الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَكْفِيرُ الذُّنُوبِ بِالْحَسَنَات
قَالَ تَعَالَى: {يَا مُوسَى لَا تَخَفْ ، إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ، إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ ، فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} (1)
(م ت حم) ، وَعَنْ أَبِي الْيَسَرِ ، كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ:(أَتَتْنِي امْرَأَةٌ تَبْتَاعُ تَمْرًا ، فَقُلْتُ: إِنَّ فِي الْبَيْتِ تَمْرًا أَطْيَبَ مِنْهُ ، فَدَخَلَتْ مَعِي فِي الْبَيْتِ ، فَأَهْوَيْتُ إِلَيْهَا فَقَبَّلْتُهَا ، فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ: اسْتُرْ عَلَى نَفْسِكَ ، وَتُبْ، وَلَا تُخْبِرْ أَحَدًا ، فَلَمْ أَصْبِرْ ، فَأَتَيْتُ عُمَرَ رضي الله عنه فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ: اسْتُرْ عَلَى نَفْسِكَ ، وَتُبْ ، وَلَا تُخْبِرْ أَحَدًا ، فَلَمْ أَصْبِرْ ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ)(2)(فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَخَذْتُ امْرَأَةً ، فَفَعَلْتُ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ ، قَبَّلْتُهَا ، وَلَزِمْتُهَا (3) غَيْرَ أَنِّي لَمْ أُجَامِعْهَا) (4)(فَأَنَا هَذَا ، فَاقْضِ فِيَّ مَا شِئْتَ ، فَقَالَ لِي عُمَرُ: لَقَدْ سَتَرَكَ اللهُ ، لَوْ سَتَرْتَ نَفْسَكَ)(5)(فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَخَلَفْتَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ فِي أَهْلِهِ بِمِثْلِ هَذَا؟ " ، قَالَ: حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ إِلَّا تِلْكَ السَّاعَةَ ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، قَالَ: " وَأَطْرَقَ (6) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَوِيلًا حَتَّى أَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: {وَأَقِمْ الصَلَاةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ ، وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ ، إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ، ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} (7) قَالَ أَبُو الْيَسَرِ: فَقَرَأَهَا عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، هَذَا لَهُ خَاصَّةً؟) (8) (قَالَ: " بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً ") (9)
(1)[النمل: 10، 11]
(2)
(ت) 3115
(3)
أَيْ: عانَقْتُها.
(4)
(حم) 4290 ، (م) 42 - (2763)
(5)
(م) 42 - (2763)
(6)
أطرق: طأطأ رأسه.
(7)
[هود/114]
(8)
(ت) 3115 ، (م) 42 - (2763)
(9)
(م) 42 - (2763) ، (ت) 3112 ، (د) 4468 ، (خ) 503 ، انظر الإرواء: 2353
(م د حم)، وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه قَالَ:(بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ ، وَنَحْنُ قُعُودٌ مَعَهُ ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا ، فَأَقِمْهُ عَلَيَّ)(1) وفي رواية: (أَصَبْتُ حَدًّا ، فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ)(2)(" فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " ، ثُمَّ أَعَادَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا ، فَأَقِمْهُ عَلَيَّ ، " فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " ، وَأُقِيمَتْ الصَلَاةُ)(3)(" فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا فَرَغَ ، خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ")(4)(فَاتَّبَعَ الرَّجُلُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ انْصَرَفَ ، وَاتَّبَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْظُرُ مَا يَرُدُّ عَلَى الرَّجُلِ ، فَلَحِقَ الرَّجُلُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا ، فَأَقِمْهُ عَلَيَّ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَرَأَيْتَ حِينَ خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكَ؟ ، أَلَيْسَ قَدْ تَوَضَّأتَ فَأَحْسَنْتَ الْوُضُوءَ؟ " ، قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ: " ثُمَّ شَهِدْتَ الصَلَاةَ مَعَنَا؟ " ، فَقَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَإِنَّ اللهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ حَدَّكَ وفي رواية: ذَنْبَكَ ")(5)
وفي رواية: " اذْهَبْ ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ عَفَا عَنْكَ "(6)
(1)(م) 45 - (2765) ، (حم) 22217
(2)
(حم) 22217 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
(3)
(م) 45 - (2765) ، (حم) 22217
(4)
(حم) 22217 ، (م) 45 - (2765)
(5)
(م) 45 - (2765) ، (حم) 22217
(6)
(د) 4381 ، (حم) 22340
قال ابن القيم في إعلام الموقعين ج2ص60: فَهَذَا لَمَّا جَاءَ تَائِبًا بِنَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْلُبَ غَفَرَ اللهُ لَهُ ، وَلَمْ يُقِمْ عَلَيْهِ الْحَدَّ الَّذِي اعْتَرَفَ بِهِ ، وَهُوَ أَحَدُ الْقَوْلَيْنِ فِي الْمَسْأَلَةِ ، وَهُوَ إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ ، وَهُوَ الصَّوَابُ. فَإِنْ قِيلَ: فَمَاعِزٌ جَاءَ تَائِبًا ، وَالْغَامِدِيَّةُ جَاءَتْ تَائِبَةً ، وَأَقَامَ عَلَيْهِمَا الْحَدَّ.
