المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌5 - باب علامات النبوة - مصابيح السنة - جـ ٤

[البغوي، أبو محمد]

فهرس الكتاب

- ‌7 - باب صفة النار وأهلها

- ‌8 - باب خلق الجنّة والنار

- ‌9 - باب بدء الخلق وذكر الأنبياء عليهم السلام

- ‌[27 - كتاب الفضائل والشمائل]

- ‌1 - بابُ فَضَائِلِ سَيِّدِ الْمرْسَلِينَ صَلَوَات اللَّهِ عَلَيْهِ

- ‌2 - بابُ أَسْمَاءِ النَّبِيِّ عليه السلام وَصِفَاتُهُ

- ‌3 - بابٌ في أَخْلاقِهِ وشَمَائِلِهِ عليه السلام

- ‌4 - بابُ المَبْعَثِ وَبِدْءِ الوَحْيِ

- ‌5 - بَابُ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ

- ‌فصل في المِعْرَاجِ

- ‌فصل في المُعْجِزَاتِ

- ‌6 - بَابُ الكَرَامَاتِ

- ‌7 - بَابُ الهِجْرَةِ

- ‌8 - باب

- ‌[28 - كتاب المناقب]

- ‌1 - بَابٌ في مَنَاقِبِ قُرَيْشٍ وَذِكْرِ القَبَائِلِ

- ‌2 - بابُ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم

- ‌3 - بابُ مَنَاقِبِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه

- ‌4 - بَابُ مَنَاقِب عُمَرَ بنِ الخَطَّاب رضي الله عنه

- ‌5 - بابُ مَنَاقِبِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما

- ‌6 - بَابُ مَنَاقِبِ عُثْمانَ بنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌7 - بابُ مَنَاقِبِ هؤلاءِ الثَّلاثَةِ رضي الله عنهم

- ‌8 - بابُ مَنَاقِبِ عَلِيِّ بن أَبِي طَالِبِ رضي الله عنه

- ‌9 - بابُ مَنَاقِبِ العَشرَةِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ

- ‌10 - بابُ مَنَاقِبِ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌11 - بابُ مَنَاقِبِ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌12 - بَابُ جَامِعِ المَنَاقِبِ

- ‌13 - بابُ ذِكْرِ اليَمَنِ وَالشَّأْمِ وَذِكرِ أُوَيْسٍ القَرَنِيِّ رضي الله عنه

- ‌14 - بابُ ثَوَابِ هَذِهِ الأُمَّةِ

- ‌فهرس الأطوال والأوزان والمكاييل والنقود الإِسلامية

- ‌ثبت‌‌ المصادر والمراجع

- ‌ ا

- ‌ب

- ‌ت

- ‌(ج)

- ‌ح

- ‌(خ)

- ‌د

- ‌(ذ)

- ‌ز

- ‌ر

- ‌س

- ‌ص

- ‌(ش)

- ‌(ط)

- ‌ع

- ‌غ

- ‌(ف)

- ‌ك

- ‌ق

- ‌ل

- ‌م

- ‌ن

- ‌و

- ‌ه

- ‌ي

الفصل: ‌5 - باب علامات النبوة

وسلم كُسِرَتْ رَباعِيَتُهُ يومَ أُحُدٍ وشُجَّ في رأسِهِ، فجَعلَ يَسْلُتُ الدمَ عنهُ ويقولُ: كيفَ يُفلِحُ قومٌ شَجُّوا نبِيَّهُمْ وكَسَروا رَباعِيَتَهُ" (1).

4564 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اشتدَّ غضَبُ اللَّه على قومٍ فعلُوا بنبيِّهِ -يُشيرُ إلى رَباعِيَتهِ- اشتدَّ غضَبُ اللَّه على رجلٍ يقتلُهُ رسولُ اللَّه في سبيلِ اللَّه"(2).

مِنَ الحِسَان:

4565 -

عن جابر رضي الله عنه، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أُذِنَ لي أنْ أُحدِّثَ عنْ مَلَكٍ منْ مَلائِكةِ اللَّه مِنْ حَمَلَةِ العرشِ، إنَّ ما بينَ شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ إلى عاتِقِه مَسيرةُ سبعمائةِ عامٍ"(3).

