الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَت: يَا رَسُول الله، نرى الْجِهَاد أفضل الْعَمَل، أَفلا نجاهد؟ قَالَ:" لَكِن أفضل الْجِهَاد حجٌّ مبرور ".
وَلَيْسَ لعَائِشَة بنت طَلْحَة عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ رضوَان الله عَلَيْهَا فِي صَحِيح البُخَارِيّ غير هَذَا.
أَفْرَاد مُسلم
3372 -
الحَدِيث الأول: عَن عبد الله بن الزبير عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " عشر من الْفطْرَة: قصّ الشَّارِب، وإعفاء اللِّحْيَة، والسواك، واستنشاق المَاء، وقص الْأَظْفَار، وَغسل البراجم، ونتف الْإِبِط، وَحلق الْعَانَة، وانتقاص المَاء " قَالَ: ونسيت الْعَاشِرَة، إِلَّا أَن تكون الْمَضْمَضَة. قَالَ وَكِيع: انتقاص المَاء: يَعْنِي الِاسْتِنْجَاء بِهِ.
3373 -
الثَّانِي: عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ: أَنهم كَانُوا جُلُوسًا، فَذكرُوا مَا يُوجب الْغسْل، فَاخْتلف فِي ذَلِك رهطٌ من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّونَ: لَا يجب الْغسْل إِلَّا من الدفق أَو من المَاء. وَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ: بل إِذا خالط فقد وَجب الْغسْل. قَالَ أَبُو مُوسَى: فَأَنا أشفيكم من ذَلِك، قَالَ: فَقُمْت، فاستأذنت على عَائِشَة، فَأَذنت لي، فَقلت لَهَا: يَا أمتاه - أَو: يَا أم الْمُؤمنِينَ، إِنِّي أُرِيد أَن أَسأَلك عَن شَيْء، وَإِنِّي أستحييك. فَقَالَت: لَا تَسْتَحي أَن تَسْأَلنِي عَمَّا كنت سَائِلًا عَنهُ أمك الَّتِي وَلدتك. قلت: فَمَا يُوجب الْغسْل؟ قَالَت: على الْخَبِير سَقَطت. قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِذا جلس بَين شعبها الْأَرْبَع وَمَسّ الْخِتَان الْخِتَان فقد وَجب الْغسْل ".
وَلمُسلم أَيْضا من حَدِيث جَابر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ عَن أم كُلْثُوم بنت أبي بكر عَن أُخْتهَا عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ:
أَن رجلا سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن الرجل يُجَامع أَهله ثمَّ يكسل - وَعَائِشَة جالسة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" إِنِّي لأَفْعَل ذَلِك أَنا وَهَذِه، ثمَّ نغتسل ".
3374 -
الثَّالِث: عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن عَائِشَة قَالَت: فقدت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من الْفراش، فالتمسته فَوَقَعت يَدي على بطن قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِد وهما منصوبتان، وَهُوَ يَقُول:" اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عُقُوبَتك، وَأَعُوذ بك مِنْك، لَا أحصي ثَنَاء عَلَيْك، أَنْت كَمَا أثنيت على نَفسك ".
قَالَ الإِمَام أَبُو بكر البرقاني: وَافق أَبَا أُسَامَة عَبدة بن سُلَيْمَان، وَرَوَاهُ عَن عبيد الله بن عمر مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة كَذَلِك.
وَمِنْهُم من قَالَ: عَن الْأَعْرَج عَن عَائِشَة. وَرِوَايَة من روى عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن عَائِشَة أولى، لِأَنَّهُ زَاد، وَزِيَادَة الثِّقَة مَقْبُولَة، وَهِي الَّتِي عول مُسلم عَلَيْهَا، وَلم يخرج الرِّوَايَة الْأُخْرَى.
وَلمُسلم من حَدِيث ابْن أبي مليكَة عبد الله بن عبيد الله عَن عَائِشَة قَالَت:
افتقدت النَّبِي صلى الله عليه وسلم ذَات لَيْلَة، فَظَنَنْت أَنه ذهب إِلَى بعض نِسَائِهِ، فتحسست ثمَّ رجعت، فَإِذا هُوَ راكعٌ أَو ساجدٌ يَقُول:" سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِك، لَا إِلَه إِلَّا أَنْت " فَقلت: بِأبي أَنْت وَأمي، إِنِّي لفي شَأْن وَإنَّك لفي آخر.
وَلمُسلم فِي معنى التَّسْبِيح لفظٌ آخر من حَدِيث مطرف بن عبد الله بن الشخير:
أَن عَائِشَة نبأته أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُول فِي رُكُوعه وَسُجُوده: " سبوح قدوس، رب الْمَلَائِكَة وَالروح ".
3375 -
الرَّابِع: عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم من رِوَايَة مَالك عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أفرد الْحَج.
3376 -
الْخَامِس: عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: نفست أَسمَاء بنت عُمَيْس بِمُحَمد بن أبي بكر بِالشَّجَرَةِ، فَأمر النَّبِي أَبَا بكر أَن يأمرها أَن تَغْتَسِل وتهل.
3377 -
السَّادِس: عَن ثَابت بن عبيد عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " ناوليني الْخمْرَة " من الْمَسْجِد. فَقلت: إِنِّي حَائِض. قَالَ: إِن حيضتك لَيست فِي يدك ".
وَلَيْسَ لِثَابِت بن عبيد عَن الْقَاسِم فِي مُسْند عَائِشَة من الصَّحِيح غير هَذَا.
3378 -
السَّابِع: عَن عبد الله بن أبي عَتيق عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِ ن فِي عَجْوَة الْعَالِيَة شِفَاء، وَإِنَّهَا ترياقٌ، أول البكرة ".
3379 -
الثَّامِن: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يحل لامْرَأَة تؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن تحد على ميتٍ فَوق ثلاثٍ، إِلَّا على زَوجهَا ".
3380 -
التَّاسِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " من أدْرك من الْعَصْر سَجْدَة قبل أَن تغرب الشَّمْس فقد أدْرك ".
حكى أَبُو مَسْعُود أَن مُسلما أخرجه فِي
" الصَّلَاة " وَحكى أَبُو بكر البرقاني أَن بعض الروَاة قَالَ: والسجدة إِنَّمَا هِيَ الرَّكْعَة.
3381 -
الْعَاشِر: عَن الزُّهْرِيّ: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أقسم أَلا يدْخل على أَزوَاجه شهرا، قَالَ الزُّهْرِيّ: فَأَخْبرنِي عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: لما مَضَت تسع وَعِشْرُونَ لَيْلَة أعدهن دخل عَليّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. قَالَت: بَدَأَ بِي، فَقلت: يَا رَسُول الله، إِنَّك أَقْسَمت أَلا تدخل علينا شهرا، وَإنَّك دخلت من تسع وَعشْرين أعدهن. قَالَ:" إِن الشَّهْر تسعٌ وَعِشْرُونَ ".
