المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ فاطمة بنت قيس رضي الله عنها - الجمع بين الصحيحين للحميدي - جـ ٤

[الحميدي، ابن أبي نصر]

فهرس الكتاب

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أم الْمُؤمنِينَ عَائِشَة بنت أبي بكر الصّديق رضي الله عنهما

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ فَاطِمَة بنت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أم الْمُؤمنِينَ أم سَلمَة بنت أبي أُميَّة بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم بن يقظة بن مرّة بن كَعْب بن لؤَي رضوَان الله عَلَيْهَا

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أم الْمُؤمنِينَ حَفْصَة بنت عمر بن الْخطاب رضي الله عنهما

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أم الْمُؤمنِينَ أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان صَخْر بن حَرْب ابْن أُميَّة بن عبد شمس رضي الله عنها

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أم الْمُؤمنِينَ مَيْمُونَة بنت الْحَارِث الْهِلَالِيَّة رضي الله عنها

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ مُسْند أم الْمُؤمنِينَ جوَيْرِية بنت الْحَارِث ابْن أبي ضرار الْخُزَاعِيَّة من بني المصطلق رضي الله عنها

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من حَدِيث أم الْمُؤمنِينَ زَيْنَب بنت جحش بن رِئَاب بن يعمر رضي الله عنها

- ‌ مُسْند أم الْمُؤمنِينَ صَفِيَّة بنت حييّ بن أَخطب رضي الله عنها

- ‌ مُسْند أم الْمُؤمنِينَ سَوْدَة بنت زَمعَة ابْن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مَالك ابْن حسل بن عَامر بن لؤَي بن عَامر بن فهر رضي الله عنها

- ‌ مُسْند أم هَانِئ بنت أبي طَالب بن عبد الْمطلب رضي الله عنها

- ‌ مُسْند أم الْفضل لبَابَة بنت الْحَارِث أم عبد الله بن الْعَبَّاس رضي الله عنهم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أَسمَاء بنت أبي بكر رضي الله عنهما

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ أم كُلْثُوم بنت عقبَة بن أبي معيط

- ‌ أم قيس بنت مُحصن الأَسدِية

- ‌ زَيْنَب بنت أبي سَلمَة ربيبة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَرَضي الله عَنْهَا

- ‌ فَاطِمَة بنت قيس رضي الله عنها

- ‌ سبيعة الأسْلَمِيَّة رضي الله عنها

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أم حرَام بنت ملْحَان بن خَالِد الخزرجية

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أم سليم بنت ملْحَان أم أنس ابْن مَالك، رضي الله عنهما

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند زَيْنَب الثقفية

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أم شريك

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند الرّبيع بنت معوذ بن عفراء الْأَنْصَارِيَّة رضي الله عنها

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أم عَطِيَّة وَاسْمهَا نسيبة بنت كَعْب الْأَنْصَارِيَّة رضي الله عنها

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ من الصحابيات رضوَان الله عَلَيْهِنَّ

- ‌ أم خَالِد بنت سعيد بن الْعَاصِ [رضي الله عنها]

- ‌ أم رُومَان، أم عَائِشَة بنت أبي بكر الصّديق رضي الله عنهم

- ‌ خنساء بنت خدام رضي الله عنها

- ‌ أم الْعَلَاء الْأَنْصَارِيَّة رضي الله عنها

- ‌ خَوْلَة بنت ثامر الْأَنْصَارِيَّة رضي الله عنها

- ‌ حَدِيث لصفية بنت شيبَة بن عُثْمَان الْقرشِي [رضي الله عنها]

- ‌أَفْرَاد مُسلم من الصحابيات رضي الله عنهن

- ‌ خَوْلَة بنت حَكِيم السلمِيَّة رضي الله عنها

- ‌ جدامة بنت وهب الأَسدِية رضي الله عنها

- ‌ أم مُبشر الْأَنْصَارِيَّة [رضي الله عنها]

