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هذا، يعني أبا هريرةَ، وأُمَّه إلى عبادِكَ المؤمنينَ، وحَبِّبْ إليهم (4) المؤمنينَ"(5).
4873 -
وعن عائذ بن عمروٍ: "أنَّ أبا سفيانَ أتى على سلمانَ وصُهَيْبِ وبلالٍ في نفرٍ فقالوا: ما أخذَتْ سيوفُ اللَّهِ مِن عنقِ عدوِّ اللَّهِ مآخِذَها، فقالَ أبو بكرٍ: أتقولونَ هذا لشيخِ قريشٍ وسيِّدِهم! فأَتى النبيَّ صلي اللَّه عليه وسلم فأخبرَهُ فقال: يا أبا بكرٍ لعلَّكَ أغضبْتَهُم، لئنْ كنتَ أغضبْتَهُم لقد أغضبْتَ ربَّكَ [فأتَاهُم] (6) فقال: يا إخوَتَاهُ أَغضبتُكم؟ قالوا: لا، يغفرُ اللَّهُ لكَ يا أُخَيَّ"(7).
(1) تصحفت العبارة في المطبوعة إلى (ثم قالوا)، والتصويب من المخطوطة ومن لفظ المؤلف في شرح السنة، وهو الموافق للفظ مسلم، والعبارة عند البخاري (ثم قال).
(2)
تصحفت العبارة في المطبوعة، إلى (بالثريا) والتصويب من المخطوطة، وكذا لفظ المؤلف في شرح السنة، وهو الموافق للفظ البخاري ومسلم.
(3)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 641، كتاب التفسير (65)، سورة الجمعة (62)، باب (1)، الحديث (4897)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1972 - 1973، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضل فارس (59)، الحديث (231/ 2546) واللفظ لهما.
(4)
تصحفت في المطبوعة إلى: (إليهما) والتصويب من المخطوطة، وهو الموافق للفظ مسلم.
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1938 - 1939، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أبي هريرة. . . (35)، الحديث (158/ 2491) ضمن رواية مطوَّلة.
(6)
ساقطة من المخطوطة، والعبارة عند مسلم:(فأتاهم أبو بكر).
(7)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1947، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل سلمان وصهيب. . . (42)، الحديث (170/ 2504)، قوله:"مآخِذَهَا" كذا في الأصل، ولكنها في الصحيح:"مَأْخَذَها" وقال القاري: (فتح الخاء المعجمة أي حقها، وفي نسخة صحيحة. . .، مآخِذَها).
4874 -
عن أنس رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"آيةُ الإيمانِ حُبُّ الأنصارِ، وآيةُ النفاقِ بغضُ الأنصارِ"(1).
4875 -
وعن البَرَاءِ رضي الله عنه قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "الأنصارُ لا يُحِبُّهم إلّا مؤمنٌ ولا يُبغِضُهم إلّا منافقٌ، فمَن أحبَّهم أحبَّهُ اللَّهُ ومَن أبغضَهُم أبغَضَهُ اللَّهُ"(2).
4876 -
عن أنس رضي الله عنه قال: "إنَّ ناسًا مِن الأنصارِ قالوا حينَ أفاءَ اللَّهُ على رسولهِ مِن أموالِ هَوَازِن ما أفاءَ فطفِقَ يُعطِي رجالًا مِن قريشٍ المائةَ مِن الإِبلِ فقالوا: يغفرُ اللَّهُ لرسولِ اللَّهِ يُعطِي قريشًا ويَدَعُنا وسيوفُنا تَقْطرُ مِن دِمائهم، فحُدِّثَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بمَقَالَتِهم، فأَرسلَ إلى الأنصارِ فجمعَهم في قبةٍ مِن أَدَمٍ ولم يَدْع معَهم أحدًا غيرَهم، [فلمَّا اجتمعُوا جاءَهم رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم] (3) فقال: ما حديثٌ بلغَني عنكم فقال له فقهاؤهم: أمَّا ذَوُو رأيِنَا يا رسولَ اللَّهِ فلَمْ يقولوا شيئًا، وأمَّا أناسٌ مِنا حديثةٌ أسنانُهم قالوا: يغفرُ اللَّهُ لرسولِ اللَّهِ يُعطي قريشًا ويَدَعُ الأنصارَ وسُيوفُنا تقطرُ مِن دمائهم، فقال رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إني أُعطي رجالًا حديثي عهدٍ بكفرٍ أتألَّفُهم، أَمَا ترْضَوْنَ أنْ يذهبَ
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 113، كتاب مناف الأنصار (63)، باب حب الأنصار. . . (4)، الحديث (3784)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 85، كتاب الإيمان (1)، باب الدليل على أن حب الأنصار. . . (33)، الحديث (74/ 128).
(2)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 117، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب حب الأنصار. . . (4)، الحديث (3783)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 85، كتاب الإيمان (1)، باب الدليل على أن حب الأنصار. . . (33)، الحديث (129/ 75) واللفظ لهما.
