الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَفْضَلِيَّةُ الْأُمَّةِ الْمُحَمَّدِيَّة
(ت)، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} (1) قَالَ: " إِنَّكُمْ تَتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً ، أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ تبارك وتعالى (2) "(3)
(1)[آل عمران/110]
(2)
قَالَ الْحَافِظُ اِبْنُ كَثِيرٍ: يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ بِأَنَّهُمْ خَيْرُ الْأُمَمِ ، وَأَنْفَعُ النَّاسِ لِلنَّاسِ، وإِنَّمَا حَازَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ قَصَبَ السَّبْقِ إِلَى الْخَيْرَاتِ بِنَبِيِّهَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهُ أَشْرَفُ خَلْقِ اللهِ ، وَأَكْرَمُ الرُّسُلِ عَلَى اللهِ، وَبَعَثَهُ اللهُ بِشَرْعٍ كَامِلٍ عَظِيمٍ ، لَمْ يُعْطَهُ نَبِيٌّ قَبْلَهُ ، وَلَا رَسُولٌ مِنْ الرُّسُلِ ، فَالْعَمَلُ عَلَى مِنْهَاجِهِ وَسَبِيلِهِ ، يَقُومُ الْقَلِيلُ مِنْهُ مَا لَا يَقُومُ الْعَمَلُ الْكَثِيرُ مِنْ أَعْمَالِ غَيْرِهِ مَقَامَهُ. تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 321)
(3)
(ت) 3001 ، (جة) 4288 ، وحسنه الألباني في هداية الرواة: 6249
(خ)، وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" مَثَلُ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ، كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأجَرَ قَوْمًا يَعْمَلُونَ لَهُ عَمَلًا إِلَى اللَّيْلِ عَلَى أَجْرٍ مَعْلُومٍ ، فَعَمِلُوا لَهُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ ، فَقَالُوا: لَا حَاجَةَ لَنَا إِلَى أَجْرِكَ الَّذِي شَرَطْتَ لَنَا وَمَا عَمِلْنَا بَاطِلٌ ، فَقَالَ لَهُمْ: لَا تَفْعَلُوا ، أَكْمِلُوا بَقِيَّةَ عَمَلِكُمْ ، وَخُذُوا أَجْرَكُمْ كَامِلًا ، فَأَبَوْا وَتَرَكُوا)(1)(فَاسْتَأجَرَ آخَرِينَ ، فَقَالَ: أَكْمِلُوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ)(2)(هَذَا)(3)(وَلَكُمْ الَّذِي شَرَطْتُ)(4)(لَهُمْ مِنْ الْأَجْرِ ، فَعَمِلُوا ، حَتَّى إِذَا كَانَ حِينُ صَلَاةِ الْعَصْرِ)(5)(قَالُوا:)(6)(مَا عَمِلْنَا بَاطِلٌ وَلَكَ الْأَجْرُ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا فِيهِ ، فَقَالَ لَهُمْ: أَكْمِلُوا بَقِيَّةَ عَمَلِكُمْ فَإنَّمَا بَقِيَ مِنْ النَّهَارِ شَيْءٌ يَسِيرٌ ، فَأَبَوْا)(7)(فَاسْتَأجَرَ قَوْمًا)(8)(أَنْ يَعْمَلُوا لَهُ بَقِيَّةَ يَوْمِهِمْ ، فَعَمِلُوا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمْ حَتَّى غَابَتْ الشَّمْسُ ، وَاسْتَكْمَلُوا أَجْرَ الْفَرِيقَيْنِ كِلَيْهِمَا ، فَذَلِكَ مَثَلُهُمْ وَمَثَلُ مَا قَبِلُوا مِنْ هَذَا النُّورِ ")(9)
(1)(خ) 2151
(2)
(خ) 533
(3)
(خ) 2151
(4)
(خ) 533
(5)
(خ) 2151
(6)
(خ) 533
(7)
(خ) 2151
(8)
(خ) 533
(9)
(خ) 2151
(خ)، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" إِنَّمَا بَقَاؤُكُمْ فِيمَا سَلَفَ قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ ، كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ ، أُوتِيَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ، فَعَمِلُوا ، حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ عَجَزُوا، فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا ، ثُمَّ أُوتِيَ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ الْإِنْجِيلَ، فَعَمِلُوا إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ ، ثُمَّ عَجَزُوا، فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا ، ثُمَّ أُوتِينَا الْقُرْآنَ ، فَعَمِلْنَا إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَأُعْطِينَا قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ)(1)(أَلَا لَكُمْ الْأَجْرُ مَرَّتَيْنِ)(2)(فَقَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ: أَيْ رَبَّنَا، أَعْطَيْتَ هَؤُلَاءِ قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ وَأَعْطَيْتَنَا قِيرَاطًا قِيرَاطًا ، وَنَحْنُ كُنَّا أَكْثَرَ عَمَلًا ، فَقَالَ اللهُ عز وجل: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ أَجْرِكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟، قَالُوا: لَا، قَالَ: فَهُوَ فَضْلِي ، أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ (3) ") (4)
(1)(خ) 532
(2)
(خ) 3272
(3)
قال ابن كثير في تفسيره: كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ، وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ، وَيَغْفِرْ لَكُمْ، وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ، لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللهِ، وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ، وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 28، 29]
(4)
(خ) 532، 2148، 2149، 4733، 7029 ، 7095 ، (ت) 2871 ، (حم) 4508
(خ م س حم)، وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(1)(نَحْنُ آخِرُ الْأُمَمِ ، وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ قَبْلَ الْخَلَائِقِ)(2)(يُقَالُ: أَيْنَ الْأُمَّةُ الْأُمِّيَّةُ وَنَبِيُّهَا؟ ، فَنَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ)(3)(وَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ)(4)(بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ)(5)(أَضَلَّ اللهُ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا)(6)(فَهَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ ، فَاخْتَلَفُوا فِيهِ)(7)(فَجَاءَ اللهُ عز وجل بِنَا)(8)(فَهَدَانَا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإذْنِهِ)(9)(فَهُمْ لَنَا تَبَعٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)(10)(فَالْيَوْمُ لَنَا)(11)(وَلِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ ، وَلِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ)(12)(وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ")(13)
(1)(خ) 836 ، (م) 855
(2)
(م) 856 ، (س) 1368
(3)
(جة) 4290
(4)
(م) 855 ، (حم) 7692
(5)
(خ) 856 ، (م) 855
(6)
(م) 856 ، (س) 1368
(7)
(خ) 836 ، (م) 855
(8)
(م) 856
(9)
(حم) 7692 ، وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
(10)
(جة) 1083 ، (خ) 836 ، (م) 855
(11)
(م) 855 ، (حم) 10624
(12)
(م) 856 ، (س) 1368
(13)
(م) 856 ، (س) 1368
(م حم)، وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" فُضِّلَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ بِثَلَاثٍ: جُعِلَتْ لَهَا الْأَرْضُ)(1)(كُلُّهَا مَسْجِدًا ، وَجُعِلَتْ تُرْبَتُهَا لَنَا طَهُورًا إِذَا لَمْ نَجِدْ الْمَاءَ (2)) (3)(وَجُعِلَتْ صُفُوفُهَا عَلَى صُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ ، وَأُعْطِيتُ هَذِهِ الْآيَاتِ مِنْ آخِرِ الْبَقَرَةِ ، مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ ، لَمْ يُعْطَهَا نَبِيٌّ قَبْلِي ")(4)
(1)(حم) 23299 ، (م) 4 - (522)
(2)
فيه دليل على مشروعية الوضوء في الأمم السابقة ، ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم:" هذا وضوئي ، ووضوء الأنبياء من قبلي ".ع
(3)
(م) 4 - (522) ، (حم) 23299
(4)
