الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منْ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم كأنَّ الشَّمسَ تَجري في وجههِ، وما رأيتُ أحدًا أسرعَ في مِشْيَتِهِ مِنْ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كأنَّما الأرضُ تُطْوَى لهُ، إنَّا لَنُجْهِدُ أنفُسَنا، وإنَّه لَغيرُ مُكترِثٍ" (1).
4519 -
عن جابر بن سَمُرة رضي الله عنه قال: "كانَ في ساقَيْ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم حُمُوشَةٌ، وكانَ لا يضحكُ إلَّا تَبسُّمًا، وكنتُ إذا نظرتُ إليهِ قلتُ: أكْحَلَ العينَيْنِ، وليسَ بأكْحَلَ"(2).
3 - بابٌ في أَخْلاقِهِ وشَمَائِلِهِ عليه السلام
مِنَ الصِّحَاحِ:
4520 -
عن أنس رضي الله عنه قال: "خَدمتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عشرَ سِنينَ فما قالَ لي أُفٍّ، ولا: لَم صنعتَ؟ ولا: ألا صنعتَ؟ "(3).
4521 -
قال أنس: "كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم منْ أحسنِ النَّاسِ خُلُقًا، فأرسلَنِي يومًا لحاجةٍ، فقلتُ: واللَّه لا أذهبُ، وفي نفسِي أنْ أذهبَ لما أمرَنِي به رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فخرجتُ حتَّى أمُرَّ على صِبيانٍ وهُمْ يَلعبونَ في السوقِ، فإذا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم قدْ قبضَ
(1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 350، 380، والترمذي في السنن 5/ 604، كتاب المناقب (50)، باب في صفة النبي صلى الله عليه وسلم (12)، الحديث (3648)، وفي الشَّمائل المحمدية، ص (60)، باب ما جاء في مشية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (18)، الحديث (115).
(2)
أخرجه أحمد في المسند 5/ 97، 105، والترمذي في السنن 5/ 603، كتاب المناقب (50)، باب في صفة النَّبي صلى الله عليه وسلم (12)، الحديث (3645)، وقال:(حسن غريب من هذا الوجه صحيح)، والحاكم في المستدرك 2/ 606، كتاب التاريخ، باب حلية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 212، جماع أبواب صفة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، باب صفة عين رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأشفاره وفمه. وحموشة: أي دقّة ولطافة مناسبة.
(3)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 456، كتاب الأدب (78):، باب حُسن الخلق والسخاء (39)، الحديث (6038) واللفظ له، ومسلم في الصحيح 4/ 1804، كتاب الفضائل (43)، باب كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أحسن النَّاس خُلقًا (13)، الحديث (51/ 2309).
بقفايَ منْ ورائِي، قال: فنظرتُ إليهِ وهو يَضحكُ فقال: يا أُنَيْسُ ذهبتَ حيثُ أمرتُكَ؟ قلتُ: نعمْ أنا أذهبُ يا رسولَ اللَّه" (1).
4522 -
وعن أنس رضي الله عنه قال: "كنتُ أمشِي معَ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم وعليهِ بُرْدٌ نَجْرانِيٌّ غليظُ الحاشِيَةِ، فأدركَهُ أعِرابيٌّ فجَبذَهُ بردائِهِ جَبْذَةً شديدةً، [و] (2) رجعَ نبيٌّ اللَّه في نَحْرِ الأعرابيِّ (3)، حتَّى نظرتُ إلى صَفْحَةِ عاتِقِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم قد أثَّرَتْ بها حاشِيَةُ البُرْدِ منْ شِدَّةِ جَبْذَتِه، ثمَّ قال: يا محمّدُ مُرْ لي منْ مالِ اللَّه الذي عِندَكَ، فالتفتَ إليهِ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ثمَّ ضَحِكَ، ثُمَّ أمرَ لهُ بعَطاءٍ"(4).