3382 -
الْحَادِي عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ يدْخل على أَزوَاج النَّبِي صلى الله عليه وسلم مخنثٌ، فَكَانُوا يعدونه من غير أولي الإربة: قَالَ: فَدخل النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَوْمًا وَهُوَ عِنْد بعض نِسَائِهِ وَهُوَ ينعَت امْرَأَة، قَالَ: إِذا أَقبلت أَقبلت بِأَرْبَع، وَإِذا أَدْبَرت أَدْبَرت بثمانٍ. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" أَلا أرى هَذَا يعرف مَا هَا هُنَا، لَا يدخلن عليكن " فحجبوه.
3383 -
الثَّانِي عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " خلقت الْمَلَائِكَة من نور، وَخلق الجان من مارجٍ من نَار، وَخلق آدم مِمَّا وصف لكم.
3384 -
الثَّالِث عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن أم سليم، أم بني أبي طَلْحَة سَأَلت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن الْمَرْأَة ترى فِي منامها مَا يرى الرجل، هَل عَلَيْهَا الْغسْل؟ فَقَالَ:" نعم، إِذا رَأَتْ المَاء ".
أدرجه مُسلم على مَا قبله،
وَقَالَ: بِمَعْنَاهُ. غير أَن فِيهِ: إِن عَائِشَة قَالَت: فَقلت لَهَا: أفٍّ، أَتَرَى الْمَرْأَة ذَلِك.
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث مسافع بن عبد الله الحَجبي عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة:
أَن امْرَأَة قَالَت لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم: هَل تَغْتَسِل الْمَرْأَة إِذا احْتَلَمت وأبصرت المَاء؟ فَقَالَ:
" نعم ". فَقَالَت لَهَا عَائِشَة: تربت يداك. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " دعيها، وَهل يكون الشّبَه إِلَّا من قبل ذَلِك؟ فَإِذا علا مَاؤُهَا مَاء الرجل أشبه الرجل أَخْوَاله، وَإِذا علا مَاء الرجل ماءها أشبه أَعْمَامه ".
3385 -
الرَّابِع عشر: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: مَا ضرب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم شَيْئا قطّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَة وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَن يُجَاهد فِي سَبِيل الله، وَمَا نيل مِنْهُ شيءٌ قطّ فينتقم من صَاحبه، إِلَّا أَن ينتهك شيءٌ من محارم الله، فينتقم لله.
3386 -
الْخَامِس عشر: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " نعم الْأدم - أَو الإدام - الْخلّ " شكّ الرَّاوِي. وَفِي حَدِيث يحيى بن صَالح الوحاظي: " الْأدم " وَلم يشك.
3387 -
السَّادِس عشر: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يجوع أهل بيتٍ عِنْدهم التَّمْر ".
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أبي الرِّجَال مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن أمه عمْرَة عَن عَائِشَة قَالَت:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " يَا عَائِشَة، بيتٌ لَا تمر فِيهِ جياعٌ أَهله - أَو: جَاع أَهله " قَالَهَا مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا.
3388 -
السَّابِع عشر: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَن امْرَأَة قَالَت: يَا رَسُول الله، أَقُول: إِن زَوجي أَعْطَانِي مَا لم يُعْطِنِي. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " المتشبع بِمَا لم يُعْط كلابس ثوبي زور ".
وَفِي حَدِيث فَاطِمَة بنت الْمُنْذر عَن أَسمَاء أَنَّهَا قَالَت:
إِن لي ضرَّة، فَهَل عَليّ جنَاح أَن أتشبع من مَال زَوجي؟ فَقَالَ:. . فَذكر مثل ذَلِك. وَهُوَ مَذْكُور فِي مسندها.
3389 -
الثَّامِن عشر: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة، وَعَن ثَابت عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم مر بِقوم يُلَقِّحُونَ فَقَالَ: " لَو لم يَفْعَلُوا لصلح " فتركوا.
قَالَ: فَخرج شيصاً. فَمر بهم فَقَالَ: " مَا لنخلكم؟ " قَالُوا: قلت كَذَا وَكَذَا، قَالَ:" أَنْتُم أعلم بِأَمْر دنياكم ".
3390 -
التَّاسِع عشر: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ: قَالَت عَائِشَة: يَا ابْن أُخْتِي، أمروا أَن يَسْتَغْفِرُوا لأَصْحَاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم فسبوهم.
3391 -
الْعشْرُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين} [الشُّعَرَاء] قَامَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على الصَّفَا. فَقَالَ: " يَا فَاطِمَة بنت مُحَمَّد، يَا صَفِيَّة بنت عبد الْمطلب، يَا بني عبد الْمطلب، لَا أملك لكم من الله شَيْئا، سلوني من مَالِي مَا شِئْتُم ".
3392 -
الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: طَاف النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي حجَّة الْوَدَاع حول الْكَعْبَة على بعيره يسْتَلم الرُّكْن، كَرَاهِيَة أَن يضْرب عَنهُ النَّاس.
3393 -
الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن سعد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه كَانَ يَقُول: " قد كَانَ يكون فِي الْأُمَم قبلكُمْ محدثون، فَإِن يكن فِي أمتِي مِنْهُم أحد، فَإِن عمر بن الْخطاب مِنْهُم " قَالَ ابْن وهب: تَفْسِير محدثون: ملهمون. وَرَوَاهُ هَكَذَا عَن سعد بن إِبْرَاهِيم ابْنه إِبْرَاهِيم بن سعد، وَابْنه عجلَان، وَأخرجه مُسلم من حَدِيثهمَا عَنهُ كَمَا ذكرنَا.
وَأخرجه البُخَارِيّ بِخِلَاف ذَلِك من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن سعد عَن أَبِيه عَن أبي
سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة. قَالَ البُخَارِيّ: وَرَوَاهُ زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة عَن سعد عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة. قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي: وَهُوَ الصَّوَاب، وَأما حَدِيث ابْن عجلَان عَن سعد فَإِنَّهُ يَقُول فِيهِ: عَن عَائِشَة. كَذَلِك رَوَاهُ عَنهُ النَّاس، وَلَا أعلم أحدا تَابع ابْن وهب عَن إِبْرَاهِيم بن سعد فِي قَوْله عَن عَائِشَة.
3394 -
الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن أبي الْأسود مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سُئِلَ فِي غَزْوَة تَبُوك عَن ستْرَة الْمُصَلِّي، فَقَالَ:" كمؤخرة الرحل ".
3395 -
الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن عبد الله بن نيار بن مكرم الْأَسْلَمِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: خرج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر، فَلَمَّا كَانَ بحرة الْوَبرَة أدْركهُ رجلٌ قد كَانَ يذكر مِنْهُ جرأةٌ ونجدة، ففرح أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حِين رَأَوْهُ، فَلَمَّا أدْركهُ قَالَ لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم: جِئْت لأتبعك وَأُصِيب مَعَك. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " تؤمن بِاللَّه وَرَسُوله؟ " قَالَ: لَا، قَالَ:" فَارْجِع فَلَنْ أستعين بمشرك ".
