الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4491 -
عن كَعْب [الأحبار](1) يحكي عن التوراة قال: "نجدُ مَكتوبًا: محمّدٌ رسولُ اللَّه عَبدِي المُختار، لا فَظٌّ ولا غَليظٌ، ولا سَخّابٌ بالأسواقِ، ولا يجزِي بالسيِّئةِ السيِّئةَ، ولكنْ يَعفُو ويَغْفِرُ، مَوْلد بمكّةَ، وهجرتُهُ بطَيْبةَ، ومُلكُهُ بالشامِ، وأُمّتُهُ الحمّادونَ يَحمدونَ اللَّه في السَّرّاءِ والضَّرّاءِ، يَحمدونَ اللَّه في كل مَنْزِلَةٍ، ويُكبِّرونَهُ على كُلِّ شَرَفٍ، رُعاةٌ لِلشَّمْسِ، يُصَلُّونَ الصَّلاةَ إذا جاءَ وقتُها، يَتأزَّرونَ على أنصافِهِمْ، ويَتوضّأونَ على أطرافِهِمْ، مُنادِيهِمْ يُنادِي في جوِّ السماءِ، صفُّهُمْ في القِتالِ وصفُّهُمْ في الصلاةِ سَواءٌ، لهُمْ بالليلِ دَوِيٌّ كدَوِيِّ النحلِ"(2).
4492 -
عن عبد اللَّه بن سَلام رضي الله عنه قال: "مكتوبٌ في التوراةِ صِفةُ محمّدٍ وعيسَى بنِ مريمَ [عليهما السلام] (3) يُدفَقُ معهُ"(4) قيل: قدْ بقيَ في البيتِ مَوضِعُ قبره (5).
2 - بابُ أَسْمَاءِ النَّبِيِّ عليه السلام وَصِفَاتُهُ
مِنَ الصِّحَاحِ:
4493 -
عن جُبَيْر بن مُطْعِم رضي الله عنه قال: "سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لِي [خمسةُ](6) أسماء: أنا محمّدٌ، وأنا أحمدُ،
(1) ساقطة من مخطوطة برلين.
(2)
أخرجه الدارمي في السنن 1/ 5 - 6، المقدمة، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب قبل مبعثه، وأخرجه البغوي بلفظه المأم بإسناده في شرح السنة 13/ 210، كتاب الفضائل، باب فضائل سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم، الحديث (3628). وسخّاب أي صياح، وشَرَف بفتحتين: أي مكان مرتفع. ورُعَاةٌ للشمس: أي مراعون لطلوعها واستوائها وغروبها محافظة على أوقات الصلاة.
(3)
ليست في مخطوطة برلين.
(4)
أخرجه الترمذي في السنن 5/ 588، كتاب المناقب (50)، باب في فضل النبيّ صلى الله عليه وسلم (1)، الحديث (3617) وقال:(حسن غريب).
(5)
قاله أبو مَوْدود المدني أحد رواة الحديث، ونقله الترمذي عقب الحديث والبيت أي حجرة عائشة.
(6)
ليست في مخطوطة برلين، ولا عند مسلم، وهي في المطبوعة وعند البخاري واللفظ له.
وأنا الماحِي الذِي يَمحُو اللَّه بي الكفرَ، وأنا الحاشِرُ الذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلى قَدمَيَّ، وأنا العاقِبُ" والعاقِبُ: الذي ليسَ بعدَهُ نبيٌّ (1).
4494 -
وعن أبي موسى الأشعري قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يُسمِّي لنا نَفسهُ أسماءً، فقال: أنا محمّدٌ وأحمدُ والمُقَفِّي والحاشِرُ ونبيُّ التَّوْبةِ ونبيُّ الرحمَةِ"(2).
4495 -
وعن أبي هريرة أنَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا تَعجَبونَ كيفَ يَصرِفُ اللَّه عنِّي شَتْمَ قُرَيْشٍ ولَعْنَهُمْ؟ يشتِمونَ مُذمَّمًا ويَلعَنونَ مُذَمَّمًا، وأنا محمّدٌ"(3).
4496 -
وعن جابر عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "سمُّوا باسْمِي ولا تَكَنَوْا بكُنْيَتِي، فإنِّي إنَّما جُعِلْتُ قاسِمًا أقسِمُ بينكُمْ"(4).