4523 -
عن أنس رضي الله عنه قال: "كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أحسنَ النَّاسِ وأجودَ النَّاسِ وأشجَعَ النَّاسِ، ولقد فَزِعَ أهلُ المدينةِ ذاتَ ليلةٍ، فانطلقَ النَّاسُ قِبَلَ الصوتِ، فاستقبلَهُم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قدْ سبقَ النَّاسَ إلى الصوتِ وهو يقول: لَمْ تُراعُوا لَمْ (5) تُراعُوا، وهوَ على فرَسٍ لأبي طَلْحةَ عُرْيٍ ما عليهِ سَرجٌ في (6) عُنقِهِ سيفٌ، فقال: لقدْ وجدتُهُ بَحْرًا"(7).
(1) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 4/ 1805، الحديث (54/ 2310).
(2)
ليست في المخطوطة والمطبوعة وهي من مشكاة المصابيح.
(3)
عبارة: "ورجع نبيُّ اللَّه في نحر الأعرابي" ليست عند المؤلف في شرح السنة 13/ 238، ولا عند البخاري ومسلم.
(4)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 251، كتاب فرض الخمس (57)، باب ما كان النَّبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلّفة قلوبهم. . . (19)، الحديث (3149)، وفي 10/ 275، كتاب اللباس (77)، باب البرود والحبر والشَّمْلة (18)، الحديث (5809)، وفي 10/ 503 - 504، كتاب الأدب (78)، باب التبسُّم والضحك (68)، الحديث (6088)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 730 - 731، كتاب الزكاة (12)، باب إعطاء من سأل بفحشٍ وغلظة (44) الحديث (128/ 1057)، والبُرْدُ النجراني: ثوب من مخطّط نجران، بلد في اليمن.
(5)
في المخطوطة (ولم) والتصويب من المطبوعة وصحيحَيْ البخاري ومسلم.
(6)
العبارة في المطبوعة (وفي) بزيادة واو، وليست في المخطوطة ولا عند البخاري ومسلم.
(7)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 240، كتاب الهبة (51)، باب من استعار من الناس الفرس (33)، الحديث (2627)، وفي 10/ 455، كتاب الأدب (78)، باب حسن الخُلُق والسخاء (39)، الحديث (6033)، واللفظ له. وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1802، =
4524 -
وقال جابر رضي الله عنه: "ما سُئلَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شيئًا قطُّ فقالَ لا"(1).
4525 -
عن أنس رضي الله عنه: "أنَّ رجلًا سألَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم غَنَمًا بينَ جبلَيْنِ فأعطاهُ إيّاهُ، فأتَى قومَهُ فقال: أيْ قومِ أسْلِمُوا فَوَاللَّهِ إنَّ محمدًا ليُعطِي عَطاءً ما يَخاف الفقرَ"(2).
4526 -
عن جُبَيْر بن مُطْعِم رضي الله عنه "بينما هوَ يَسيرُ معَ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم مَقْفَلَهُ منْ حُنَيْنٍ، فَعَلِقَتِ الْأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ حتَّى اضْطَرُّوهُ إلى سَمُرَةٍ فخطِفَتْ رداءَهُ، فوقفَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: أعطُوني ردائي، لوْ كانَ لي عددَ هذِه العِضاهِ نَعَمٌ لَقسمْتُهُ بينكُمْ، ثُمَّ لا تجدُونَنِي بَخيلًا ولا كَذوبًا ولا جَبانًا"(3).
4527 -
وعن أنس رضي الله عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى الغَداةَ جاءَ خَدمُ المدينةِ بآنيتهِمْ فيها الماء، فما يأتونَ
= كتاب الفضائل (43)، باب في شجاعة النَّبي عليه السلام وتقدمه للحرب (11)، الحديث (48/ 2307)، قوله:"لم تراعوا" هي كلمة تقال عند تسكين الروع تأنيسًا وإظهارًا للرفق بالمخاطب. قال الأصمعي: يقال للفرس بحر إذا كان واسع الجري أو لأنّ جريه لا ينفد كما لا ينفد البحر (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 5/ 241 و 10/ 457).
