الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(213)
فَاطِمَة بنت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها
3439 -
لَهَا حديثٌ وَاحِد فِيمَا سَارهَا بِهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم عِنْد مَوته. هُوَ مَذْكُور فِي مُسْند عَائِشَة، لاشْتِرَاكهمَا فِيهِ. رضي الله عنهما وَعَن الصَّحَابَة والقرابة أَجْمَعِينَ، وَالتَّابِعِينَ لَهُم بِإِحْسَان إِلَى يَوْم الدّين.
(214)
الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أم الْمُؤمنِينَ أم سَلمَة بنت أبي أُميَّة بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم بن يقظة بن مرّة بن كَعْب بن لؤَي رضوَان الله عَلَيْهَا
3440 -
الحَدِيث الأول: عَن زَيْنَب بنت أم سَلمَة عَن أم سَلمَة: أَن أم سليم - وَهِي امْرَأَة أبي طَلْحَة - قَالَت: يَا رَسُول الله، إِن الله لَا يستحي من الْحق، فَهَل على الْمَرْأَة الْغسْل إِذا احْتَلَمت؟ قَالَ:" نعم، إِذا رَأَتْ المَاء " فَقَالَت أم سَلمَة: وتحتلم الْمَرْأَة؟ فَقَالَ: " تربت يداك، فَبِمَ يشبهها وَلَدهَا؟ ".
وَفِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن هِشَام بِمثل مَعْنَاهُ، وَزَاد: قَالَت:
فضحت النِّسَاء.
وَفِي رِوَايَة أبي مُعَاوِيَة:
فغطت أم سَلمَة وَجههَا وَقَالَت: يَا رَسُول الله، وتحتلم الْمَرْأَة؟ قَالَ:" نعم، تربت يَمِينك، فَبِمَ يشبهها وَلَدهَا؟ ".
وَفِي حَدِيث يحيى بن سعيد عَن هِشَام: فَضَحكت أم سَلمَة.
3441 -
الثَّانِي: عَن زَيْنَب بنت أبي سَلمَة عَن أم سَلمَة: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم رأى فِي بَيتهَا جَارِيَة فِي وَجههَا سفعةٌ، فَقَالَ:" استرقوا لَهَا؛ فَإِن بهَا النظرة " يَعْنِي: بوجهها صفرَة.
3442 -
الثَّالِث: عَن زَيْنَب بنت أبي سَلمَة عَن أم سَلمَة قَالَت: شَكَوْت إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنِّي أشتكي. فَقَالَ: " طوفي من وَرَاء النَّاس وَأَنت راكبةٌ " فطفت وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إِلَى جنب الْبَيْت يقْرَأ ب {الطّور وَكتاب مسطور} .
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن أم سَلمَة
زوج النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ وَهُوَ بِمَكَّة وَأَرَادَ الْخُرُوج، وَلم تكن أم سَلمَة طافت بِالْبَيْتِ وأرادت الْخُرُوج، فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" إِذا أُقِيمَت صَلَاة الصُّبْح فطوفي على بعيرك وَالنَّاس يصلونَ " فَفعلت ذَلِك، فَلم تصل حَتَّى خرجت. لم يذكر فِيهِ زَيْنَب.
3443 -
الرَّابِع: عَن زَيْنَب بنت أبي سَلمَة عَن أم سَلمَة قَالَت: قلت: يَا رَسُول الله، هَل لي أجرٌ فِي بني أبي سَلمَة أَن أنْفق عَلَيْهِم، وَلست بتاركتهم هَكَذَا وَهَكَذَا، إِنَّمَا هم بني؟ فَقَالَ:" نعم، لَك أجر مَا أنفقت عَلَيْهِم ".
3444 -
الْخَامِس: عَن زَيْنَب بنت أبي سَلمَة عَن أم سَلمَة: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ عِنْدهَا وَفِي الْبَيْت مخنث، فَقَالَ لعبد الله بن أبي أُميَّة أخي أم سَلمَة: يَا عبد الله، إِن فتح الله لكم غَدا الطَّائِف فَإِنِّي أدلك على ابْنة غيلَان، فَإِنَّهَا تقبل بِأَرْبَع وتدبر بثمان. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" لَا يدخلن هَؤُلَاءِ عَلَيْكُم " قَالَ ابْن جريج: المخنث هيت.
3445 -
السَّادِس: عَن زَيْنَب بنت أبي سَلمَة عَن أم سَلمَة قَالَت: بَينا أَنا مُضْطَجِعَة مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي الخميلة إِذْ حِضْت، فانسللت وَأخذت ثِيَاب حيضتي، فلبستها، فَقَالَ لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" أنفست؟ " قلت: نعم. فدعاني فاضطجعت مَعَه فِي الخميلة. قَالَت: وَكَانَت هِيَ وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم يغتسلان فِي الْإِنَاء الْوَاحِد من الْجَنَابَة. لفظ حَدِيث مُسلم عَن أبي مُوسَى، لم يزدْ.
