المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌مقدمة بسم الله الرحمن الرحيم   الحمد لله ذي الجلال والإكرام، والفضل والطَّول - الحج من نظم الإمام العمريطي الشافعي في «نهاية التدريب في نظم غاية التدريب»

[محمد محيي الدين حمادة]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌شروط وجوب الحج

- ‌أركان الحج

- ‌الركن الأول من أركان الحج هو الإحرام

- ‌الركن الثاني الوقوف بعرفة

- ‌الركن الثالث: الحلق أو التقصير

- ‌الركن الرابع: السَّعي

- ‌الركن الخامس الطواف:

- ‌الركن السادس: ترتيب معظم الأركان

- ‌واجبات الإحرام

- ‌الواجب الأول: الإحرام من الميقات

- ‌الواجب الثاني: الرمي

- ‌الواجب الرابع: المبيت بمنى

- ‌الواجب الخامس: التحذير من الوقوع في محرمات الإحرام

- ‌الواجب السادس: طواف الوداع:

- ‌أبرز المستحبات في الحج

- ‌محرمات الإحرام

- ‌الفداء من اقتراف محظورات الإحرام

- ‌الدماء في الإحرام(أقسامها ـ خصوصيتها ـ ما يقوم مقامها)

- ‌دم التخيير والتقدير

- ‌دم التخيير والتعديل

- ‌شرب زمزمٍ ندبٌ

- ‌ملحق هام في أبرز مزارات مكة

- ‌ غار ثور

- ‌دار الندوة:

- ‌دار السيدة خديجة رضي الله عنها:

- ‌الأخشبان:

- ‌شِعبُ أبي طالب:

- ‌المحصَّب

- ‌مسجد الراية:

- ‌مسجد خالد بن الوليد:

- ‌مقبرة المعلاة:

- ‌سَرِف:

- ‌مسجد الفتح بالجموم:

- ‌غار حراء:

الفصل: ‌ ‌مقدمة بسم الله الرحمن الرحيم   الحمد لله ذي الجلال والإكرام، والفضل والطَّول

‌مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ذي الجلال والإكرام، والفضل والطَّول والإنعام، الذي هدانا للإسلام، وعرفنا على الشرائع والأحكام، وجعل منها جسراً لسعادة أصحاب الإيمان، وجعل من ذلك قاعدة مطردة في الدنيا والأُخرى على الدوام، والذي أكرمنا بأركان الإسلام وبسط من التوحيد أساساً متيناً استندت إليه كل الأقسام، ورفع الركن الأول في هذا الصرح العظيم بالصلاة لتكون هاتف الوصل مع ربِّ العالمين من قبل كل الأنام، ورفع الركن الثاني بعبادة مالية تسري بالتراحم والتعاضد بين أبناء الإسلام، ورفع الركن الثالث بالصيام لله تعالى، الذي يجزي به كل من أخلص القصد للديّان، ثم رفع الركن الرابع بالحج إلى بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلاً فجمع فيه سائر مقاصد القرآن.

لهذا فإن حزم الأمتعة صوب دار الإسلام الأولى، ونحو جذور التوحيد الراسخة ـ حيث أصولها وعبق رجالها هناك ـ هي أحد أركان الدين، ومن أجل القربات لرب العالمين، لأنها دعوة السماء إلى مائدة الرحمن في بيته العتيق الذي أقامه فوق هذه الأرض؛ ولأنها شعار كافة الرسل والأنبياء؛ ولأن نفحات الله في دنيا الناس تنال مكة منها النصيب الوافر، ولربما كانت جميعها تنزل هناك، ومن ثَمّ تقسم أرزاقها على العباد في أنحاء الأرض، تأخذ كل بقعة حصّتها القادمة إليها من بيت العزة والجبروت، بيت الله الحرام.