(حم) 23299 ، (م) 4 - (522)، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(م)، وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ رَحْمَةَ أُمَّةٍ مِنْ عِبَادِهِ ، قَبَضَ نَبِيَّهَا قَبْلَهَا ، فَجَعَلَهُ لَهَا فَرَطًا (1) وَسَلَفًا بَيْنَ يَدَيْهَا ، وَإِذَا أَرَادَ هَلَكَةَ أُمَّةٍ ، عَذَّبَهَا وَنَبِيُّهَا حَيٌّ ، فَأَهْلَكَهَا وَهُوَ يَنْظُرُ ، فَأَقَرَّ عَيْنَهُ بِهَلَكَتِهَا ، حِينَ كَذَّبُوهُ وَعَصَوْا أَمْرَهُ "(2)
(1)(الفَرَط) بمعنى الفارِط ، وهو المُتَقَدِّمُ إلى الماء لِيُهَيِّئَ السَّقْيَ ، قال الطيبي: يريد أنه شفيعٌ يتقدم. فيض القدير - (ج 2 / ص 260)
(2)
(م) 24 - (2288) ، (حب) 6647
(خ م ت د جة حم)، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ قَالَ:(كُنْتُ عِنْدَ مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ ، وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ الْخَلْقِ ، هُمْ شَرٌّ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ ، لَا يَدْعُونَ اللهَ بِشَيْءٍ إِلَّا رَدَّهُ عَلَيْهِمْ " ، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ ، أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ رضي الله عنه فَقَالَ لَهُ مَسْلَمَةُ: يَا عُقْبَةُ ، اسْمَعْ مَا يَقُولُ عَبْدُ اللهِ ، فَقَالَ عُقْبَةُ: هُوَ أَعْلَمُ وَأَمَّا أَنَا فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:)(1)(" لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي)(2)(قَوَّامَةً عَلَى أَمْرِ اللهِ)(3)(يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ، ظَاهِرِينَ (4) عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ (5)) (6)(قَاهِرِينَ لِعَدُوِّهِمْ)(7)(مَنْصُورِينَ)(8)(لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ ، أَوْ خَالَفَهُمْ (9)) (10) وفي رواية: (لَا يُبَالُونَ مَنْ خَذَلَهُمْ ، وَلَا مَنْ نَصَرَهُمْ)(11)(حَتَّى يَأتِيَ أَمْرُ اللهِ ، وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ)(12) وفي رواية: (حَتَّى يَأتِيَ أَمْرُ اللهِ تبارك وتعالى ، وَيَنْزِلَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عليه السلام)(13) وفي رواية: (حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمْ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ)(14)(وَهُمْ أَهْلُ الشَّامِ ")(15)(فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَجَلْ ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ رِيحًا كَرِيحِ الْمِسْكِ ، مَسُّهَا مَسُّ الْحَرِيرِ ، فَلَا تَتْرُكُ نَفْسًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ الْإِيمَانِ إِلَّا قَبَضَتْهُ ، ثُمَّ يَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ ، عَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ)(16).
(1)(م) 176 - (1924)
(2)
(م) 174 - (1037) ، (خ) 7021 ، (د) 2484 ، (حم) 18191
(3)
(جة) 7 ، (خ) 3442 ، (م) 174 - (1037)
(4)
أَيْ: غَالِبِينَ مَنْصُورِينَ.
(5)
أَيْ: عَلَى مَنْ عَادَاهُمْ.
(6)
(د) 2484 ، (حم) 18191 ، 19909 ، (خ) 7021 ، (م) 171 - (1921)
(7)
(م) 176 - (1924) ، (حم) 8465
(8)
(ت) 2192 ، (جة) 6 ، (حم) 15635 ، صحيح الجامع: 702 ، الصحيحة: 403
(9)
قَالَ النَّوَوِيّ: وَأَمَّا هَذِهِ الطَّائِفَة ، فَقَالَ الْبُخَارِيّ: هُمْ أَهْلُ الْعِلْم.
وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: إِنْ لَمْ يَكُونُوا أَهْلَ الْحَدِيث ، فَلَا أَدْرِي مَنْ هُمْ.
وقَالَ الْقَاضِي عِيَاض: إِنَّمَا أَرَادَ أَحْمَدُ أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ ، وَمَنْ يَعْتَقِد مَذْهَبَ أَهْلِ الْحَدِيث.
