المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من لم ير مصر، لم ير عز الإسلام - موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين - ١٢/ ١

[محمد الخضر حسين]

فهرس الكتاب

- ‌(23)«هُدى وَنورٌ»

- ‌المقدمة

- ‌خواطر

- ‌الحكمة العربية

- ‌التعاون في الإسلام

- ‌الرحلة والتعارف في الإسلام

- ‌الشعور السياسي في الإسلام

- ‌العاطفة والتسامح في الإسلام

- ‌الشورى في الإسلام

- ‌الدعوة الشاملة الخالدة

- ‌طرق الصوفية والإصلاح

- ‌الخلافة الإسلامية

- ‌الإسلام والفلسفة

- ‌التراويح

- ‌رسائل إخوان الصَّفا

- ‌الجمعيات الإصلاحية

- ‌العرب والسياسة

- ‌لهجة بلاد الجزائر

- ‌إلى كل مسلم يحب العمل في سبيل الله

- ‌تعقيب على حديث

- ‌مناظرة البطريرك الماروني

- ‌طريق الشباب

- ‌الحكمة وأثرها في النفوس

- ‌العمل للكمال

- ‌أسباب سقوط الأندلس

- ‌الجزائر واستبداد فرنسا

- ‌مكانة الأزهر وأثره في حفظ الدين ورقي الشرق

- ‌من لم ير مصر، لم ير عزّ الإسلام

- ‌تكريم جمعية الهداية الإسلامية لرجل من عظماء الإسلام

- ‌تأسيس جمعية الشبان المسلمين

- ‌الشعر - حقيقته - وسائل البراعة فيه الارتياح له - تحلي العلماء به - التجديد فيه

- ‌قوة التخيل وأثرها في العلم والشعر والصناعة والتربية

- ‌البراعة في الشعر مظاهرها - مهيئاتها - آثارها

- ‌كتّاب الأدب التونسي في القرن الرابع عشر

- ‌رثاء عمر بن الشيخ

الفصل: ‌من لم ير مصر، لم ير عز الإسلام

‌من لم ير مصر، لم ير عزّ الإسلام

(1)

أيها السادة!

قرأت في بعض كتب التاريخ: أن أحد أهل العلم بالمغرب رحل إلى بلاد الشرق، وبعد أن عاد من رحلته، سئل عن مصر، فقال:"من لم ير مصر، لم ير عزّ الإسلام".

وإنما كانت مصر مظهراً لعزّ الإسلام بهذا المعهد الذي أنشأه القائد جوهر، فأصبح مطلع علم وهداية.

ولنطو الحديث عن الغفوة التي أخذت هذا المعهد ليالي وأياماً، ولنطو الحديث عن أسباب هذه الغفوة، فلعلكم أدرى بها، وأملكُ للسان الذي لا يردّه شيء عن بيانها، وشأني في هذأ المقام أن أقول: إن في مصر اليوم نهضة علمية اجتماعية، ولا أحد يتردد في أن الثقافة الأزهرية كانت أول عامل في أساس هذه النهضة الناجحة. وأذكر بهذا أن أول نداء أيقظ الأمة التونسية من سباتها، إنما صدر من ناحية الجامعة الزيتونية، وأن الدعوة إلى الإصلاح من

(1) مجلة "الفتح" - العدد 81 من السنة الثانية الصادر في الثالث من شعبان سنة 1346 هـ، الموافق 26 يناير كانون الثاني 1928 م.

وهي كلمة الإمام في الحفل الذي دعا إليه فريق من نبهاء كلية الأزهر إلى تأسيس جمعية تعمل لتأييد الهداية الإسلامية.

ص: 133

طبيعة القائمين على العلوم الإسلامية متى غاصوا على أسرارها، وأحسنوا النظر في تطبيقاتها.

وإذا كنا نخشى على شعب أن يتهافت في غير هدى، فلا بد أن يكون ذلك الشعب غير الشعب المصري؛ فإن لهذه المعاهد والمدارس العلمية الدينية نوراً يفرق بين الجد واللهو، ويقطع دابر كل باطل يصاغ في زخرف القول غروراً.

إن في مصر حياة علمية راقية، وروحاً إسلامية بالغة، هما اللتان يبعثان النبهاء من شبابنا إلى السعي في إنشاء جمعيات إصلاحية، تعمل لغاية واحدة، هي الأخذ بأيدي الأمة إلى حيث تعيد مجدها، وتملك عزتها، وما هذه الجمعيات إلا جند يجاهد في سبيل العلم والأدب صفاً، وما اختلاف أسمائها إلا كاختلاف أسماء فرق الجند: هذه الميمنة، وتلكم القلب، وأخرى الميسرة، فحقيق علينا أن نؤازر هؤلاء الفتيان من طلاب العلم على ما تطمح إليه هممهم من وسائل السيادة، وشعوري بهذا الحق هو الذي هداني لأن أجيب دعوى حضراتكم إلى هذه الحفلة الكريمة، فسيروا أيها السادة في مشروعكم هذا على الصراط السوي، واعملوا للأمة صالحاً، ويكفيكم من وسائل العمل الصالح بصائركم الثاقبة، وأقلامكم الحرة البليغة:

ولي قلمٌ في أنملي إن هززتُه

فما ضرّني أن لا أهزَّ المهنَّدا

ص: 134