- ‌ أم هِشَام بنت حَارِثَة بن النُّعْمَان [رضي الله عنها]

- ‌ أم الْحصين الأحمسية [رضي الله عنها]

- ‌ حَدِيث صَفِيَّة بنت أبي عبيد [رضي الله عنها] عَن بعض أَزوَاج النَّبِي صلى الله عليه وسلم

- ‌ حَدِيث لأم الدَّرْدَاء [رضي الله عنها]

- ‌فصل

الفصل: ‌ فاطمة بنت قيس رضي الله عنها

(228)

‌ فَاطِمَة بنت قيس رضي الله عنها

قد تقدم لَهَا فِي مُسْند عَائِشَة حَدِيث الْقَاسِم بن مُحَمَّد وَسليمَان بن يسَار، فِي قَول فَاطِمَة: لَا سُكْنى وَلَا نَفَقَة، وانتقالها، وإنكار عَائِشَة لذَلِك.

وَلمُسلم ثَلَاثَة أَحَادِيث:

3534 -

الأول مِنْهَا: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن فَاطِمَة بنت قيس قَالَت: قلت: يَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، زَوجي طَلقنِي ثَلَاثًا، وأخاف أَن يقتحم عَليّ، فَأمرهَا فتحولت.

3535 -

الثَّانِي: عَن أبي سَلمَة عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن فَاطِمَة بنت قيس: أَن أَبَا عَمْرو بن حَفْص طَلقهَا الْبَتَّةَ وَهُوَ غَائِب، فَأرْسل إِلَيْهَا وَكيله بشعير فسخطته، فَقَالَ: وَالله مَا لَك علينا من شَيْء. فَجَاءَت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَذكرت ذَلِك لَهُ، فَقَالَ:" لَيْسَ لَك عَلَيْهِ نَفَقَة " فَأمرهَا أَن تَعْتَد فِي بَيت أم شريك، ثمَّ قَالَ:" تِلْكَ امرأةٌ يَغْشَاهَا أَصْحَابِي، اعْتدي عِنْد ابْن أم مَكْتُوم، فَإِنَّهُ رجل أعمى، تَضَعِينَ ثِيَابك، فَإِذا حللت فآذنيني " قَالَت: فَلَمَّا حللت ذكرت لَهُ أَن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَأَبا جهم خطباني، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" أما أَبُو الجهم فَلَا يضع عَصَاهُ عَن عَاتِقه، وَأما مُعَاوِيَة فصعلوك لَا مَال لَهُ. انكحى أُسَامَة بن زيد " فَكَرِهته، ثمَّ قَالَ:" انكحي أُسَامَة " فنكحته، فَجعل الله فِيهِ خيرا، واغتبطت.

وَفِي حَدِيث أبي حَازِم عَن أبي سَلمَة عَن فَاطِمَة:

أَنه طَلقهَا زَوجهَا فِي عهد النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ أنْفق عَلَيْهَا نَفَقَة دوناً. فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِك قَالَت: وَالله لأعلمن

ص: 280

رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَإِن كَانَت لي نَفَقَة أخذت الَّذِي يصلحني، وَإِن لم تكن لي نَفَقَة لم آخذ مِنْهُ شَيْئا. قَالَت: فَذكرت ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" لَا نَفَقَة لَك وَلَا سُكْنى ".

وَفِي رِوَايَة يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة:

أَن فَاطِمَة بنت قيس أُخْت الضَّحَّاك بن قيس أخْبرته: ان أَبَا حَفْص بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي طَلقهَا ثَلَاثًا، ثمَّ انْطلق إِلَى الْيمن، فَقَالَ لَهَا أَهله: لَيْسَ لَك علينا نَفَقَة، فَانْطَلق خَالِد بن الْوَلِيد فِي نفرٍ فَأتوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي بَيت مَيْمُونَة، فَقَالُوا:: إِن أَبَا حَفْص طلق امْرَأَته ثَلَاثًا، فَهَل لَهَا من نَفَقَة؟ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" لَيْسَ لَهَا نَفَقَة، وَعَلَيْهَا الْعدة ". وَأرْسل إِلَيْهَا: " أَن لَا تسبقيني بِنَفْسِك وَفِيه: فَلَمَّا مَضَت عدتهَا أنْكحهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أُسَامَة بن زيد بن حَارِثَة.