ص: 5

إنّ الحضارة التي يطمح إليها بنو الإنسان في عدالتها، ورأفتها، ومساواتها، وتكامل أبناء البشر فيها، وتعاضدهم لإنجاز مشروع الرقي فوق كوكبنا الصغير في شتى المرافق الإنسانية: الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والرياضية، الإقليمية منها والقطرية والدولية، الآسيوية والإفريقية والغربية، الروحية والمادية، إنما تتجسد وتختزل في مدرسة الحج الكبرى التي تستقدم مندوبين عن كل فعاليّات البشر لتصهر منهم خلقاً آخر يعرف قدر نسبته إلى الإنسانية الأم، في الوقت الذي لا يجهل فيه قدر انتسابه إلى بني جنسه، وقومه، ومهنته، فهما دائرتان لا تطغى إحداهما على أُخرى، كل ذلك برعاية الإسلام الذي هو أرقى دائرة تحيط بكل الدوائر المذكورة، ترعاها، وتنسق فيما بينها، وعلى الخصوص في فريضة الحج التي تنبض بالدروس العملية لسموّ بني البشر (1).

فالذي يقصد مكة المكرمة لا بد وأن تحيا في قلبه وفكره وممارساته اليومية المعاني الحضارية التي لا يعمى عنها إلَّا من فقد نور البصيرة، وغرق في أوحال الجهل، لذلك لم يفرض الباري عز وجل الحج إلى المسجد الحرام إلا مرة واحدة في العمر إلا إن اضطر الإنسان لقضاء فائتٍ أو أداء نذرٍ فرضه على نفسه بنفسه؛ لأن الرحلة العظيمة في وسائلها وغاياتها تحتاج من المسلم استعداداً تثقيفياً بالمبادئ الحضارية التي ينسجها الإسلام من مقدّمات وموضوعات هذه الرحلة الجهادية، التي هي تكليف شاق بالجهد والمال للارتحال من مواطن الحل إلى أرض الحرم، ومن عموم الأرض إلى خصوصها، ومن مستوى محدد في

(1) البعد الحضاري لفريضة الحج «الركن الخامس» للمؤلف، ومن ثَمّ تعرضت للعقبة الكؤود التي تعيق بروز ما دعا إليه الإسلام من مقاصد حضارية.

ص: 6

الفيوضات الإلهية إلى جرعات عالية ترتقي بالروح والنفس، حيث ينتقل الحاج كالنحلة يرتشف من رحيق الآيات البيّنات في مكة (1) والكعبة (2) والحجر الأسود (3) وحجر إسماعيل (4) والطواف (5) والسعي (6) والمقام (7)

(1) مثلاً مكة لها خط طول وحده في العالم لا يتأثر بالذبذبات المغناطيسية، وهو الشيء الذي يستلزم أن تكون البلدة الحرام الخط الرئيسي الذي ترسم من خلاله الخرائط المدنية والعسكرية في العالم، ومن جانبيه تتوالى الخطوط، وذلك بقوة الحجة العلمية التي نملكها اليوم، لا بحجة القوة التي ملكتها بريطانيا فجعلت بها الخط الرئيس يمر من قرية غرينتش قرب لندن.

انظر للتوسع في تغطية هذه النقطة وما يتلوها من نقاط في هذه المقدمة كتاب «الركن الخامس» حيث جلَّيتُ بتوفيق الله كل شيء في موضعه.

(2)

مثلاً أركان الكعبة في الجهات الأصلية بدقة، وبناؤها متين يقدر على مواجهة عوامل التأثير المختلفة آلاف السنين، رغم مضي آلاف السنين على بنائها، والوسائل البدائية التي استخدمت آنذاك مما يؤكد أن قواعد البيت رفعت بعناية الله، ووصايا الوحي جبريل.

(3)

فالحجر الأسود الذي وضع في الركن المسمى باسمه علامة لبدء الطواف واختتامه في كل شوط ثبت علمياً أنه نيزك من نوع فريد لم يعرفه البشر، وهو ما يؤكد الروايات التي وردت في فضله من أنه ياقوتة نزلت من الجنة سوّدته ذنوب الخلق.

(4)

فحجر إسماعيل من البيت، وهو موقع فيه من الأنوار التي تتنزل على عباد الله هناك ما لا حصر له، جعلني الله وإياك ممن تذوق لذة المناجاة والتذلل والانكسار بين يدي الله.