قَالَ النَّوَوِيّ: وَيَحْتَمِلُ أَنَّ هَذِهِ الطَّائِفَةَ مُتَفَرِّقَةٌ بَيْن أَنْوَاعِ الْمُؤْمِنِينَ ، مِنْهُمْ شُجْعَانٌ مُقَاتِلُونَ، وَمِنْهُمْ فُقَهَاء، وَمِنْهُمْ مُحَدِّثُونَ، وَمِنْهُمْ زُهَّاد ، وَآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَاهُونَ عَنْ الْمُنْكَر، وَمِنْهُمْ أَهْلُ أَنْوَاعٍ أُخْرَى مِنْ الْخَيْر، وَلَا يَلْزَمُ أَنْ يَكُونُوا مُجْتَمَعِينَ ، بَلْ قَدْ يَكُونُونَ مُتَفَرِّقِينَ فِي أَقْطَارِ الْأَرْض. عون المعبود (ج5ص372)
وقال الألباني في الصَّحِيحَة تحت حديث 270:
وقد يستغرب بعض الناس تفسير هؤلاء الأئمة للطائفة الظاهرة ، والفرقة الناجية بأنهم أهل الحديث، ولا غرابة في ذلك إذا تذكَّرنا ما يأتي:
أولا: أن أهل الحديث هم بِحُكم اختصاصهم في دراسة السنة وما يتعلق من معرفة تراجم الرواة ، وعلل الحديث وطُرُقِه ، هم أعلمُ الناس قاطبة بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وهَدْيه ، وأخلاقه ، وغزواته ، وما يتصل به صلى الله عليه وسلم.
ثانيا: أن الأمة قد انقسمت إلى فرق ومذاهب ، لم تكن في القرن الأول، ولكلِّ مذهب أصوله وفروعه، وأحاديثه التي يستدل بها ، ويعتمد عليها ، وأن المُتَمَذْهِبَ بواحدٍ منها يتعصَّب له ، ويتمسَّك بكل ما فيه، دون أن يلتفت إلى المذاهب الأخرى وينظر ، لعله يجد فيها من الأحاديث ما لَا يجده في مذهبه الذي قلده، فإن من الثابت لدى أهل العلم أن في كل مذهب من السُّنَّة والأحاديث ، ما لَا يوجد في المذهب الآخر ، فالمتمسك بالمذهب الواحد يَضِل ولا بد عن قِسْم عظيم من السنة المحفوظة لدى المذاهب الأخرى، وليس على هذا أهل الحديث ، فإنهم يأخذون بكل حديث صح إسنادُه في أي مذهب كان، ومن أي طائفة كان راويه ، ما دام أنه مسلم ثقة، حتى لو كان شيعيا ، أو قدريا ، أو خارجيا ، فضلا عن أن يكون حنفيا ، أو مالكيا ، أو غير ذلك، وقد صرح بهذا الإمام الشافعي رضي الله عنه حين خاطب الإمام أحمد بقوله:" أنتم أعلم بالحديث مني، فإذا جاءكم الحديث صحيحا فأخبروني به ، حتى أذهب إليه ، سواء كان حجازيا ، أم كوفيا ، أم مصريا " ، فأهل الحديث - حشرنا الله معهم - لَا يتعصبون لقول شخص مُعَيَّن ، مهما علا وسما ، حاشا محمد صلى الله عليه وسلم بخلاف غيرهم ممن لَا ينتمي إلى الحديث والعمل به، فإنهم يتعصبون لأقوال أئمتهم - وقد نَهَوْهُم عن ذلك - كما يتعصب أهل الحديث لأقوال نبيهم! ، فلا عجب بعد هذا البيان أن يكون أهل الحديث هم الطائفة الظاهرة ، والفرقة الناجية ، بل والأمة الوسط، الشهداء على الخلق ، ويعجبني بهذا الصدد قول الخطيب البغدادي في مقدمة كتابه:" شرف أصحاب الحديث " انتصارا لهم ، وردا على من خالفهم ، يقول رحمه الله:
ولو أن صاحب الرأي المذموم اشتغل بما ينفعه من العلوم، وطلب سُنن رسول رب العالمين، واقتفى آثار الفقهاء والمحدثين، لَوَجد في ذلك ما يُغنيه عن سواه، واكتفى بالأثر عن رأيه الذي يراه ، لأن الحديث يشتمل على معرفة أصول التوحيد ، وبيان ما جاء من وجوه الوعد والوعيد، وصفات رب العالمين ، والإخبار عن صفة الجنة والنار، وما أعدَّ الله فيها للمتقين والفجار، وما خلق الله في الأرضين والسماوات ، وصُنوف العجائب ، وعظيم الآيات ، وذكر الملائكة المقربين، ونعتِ الصَّافِّين والمسبحين ، وفي الحديث قصص الأنبياء ، وأخبار الزهاد والأولياء ، ومواعظ البُلَغَاء، وكلام الفقهاء، وسِيَرُ ملوكِ العربِ والعجم، وأقاصيص المتقدمين من الأمم ، وشرح مغازي الرسول صلى الله عليه وسلم وسراياه، وجُمَل أحكامه وقضاياه، وخُطَبِه وعِظاته، وأَعْلَامِه ومعجزاته، وعِدَّةُ أزواجه وأولاده ، وأصهاره وأصحابه، وذكر فضائلهم ومآثرهم، وشرح أخبارهم ومناقبهم، ومبلغ أعمارهم، وبيان أنسابهم ، وفيه تفسير القرآن العظيم، وما فيه من النبأ والذكر الحكيم، وأقاويل الصحابة في الأحكام المحفوظة عنهم، وتسمية من ذهب إلى قولِ كل واحد منهم من الأئمة الخالفين، والفقهاء المجتهدين.
وقد جعل الله أهل الحديث أركان الشريعة، وهدم بهم كل بدعة شنيعة، فهم أمناء الله في خليقته، والواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأمته، والمجتهدون في حفظ ملته، أنوارهم زاهرة، وفضائلهم سائرة، وآياتهم باهرة، ومذاهبهم ظاهرة، وحججهم قاهرة ، وكل فئة تَتَحَيَّزُ إلى هوًى ترجع إليه، وتستحسن رأيا تعكف عليه، سوى أصحاب الحديث، فإن الكتابَ عُدَّتهم، والسنةَ حجَّتُهم، والرسولَ فِئتُهم، وإليه نِسْبَتُهم، لَا يُعَرِّجون على الأهواء، ولا يلتفتون إلى الآراء ، يُقْبَل منهم ما رووا عن الرسول، وهم المأمونون عليه ، العدول ، حَفَظَةُ الدين وخزنته، وأوعية العلم وحَمَلَتُه، إذا اختُلِف في حديث كان إليهم الرجوع، فما حكموا به فهو المقبول المسموع ، منهم كل عالم فقيه، وإمام رفيع نِبِيهٍ، وزاهد في قبيلة ومخصوص بفضيلة، وقارىءٌ متقن، وخطيبٌ محسن ، وهم الجمهور العظيم ، وسبيلهم السبيل المستقيم، وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر، وعلى الإفصاح بغير مذاهبهم لَا يتجاسر، من كادَهُم قصمه الله ، ومن عاندهم خَذَله الله، لَا يضرُّهم من خذلهم، ولا يُفلح من اعتزلهم، المُحْتَاط لدينه إلى إرشادهم فقير، وبَصَرُ الناظر بالسوء إليهم حسير،
وإن الله على نَصْرِهِم لَقدير ، ثم ساق الخطيب الحديث عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:" لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ ".
قَالَ عَلِيُّ بن المديني: هُمْ أَهْلُ الْحَدِيثِ ، والذين يتعاهدون مذاهب الرسول، ويَذُبُّون عن العلم ، لَوْلَاهُم لم تجد عند المعتزلة والرافضة والجهمية وأهل الإرجاء والرأي شيئا من السُّنَن.
قال الخطيب: وكم من مُلْحدٍ يروم أن يخلط بالشريعة ما ليس منها، والله تعالى يَذُبُّ بأصحاب الحديث عنها، فهم الحُفَّاظ لِأركانها، والقَوَّامُون بأمرها وشأنها إذا صُدِفَ عن الدفاع عنها ، فهم دونها يناضلون، أولئك حزب الله ، أَلَا إن حزب الله هم المفلحون ، انتهى كلام الخطيب.