4497 -
عن جابر بن سَمُرَة رضي الله عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم قدْ شَمِطَ مُقدَّمُ رأْسِهِ ولِحْيتهِ، وكانَ إذا ادَّهنَ لم يَتبيَّنْ، وإذا شَعِثَ رأسُهُ تَبيَّنَ، وكانَ كثيرَ شَعْرِ اللِّحْيةِ، فقالَ رجلٌ: وجهُهُ مِثْلَ
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 554، كتاب المناقب (61)، باب ما جاء في أسماء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (17)، الحديث (3532)، ومسلم في الصحيح 4/ 1828، كتاب الفضائل (43)، باب في أسمائه صلى الله عليه وسلم (34)، الحديث (124/ 2354).
(2)
أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (126/ 2355)، والمقفِّي: يعني آخر الأنبياء.
(3)
أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 554 - 555، كتاب المناقب (61)، باب ما جاء في أسماء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (17)، الحديث (3533).
(4)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 217، كتاب فرض الخمس (57)، باب قول اللَّه تعالى:{فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَللْرسُولِ} [الأنفال (8)، الآية (41)](7)، الحديث (3114)؛ ومسلم في الصحيح 3/ 1683، كتاب الأداب (38)، باب النهي عن التكنيّ بأبي القاسم. . . (1)، الحديث (5/ 2133).
السَّيْف؟ قال: لا بلْ كانَ مِثْلَ الشمسِ والقمرِ، وكانَ مُستَديرًا، ورأيتُ الخاتَمَ عندَ كَتِفهِ مِثْلَ بَيضةِ الحَمامَةِ يُشبِهُ جسدَهُ" (1).
4498 -
عن عبد اللَّه بن سَرْجِس رضي الله عنه قال: "رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأكلت معهُ خُبْزًا ولحمًا -أو [قال] (2): ثريدًا- ثمَّ دُرْتُ خَلْفَة فنظرتُ إلى خاتَمِ النبوَّةِ بينَ كتِفَيْهِ عندَ ناغِضِ كَتِفِهِ اليُسرَى، جُمْعًا، عليه خِيلانٌ كأمثالِ الثَّآلِيلِ"(3).
4499 -
وقال السائِب بن يزيد: "نَظرتُ إلى خاتمِ النبوَّةِ بينَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ زِرِّ الحَجَلَةِ"(4).
4500 -
وعن أمّ خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص [قالت](5): "أُتِيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بثيابِ فيها خَميصةٌ سوداءٌ صغيرة، فقال: ائْتُونِي بأُمِّ خالدٍ فأُتِي بها تُحمَلُ، فأخذَ الخَميصةَ بيدِهِ فألبَسَها، قال: أبْلي
(1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1823، كتاب الفضائل (43)، باب شيبه صلى الله عليه وسلم (29)، الحديث (109/ 2344). وشمِط: بكسر الميم أي شاب.
(2)
ليست في مخطوطة برلين.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1823 - 1824، كتاب الفضائل (43)، باب إثبات خاتم النبوَّة وصفته ومحله من جسده صلى الله عليه وسلم (30)، الحديث (112/ 2346). والنَّاغِضُ: أعلى الكتف، وقيل هو العظم الرقيق الذي على طرفه، وقيل ما يظهر منه عند التحرك. وجُمْعًا: بضم الجيم وإسكان الميم معناه أنه كجمع الكف وهو صورته بعد أن تجمع الأصابع وتضمها. والخِيلان: جمع خال وهو الشامة في الجسد واللَّه أعلم (النووي، شرح صحيح مسلم 15/ 98 - 99). والثآليل: جمع ثؤلول خراج صلب يخرج على الجسد له نتوّ واستدارة.
(4)
شطرة من حديث متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 296، كتاب الوضوء (4)، باب استعمال فضل وضوء الناس (40)، الحديث (190)، ومسلم في الصحيح 4/ 1823، كتاب الفضائل (43)، باب إثبات خاتم النبوّة وصفته ومحله من جسده صلى الله عليه وسلم (30)، الحديث (111/ 2345). والحَجَلة: واحدة الحجال وهي بيت كالقبة لها أزرار كبار وعرى (النووي، شرح صحيح مسلم 15/ 98). وقد مرّ الحديث بطوله في 1/ 224 رقم (327).
(5)
ليست في مخطوطة برلين.