(3)
ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة وأثبتناه من المطبوعة، وهو موجود عند المؤلف في شرح السنة 14/ 173، وعند البخاري.
النَّاسُ بالأموالِ وترجعونَ إلى رحالِكم برسولِ اللَّهِ؟ قالوا: بلى يا رسولَ اللَّهِ قد رَضِينَا" (1).
4877 -
وقال: "لولا الهجرةُ لكنتُ امْرَأً مِن الأنصارِ [و] (2) لو سلَكَ النَّاسُ وادِيًا أو شِعْبًا وسَلَكَتِ الأنصارُ وادِيًا أو شِعْبًا لَسَلَكْتُ وادِيَ الأنصار وشِعْبَها، الأنصارُ شِعَارٌ والناسُ دِثَارٌ إنكم سَتَرَوْنَ بعدي أَثَرَةً فاصبِرُوا حتَّى تَلْقَوْني على الحوضِ"(3).
4878 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كُنَّا معَ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم يومَ الفتحِ فقال: مَن دخلَ دارَ أبي سفيانَ فهوَ آمِنٌ، ومَن ألقَى السلاحَ فهوَ آمِنٌ، فقالَتِ الأنصارُ: أمَّا الرجلُ فقد أَخَذَتْهُ رأفةٌ بعشيرَتِهِ ورغبةٌ في قَرْيَتِهِ (4)، ونزلَ الوحيُ على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ، قلتم: أَمَّا الرجلُ أخذَتْهُ رأفةٌ بعشيرَتِهِ ورغبةٌ في قَرْيَتِهِ (4)، كلا! إني عبدُ اللَّهِ ورسولُه هاجرْتُ إلى اللَّهِ وإليكم، المَحْيَا مَحْيَاكُم والمَمَاتُ
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 250 - 251، كتاب فرض الخمس (57)، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلَّفة. . . (19)، الحديث (3147)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 733 - 734، كتاب الزكاة (12)، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم. . . (46)، الحديث (132/ 1059)، قوله:"هوازن" هي قبيلة شهيرة، قوله:"أَدَم" بفتحتين أي جلد، قوله:"رِحالكم" بكسر الراء أي منازلكم في المدينة.
(2)
ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة، وفي لفظي البخاري ومسلم.
(3)
متفق عليه بلفظه الكامل من رواية عبد اللَّه بن زيد بن عاصم رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 47، كتاب المغازي (64)، باب غزوة الطائف. . . (56)، الحديث (4330) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 738 - 739، كتاب الزكاة (12)، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم. . . (46)، الحديث (139/ 1061) وعزاه الخطيب التبريزي للشيخين من رواية أبي هريرة، وهو عندهما إلى قوله:"وشعبها" قوله: "أو شِعْبًا" بكسر فسكون بمعنى الوادي، وهذا شكٌ من الراوي، قوله:"شِعَارٌ" بكسر أوله ويفتح، وهو الثوب الذي يلي شعر البدن، قوله:"دِثَار" بكسر الدال هو الثوب الذي فوق الشعار، قوله:"أَثَرَة" بفتحتين أي استئثارًا.
(4)
تصحفت في المطبوعة إلى (قرابته) والتصويب من المخطوطة وصحيح مسلم.
مَمَاتُكم، قالوا: واللَّهِ ما قُلْنَا إلّا ضِنًّا باللَّهِ ورسولِهِ، قال: فإنَّ اللَّهَ ورسولَه يُصدِّقانِكم "ويَعُذِرَانِكم"(1).
4879 -
وعن أنس رضي الله عنه: "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى صبيانًا ونساءً مُقْبِلينَ مِن عُرْسٍ فقامَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: اللَّهمَّ أنتُم مِن أَحَبِّ الناسِ إليَّ، اللَّهمَّ أنتُم مِن أَحَبِّ الناسِ إليَّ [اللَّهمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ الناسِ إِلَيَّ] (2) "(3) يعني الأنصارَ.
4880 -
عن أنس قال: "مرَّ أبو بكرٍ والعباسُ بمجلس مِن مجالسِ الأنصارِ وهم يَبْكُونَ فقال: ما يُبْكيكُم؟ فقالوا: ذكَرْنَا مجلسَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَّا، فدخلَ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فأخبرَهُ بذلكَ فخرجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقد عصَّبَ على رأسِه حاشيةَ بُرْدٍ (4)، فصعدَ المنبرَ ولم يصعدْ بعدَ ذلكَ اليومِ فحَمِدَ اللَّهَ وأثنَى عليهِ ثم قال: أوصِيْكُم بالأنصارِ فإنهم كَرِشي وعَيْبَتي، وقد قَضَوْا الذي عليهم وبقيَ الذي لهم، فاقبلُوا مِن مُحبشِهم وتجاوزُوا عن مُسيئهم"(5).