(5)

الطواف حول البيت موافق لحركة دوران الوجود كله من النواة إلى الكواكب إلى المجرات، لذلك فإنه انسجام بين عبودية الإنسان الاختيارية وعبودية الموجودات القسرية أمَرَ به من أخضع كل شيء لحكمه، وإنْ من شيء إلا يسبح بحمده، ولكن لا تفقهون تسبيحهم.

(6)

السعي جزء من ماراتون المسلمين، وهو مسيرة وفاء لسعي أمنا هاجر، وتخليد لذكراها وذكرى من سار على نهجها من الصالحين.

(7)

هو آية من آيات الله، قام عليه إبراهيم لبناء البيت، وفيما بين الركن والمقام قبور لأربعة من أنبياء الله هم نوح وهود وصالح وشعيب، كما جاء في الأثر، وإن كان لم يثبت، ولذلك لا يتنافى ذلك مع الطواف. قال العلامة ابن حجر الهيثمي بعد أن ساق الخبر في حاشيته على شرح الإيضاح في مناسك الحج للنووي ص 9: «ويرد بأن مقبرة الأنبياء لاتكره الصلاة؛ لأنهم أحياء في قبورهم يصلون ويتعبدون، فإن قلت: الكراهة أو الحرمة لازمة من جهة أُخرى وهي أن المصلي ثَمَّ يستقبل قبر نبي؟ شرط الحرمة أو الكراهة تحقق ذلك وهذا غير محقق هنا.

ص: 7

وزمزم (1) وسواها كثير من مواقع الطهر والرحمة.

ومن الوسائل التي مارسها الإسلام في تهيئة المسلم حاجّاً أو معتمراً لدخول مكة، أن أقام له في الطريق المواقيت، وألزمه بالإحرام، وحظّر عليه قائمة من المباحات التي صارت بإحرامه غير جائزة، وذلك على بعدٍ يمتد من عشرات الكيلومترات إلى مئاتٍ منها، حسب الميقات، وفي هذا خطوة رائدة من الركن الخامس لتثقيف المسلم قبل الوصول إلى مكة، من خلال هذه اللَّفتة التي تهز المحرم أن تهيَّأْ واستعدَّ فأنت قادم على مكّة التي لا توجد مدينة في الدنيا مثلها، ولا يَسْتَقبلُ إنسان بقعة في الوجود كله على نحوها، وهو ما يورث تفاعلاً في كيان المسلم يجعله أكثر إحساساً بالمعاني الحضارية التي تبدأ بالتوارد على فكره وقلبه، فيصطبغ بها سلوكه، في حقيقة يتراجع عن رصدها البيان. نعم يستشعر أحدنا منذ إحرامه بالميقات خشيةً بين يدي مولاه، وتسليماً لأمره، واستحضاراً لذكرى الموت والبلى، وتواضعاً لرب العالمين، ولعباده المسالمين، وهو يرتدي ثوب الأكفان الذي يجرده من كل شيء إلا العمل الصالح، في تشبيه بليغ بلحظة يخلد فيها إلى الموت في قبر تتبخر فيه كل الزخارف الدنيوية حين يذهب الأهل والجاه، ولا يؤنس المرء هناك إلَّا ما أخلصه من عملٍ صالح لمن لا تضيع عنده الودائع.

ومع بدء العدّ العكسي لدخول مكّة يخفق القلب، وتصفو المشاعر، وتتبلور الأفكار حين تسكب العبرات فرحاً بالوصول الموفق، حيث تحضر بقوة

(1) زمزم آية من آيات الله، وهي تفيض أكثر من ستين ألف ليتر في الساعة، وهي ماء حير الباحثين لغزير فوائده، ثم لم يعرف مصدره بعد لكن الأنفاق الشعرية وغير الشعرية الممتدة إلى مكة تثبت أن مصادره مختلفة.

ص: 8

هيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سبق كل الحجاج والعمار في هذه الأمة إلى البيت الحرام، وها هم أولاء على أثره تترى، يتابعون أدق تفصيلات حجه وعمرته وسائر أعماله.