وأخْلِقي، ثمَّ أبْلِي وأخْلِقي، ثمَّ أبْلِي وأخْلِقي. وكانَ فيها عَلَمٌ أخضرُ أو أصفرُ، فقال: يا أُمَّ خالدٍ هذا سَناه. وهيَ بالحبَشِيّةِ حَسنٌ. قالت: فذهبتُ ألعبُ بخاتمِ النبوّةِ، فزَبَرَني أبي، فقالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: دَعْها" (1).
4501 -
عن أنس رضي الله عنه أنَّه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ليسَ بالطويلِ البائِنِ ولا بالقصيرِ، وليسَ بالأبيضِ الأمْهَقِ ولا بالآدَمِ، وليسَ بالجَعْدِ القَطَطِ ولا بالسَّبطِ، بعثَهُ اللَّه على رأسِ أربعينَ سنةً، فأقامَ بمكّةَ عشرَ سِنينَ وبالمدينةِ عشرَ سِنينَ، وتَوفّاهُ اللَّه على رأسِ سِتّينَ سنةً، وليسَ في رأسهِ ولحْيَتهِ عِشرُونَ شَعرةً بيضاءَ"(2).
4502 -
وفي رواية عن أنس رضي الله عنه يصِفُ النبيَّ صلى اللَّه
(1) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 183، كتاب الجهاد (56)، باب من تكلّم بالفارسية (188)، الحديث (3071)، وفي 10/ 279، كتاب اللباس (77)، باب الخميصة السوداء (22)، الحديث (5823)، وفي 10/ 425، كتاب الأدب (78)، باب من ترك صبية غيره حتَّى تلعب به (17)، الحديث (5993)، والخميصة السوداء: كساءٌ أسود مربّع له علمان. وقوله: "أبلي وأخلقي" العرب تطلق ذلك وتريد الدعاء بطول البقاء للمخاطب بذلك، أي: أنها تطول حياتها حتَّى يبلى الثوب ويخلق. وقولها: "فزبرني أبي" أي نهرني، والزبر هو الزجر والمنع (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 10/ 280، 425).
(2)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 564، كتاب المناقب (61)، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم (23)، الحديث (3548)، وفي 10/ 356، كتاب اللباس (77)، باب الجَعد (68)، الحديث (5900)، ومسلم في الصحيح 4/ 1824، كتاب الفضائل (43)، باب في صفة النبي صلى الله عليه وسلم ومبعثه وسنّه (31)، الحديث (113/ 2347). الطويل البائن: أي زائد الطول. والأبيض الأمهق: هو شديد البياض كلون الجص وهو كريه المنظر وربما توهمه الناظر أبرص. والآدمُ: الأسمر (النووي، شرح صحيح مسلم 15/ 100). وقوله "وليس بالجعد القطط ولا بالسبط" أي أنَّ شعره بين الجعودة والسبوطة، وأنّ الشعر الجعد هو الذي يتجعد كشعور السودان، وأنّ السبط هو الذي يسترسل فلا يتكسّر منه شيء كشعور الهنود، والقطط: البالغ في الجعودة (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 10/ 357).
عليه وسلم قال: "كانَ رَبْعةً منَ القومِ، ليسَ بالطويلِ ولا بالقصيرِ أزهر (1) اللّون"(2).
4503 -
وقال: "كانَ شعرُ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى أنْصافِ أُذُنَيْهِ"(3). وفي رواية: "بينَ أُذُنَيْهِ وعاتِقِه"(4).
4504 -
وقال: كانَ ضَخْمَ الرأس والقَدَمَيْنِ، لمْ أرَ بعدَهْ ولا قبلَهُ مثله (5)، وكانَ بَسِطَ الكفَّيْن" (6) وفي رواية:"كانَ شَثْنَ القدَمَيْن والكفَّيْن"(7).
4505 -
وعن البَراء قال: "كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مَرْبُوعًا بَعِيدَ ما بَيْنَ المَنْكِبَيْنِ، لهُ شَعَرٌ بَلَغَ (8) شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ، [رأَيْتُهُ] (9) في حُلَّةٍ حَمْراءَ لمْ أرَ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنهُ"(10).
(1) وردت في المطبوعة: (زهر) والتصويب من صحيح البخاري.
(2)
أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 564، كتاب المناقب (61)، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم (23)، الحديث (3547). قوله:"ربعة من القوم" أي بين الطويل والقصير.
(3)
أخرجه مسلم من حديث أنس مالك رضي الله عنه في الصحيح 4/ 1819، كتاب الفضائل (43)، باب صفة شعر النبي صلى الله عليه وسلم (26)، الحديث (96/ 2338).