(1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1407 - 1408، كتاب الجهاد. . . (32)، باب فتح مكة (31)، الحديث (86/ 1780)، قوله:"ضِنًّا" بكسر الضاد المعجمة وتشديد النون أي شحًا وبخلًا، قوله:"ويُعذِرانكم" بفتح أوله ويضم أي يقبلان ما ذكرتم من اعتذاركم فيما قلتم.
(2)
ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة، وأثبتناه من المخطوطة، وهي بالتثنية عند مسلم، وقال البخاري:(قالها ثلاثًا).
(3)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 113 - 114، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: أنتم أحب الناس إليَّ (5)، الحديث (3785)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1948، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل الأنصار رضي اللَّه تعالى عنهم (43)، الحديث (174/ 2508) واللفظ له.
(4)
تصحفت في المخطوطة إلى (ردائه) والتصويب من المطبوعة، وهو الموافق للفظ البخاري.
(5)
أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 120 - 121، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: اقبلوا من محسنِهم. . . (11)، الحديث (3799)، قوله:"ذكرنا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم" يعني نخاف فوته إن قدَّر اللَّه موته، قوله:"عصَّب" بتشديد الصاد أي ربط وشد، قوله: =
4881 -
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: "خرجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في مرضِه الذي ماتَ فيهِ حتَّى جلسَ على المنبرِ فحمِدَ اللَّهَ وأثنَى عليهِ ثم قال: أمَّا بعدُ فإِنَّ الناسَ يَكثُرون ويَقِلُّ الأنصارُ حتَّى يكونُوا في الناسِ بمنزلةِ الملحِ في الطعامِ، فمَن وَليَ منكم شيئًا يَضُرُّ فيهِ قومًا وينفعُ فيهِ آخرينَ فليَقبلْ مِن مُحسنِهم ويتجاوزْ عن مُسيئهم"(1).
4882 -
عن زيد بن أرقم قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهمَّ اغفرْ للأنصارِ ولأبناءِ الأنصارِ ولأبناءِ (2) أبناءِ الأنصارِ"(3).
4883 -
عن أَبي أُسَيْدٍ رضي الله عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"خَيرُ دُورِ الأنصارِ بَنُو النجار، ثمَّ بَنو عبدِ الأشهلِ، ثم بَنو الحارثِ بنِ الخَزْرجِ، ثمَّ بَنو ساعدةَ وفي كلِّ دُورِ الأنصارِ خيرٌ"(4).
4884 -
وقال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لعمرَ في حاطبِ بنِ
= "كرشي" بفتح فكسر أي بطانتي، قوله:"وعَيْبتي" بفتح المهملة وسكون المثناة بعدها موحدة، أي وخاصتي.
(1)
أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 628، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة. . . (25)، الحديث (3628) قوله:"يَضُرُّ فيه قومًا" أي مسيئين.
(2)
في المخطوطة إلى: (أبناء) وهو لفظ مسلم، وما أثبتناه من المطبوعة، وهو الموافق للفظ المؤلف في شرح السنة 14/ 169.
(3)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 650، كتاب التفسير (65)، سورة المنافقين (63)، باب (6)، الحديث (4906)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1948، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل الأنصار. . . (43)، الحديث (172/ 2506) واللفظ له.
(4)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 115، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب فضل دُورِ الأنصار (7)، الحديث (3789)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1949، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب في خير دور الأنصار رضي الله عنهم (44)، الحديث (177/ 2511) واللفظ لهما.
أبي بلتعةَ: "إنه شهدَ بدرًا وما يُدريكَ لعلَّ اللَّهَ قد اطَّلعَ على أهلِ بدرٍ فقالَ: اعملُوا ما شئتُم فقد وجبَتْ لكم الجنّة"(1) وفي رواية: "فقد غَفرْتُ لكم"(2).
4885 -
عن رِفاعةَ بنِ رافعٍ قال: "جاءَ جبريلُ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ما تَعُدُّاونَ أهلَ بدرٍ فيكم؟ قال: مِن أفضلِ المسلمينَ، أو كلمةً نحوَها، قال: وكذلكَ مَن شهدَ بدرًا مِن الملائكةِ"(3).
4886 -
عن حفصةَ رضي الله عنها قالت: "قالَ لي رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إني لأرجو أنْ لا يدخلَ النَّارَ إنْ شاءَ اللَّهُ أحدٌ شَهِدَ بدرًا والحُدَيْبِيةَ (4)، قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ أليس قد قالَ اللَّهُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} (5) قال: أَفلم (6) تسمعِيهِ يقول: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} (7) "(8)
(1) متفق عليه من رواية علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 46 - 47، كتاب الاستئذان (79)، باب من نظر في كتاب. . . (23)، الحديث (6259) واللفظ له ضمن رواية مطولة، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1941 - 1942، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم. . . (36)، الحديث (161/ 2494) ضمن رواية مطوَّلة.
(2)
متفق عليه من رواية علي رضي الله عنه، وأخرجه البخاري في الصحيح 6/ 143، كتاب الجهاد (56)، باب الجاسوس. . . (141)، الحديث (3007)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق، واللفظ لهما.
