الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الِاقْتِصَادُ فِي الْعَمَلِ وَتَرْكُ التَّكَلُّفِ وَالتَّشَدُّد
(1)
(حب)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً (2) وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً (3) فَإِنْ كَانَ صَاحِبُهَا سَدَّدَ وَقَارَبَ (4) فَارْجُوهُ (5) وَإِنْ أُشِيرَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ (6) فَلَا تَعُدُّوهُ"(7)
الشرح (8)
(1) مُنَاسَبَة هذا الباب لِمَا قَبْلَه ، أَنَّهُ لَمَّا قَدَّمْنَا أَنَّ الْمَرَءَ يُفْلِحُ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَة ، أَرَدْنَا أَنْ نُنَبِّهَ عَلَى أَنَّ جِهَادَ النَّفْسِ فِي ذَلِكَ إِلَى حَدِّ الْمُغَالَبَةِ أَمْرٌ غَيْرُ مَطْلُوب. ع
(2)
الشِّرَّةُ: النَّشَاطُ وَالرَّغْبَةُ فِي الْعَمَلِ.
(3)
(الفَترة): السكون بعد الحركة، واللين بعد الشدة ، أَيْ: لِكُلِّ شِرَّةٍ وَهْنًا ، وَضَعْفًا ، وَسُكُونًا. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 245)
(4)
أَيْ: جَعَلَ صَاحِبُ الشِّرَّةِ عَمَلَهُ مُتَوَسِّطًا ، وَتَجَنَّبَ طَرَفَيْ إِفْرَاطِ الشِّرَّةِ وَتَفْرِيطِ الْفَتْرَةِ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 245)
(5)
أَيْ: ارْجُو الْفَلَاحَ مِنْهُ ، فَإِنَّهُ يُمْكِنُهُ الدَّوَامُ عَلَى الْوَسَطِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إلى اللهِ أَدُومُهَا. تحفة الأحوذي (ج 6 / ص 245)
(6)
أَيْ: اِجْتَهَدَ وَبَالَغَ فِي الْعَمَلِ لِيَصِيرَ مَشْهُورًا بِالْعِبَادَةِ وَالزُّهْدِ ، وَصَارَ مَشْهُورًا مُشَارًا إِلَيْهِ. تحفة الأحوذي (ج 6 / ص 245)
(7)
(حب) 349 ، (ت) 2453 ، صَحِيح الْجَامِع: 2151 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 57
(8)
أَيْ: لَا تَعْتَدُّوا بِهِ ، وَلَا تَحْسَبُوهُ مِنْ الصَّالِحِينَ ، لِكَوْنِهِ مُرَائِيًا، وَلَمْ يَقُلْ:(فَلَا تَرْجُوهُ) ، إِشَارَةً إِلَى أَنَّهُ قَدْ سَقَطَ ، وَلَمْ يُمْكِنْهُ تَدَارُكُ مَا فَرَّطَ. تحفة الأحوذي (ج 6 / ص 245)
(حم)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ ، فَأَوْغِلُوا (1) فِيهِ بِرِفْقٍ "(2)
(1) أوْغَلَ في الأمر: تَعَمَّقَ ، وبالغَ ، وأَبْعَدَ.
(2)
(حم) 13074 ، (هق) 4520 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 2246 ، والضعيفة تحت حديث: 2480 ، وحسنه الأرناءوط بشواهده.
(خ س)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" إِنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْرٌ (1) وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ (2) فَسَدِّدُوا (3) وَقَارِبُوا (4) وَأَبْشِرُوا (5)) (6)(وَيَسِّرُوا)(7)(وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ ، وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلْجَةِ (8) ") (9)
(1) أَيْ: دِينَ الْإِسْلَامِ ذُو يُسْرٍ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْأَدْيَانِ قَبْلَه؛ لِأَنَّ اللهَ رَفَعَ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةَ الْإِصْرَ الَّذِي كَانَ عَلَى مَنْ قَبْلهمْ.
وَمِنْ أَوْضَح الْأَمْثِلَة لَهُ أَنَّ تَوْبَتَهُمْ كَانَتْ بِقَتْلِ أَنْفُسِهِمْ، وَتَوْبَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالْإِقْلَاعِ وَالْعَزْمِ وَالنَّدَم. فتح الباري (1/ 139)
(2)
الْمُشَادَّة: الْمُغَالَبَة، وَالْمَعْنَى: لَا يَتَعَمَّقْ أَحَدٌ فِي الْأَعْمَالِ الدِّينِيَّة ، وَيَتْرُكْ الرِّفْقَ ، إِلَّا عَجَزَ وَانْقَطَعَ ، فَيُغْلَب.
قَالَ ابْن الْمُنِير: فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَلَمٌ مِنْ أَعْلَامِ النُّبُوَّة، فَقَدْ رَأَيْنَا وَرَأَى النَّاسُ قَبْلنَا أَنَّ كُلَّ مُتَنَطِّعٍ فِي الدِّينِ يَنْقَطِع، وَلَيْسَ الْمُرَادُ مَنْعُ طَلَبِ الْأَكْمَل فِي الْعِبَادَة ، فَإِنَّهُ مِنْ الْأُمُورِ الْمَحْمُودَة ، بَلْ مَنْعُ الْإِفْرَاطِ الْمُؤَدِّي إِلَى الْمِلَال، أَوْ الْمُبَالَغَةِ فِي التَّطَوُّعِ الْمُفْضِي إِلَى تَرْكِ الْأَفْضَل، أَوْ إِخْرَاجِ الْفَرْضِ عَنْ وَقْتِهِ ، كَمَنْ بَاتَ يُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّهُ وَيُغَالِبُ النَّوْم ، إِلَى أَنْ غَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ فِي آخِرِ اللَّيْلِ فَنَامَ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ فِي الْجَمَاعَة، أَوْ إِلَى أَنْ طَلَعَتْ الشَّمْس ، فَخَرَجَ وَقْتُ الْفَرِيضَة، وَفِي حَدِيث مِحْجَن بْن الْأَدْرَع عِنْد أَحْمَد:" إِنَّكُمْ لَنْ تَنَالُوا هَذَا الْأَمْرَ بِالْمُغَالَبَةِ، وَخَيْرُ دِينِكُمْ الْيَسَرَة ".
وَقَدْ يُسْتَفَادُ مِنْ هَذَا الْإِشَارَةُ إِلَى الْأَخْذِ بِالرُّخْصَةِ الشَّرْعِيَّة، فَإِنَّ الْأَخْذَ بِالْعَزِيمَةِ فِي مَوْضِعِ الرُّخْصَةِ تَنَطُّعٌ، كَمَنْ يَتْرُكُ التَّيَمُّمَ عِنْدَ الْعَجْزِ عَنْ اِسْتِعْمَالِ الْمَاء ، فَيُفْضِي بِهِ اِسْتِعْمَالُهُ إِلَى حُصُولِ الضَّرَر. فتح الباري (ح39)
(3)
أَيِ: الْزَمُوا السَّدَادَ ، وَهُوَ الصَّوَابُ مِنْ غَيْرِ إِفْرَاطٍ وَلَا تَفْرِيطٍ.
قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: السَّدَادُ: التَّوَسُّطُ فِي الْعَمَلِ. (فتح - ح39)
(4)
أَيْ: إِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا الْأَخْذَ بِالْأَكْمَلِ ، فَاعْمَلُوا بِمَا يَقْرُبُ مِنْهُ. (فتح - ح39)
(5)
أَيْ: أَبْشِرُوا بِالثَّوَابِ عَلَى الْعَمَلِ الدَّائِمِ وَإِنْ قَلَّ ، وَالْمُرَادُ: تَبْشِيرُ مَنْ عَجَزَ عَنِ الْعَمَلِ بِالْأَكْمَلِ بِأَنَّ الْعَجْزَ إِذَا لَمْ يَكُنْ مِنْ صَنِيعِهِ ، لَا يَسْتَلْزِمُ نَقْصَ أَجْرِهِ ، وَأَبْهَمَ الْمُبَشَّرَ بِهِ تَعْظِيمًا لَهُ وَتَفْخِيمًا. فتح الباري (ح39)
(6)
(خ) 2339 ، (س) 5034
(7)
(س) 5034
(8)
أَيِ: اسْتَعِينُوا عَلَى مُدَاوَمَةِ الْعِبَادَةِ بِإِيقَاعِهَا فِي الْأَوْقَاتِ الْمُنَشِّطَةِ ، وَالْغَدْوَةُ: سَيْرُ أَوَّلِ النَّهَارِ ، وَالرَّوْحَةُ: السَّيْرُ بَعْدَ الزَّوَالِ ، وَالدُّلْجَةُ: سَيْرُ آخِرِ اللَّيْلِ ، وَقِيلَ: سَيْرُ اللَّيْلِ كُلِّهِ ، وَلِهَذَا عَبَّرَ فِيهِ بِالتَّبْعِيضِ؛ وَلِأَنَّ عَمَلَ اللَّيْلِ أَشَقُّ مِنْ عَمَلِ النَّهَارِ ، وَهَذِهِ الْأَوْقَاتُ أَطْيَبُ أَوْقَاتِ الْمُسَافِرِ.
وَكَأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم خَاطَبَ مُسَافِرًا إِلَى مَقْصِدٍ ، فَنَبَّهَهُ عَلَى أَوْقَاتِ نَشَاطِهِ؛ لِأَنَّ الْمُسَافِرَ إِذَا سَافَرَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ جَمِيعًا ، عَجَزَ وَانْقَطَعَ ، وَإِذَا تَحَرَّى السَّيْرَ فِي هَذِهِ الْأَوْقَاتِ الْمُنَشِّطَةِ ، أَمْكَنَتْهُ الْمُدَاوَمَةُ مِنْ غَيْرِ مَشَقَّةٍ.
وَحُسْنُ هَذِهِ الِاسْتِعَارَةِ أَنَّ الدُّنْيَا فِي الْحَقِيقَةِ دَارُ نُقْلَةٍ إِلَى الْآخِرَةِ ، وَأَنَّ هَذِهِ الْأَوْقَاتِ بِخُصُوصِهَا أَرْوَحُ مَا يَكُونُ فِيهَا الْبَدَنُ لِلْعِبَادَةِ. (فتح - ح39)
(9)
(خ) 2339 ، (س) 5034
(حم)، وَعَنْ الْحَكَمِ بْنِ حَزْنٍ الْكُلَفِيُّ رضي الله عنه قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَابِعَ سَبْعَةٍ ، أَوْ تَاسِعَ تِسْعَةٍ ، قَالَ:" فَأَذِنَ لَنَا " ، فَدَخَلْنَا ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَتَيْنَاكَ لِتَدْعُوَ لَنَا بِخَيْرٍ ، قَالَ:" فَدَعَا لَنَا بِخَيْرٍ ، وَأَمَرَ بِنَا فَأُنْزِلْنَا ، وَأَمَرَ لَنَا بِشَيْءٍ مِنْ تَمْرٍ " - وَالشَّأنُ إِذْ ذَاكَ دُونٌ (1) - قَالَ: فَلَبِثْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَيَّامًا ، شَهِدْنَا فِيهَا الْجُمُعَةَ ، " فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُتَوَكِّئًا عَلَى قَوْسٍ - أَوْ قَالَ: عَلَى عَصًا - فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، كَلِمَاتٍ خَفِيفَاتٍ ، طَيِّبَاتٍ مُبَارَكَاتٍ ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّكُمْ لَنْ تَفْعَلُوا ، وَلَنْ تُطِيقُوا كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ ، وَلَكِنْ سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا " (2)
(1) أَيْ: الْحَالُ يَوْمَئِذٍ كَانَتْ ضَعِيفَة. عون المعبود - (ج 3 / ص 55)
(2)
(حم) 17889 ، (د) 1096 ، (خز) 1452 ، (يع) 6826 ، حسنه الألباني في الإرواء: 616 ، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده قوي.
(خ م حم)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" قَارِبُوا ، وَسَدِّدُوا ، وَأَبْشِرُوا ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِعَمَلِهِ ")(1) وفي رواية: (مَا مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ)(2)(قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: " وَلَا أَنَا)(3)(إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي رَبِّي)(4)(بِمَغْفِرَةٍ مِنْهُ وَرَحْمَةٍ)(5)(وَفَضْلٍ)(6)(- وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأسِهِ- ")(7)(فَسَدِّدُوا ، وَقَارِبُوا ، وَاغْدُوا ، وَرُوحُوا ، وَشَيْءٌ مِنْ الدُّلْجَةِ ، وَالْقَصْدَ ، الْقَصْدَ (8) تَبْلُغُوا (9) ") (10)
(1)(م) 2816 ، (خ) 6099
(2)
(م) 72 - (2816)
(3)
(خ) 6098 ، (م) 78 - (2818)
(4)
(م) 72 - (2816) ، (حم) 7202
(5)
(م) 73 - (2816) ، (خ) 6102
(6)
(م) 71 - م - (2816) ، (جة) 4201 ، (حم) 7577
(7)
(حم) 8990 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(8)
الْقَصْدُ: الْأَخْذُ بِالْأَمْرِ الْأَوْسَطِ ، أَيْ: اِلْزَمُوا الطَّرِيق الْوَسَط الْمُعْتَدِل. (فتح الباري - ح39)
(9)
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رحمه الله: فَفِي هَذَا دَلالَةٌ عَلَى أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ خَوْفُهُ بِحَيْثُ يُؤَيِّسُهُ وَيُقَنِّطُهُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، كَمَا لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ رَجَاؤُهُ بِحَيْثُ يَأمَنُ مَكْرَ اللهِ، أَوْ يُجَرِّئُهُ عَلَى مَعْصِيَةِ اللهِ عز وجل. انظر (هب) 1058
(10)
(خ) 6098 ، (حم) 10688
(جة)، وَعَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اسْتَقِيمُوا ، وَلَنْ تُحْصُوا ، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمْ الصَلَاةَ ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ "(1)
(1)(جة) 278 ، (حم) 22432 ، (ك) 450 ، (طب) 1444 ، انظر صحيح الجامع: 952 ، والصحيحة: 115 ، الإرواء: 412
(طس)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَحَبُّ الدِّينِ (1) إلى اللهِ ، الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ (2) "(3)
(1) أَيْ: أَحَبُّ الْأَدْيَانِ إلى اللهِ الْحَنِيفِيَّة ، وَالْمُرَادُ بِالْأَدْيَانِ: الشَّرَائِعُ الْمَاضِيَةُ قَبْلَ أَنْ تُبَدَّلَ وَتُنْسَخ. (فتح - ج1ص139)
(2)
الْحَنِيفِيَّة: مِلَّة إِبْرَاهِيم، وَالْحَنِيفُ فِي اللُّغَة: مَنْ كَانَ عَلَى مِلَّة إِبْرَاهِيم، وَسُمِّيَ إِبْرَاهِيم حَنِيفًا لِمَيْلِهِ عَنْ الْبَاطِل إِلَى الْحَقّ ، لِأَنَّ أَصْل الْحَنَف: الْمَيْل، وَالسَّمْحَة: السَّهْلَة، أَيْ: أَنَّهَا مَبْنِيَّة عَلَى السُّهُولَة، لِقَوْلِهِ تَعَالَى:{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} [الحج/78].فتح الباري (1/ 139)
(3)
(طس) 7351 ، (خد) 287 ، (حم) 2107 ، صَحِيح الْجَامِع: 160 ، الصَّحِيحَة: 881
(طس)، وَعَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِتَشْدِيدِهِمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَسَتَجِدُونَ بَقَايَاهُمْ فِي الصَّوَامِعِ (1) وَالدِّيَارَاتِ "(2)
(1) الصومعة: مكان العبادة للرهبان.