(4)
متفق عليه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 356، كتاب اللباس (77)، باب الجَعد (68)، الحديث (5905)، ومسلم في المصدر السابق، الحديث (94/ 2338). والخضاب: ما يختضب به ويُلوّن.
(5)
كذا العبارة في المطبوعة وهي موافقة للفظ البخاري، والعبارة في المخطوطة:"لم أر قبله ولا بعده مثله".
(6)
أخرجه البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في الصحيح 10/ 357، كتاب اللباس (77)، باب الجعد (68)، الحديث (5907).
(7)
أخرجه البخاري تعليقًا بصيغة الجزم في المصدر نفسه، الحديث (5910)، وقوله:"شثن" أي غليظ الأصابع والراحة، قال ابن بطال: كانت كفه صلى الله عليه وسلم ممتلئة لحمًا غير أنها مع ضخامتها كانت لينة (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 10/ 359).
(8)
كذا في المخطوطة والمطبوعة، واللفظ عند البخاري (يَبْلُغ).
(9)
ليست في المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وهي عند البخاري.
(10)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 565، كتاب المناقب (61)، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم (23)، الحديث (3551)، ومسلم في الصحيح 4/ 1818، كتاب الفضائل (43)، باب في صفة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان أحسن الناس وجهًا (25)، الحديث (91/ 2337).
4506 -
وفي رواية عنه قال: "ما رأيتُ منْ ذِي لِمَّةٍ أحسنَ في حُلَّةٍ حمراءَ منْ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، شعرُهُ يَضرِبُ مَنْكِبَيْهِ، بعيدَ ما بين المِنْكَبَيْنِ، ليسَ بالطويلِ ولا بالقصيرِ"(1).
4507 -
عن سِمَاك بن حَرْب، عن جابر بن سَمُرَة رضي الله عنه قال:"كانَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ضَليعَ الفمِ، أشْكَلَ العَيْنِ، مَنْهوشَ (2) العَقِبَيْنِ" قيلَ لسِماكٍ ما ضَليعُ الفم؟ قال: عظيمُ الفمِ (3)، قيل: ما مَنْهوشُ العَقِبَيْنِ؟ قال: قليل لَحْمِ العَقِبَيْنِ، قيل: ما أشْكَلُ العَيْن؟ قال: طويلُ شَقِّ العَيْنِ (4)(5).
4508 -
عن أبي الطُّفَيْل أنَّه قال: "رأيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم كانَ أبيضَ مَليحًا مُقَصَّدًا"(6).
(1) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (92/ 2337). واللِّمة من شعر الرأس دون الجُمّة سميت بذلك لأنها ألمّتْ بالمنكبين، فإذا زادت فهي الجُمّة، (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 4/ 273).
(2)
كذا في المطبوعة، ولفظ مسلم:"منهوس" بالسين. قال النووي في شرح صحيح مسلم 15/ 93: (منهوس بالسين المهملة، هكذا ضبطه الجمهور، وقال صاحب التحرير وابن الأثير روي بالمهملة والمعجمة وهما متقاربان، ومعناه قليل لحم العقب كما قال).
(3)
قوله في ضليع الفم فكذا قاله الأكثرون وهو الأظهر، قالوا: والعرب تمدح بذلك وتذم صغر الفم، وهو معنى قول ثعلب في ضليع الفم: واسع الفم، وقال شمر: عظيم الأسنان (النووي، شرح صحيح مسلم 15/ 93).
(4)
قوله في أشكل العين، قال القاضي: هذا وهم من سماك باتفاق العلماء وغلط ظاهر، وصوابه ما اتفق عليه العلماء ونقله أبو عبيد وجمع أصحاب الغريب: إن الشكلة حمرة في بياض العينين وهو محمود، والشهلة حمرة في سواد العين (النووي، شرح صحيح مسلم 15/ 93).
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1820، كتاب الفضائل (43)، باب في صفة فم النَّبيّ صلى الله عليه وسلم وعينيه وعقبيه (27)، الحديث (97/ 2339).
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1820، كتاب الفضائل (43)، باب كان النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أبيض مليح الوجه (28)، الحديث (99/ 2340). وقوله "مقصَّدًا" هو الذي ليس بجسيم ولا نحيف ولا طويل ولا قصير (النووي، شرح صحيح مسلم 15/ 94).