وَفِي حَدِيث صَالح وَعقيل عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة:

أَن فَاطِمَة أخْبرته: أَنَّهَا كَانَت تَحت أبي عَمْرو بن حَفْص بن الْمُغيرَة، فَطلقهَا آخر ثَلَاث تَطْلِيقَات، فَزَعَمت أَنَّهَا جَاءَت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم تستفتيه فِي خُرُوجهَا من بَيتهَا، فَأمرهَا أَن تنْتَقل إِلَى ابْن أم مَكْتُوم الْأَعْمَى، فَأبى مَرْوَان أَن يصدقهُ فِي خُرُوج الْمُطلقَة من بَيتهَا، وَقَالَ عُرْوَة: إِن عَائِشَة أنْكرت ذَلِك على فَاطِمَة بنت قيس.

وَلمُسلم من حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة:

أَن أَبَا عَمْرو بن حَفْص بن الْمُغيرَة خرج مَعَ عَليّ بن أبي طَالب إِلَى الْيمن، فَأرْسل إِلَى امْرَأَته فَاطِمَة بنت قيس بتطليقه بقيت من طَلاقهَا، فَأمرهَا الْحَارِث بن هِشَام وَعَيَّاش ابْن أبي ربيعَة بِنَفَقَة، فَقَالَا لَهَا: وَالله مَا لَك نَفَقَة إِلَّا أَن تَكُونِي حَامِلا، فَأَتَت النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَذكرت لَهُ قَوْلهمَا، فَقَالَ:" لَا نَفَقَة لَك " فاستأذنته فِي الِانْتِقَال فَأذن

ص: 281

لَهَا، فَقَالَت: أَيْن يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " إِلَى ابْن أم مَكْتُوم " وَكَانَ أعمى، تضع ثِيَابهَا عِنْده وَلَا يرهَا، فَلَمَّا مَضَت عدتهَا أنْكحهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أُسَامَة بن زيد، فَأرْسل لَهَا مَرْوَان قبيصَة بن ذُؤَيْب يسْأَلهَا عَن الحَدِيث، فَحَدَّثته بِهِ، فَقَالَ مَرْوَان: لم نسْمع هَذَا الحَدِيث إِلَّا من امْرَأَة، سنأخذ بالعصمة الَّتِي وجدنَا النَّاس عَلَيْهَا. فَقَالَت فَاطِمَة حِين بلغَهَا قَول مَرْوَان: بيني وَبَيْنكُم الْقُرْآن، قَالَ الله عز وجل:{لَا تخرجوهن من بُيُوتهنَّ} [الطَّلَاق] قَالَت: هَذِه لمن كَانَت لَهُ مُرَاجعَة، فَأَي أمرٍ يحدث بعد الثَّلَاث؟ فَكيف تَقولُونَ: لَا نَفَقَة لَهَا إِذا لم تكن حَامِلا؟ فعلام تحبسونها.

قَالَ أَبُو مَسْعُود إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي: حَدِيث عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة بِقصَّة طَلَاق فَاطِمَة مُرْسل.

وَفِي حَدِيث أبي عَمْرو عَامر بن شرَاحِيل الشّعبِيّ قَالَ:

دخلت على فَاطِمَة بنت قيس فسألتها عَن قَضَاء رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَلَيْهَا، فَقَالَت: طَلقهَا زَوجهَا الْبَتَّةَ، فَقَالَت: فَخَاصَمته إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي السكن وَالنَّفقَة، قَالَت: فَلم يَجْعَل لي سُكْنى وَلَا نَفَقَة، وَأَمرَنِي أَن أَعْتَد فِي بَيت ابْن أم مَكْتُوم.