(2)
(طس) 3078 ، (يع) 3694 ، انظر الصَّحِيحَة: 3124
(س)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ "(1)
(1)(س) 3057 ، (جة) 3029 ، (حم) 1851، (حب) 3871 ، وصححه الألباني في حجة النبي ص80 ، والصَّحِيحَة: 2144
(م)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ (1) هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ ، هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ - قَالَهَا ثَلَاثًا - "(2)
(1) أَيْ: الْمُتَعَمِّقُونَ ، الْغَالُونَ ، الْمُجَاوِزُونَ الْحُدُودَ فِي أَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ. شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 26)
(2)
(م) 7 - (2670) ، (د) 4608 ، (حم) 3655
(خ حم)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(" كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمَرَهُمْ ، أَمَرَهُمْ مِنْ الْأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ (1)" ، فَقَالُوا: إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللهِ (2) إِنَّ اللهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، " فَيَغْضَبُ حَتَّى يُعْرَفَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ:) (3)(وَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُكُمْ بِاللهِ عز وجل وَأَتْقَاكُمْ لَهُ قَلْبًا ")(4)
الشرح (5)
(1) أي: كَانَ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمَرَهُمْ بِعَمَلٍ مِنْ الْأَعْمَال ، أَمَرَهُمْ بِمَا يُطِيقُونَ الدَّوَام عَلَيْهِ، فَأَمَرَهُمْ الثَّانِيَة جَوَابُ الشَّرْط، وَقَالُوا: جَوَابٌ ثَانٍ. (فتح-ح20)
(2)
أَيْ: لَيْسَ حَالُنَا كَحَالِك. (فتح الباري) ح20
(3)
(خ) 20 ، (حم) 24334
(4)
(حم) 24364 ، (خ) 20
(5)
الْمَعْنَى: كَانَ إِذَا أَمَرَهُمْ بِمَا يَسْهُل عَلَيْهِمْ دُون مَا يَشُقُّ خَشْيَةَ أَنْ يَعْجِزُوا عَنْ الدَّوَام عَلَيْهِ، وَعَمِلَ هُوَ بِنَظِيرِ مَا يَأمُرهُمْ بِهِ مِنْ التَّخْفِيف، طَلَبُوا مِنْهُ التَّكْلِيفَ بِمَا يَشُقّ، لِاعْتِقَادِهِمْ اِحْتِيَاجَهُمْ إِلَى الْمُبَالَغَة فِي الْعَمَلِ لِرَفْعِ الدَّرَجَاتِ دُونَه، فَيَقُولُونَ:" لَسْنَا كَهَيْئَتِك " ، فَيَغْضَبُ مِنْ جِهَة أَنَّ حُصُولَ الدَّرَجَات لَا يُوجِبُ التَّقْصِيرَ فِي الْعَمَل، بَلْ يُوجِبُ الِازْدِيَادَ ، شُكْرًا لِلْمُنْعِمِ الْوَهَّاب ، كَمَا قَالَ فِي الْحَدِيث الْآخَر:" أَفَلَا أَكُون عَبْدًا شَكُورًا ". وَإِنَّمَا أَمَرَهُمْ بِمَا يَسْهُل عَلَيْهِمْ لِيُدَاوِمُوا عَلَيْهِ ، كَمَا فِي الْحَدِيث الْآخَر:" أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُه ". وَفِي هَذَا الْحَدِيث فَوَائِد:
الْأُولَى: أَنَّ فِيهِ دَلِيلًا عَلَى بُطْلَانِ قَوْلِ الْكَرَامِيَّة: إِنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ فَقَطْ. وَدَلِيلًا عَلَى زِيَادَةِ الْإِيمَان وَنُقْصَانِه ، لِأَنَّ قَوْلَه صلى الله عليه وسلم:" أَنَا أَعْلَمكُمْ بِاللهِ " ظَاهِرٌ فِي أَنَّ الْعِلْمَ بِاللهِ دَرَجَات، وَأَنَّ بَعْضَ النَّاسِ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ بَعْض، وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِنْهُ فِي أَعْلَى الدَّرَجَات ، وَالْعِلْمُ بِاللهِ يَتَنَاوَلُ مَا بِصِفَاتِهِ ، وَمَا بِأَحْكَامِهِ ، وَمَا يَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ، فَهَذَا هُوَ الْإِيمَانُ حَقًّا. الثَّانِيَة: الْوُقُوفُ عِنْدَ مَا حَدَّ الشَّارِعُ مِنْ عَزِيمَةٍ وَرُخْصَة، وَاعْتِقَادُ أَنَّ الْأَخْذَ بِالْأَرْفَقِ الْمُوَافِق لِلشَّرْعِ ، أَوْلَى مِنْ الْأَشَقِّ الْمُخَالِف لَهُ.
الثَّالِثَة: أَنَّ الْأَوْلَى فِي الْعِبَادَةِ الْقَصْدُ وَالْمُلَازَمَة، لَا الْمُبَالَغَة الْمُفْضِيَةُ إِلَى التَّرْك.
الرَّابِعَة: التَّنْبِيه عَلَى شِدَّةِ رَغْبَة الصَّحَابَة فِي الْعِبَادَة ، وَطَلَبِهِمْ الِازْدِيَادَ مِنْ الْخَيْر.
الْخَامِسَة: جَوَازُ تَحَدُّثِ الْمَرْءِ بِمَا فِيهِ مِنْ فَضْلٍ بِحَسَبِ الْحَاجَةِ لِذَلِكَ عِنْد الْأَمْنِ مِنْ الْمُبَاهَاةِ وَالتَّعَاظُم.
السَّادِسَة: بَيَانُ أَنَّ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم رُتْبَة الْكَمَالِ الْإِنْسَانِيّ ، لِأَنَّهُ مُنْحَصِر فِي الْحِكْمَتَيْنِ: الْعِلْمِيَّة ، وَالْعَمَلِيَّة، وَقَدْ أَشَارَ إِلَى الْأُولَى بِقَوْلِهِ:" أَعْلَمكُمْ " وَإِلَى الثَّانِيَة بِقَوْلِهِ: " أَتْقَاكُمْ ". (فتح الباري) ح20
(خ م جة)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" اكْلَفُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ)(1)(فَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهَا ، وَإِنْ قَلَّ ")(2)
(1)(جة) 4240 ، (خ) 6100 ، (حم) 8584
(2)
(خ) 6099 ، (م) 78 - (2818) ، (جة) 4240 ، (حم) 24985
(خ م) ، وَعَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إلى اللهِ؟ ، قَالَ: " أَدْوَمُهَا ، وَإِنْ قَلَّ ")(1)(قَالَ الْقَاسِمُ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ إِذَا عَمِلَتْ الْعَمَلَ ، لَزِمَتْهُ)(2).
(1)(خ) 6100 ، (م) 216 - (782) ، (حم) 25356
(2)
(م) 218 - (783)
(خ س)، وَعَنْ الْأَسْوَدِ قَالَ:(قُلْتُ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها: حَدِّثِينِي بِأَحَبِّ الْعَمَلِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟)(1)(قَالَتْ: " كَانَ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ)(2)(وَإِنْ كَانَ يَسِيرًا ")(3)
(1)(حم) 24863 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح.