4509 -
و"سُئِلَ أنسٌ عنْ خِضابِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: إنّهُ لمْ يَبلغْ ما يَخضِبُ، لو شِئتُ أنْ أعُدَّ شَمَطاتِهِ في لحيَتِه"(1) وفي رواية: "لو شِئتُ أنْ أعُدَّ شَمَطاتٍ كُنَّ في رأسِهِ"(2) وفي رواية: "إنَّما كانَ البَياضُ في عَنْفَقَتِهِ وفي الصُّدْغَيْنِ وفي الرأسِ نَبْذٌ"(3).
4510 -
عن أنس رضي الله عنه قال: "كَانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أزْهَرَ اللونِ، كأنَّ عَرَقهُ اللُّؤْلؤُ، إذا مشَى تَكَفّأَ، وما مَسِسْتُ دِيباجَةً ولا حَريرةً ألْيَنَ منْ كفِّ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولا شَمِمْتُ مِسْكًا ولا عَنْبرًا أطيبَ منْ رائحةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم"(4).
4511 -
عن أنس رضي الله عنه، عن أم سُلَيْم: "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يأْتِيها فَيَقِيل عِندَها، فتَبْسُطُ نِطْعًا فيَقيلُ عليهِ، وكانَ كثيرَ العَرَقِ، فكانتْ تجمعُ عَرَقَهُ فتجعلُهُ في الطِّيب، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: يا أُمَّ سُلَيْمٍ ما هذا؟ قالت: عَرَقُكَ نجعلُهُ في طيبنا وهوَ مِنْ أطْيَبِ
(1) أخرجه من رواية ثابت البناني: البخاري في الصحيح 10/ 351 - 352، كتاب اللباس (77)، باب ما يذكر في الشيب (66)، الحديث (5895). والمراد بالشمطات: الشعرات اللاتي ظهر فيهن البياض، فكأن الشعرة البيضاء مع ما يجاورها من شعرة سوداء ثوب أشمط، والأشمط الذي يخالطه بياض وسواد (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 10/ 352).
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1821، كتاب الفضائل (43)، باب شيبه صلى الله عليه وسلم (29)، الحديث (103/ 2341).
(3)
أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (104/ 2341). وقوله "عنفقته": أي شعره النابت تحت شفته السفلى وفوق الذقن. و"نَبْذ" بفتح النون وسكون الموحدة فذال معجمة أي شيء يسير من شيب، وفي نسخة بنون مضمومة فموحدة مفتوحة أي شعرات متفرّقة (القاري، المرقاة 5/ 381).
(4)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 566، كتاب المناقب (61)، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم (23)، الحديث (3561) ولفظه:"ما مَسِسْتُ حريرًا ولا ديباجًا. . . " إلى آخر الحديث. وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1815، كتاب الفضائل (43)، باب طيب رائحة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم (21)، الحديث (82/ 2330). قوله:"تكفأ" أي تمايل إلى قدّام كما تتمايل السفينة في جَرْيها. والديباجة: نوع من الحرير.
الطِّيبِ" (1) وفي رواية: "قالت: يا رسولَ اللَّه نرجُو برَكتَهُ لصِبْيانِنا (2)، قال: أصَبْتِ" (3).
4512 -
عن جابر بن سَمُرة رضي الله عنه قال: "صلَّيتُ مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم صلاةَ الأُولى، ثمَّ خرجَ إلى أهلهِ وخرجتُ معهُ فاستقبلَهُ وِلْدانٌ، فجعلَ يَمسحُ خَدَّيْ أَحَدِهمْ واحدًا واحِدًا، وأمَّا أنا فَمسَح خَدِّي، فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ (4) بَرْدًا أو رِيحًا كأنَّما أخرَجَها منْ جُؤْنَةِ عَطّارِ (5) "(6).
مِنَ الحِسَان:
4513 -
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ليسَ بالطويلِ ولا بالقصيرِ، ضَخْمَ الرأسِ واللِّحيةِ، شَثْنَ الكفَيْنِ والقدمَيْنِ، مُشْرَبٌ حُمْرَةً، ضَخْمَ الكَرادِيس، طويلَ المَسْرُبَةِ، إذا مشَى تَكفَّأ تَكفُّأ كأنَّما يَنحطُّ منْ صَبَبٍ، لمْ أرَ قبلَهُ ولا بعدَهُ مثلَهُ صلى الله عليه وسلم"(7)(صح).