(1)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 455، كتاب الأدب (78)، باب حسن الخُلُق والسخاء (39)، الحديث (6034)، ومسلم في الصحيح 4/ 1805، كتاب الفضائل (43)، باب ما سُئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شيئًا قط فقال لا (14)، الحديث (56/ 2311).
(2)
أخرجه مسلم في المصدر نفسه 4/ 1806، الحديث (58/ 2312).
(3)
أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 35، كتاب الجهاد (56)، باب الشجاعة في الحرب والجبن (24)، الحديث (2821)، وفي 6/ 251، كتاب فرض الخمس (57)، باب ما كان النَّبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم. . . (19)، الحديث (3148). قوله:"مَقْفَلُه" يعني زمان رجوعه، "فعلقت الأعراب" يعني طفقت ونشبت، وقوله:"اضطرُّوه إلى سَمُرَة" أي الجأوه إلى شجرة من شجر البادية ذات شوك، وقوله:"العِضاه" هو شجر ذو شوك (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 6/ 35).
بإناءٍ إلّا غَمسَ يَدهُ فيهِ، فربَّما (1) جَاءُوهُ في الغَداةِ البارِدَةِ فيَغمِسُ يَدهُ فيها" (2).
4528 -
وقال أنس رضي الله عنه: "كانتِ الأمَةُ منْ إماءِ أهلِ المدينةِ لَتأخذُ بيدِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم فتنطَلِقُ بهِ حيثُ شاءَتْ"(3).
4529 -
وعن أنس رضي الله عنه: "أنَّ امرأةً كانتْ في عقلها شيءٌ، فقالت: يا رسولَ اللَّه إنَّ لي إليكَ حاجةً، فقال: يا أُمَّ فُلانٍ انظُري أيَّ السِّكَك شِئْتِ حتَّى أقْضِيَ لكِ حاجَتَكِ. فخَلا مَعَها (4) في بعضِ الطُّرُقِ حتَّى فَرغَتْ منْ حاجتِها"(5).
4530 -
وعن أنس رضي الله عنه قال: "لم يكُنْ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فاحِشًا ولا لعّانًا ولا سَبَابًا، كانَ يقولُ عندَ المَعْتَبةِ: ما لَهُ تَرِبَ جَبينهُ"(6).
(1) في المخطوطة: (فَرُبُّ) والتصويب من المطبوعة وصحيح مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1812، كتاب الفضائل (43)، باب قرب النَّبي صلى الله عليه وسلم من النَّاس وتبرّكهم به (19)، الحديث (74/ 2324).
(3)
أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 489، كتاب الأدب (78)، باب الكبر (61)، الحديث (6072).
(4)
تصحفت في المطبوعة إلى (بِها) والتصويب من مخطوطة برلين وصحيح مسلم.
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1812 - 1813، كتاب الفضائل (43)، باب قرب النَّبي صلى الله عليه وسلم من النَّاس وتبركهم به (19)، الحديث (76/ 2326).
(6)
أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 452، كتاب الأدب (78)، باب لم يكن النَّبي صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا متفاحشًا (38)، الحديث (6031)، وفي 10/ 464، باب ما يُنهى عن السِّباب واللعن (44)، الحديث (6046)، قوله:"تَرِبَ جبينُهُ" أي رغم أنفه، أو سجد للَّه وجهه.
4531 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: "قيلَ: يا رسولَ اللَّه ادْعُ على المشركينَ، قال: إنِّي لمْ أبعثْ لعّانًا وإنَّما بعِثتُ رحمةً"(1).
4532 -
عن أبي سعيد الخدْرِيّ رضي الله عنه قال: "كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أشدَّ حَياءً مِنَ العَذْراءِ في خِدْرِها، فإذا رأَى شيئًا يكرَهُهُ عَرَفْناهُ في وجههِ"(2).