‌5 - بَابُ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ

مِنَ الصِّحَاحِ:

4566 -

قال أنس رضي الله عنه: "إنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم أتاهُ جِبريلُ وهوَ يَلعبُ معَ الغِلْمانِ، فأخذَهُ فصرَعَهُ، فشَقَّ عنْ قلبِهِ، فاستخرج منهُ عَلَقةً فقال: هذا حظُّ الشيطانِ منكَ، ثمَّ غسَلهُ في طَسْتٍ منْ

(1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1417، كتاب الجهاد والسير (32)، باب غزوة أحد (37)، الحديث (104/ 1791)، والرَّباعية: بفتح الراء وتخفيف التحتية، السن الذي بين الثنية والناب، وقوله:"يسلُت" أي يزيل.

(2)

متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 372، كتاب المغازي (64)، باب ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الجراح يوم أحد (24)، الحديث (4073)، واللفظ له. ومسلم في الصحيح 3/ 1417، كتاب الجهاد والسير (32)، باب اشتداد غضب اللَّه على من قتله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (38)، الحديث (106/ 1793).

(3)

تقدم في باب بدء الخلق وذكر الأنبياء عليهم السلام، الحديث (4456).

ص: 70

ذهبٍ بماءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لَأمَهُ وأعادَهُ في مكانِهِ، وجاءَ الغِلْمانُ يَسْعَوْنَ إلى أُمِّهِ، يعني ظِئْرَهُ، فقالوا: إنَّ محمّدًا قد قُتِلَ، فاستقبَلُوه وهوَ مُنْتَقَعُ اللونِ. قالَ أنسٌ رضي الله عنه: فكنتُ أرَى أثرَ المِخْيَطِ في صَدرِه" (1).

4567 -

عن جابر بن سَمُرة رضي الله عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنِّي لَأعرِفُ حَجَرًا بمكةَ كانَ يُسلِّمُ عليَّ قبلَ أنْ أُبعثَ، إنِّي لَأعرِفُهُ الآن"(2).

4568 -

وقال أنس رضي الله عنه: "إنَّ أهْلَ مكّةَ سألُوا رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم أنْ يُريَهُمْ آيةً، فأراهُمْ القمرَ شِقَّتَيْنِ حتَّى رأَوْا حِراءَ بينهُما"(3).

4569 -

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "انشقَّ القمرُ على عهْدِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم فِرقتَيْنِ: فِرْقَةٌ فوقَ الجبَلِ، وفِرْقَةٌ دُونَهُ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم اشْهَدُوا"(4).

(1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 147، كتاب الإيمان (1)، باب الإِسراء برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى السماوات (74)، الحديث (261/ 162)، قوله:"لأمه" معناه جمعه وضم بعضه إلى بعض. و"ظئر" هي المرضعة، ويقال أيضًا لزوج المرضعة ظئر. و"مُنْتَقَع اللون" أي متغير اللون. و"المخِيْط" هي الإِبرة (النووي، شرح صحيح مسلم 2/ 216 - 217).

(2)

أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1782، كتاب الفضائل (43)، باب فضل نسب النَّبي صلى الله عليه وسلم وتسليم الحجر عليه قبل النبوّة (1)، الحديث (2/ 2277).

(3)

متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 631، كتاب المناقب (61)، باب سؤال المشركين أن يريهم النَّبي صلى الله عليه وسلم آية (27)، الحديث (3637)، وفي 7/ 182، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب انشقاق القمر (36)، الحديث (3868) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2159، كتاب صفة القيامة والجنة والنار (50)، باب انشقاق القمر (8)، الحديث (46/ 2802).

(4)

متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 631، كتاب المناقب (61)، باب سؤال المشركين أن يريهم النَّبي صلى الله عليه وسلم آية (27)، الحديث (3636)، وفي 8/ 617، كتاب التفسير (65)، سورة {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} -القمر- (54)، باب {وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا} (1)، الحديث (4864) واللفظ له. وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2158، كتاب صفة القيامة والجنة والنار (50)، باب انشقاق القمر (8)، الحديث (43/ 2800) و (45/ 2800).