(3)
أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 311 - 312، كتاب المغازي (64)، باب شهود الملائكة بدرًا (11)، الحديث (3992).
(4)
كذا في المخطوطة والمطبوعة، وهو الموافق للفظ ابن ماجه. ولفظ المؤلف في شرح السنة 14/ 193:(أو الحديبية).
(5)
سورة مريم (19)، الآية (71).
(6)
كذا في المطبوعة، واللفظ في المخطوطة:(فَلَمْ) وعند ابن ماجه: (أَلَمْ)، وعند المؤلف في شرح السنة:(فَكَم) وهو بعيد.
(7)
سورة مريم (19)، الآية (71).
(8)
أخرج نحوه مسلم في الصحيح 4/ 1942، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أصحاب الشجرة (37)، الحديث (163/ 2496)، وأما لفظ هذه الرواية فقد أخرجه ابن ماجه =
وفي رواية: " [إنه] (1) لا يدخلُ النَّارَ إنْ شاءَ اللَّهُ مِن أصحابِ الشجرةِ أحدٌ، الذينَ بايعُوا تحتَها"(2).
4887 -
وقال جابر: "كُنَّا يومَ الحُديْبِيَة ألفًا وأربعِمائةٍ، قال لنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أنتمُ اليومَ خيرُ أهلِ الأرضِ"(3).
4888 -
عن جابر رضي الله عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَن يَصعدْ الثنيَّةَ، ثنيَّةَ المُرَارِ، فإنه يُحَطُّ عنهُ ما حُطَّ عن بني إسرائيلَ، فكانَ أولَ مَن صَعِدَها خيلُنا، خيلُ بَني الخَزْرَجِ، ثمَّ تَتَامَّ النَّاسُ، فقالَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كلُّكم مَغفورٌ لهُ إلّا صاحبَ الجملِ الْأَحمرِ، فأتينَاة فقلنا [لهُ] (4): تعالَ يستغفرْ لكَ رسولُ اللَّهِ قال: لأن أَجِدَ ضالَّتي أحبُّ إليَّ مِن أنْ يستغفرَ لي صاحبُكم"(5).
= في السنن 2/ 1431، كتاب الزهد (37)، باب ذكر البعث (33)، الحديث (4281)، وأخرجه البغوي بسنده في شرح السنة 14/ 193، الحديث (3994) بهذا اللفظ.
(1)
ليست في المخطوطة ولا عند مسلم.
(2)
أخرجه مسلم من رواية أم مُبَشِّر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة. . .، في الصحيح 4/ 1942، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أصحاب الشجرة. . . (37)، الحديث (163/ 2496).
(3)
متفق عليه أخرجه، البخاري في الصحيح 7/ 443، كتاب المغازي (64)، باب غزوة الحديبية. . . (35)، الحديث (4154)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1484، كتاب الإِمارة (33)، باب استحباب مبايعة الإمام. . . (18)، الحديث (71/ 1856) واللفظ له.
(4)
ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وهي في لفظ مسلم.
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2144 - 2145، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (50)، الحديث (12/ 2880)، قوله:"ثنيَّةَ المُرَار" بضم الميم وهو المشهور، وهو موضع بين مكة والحديبية من طريق المدينة، وإنما حثهم على صعودها لأنها عقبة شاقة، قوله:"تَتَامَّ" بتشديد الميم أي تابع، قوله:"إلّا صاحب الجمل الأحمر" وهو عبد اللَّه بن أبي رئيس المنافقين. وقد تقدَّم هذا الحديث تحت الرقم (4633).
مِنَ الحِسَان:
4889 -
عن حذيفة رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بعدِي مِن أصحابي أبي بكرٍ وعمرَ، واهتدُوا بهدْي عمَّارٍ، وتمسَّكُوا بعهدِ ابنِ أمِّ عبدٍ"(1) وفي رواية: "ما حدَّثكم ابنُ مسعودٍ فصدِّقُوه"(2).
4890 -
عن علي [بن أبي طالب](3) رضي الله عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لو كنتُ مؤمِّرًا عن غيرِ مَشورَةٍ لأمَّرتُ عليهم ابنَ أمِّ عبدٍ"(4).
4891 -
عن خَيْثَمةَ بنِ أبي سَبْرَةَ رضي الله عنه قال: "أتيتُ المدينةَ فسألتُ اللَّهَ أنْ يُيسِّرَ لي جليسًا صالحًا فيسِّرَ لي أبا هريرةَ فجلستُ [إِلَيْهِ](5) فقلتُ: إني سألتُ اللَّهَ أنْ يُيسِّرَ لي جليسًا صالحًا فوُفِّقتَ لي، فقال: من أينَ
(1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 399، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 610، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب أبي بكر وعمر. . . (16)، الحديث (3663)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 37، المقدمة باب في فضائل أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (11)، الحديث (97)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 75، كتاب معرفة الصحابة، باب أحاديث فضائل الشيخين، وصححه ووافقه الذهبي، واللفظ له، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص (538 - 539) كتاب المناقب (36)، باب فيما اشترك فيه أبو بكر وعمر. . . (3)، الحديث (2193).