وَفِي حَدِيث سيار أبي الحكم عَن الشّعبِيّ قَالَ:

دَخَلنَا على فَاطِمَة بنت قيس، فأتحفتنا برطب ابْن طَابَ، وسقتنا سويقٍ سلت، فسألتها عَن الْمُطلقَة ثَلَاثًا، أَيْن تَعْتَد؟ قَالَت: طَلقنِي بعلي ثَلَاثًا، فَأذن لي النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَن أَعْتَد فِي أَهلِي.

وَفِي رِوَايَة سَلمَة بن كهيل عَن الشّعبِيّ عَن فَاطِمَة بنت قيس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم

فِي الْمُطلقَة ثَلَاثًا قَالَ: " لَيْسَ لَهَا سُكْنى وَلَا نَفَقَة ".

وَفِي رِوَايَة عمار بن زُرَيْق عَن أبي إِسْحَاق عَن الشّعبِيّ:

أَن فَاطِمَة بنت قيس قَالَت: طَلقنِي زَوجي ثَلَاثًا، فَأَرَدْت النقلَة، فَأتيت النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" انْتَقِلِي إِلَى بَيت ابْن عمك عَمْرو ابْن أم مَكْتُوم ".

ص: 282

وَمن رِوَايَة عمَارَة بن زُرَيْق أَيْضا عَن أبي إِسْحَاق قَالَ:

كنت مَعَ الْأسود بن يزِيد جَالِسا فِي الْمَسْجِد الْأَعْظَم ومعنا الشّعبِيّ، فَحدث الشّعبِيّ بِحَدِيث فَاطِمَة بنت قيس أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لم يَجْعَل لَهَا سُكْنى وَلَا نَفَقَة، فَأخذ الْأسود كفا من حَصى فَحَصَبه بِهِ وَقَالَ: وَيلك، أتحدث بِمثل هَذَا؟ قَالَ عمر: لَا نَتْرُك كتاب الله وَسنة نَبينَا صلى الله عليه وسلم لقَوْل امْرَأَة لَا نَدْرِي لَعَلَّهَا حفظت أَو نسيت، لَهَا السُّكْنَى وَالنَّفقَة، قَالَ الله عز وجل:{لَا تخرجوهن من بُيُوتهنَّ وَلَا يخْرجن إِلَّا أَن يَأْتِين بِفَاحِشَة} [سُورَة الطَّلَاق] .

وَفِي حَدِيث أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم بن صخير الْعَدوي عَن فَاطِمَة بنت قيس:

أَن زَوجهَا طَلقهَا ثَلَاثًا، فَلم يَجْعَل لَهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سُكْنى وَلَا نَفَقَة، وَقَالَت: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِذا حللت فآذنيني " فآذنته، فَخَطَبَهَا مُعَاوِيَة وَأَبُو جهم وَأُسَامَة بن زيد، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" أما مُعَاوِيَة فَرجل تربٌ لَا مَال لَهُ، وَأما أَبُو جهم فَرجل ضراب للنِّسَاء، وَلَكِن أُسَامَة ". فَقَالَت بِيَدِهَا هَكَذَا: أُسَامَة، أُسَامَة. فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" طَاعَة الله وَطَاعَة رَسُوله خيرٌ لَك " فتزوجته، فاغتبطت.

وَفِي رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن سُفْيَان أَنَّهَا قَالَت:

أرسل إِلَيّ زَوجي أَبُو عَمْرو بن حَفْص بن الْمُغيرَة عَيَّاش بن أبي ربيعَة بطلاقي، وَأرْسل مَعَه بِخَمْسَة آصَع تمرٍ، وَخَمْسَة آصَع شعيرٍ، فَقلت: أما لي نَفَقَة إِلَّا هَذَا، وَلَا أَعْتَد فِي منزلكم؟ قَالَ: لَا، فشددت عَليّ ثِيَابِي، وأتيت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" كم طَلَّقَك؟ " فَقلت: ثَلَاثًا. قَالَ: " صدق، لَيْسَ لَك نَفَقَة، اعْتدي فِي بَيت ابْن عمك ابْن أم مَكْتُوم " ثمَّ ذكر بَاقِي الحَدِيث فِيمَن خطبهَا، وَفِيه:" وَلَكِن عَلَيْك بأسامة بن زيد ".