ص: 71

4570 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه: "قالَ أبو جَهْلٍ: هلْ يُعَفِّرُ محمّدٌ وجهَهُ بينَ أظهُرِكُمْ؟ فقيلَ: نعمْ، فقالَ: واللَّاتِ والعُزَّى لَئِنْ رأيتهُ يفعلُ ذلكَ لَأطأنَّ على رقَبَتِهِ. فأتَى رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم وهوَ يُصلِّي، زَعَمَ لِيَطأَ على رَقبَتهِ، فما فَجِئَهُمْ منة إلَّا وهوَ يَنْكِصُ على عَقِبَيْهِ ويَتَّقي بيدَيْهِ، فقيلَ لهُ: مالكَ؟ فقال: إنَّ بينِي وبينَهُ لخَندقًا منْ نارٍ وهَوْلًا وأجنِحةً. فقالَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لوْ دَنا مِنَي لاخْتَطَفَتْهُ الملائِكَةُ عضْوًا عُضْوًا"(1).

4571 -

وقال عَدِيّ بن حاتِم رضي الله عنه: "بَيْنا أنا عندَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إذْ أتاه رجلٌ فشَكا إليهِ الفاقَةَ، ثُمَّ أتاهُ آخرُ فشَكا إليهِ قَطْعَ السبيل، فقال: يا عَدِيُّ هلْ رأيتَ الحِيرَةَ؟ قال: نعم (2)، قال: فإنْ طالَتْ بِكَ حَياةٌ فلَتَرَيَنَّ الظَعينَةَ تَرْتحِلُ مِنَ الحِيرَةِ حتَّى تَطوفَ بالكعبةِ لا تخاف أحدًا إلَّا اللَّه، ولَئنْ طالَتْ بكَ حياةٌ لتفْتَحنَّ كُنوزُ كِسْرَى، ولَئنْ طالَتْ بكَ حياةٌ لَتَرَيَنَّ الرجلَ يُخرِجُ مِلْءَ كفِّهِ منْ ذهَبٍ أو فِضةٍ يَطلُبُ مَنْ يَقبَلُة منهُ فلا يَجِدُ أحدًا يَقبَلُهُ منه، ولَيلقَيَنَّ اللَّه أحدُكُمْ [يَوْمَ القِيَامَةِ](3) يومَ يَلقاهْ وليسَ بينَهُ وبينَهُ تَرْجمانٌ يُترجِمُ لهُ، فلَيقولَنَّ: أَلَمْ أبعَثْ إليكَ رسولًا فيُبلِّغَكَ؟ فيقولُ: بلَى (4)، فيقول: ألَمْ أُعطِكَ مالًا وأُفْضِل عليكَ؟ فيقولُ: بلَى، فيَنظُرُ عنْ يَمينِهِ فلا يرَى

(1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2154، كتاب صفة القيامة والجنة والنار (50)، باب قوله {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق (96)، الآيتان (6 - 7)](6)، الحديث (38/ 2797)، قوله:"هل يعفّر محمد وجهه" أي يسجد ويلصق وجهه بالعفر وهو التراب. وقوله: "ينكِص على عقبيه" أي رجع يمشي إلى ورائه (النووي، شرح صحيح مسلم 17/ 139 - 140).

(2)

كذا في الأصل المطبوع، ولفظ البخاري:". . . هل رأيت الحيرة؟ قلت: لم أرها وقد أُنبئْتُ عنها، قال: فإن طالت. . . ".

(3)

ما بين الحاصرتين من مخطوطة برلين وليس فيها (يوم يلقاه). والموجود عند البخاري (يوم يلقاه) فقط، وكذا في المطبوعة وما أثبتناه هو الموافق للفظ المؤلف في شرح السنة 15/ 32.

(4)

في المطبوعة زيادة (يا رب) وليست في المخطوطة، ولا عند المؤلف في شرح السنة، ولا عند البخاري.

ص: 72

إلّا جهنّمَ، وينظُرُ عنْ يَسارِهِ فلا يرَى إلَّا جهنّمَ، فاتَّقُوا النَّارَ ولوْ بِشقِّ تمرةٍ، فمَنْ لمْ يَجِدْ فبكلمةٍ طيِّبةٍ. قالَ عَدِيٌّ: فرأيتُ الظعَّينَة تَرْتحِلٌ مِنَ الحِيرَةِ حتَّى تَطوفَ بالكعبةِ لا تخافُ إلَّا اللَّه، وكنتُ فيمَنْ افتتحَ كُنوزَ كِسْرَى بن هُرْمُزَ، ولَئنْ طالَتْ بكُم حَياة لَتَرَونَّ ما قالَ النَّبيُّ (1) أبو القاسِمِ صلى الله عليه وسلم: يُخرِجُ (2) مِلْءَ كفِّهِ" (3).