قَالَت: ثمَّ مضى، حَتَّى إِذا كُنَّا بِالشَّجَرَةِ أدْركهُ الرجل، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ أول مرّة، فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَمَا قَالَ أول مرّة، فَقَالَ: لَا، قَالَ:" فَارْجِع، فَلَنْ أستعين بمشرك " قَالَ: ثمَّ رَجَعَ فأدركه بِالْبَيْدَاءِ، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ أول مرّة:" تؤمن بِاللَّه وَرَسُوله؟ ". قَالَ: نعم. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " فَانْطَلق ".
3396 -
الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن خَالِد بن عَمْرو بن عُثْمَان: أَنه سَأَلَ عُرْوَة بن الزبير عَن الْوضُوء مِمَّا مست النَّار. فَقَالَ عُرْوَة: سَمِعت عَائِشَة تَقول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " توضئوا مِمَّا مست النَّار ".
3397 -
السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن يزِيد بن عبد الله بن قسيط اللَّيْثِيّ عَن عُرْوَة
عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَمر بكبش أقرن يطَأ فِي سَواد، ويبرك فِي سَواد، وَينظر فِي سَواد، فَأتي بِهِ ليضحي بِهِ، فَقَالَ لَهَا:" يَا عَائِشَة هَلُمِّي المدية " ثمَّ قَالَ:: " اشحذيها بحجرٍ " فَفعلت، ثمَّ أَخذهَا وَأخذ الْكَبْش فأضجعه ثمَّ ذبحه ثمَّ قَالَ:" بِسم الله، اللَّهُمَّ تقبل من مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد وَمن أمة مُحَمَّد " ثمَّ ضحى.
3398 -
السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن يزِيد بن قسيط عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عِنْدهَا لَيْلًا، قَالَت: فغرت عَلَيْهِ،، فجَاء فَرَأى مَا أصنع، فَقَالَ:" مَا لَك يَا عَائِشَة؟ أغرت؟ " فَقلت: وَمَا لي لَا يغار مثلي على مثلك؟ . فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " أقد جَاءَك شَيْطَانك؟ ". قلت: يَا رَسُول الله، أَو معي شَيْطَان؟ قَالَ:" نعم " قلت: وَمَعَ كل إِنْسَان؟ قَالَ: " نعم " قلت: ومعك يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " نعم، وَلَكِن رَبِّي أعانني عَلَيْهِ حَتَّى أسلم ".
3399 -
الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن عبد الله بن الْبَهِي مولى مُصعب بن الزبير عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه.
3400 -
التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث التَّيْمِيّ عَن أبي سَلمَة قَالَ: سَأَلت عَائِشَة زوج النَّبِي صلى الله عليه وسلم: كم كَانَ صدَاق رَسُول الله صلى الله عليه وسلم؟ قَالَت: كَانَ صداقه لأزواجه ثِنْتَيْ عشرَة أُوقِيَّة وَنَشَأ. قَالَت: أَتَدْرِي مَا النش؟ قلت: لَا.
قَالَت: نصف أُوقِيَّة، وَتلك خَمْسمِائَة دِرْهَم.
3401 -
الثَّلَاثُونَ: عَن أبي النَّضر سَالم عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن أَن
عَائِشَة لما توفّي سعد بن أبي وَقاص قَالَت: ادخُلُوا بِهِ الْمَسْجِد حَتَّى نصلي عَلَيْهِ، فَأنْكر ذَلِك عَلَيْهَا، فَقَالَت: وَالله لقد صلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على ابْني بَيْضَاء فِي الْمَسْجِد: سُهَيْل وأخيه.
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عباد بن عبد الله بن الزبير أَن عَائِشَة
أمرت أَن يمر بِجنَازَة سعد بن أبي وَقاص فِي الْمَسْجِد فَتُصَلِّي عَلَيْهِ، فَأنْكر النَّاس ذَلِك عَلَيْهَا.
فَقَالَت: مَا أسْرع مَا نسي النَّاس، مَا صلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على سُهَيْل بن الْبَيْضَاء إِلَّا فِي الْمَسْجِد.
وَفِي رِوَايَة مُوسَى بن عقبَة عَن عبد الْوَاحِد بن حَمْزَة قَالَ:
لما توفّي سعد بن أبي وَقاص أرسل أَزوَاج النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَن يمروا بجنازته فِي الْمَسْجِد فيصلين عَلَيْهِ، فَفَعَلُوا، فَوقف بِهِ على حجرهن يصلين عَلَيْهِ، وَأخرج بِهِ من بَاب الْجَنَائِز الَّذِي كَانَ إِلَى المقاعد، فبلغهن أَن النَّاس عابوا ذَلِك، وَقَالُوا: مَا كَانَت الْجَنَائِز يدْخل بهَا الْمَسْجِد.
فَبلغ ذَلِك عَائِشَة، فَقَالَت: مَا أسْرع النَّاس إِلَى أَن يعيبوا مَا لَا علم لَهُم بِهِ، عابوا علينا أَن يمر بجنازته فِي الْمَسْجِد. مَا صلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على سُهَيْل بن الْبَيْضَاء إِلَّا فِي جَوف الْمَسْجِد. قَالَ مُسلم: سُهَيْل بن دعد، وَهُوَ ابْن الْبَيْضَاء، أمه بَيْضَاء.
3402 -
الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة قَالَ: سَأَلت عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ: بِأَيّ شيءٍ كَانَ نَبِي الله صلى الله عليه وسلم يفْتَتح صلَاته إِذا قَامَ من اللَّيْل؟ قَالَت: كَانَ إِذا قَامَ من اللَّيْل افْتتح صلَاته قَالَ: " اللَّهُمَّ رب جِبْرِيل وميكال وإسرافيل، فاطر السَّمَوَات وَالْأَرضين، عَالم الْغَيْب وَالشَّهَادَة، أَنْت تحكم بَين عِبَادك فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ. اهدني لما اخْتلف فِيهِ من الْحق بإذنك، إِنَّك تهدي من تشَاء إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم ".
3403 -
الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي حَازِم سَلمَة بن دِينَار عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: وَاعد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم جِبْرِيل فِي ساعةٍ يَأْتِيهِ فِيهَا، فَجَاءَت تِلْكَ السَّاعَة وَلم يَأْته، وَفِي يَده عَصا، فألقاها من يَده وَقَالَ:" مَا يخلف الله وعده وَلَا رسله. " ثمَّ الْتفت فَإِذا جرو كلب تَحت سَرِيره، فَقَالَ:" يَا عَائِشَة، مَتى دخل هَذَا الْكَلْب هَا هُنَا؟ " فَقَالَت: وَالله مَا دَريت. فَأمر بِهِ فَأخْرج، فجَاء جِبْرِيل، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" واعدتني، فَجَلَست لَك فَلم تأت " فَقَالَ: " مَنَعَنِي الْكَلْب الَّذِي كَانَ فِي بَيْتك، إِنَّا لَا ندخل بَيْتا فِيهِ كلبٌ وَلَا صُورَة ".
وَفِي رِوَايَة وهيب عَن أبي حَازِم:
وعد جِبْرِيل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. . وَذكره مُخْتَصرا.
وَلَيْسَ لأبي حَازِم عَن أبي سَلمَة فِي مُسْند عَائِشَة من الصَّحِيح غير هَذَا.