(2)
أخرجه من رواية حذيفة رضي الله عنه، أحمد في المسند 5/ 385، وأخرجه الحاكم في المصدر السابق، واللفظ لهما، وأخرجه ابن حبان في المصدر السابق.
(3)
ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(4)
أخرجه أحمد في المسند 1/ 107، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 673، كتاب المناقب (50)، باب مناقب عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه (38)، الحديث (3808) واللفظ لهما، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 49، المقدمة، فضل عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه، الحديث (137)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 318، كتاب معرفة الصحابة، باب مَن أَحبُّ أن يقرأ القرآن. . .
(5)
ساقطة من المطبوعة، وأثبتناها من المخطوطة، وهو الموافق للفظ الترمذي.
أنتَ؟ قلتُ: مِن أهلِ الكوفةِ، جئتُ أَلتمسُ الخيرَ وأَطلبُه فقال: أليسَ فيكُم سعدُ بنُ مالكٍ مجابُ الدعوةِ، وابنُ مسعودٍ رضي الله عنه صاحبُ طَهُورِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ونعلَيْهِ، وحُذَيْفَةُ صاحبُ سرِّ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وعمَّارٌ الذي أجارَهُ اللَّهُ مِن الشيطانِ على لسانِ نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم، وسلمانُ صاحبُ الكتابيْنِ" (1) يعني الإِنجيلَ والقرآنَ.
4892 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"نِعمَ الرجلُ أبو بكرٍ، نِعمَ الرجلُ عمرُ، نِعمَ الرجلُ [أبو] (2) عبيدةَ بن الجرَّاحِ، نِعمَ الرجلُ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ، نِعمَ الرجلُ ثابتُ بنُ قيسِ بن شَمَّاسٍ، نِعَمَ الرجلُ مُعَاذُ بنُ جبل، نِعمَ الرجلُ مُعَاذُ بنُ عمروِ بنِ الجَمُوحِ"(3)(غريب).
4893 -
عن أنس رضي الله عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إنَّ الجنّةَ لتشتاقُ إلى ثلاثةٍ: عليٍّ، وعمَّارٍ، وسلمانَ"(4).
(1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 674، كتاب المناقب (50)، باب مناقب عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه (38)، الحديث (3811)، واللفظ له وقال:(حديث حسن صحيح غريب)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 392، كتاب معرفة الصحابة، باب كان عمار أجاره اللَّه. . .، وقال:(صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، وخَيْثَمة بفتح الخاء المعجمة، وسكون الياء التحتية وفتح الثاء المثلثة، ابن أبي سبرة، بفتح السين المهملة فسكون الباء الموحدة، هو خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي، من كبار التابعين.
(2)
ساقطة من المخطوطة.
(3)
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 2/ 167، ضمن ترجمة ثابت بن قيس بن شمَّاس رضي الله عنه (2081)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 666 - 667، كتاب المناقب (50)، باب مناقب معاذ بن جبل. . . (33)، الحديث (3795)، وقال:(حديث حسن، إنما نعرفه من حديث سهيل)، وذكره القاري في المرقاة 5/ 634، وعزاه للنسائي أيضًا، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 233، كتاب معرفة الصحابة، باب ذكر مناقب ثابت بن قيس، وقال:(على شرط مسلم ولم يخرِّجاه) ووافقه الذهبي.
(4)
أخرجه الترمذي في السنن 5/ 667، كتاب المناقب (50)، باب مناقب سلمان الفارسي رضي اللَّه (34)، الحديث (3797)، واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 137، كتاب معرفة الصحابة، باب اشتاقت الجنّة التي ثلاثة. . .، وقال:(صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي.
4894 -
وعن علي قال: "استأذنَ عمَّارٌ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: ائذَنُوا له، مرحبًا بالطِّيب المُطَيَّب"(1).
4895 -
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَا خُيِّرَ عَمَّارٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَرْشَدَهُمَا"(2).
4896 -
عن أنس رضي الله عنه قال: " لما حُمِلَتْ جنازةُ سعدِ بنِ مُعَاذٍ قال المنافقونَ: ما أَخَفَّ جنازتَهُ، وذلك لحكمةٍ في بني قُرَيظةَ، فبلغَ ذلكَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنَّ الملائكةَ كانَتْ تحملُه"(3).
4897 -
عن عبد اللَّه بن عمرو رضي الله عنه قال، سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:"ما أَظَلَّتِ الخضراءُ ولا أَقَلَّتِ الغبراءُ أصدقَ مِن أبي ذرٍ"(4).
(1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 668، كتاب المناقب (50)، باب مناقب عمَّار بن ياسر رضي الله عنه (35)، الحديث (3798)، وقال:(حديث حسن صحيح)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 52، المقدمة، فضل عمَّار بن ياسر، الحديث (146)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 388، كتاب معرفة الصحابة، باب ما خُيِّر عمَّار. . .، وقال:(صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، واللفظ لهم.