4533 -
وعن عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: "ما رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مُستجْمِعًا قطُّ ضاحِكًا حتَّى أَرى منة لهَوَاتِهِ، إنَّما كانَ يَتبسَّمُ"(3).
4534 -
وعن عائشة (4) رضي الله عنها قالت: "إنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم لمْ يكُنْ يَسرُد الحديثَ كسردِكُمْ، كانَ يُحدِّثُ حديثًا لو عدّهُ العادُّ لأحصاهُ"(5).
(1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2006 - 2007، كتاب البر والصلة (45)، باب النهي عن لعن الدواب وغيرها (24)، الحديث (87/ 2599).
(2)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 566، كتاب المناقب (61)، باب صفة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم (23)، الحديث (3562)، وفي 513/ 10، كتاب الأدب (78)، باب من لم يواجه النَّاس بالعتاب (72)، الحديث (6102)، واللفظ له. وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1809، كتاب الفضائل (43)، باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم (16)، الحديث (67/ 2320).
(3)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 504، كتاب الأدب (78)، باب التبسم والضحك (68)، الحديث (6092)، واللفظ له، ومسلم في الصحيح 2/ 616 - 617، كتاب صلاة الاستسقاء (9)، باب التعوّذ عند رؤية الريح والغيم والفرح بالمطر (3)، الحديث (16/ 899)، واللهوات جمع لهاة وهي اللحمة الحمراء المعلّقة على الحنك، قاله الأصمعي (النووي، شرح صحيح مسلم 6/ 197).
(4)
في المخطوطة: (وعنها).
(5)
متفق عليه، أخرجه البخاري ومسلم مفرقًا، فأخرج القطعة الأولى منه "إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم" البخاري في الصحيح 6/ 567، كتاب المناقب (61)، باب صفة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم (23)، الحديث (3568)، ومسلم في الصحيح 4/ 1940، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه (35)، =
4535 -
و"سُئلتْ عائشةُ رضي الله عنها: ما كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَصنعُ في بيتهِ؟ قالت: كانَ يكونُ في مَهْنَةِ أهلهِ -تَعنِي خِدمةَ أهلهِ- فإذا حَضرتِ الصَّلاةُ خرجَ إلى الصَّلاة"(1).
4536 -
وعنها قالت: "ما خُيِّرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بينَ أمرَيْنِ قطُّ إلَّا أخذَ أيسَرَهُما ما لمْ يكُنْ إثمًا، فإنَّ كانَ إثمًا كانَ أبعدَ النَّاسِ منه، وما انتقمَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم لنفسِهِ في شيءٍ قطُّ، إلَّا أنْ تُنْتَهكَ حُرمة اللَّه فيَنتقِمَ للَّه بها"(2).
4537 -
وقالت: "ما ضربَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شيئًا قَطُّ بيدِه، ولا امرأةً، ولا خادِمًا، إلَّا أنْ يجاهِدَ في سبيل اللَّه [تعالى] (3)، وما نيلَ منهُ شيْءٌ قطّ فيَنتقِمَ منْ صاحِبهِ، إلَّا أنْ ينتهَكَ شيءٌ منْ مَحارِمِ اللَّه فيَنتقِمَ للَّه"(4).
مِنَ الحِسَان:
4538 -
عن أنس رضي الله عنه قال: "خَدمتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنا ابنُ ثمانِ سِنينَ، خَدمتُهُ عشرَ سِنينَ، فما لامَنِي على شيءٍ قطُّ
= الحديث (160/ 2493)، وبقية الحديث أخرجه: البخاري في المصدر السابق، الحديث (3567)، ومسلم في الصحيح 4/ 2298، كتاب الزهد (53)، باب التثبت في الحديث (16)، الحديث (71/ 2493).