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 70، كتاب الاستئذان (79)، باب من زار قومًا فقال عندهم (41)، الحديث (6281)، ومسلم في الصحيح 4/ 1815 - 1816، كتاب الفضائل (43)، باب طيب عرق النبي صلى الله عليه وسلم والتبرك به (22)، الحديث (83/ 2331) و (85/ 2332) واللفظ له. قوله:"فيقيل" أي ينام عند الظهيرة: والنطع: بساط من الأديم.
(2)
كذا في المطبوعة، وهو الموافق للفظ مسلم، وفي المخطوطة:(بِصَبْيَانِنَا).
(3)
أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (84/ 2331).
(4)
كذا في المطبوعة، وهو موافق للفظ مسلم، وفي المخطوطة:(بِيَدِهِ).
(5)
في المطبوعة (العطار). وما أثبتناه من مخطوطة برلين، وهو الموافق للفظ مسلم.
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1814، كتاب الفضائل (43)، باب طيب رائحة النبي صلى الله عليه وسلم (21)، الحديث (80/ 2329). والجُؤنة بالضم: التي يعدّ فيها الطيب ويُحرز (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 1/ 318).
(7)
أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ص (24 - 25)، الحديث (171). وأحمد في المسند 1/ 96، 116 - 117، 127، والترمذي في السنن 5/ 598، كتاب المناقب (50)، باب ما جاء في صفة النبي صلى الله عليه وسلم (8)، الحديث (3637) وقال:(حسن صحيح). وصحّحه ابن =
4514 -
وعن عليّ رضي الله عنه، كانَ إذا وصفَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"لمْ يكُنْ بالطويلِ المُمَغَّطِ ولا بالقصيرِ المُتردِّد، كانَ رَبْعةً منَ القومِ، ولمْ يكُنْ بالجَعْدِ القَطَطِ ولا بالسَّبْطِ، كانَ جَعْدًا رَجِلًا ولمْ يكُنْ بالمُطَهَّمِ ولا بالمُكَلْثَمِ، وكانَ في وجههِ (1) تَدْويرٌ، أبيضُ مُشْرَبٌ، أدْعَجُ العينَيْنِ، أهْدَبُ الأشْفارِ، جليلُ المَشاشِ والكَتَدِ، أَجْرَدُ ذو مَسْرُبَةٍ، شَثْنُ الكفَّيْنِ والقدمَيْنِ، إذا مشَى يَتقلَّعُ كأنَّما يمشِي في صَبَبٍ، وإذا التفتَ التفتَ معًا، بينَ كتفَيْهِ خاتمُ النبوَّةِ وهوَ خاتمُ النبيِّينَ، أجودُ النَّاسِ كفًّا، وأرحبُهُمْ صَدْرًا، وأصدقُهُمْ لهجةً، وأليَنُهُمْ عَريكًا، وأكرمُهُمْ عَشيرةً، مَنْ رآه بَديهةً هابَهُ، ومَنْ خالطَهُ مَعرِفةً أحبّهُ، يقولُ ناعِتُهُ: لمْ أرَ قبلَهُ ولا بعدَهُ مِثلَهُ صلى الله عليه وسلم"(2).
= حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (521)، كتاب علامات نبوّة نبينا صلى الله عليه وسلم (35)، باب في صفته صلى الله عليه وسلم (11)، الحديث (2117)، والحاكم في المستدرك 2/ 606، كتاب التاريخ، باب حلية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقال:(صحيح الإسناد) وأقرّه الذهبي، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 1/ 251، جماع أبواب صفة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، باب صفة تامة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وفي 1/ 268، باب جامع صفة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قول "شَثْن الكفّين" أي غليظهما، و"مُشْرَبٌ حُمْرة" إذا كان في بياضه حمرة، و"ضخم الكراديس" أراد ضخم الأعضاء والكراديس رؤوس العظام، والمَسْرُبَة: الشعر المستدق من الصدر إلى السرّة، وقوله:"إذا مشى تكفّأ تكفُّأً" أي تمايل إلى قدّام كما تتكفأ السفينة في جريها، والصبب: الحدور وهو ما انحدر من الأرض وجمعه أصباب، يريد: أنه كان يمشي مشيًا قويًا يرفع رجليه من الأرض رفعًا بائنًا لا كمن يمشي اختيالًا ويقارب خطاه تنعمًّا. البغوي، شرح السنة 13/ 221 - 222، كتاب الفضائل، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، الحديث (3641).