ثم قال الألباني: وأختم هذه الكلمة بشهادة عظيمة لأهل الحديث من عالم من كبار علماء الحنفية في الهند، أَلَا وهو: أبو الحسنات ، محمد عبد الحي اللكنوي (1264 - 1304) قال رحمه الله: ومن نظر بِنَظَرِ الإنصاف، وغاص في بحار الفقه والأصول مُتَجَنِّبًا الاعتساف، يعلم علما يقينيا أن أكثر المسائل الفرعية والأصلية التي اختلف العلماء فيها، فمذهب المُحَدِّثين فيها أقوى من مذاهب غيرهم، وإني كلما أَسير في شِعب الاختلاف ، أجدُ قول المُحَدِّثين فيه قريبا من الإنصاف ، فلِلَّه دَرُّهم وعليه شُكْرُهم ، كيف لَا ، وَهُم وَرَثَةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم حقا، ونُوَّابُ شَرْعِه صِدقًا، حَشَرَنا الله في زُمرتهم، وأماتنا على حُبِّهم وسيرتهم. أ. هـ
(10)
(م) 174 - (1037) ، (خ) 3442 ، (د) 4252 ، (حم) 16974
(11)
(جة) 9
(12)
(م) 174 - (1037) ، (خ) 2948 ، (حم) 16956
(13)
(حم) 19864 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(14)
(د) 2484 ، (حم) 19934 ، انظر صحيح الجامع: 7294 ، والصحيحة: 1959
(15)
(حم) 16974 ، (خ) 3442
(16)
(م) 176 - (1924) ، (حب) 6836
(س حم حب)، وَعَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رضي الله عنه قَالَ:(فُتِحَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَتْحٌ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ)(1)(أَذَالَ النَّاسُ الْخَيْلَ (2) وَوَضَعُوا السِّلَاحَ ، وَقَالُوا: لَا جِهَادَ ، قَدْ وَضَعَتْ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا (3) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كَذَبُوا ، الْآنَ الْآنَ جَاءَ الْقِتَالُ) (4) (وَلَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي) (5) (يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ) (6) (ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ) (7) (يُزِيغُ (8) اللهُ لَهُمْ قُلُوبَ أَقْوَامٍ) (9) (فَيُقَاتِلُونَهُمْ وَيَرْزُقُهُمْ اللهُ مِنْهُمْ ، حَتَّى يَأتِيَ أَمْرُ اللهِ عز وجل وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ) (10) وفي رواية: (حَتَّى يُقَاتِلُوا الدَّجَّالَ) (11) (وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: هُمْ أَهْلُ الشَّامِ - وَنَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأُصْبُعِهِ يُومِئُ بِهَا إِلَى الشَّامِ حَتَّى أَوْجَعَهَا - ") (12)
(1)(حب) 7307 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح.
(2)
أَيْ: أَهَانُوهَا ، وَاسْتَخَفُّوا بِهَا بِقِلَّةِ الرَّغْبَةِ فِيهَا. شرح سنن النسائي (5/ 194)
(3)
أَيْ: اِنْقَضَى أَمْرُهَا ، وَخَفَّتْ أَثْقَالُهَا ، فَلَمْ يَبْقَ قِتَال.
(4)
(س) 3561 ، (حم) 17006
(5)
(حم) 17006 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
(6)
(س) 3561
(7)
(حم) 17006
(8)
الزَّيْغ: البُعْد عن الحق، والميل عن الاستقامة.
(9)
(س) 3561
(10)
(حم) 17006 ، (س) 3561
(11)
(حم) 19909 ، الصَّحِيحَة: 1584 ، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح
(12)
(يعقوب بن أبي سفيان في المعرفة والتاريخ)(2/ 296 - 297)، الصَّحِيحَة: 3425 ، وقال الأرناؤوط في (حم) 8257: إسناده قوي.