وَفِي حَدِيث البُخَارِيّ عَن سعد بن حَفْص نَحوه، وَزَاد: قَالَت:
وحدثتني أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ يقبلهَا وَهُوَ صَائِم. قَالَت: وَكنت أَغْتَسِل أَنا وَالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي إِنَاء وَاحِد من الْجَنَابَة.
وَفِي حَدِيث مُسَدّد نَحوه، وَفِيه هَذِه الزِّيَادَة.
وَلمُسلم من حَدِيث أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن زَيْنَب عَن أمهَا أَنَّهَا قَالَت:
كَانَت هِيَ وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم يغتسلان فِي الْإِنَاء الْوَاحِد من الْجَنَابَة.
3446 -
السَّابِع: عَن زَيْنَب عَن أمهَا أم سَلمَة: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سمع جلبة خصمٍ بِبَاب حجرته، فَخرج إِلَيْهِم فَقَالَ:" إِنَّمَا أَنا بشرٌ، وَإنَّهُ يأتيني الْخصم، فَلَعَلَّ بَعضهم أَن يكون أبلغ من بعض فأحسب أَنه صَادِق فأقضي لَهُ، فَمن قضيت لَهُ بِحَق مسلمٍ فَإِنَّمَا هِيَ قِطْعَة من النَّار، فليحملها أَو يذرها ".
وَفِي رِوَايَة القعْنبِي عَن مَالك:
إِنَّمَا أَنا بشر، وَإِنَّكُمْ تختضمون إِلَيّ، وَلَعَلَّ بَعْضكُم أَن يكون أَلحن بحجته من بعض، فأقضي على نَحْو مَا أسمعهُ، فَمن قضيت لَهُ بِحَق أَخِيه فَإِنَّمَا أقطع لَهُ قِطْعَة من النَّار ".
وَفِي رِوَايَة سُفْيَان الثَّوْريّ عَن هِشَام بن عُرْوَة نَحوه، وَقَالَ:
فَمن قضيت لَهُ من أَخِيه شَيْئا فَلَا يَأْخُذ، فَإِنَّمَا لَهُ قِطْعَة من النَّار ".
3447 -
الثَّامِن: عَن حميد بن نَافِع عَن زَيْنَب بنت أبي سَلمَة عَن أمهَا أم سَلمَة: أَن امْرَأَة توفّي عَنْهَا زَوجهَا، فخشوا على عينهَا، فَأتوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنوه فِي الْكحل، فَقَالَ:" لَا تكتحل، قد كَانَت إحداكن تمكث فِي شَرّ أحلاسها أَو شَرّ بَيتهَا، فَإِذا كَانَ حولٌ فَمر كلبٌ رمت ببعرة. فَلَا، حَتَّى تمْضِي أَرْبَعَة أشهر وَعشر ".
زَاد فِي رِوَايَة البُخَارِيّ عَن آدم:
قَالَ حميد: وَسمعت زَيْنَب بنت أم سَلمَة تحدث عَن أم سَلمَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يحل لامْرَأَة مسلمة تؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن تحد فَوق ثَلَاثَة أَيَّام إِلَّا على زَوجهَا، أَرْبَعَة أشهر وَعشرا ".
وَقد رَوَت زَيْنَب بنت أبي سَلمَة هَذَا الْمَعْنى عَن أمهَا وَعَن غَيرهَا. وَهُوَ عِنْد مُسلم أَيْضا، وَسَيَأْتِي هَذَا الْمُشْتَرك فِيمَا بعد فِي مُسْند زَيْنَب بنت جحش إِن شَاءَ الله عز وجل.
3448 -
التَّاسِع: عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق عَن أم سَلمَة زوج النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الَّذِي يشرب فِي إِنَاء الْفضة إِنَّمَا يجرجر فِي بَطْنه نَار جَهَنَّم ".
زَاد عِنْد مُسلم فِي رِوَايَة على بن مسْهر عَن عبيد الله:
إِن الَّذِي يَأْكُل وَيشْرب فِي آنِية الْفضة وَالذَّهَب ".
وَلمُسلم من رِوَايَة عُثْمَان بن مرّة عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن عَن خَالَته أم سَلمَة
قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
من شرب فِي إناءٍ من ذهبٍ أَو فضَّة، فَإِنَّمَا يجرجر فِي بَطْنه نَارا من جَهَنَّم ".
وَلَيْسَ لعبد الله بن عبد الرَّحْمَن عَن أم سَلمَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا.