(2)
(خ) 6097 ، (ت) 2856 ، (س) 1616
(3)
(س) 1652 ، (جة) 1225 ، (حم) 24863 ، (ت) 2856
(خ م)، وَعَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْتَصُّ مِنْ الْأَيَّامِ شَيْئًا؟، قَالَتْ:" لَا، كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً (1) " ، وَأَيُّكُمْ يُطِيقُ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُطِيقُ؟. (2)
(1) قَالَ أَهْل اللُّغَة: الدِّيمَةُ: مَطَرٌ يَدُومُ أَيَّامًا، ثُمَّ أُطْلِقَتْ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ يَسْتَمِرُّ. (فتح الباري - ج 6/ص 266)
(2)
(خ) 1886 ، (م) 217 - (783) ، (د) 1370 ، (حم) 24327
(خ م د حم) ، وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(كَانَ النَّاسُ يُصَلُّونَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضَانَ أَوْزَاعًا (1) يَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ شَيْءٌ مِنْ الْقُرْآنِ، فَيَكُونُ مَعَهُ النَّفَرُ الْخَمْسَةُ أَوْ السِّتَّةُ ، أَوْ أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ ، أَوْ أَكْثَرُ، فَيُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ قَالَتْ:" فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً مِنْ ذَلِكَ أَنْ أَنْصِبَ لَهُ حَصِيرًا عَلَى بَابِ حُجْرَتِي (2) " ، فَفَعَلْتُ ، " فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ ") (3) (- وَجِدَارُ الْحُجْرَةِ قَصِيرٌ - فَرَأَى النَّاسُ شَخْصَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم) (4) وفي رواية:(فَسَمِعَ الْمُسْلِمُونَ قِرَاءَتَهُ)(5)(قَالَتْ: فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ مَنْ فِي الْمَسْجِدِ، " فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلًا طَوِيلًا ")(6)(- وَالنَّاسُ يَأتَمُّونَ بِهِ مِنْ وَرَاءِ الْحُجْرَةِ -)(7) وفي رواية: (فَصَلَّوْا بِصَلَاتِهِ ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ الْحَصِيرَةُ)(8)(" ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ وَتَرَكَ الْحَصِيرَ عَلَى حَالِهِ ")(9)(فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا)(10)(بِذَلِكَ ، " فَقَامَ اللَّيْلَةَ الثَّانِيَةَ ")(11)(فَاجْتَمَعَ أَكْثَرُ مِنْهُمْ ، فَصَلَّوْا مَعَهُ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ مِنْ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، " فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّوْا بِصَلَاتِهِ "، فَلَمَّا كَانَتْ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ، عَجَزَ الْمَسْجِدُ عَنْ أَهْلِهِ)(12)(" فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ ، ثُمَّ دَخَلَ بَيْتَهُ "، وَثَبَتَ النَّاسُ)(13)(" فَاطَّلَعَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(14)(فَقَالَ لِي: مَا شَأنُ النَّاسِ يَا عَائِشَةُ؟ " فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، سَمِعَ النَّاسُ بِصَلَاتِكَ الْبَارِحَةَ بِمَنْ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ ، فَحَشَدُوا لِذَلِكَ لِتُصَلِّيَ بِهِمْ ، فَقَالَ: " اطْوِ عَنَّا حَصِيرَكِ يَا عَائِشَةُ " ، قَالَتْ: فَفَعَلْتُ ، " وَبَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرَ غَافِلٍ ")(15)(فَظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ نَامَ)(16)(فَجَعَلَ النَّاسُ يُنَادُونَهُ: الصَّلَاةَ)(17)(وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَتَنَحْنَحُ لِيَخْرُجَ إِلَيْهِمْ)(18)(وَحَصَبُوا بَابَهُ)(19)(" فَلَمْ يَخْرُجْ)(20)(حَتَّى خَرَجَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ)(21)(فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: مَا زَالَ النَّاسُ يَنْتَظِرُونَكَ الْبَارِحَةَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ أَمْرُهُمْ، وَلَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُكْتَبَ عَلَيْهِمْ)(22)(صَلَاةُ اللَّيْلِ)(23)(فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْفَجْرَ ، سَلَّمَ ، ثُمَّ قَامَ فِي النَّاسِ ، فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ)(24)(أَيُّهَا النَّاسُ ، أَمَا وَاللهِ مَا بِتُّ لَيْلَتِي هَذِهِ بِحَمْدِ اللهِ غَافِلًا ، وَلَا خَفِيَ عَلَيَّ مَكَانُكُمْ)(25)(قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ، وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ)(26)(صَلَاةُ اللَّيْلِ ، فَتَعْجِزُوا عَنْهَا ")(27) وفي رواية: (إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَنْزِلَ إِلَيْكُمْ إِلَّا مَخَافَةَ أَنْ يُفْتَرَضَ عَلَيْكُمْ قِيَامُ هَذَا الشَّهْرِ)(28)(وَلَوْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ ، مَا قُمْتُمْ بِهِ)(29)(فَاكْلَفُوا مِنْ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ)(30) وفي رواية: (خُذُوا مِنْ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا (31) وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إلى اللهِ) (32)(مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ، وَإِنْ قَلَّ)(33)(وَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ ، فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ ، صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ ، إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ)(34)(قَالَتْ: ثُمَّ تَرَكَ مُصَلَّاهُ ذَلِكَ ، فَمَا عَادَ لَهُ حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ عز وجل)(35)(وَكَانَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم إِذَا عَمِلُوا عَمَلًا أَثْبَتُوهُ (36) ") (37)(قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: قَالَ اللهُ عز وجل: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} (38)) (39).
الشرح (40)
(1)(أَوْزَاعًا) أَيْ: مُتَفَرِّقِينَ، وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُمْ: وَزَّعْتُ الشَّيْءَ ، إِذَا فَرَّقْتُه. عون المعبود - (ج 3 / ص 311)
(2)
أَيْ: حَوَّطَ مَوْضِعًا مِنْ الْمَسْجِد بِحَصِيرٍ لِيَسْتُرَهُ ، لِيُصَلِّيَ فِيهِ، وَلَا يَمُرَّ بَيْن يَدَيْهِ مَارٌّ، وَيَتَوَفَّرُ خُشُوعُهُ وَفَرَاغُ قَلْبِه. شرح النووي (3/ 132)
(3)
(حم) 26350 ، (د) 1374 ، (خ) 698 ، (م) 213 - (781)، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.
(4)
(خ) 696
(5)
(حم) 26080 ، 24367 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: صحيح.
(6)
(حم) 26350 ، (خ) 698
(7)
(د) 1126 ، (حم) 24062
(8)
(س) 762 ، (خ) 697
(9)
(حم) 26350
(10)
(خ) 882
(11)
(خ) 696
(12)
(خ) 882 ، (حم) 25401
(13)
(حم) 26350 ، (خ) 5762 ، (م) 213 - (781)
(14)
(حم) 24367 ، (خ) 5524 ، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن
(15)
(حم) 26350 ، (خ) 5762 ، (م) 213 - (781)
(16)
(خ) 6860 ، (س) 1599
(17)
(حم) 25996 ، (م) 178 - (761)، وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(18)
(خ) 6860 ، (س) 1599 ، (د) 1447 ، (حم) 21675
(19)
(د) 1447 ، (خ) 5762 ، (م) 213 - (781)
(20)
(حم) 25996
(21)
(خ) 1908
(22)
(حم) 25996
(23)
(خ) 696
(24)
(حم) 25401 ، (خ) 1908 ، وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(25)
(د) 1374 ، (حم) 26350
(26)
(خ) 1077 ، (م) 177 - (761) ، (د) 1447 ، (حم) 21622
(27)
(م) 178 - (761) ، (خ) 882 ، (حم) 25401
(28)
(حم) 25535 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح.
(29)
(خ) 6860 ، (م) 214 - (781) ، (حم) 21622
(30)
(حم) 26350
(31)
الْمَلَال: اِسْتِثْقَالُ الشَّيْء ، وَنُفُورُ النَّفْسِ عَنْهُ بَعْدَ مَحَبَّتِه، وَهُوَ مُحَالٌ عَلَى اللهِ تَعَالَى بِاتِّفَاقٍ.
قَالَ الْهَرَوِيُّ: مَعْنَاهُ: لَا يَقْطَعُ عَنْكُمْ فَضْلَهُ حَتَّى تَمَلُّوا سُؤَالَه ، فَتَزْهَدُوا فِي الرَّغْبَةِ إِلَيْهِ.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: لَا يَمَلُّ اللهُ إِذَا مَلَلْتُمْ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فِي الْبَلِيغ: لَا يَنْقَطِعُ حَتَّى يَنْقَطِعَ خُصُومُه ، لِأَنَّهُ لَوْ اِنْقَطَعَ حِين يَنْقَطِعُونَ ، لَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَيْهِمْ مَزِيَّة ، وَيُؤَيِّدهُ مَا وَقَعَ فِي بَعْضِ طُرُقِ حَدِيثِ عَائِشَةَ بِلَفْظِ:" اِكْلَفُوا مِنْ الْعَمَل مَا تُطِيقُونَ ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ مِنْ الثَّوَاب حَتَّى تَمَلُّوا مِنْ الْعَمَل ".فتح الباري (ج1ص68)
(32)
(خ) 5524
(33)
(م) 782 ، (خ) 5524
(34)
(خ) 698 ، (م) 213 - (781) ، (ت) 450 ، (س) 1599
(35)
(س) 762 ، (خ) 1908
(36)
أَيْ: لَازَمُوهُ وَدَاوَمُوا عَلَيْهِ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْآلِ هُنَا: أَهْلُ بَيْتِهِ ، وَخَوَاصُّهُ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَزْوَاجِهِ وَقَرَابَتِهِ وَنَحْوِهِمْ. شرح النووي (ج 3 / ص 133)
(37)
(م) 782 ، (خ) 1869
(38)
[المعارج/23]
(39)
(حم) 24584 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: صحيح.