وَفِي رِوَايَة أبي عَاصِم عَن الثَّوْريّ عَن ابْن صخير قَالَ:

دخلت أَنا وَأَبُو سَلمَة

ص: 283

ابْن عبد الرَّحْمَن على فَاطِمَة بنت قيس فسألناها فَقَالَت:

كنت عِنْد أبي عَمْرو بن حَفْص بن الْمُغيرَة، فَخرج فِي غَزْوَة نَجْرَان

. . وسَاق الحَدِيث، وَفِي آخِره فِي ذكر أُسَامَة: قَالَت: فتزوجته، فشرفني الله بِأبي زيد، وكرمني بِأبي زيد.

وَفِي رِوَايَة شُعْبَة عَن أبي بكر بن أبي الجهم قَالَ:

دخلت أَنا وَأَبُو سَلمَة على فَاطِمَة بنت قيس زمن ابْن الزبير، فحدثتنا أَن زَوجهَا طَلقهَا طَلَاقا باتاً، وَذكر الحَدِيث بِنَحْوِ حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ.

وَفِي رِوَايَة عبد الله الْبَهِي عَن فَاطِمَة بنت قيس قَالَت:

طَلقنِي زَوجي ثَلَاثًا، فَلم يَجْعَل لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سُكْنى وَلَا نَفَقَة.

3536 -

الثَّالِث: حَدِيث الْجَسَّاسَة.

عَن عَامر بن شرَاحِيل الشّعبِيّ - شعب هَمدَان - أَنه سَأَلَ فَاطِمَة بنت قيس، أُخْت الضَّحَّاك بن قيس - وَكَانَت من الْمُهَاجِرَات الأول، فَقَالَ: حدثيني حَدِيثا سمعته من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَا تسنديه إِلَى أحد غَيره. فَقَالَت: لَئِن شِئْت لَأَفْعَلَنَّ.

فَقَالَ لَهَا: أجل، حدثيني، فَقَالَت:

نكحت ابْن الْمُغيرَة وَهُوَ من خِيَار شباب قُرَيْش يومئذٍ، فأصيب فِي أول الْجِهَاد مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. فَلَمَّا تأيمت خطبني عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فِي نفر من أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، وخطبني رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على مَوْلَاهُ أُسَامَة بن زيد، وَكنت قد حدثت أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:" من أَحبَّنِي فليحب أُسَامَة " فَلَمَّا كلمني رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قلت: أَمْرِي بِيَدِك، فأنكحني من شِئْت. فَقَالَ:" انْتَقِلِي إِلَى أم شريك " وَأم شريك امْرَأَة غنية من الْأَنْصَار، عَظِيمَة النَّفَقَة فِي سَبِيل الله، ينزل عَلَيْهَا الضيفان، فَقلت: سأفعل. قَالَ: " لَا تفعلي، إِن أم شريك كَثِيرَة الضيفان، فَإِنِّي أكره أَن يسْقط عَنْك خِمَارك أَو أَن ينْكَشف الثَّوْب عَن ساقيك، فَيرى الْقَوْم مِنْك بعض مَا تكرهين، وَلَكِن انْتَقِلِي إِلَى ابْن عمك عبد الله بن عَمْرو بن أم