(2)
أخرجه الترمذي في السنن 5/ 668، كتاب المناقب (50)، باب مناقب عمار بن ياسر رضي الله عنه (35)، الحديث (3799)، وذكره القاري في المرقاة 5/ 635، وعزاه أيضًا للنسائي، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 52، المقدمة، باب فضل عمَّار بن ياسر، الحديث (148)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 388، كتاب معرفة الصحابة، باب ما خُيِّر عمَّار. . .، واللفظ له، قوله:"أرشدهما" عند الترمذي: أسدهما".
(3)
أخرجه الترمذي في السنن 5/ 690، كتاب المناقب (50)، باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه (51)، الحديث (3849) وقال:(حديث حسن صحيح غريب)، واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 207، كتاب معرفة الصحابة، باب قول المنافقين في جنازة سعد. . .، وقال:(على شرط الشيخين ووافقه الذهبي).
(4)
أخرجه أحمد في المسند 2/ 175، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 669، كتاب المناقب (50)، باب مناقب أبي ذر رضي الله عنه (36)، الحديث (3801) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 55، المقدمة، باب فضل أبي ذر، الحديث (156)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 342، كتاب معرفة الصحابة، باب ما أظلَّت الخضراء. . .، قوله:"أقلَّتْ" بتشديد اللام أي حملت ورفعت، قوله "الغبراء" أي الأرض.
4898 -
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: "قالَ لي رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما أظلَّت الخضراءُ ولا أقلَّت الغبراءُ مِن ذي لهجةٍ أصدقَ، ولا أَوْفَى مِن أبي ذرٍ يُشبِهُ عيسى بن مريمَ" (1).
4899 -
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه: "لمَّا حضرَهُ الموتُ قال: التمِسُوا العلمَ عندَ أربعةٍ: عندَ عُويَمرٍ أبي الدرداءِ، وعندَ سلمانَ، وعندَ [عَبْدِ اللَّهِ] (2) ابنِ مسعودٍ، وعندَ عبدِ اللَّهِ بن سلامٍ، الذي كانَ يهوديًّا فأسلمَ، فإني سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: إنه عاشِرُ عشرةٍ في الجنَّةِ"(3).
4900 -
وعن حُذَيفة رضي الله عنه قال: "قالوا يا رسولَ اللَّهِ لو استخلَفْتَ قال إنْ استخلفْتُ عليكم فعصيْتُمُوهُ عُذِّبْتُم، ولكِنْ: ما حدَّثَكُم حذيفةُ فصدِّقُوه، وما أقرأَكُم عبدُ اللَّهِ فاقرءوه"(4).
(1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 669 - 670، كتاب المناقب (50)، باب مناقب أبي ذر رضي الله عنه (36)، الحديث (3802) واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 342، كتاب معرفة الصحابة، باب ما أظلَّت الخضراء. . .، وقال:(على شرط مسلم) ووافقه الذهبي، قوله:"يشبه عيسى" أي تواضعًا.
(2)
ساقطة من المطبوعة، وأثبتناها من المخطوطة، وهي عند الأئمة في رواياتهم.
(3)
أخرجه أحمد في المسند 5/ 243، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 671، كتاب المناقب (50)، باب مناقب عبد اللَّه بن سلام رضي الله عنه (37)، الحديث (3804) واللفظ لهما، وقال:(حديث حسن صحيح غريب)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص (557)، كتاب المناقب (36)، باب في فضل عبد اللَّه بن مسعود. . . (20)، الحديث (2252)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 416، كتاب معرفة الصحابة، باب لا يدخل الجنّة من كان في قلبه. . .، وقال:(صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي.
(4)
أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص (59)، الحديث (441)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 675، كتاب المناقب (50)، باب مناقب حذيفة بن اليمان رضي الله عنه (39)، الحديث (3812) واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 70، كتاب معرفة الصحابة، باب سؤال الناس عن الخلافة. . .، وذكره القاري في المرقاة 5/ 636، وعزاه لابن السَّمان.
4901 -
عن حُذَيْفةَ قال: "ما أَحَدٌ مِن الناسِ تُدرِكُه الفتنةُ إلّا أنا أخافُها عليهِ إلّا محمدَ بنَ مَسْلَمَةَ، فإني سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: لا تَضرُّكَ الفتنة"(1).
4902 -
عن عائشة رضي الله عنها: "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأَى في بيتِ الزبيرِ مصباحًا فقال: يا عائشة ما أُرَى أسماءَ إلّا قد نَفِسَتْ فلا تُسَمُّوه حتَّى أُسمِّيَهُ، فسمَّاهُ عبدَ اللَّهِ، وحنَّكَهُ بتمرةٍ بيدِهِ"(2).