(40)
فِي الحديثِ جَوَازُ مِثْلِ هَذَا إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ تَضْيِيقٌ عَلَى الْمُصَلِّينَ وَنَحْوِهِمْ ، وَلَمْ يَتَّخِذْهُ دَائِمًا؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَحْتَجِرُهَا بِاللَّيْلِ يُصَلِّي فِيهَا وَيُنَحِّيهَا بِالنَّهَارِ وَيَبْسُطهَا ، ثُمَّ تَرَكَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار ، وَعَادَ إِلَى الصَّلَاة فِي الْبَيْت.
وَفِيهِ: جَوَازُ النَّافِلَةِ فِي الْمَسْجِد.
وَفِيهِ: جَوَازُ الْجَمَاعَةِ فِي غَيْرِ الْمَكْتُوبَة.
وَجَوَازُ الِاقْتِدَاءِ بِمِنْ لَمْ يَنْوِ الْإِمَامَة.
وَفِيهِ: تَرْكُ بَعْضِ الْمَصَالِحِ لِخَوْفِ مَفْسَدَةٍ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ.
وَفِيهِ: بَيَان مَا كَانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِ مِنْ الشَّفَقَةِ عَلَى أُمَّتِهِ ، وَمُرَاعَاةِ مَصَالِحهمْ.
وَأَنَّهُ يَنْبَغِي لِوُلَاةِ الْأُمُورِ وَكِبَارِ النَّاسِ وَالْمَتْبُوعِينَ - فِي عِلْمٍ وَغَيْرِه - الِاقْتِدَاءُ بِهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ. النووي (3/ 132)
(حم)، وَعَنْ مِحْجَنِ بْنِ الْأَدْرَعِ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أَحْرُسُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، " فَخَرَجَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، فَرَآنِي فَأَخَذَ بِيَدِي، فَانْطَلَقْنَا فَمَرَرْنَا عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، يُصَلِّي يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ، " فَرَفَضَ (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدِي ثُمَّ قَالَ: إِنَّكُمْ لَنْ تَنَالُوا هَذَا الْأَمْرَ بِالْمُغَالَبَةِ "، قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ وَأَنَا أَحْرُسُهُ، فَأَخَذَ بِيَدِي ، فَمَرَرْنَا عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي بِالْقُرْآنِ "، فَقُلْتُ: عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كَلَّا ، إِنَّهُ أَوَّابٌ (2) "، قَالَ: فَنَظَرْتُ، فَإِذَا هو عَبْدُ اللهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ رضي الله عنه. (3)
(1) أَيْ: تَرَك.
(2)
الأَوَّاب: هو الكثير الرجوع إلى الله بالتوبة ، وقيل: هو المطيع، وقيل: المُسَبِّحُ.
(3)
(حم) 18992 ، (هب) 581 ، انظر الصَّحِيحَة: 1709
(حم طب)، وَعَنْ مِحْجَنِ بْنَ الْأَدْرَعِ رضي الله عنه قَالَ:(" أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ ، وَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ يُصَلِّي)(1)(وَيَسْجُدُ وَيَرْكَعُ ، وَيَسْجُدُ وَيَرْكَعُ ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ هَذَا؟ " ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا فُلَانٌ)(2)(قَالَ: " أَتَقُولُهُ صَادِقًا؟ ")(3)(فَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ خَيْرًا)(4)(وَقُلْتُ: هَذَا مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ صَلَاةً)(5)(فَقَالَ لِي: " اسْكُتْ ، لَا تُسْمِعْهُ فَتُهْلِكَهُ)(6)(ثُمَّ أَتَى حُجْرَةَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ ، فَنَفَضَ يَدَهُ مِنْ يَدِي ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ ، إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسُرُهُ ")(7)
وفي رواية: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى رَضِيَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ الْيُسْرَ ، وَكَرِهَ لَهَا الْعُسْرَ - قَالَهَا ثَلَاثًا - "(8)
(1)(حم) 18997 ، (خد) 341
(2)
(حم) 20364 ، (خد) 341
(3)
(حم) 20362
(4)
(حم) 18997
(5)
(حم) 20362
(6)
(حم) 20364 ، (خد) 341
(7)
(حم) 18997 ، 15978 ، (خد) 341 ، صَحِيح الْجَامِع: 3309 ، صحيح الأدب المفرد: 261
(8)
(طب) ج20ص298ح707 ، صَحِيح الْجَامِع: 1769 ، الصَّحِيحَة: 1635
(حم)، وَعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ:(خَرَجْتُ يَوْمًا أَمْشِي ، " فَإِذَا بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُتَوَجِّهًا " ، فَظَنَنْتُهُ يُرِيدُ حَاجَةً ، فَجَعَلْتُ أَخْنَسُ عَنْهُ وَأُعَارِضُهُ ، " فَرَآنِي ، فَأَشَارَ إِلَيَّ " ، فَأَتَيْتُهُ، " فَأَخَذَ بِيَدِي " ، فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي جَمِيعًا ، فَإِذَا نَحْنُ بِرَجُلٍ يُصَلِّي ، يُكْثِرُ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ)(1)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَتُرَاهُ يُرَائِي؟ " ، فَقُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ)(2)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا ، بَلْ مُؤْمِنٌ مُنِيبٌ (3) لَا ، بَلْ مُؤْمِنٌ مُنِيبٌ) (4)(فَأَرْسَلَ يَدِي ، ثُمَّ طَبَّقَ بَيْنَ كَفَّيْهِ فَجَمَعَهُمَا ، وَجَعَلَ يَرْفَعُهُمَا بِحِيَالِ مَنْكِبَيْهِ (5) وَيَضَعُهُمَا ، وَيَقُولُ: عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا ، عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا ، عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا ، فَإِنَّهُ مَنْ يُشَادَّ هَذَا الدِّينَ يَغْلِبْهُ ") (6)
(1)(حم) 19801 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(2)
(حم) 23013 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(3)
الإنابة: الرجوع إلى اللهِ بالتَّوبة.
(4)
(حم) 23002 ، (ن) 11244 ، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(5)
المَنْكِب: مُجْتَمَعُ رأسِ الكتف والعضد.
(6)
(حم) 19801 ، (ك) 1176 ، (خز) 1179 ، صَحِيح الْجَامِع: 4086 ، ظلال الجنة: 95
(جة)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ:" مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي عَلَى صَخْرَةٍ ، فَأَتَى نَاحِيَةَ مَكَّةَ ، فَمَكَثَ مَلِيًّا (1) ثُمَّ انْصَرَفَ فَوَجَدَ الرَّجُلَ يُصَلِّي عَلَى حَالِهِ ، فَقَامَ فَجَمَعَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ ، عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ ، عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا "(2)
(1) أَيْ: وقتا طويلا.
(2)
(جة) 4241 ، (حب) 357 ، (يع) 1797
(د حم مي)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(دَخَلَتْ عَلَيَّ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ رضي الله عنه وَهِيَ بَاذَّةُ الْهَيْئَةِ (1) فَسَأَلْتُهَا مَا شَأنُكِ؟ ، فَقَالَتْ: زَوْجِي يَقُومُ اللَّيْلَ ، وَيَصُومُ النَّهَارَ، قَالَتْ عَائِشَةُ:" فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ) (2)(" فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ " ، فَجَاءَهُ، فَقَالَ: " يَا عُثْمَانُ ، أَرَغِبْتَ عَنْ سُنَّتِي؟ ، قَالَ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَكِنْ سُنَّتَكَ أَطْلُبُ ، قَالَ: " فَإِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَنْكِحُ النِّسَاءَ)(3)(أَمَا لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ؟، فَوَاللهِ إِنِّي أَخْشَاكُمْ لِلهِ، وَأَحْفَظُكُمْ لِحُدُودِهِ)(4)(فَاتَّقِ اللهَ يَا عُثْمَانُ، فَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَصَلِّ وَنَمْ)(5)(أَتُؤْمِنُ بِمَا نُؤْمِنُ بِهِ؟ " ، قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " فَاصْنَعْ كَمَا نَصْنَعُ)(6)(فَإِنِّي لَمْ أُومَرْ بِالرَّهْبَانِيَّةِ " ، قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه: فَوَاللهِ لَقَدْ كَانَ أَجْمَعَ رِجَالٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنْ هُوَ أَقَرَّ عُثْمَانَ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ ، أَنْ نَخْتَصِيَ فَنَتَبَتَّلَ)(7).