(1)
تصحفت في المخطوطة إلى (الوجه).
(2)
أخرجه الترمذي في السنن 5/ 599، كتاب المناقب (50)، باب ما جاء في صفة النَّبي صلى الله عليه وسلم (8)، الحديث (3638)، وفي الشمائل المحمدية ص (7 - 8)، باب ما جاء في خَلْق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (1)، الحديث (6)، وقال:(حسن غريب ليس إسناده بمتصل)، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 1/ 270، جماع أبواب صفة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، باب جامع صفة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
قال الترمذي عقب الحديث: (قال أبو جعفر -شيخه-: سمعت الأصمعي يقول في تفسيره صفة النبي صلى الله عليه وسلم: الممغّط: الذاهب طولًا، وسمعت أعرابيًا يقول: تمغَّط في نشّابة، أي مدّها مدًّا =
4515 -
عن جابر بن سَمُرة رضي الله عنه: "أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم لمْ يَسلُكْ طريقًا فيَتبعُهُ أحدٌ إلَّا عرفَ أنَّهُ قدْ سلَكَهُ منْ طِيبِ عَرْفهِ"(1).
4516 -
"قِيلَ (2) للرُّبَيِّعِ بنتِ مُعَوِّذِ بن عفراءَ: صِفي لنا رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، قالت: يا بُنيَّ لوْ رأيتَهُ رأيتَ الشَّمسَ طالِعةً"(3).
4517 -
وعن جابر بن سَمُرة رضي الله عنه قال: "رأيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم في ليلةٍ إضْحِيانٍ، فجعلتُ أنظُرُ إلى رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم وإلى القمرِ وعليهِ حُلَّةٌ حمراءُ فإذا هو أحسنُ مِنَ القمرِ"(4).
4518 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "ما رأيتُ شيئًا أحسنَ
= شديدًا. وأمَّا المتردِّد: فالداخل بعضه في بعض قِصَرًا. وأمَّا القَطط: فالشديد الجعودة. والرَّجِلُ: الذي في شعره جحونة قليلًا، أي تثن قليل. وأما المُطهم: فالبادن الكثير اللحم. والمكلثَم: المدوّر الوجه. والمُشرب: الذي في بياضه حمرة. والأدعج: الشديد سواد العين. والأهدب: الطويل الأشفار. والكَتَد: مجتمع الكتفين وهو الكاهل. والمسربة: هو الشعر الدقيق الذي كأنّه قضيب من الصدر إلى السرّة. والشَّثْن: الغليظ الأصابع من الكفين والقدمين. والتقلّع: أن يمشي بقوّة. والصَبب: الحُدور، يقال: انحدرنا في صَبوبٍ وصَبَبٍ. وقوله: "جليل المشاش" يريد رؤوس المناكب. والعشيرة: الصحبة، والعشير: الصاحب. والبديهة: المفاجأة، يقال: بدهته بأمرٍ، أي فجأته). ورَبْعَةٌ في القوم: متوسّط بين أفرادهم لا بالطويل ولا بالقصير. والسَّبْط: ذو الشعر المسترسل. وألْيَنهم عريكة: سلسًا مطاوِعًا قليل الخلاف.
(1)
أخرجه الدارمي في السنن 1/ 32، المقدمة، باب في حسن النبي صلى الله عليه وسلم، من رواية أبي الزبير عن جابر "أنّ النَّبي صلى الله عليه وسلم لم يسلك. . . " ولم يقل جابر بن سمرة رضي الله عنه كما جاء في الأصل المطبوع. وعَرْفه: أي رائحته.
(2)
القائل هو أبو عبيدة بن محمد بن عمّار بن ياسر، كما بينه الدارمي في السنن.
(3)
أخرجه الدارمي في السنن 1/ 30 - 31، المقدمة، باب في حسن النبي صلى الله عليه وسلم.
(4)
أخرجه الدارمي في السنن 1/ 30، المقدمة، باب في حسن النَّبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي في السنن 5/ 118، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في الرخصة في لبس الحمرة للرجال (47)، الحديث (2811)، وقال:(حسن غريب). وعزاه للنسائي؛ المزي في تحفة الأشراف 2/ 163، الحديث (2208)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 186، كتاب اللباس، باب لبس ثوب أحمر، وقال:(صحيح الإِسناد) وأقرّه الذهبي. وليلة إضحيان: أي ليلة مضيئة لا غيم فيها.