3449 -
الْعَاشِر: عَن أبي رشدين كريب مولى ابْن عَبَّاس: أَن عبد الله بن عَبَّاس وَعبد الرَّحْمَن بن أَزْهَر والمسور بن مخرمَة أَرْسلُوهُ إِلَى عَائِشَة زوج النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: اقْرَأ عليها السلام منا جَمِيعًا، واسألها عَن الرَّكْعَتَيْنِ بعد الْعَصْر، وَقل: إِنَّا أخبرنَا أَنَّك تصلينهما، وَقد بلغنَا أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نهى عَنْهُمَا. قَالَ ابْن عَبَّاس وَكنت أضْرب مَعَ عمر بن الْخطاب النَّاس عَنْهُمَا. قَالَ كريب: فَدخلت عَلَيْهَا وبلغتها مَا أرسلوني بِهِ، فَقَالَت: سل أم سَلمَة. فَخرجت إِلَيْهِم فَأَخْبَرتهمْ، فردوني إِلَى أم سَلمَة بِمثل مَا أرسلوني بِهِ إِلَى عَائِشَة. فَقَالَت أم سَلمَة: سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم ينْهَى عَنْهُمَا، ثمَّ رَأَيْته يُصَلِّيهمَا حِين صلى الْعَصْر، ثمَّ دخل عِنْدِي نسْوَة من بني حرَام من الْأَنْصَار، فَأرْسلت إِلَيْهِ الْجَارِيَة فَقلت: قومِي بجنبه فَقولِي: تَقول لَك أم سَلمَة: يَا رَسُول الله، سَمِعتك تنْهى عَن هَاتين الرَّكْعَتَيْنِ وأراك تصليهما، فَإِن أَشَارَ يُبْدِهِ فاستأخري عَنهُ، فَفعلت الْجَارِيَة، فَأَشَارَ بِيَدِهِ فاستأخرت عَنهُ، فَلَمَّا انْصَرف قَالَ:" يَا ابْنة أبي أُميَّة، سَأَلت عَن الرَّكْعَتَيْنِ بعد الْعَصْر، وَإنَّهُ أَتَانِي ناسٌ من عبد الْقَيْس بِالْإِسْلَامِ من قَومهمْ، فشغلوني عَن الرَّكْعَتَيْنِ بعد الظّهْر، فهما هَاتَانِ ".
3450 -
الْحَادِي عشر: عَن عِكْرِمَة بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام المَخْزُومِي عَن أم سَلمَة: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم حلف لَا يدْخل على بعض أَهله شهرا، فَلَمَّا مضى تسع وَعِشْرُونَ يَوْمًا غَدا عَلَيْهِم - أَو رَاح - فَقلت: يَا نَبِي الله: حَلَفت أَلا تدخل عَلَيْهِنَّ شهرا. فَقَالَ: " إِن الشَّهْر يكون تسعا وَعشْرين ".
وَفِي حَدِيث أبي عَاصِم وَحده:
أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم آلى من نِسَائِهِ شهرا. . وَذكر نَحوه.
3451 -
الثَّانِي عشر: عَن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث من رِوَايَة عبد الله ابْن كَعْب الْحِمْيَرِي عَنهُ: أَن مَرْوَان أرْسلهُ إِلَى أم سَلمَة يسْأَل عَن الرجل يصبح جنبا: أيصوم؟ فَقلت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من جماعٍ لَا حلم، ثمَّ لَا يفْطر وَلَا يقْضِي.
وَفِي رِوَايَة سمي مولى أبي بكر عَن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن قَالَ:
كنت أَنا وَأبي، فَذَهَبت مَعَه حَتَّى دَخَلنَا على عَائِشَة، فَقَالَت: أشهد على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن كَانَ ليُصبح جنبا من جماعٍ غير احْتِلَام، ثمَّ يَصُوم. ثمَّ دَخَلنَا على أم سَلمَة فَقَالَت مثل ذَلِك.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُلَيْمَان بن يسَار عَن أم سَلمَة قَالَت:
كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من غير احْتِلَام، ثمَّ يَصُوم.
وَلَيْسَ لِسُلَيْمَان بن يسَار عَن أم سَلمَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. وَهَذَا الحَدِيث فِي مُسْند عَائِشَة مُسْتَوفى مَعَ قصَّة لأبي هُرَيْرَة فِي ذَلِك.
3452 -
الثَّالِث عشر: من الْمُتَّفق عَلَيْهِ من ترجمتين: أخرجه البُخَارِيّ من رِوَايَة زَيْنَب بنت أبي سَلمَة عَن أمهَا أم سَلمَة زوج النَّبِي صلى الله عليه وسلم: أَن امْرَأَة من أسلم يُقَال لَهَا سبيعة كَانَت تَحت زَوجهَا، فَتوفي عَنْهَا وَهِي حُبْلَى، فَخَطَبَهَا أَبُو السنابل بن بعكك، فَأَبت أَن تنكحه، فَقَالَ: وَالله مَا يَصح أَن تنكحي حَتَّى تعتدي آخر الْأَجَليْنِ. فَمَكثت قَرِيبا من عشر لَيَال، ثمَّ جَاءَت النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" انكحي ".