(1)
أخرجه من رواية الأسود بن يزيد النخعي: البخاري في الصحيح 2/ 162، كتاب الأذان (10)، باب من كان في حاجة أهله فأقيمت الصلاة فخرج (44)، الحديث (676).
(2)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 566، كتاب المناقب (61)، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم (23)، الحديث (3560)، وفي 10/ 524، كتاب الأدب (78)، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "يَسِّروا ولا تعسِّروا"(80)، الحديث (6126) واللفظ له. وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1813، كتاب الفضائل (43)، باب مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام. . . (20)، الحديث (77/ 2327).
(3)
ليست في مخطوطة برلين.
(4)
أخرجه مسلم في المصدر نفسه 4/ 1814، الحديث (79/ 2328).
أُتيَ فيهِ على يَديَّ، فإنَّ لامَنِي لائمٌ منْ أهلهِ قال: دعوهُ فإنَّهُ لو قُضِيَ شيءٌ كان" (1).
4539 -
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "لمْ يكُنْ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فاحِشًا ولا مُتفحِّشًا، ولا سخّابًا في الأسواقِ، ولا يَجزِي بالسيِّئةِ السيِّئةَ، ولكنْ يَعْفُو ويَصفحُ"(2).
4540 -
عن أنس رضي الله عنه، يُحدِّث عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم:"أنَّهُ كانَ يعودُ المريضَ، ويتبعُ الجنازةَ، ويُجيبُ دَعوةَ المملوكِ، ويَركبُ الحِمارَ، لقدْ رأيتُهُ يومَ خَيْبَرَ على حِمارٍ خِطامُه لِيفٌ"(3).
4541 -
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كانَ رسول اللَّه
(1) أخرجه عبد الرزاق في المصنَّف 9/ 443، كتاب العقول، باب ضرب النساء والخدم، الحديث (17947)، وأحمد في المسند 3/ 231، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (450)، كتاب القدر (30)، باب فيما لم يقدر (6)، الحديث (1816)، وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 7/ 124 - 125، في ترجمة سفيان الثوري (387).
(2)
أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ص (214)، الحديث (1520)، وأحمد في المسند 6/ 174، 236، 246، والترمذي في السنن 4/ 369، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في خلق النَّبي صلى الله عليه وسلم (69)، الحديث (2016)، وقال:(حسن صحيح). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (524)، كتاب علامات نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم (35)، باب حسن خلقه صلى الله عليه وسلم (14)، الحديث (2131)، وسخّابًا أي صيّاحًا.
(3)
أخرجه الترمذي في السنن 3/ 337، كتاب الجنائز (8)، باب (32)، الحديث (1017)، وابن ماجه في السنن 2/ 1398 - 1399، كتاب الزهد (37)، باب البراءة من الكبر والتواضع (16)، الحديث (4178)، والحاكم في المستدرك 2/ 466، كتاب التفسير، تفسير سورة ق، وقال:(صحيح الإِسناد) وأقرّه الذهبي. والبيهقي في دلائل النبوة 4/ 204، جماع أبواب مغازي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في مسيره إلى خيبر. . . وأخرجه البغوي بلفظه التام بإسناده في شرح السنة 13/ 241، كتاب الفضائل، باب تواضعه صلى الله عليه وسلم، الحديث (3673). وخطام البعير أن يؤخذ حبل من ليف أو شعر أو كتّان فيجعل في أحد طرفيه حلقة ثم يشد فيه الطرف الآخر حتى يصير كالحلقة ثم يقاد البعير، وأما الذي يجعل في الأنف دقيقًا فهو الزِّمام (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 2/ 50).
صلى اللَّه عليه وسلم يَخْصِفُ نَعلَهُ، ويَخِيطُ ثوبَهُ، ويَعملُ في بيته كما يَعْمَلُ أحدُكُمْ في بيتِه" (1).
4542 -
وقالت: "كان (2) بَشَرًا منَ البشَرِ يَفْلِي ثَوْبَهُ ويَحلُبُ شاتَهُ، ويَخدُم نفسَهُ"(3).