3404 -
الثَّالِث الثَّلَاثُونَ: عَن مُحَمَّد بن أبي حَرْمَلَة عَن عَطاء وَسليمَان ابْني يسَار وَأبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مُضْطَجعا فِي بَيته كاشفاً عَن فَخذيهِ - أَو سَاقيه، فَاسْتَأْذن أَبُو بكر، فَأذن لَهُ وَهُوَ على تِلْكَ الْحَال، فَتحدث، ثمَّ أستاذن عمر فَأذن لَهُ وَهُوَ كَذَلِك، فَتحدث، ثمَّ اسْتَأْذن عُثْمَان، فَجَلَسَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَسوى ثِيَابه، فَقَالَ مُحَمَّد: وَلَا أَقُول ذَلِك فِي يَوْم وَاحِد، فَدخل فَتحدث، فَلَمَّا خرج قَالَت عَائِشَة: دخل أَبُو بكر فَلم تهتش لَهُ وَلم تبال، ثمَّ دخل عمر فَلم تهتش لَهُ وَلم تبال، ثمَّ دخل عُثْمَان فَجَلَست وسويت ثِيَابك. فَقَالَ:" أَلا أستحيي من رجلٍ تستحيي مِنْهُ الْمَلَائِكَة ".
وَأخرج مُسلم من حَدِيث سعيد بن الْعَاصِ أَن عَائِشَة وَعُثْمَان حَدَّثَاهُ:
أَن أَبَا بكر اسْتَأْذن على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُضْطَجع على فرَاشه، لابسٌ مرط عَائِشَة: فَأذن لأبي بكر وَهُوَ كَذَلِك، فَقضى إِلَيْهِ حَاجته ثمَّ انْصَرف. ثمَّ أَسْتَأْذن عمر، فَأذن لَهُ وَهُوَ على تِلْكَ الْحَال فَقضى إِلَيْهِ حَاجته ثمَّ انْصَرف. قَالَ عُثْمَان: ثمَّ اسْتَأْذَنت عَلَيْهِ، فَجَلَسَ وَقَالَ لعَائِشَة: اجمعي عَلَيْك ثِيَابك، فَقضيت إِلَيْهِ حَاجَتي ثمَّ انصرفت، فَقَالَت عَائِشَة: يَا رَسُول الله، مَا لي لم أرك فزعت لأبي بكر وَعمر كَمَا فزعت لعُثْمَان. قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" إِن عُثْمَان رجلٌ حييٌّ، وَإِنِّي خشيت إِن أَذِنت لَهُ على تِلْكَ الْحَال أَلا يبلغ إِلَيّ فِي حَاجته ".
وَمِنْهُم من أخرج هَذَا الحَدِيث فِي مُسْند عُثْمَان أَيْضا.
3405 -
الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن الْأسود بن الْعَلَاء عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة قَالَت: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " لَا يذهب اللَّيْل وَالنَّهَار حَتَّى تعبد اللات والعزى ". فَقلت: يَا رَسُول الله، إِن كنت لأَظُن حِين أنزل الله:{هُوَ الَّذِي أرسل رَسُوله} إِلَى قَوْله {وَلَو كره الْمُشْركُونَ} [التَّوْبَة] أَن ذَلِك تَامّ. قَالَ: " إِنَّه سَيكون من ذَلِك مَا شَاءَ الله، ثمَّ يبْعَث الله ريحًا طيبَة، فتوفى كل من فِي قلبه مِثْقَال حَبَّة خردلٍ من إِيمَان، فَيبقى من لَا خير فِيهِ، فيرجعون إِلَى دين آبَائِهِم ".
3406 -
الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن سعيد بن الْمسيب عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَا من يومٍ أَكثر أَن يعْتق الله فِيهِ عبيدا من النَّار من يَوْم عَرَفَة، إِنَّه ليدنو ثمَّ يباهي بهم الْمَلَائِكَة، فَيَقُول: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟ ".
3407 -
السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن طَلْحَة بن يحيى عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِاللَّيْلِ وَأَنا إِلَى جنبه وَأَنا حَائِض، وَعلي مرطٌ لي وَعَلِيهِ بعضه.
3408 -
السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي مُحَمَّد عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكَة قَالَ: سَمِعت عَائِشَة وسئلت: من كَانَ رَسُول الله مستخلفاً لَو اسْتخْلف؟ قَالَت: أَبُو بكر. فَقيل لَهَا: ثمَّ من بعد أبي بكر؟ قَالَت: عمر. ثمَّ قيل لَهَا: من بعد عمر؟ قَالَت: أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح. ثمَّ انْتَهَت إِلَى هَذَا.
3409 -
الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي مليكَة عَن عَائِشَة قَالَت: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول وَهُوَ بَين ظهراني أَصْحَابه: " إِنِّي على الْحَوْض أنظر من يرد عَليّ مِنْكُم، وَالله ليقتطعن دوني رجالٌ، فلأقولن: أَي رب، منى وَمن أمتِي، فَيَقُول: " إِنَّك لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بعْدك، مَا زَالُوا يرجعُونَ على أَعْقَابهم ".
3410 -
التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي عَاصِم عبيد بن عُمَيْر اللَّيْثِيّ قَالَ: بلغ عَائِشَة أَن عبد الله بن عَمْرو يَأْمر النِّسَاء إِذا اغْتَسَلْنَ أَن يَنْقُضْنَ رؤوسهن. فَقَالَت: يَا عجبا لِابْنِ عَمْرو هَذَا {يَأْمر النِّسَاء إِذا اغْتَسَلْنَ أَن يَنْقُضْنَ رؤوسهن، أَولا يَأْمُرهُنَّ أَن يَحْلِقن رؤوسهن} لقد كنت أَغْتَسِل أَنا وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم من إِنَاء وَاحِد، وَمَا أَزِيد على أَن أفرغ على رَأْسِي ثَلَاث إفْرَاغَات.
3411 -
الْأَرْبَعُونَ: عَن الْأسود بن يزِيد عَن عَائِشَة قَالَت: مَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم صَائِما فِي الْعشْر قطّ.
3412 -
الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: يَا رَسُول الله، إِن ابْن جدعَان كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة يصل الرَّحِم، وَيطْعم المكسين، أنافعه ذَلِك؟ قَالَ:" لَا يَنْفَعهُ، إِنَّه لم يقل يَوْمًا: رب اغْفِر لي خطيئتي يَوْم الدّين ".
3413 -
الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت: مَا ترك رَسُول الله
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دِينَارا وَلَا درهما، وَلَا شَاة وَلَا بَعِيرًا، وَلَا أوصى بِشَيْء.
3414 -
الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: سَأَلت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن قَوْله عز وجل: {يَوْم تبدل الأَرْض غير الأَرْض وَالسَّمَاوَات} [إِبْرَاهِيم] فَأَيْنَ يكون النَّاس يومئذٍ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " على الصِّرَاط ".