(1) أَيْ: تَلْبَسُ ثِيابًا بَالِية.
(2)
(حم) 25935 ، انظر الإرواء تحت حديث: 2015 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(3)
(د) 1369 ، (حم) 26351 ، انظر صحيح الجامع: 7946 ، الإرواء تحت حديث: 2015
(4)
(حم) 25935
(5)
(د) 1369 ، (حم) 26351
(6)
(حم) 24798 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث حسن.
(7)
(مي) 2169 ، (حم) 25935 ، (حب) 9 ، 316 ، وصححه الألباني في الإرواء تحت حديث: 2015، والصَّحِيحَة: 394
(خ ت)، وَعَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ:(" آخَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ " ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً (1) فَقَالَ لَهَا: مَا شَأنُكِ مُتَبَذِّلَةً؟ قَالَتْ: إِنَّ أَخَاكَ أَبَا الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا ، فَلَمَّا جَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ ، قَرَّبَ إِلَيْهِ طَعَامًا) (2) (فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: كُلْ ، قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ ، قَالَ: مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأكُلَ ، فَأَكَلَ) (3)(فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لِيَقُومَ ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: نَمْ ، فَنَامَ ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَقُومَ ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: نَمْ ، فَنَامَ)(4) (فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ ، قَالَ لَهُ سَلْمَانُ: قُمْ الْآنَ ، فَصَلَّيَا ،
…
فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا) (5)(وَلِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا)(6)(فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ ، فَأَتَى أَبُو الدَّرْدَاءِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَدَقَ سَلْمَانُ ")(7)
(1)(مُتَبَذِّلَةً) أَيْ: لَابِسَةً ثِيَابَ الْبِذْلَةِ ، وَهِيَ الْمِهْنَةُ ، وَالْمُرَادُ أَنَّهَا تَارِكَةٌ لِلُبْسِ ثِيَابِ الزِّينَةِ. فتح الباري (ج6ص236)
(2)
(ت) 2413 ، (خ) 1968
(3)
(خ) 1968 ، (ت) 2413
(4)
(ت) 2413 ، (خ) 1968
(5)
(خ) 1968 ، (ت) 2413
(6)
(ت) 2413
(7)
(خ) 5788 ، (ت) 2413
(خ م ت س د جة حم)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ:(كُنْتُ أَصُومُ الدَّهْرَ ، وَأَقْرَأُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ)(1)(فَزَوَّجَنِي أَبِي امْرَأَةً)(2)(ذَاتَ حَسَبٍ ، فَكَانَ يَتَعَاهَدُ كَنَّتَهُ (3) فَيَسْأَلُهَا عَنْ بَعْلِهَا ، فَتَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ مِنْ رَجُلٍ) (4)(لَا يَنَامُ اللَّيْلَ ، وَلَا يُفْطِرُ النَّهَارَ)(5)(لَمْ يَطَأ لَنَا فِرَاشًا (6) وَلَمْ يُفَتِّشْ لَنَا كَنَفًا (7) مُنْذُ أَتَيْنَاهُ) (8)(فَوَقَعَ بِي (9)) (10)(أَبِي)(11)(وَقَالَ: زَوَّجْتُكَ امْرَأَةً)(12)(مِنْ قُرَيْشٍ ذَاتَ حَسَبٍ ، فَعَضَلْتَهَا (13) وَفَعَلْتَ ، وَفَعَلْتَ؟) (14) (قَالَ: فَجَعَلْتُ لَا أَلْتَفِتُ إِلَى قَوْلِهِ ، مِمَّا أَرَى عِنْدِي مِنْ الْقُوَّةِ وَالِاجْتِهَادِ) (15) (فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَيْهِ) (16) (انْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَشَكَانِي) (17) (فَقَالَ:" ائْتِنِي بِهِ " ، فَأَتَيْتُهُ مَعَهُ ، فَقَالَ:" كَيْفَ تَصُومُ؟ "، فَقُلْتُ: كُلَّ يَوْمٍ) (18)(قَالَ: " لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَأُصَلِّي وَأَنَامُ وَأَمَسُّ النِّسَاءَ (19) فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي) (20)(فلَا تَفْعَلْ ، وَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ فِي كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا ، وَإِنَّ ذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ ، فَصُمْ وَأَفْطِرْ ، وَقُمْ وَنَمْ " ، قَالَ: فَشَدَّدْتُ ، فَشُدِّدَ عَلَيَّ ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً)(21)(إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ: " فَصُمْ مِنْ الْجُمُعَةِ يَوْمَيْنِ: الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ ")(22)(فَقُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ: " فَصُمْ يَوْمًا ، وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ ")(23)(فَقُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ: " صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي الْجُمُعَةِ " ، فَقُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ: " فَصُمْ أَفْضَلَ الصَّوْمِ)(24)(صِيَامَ نَبِي اللهِ دَاوُدَ ، وَلَا تَزِدْ عَلَيْهِ)(25)(فَإِنَّهُ كَانَ أَعْبَدَ النَّاسِ " ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ وَمَا صَوْمُ دَاوُدَ؟)(26)(قَالَ: " نِصْفُ الدَّهْرِ)(27)(صِيَامُ يَوْمٍ ، وَإِفْطَارُ يَوْمٍ ")(28)(وَهُوَ أَعْدَلُ الصِّيَامِ ")(29)(فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ)(30)(لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ)(31)(لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ ")(32)(ثُمَّ قَالَ: " وَفِي كَمْ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ ")(33)(فَقُلْتُ: كُلَّ لَيْلَةٍ)(34)(قَالَ: " فلَا تَفْعَلْ)(35)(فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ، ذَلِكَ ، هَجَمَتْ عَيْنَاكَ (36) وَنَفِهَتْ نَفْسُكَ (37)) (38)(فَاقْرَأ الْقُرْآنَ فِي أَرْبَعِينَ)(39)(يَوْمًا ")(40)[فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ](فَقَالَ: " يَا عَبْدَ اللهِ ، لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ ، كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ ، فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ)(41)(فَاقْرَأ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ)(42)(فَإِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً (وفي رواية: فَإِنَّ لِكُلِّ عَابِدٍ شِرَّةً)(43) وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ) (44)(فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي ، فَقَدْ أَفْلَحَ)(45)(وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى مَعَاصِي اللهِ)(46)(فَقَدْ هَلَكَ " ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ)(47)(قَالَ: " فَاقْرَأهُ فِي كُلِّ عِشْرِينَ " ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ: " فَاقْرَأهُ فِي كُلِّ عَشْرٍ " ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ: " فَاقْرَأهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ ")(48)(فَقُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ)(49)(قَالَ: " اخْتِمْهُ فِي خَمْسٍ " ، فَقُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ)(50)(قَالَ: " فَاقْرَأهُ فِي ثَلَاثٍ)(51)(وَلَا تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ)(52)(فَإنَّهُ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ لَمْ يَفْقَهْهُ)(53)(وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا)(54)(وَإِنَّ لِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِصَدِيقِكَ عَلَيْكَ حَقًّا)(55)(وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا)(56)(وَإِنَّ لِوَلَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا)(57)(وَإِنَّكَ لَا تَدْرِي ، لَعَلَّكَ يَطُولُ بِكَ عُمُرٌ)(58) وفي رواية: (إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَطُولَ عَلَيْكَ الزَّمَانُ ، وَأَنْ تَمَلَّ ")(59)(قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَصِرْتُ إِلَى الَّذِي قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا كَبِرْتُ)(60)(وَضَعُفْتُ)(61)(قُلْتُ: يَا لَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(62)(وَلَأَنْ أَكُونَ قَبِلْتُ الثَلَاثَةَ الْأَيَّامَ الَّتِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِي وَمَالِي)(63)(لَكِنِّي فَارَقْتُهُ عَلَى أَمْرٍ ، أَكْرَهُ أَنْ أُخَالِفَهُ إِلَى غَيْرِهِ)(64)(قَالَ مُجَاهِدٌ: فَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو حِينَ ضَعُفَ وَكَبِرَ ، يَصُومُ الْأَيَّامَ ، يَصِلُ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ لِيَتَقَوَّى بِذَلِكَ ، ثُمَّ يُفْطِرُ بِعَدَدِ تِلْكَ الْأَيَّامِ ، وَكَانَ يَقْرَأُ حِزْبَهِ كَذَلِكَ ، يَزِيدُ أَحْيَانًا ، وَيُنْقِصُ أَحْيَانًا ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوفِي الْعَدَدَ إِمَّا فِي سَبْعٍ ، وَإِمَّا فِي ثَلَاثٍ)(65)(كَرَاهِيَةَ أَنْ يَتْرُكَ شَيْئًا فَارَقَ عَلَيْهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم)(66).