4572 -

وقال أبو هريرة رضي الله عنه، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يَهلِكُ كِسْرَى ثُمَّ لا كِسْرَى بعدَهُ، وقَيْصَرُ لَيَهْلِكنَّ ثُمَّ لا يكونُ قَيْصَرٌ بعدَهُ، ولَتُنْفِقُنَّ كُنوزَهُما في سبيل اللَّه"(4).

4573 -

وقال [عليه السلام](5): "ليَفتتحَنَّ عِصابةٌ مِنَ المسلمينَ كَنْزَ آلِ كِسْرَى الذِي في (6) الأَبْيَضِ"(7).

(1) كلمة النَّبي ليست في المخطوطة، وهي من المطبوعة وموجودة في لفظ المؤلف في شرح السنة، وعند البخاري.

(2)

في المطبوعة زيادة (الرجلُ)، وليست في المخطوطة ولا عند المؤلف في شرح السنة، ولا عند البخاري.

(3)

أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 281، كتاب الزكاة (24)، باب الصدقة قبل الردّ (9)، الحديث (1413)، وفي 6/ 610، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإِسلام (25)، الحديث (3595)، والحِيرة كانت بلد ملوك العرب الذين تحت حكم آل فارس، والظعينة: المرأة في الهودج وهو في الأصل اسم للهودج (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 6/ 613).

(4)

متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 157، كتاب الجهاد (56)، باب الحرب خدعة (56)، الحديث (3027)، ومسلم في الصحيح 4/ 2236 - 2237، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرجل بقبر الرجل. . . (18)، الحديث (75/ 2918) و (76/ 2918).

(5)

ما بين الحاصرتين ساقط من مخطوطة برلين.

(6)

في المطبوعة زيادة (القَصْرِ) وليست في المخطوطة ولا عند مسلم.

(7)

أخرجه مسلم من حديث جابر بن سَمُرة رضي الله عنه في الصحيح 4/ 2237، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل. . . (18)، الحديث (78/ 2919) قوله:"الأبيض" أي قصره الأبيض.

ص: 73

4574 -

وعن خبّاب بن الأرَتّ رضي الله عنه قال: "شَكَوْنَا إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً في ظِلِّ الكعبةِ، وقدْ لَقِينا مِنَ المشركينَ شِدَّةً، فقُلنا: ألا تَدعو اللَّه؟ فقعَدَ وهوَ مُحْمَرٌ وجهُهُ قال: كانَ الرجلُ فيمَنْ كانَ قبلَكُمْ يُحفَرُ لهُ في الأرضِ فيُجعَلُ فيهِ، فيُجاءُ بالمِيشارِ فيُوضَعُ فوقَ رأسهِ فيُشَقُّ باثنيْنِ، وما يَصُدُّهُ ذلكَ عن دينهِ، ويُمشطُ بأمشاطِ الحديدِ ما دُونَ لحمهِ مِنْ عظمٍ وعَصَبٍ، وما يَصُدُّهُ ذلكَ عن دينِهِ، واللَّه لَيُتِمَّنَّ هذا الأمر حتَّى يَسيرَ الراكِبُ منْ صَنعاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ لا يخافُ إلَّا اللَّه أو الذِّئبَ على غَنَمِهِ، ولكنَّكُمْ تَستعجِلون"(1).

4575 -

وقال أنس رضي الله عنه: "كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَدخلُ على أُمِّ حَرامٍ بنتِ مِلْحانَ، وكانتْ تحتَ عُبادَةَ بنِ الصامِتِ رضي الله عنه، فدخلَ عليها يومًا فأطعَمَتْهُ، ثمَّ جلسَتْ تَفْلِي رأسَهُ، فنامَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ثمَّ استيقظَ وهوَ يَضحَكُ، قالتْ فقلتُ: ما يُضحِكُكَ يا رسولَ اللَّه؟ قال: ناسٌ منْ أُمَّتِي عُرِضوا عليَّ غُزاةً في سبيلِ اللَّه، يَركَبونَ ثَبَجَ هذا البحرِ، مُلوكًا على الأسِرَّةِ -أوْ مِثْلَ المُلوكِ على الأسِرَّةِ- فقلتُ: يا رسولَ اللَّه ادْعُ اللَّه أنْ يَجعلَني منهُمْ، فدَعا لها، ثُمَّ وضَعَ رأسَهُ فنامَ، ثمَّ اسْتَيْقَظَ وهوَ يَضحكُ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّه وما يُضحِكُكَ؟ قال: ناسٌ منْ أُمّتي عُرِضوا عليّ غُزاةً في سبيلِ اللَّه -كما قال في الأُولى- فقلتُ: يا رسولَ اللَّه ادْعُ اللَّه أنْ يَجعلَنِي منهُمْ، قال: أنتِ مِنَ الأوَّلينَ. فركبَتْ أُمُّ حَرامٍ البحرَ في زمنِ معاويَةَ، فصُرِعتْ عنْ دابَّتِها حينَ