4903 -
عن عبد الرحمن بن أبي عَمِيرةَ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم "أنَّه قالَ لمعاويةَ: اللَّهمَّ اجعلْهُ هاديًّا مهدِيًّا وَاهْدِ بِهِ" (3).
(1) أخرجه أبو بكر ابن أبي شيبة في المصنَّف 15/ 50، كتاب الفتن، الحديث (19085)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 49، كتاب السنة (34)، باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة (13)، الحديث (4663) واللفظ لهما، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 433 - 434، كتاب معرفة الصحابة، باب مناقب محمد بن مَسْلَمَة، وصححه، ووافقه الذهبي.
(2)
أخرجه أحمد في المسند 6/ 93، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 680 - 681، كتاب المناقب (50)، باب مناقب لعبد اللَّه بن الزبير رضي الله عنه (45)، الحديث (3826) واللفظ له، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 13/ 473، الحديث (37236) وعزاه لابن عساكر، قوله:"نُفِست" بضم النون وكسر الفاء، وقد تفتح النون، أي ولدت وصارت ذات نفاس.
(3)
أخرجه أحمد في المسند 6/ 214، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 687، كتاب المناقب (50)، باب مناقب لمعاوية. . . (48)، الحديث (3842) وقال:(هذا حديث حسن غريب)، واللفظ لهما، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 13/ 588، الحديث (37511)، وعزاه لابن عساكر، وعبد الرحمن ابن أبي عميرة، قال عنه الترمذي عند سياق الحديث:(وكان من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم)، وقال القاري في المرقاة 6/ 637:(مدني صحابي. . .، وقيل لا يثبت في الصحابة).
(تنبيه): جاء في المخطوطة عقب هذا الحديث (ضعيف)، وليست في المطبوعة، والحديث حسن غريب كما قال الترمذي، لكن جاء عند الترمذي عقب هذا الحديث حديث آخر من رواية عمرو بن واقد عن يونس بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني قال: لما عزل عمر بن الخطاب عُمَيْر بن سعيد عن حمس ولى معاوية، فقال الناس: عزل عميرًا وولى معاوية، فقال عمير: لا تذكروا معاوية إلّا بخير فإني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "اللَّهمَّ اهْدِ به" قال أبو عيسى -الترمذي- (هذا حديث غريب) قال: (وعمرو بن واقد يضعف).
4904 -
وعن عقبةَ بنِ عامرٍ رضي الله عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أسلمَ النَّاسُ وآمَنَ عمرو بنُ العاص"(1)(غريب).
4905 -
قال جابر رضي الله عنه: "لقيَني رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يا جابرُ مالي أراكَ منكسِرًا؟ قلت: استُشهِدَ أبي وتركَ عِيَالًا وَدَيْنًا، قال: أَفَلَا أُبشِّرُكَ بما لقيَ اللَّهُ بهِ أباكَ؟ قال: بلى يا رسولَ اللَّهِ، قال: ما كلَّمَ اللَّهُ أحدًا قَطُّ إلّا مِن وراءِ حجابٍ، وأَحْيَا أباكَ فكلَّمَه كِفَاحًا، فقال (2): يا عبدي تَمَنَّ عليَّ أُعطِكَ، قال: [يا] (3) ربِّ تحييني فأُقتَلَ فيكَ ثانيةً، قال الربُّ تعالى: إنه قد سَبَقَ مني، أنهم لا يرجعونَ فنزلَتْ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} (4) الآية"(5).
4906 -
وقال جابر رضي الله عنه: "استغْفَرَ لي رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خمسًا وعشرينَ مرةً"(6).
(1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 155، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 687، كتاب المناقب (50)، باب مناقب لعمرو بن العاص رضي الله عنه (49)، الحديث (3844) واللفظ لهما، وقال الترمذي:(حديث غريب لا نعرفه إلّا من حديث ابن لهيعة عن شرح بن عاهان، وليس إسناده بالقوي).
(2)
كذا في المطبوعة، وفي المخطوطة:(قال).
(3)
ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وهي في لفظ الترمذي.
(4)
سورة آل عمران (3)، الآية (169).
(5)
أخرجه أحمد في المسند 1/ 363، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 230، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة آل عمران (4)، الحديث (3010)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 68، المقدمة، باب قيما أنكرت الجهمية (13)، الحديث (190) واللفظ لهما، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 204، كتاب معرفة الصحابة، باب وصية أبي جابر قبل الشهادة. . .، وقال:(صحيح الإسناد)، وسكت عنه الذهبي، قوله:"كِفَاحًا" بكسر الكاف أي مواجهة عيانًا.
(6)
أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص (239 - 240)، الحديث (1733)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 691، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه =
4907 -
عن أنس رضي الله عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ لهُ لو أَقْسَمَ عَلى اللَّهِ لأبَرَّه، منهم البرَاءُ بن مالكٍ"(1) رضي الله عنه.
4908 -
عن أبي سعيد قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"ألا إنَّ عَيْبَتي التي آوي إليها أهلُ بيتي، وإنَّ كَرِشي الأنصارُ فاعفُوا عن مُسيئهم واقبلُوا مِن مُحسِنِهم"(2)(صحيح).