3415 -
الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت:
دخل على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رجلَانِ، فَكَلمَاهُ بِشَيْء لَا أَدْرِي مَا هُوَ، فأغضباه، فلعنهما وسبهما، فَلَمَّا خرجا قلت: يَا رَسُول الله، من أصَاب من الْخَيْر شَيْئا مَا أَصَابَهُ هَذَانِ. قَالَ:" وَمَا ذَاك؟ " قَالَت: قلت: لعنتهما وسببتهما. قَالَ: " أَو مَا علمت مَا شارطت عَلَيْهِ رَبِّي؟ قلت: اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنا بشرٌ، فَأَي الْمُسلمين لعنته أَو سببته فاجعله لَهُ زَكَاة وَأَجرا ".
3416 -
الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي عَطِيَّة مَالك بن عَامر قَالَ: دخلت أَنا ومسروق على عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ، فَقلت: يَا أم الْمُؤمنِينَ، رجلَانِ من أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، أَحدهمَا يعجل الْإِفْطَار ويعجل الصَّلَاة، وَالْآخر يُؤَخر الْإِفْطَار وَيُؤَخر الصَّلَاة. قَالَت: أَيهمَا الَّذِي يعجل الْإِفْطَار ويعجل الصَّلَاة؟ قَالَ: قُلْنَا: عبد الله - يَعْنِي ابْن مَسْعُود. قَالَت: كَذَا كَانَ يصنع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. زَاد أَبُو كريب عَن أبي مُعَاوِيَة: وَالْآخر أَبُو مُوسَى.
وَفِي حَدِيث يحيى بن زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة:
فَقَالَ لَهَا مَسْرُوق: رجلَانِ من أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، كِلَاهُمَا لَا يألو عَن الْخَيْر، أَحدهمَا يعجل الْمغرب والإفطار، وَالْآخر يُؤَخر الْمغرب والإفطار. فَقَالَت: من يعجل الْمغرب والإفطار؟ قَالَ: عبد الله. قَالَت: هَكَذَا كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يصنع.
3417 -
السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن زُرَارَة بن أبي أوفى: أَن سعد بن هِشَام بن عَامر أَرَادَ أَن يَغْزُو فِي سَبِيل الله، فَقدم الْمَدِينَة، فَأَرَادَ أَن يَبِيع عقارا لَهُ بهَا فَيَجْعَلهُ فِي السِّلَاح والكراع، ويجاهد الرّوم حَتَّى يَمُوت، فَلَمَّا قدم الْمَدِينَة لَقِي أُنَاسًا من أهل الْمَدِينَة، فنهوه عَن ذَلِك، وَأَخْبرُوهُ أَن رهطاً سِتَّة أَرَادوا ذَلِك فِي حَيَاة نَبِي الله صلى الله عليه وسلم فنهاهم نَبِي الله صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:" أَلَيْسَ لكم فِي أسوةٌ؟ " فَلَمَّا حدثوه بذلك رَاجع امْرَأَته، وَقد كَانَ طَلقهَا، وَأشْهد على رَجعتهَا.
فَأتى ابْن عَبَّاس فَسَأَلَهُ عَن وتر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ ابْن عَبَّاس:
أَلا أدلك على أعلم أهل الأَرْض بِوتْر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: من؟ قَالَ: عَائِشَة، فَأْتِهَا فاسألها، ثمَّ ائْتِنِي فَأَخْبرنِي بردهَا عَلَيْك. قَالَ: فَانْطَلَقت إِلَيْهَا، فَأتيت على حَكِيم ابْن أَفْلح فاستحلقته إِلَيْهَا، فَقَالَ: مَا أَنا بقاربها، لِأَنِّي نهيتها أَن تَقول فِي هَاتين الشيعتين شَيْئا فَأَبت إِلَّا مضياً. قَالَ: فأقسمت عَلَيْهِ، فجَاء. فَانْطَلَقْنَا إِلَى عَائِشَة، فاستئذنا عَلَيْهَا فَأَذنت لنا، فَدَخَلْنَا عَلَيْهَا، فَقَالَت: أحكيم؟ فعرفته، فَقَالَ: نعم، فَقَالَت: من مَعَك؟ قَالَ: سعد بن هِشَام. قَالَت: من هِشَام؟ قَالَ: ابْن عَامر.
فَتَرَحَّمت عَلَيْهِ وَقَالَت خيرا. قَالَ قَتَادَة: وَكَانَ أُصِيب يَوْم أحد.
فَقلت: يَا أم الْمُؤمنِينَ. أَنْبِئِينِي عَن خلق رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. قَالَت: أَلَسْت تقْرَأ الْقُرْآن؟ قلت: بلَى. قَالَت: فَإِن خلق نَبِي الله صلى الله عليه وسلم كَانَ الْقُرْآن. قَالَ: فهممت أَن أقوم وَلَا أسأَل أحدا عَن شَيْء حَتَّى أَمُوت، ثمَّ بدا لي فَقلت: أَنْبِئِينِي عَن قيام رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. فَقَالَت: أَلَسْت تقْرَأ؟ {يَا أَيهَا المزمل} ؟ [سُورَة المزمل] قلت: بلَى. قَالَت: فَإِن الله افْترض قيام اللَّيْل فِي أول هَذِه السُّورَة، فَقَامَ نَبِي الله صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه حولا، وَأمْسك الله خاتمتها اثْنَي عشر شهرا فِي السَّمَاء، حَتَّى أنزل الله عز وجل فِي آخر هَذِه السُّورَة التَّخْفِيف، فَصَارَ قيام اللَّيْل تَطَوّعا بعد فَرِيضَة.
قَالَ: قلت:
يَا أم الْمُؤمنِينَ، أَنْبِئِينِي عَن وتر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَت: كُنَّا نعد لَهُ
سواكه وَطهُوره، فيبعثه الله مَتى شَاءَ أَن يَبْعَثهُ من اللَّيْل، فيتسوك وَيتَوَضَّأ، وَيُصلي تسع رَكْعَات، لَا يجلس فِيهَا إِلَّا فِي الثَّامِنَة، فيذكر الله وَيَحْمَدهُ، ويدعوه ثمَّ يسلم تَسْلِيمًا يسمعنا، ثمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَمَا يسلم وَهُوَ قَاعد، فَتلك إِحْدَى عشرَة يَا بني، فَلَمَّا أسن نَبِي الله صلى الله عليه وسلم وَأَخذه اللَّحْم أوتر بِسبع، وصنع فِي الرَّكْعَتَيْنِ مثل صَنِيعه الأول، فَتلك تسعٌ يَا بني. وَكَانَ نَبِي الله صلى الله عليه وسلم إِذا صلى صَلَاة أحب أَن يداوم عَلَيْهَا. وَكَانَ إِذا غَلبه نومٌ أَو وجعٌ عَن قيام اللَّيْل صلى من النَّهَار ثِنْتَيْ عشرَة رَكْعَة. وَلَا أعلم نَبِي الله صلى الله عليه وسلم قَرَأَ الْقُرْآن كُله فِي لَيْلَة، وَلَا صلى لَيْلَة إِلَى الصُّبْح، وَلَا صَامَ شهرا كَامِلا غير رَمَضَان. قَالَ: فَانْطَلَقت إِلَى ابْن عَبَّاس، فَحَدَّثته بحديثها، فَقَالَ: صدقت، لَو كنت أقربها وَأدْخل عَلَيْهَا لأتيتها حَتَّى تشافهني بِهِ.