(جة)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَوَّامَةً عَلَى أَمْرِ اللهِ ، لَا يَضُرُّهَا مَنْ خَالَفَهَا "(1)
(1)(جة) 7 ، (مسند الشاميين) 1563 ، صحيح الجامع: 7291 ، الصحيحة: 1962
(حم)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا ، يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ، حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ "(1)
(1)(حم) 20889 ، (م) 172 - (1922)
(جة)، وَعَنْ أَبِي عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَزَالُ اللهُ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَتِهِ"(1)
(1)(جة) 8 ، (حم) 17822 ، (حب) 326 ، انظر الصَّحِيحَة: 2442
(م)، وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَزَالُ أَهْلُ الْغَرْبِ (1) ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ"(2)
(1) قَالَ عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ: الْمُرَادُ بِأَهْلِ الْغَرْب: الْعَرَب، وَالْمُرَادُ بِالْغَرْبِ: الدَّلْو الْكَبِير ، لِاخْتِصَاصِهِمْ بِهَا غَالِبًا.
وَقَالَ آخَرُونَ: الْمُرَادُ بِهِ: الْغَرْبُ مِنْ الْأَرْض، وَقَالَ مُعَاذ: هُمْ بِالشَّامِ، وَجَاءَ فِي حَدِيث: آخِرُهُمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِس، وَقِيلَ: هُمْ أَهْلُ الشَّامِ وَمَا وَرَاء ذَلِكَ.
قَالَ الْقَاضِي: وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِأَهْلِ الْغَرْب: أَهْلُ الشِّدَّةِ وَالْجَلَد. النووي (ج6ص402)
(2)
(م) 177 - (1925) ، (بز)(4/ 57، رقم 1222)، (يع)(2/ 118ح783)
(ت)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ، لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ ، أَمْ آخِرُهُ "(1)
(1)(ت) 2869 ، (حم) 12349 ، (حب) 7226 ، المشكاة: 6277، الصَّحِيحَة: 2286
(هق)، وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَرِثُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلْفٍ عُدُولُهُ ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَأوِيلَ الْجَاهِلِينَ ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ ، وَتَحْرِيفَ الْغَالِينَ "(1)
(1)(هق) 20700 ، (مسند الشاميين) 599 ، وصححه الألباني في المشكاة: 248
(د)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا (1) "(2)
(1) قال الإمام أحمد بن حنبل: إن الله يُقَيِّضُ للناس في رأس كل مائة من يعلِّمُهم السُّنن ، ويَنفي عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الكذب ، قال: فنظرنا ، فإذا في رأس المائة: عمر بن عبد العزيز ، وفي رأس المائتين: الشافعي. (الصَّحِيحَة: 599)
(2)
(د) 4291 ، (ك) 8592 ، (طس) 6527 ، صَحِيح الْجَامِع: 1874 الصَّحِيحَة: 599
(د)، وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُمَّتِي هَذِهِ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ ، لَيْسَ عَلَيْهَا عَذَابٌ فِي الْآخِرَةِ ، عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا: الْفِتَنُ ، وَالزَّلَازِلُ ، وَالْقَتْلُ "(1)
(1)(د) 4278 ، (ك) 8372 ، (يع) 7277 ، (طس) 4055 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 1396 ، 1738 ، الصحيحة: 959
(خط)، وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عُقُوبَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالسَّيْفِ "(1)
(1) أخرجه الخطيب البغدادي (1/ 317)، صَحِيح الْجَامِع: 4017 ، الصَّحِيحَة: 1347
(د)، وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَنْ يَجْمَعَ اللهُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ سَيْفَيْنِ ، سَيْفًا مِنْهَا ، وَسَيْفًا مِنْ عَدُوِّهَا "(1)
(1)(د) 4301 ، (حم) 24035 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 5221، المشكاة (5756 / التحقيق الثاني)
(جة ك)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ مَرْحُومَةٌ)(1)(جُعِلَ عَذَابُهَا بِأَيْدِيهَا فِي دُنْيَاهَا)(2)(فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، دُفِعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَيُقَالُ: هَذَا فِدَاؤُكَ مِنَ النَّارِ (3) ") (4)
(1)(جة) 4292
(2)
(ك) 7650 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 3994
(3)
أَيْ: أَنَّ اللهَ تَعَالَى يُعْطِي مَنْزِلَتَكَ فِي النَّار إِيَّاهُ ، وَيُعْطِي مَنْزِلَتَهُ فِي الْجَنَّة إِيَّاكَ ، وَقَدْ جَاءَ أَنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ مَنْزِلَيْنِ. حاشية السندي (8/ 143)
(4)
(جة) 4292 ، انظر الصحيحة: 1381
(م حم)، وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، دَفَعَ اللهُ عز وجل إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ)(1)(رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ (2) فَيَقُولُ: هَذَا فِدَاؤُكَ مِنْ النَّارِ (3) ") (4)
(1)(م) 2767
(2)
أي: أهل الأديان الأخرى.