(1) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 619، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإِسلام (25)، الحديث (3612)، وفي 7/ 164 - 165، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب ما لقي النَّبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة (29)، الحديث (3852). والبردة: كساء مخطط. والميشار: بكسر الميم وسكون التحتانية بهمز وبغير همز، تقول: وشرت الخشبة وأشرتها، ويقال فيه بالنون -منشار- وهي أشهر في الاستعمال (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 7/ 166).

ص: 74

خَرجَتْ مِنَ البحرِ فهَلَكَتْ" (1).

4576 -

وقال ابنُ عبَّاس رضي الله عنه: "إنَّ ضِمادًا (2) قَدِمَ مكّةَ، وكان منْ أزْدِ شَنُوأَةَ، وكانَ يَرْقي مِنْ هذِه (3) الرِّيحِ، فَسَمِعَ سُفَهاءَ أهْلِ مكّةَ يقولونَ: إنَّ محمّدًا مَجنونٌ، فقال: لوْ أنِّي رأيتُ هذا الرجلَ لَعلَّ اللَّه يَشْفِيهِ على يَدَيَّ، قال: فلِقَيَهُ فقال: يا محمّدُ إنِّي أَرْقِي منْ هذا الريح فهلْ لكَ؟ فقالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: إنَّ الحَمْدَ للَّه نَحْمَدُهُ ونستَعينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّه فلا مُضلَّ لهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادِيَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلَّا اللَّه وحدَهُ لا شَريكَ لهُ وأنَّ محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، أمّا بَعْدُ. فقالَ: أعِدْ عليَّ كلِماتِكَ هؤلاء، فأعادَهُنَّ عليهِ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ثَلاثَ مرّاتٍ، فقال: لقدْ سَمِعت قولَ الكَهَنَةِ وقولَ السَّحَرَةِ وقولَ الشُّعَراءِ، فما سَمِعتُ مِثْلَ كلِماتِكَ هؤلاءَ، ولقدْ بلَغْنا قامُوسَ البحرِ (4)، هاتِ يَدَكَ أُبايعْكَ على الإسلامِ. قال: فبايَعَهُ"(5)(6).

(1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 10، كتاب الجهاد (56)، باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء (3)، الحديث (2788)، وفي 11/ 70 - 71، كتاب الاستئذان (79)، باب من زار قومًا فقال عندهم (41)، الحديث (6282)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1518، كتاب الإمارة (33)، باب فضل الغزو في البحر (49)، الحديث (160/ 1912). وتفلي رأسه: تفتش شعر رأسه. وثبج البحر: هو ظهره ووسطه (النووي، شرح صحيح مسلم 13/ 58).

(2)

هو ضِماد بن ثعلبة الأزدي -أزد شنوءة- رضي الله عنه: صحابي، ذكره الذهبي في تجريد أسماء الصحابة 1/ 272، الترجمة (2864) وتصحف اسمه عنده إلى ضمار، فليُحَرَّر.

(3)

تصحفت في المطبوعة إلى: (هذا) والتصويب من المخطوطة وصحيح مسلم.

(4)

كذا في الأصل المطبوع، ولفظ مسلم "ناعوس البحر". قال النووي في شرح صحيح مسلم 6/ 157:(ضبطناه بوجهين أشهرهما ناعوس بالنون والعين، هذا هو الموجود في أكثر نسخ بلادنا، والثاني قاموس بالقاف والميم، قال أبو عبيد: قاموس البحر وسطه، وقال ابن دريد: لجته).

(5)

أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 593، كتاب الجمعة (7)، باب تخفيف الصلاة والخطبة (13)، الحديث (46/ 868).

(6)

وهذا الباب خال عن أحاديث الحسان.

ص: 75