قَالَ: قلت: لَو علمت أَنَّك لَا تدخل عَلَيْهَا مَا حدثتك حَدِيثهَا.
وَفِي رِوَايَة سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن زُرَارَة عَن سعد بن هِشَام قَالَ:
انْطَلَقت إِلَى عبد الله بن عَبَّاس، فَسَأَلته عَن الْوتر. وسَاق الحَدِيث بِقِصَّتِهِ. وَقَالَ فِيهِ: قَالَت: من هِشَام؟ قلت: ابْن عَامر؟ قَالَت: نعم الْمَرْء كَانَ عامرٌ، أُصِيب يَوْم أحد.
وَفِي رِوَايَة معمر عَن قَتَادَة عَن زُرَارَة:
أَن سعد بن هِشَام كَانَ جاراً لَهُ فَأخْبرهُ أَنه طلق امْرَأَته، واقتص الحَدِيث بِمَعْنى حَدِيث سعيد. وَفِيه: قَالَت: من هِشَام؟ قَالَ: ابْن عَامر. قَالَت: نعم الْمَرْء كَانَ، أُصِيب مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. وَفِيه: فَقَالَ حَكِيم ابْن أَفْلح: أما إِنِّي لَو علمت أَنَّك لَا تدخل عَلَيْهَا مَا أَنْبَأتك بحديثها.
وَقد فرق مُسلم مِنْهُ شَيْئا بِإِسْنَاد آخر. وَهَذَا الَّذِي أوردنا يجمع ذَلِك.
3418 -
السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن سعد بن هِشَام بن عَامر عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ
رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
من أحب لِقَاء الله أحب الله لقاءه، وَمن كره لِقَاء الله كره الله لقاءه " فَقلت: يَا نَبِي الله، أكراهية الْمَوْت، وكلنَا يكره الْمَوْت؟ قَالَ:" لَيْسَ كَذَلِك، وَلَكِن الْمُؤمن إِذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لِقَاء الله، فَأحب الله لقاءه، وَإِن الْكَافِر إِذا بشر بِعَذَاب الله وَسخطه كره لِقَاء الله، فكره الله لقاءه ".
وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث شُرَيْح بن هَانِئ عَن عَائِشَة قَالَت:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " من أحب لِقَاء الله أحب الله لقاءه، وَمن كره لِقَاء الله كره الله لقاءه.
وَالْمَوْت قبل لِقَاء الله ".
وَمن حَدِيث شُرَيْح بن هَانِئ أَيْضا عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
من أحب لِقَاء الله أحب الله لقاءه، وَمن كره لِقَاء الله كره الله لقاءه " قَالَ شُرَيْح: فَأتيت عَائِشَة فَقلت: يَا أم الْمُؤمنِينَ، سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يذكر عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَدِيثا، إِن كَانَ كَذَلِك فقد هلكنا، فَقَالَت: إِن الْهَالِك من هلك بقول رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وَمَا ذَاك؟ قلت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " من أحب لِقَاء الله أحب الله لقاءه، وَمن كره لِقَاء الله كره الله لقاءه " وَلَيْسَ أحدٌ إِلَّا وَهُوَ يكره الْمَوْت. فَقَالَت: قد قَالَه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وَلَيْسَ الَّذِي تذْهب إِلَيْهِ، وَلَكِن إِذا شخص الْبَصَر، وحشرج الصَّدْر، واقشعر الْجلد. وتشنجت الْأَصَابِع، فَعِنْدَ ذَلِك: من أحب لِقَاء الله أحب الله لقاءه، وَمن كره لِقَاء الله كره الله لقاءه ".
3419 -
الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن سعد بن هِشَام عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذا قَامَ من اللَّيْل افْتتح صلَاته بِرَكْعَتَيْنِ خفيفتين.
3420 -
التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن عَطاء بن يسَار عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كلما كَانَ لَيْلَتهَا من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر اللَّيْل إِلَى البقيع، فَيَقُول:" السَّلَام عَلَيْكُم دَار قوم مُؤمنين، وأتاكم مَا توعدون غَدا، مؤجلون، وَإِنَّا إِن شَاءَ الله بكم لاحقون. اللَّهُمَّ اغْفِر لأهل بَقِيع الْغَرْقَد ".
3421 -
الْخَمْسُونَ: عَن مُحَمَّد بن قيس بن مخرمَة بن الْمطلب أَنه قَالَ يَوْمًا: أَلا أحدثكُم عني وَعَن أُمِّي؟ قَالَ: فظننا أَنه يُرِيد أمه الَّتِي وَلدته، قَالَ: قَالَت عَائِشَة: أَلا أحدثكُم عني وَعَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم؟ قُلْنَا: بلَى. قَالَ: قَالَت: لما كَانَت لَيْلَتي الَّتِي النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِيهَا عِنْدِي، انْقَلب فَوضع رِدَاءَهُ، وخلع نَعْلَيْه فوضعهما عِنْد رجلَيْهِ، وَبسط طرف إزَاره على فرَاشه فاضطجع، فَلم يلبث إِلَّا ريثما ظن أَنِّي قد رقدت، فَأخذ رِدَاءَهُ رويداً، وانتقل رويداً، وَفتح الْبَاب رويداً، فَخرج ثمَّ أجافه رويداً، وَجعلت دِرْعِي فِي رَأْسِي، واختمرت وتقنعت، ثمَّ انْطَلَقت على إثره حَتَّى جَاءَ البقيع، فَقَامَ فَأطَال الْقيام، ثمَّ رفع يَدَيْهِ ثَلَاث مرار، ثمَّ انحرف، فانحرفت، فأسرع فأسرعت، فهرول فهرولت، فأحضر فأحضرت، فسبقته، فَدخلت فَلَيْسَ إِلَّا أَن اضطجعت فَدخل فَقَالَ:" مَالك يَا عَائِشَة حشياً رابيه؟ " قَالَت: قلت: لَا شَيْء. قَالَ: " لتخبرني، أَو ليخبرني اللَّطِيف الْخَبِير " قَالَت: قلت: يَا رَسُول الله، بأبى أَنْت وَأمي، فَأَخْبَرته. قَالَ:" فَأَنت السوَاد الَّذِي رَأَيْت أَمَامِي؟ " قلت: نعم.
فلهزني فِي صَدْرِي لهزةً أوجعتني ثمَّ قَالَ: " أظننت أَن يَحِيف الله عَلَيْك وَرَسُوله؟ " قَالَت: قلت: مهما يكتم النَّاس يُعلمهُ الله، نعم. قَالَ:" فَإِن جِبْرِيل عليه السلام أَتَانِي حِين رَأَيْت، فناداني فأخفاه مِنْك، فأجبته، فأخفيته مِنْك، وَلم يكن يدْخل عَلَيْك وَقد وضعت ثِيَابك، وظننت أَن قد رقدت، وكرهت أَن أوقظك، وخشيت أَن تستوحشي. فَقَالَ: إِن رَبك يَأْمُرك أَن تَأتي أهل البقيع فتستغفر لَهُم ". قلت: كَيفَ أَقُول يَا رَسُول الله. قَالَ: " قولي: السَّلَام على أهل الديار من الْمُؤمنِينَ وَالْمُسْلِمين، وَيرْحَم الله الْمُسْتَقْدِمِينَ منا والمستأخرين، وَإِنَّا إِن شَاءَ الله للأحقون ".
