الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولما قدم العراق في آخر عمره حدث بجملة كثيرة من العلم، في غضون ذلك يسير أحاديث لم يجودها، ومثل هذا يقع لمالك ولشعبة ولوكيع ولكبار الثقات، فدع عنك الخبط وذر خلط الائمة الاثبات بالضعفاء والمخلطين، فهشام شيخ الإسلام، ولكن أحسن الله عزاء نافيك يا بن القطان، وكذا قول عبد الرحمن بن خراش: كان مالك لا يرضاه، نقم عليه حديثه لاهل العراق، قدم الكوفة ثلاث مرات: قدمة كان يقول حدثني أبي، قال: سمعت عائشة.
والثانية فكان يقول: أخبرني أبي عن عائشة.
وقدم الثالثة فكان يقول: أبي، عن عائشة - يعنى يرسل عن أبيه.
وروى محمد بن علي الباهلي، عن شيخ من قريش: أهوى هشام بن عروة إلى يد المنصور يقبلها فمنعه، وقال يا بن عروة إنا نكرمك عنها، ونكرمها عن غيرك.
قيل: بلغ هشام سبعا وثمانين سنة.
9234 -[صح] هشام بن عمار [خ، عو] السلمي الامام، أبو الوليد
.
خطيب دمشق ومقرئها ومحدثها وعالمها.
صدوق مكثر، له ما ينكر.
قال أبو حاتم: صدوق وقد تغير، فكان كلما لقنه تلقن، فأظن هذا مما لقن.
روى عن مروان بن معاوية، عن ابن أبي خالد، عن قيس، عن جرير، قال النبي صلى الله عليه وسلم: من يتزود في الدنيا ينفعه (1) في الآخرة.
قال أبو حاتم: هذا باطل، وإنما يروي من قول قيس.
وقال أبو داود: حدث بأربعمائة حديث لا أصل لها.
وقال يحيى بن معين: ثقة، وقال أيضا: كيس، كيس.
وقال النسائي: لا بأس به.
وقال الدارقطني: صدوق كبير المحل.
وقال صالح جزرة: كان يأخذ الدراهم على الرواية، فقال لي مرة: حدثني، فقلت: حدثنا على بن الجعد، حدثنا أبو جعفر
(1) س: يبلغه.
(*)
الرازي، عن الربيع، عن أبي العالية، قال: علم مجانا كما علمت مجانا، فقال هشام: تعرضت لى.
قلت: بل قصدتك.
وروى أبو بكر الإسماعيلي عن عبد الله بن محمد بن سيار الفرهيانى، قال: كان هشام يلقن كل شئ، ما كان من حديثه، ويقول: أنا قد أخرجت هذه الأحاديث صحاحا، وقال الله: فمن (1) بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه.
وكان يأخذ على كل ورقتين درهما، ويشارط، وقلت له: إن كنت تحفظ فحدث، وإن كنت لا تحفظ فلا تتلقن ما يلقن فاختلط في ذلك، وقال: أنا أعرف هذه الأحاديث.
ثم قال لي بعد ساعة: إن كنت تشتهى أن تعلم فأدخل على إسنادا في إسناد،
فتفقدت الأسانيد التي فيها قليل اضطراب فجعلت أسأله، فكان يمر فيها يعرفها.
ولد هشام سنة ثلاث وخمسين ومائة.
وأكبر شيوخه مالك.
وحدث عنه خلق كثير رحلوا إليه في القراءة والحديث، وحدث عنه الوليد بن مسلم، وهو من شيوخه.
وقد روى هو بالاجازة عن ابن لهيعة.
قال عبدان: ما كان في الدنيا مثله.
وقال آخر: كان هشام فصيحا بليغا، مفوها كثير العلم، وحسبك أن أبا زرعة الرازي قال: من فاته هشام بن عمار يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث.
وقال أحمد بن أبي الحواري - وكان من أئمة العلم والزهد: إذا حدثت في بلد فيه مثل هشام يجب للحيتى أن تحلق.
وقال آخر: كان في هشام دعابة.
وقال المروزي: ذكر أحمد هشاما فقال: طياش خفيف.
قال المروزي: ورد كتاب من دمشق: سل لنا أبا عبد الله، فإن هشام بن عمار قال لفظ جبريل ومحمد عليهما السلام بالقرآن مخلوق، فسألت أبا عبد الله فقال: أعرفه طياشا، قاتله الله لم يجتر الكرابيسى أن يذكر جبريل ولا محمدا صلى الله عليه وسلم.
هذا قد تجهم.
(1) سورة البقرة، آية 181.
(*)