4543 -
وقيل لزيد بن ثابِت: حدِّثنا أحاديثَ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "كنتُ جارَهُ، فكانَ إذا نزلَ عليهِ الوَحْيُ بعثَ إليَّ فكتَبْتُهُ لهُ، وكانَ (4) إذا ذَكَرْنا الدُّنْيا ذَكرَها مَعنا، وإذا ذَكَرْنا الآخِرَةَ ذَكَرَها معَنا، وإذا ذكَرْنا
(1) أخرجه معمر بن راشد في الجامع (المطبوع مع المصنف لعبد الرزاق) 11/ 260، باب عمل النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، الحديث (20492)، وأحمد في المسند 6/ 167، والبخاري في الأدب المفرد، ص (188)، باب ما يعمل الرجل في بيته (247)، الحديث (539) و (540). وصححه ابن حبّان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (524)، كتاب علامات نبوّة نبيّنا صلى الله عليه وسلم (35)، باب حسن خلقه صلى الله عليه وسلم (14)، الحديث (2133)، والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 328، جماع أبواب صفة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، باب ذكر أخبار رويت في شمائله وأخلاقه صلى الله عليه وسلم. وقولها:"يخصف نعله" أي يطبّق طاقة على طاقة، وأصل الخصف: الجمع والضمّ (البغوي، شرح السنة 13/ 243، كتاب الفضائل، باب تواضعه صلى الله عليه وسلم، الحديث (3675).
(2)
كذا في المطبوعة، والعبارة في المخطوطة:(كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بشرًا. . .) واللفظ عند البخاري في الأدب المفرد: (قيل لعائشة رضي الله عنها: ماذا كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: كان بشرًا. . .).
(3)
أخرجه من حديث عائشة رضي الله عنها: أحمد في المسند 6/ 256، والبخاري في الأدب المفرد، ص (188)، باب ما يعمل الرجل في بيته (247)، الحديث (541)، والترمذي في الشمائل المحمدية، ص (181)، باب ما جاء في تواضع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (47)، الحديث (335)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (524)، كتاب علامات نبوّة نبيّنا صلى الله عليه وسلم (35)، باب حسن خلقه صلى الله عليه وسلم (14)، الحديث (2136)، وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 8/ 331، في ترجمة عبد اللَّه بن وهب (428)، والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 328، جماع أبواب صفة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، باب ذكر أخبار رويت في شمائله وأخلاقه صلى الله عليه وسلم. وقولها "يفلي ثوبه" أي ينظر في الثوب هل فيه شيء من القمل.
(4)
كذا في المطبوعة، ولا المخطوطة:(فكان)، وعند الترمذي في الشمائل:(فَكُنَّا) بصيغة الجمع ولفظ الحديث له، وكذا عند البيهقي في الدلائل.
الطعامَ ذَكَرَهُ معَنا، وكلُّ هذا أحدِّثكُمْ عنْ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم" (1).
4544 -
عن أنس رضي الله عنه: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم كانَ إذا صافحَ الرجلَ لمْ يَنزِعْ يدهُ منْ يدِهِ حتَّى يكونَ هوَ الذِي يَنزِعُ يدهُ، ولا يَصرِف وجهَة عنْ وجهِهِ حتَّى يكونَ هوَ الذِي يَصرِفُ وجهَهُ عنْ وجهِهِ، وَلمْ يُرَ مُقدِّمًا رُكبتَيْهِ بينَ يَدَيْ جَليسٍ لهُ"(2).
4545 -
عن أنس رضي الله عنه: "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ لا يَدَّخِرُ شيئًا لِغدٍ"(3).
4546 -
عن جابر بن سَمُرَة رضي الله عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم طَويلَ الصَّمْتِ"(4).