ص: 284

مَكْتُوم " وَهُوَ رجل من بني فهر، فهر قُرَيْش، وَهُوَ الْبَطن الَّذِي هِيَ مِنْهُ - فانتقلت إِلَيْهِ، فَلَمَّا انْقَضتْ عدتي سَمِعت نِدَاء الْمُنَادِي - مُنَادِي رَسُول الله يُنَادي: " الصَّلَاة جَامِعَة " فَخرجت إِلَى الْمَسْجِد، فَصليت مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَكنت فِي النِّسَاء اللَّاتِي تلِي ظُهُور الْقَوْم، فَلَمَّا قضى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم صلَاته جلس على الْمِنْبَر يضْحك، فَقَالَ " ليلزم كل إِنْسَان مُصَلَّاهُ " ثمَّ قَالَ: " تَدْرُونَ لم جمعتكم؟ " قَالُوا: الله وَرَسُوله أعلم. قَالَ: " إِنِّي وَالله مَا جمعتكم لرغبةٍ وَلَا لرهبة، وَلَكِن جمعتكم لِأَن تميماً الدَّارِيّ كَانَ رجلا نَصْرَانِيّا فَبَايع وَأسلم، وحَدثني حَدِيثا وَافق الَّذِي كنت أحدثكُم عَن الْمَسِيح الدَّجَّال: حَدثنِي أَنه ركب فِي سفينة بحريّة مَعَ ثَلَاثِينَ رجلا من لخمٍ وجذام، فلعب بهم الموج شهرا فِي الْبَحْر، ثمَّ أرفأوا إِلَى جَزِيرَة فِي الْبَحْر حَتَّى مغرب الشَّمْس، فجلسوا فِي أقرب السَّفِينَة، فَدَخَلُوا الجزيرة، فلقيتهم دابةٌ أهلب كَثِيرَة الشّعْر، لَا يَدْرُونَ مَا قبله من دبره، فَقَالُوا: وَيلك {مَا أَنْت؟ فَقَالَت: أَنا الْجَسَّاسَة. قَالُوا: وَمَا الْجَسَّاسَة؟ قَالَت: أَيهَا الْقَوْم، انْطَلقُوا إِلَى هَذَا الرجل فِي الدَّيْر، فَإِنَّهُ إِلَى خبركم بالأشواق. قَالَ: لما سمت لنا رجلا، فرقنا مِنْهُ أَنه تكون شَيْطَانَة، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا سرَاعًا حَتَّى دَخَلنَا الدَّيْر، فَإِذا فِيهِ أعظم إنسانٍ رَأَيْنَاهُ قطّ خلقا، وأشده وثاقةً، مجموعةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقه، مَا بَين رُكْبَتَيْهِ إِلَى كَعبه بالحديد، قُلْنَا: وَيلك} مَا أَنْت؟ قَالَ: قد قدرتم على خبري، فَأَخْبرُونِي مَا أَنْتُم؟ قَالُوا: نَحن أنَاس من الْعَرَب، ركبنَا فِي سفينة بحريّة، فصادفنا الْبَحْر حِين اغتلم، فلعب بِنَا الموج شهرا، ثمَّ أرفأنا إِلَى جزيرتك هَذِه، فَجَلَسْنَا فِي أقربها، فَدَخَلْنَا الجزيرة فلقيتنا دَابَّة أهلب كَثِيرَة الشّعْر، لَا نَدْرِي قبله من دبره من كَثْرَة الشّعْر، فَقُلْنَا: وَيلك! مَا أَنْت؟ فَقَالَت: أَنا الْجَسَّاسَة. قُلْنَا: وَمَا الْجَسَّاسَة؟ قَالَت: اعمدوا إِلَى هَذَا الرجل فِي الدَّيْر، فَإِنَّهُ إِلَى خبركم بالأشواق، فأقبلنا إِلَيْك سرَاعًا، وفزعنا مِنْهَا، وَلم نَأْمَن أَن تكون شَيْطَانَة. فَقَالَ: أخبروني عَن نخل بيسان. قُلْنَا: عَن أَي شَأْنهَا تستخبر؟ قَالَ:

ص: 285

أَسأَلكُم عَن نخلها، هَل يُثمر؟ قُلْنَا لَهُ: نعم، قَالَ: يُوشك أَلا يُثمر. قَالَ: أخبروني عَن بحيرة الطبرية. قُلْنَا عَن أَي شَأْنهَا تستخبر؟ قَالَ: هَل فِيهَا مَاء؟ قَالُوا: هِيَ كَثِيرَة المَاء. قَالَ: إِن ماءها يُوشك أَن يذهب. قَالَ: أَخْبرنِي عَن عين زغر. قَالُوا: عَن أَي شَأْنهَا تستخبر؟ قَالَ: هَل فِي الْعين مَاء؟ وَهل يزرع أَهلهَا بِمَاء الْعين؟ قُلْنَا: نعم، هِيَ كَثِيرَة المَاء، وَأَهْلهَا يزرعون من مَائِهَا. قَالَ أَخْبرنِي عَن نَبِي الْأُمِّيين مَا فعل؟ قَالُوا: قد خرج من مَكَّة وَنزل بِيَثْرِب. قَالَ: أقاتلته الْعَرَب؟ قُلْنَا: نعم. قَالَ: كَيفَ صنع بهم؟ فَأَخْبَرنَاهُ أَنه قد ظهر على من يَلِيهِ من الْعَرَب فأطاعوه. قَالَ لَهُم: قد كَانَ ذَلِك؟ قُلْنَا: نعم. قَالَ: أما إِن ذَلِك خير لَهُم أَن يطيعوه، وَإِنِّي مخبركم عني. أَنا الْمَسِيح، وَإِنِّي أوشك أَن يُؤذن لي بِالْخرُوجِ فَأخْرج فأسير فِي الأَرْض، فَلَا أدع قَرْيَة إِلَّا هبطتها فِي الْأَرْبَعين لَيْلَة غير مَكَّة وطيبة، هما محرمتان عَليّ كلتاهما، كلما أردْت أَن أَدخل وَاحِدَة أَو وَاحِدًا مِنْهُمَا استقبلني ملكٌ بِيَدِهِ السَّيْف صَلتا، يصدني عَنْهَا، وَإِن على كل نقبٍ مِنْهَا مَلَائِكَة يحرسونها. قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَطعن بمخصرته فِي الْمِنْبَر:" هَذِه طيبَة، هَذِه طيبَة - يَعْنِي الْمَدِينَة أَلا هَل كنت حدثتكم ذَلِك؟ " فَقَالَ النَّاس: نعم. قَالَ: " فَإِنَّهُ أعجبني حَدِيث تميمٍ، إِنَّه وَافق الَّذِي كنت أحدثكُم عَنهُ، وَعَن الْمَدِينَة وَمَكَّة، أَلا إِنَّه فِي بَحر الشَّام أَو بَحر الْيمن، لَا بل من قبل الْمشرق، مَا هُوَ من قبل الْمشرق، مَا هُوَ من قبل الْمشرق، مَا هُوَ " - وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمشرق. قَالَت: فَحفِظت هَذَا من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.

وَفِي حَدِيث سيار عَن الشّعبِيّ طرفٌ من ذكر الطَّلَاق. ثمَّ قَالَت:

فَنُوديَ فِي النَّاس: إِن الصَّلَاة جَامِعَة. قَالَت: فَانْطَلَقت فِيمَن انْطلق من النَّاس. قَالَت: فَكنت فِي الصَّفّ الْمُقدم من النِّسَاء، وَهُوَ يَلِي الْمُؤخر من الرِّجَال. قَالَت: فَسمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَهُوَ على الْمِنْبَر يخْطب، فَقَالَ:" إِن بني عَم لتميم الدَّارِيّ ركبُوا فِي الْبَحْر. . " وسَاق الحَدِيث، وَفِيه: قَالَت: فَكَأَنَّمَا أنظر إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم وأهوى بمخصرته إِلَى الأَرْض وَقَالَ: " هَذِه طيبَة " يَعْنِي الْمَدِينَة.

ص: 286