ثم تبلغ الخشية شَأْواً عظيماً ما إنْ يُكَحِّل العين برؤية البيت، وتجوب في أنحائه بمشاهدة الآيات البيِّنات، ثم يرتفع مؤشر الهيبة والخشية إلى ذروته، ونحن نشتمُّ عبق التوحيد، وعبق الرسل والأنبياء والملائكة المكرمين، التي تفوح في جنبات البيت العتيق.

ومع كل معنى نعايشه في إحدى محطات النسك والبيت ثمة أحكام ترافقه في الزمان، والمكان، وخصوص الفعل، ولزوم المتابعة لهدي الكتاب والسنّة، وما لم يؤدّ المسلم حجه موافقاً للصواب، فهو على خطر عظيم من بطلان أو فساد.

هذه الحاجة التثقيفية في الفكر والروح والأداء هي التي شكلت عندي الحافز للتصنيف في عبادة هي من أجلِّ فرائض وأركان الإسلام في زمن برزت فيه ظاهرة الكتابة في هذا الفن، وبلغت فيه من الكثرة حدّاً يدعو للقلق؛ لأنها في معظمها كتاباتٌ اعتمدت الاختصار والتكرار والنسخ عن بعضها بعضاً دون عَزوٍ، فيما ينسبه كل ناسخ لنفسه، مع إقصاء لغة التحقيق لموضوعاتها، والتخريج لأحاديثها، وهو ما يوحي بطبيعة هذا البعض أنهم ليسوا من أصحاب الاختصاص أو من أنصاف المتعلمين، في ظل غياب للحقوق الفكرية بين بعض رواد هذا المجال الذي يدور حول الإشراف على رحلات الحجاج والعمار إلى الديار المقدسة، والذي لا يرعوي بعض المنتسبين إليه ظلماً وزوراً في ظل رعونات شخصية أن يحرص على وضع مصنف خاص به أمام الناس ولو

ص: 9

بوسيلة النسخ غير المشروع لإضافة المصداقية على شخصه، وهو الذي يفتقد إلى أيّ جهة علمية رسمية أو غير رسمية توثيق لنا علمه (1).

بدأت في هذه المهمة ـ بعد أن استشرت واستخرت الله تعالى ـ فعكفت على الحديث الطويل الذي يروي به جابر رضي الله عنه أحداث حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم مرحلة إثر مرحلة، ومحطة تلو أُخرى، من المدينة إلى الميقات، إلى مكة، إلى المشاعر، إلى طواف الوداع، وهي دراسة لا تعتمد الأسلوب التقليدي في تقسيم المناسك إلى أركان وواجبات وآداب، فسرتُ على بركة الله أقطف من ثمار جهابذة العلماء الذين تلقتهم الأمة بالقبول قرابة ثلاث سنين، فلما أُنجز العمل بتوفيق ربي وعنايته، فوجئت بأنّ مصنَّف «الركن الخامس» يخلو من أبحاث رئيسة لم يتناولها جابر في روايته من نحو محرمات الإحرام، ومباحث الكفارات، فانشرح الصدر مرة أخرى لمتابعة البحث في كتاب آخر من خلال ما نظمه العلامة العمريطي في نهاية التدريب في نظم غاية التقريب في فقه السادة، فاخترت لك منها نظم كتاب الحج الذي يبدأ بقوله:

(كل أمرى فملزم كما أُمِرْ

بأن يحج مرة ويعتمرْ)

وانتهى بقوله:

(1) بالتأكيد لم أتحدث بكلمتي السابقة عن كتاب معاصرين لهم مصداقيتهم العلمية، من المعاهد أو الجامعات الشرعية سواء منهم من انتمى إلى سلك خدمة ضيوف الرحمن المباشر أو لم ينتم، وفي مقدمة أولئكم فضيلة أستاذنا الدكتور نور الدين عتر، وأستاذنا الدكتور توفيق رمضان البوطي، وأُستاذنا الدكتور وهبة الزحيلي حفظهم الله تعالى، ونفعنا بهم وبعلومهم آمين، فهؤلاء وأمثالهم لا غنى لأحد عن مصنفاتهم المفيدة، وسمعتهم العلمية التي طارت بالآفاق، وعدالتهم التي هي كنزٌ نادر نفتقده اليوم في شريحة من المسلمين تتصدى للدعوة والعلم دون أن تمتلك أدواته ومرتكزاته.

ص: 10

وشربنا من ماءٍ زمزم ندبْ

للدين والدنيا وكلِّ ما طُلِبْ

كالعلمِ والنكاحِ أيضاً والشِّفا

وأن نزورَ بعدُ قبرَ المصطفى

صلى عليه ربُّنا وسلّما

وآله وصحبه وكرَّما

لم أقتصرْ في هذا الكتاب على ما فاتني في سابقه، وإنما جعلت منه سفراً متكاملاً ومستقلاً عن قرينه في كل شيء، غير أني سلكت مسلك الاختصار فيما سبق لي تغطيته مفصلاً هناك، ثم زدتُ هنا فوائد لم يكتبْ لي المولى تدوينها في «الركن الخامس» من نحو المسائل التي بحثَتها المجامع الفقهية وأصدرت فيها قراراتها بعد أن تعددت فيها آراء الناس وتضاربت، فذكرت كل قرار بنصه، ونسبته إلى المكان والتاريخ الذي صدر فيه توثيقاً مني لمادته، مما جعل العمل في هذا الكتاب مكملاً لما فات مع الكثير من التوفيق والخصوصية.

هذا التصنيف لا يلغي الحاجة إلى مؤلفين معاصرين كنت طوال السنوات المنصرمة أعتمد ما دونوه مرجعاً مزدوجاً لشخصي، ولحجاجي، على حد سواء، من أمثال من صرحت بفضلهم في الحاشية، إلا أن الموضوع الذي تناولته في هذين الكتابين، هو قفزة رائدة ـ فيما أعتقد ـ في خطة بحث أكثر شمولية، وذات مقاصد وغايات عديدة، إلى جانب الغوص في الأعماق لسبر أغوار المقاصد الحضارية لرسالة الحج القديمة قدم الإنسان، الباقية مع بقاء نبض الحياة في تاريخ البشر، فهي انعكاس لمعجزة القرآن خاصة، ومعجزة الإسلام عامة، الذي لا يشبع منه العلماء، ولا تنفد كنوزه ولآلئه.

ومع كل خطوة خطوتها كنت ولا أزال أعترف بالفضل لأهله من أُمناء هذه الأمة الذين نذروا حياتهم شمعة تذوب ليحيا الإسلام، لم أستثنِ أحداً من

ص: 11

متقدمين أو متأخرين أو معاصرين ناسب ذكر أقوالهم في الكتاب من نحو مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد، إلى البخاري ومسلم وأصحاب السنن، إلى النووي والرافعي، إلى ابن حجر الهيثمي وابن حجر العسقلاني إلى الدكتور البوطي والزحيلي ود. عتر وغيرهما من الأئمة والعلماء الثقات الذين وثقت الكثير من موضوعات البحث بنقول عنهم، وزيَّنتُ بها الكتابين، وقاء لهم، وتبركاً بعلمهم وصدقهم، وما أرجوه من المولى سبحانه وتعالى أن يجعل جهد المقلِّ هذا حسنة مقبولة في ميزان صحائفهم؛ لأنني أجدُ نفسي بالنسبة لكلِّ من بنى فيَّ لبنة نافعة في البيت أو المدرسة أو المسجد أو الجامعة، صدقة جارية في صحيفته، إنْ قُبلتْ فبفضل الله ورحمته، فبذلك فليفرحوا، وإن رُدَّت ـ لا سمح الله ـ فبتقصيري وغفلتي وخطيئتي، ولا يظلم ربك أحداً، والله يقول الحق، وهو يهدي السبيل.

محمد محيي الدين حمادة الغنيمي الميداني

دمشق في 19/ 3 /2006 م

الموافق 20/ 2 (صفر) / 1427 هـ

ص: 12