(3)
مَعْنَى هَذَا الْحَدِيث مَا جَاءَ فِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة: " لِكُلِّ أَحَدٍ مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ وَمَنْزِلٌ فِي النَّار " ، فَالْمُؤْمِنُ إِذَا دَخَلَ الْجَنَّة ، خَلَفَهُ الْكَافِرُ فِي النَّار ، لِاسْتِحْقَاقِهِ ذَلِكَ بِكُفْرِهِ ، ومَعْنَى " فِدَاؤُكَ مِنْ النَّار " أَنَّكَ كُنْتَ مُعَرَّضًا لِدُخُولِ النَّار، وَهَذَا فِدَاؤُكَ؛ لِأَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدَّرَ لَهَا عَدَدًا يَمْلَؤُهَا، فَإِذَا دَخَلَهَا الْكُفَّارُ بِكُفْرِهِمْ وَذُنُوبهمْ ، صَارُوا فِي مَعْنَى الْفِدَاءِ لِلْمُسْلِمِينَ. شرح النووي (ج 9 / ص 145)
(4)
(حم) 19685 ، (م) 2767
(م)، وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَمُوتُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ ، إِلَّا أَدْخَلَ اللهُ مَكَانَهُ النَّارَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا "(1)
(1)(م) 2767 ، (حم) 19503
(م)، وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاسٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ بِذُنُوبٍ أَمْثَالَ الْجِبَالِ ، فَيَغْفِرُهَا اللهُ لَهُمْ وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى "(1)
(1)(م) 51 - (2767)، وَضعَّف الألباني جملة:" وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى " في الضعيفة (1316 ، 5399)
(خ م)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ:(كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي قُبَّةٍ)(1)(نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلًا)(2)(فَقَالَ: " أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " ، قُلْنَا: نَعَمْ ، قَالَ: " أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " ، قُلْنَا: نَعَمْ)(3)(قَالَ: " فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ)(4)(وَذَلِكَ أَنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ)(5)(وَمَا الْمُسْلِمُونَ فِي الْكُفَّارِ ، إِلَّا كَشَعْرَةٍ بَيْضَاءَ فِي ثَوْرٍ أَسْوَدَ ، أَوْ كَشَعْرَةٍ سَوْدَاءَ فِي ثَوْرٍ أَبْيَضَ ")(6)
(1)(خ) 6163
(2)
(م) 377 - (221)
(3)
(خ) 6163
(4)
(خ) 6266
(5)
(خ) 6163
(6)
(م) 376 - (221) ، (خ) 6163 ، (ت) 2547 ، (جة) 4283 ، (حم) 3661
(حم)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَرْجُو أَنْ يَكُونَ مَنْ يَتَّبِعُنِي مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ" فَكَبَّرْنَا ، فَقَالَ:" أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ " ، فَكَبَّرْنَا ، فَقَالَ:" أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا الشَّطْرَ "(1)
(1)(حم) 15154 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(ت)، وَعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ ، ثَمَانُونَ صَفًّا مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ "(1)
(1)(ت) 2546 ، (جة) 4289 ، (حم) 22990 ، (حب) 7459 ، وصححه الألباني في المشكاة: 5644، وهداية الرواة: 5569
(خط)، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا وَبَعْضُهَا فِي النَّارِ ، وَبَعْضُهَا فِي الْجَنَّةِ ، إِلَّا أُمَّتِي فَإِنَّهَا كُلَّهَا فِي الْجَنَّةِ "(1)
(1) الخطيب (9/ 376) ، (طس) 1837 ، (طص) 648 ، صَحِيح الْجَامِع: 5693
تم بحمد الله الجزء الثاني من العقيدة
ويليه الجزء الثالث
وهو كتاب الآداب الشرعية
*************************************