4909 -
عن ابن عباس رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يُبغِضُ الأنصارَ أحدٌ يؤمنُ (3) باللَّهِ واليومِ الآخرِ (4)(صحيح)(5).
= عنهما (53)، الحديث (3852) واللفظ لهما، وذكره المزي في تحفة الأشراف (2/ 294) الحديث (2691) وعزاه للنسائي أيضًا، أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 565، كتاب معرفة الصحابة، باب استغفار النبي صلى الله عليه وسلم لجابر، وقال:(صحيح الإسناد) وسكت عنه الذهبي.
(1)
أخرجه الترمذي في السنن 5/ 692 - 693، كتاب المناقب (50)، باب مناقب البراء بن مالك رضي الله عنه (55)، الحديث (3854)، وقال:(حديث حسن صحيح) واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 291 - 292، كتاب معرفة الصحابة، البراء بن مالك رضي الله عنه، وقال:(صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 6/ 368، باب ما جاء في أخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن حال البراء بن مالك. . .، وذكره القاري في المرقاة 5/ 639، وعزاه للضياء أيضًا، وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 7 في المقدمة. قوله:"أشعث" أي متفرق شعر الرأس، وأغبر: مغبر البدن، قوله:"ذي طِمْرين" بكسر فسكون أي صاحب ثوبين خلقين، قوله:"لا يُؤْيه له" بضم ياء وسكون واو، وقد يهمز، وفتح موحدة أي لا يُبَالى به.
(2)
أخرجه أحمد في المسند 3/ 89، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 714، كتاب المناقب (50)، باب في فضل الأنصار وقريش (66)، الحديث (3904)، واللفظ له وقال:(حديث حسن) ولم يقل صحيح، وإنما هو من قول البغوي، وفي المخطوطة:(صَحّ). قوله: "عَيْبَتي" أي خاصتي وقوله: "كَرِشي" أي بطانتي.
(3)
تصحفت في المخطوطة إلى (لا يؤمن).
(4)
أخرجه أحمد في المسند 1/ 309، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 715، كتاب المناقب (50)، باب في فضل الأنصار. . . (66)، الحديث (3906) واللفظ لهما، وقال الترمذي:(حديث حسن صحيح)، وذكره المباركفوري في تحفة الأحوذي 10/ 408، الحديث (3999) وعزاه للطبراني.
(5)
كذا في المطبوعة، وفي المخطوطة:(صحّ).
4910 -
عن أنس رضي الله عنه، عن أبي طلحةَ رضي الله عنه قال:"قال لي رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْرِئ قومَكَ السلامَ فإنهم ما عَلِمْتُ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ"(1).
4911 -
عن جابر رضي الله عنه: "أنَّ عبدًا لحاطب جاءَ رَسُولَ (2) اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَشْكُو حاطِبًا فقال: يا رَسِولَ اللَّهِ لَيَدْخُلَنَّ حاطِبٌ النَّارَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كذبتَ لا يدخلُها فإنه شهِدَ بدرًا والحُديْبِيَة"(3).
4912 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه: "أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَلَا هذه الآيةُ: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} (4) قالوا: يا رسولَ اللَّهِ مَن هؤلاءِ الذينَ إنْ تولَّيْنا استُبدِلُوا بنا ثم لا يكونُوا أمثالنا؟ فضربَ على فخذِ سلمانَ الفارسي ثم [قال] (5): هذا وقومُهُ، ولو كانَ الدينُ عندَ الثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَه رجل مِن الفُرسِ"(6).
(1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 150، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 714، كتاب المناقب (50)، باب في فضل الأنصار. . . (66)، الحديث (3903) وأخرجه البزار، ذكره الهيثمي في كشف الأستار 3/ 304، كتاب المناقب، باب مناقب الأنصار، الحديث (2804)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 79، كتاب معرفة الصحابة، باب سلام النبي صلى الله عليه وسلم على الأنصار. . .، واللفظ لهم، وقال الحاكم:(صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، قوله:"أعِفَّةٌ" بفتح فكسر فتشديد جمع عفيف، قوله:"صُبُر" بضمتين جمع صابر.
(2)
في المطبوعة (إلى حاطب) والتصويب من المخطوطة، وهو الموافق للفظ مسلم والترمذي.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1942، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أهل بدر. . . (36)، الحديث (162/ 2195)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 697، كتاب المناقب (50)، باب (59)، الحديث (3864) واللفظ لهما، وقال الترمذي:(حديث حسن صحيح).
(4)
سورة محمد صلى الله عليه وسلم (47)، الآية (38).
(5)
ساقطة من المخطوطة.
(6)
أخرجه الترمذي في السنن 5/ 384، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة محمد صلى الله عليه وسلم (48)، الحديث (3261)، وذكره ابن كثير في تفسير القرآن العظيم 4/ 196، آخر =