(1) أخرجه الترمذي من رواية خارجة بن زيد بن ثابت في الشمائل المحمدية، ص (182 - 183)، باب ما جاء في خُلُق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (48)، الحديث (336)، والطبراني في المعجم الكبير 5/ 154، الحديث (4882)، والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 324، جماع أبواب صفة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، باب ذكر أخبار رويت في شمائله وأخلاقه صلى الله عليه وسلم.
(2)
أخرجه الترمذي في السنن 4/ 654، كتاب صفة القيامة (38)، باب (46)، الحديث (2490)، وابن ماجه في السنن 2/ 1224، كتاب الأدب (33)، باب إكرام الرجل جليسه (21)، الحديث (3716)، والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 320، جماع أبواب صفة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، باب ذكر أخبار رويت في شمائله وأخلاقه صلى الله عليه وسلم.
(3)
أخرجه الترمذي في السنن 4/ 580، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في معيشة النبي صلى الله عليه وسلم وأهله (38)، الحديث (2362)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (525)، كتاب علامات نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم (35)، باب في زهده وتواضعه صلى الله عليه وسلم (15)، الحديث (2139).
(4)
أخرجه أحمد في المسند 5/ 86، 88، والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 323 - 324، جماع أبواب صفة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، باب ذكر أخبار رويت في شمائله وأخلاقه صلى الله عليه وسلم، وأخرجه البغوي بإسناده في شرح السنة 13/ 256، كتاب الفضائل، باب حيائه وقلة كلامه صلى الله عليه وسلم، الحديث (3695).
4547 -
وعن جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه (1) قال: "كانَ في كَلامِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم تَرْتيلٌ وتَرْسيلٌ"(2).
4548 -
عن عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: "ما كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَسْرُدُ سَرْدَكُمْ هذا، ولكنّهُ كانَ يتَكلَّمُ بكلامٍ بَيْنَهُ فَصْلٌ، يَحفظُهُ مَنْ جلسَ إليهِ"(3)
4549 -
وعن عبد اللَّه بن الحارث بن جَزْء قال: "ما رأيتُ أحدًا (4) أكثرَ تبسُّمًا منْ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم"(5).
4550 -
عن عبد اللَّه بن سَلام رضي الله عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا جلسَ يتحدَّثُ يُكثِرُ أنْ يرفعَ طَرْفَهُ إلى السَّماءِ"(6).
(1) وقع خطأ في المطبوعة برواية هذا الحديث عن جابر بن سمرة رضي الله عنه، والصواب ما أثبتناه كما جاء في سنن أبي داود.
(2)
أخرجه أبو داود في السنن 5/ 171، كتاب الأدب (35)، باب الهَدْي في الكلام (21)، الحديث (4838)، وقوله "ترتيل" أي تبيين في قراءته، و"ترسيل" أي تمهيل في حديثه.
(3)
أخرجه أحمد في المسند 6/ 257، والترمذي في السنن 5/ 600، كتاب المناقب (50)، باب في كلام النَّبي صلى الله عليه وسلم (9)، الحديث (3639)، وقال:(حديث حسن، لا نعرفه إلَّا من حديث الزهري)، وفي نسخة بتحقيق عثمان (طبعة دار الفكر) 5/ 261 - 262، الحديث (3719) قال:(حسن صحيح لا نعرفه إلَّا من حديث الزهري).
(4)
في المخطوطة زيادة: (قط) وليست في المطبوعة ولا في لفظ أحمد والترمذي.
(5)
أخرجه أحمد في المسند 4/ 190، 191، والترمذي في السنن 5/ 601، كتاب المناقب (50)، باب في بشاشة النَّبي صلى الله عليه وسلم (10)، الحديث (3641)، وقال:(حسن غريب).
(6)
أخرجه أبو داود في السنن 5/ 171، كتاب الأدب (35)، باب الهَدْي في الكلام (21)، الحديث (4837)، والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 321، جماع أبواب صفة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، باب ذكر أخبار رويت في شمائله وأخلاقه صلى الله عليه وسلم.