(1)(م) 182 - (1159)
(2)
(س) 2390 ، (حم) 6477
(3)
(الكَنَّة): زَوْجَة الْوَلَد. (فتح الباري) - (ج 14 / ص 276)
(4)
(خ) 4765
(5)
(س) 2390
(6)
أَيْ: لَمْ يُضَاجِعْنَا حَتَّى يَطَأَ فِرَاشنَا. فتح الباري (ج 14 / ص 276)
(7)
الكَنَف: السِّتْرُ وَالْجَانِب، وَأَرَادَتْ بِذَلِكَ الْكِنَايَةَ عَنْ عَدَمِ جِمَاعِهِ لَهَا، لِأَنَّ عَادَةَ الرَّجُلِ أَنْ يُدْخِلَ يَدَهُ مَعَ زَوْجَتِهِ فِي دَوَاخِلِ أَمْرِهَا. فتح (14/ 276)
(8)
(خ) 4765
(9)
أَيْ: شَدَّدَ عَلَيَّ فِي الْقَوْلِ.
(10)
(س) 2390
(11)
(خز) 2105 ، وقال الألباني: إسناده صحيح.
(12)
(س) 2390
(13)
العَضْل والإعضال: المَنْع والإضرار، أراد: أنكَ لم تُعَامِلْها مُعامَلَةَ الزوجِ لِلزوجة.
(14)
(حم) 6477 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(15)
(س) 2390
(16)
(خ) 4765
(17)
(حم) 6477
(18)
(س) 2389
(19)
كناية عن الجماع.
(20)
(حم) 6477
(21)
(خ) 1874
(22)
(س) 2393
(23)
(د) 2427
(24)
(خ) 4765
(25)
(خ) 1874
(26)
(م) 182 - (1159)
(27)
(خ) 1873
(28)
(خ) 4765
(29)
(خ) 3236 ، (س) 2392
(30)
(خ) 1875 ، (م) 181 - (1159)
(31)
(خ) 1876
(32)
(س) 2377
(33)
(خ) 4766
(34)
(خ) 4765
(35)
(خ) 4903
(36)
أَيْ: غَارَتْ وَضَعُفَتْ.
(37)
أَيْ: أَعْيَتْ ، ونُهِكْتَ أَنْتَ. (النووي - ج 4 / ص 172)
(38)
(م) 188 - (1159) ، (خ) 1102
(39)
(ت) 2947
(40)
(د) 1395
(41)
(خ) 1101 ، (م) 185 - (1159) ، (س) 1763
(42)
(خ) 1877 ، (م) 184 - (1159)
(43)
(حم) 6477 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(44)
(حم) 6764 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(45)
(حم) 6958 ، 6764 ، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(46)
(حم) 6540 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
(47)
(حم) 6764
(48)
(م) 182 - (1159)
(49)
(حم) 6546 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(50)
(ت) 2946
(51)
(خ) 1877 ، (د) 1391 ، (حم) 6764
(52)
(خ) 4767 ، (م) 182 - (1159)
(53)
(حم) 6535 ، (ت) 2949 ، (د) 1390 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(54)
(م) 182 - (1159) ، (خ) 1876 ، 5783
(55)
(س) 2391 ، (م) 182 - (1159) ، (خ) 1876 ، 5783
(56)
(م) 182 - (1159) ، (خ) 1876 ، 5783
(57)
(م) 183 - (1159)
(58)
(م) 182 - (1159) ، (خ) 1876 ، 5783
(59)
(جة) 1346
(60)
(م) 182 - (1159) ، (خ) 1876 ، 5783
(61)
(خ) 4765
(62)
(خ) 1874 ، (م) 182 - (1159)
(63)
(م) 181 - (1159) ، (س) 2392
(64)
(حم) 6477 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(65)
(حم) 6477 ، (خ) 4765
(66)
(خ) 4765
(جة)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا نَبِي اللهِ، أَنَا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتُكَ عَامَ الْأَوَّلِ، قَالَ:" فَمَالِي أَرَى جِسْمَكَ نَاحِلًا؟ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا أَكَلْتُ طَعَامًا بِالنَّهَارِ ، مَا أَكَلْتُهُ إِلَّا بِاللَّيْلِ، قَالَ:" مَنْ أَمَرَكَ أَنْ تُعَذِّبَ نَفْسَكَ؟ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أَقْوَى قَالَ: " صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ ، وَيَوْمًا بَعْدَهُ "، قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى، قَالَ:" صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ ، وَيَوْمَيْنِ بَعْدَهُ "، قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى، قَالَ:" صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ بَعْدَهُ "(1)
(1)(جة) 1741 ، (ن) 2743 ، (د) 2428 ، (حم) 20338 ، الصَّحِيحَة: 2623 ، صَحِيح الْجَامِع: 3794 ، والحديث ضعيف في مصادره.
(خ م حم)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(" دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي امْرَأَةٌ، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ ")(1)(قُلْتُ: هَذِهِ الْحَوْلَاءُ بِنْتُ تُوَيْتٍ (2) وَزَعَمُوا أَنَّهَا لَا تَنَامُ اللَّيْلَ ، قَالَ:" لَا تَنَامُ اللَّيْلَ؟) (3) (مَهْ (4)) (5) (خُذُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ (6)) (7) (فَوَاللهِ لَا يَمَلُّ اللهُ حَتَّى تَمَلُّوا (8)) (9) (وَأَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى اللهِ عز وجل مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ ، وَإِنْ قَلَّ ") (10)
الشرح (11)
(1)(خ) 43 ، (م) 220 - (785)
(2)
هي الْحَوْلَاءُ بِنْتُ تُوَيْتِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى. انظر (م) 220 - (785)
(3)
(م) 220 - (785)
(4)
(مَهْ): قَالَ الدَّاوُدِيّ: أَصْلُ هَذِهِ الْكَلِمَة: " مَا هَذَا " كَالْإِنْكَارِ ، فَطَرَحُوا بَعْضَ اللَّفْظَةِ فَقَالُوا:(مَهْ) فَصَيَّرُوا الْكَلِمَتَيْنِ كَلِمَة.
وَهَذَا الزَّجْرُ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ النَّهْيُ عَنْ ذَلِكَ الْفِعْل، وَقَدْ أَخَذَ بِذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنْ الْأَئِمَّة ، فَقَالُوا: يُكْرَهُ صَلَاةُ جَمِيعِ اللَّيْل ، كَمَا سَيَأتِي فِي مَكَانِه. (فتح الباري - ح43)
(5)
(خ) 1100
(6)
أَيْ: اِشْتَغِلُوا مِنْ الْأَعْمَالِ بِمَا تَسْتَطِيعُونَ الْمُدَاوَمَةَ عَلَيْهِ، فَمَنْطُوقُهُ يَقْتَضِي الْأَمْرَ بِالِاقْتِصَارِ عَلَى مَا يُطَاقُ مِنْ الْعِبَادَة، وَمَفْهُومُهُ يَقْتَضِي النَّهْيَ عَنْ تَكَلُّفِ مَا لَا يُطَاق.
وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاض: يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا خَاصًّا بِصَلَاةِ اللَّيْل، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُون عَامًّا فِي الْأَعْمَالِ الشَّرْعِيَّة.
قُلْت: سَبَبُ وُرُودِهِ خَاصٌّ بِالصَّلَاةِ ، وَلَكِنَّ اللَّفْظَ عَامٌّ، وَهُوَ الْمُعْتَبَر. (فتح الباري - ح43)
(7)
(م) 220 - (785) ، (خ) 43
(8)
الْمَلَال: اِسْتِثْقَالُ الشَّيْء ، وَنُفُورُ النَّفْسِ عَنْهُ بَعْد مَحَبَّتِه، وَهُوَ مُحَالٌ عَلَى الله تَعَالَى بِاتِّفَاقٍ.
قَالَ الْهَرَوِيُّ: مَعْنَاهُ لَا يَقْطَعُ عَنْكُمْ فَضْلَهُ حَتَّى تَمَلُّوا سُؤَالَه ، فَتَزْهَدُوا فِي الرَّغْبَةِ إِلَيْهِ. (فتح الباري - ح43)
(9)
(خ) 43 ، (م) 220 - (785)
(10)
(حم) 25673 ، (خ) 43 ، (م) 221 - (785) ، (س) 1642
(11)
قَالَ النَّوَوِيّ: بِدَوَامِ الْقَلِيلِ تَسْتَمِرُّ الطَّاعَةُ بِالذِّكْرِ وَالْمُرَاقَبَةِ وَالْإِخْلَاصِ وَالْإِقْبَالِ عَلَى الله، بِخِلَافِ الْكَثِيرِ الشَّاقِّ ، حَتَّى يَنْمُو الْقَلِيلُ الدَّائِمُ بِحَيْثُ يَزِيدُ عَلَى الْكَثِيرِ الْمُنْقَطِعِ أَضْعَافًا كَثِيرَة.
وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: إِنَّمَا أَحَبَّ الدَّائِمَ لِمَعْنَيَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّ التَّارِكَ لِلْعَمَلِ بَعْدَ الدُّخُولِ فِيهِ ، كَالْمُعْرِضِ بَعْدَ الْوَصْل، فَهُوَ مُتَعَرِّضٌ لِلذَّمِّ، وَلِهَذَا وَرَدَ الْوَعِيدُ فِي حَقِّ مَنْ حَفِظَ آيَةً ثُمَّ نَسِيَهَا وَإِنْ كَانَ قَبْلَ حِفْظِهَا لَا يَتَعَيَّنُ عَلَيْهِ.
ثَانِيهمَا: أَنَّ مُدَاوِمَ الْخَيْرِ مُلَازِمٌ لِلْخِدْمَةِ، وَلَيْسَ مَنْ لَازَمَ الْبَابَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَقْتًا مَا ، كَمَنْ لَازَمَ يَوْمًا كَامِلًا ثُمَّ اِنْقَطَعَ. (فتح الباري - ح43)
(م س)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:(" دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ فَرَأَى حَبْلًا مَمْدُودًا بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ فَقَالَ: مَا هَذَا الْحَبْلُ؟ ")(1)(قَالُوا: لِزَيْنَبَ ، تُصَلِّي ، فَإِذَا كَسِلَتْ أَوْ فَتَرَتْ ، أَمْسَكَتْ بِهِ ، فَقَالَ: " حُلُّوهُ ، لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ ، فَإِذَا كَسِلَ أَوْ فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ ")(2)
(1)(س) 1643 ، (خ) 1099 ، (م) 219 - (784)
(2)
(م) 219 - (784) ، (خ) 1099 ، (د) 1312 ، (جة) 1371 ، (حم) 12005
(م حم)، وَعَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى قَالَ:(أَرَادَ سَعْدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ أَنْ يَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ)(1)(فَطَلَّقَ امْرَأَتَهُ ، ثُمَّ ارْتَحَلَ إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَبِيعَ عَقَارًا لَهُ بِهَا ، وَيَجْعَلَهُ فِي السِّلَاحِ وَالْكُرَاعِ (2) ثُمَّ يُجَاهِدُ الرُّومَ حَتَّى يَمُوتَ) (3)(فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ)(4)(لَقِيَ رَهْطًا مِنْ قَوْمِهِ)(5)(فَنَهَوْهُ عَنْ ذَلِكَ، وَأَخْبَرُوهُ أَنَّ رَهْطًا سِتَّةً أَرَادُوا ذَلِكَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم " فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: أَلَيْسَ لَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ؟ " ، فَلَمَّا حَدَّثُوهُ بِذَلِكَ ، رَاجَعَ امْرَأَتَهُ)(6)(وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى رَجْعَتِهَا ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْنَا)(7).
(1)(م) 139 - (746)
(2)
الكُرَاع: الخيل.
(3)
(حم) 24314 ، (م) 139 - (746)
(4)
(م) 139 - (746)
(5)
(حم) 24314
(6)
(م) 139 - (746) ، (حم) 24314
(7)
(حم) 24314 ، (م) 139 - (746)
(خ م)، وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا أُخْبِرُوا ، كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا (1) فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ ، قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا ، فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ ، فلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، " فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ: أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا؟ ، أَمَا وَاللهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ ِللهِ ، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ (2) لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي (3) فَلَيْسَ مِنِّي (4) "(5)
(1) أَيْ: اِسْتَقَلُّوهَا.
(2)
فِي قَوْله: " إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ للهِ " إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْعِلْمَ بِاللهِ وَمَعْرِفَةَ مَا يَجِبُ مِنْ حَقِّهِ ، أَعْظَمُ قَدْرًا مِنْ مُجَرَّدِ الْعِبَادَةِ الْبَدَنِيَّة. فتح الباري (14/ 290)
(3)
الْمُرَاد بِالسُّنَّةِ: الطَّرِيقَة ، لَا الَّتِي تُقَابِل الْفَرْض.
وَالرَّغْبَةُ عَنْ الشَّيْء: الْإِعْرَاضُ عَنْهُ إِلَى غَيْرِه، وَالْمُرَاد: مَنْ تَرَكَ طَرِيقَتِي وَأَخَذَ بِطَرِيقَةِ غَيْرِي ، فَلَيْسَ مِنِّي، وَلَمَّحَ بِذَلِكَ إِلَى طَرِيقِ الرَّهْبَانِيَّة ، فَإِنَّهُمْ الَّذِينَ اِبْتَدَعُوا التَّشْدِيدَ كَمَا وَصَفَهُمْ الله تَعَالَى ، وَقَدْ عَابَهُمْ بِأَنَّهُمْ مَا وَفُّوا بِمَا اِلْتَزَمُوهُ، وَطَرِيقَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَة، فَيُفْطِرُ لِيَتَقَوَّى عَلَى الصَّوْم وَيَنَامُ لِيَتَقَوَّى عَلَى الْقِيَام ، وَيَتَزَوَّجُ لِكَسْرِ الشَّهْوَة وَإِعْفَافِ النَّفْس ، وَتَكْثِيرِ النَّسْل. (فتح) - (ج 14 / ص 290)
(4)
إِنْ كَانَتْ الرَّغْبَةُ بِضَرْبٍ مِنْ التَّأوِيلِ يُعْذَرُ صَاحِبُه فِيهِ ، فَمَعْنَى " فَلَيْسَ مِنِّي "، أَيْ: عَلَى طَرِيقَتِي ، وَلَا يَلْزَمُ أَنْ يَخْرُجَ عَنْ الْمِلَّة.
وَإِنْ كَانَ إِعْرَاضًا وَتَنَطُّعًا يُفْضِي إِلَى اِعْتِقَادِ أَرْجَحِيَّة عَمَلِه ، فَمَعْنَى " فَلَيْسَ مِنِّي ": لَيْسَ عَلَى مِلَّتِي ، لِأَنَّ اِعْتِقَادَ ذَلِكَ نَوْعٌ مِنْ الْكُفْر. فتح (14/ 290)
(5)
(خ) 4776 ، (م) 5 - (1401)