قِيلَ: لَا رَيْبَ أَنَّهُمَا جَاءَا تَائِبَيْنِ ، وَلَا رَيْبَ أَنَّ الْحَدَّ أُقِيمَ عَلَيْهِمَا ، وَبِهِمَا احْتَجَّ أَصْحَابُ الْقَوْلِ الْآخَرِ ، وَسَأَلْتُ شَيْخَنَا عَنْ ذَلِكَ ، فَأَجَابَ بِمَا مَضْمُونُهُ: بِأَنَّ الْحَدَّ مُطَهِّرٌ ، وَأَنَّ التَّوْبَةَ مُطَهِّرَةٌ ، وَهُمَا اخْتَارَا التَّطْهِيرَ بِالْحَدِّ عَلَى التَّطْهِيرِ بِمُجَرَّدِ التَّوْبَةِ ، وَأَبَيَا إلَّا أَنْ يُطَهَّرَا بِالْحَدِّ ، فَأَجَابَهُمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلَى ذَلِكَ ، وَأَرْشَدَ إلَى اخْتِيَارِ التَّطْهِيرِ بِالتَّوْبَةِ عَلَى التَّطْهِيرِ بِالْحَدِّ ، فَقَالَ فِي حَقِّ مَاعِزٍ:" هَلَّا تَرَكْتُمُوهُ يَتُوبُ ، فَيَتُوبَ اللهُ عَلَيْهِ " ، وَلَوْ تَعَيَّنَ الْحَدُّ بَعْدَ التَّوْبَةِ لَمَا جَازَ تَرْكُهُ ، بَلْ الْإِمَامُ مُخَيَّرٌ بَيْنَ أَنْ يَتْرُكَهُ كَمَا قَالَ لِصَاحِبِ الْحَدِّ الَّذِي اعْتَرَفَ بِهِ:" اذْهَبْ فَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ " ، وَبَيْنَ أَنْ يُقِيمَ ، كَمَا أَقَامَهُ عَلَى مَاعِزٍ وَالْغَامِدِيَّةِ لَمَّا اخْتَارَا إقَامَتَهُ وَأَبَيَا إلَّا التَّطْهِيرَ بِهِ ، وَلِذَلِكَ رَدَّهُمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِرَارًا ، وَهُمَا يَأبَيَانِ إلَّا إقَامَتَهُ عَلَيْهِمَا ، وَهَذَا الْمَسْلَكُ مَسْلَكٌ وَسَطٌ بَيْنَ مَنْ يَقُولُ: لَا تَجُوزُ إقَامَتُهُ بَعْدَ التَّوْبَةِ أَلْبَتَّةَ ، وَبَيْنَ مَسْلَكِ مَنْ يَقُولُ: لَا أَثَرَ لِلتَّوْبَةِ فِي إسْقَاطِهِ أَلْبَتَّةَ ، وَإِذَا تَأَمَّلْتَ السُّنَّةَ ، رَأَيْتَهَا لَا تَدُلُّ إلَّا عَلَى هَذَا الْقَوْلِ الْوَسَطِ ، وَاللهُ أَعْلَمُ. أ. هـ
(حم)، وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مَثَلَ الَّذِي يَعْمَلُ السَّيِّئَاتِ ، ثُمَّ يَعْمَلُ الْحَسَنَاتِ ، كَمَثَلِ رَجُلٍ كَانَتْ عَلَيْهِ دِرْعٌ ضَيِّقَةٌ قَدْ خَنَقَتْهُ ، ثُمَّ عَمِلَ حَسَنَةً ، فَانْفَكَّتْ حَلْقَةٌ ، ثُمَّ عَمِلَ حَسَنَةً أُخْرَى ، فَانْفَكَّتْ حَلْقَةٌ أُخْرَى ، حَتَّى يَخْرُجَ إِلَى الْأَرْضِ "(1)
(1)(حم) 17345 ، (طب) ج17ص284ح783، 784 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 2192، الصَّحِيحَة: 2854
(ت حم)، وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ:(قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَوْصِنِي)(1)(فَقَالَ: " اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ ، وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا)(2) وفي رواية: (إِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً ، فَاعْمَلْ حَسَنَةً، فَإِنَّهَا عَشْرُ أَمْثَالِهَا)(3)(وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ ")(4)(فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَمِنْ الْحَسَنَاتِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟ ، قَالَ: " هِيَ أَفْضَلُ الْحَسَنَاتِ ")(5)
(1)(حم) 21526 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(2)
(ت) 1987 ، (حم) 21526 ، انظر صحيح الجامع: 97 ، وصحيح الترغيب والترهيب: 2655
(3)
(حل) ج4ص217 ، (الطبراني في الدعاء) 1498 ، (حم) 21525 وصححه الألباني في " كَلِمَةُ الْإِخْلَاص " ص55
(4)
(ت) 1987 ، (حم) 21526
(5)
(حم) 21526 ، انظر الصحيحة: 1373
(طس)، وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنهما قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَدَقَةُ السِّرِّ ، تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ "(1)
(1)(طس) 3450 ، (طص) 1034 ، صَحِيح الْجَامِع: 3795 ، 3796 ، الصَّحِيحَة: 1908 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 888 ، 890
(ت)، وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ ، الصَّوْمُ جُنَّةٌ (1) وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ ، ثُمَّ قَرَأَ:{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ، فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (2) " (3)
(1)(الْجُنَّةٌ): الْوِقَايَةُ.
" الصَّوْمُ جُنَّةٌ "، أَيْ: مَانِعٌ مِنْ الْمَعَاصِي ، بِكَسْرِ الْقُوَّةِ وَالشَّهْوَةِ.
وَقَالَ فِي النِّهَايَةِ: " الصَّوْمُ جُنَّةٌ "، أَيْ: يَقِي صَاحِبَهُ مَا يُؤْذِيهِ مِنْ الشَّهَوَاتِ. تحفة الأحوذي (ج2ص 148)
(2)
[السجدة/16، 17]
(3)
(ت) 2616 ، (جة) 3973 ، (ن) 11394 ، صَحِيح الْجَامِع: 5136 والصَّحِيحَة تحت حديث: 1122، وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2866