3422 -
الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: عَن عبد الله بن يزِيد رَضِيع عَائِشَة عَن عَائِشَة عَن
النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
مَا من ميت يُصَلِّي عَلَيْهِ أمةٌ من الْمُسلمين يبلغون مائَة، كلهم يشفعون لَهُ إِلَّا شفعوا فِيهِ " قَالَ: فَحدثت بِهِ شُعَيْب بن الحبحاب فَقَالَ: حَدثنِي بِهِ أنس بن مَالك عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم.
وَلَيْسَ لعبد الله بن يزِيد عَن عَائِشَة فِي مسندها من الصَّحِيح غير هَذَا.
3423 -
الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن أبي يُونُس مولى عَائِشَة قَالَ: أَمرتنِي عَائِشَة أَن أكتب لَهَا مُصحفا، وَقَالَت: إِذا بلغت هَذِه الْآيَة فَآذِنِّي: {حَافظُوا على الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى} [الْبَقَرَة] قَالَ: فَلَمَّا بلغتهَا آذَنتهَا، فَأَمْلَتْ عَليّ:{حَافظُوا على الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى وَصَلَاة الْعَصْر وَقومُوا لله قَانِتِينَ} قَالَت عَائِشَة: سَمعتهَا من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.
3424 -
الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ: عَن أبي عبد الله مولى شَدَّاد بن الْهَاد قَالَ: دخلت على عَائِشَة زوج النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَوْم توفّي سعد بن أبي وَقاص، فَدخل عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر فَتَوَضَّأ عِنْدهَا، فَقَالَت: يَا عبد الرَّحْمَن، أَسْبغ الْوضُوء، فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول:" ويلٌ لِلْأَعْقَابِ من النَّار ".
3425 -
الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن عبد الله بن فروخ عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِنَّه خلق كل إِنْسَان من بني آدم على سِتِّينَ وثلاثمائة مفصل، فَمن كبر الله، وَحمد الله، وَهَلل الله، وَسبح الله، واستغفر الله، وعزل حجرا عَن طَرِيق النَّاس أَو شَوْكَة أَو عظما عَن طَرِيق النَّاس، وَأمر بِمَعْرُوف أَو نهى عَن مُنكر، عدد تِلْكَ السِّتين والثلاثمائة السلامى، فَإِنَّهُ يُمْسِي يومئذٍ وَقد زحزح نَفسه عَن النَّار ".
وَفِي رِوَايَة يحيى بن كثير:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " خلق كل إِنْسَان
…
" ثمَّ
ذكر نَحوه، وَقَالَ: " فَإِنَّهُ يمشي يومئذٍ
…
".
وَلَيْسَ لعبد الله بن فروخ عَن عَائِشَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا.
3426 -
الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ: عَن شُرَيْح بن هَانِئ عَن عَائِشَة قَالَت: كنت أشْرب وَأَنا حَائِض، فأناوله النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَيَضَع فَاه على مَوضِع فِي فيشرب.
وأتعرق الْعرق وَأَنا حَائِض، ثمَّ أناوله النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَيَضَع فَاه على مَوضِع فِي.
3427 -
السَّادِس وَالْخَمْسُونَ: عَن شُرَيْح بن هَانِئ قَالَ: سَأَلت عَائِشَة: باي شيءٍ كَانَ يبْدَأ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذا دخل بَيته؟ قَالَت: بِالسِّوَاكِ.
3428 -
السَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن شُرَيْح بن هَانِئ عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن الرِّفْق لَا يكون فِي شيءٍ إِلَّا زانه، وَلَا ينْزع من شيءٍ إِلَّا شَأْنه ".
وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن جَعْفَر غنْدر عَن شُعْبَة:
ركبت عَائِشَة بَعِيرًا، فَكَانَت فِيهِ صعوبة، فَجعلت تردده، فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " عَلَيْك بالرفق
…
. " ثمَّ ذكر مثله.
وَأخرج أَيْضا من حَدِيث أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن عَن عَائِشَة
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن الله رفيقٌ يحب الرِّفْق، وَيُعْطِي على الرِّفْق مَا لَا يُعْطي على العنف، وَمَا لَا يُعْطي على مَا سواهُ ".
3429 -
الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ: عَن فَرْوَة بن نَوْفَل الْأَشْجَعِيّ عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُول فِي دُعَائِهِ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من شَرّ مَا عملت، وَمن شَرّ مَا لم أعمل ".
3430 -
التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ: عَن عبد الله الْبَهِي عَن عَائِشَة قَالَت: سَأَلَ رجلٌ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: أَي النَّاس خير؟ قَالَ: " الْقرن الَّذِي أَنا فِيهِ، ثمَّ الثَّانِي، ثمَّ الثَّالِث ".
وَلَيْسَ لعبد الله الْبَهِي عَن عَائِشَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا.
3431 -
السِّتُّونَ: عَن أبي الجوزاء أَوْس بن عبد الله الربعِي عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح الصَّلَاة بِالتَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَة ب {الْحَمد لله رب الْعَالمين} وَكَانَ إِذا ركع لم يشخص رَأسه وَلم يصوبه، وَلَكِن بَين ذَلِك. وَكَانَ إِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع لم يسْجد حَتَّى يَسْتَوِي قَائِما، وَكَانَ إِذا رفع رَأسه من السَّجْدَة لم يسْجد حَتَّى يَسْتَوِي جَالِسا، وَكَانَ يَقُول فِي كل رَكْعَتَيْنِ التَّحِيَّة، وَكَانَ يفرش رجله الْيُسْرَى وَينصب رجله الْيُمْنَى، وَكَانَ ينْهَى عَن عقبَة الشَّيْطَان، وَينْهى أَن يفترش الرجل ذِرَاعَيْهِ افتراش السَّبع، وَكَانَ يخْتم الصَّلَاة بِالتَّسْلِيمِ.
وَفِي رِوَايَة ابْن نمير عَن أبي خَالِد الْأَحْمَر:
وَكَانَ ينْهَى عَن عقب الشَّيْطَان.
3432 -
الْحَادِي وَالسِّتُّونَ: عَن عبد الله بن الْحَارِث عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا سلم لم يقْعد إِلَّا مِقْدَار مَا يَقُول: " اللَّهُمَّ أَنْت السَّلَام ومنك السَّلَام، تَبَارَكت يَا ذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام ".
3433 -
الثَّانِي وَالسِّتُّونَ: عَن عبد الرَّحْمَن بن شماسَة قَالَ: أتيت عَائِشَة أسألها عَن شَيْء، فَقَالَت مِمَّن أَنْت؟ فَقلت: رجل من أهل مصر. فَقَالَت: كَيفَ كَانَ صَاحبكُم لكم فِي غزاتكم هَذِه؟ فَقلت: مَا نقمنا شَيْئا، إِن كَانَ ليَمُوت للرجل منا الْبَعِير فيعطيه الْبَعِير، وَالْعَبْد فيعطيه العَبْد، وَيحْتَاج إِلَى النَّفَقَة فيعطيه النَّفَقَة.
فَقَالَت:
أما إِنَّه لَا يَمْنعنِي الَّذِي فعل فِي مُحَمَّد أخي أَن أخْبرك مَا سَمِعت من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: سمعته يَقُول فِي بَيْتِي هَذَا: " اللَّهُمَّ، من ولي من أَمر أمتِي شَيْئا فشق عَلَيْهِم فاشقق عَلَيْهِ، وَمن ولي من أَمر أمتِي شَيْئا فرفق بهم فارفق بِهِ ".
وَلَيْسَ لعبد الرَّحْمَن بن شماسَة عَن عَائِشَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا.
3434 -
الثَّالِث وَالسِّتُّونَ: عَن سعد بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن عمْرَة عَن عَائِشَة قَالَت: نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن صَوْم يَوْمَيْنِ: يَوْم الْفطر وَيَوْم الْأَضْحَى. اخْتَصَرَهُ مُسلم.
وَقد وَقع لنا بِطُولِهِ، وَأخرجه الإِمَام أَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن غَالب الْخَوَارِزْمِيّ البرقاني رَحْمَة الله عَلَيْهِ بِطُولِهِ من حَدِيث ابْن نمير عَن سعد بن سعيد بِهَذَا الْإِسْنَاد، قَالَت:
نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن لبستين، وَعَن صَلَاتَيْنِ، وَعَن صيامين: أما اللبستان فاشتمال الصماء، والاحتباء فِي ثوب وَاحِد وَأَن تُفْضِي بفرجك. وَعَن صلاةٍ بعد الْفجْر حَتَّى تطلع الشَّمْس، فَإِنَّهَا تطلع بَين قَرْني شَيْطَان، وَبعد الْعَصْر حَتَّى تغرب الشَّمْس. وَعَن صَوْم يَوْمَيْنِ: يَوْم الْفطر وَيَوْم الْأَضْحَى.
3435 -
الرَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن مُصعب بن شيبَة عَن صَفِيَّة بنت شيبَة عَن عَائِشَة قَالَت: خرج النَّبِي صلى الله عليه وسلم ذَات غداةٍ وَعَلِيهِ مرطٌ مرحل من شعر أسود، لم يزدْ فِي كتاب " اللبَاس " على هَذَا.
وَأخرجه بِطُولِهِ فِي مَوضِع آخر من كِتَابه من حَدِيث مُحَمَّد بن بشر عَن زَكَرِيَّا ابْن أبي زَائِدَة، وَفِيه: قَالَت:
خرج النَّبِي صلى الله عليه وسلم ذَات غَدَاة وَعَلِيهِ مرطٌ مرحلٌ من شعر أسود، فجَاء الْحسن بن عَليّ فَأدْخلهُ، ثمَّ جَاءَ الْحُسَيْن فَدخل مَعَه، ثمَّ جَاءَت فَاطِمَة فَأدْخلهَا، ثمَّ جَاءَ عليٌّ فَأدْخلهُ، ثمَّ قَالَ:{إِنَّمَا يُرِيد الله ليذْهب عَنْكُم الرجس أهل الْبَيْت وَيُطَهِّركُمْ تَطْهِيرا} [الْأَحْزَاب] .
وَلَيْسَ لمصعب بن شيبَة عَن صَفِيَّة فِي مُسْند عَائِشَة من الصَّحِيح غير هَذَا.
3436 -
الْخَامِس وَالسِّتُّونَ: عَن عَائِشَة بنت طَلْحَة عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ قَالَت: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ذَات يَوْم: " يَا عَائِشَة، هَل عنْدكُمْ شيءٌ؟ " قَالَت: فَقلت: يَا رَسُول الله، مَا عندنَا شَيْء. قَالَ:" فَإِنِّي صَائِم ". قَالَت: فَخرج صلى الله عليه وسلم فأهديت لنا هديةٌ، أَو جَاءَنَا زورٌ، قَالَت فَلَمَّا رَجَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يَا رَسُول الله، أهديت لنا هديةٌ، أَو جَاءَنَا زورٌ، وَقد خبأت لَك شَيْئا، قَالَ:" مَا هُوَ؟ " قلت: حيسٌ، قَالَ:" هاتيه ". فَجئْت بِهِ فَأكل، ثمَّ قَالَ:" قد كنت أَصبَحت صَائِما ".
قَالَ طَلْحَة:
فَحدثت مُجَاهدًا بِهَذَا الحَدِيث فَقَالَ: ذَلِك بِمَنْزِلَة الرجل يخرج الصَّدَقَة من مَاله، فَإِن شَاءَ أمضاها وَإِن شَاءَ أمْسكهَا.
وَفِي حَدِيث وَكِيع عَن طَلْحَة بن يحيى عَن عمته عَائِشَة بنت طَلْحَة عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ قَالَت:
دخل عَليّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم ذَات يَوْم فَقَالَ: " هَل عنْدكُمْ شَيْء؟ " فَقُلْنَا: لَا. قَالَ: " إِنِّي صَائِم ". ثمَّ أَتَانَا يَوْمًا آخر فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، أهدي لنا حيسٌ، فَقَالَ:" أرينيه، فَلَقَد أَصبَحت صَائِما " فَأكل.
3437 -
السَّادِس وَالسِّتُّونَ: عَن عَائِشَة بنت طَلْحَة عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ قَالَت: توفّي صبيٌّ، فَقلت: طُوبَى بِهِ، عصفورٌ من عصافير الْجنَّة. فَقَالَ رَسُول الله
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَولا تدرين أَن الله خلق الْجنَّة وَخلق النَّار، فخلق لهَذِهِ أَهلا ولهذه أَهلا ".
وَفِي حَدِيث وَكِيع عَن طَلْحَة بن يحيى، أَنَّهَا قَالَت:
دعِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى جَنَازَة صبيٍّ من الْأَنْصَار، فَقلت: يَا رَسُول الله، طُوبَى لهَذَا، عصفورٌ من عصافير الْجنَّة، لم يعْمل السوء، وَلم يُدْرِكهُ. فَقَالَ:" أَو غير ذَلِك يَا عَائِشَة، إِن الله خلق للجنة أَهلا، خلقهمْ لَهَا وهم فِي أصلاب آبَائِهِم، وَخلق للنار أَهلا، خلقهمْ لَهَا وهم فِي أصلاب آبَائِهِم ".
3438 -
السَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن معَاذَة العدوية أَنَّهَا سَأَلت زوج النَّبِي صلى الله عليه وسلم: أَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَصُوم من كل شهرٍ ثَلَاثَة أَيَّام؟ قَالَت: نعم. فَقلت لَهَا: من أَي أَيَّام الشَّهْر كَانَ يَصُوم؟ قَالَت: لم يكن يُبَالِي من أَي أَيَّام الشَّهْر يَصُوم.
آخر مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ
عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا