ولم يكن موصوفًا بجمود النَّقَلة، بل كان ذا دراية، ونقد - الدر المنظوم من كلام المصطفى المعصوم صلى الله عليه وسلم

ولم يكن موصوفًا بجمود النَّقَلة، بل كان ذا دراية، ونقد عن بصيرة ومعرفة، وله مآخذ على أهل اللغة، وعلى كثير من المحدثين (1).

وفي كتابنا هذا سوف ترى كيف حكم على بعض الأحاديث بالضعف وإن كانت من أدلة مذهبه، شأنه شأن كل إمام منصف يدور مع الحق حيث دار.

‌

‌شيوخه:

قبل الشروع في ذكر شيوخ مُغْلَطاي، أشير إلى أن بعض معاصريه تكلم في أخذه عن بعض شيوخه، وشكك في سماعه منهم، أو إجازتهم له؛ والعمدة في ذلك قوله، فهم شيوخه وهر أدرى بهم: من هم؟ ومتى سمع منهم؟ فإن قال: حدثني فلان، أو أجازني فلان، مع معاصرته لذلك الشيخ وإمكان اللقاء بينهما فبقوله نأخذ.

كيف لا، وهو أمين لدينا في دين الله، ومُصَدَّق عندنا في النقل عن الله ورسوله، فلأن يكون مُصدقًا في مثل هذه الأمرر أحرى وأجدر.

إذا ثبت هذا فإني ذاكرٌ شيوخَ مُغْلَطاي جميعَهم، مُتَرجمًا لكل شيخ بترجمة مختصرة، مُرتِّبا لهم على سني الوفاة، فأقدم من تقدَّت وفاتُه على من تُوفِّي بعد ذلك، ثم من توفي بعده، وهكذا، ذاكرًا أهمَّ مصادر ترجمته، والمصدرَ الذي عدَّ المترجمَ من شيوخ مُغلَطاي، فأقول -ومن الله أستمد العون والتوفيق-:

1 -

علي بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن، السَّعدي، المَقْدِسي، الصالحي، الحنبلي، الفَخْرُ ابنُ البخاري، أبو الحسن، مُسْنِد الدنيا، الرُّحْلة.

ولد سنة 595 هـ، وتوفي سنة 690 هـ، عن خمس وتسعين سنة.

سمع من حنبل، وابن طَبَرْزَد، وخلق. وأجاز له أبو المكارم اللبان، وابن الجوزى، وخلق كثير.

رحل الطلبة إليه من البلاد، وألحق الأحفاد بالأجداد، في علو الإسناد (1). ولمغلطاي إجازة منه (2).

2 -

محمد بن علي بن وَهْب بن مُطِيع بنِ أبي الطّاعة، أبو الفتح، تَقِيُّ الدين، ابنُ دَقِيق العِيد، القُشَيريُّ، القُوصيُّ، قاضي قُضاةِ الشافعية، حاكمُ الحُكَّامِ، حُجَّةَ الإسلام، مفتي الأنام، شيخُ الإسلام، الفقيهُ المالكيُّ ثم الشافعيُّ.

ولد بالبحر سنه 625 هـ، وتوفي بالقاهرة سنه 702 هـ، عن سبع وسبعين سنة.

سمع الكثير، ورحل، وخرَّج، وصنّف مُصنَّفاتٍ عديدةً، فريدةً مفيدةً، منها:"إحكام الأحكام"، و"الاقتراح"، و"الإلمام بأحاديث الأحكام" وكلُّها مطبوع و"الإمام" وهو كاسمه، وله غير ذلك، وكان رأسًا في العلم والعمل (1).

سمع منه مغلطاي (2).

3 -

أحمد بن رجب بن الحسن بن محمد، أبو العباس، السَّلامي، البغدادي نزيل دمشق، والدُ المحدث المشهور، الإمامِ زين الدين عبد الرحمن بن أحمد ابن رجب الحنبلى.

ولد سنة 644 هـ ببغداد، ونشأ بها، وتوفي بدمشق سنة 705 هـ.

قرأ بالروايات، وطلب الحديث، ورحل إلى مصر وغيرها، وكان دَيِّنًا، خَيِّرًا، عفيفًا (3).

حدَّث عنه مغلطاي (1).

4 -

عبد المؤمن بن خلف بن أبى الحسن، أبو محمد، شرف الدين الدِّمْياطى الشافعي، الإمام، الحافظ، الحجة، الفقيه، النّسَّابة، شيخ المحدثين، صاحب التصانيف.

ولد آخر سنة 613 هـ، وتوفي سنة 705 هـ، وكانت جنازته مشهودة. سمع منه خلائق مثل: اليُونِيني، والمزِّي، والذَّهَبي، وخلق سواهم (2).

ومن تصانيفه: "المتجر الرابح"، و"فضل الخيل" وهما مطبوعان، وله "المختصر في سيرة خير البشر"، وغير ذلك.

روى عنه مغلطاي (3).

5 -

علي بن نصر الله بن عمر، أبو الحسن القرشي، المصري، ابن الصواف، المُسْنِد، الشافعى.

توفي سنه 712 هـ وقد جاوز التسعين.

سمع أكثر النسائي عن ابن باقا، وتفرَّد واشتهر، وسمع أيضًا من جعفر الهمذاني، والعلمِ ابن الصابوني، وغيرهما، ورحل الناس إليه وأكثروا عنه (1).

سمع منه مغلطاي (2).

6 -

ست الوزراء بنت عمر بن أسعد بن المُنَجَّى، أم عبد الله التنوخية، الدمشقية، الحنبلية.

وتدعى: وزيرة بنت القاضي شمس الدين عمر، بن شيخ الحنابلة وجيه الدين، مُسْنِدَةُ الوقتِ، رُحْلَةُ زمانها.

ولدت سنة 624 هـ، وتوفيت فجأة سنة 716 هـ.

روت عن أبيها، وابن الزُّبَيري، وحَدَّثَتْ بدمشق ومصر، وكانت طويلةَ الرُّوح على سماع الحديث، وكانت على خيرٍ عظيم (1).

روى عنها مغلطاي (2).

7 -

محمد بن محمد بن عيسى بن الحسن، الجلال، القاهرى، طباخ الصوفية.

توفي سنة ثماني عشرة وسبع مائة.

حدث عن ابن قُمَيرة، وابنِ الجُمَّيْزيِّ، والسَّاوِيِّ، وطائفة (3).

سمع منه مغلطاي (4).

8 -

الحسن بن عمر بن عيسى بن خليل، الكُرْدي، أبو علي وأبو محمد، الدِّمَشْقيُّ، المقرئ، الرُّحْلة.

ولد سنة 630 هـ تقريبًا، وتوفي سنة 720 هـ.

سمع الحديث من ابن اللُّتِّي وجماعة، وأكثر من الرواية، وحدَّث، ورحل الناس إليه (1).

سمع منه مغلطاي (2).

9 -

عبد الرحيم بن عبد المحسن بن حسن بن ضرغام بن صمصام الكناني، كمال الدين المصري، المُنْشاوي، العَدْل، الفقيه.

ولد بالمُنْشِيَّة بقناطر الأهرام سنة 627 هـ، وتوفي سنة 720 هـ، عن ثلاث وتسعين سنة. قال الذهبي:"كان خطيب جامع المُنْشِيَّةِ".

سمع صدرَ الدين البَكْريَّ، وطائفةً، وحدث قديمًا (3).

سمع منه مغلطاي (4).

10 -

أحمد بن علي بن وهب بن مطيع بن أبي الطَّاعة، تاج الدين، أبو العباس القُشَيريُّ، القُوصيُّ، أخو تقيّ الدين ابنِ دقيق العيد.

ولد سنة 636 هـ، وتوفي سنة 723 هـ، عن سبع وثمانين سنة.

سمع كثيرًا من ابن الجُمَّيْزِى، والرَّشِيدِ العَطَّار، والمُنْذِري، وغيرِهم، وكان كثيرَ العبادة، صائمَ الدهر، مُتَصدِّقًا، كافلًا للأيتام (1).

سمع منه مغلطاي (2).

11 -

أحمد بن محمد بن علي بن شجاع، تاج الدين، أبو العباس القرشي الهاشمي، العباسي، الرئيس.

ولد سنة 642 هـ، وتوفي بمصر سنة 721 هـ.

سمع كثيرًا من جده علي الكمال الضرير، ومن غيره (1).

سمع منه مغلطاي (2).

12 -

علي بن عمر بن أبي بكر، نور الدين، أبو الحسن الوَانِي، الصوفي، نزيل مصر.

ولد سنة 635 هـ، وتوفي سنة 727 هـ، عن اثنتين وتسعين سنة.

سمع من ابن رَوَاج، والسِّبْط، والمُرْسي، وغيرهم، وتفرَّدَ بعوالٍ، وكان دَيِّنًا صالحًا خيرًا، وكان قد أضرَّ بأَخَرةٍ، ثم عولج فأبصر (3).

سمع منه مغلطاي (4).

13 -

يونس بن إبراهيم بن عبد القوي، فتحُ الدين، أبو النونِ الكنانيُّ، العَسْقلانيُّ، ثم المِصْريُّ، الدَّبَابيسيُّ -ويقال أيضًا: الدَّبُوسي- مُسْنِد مصر.

ولد سنة 635 هـ، وتوفي سنة 729 هـ.

آخر من روى عن ابن المُقيَّر بالسماع، وبالإجازة عنه وعن كثير غيره، وتفرَّد، وروى الكثير (1).

سمع منه مُغْلطاي، وأكثر عنه جدًا وعن أهل عصره (2).

14 -

أحمد بن أبي طالب بن نعمة بن الحسن، شهاب الدين، أبو العباس الدَّيْرُمُقْرِنيُّ، ثم الصَّالحيُّ الدمشقي، الحنفي، الثمهير بابن الشِّحْنَةِ الحجَّارِ، مُسْنِدُ الدنيا.

ولد في حدود سنة 622 هـ، قال الحافظ:"عُمِّر حتى ألحق الأحفاد بالأجداد"، وتوفي سنة 730 هـ، ونزل الناس بموته درجة.

سمع الصحيح من الحسين بن المبارك الزَّبيدى، وابن اللُّتّي، وأجاز له ابنُ رُوزْبة، والقَطِيعيُّ، وعِدَّةٌ، وحدث بالصحيح أكثر من سبعين مرة، وصام رمضان وأتبعه بست من شوال وهو ابن مئة سنة، وكان حينئذ يغتسل من غشيان زوجته بالماء البارد، وحدَّث يوم موته (1)!! رحمه الله تعالى.

سمع منه مُغْلطاي (2).

15 -

يوسف بن عمر بن حسين بن أبي بكر، بدر الدين، أبو المحاسن الخُتَني، الحنفي، المصري، الشيخُ العَدْل، مُسْنِد البلاد المصرية.

توفي سنة 731 هـ، عن أربع وثمانين سنة، وعلى هذا: فمولده سنة 647 لا 645 كما في مطبوعة "الدرر الكامنة".

سمع من ابن رَوَاج، والمُنْذريِّ، وغيرِهما (3).

سمع منه مُغْلطاي (1).

16 -

علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن قريش المخزومي، نور الدين بن التاج العَدْلُ الصالح.

ولد سنة 652 هـ، وتوفي سنة 732 هـ.

سمع الزَّكيَّ المُنْذريَّ، والرشيدَ العطَّار، والعزَّ ابن عبد السلام، وغيرهم، وكان مُكْثِرًا (2).

سمع منه مُغْلطاي (3).

17 -

محمد بن محمد بن محمد بن سيد الناس، فَتْحُ الدين، أبو الفتح اليَعْمُريُّ، الشافعي، الإمام الحافظ المحدِّث، العلامة المتفنن، الأديب المشهور.

ولد سنة 671 هـ، وتوفي فجأة سنة 734 هـ.

سمع على القُطْب القَسْطَلَّاني، وابن الأنْماطي، وخلقٍ، وخرَّج، ورحل، وجمع وصَنّف، وله النَّظْمُ والنّثرُ، ومعرفة السِّيَر والرجال، واللغة، وبراعة الخط (1).

من تصانيفه المطبوعة: "عيون الأثر"، و"بشرى اللبيب في ذكرى الحبيب"، و"النَّفْحُ الشَّذِي في شرح جامع الترمذي" ولم يكمله، وله "تحصيل الإصابة في تفضيل الصحابة" وهو مخطوط، وغير ذلك.

تخرّج مُغْلطاي به (2).

18 -

محمد بن عبد الرحمن بن عمر، أبو المعالي، جلال الدين القَزْويني، الشافعي، القاضي، المعروف بخطيب دمشق.

ولد سنة 666 هـ، وتوفي سنة 739 هـ، عن ثلاث وسبعين سنة.

سمع الحديث من العز الفاروثيِّ، وغيره، وخرَّج له البِزْراليُّ جزءًا حدث به، وكان فَهِمًا، منصفًا في البحث، مع الذكاء والذوق في الأدب، وحُسْنِ الخط.

وهو مصنف كتاب "تلخيص المفتاح" في المعاني والبيان، وهو من أجل المختصرات فيه، وكتاب "الإيضاح" في شرح "تلخيص المفتاح"، وكلاهما مطبوع، وله غير ذلك (1).

قال الحافظ: "وكان -أي: العلامةُ مُغْلطاي- قد لازم الجلال القَزْويني"(2).

وقد أثنى عليه مغلطاي ثناء عظيمًا في مقدمة كتابه المختصر في السيرة "الإشارة"، وذكر أنه ألَّفه بناء على طلب الجلال القزويني.

19 -

سعيد بن عبد الله، نجم الدين، أبو الخير الدِّهْلي، -بكسر الدال المهملة، وسكون الهاء- البغدادي، الحنبلي، المحدِّث الحافظ الُموَرِّخ.

ولد سنة 712 هـ، وتوفي بالطاعون سنة 749 هـ، عن سبع وثلاثين سنة!

سمع ببغداد، ودمشق، ومصر والإسكندرية، ومن شيوخه: أبو بكر بن الرَّضي، وزينب بنت الكمال، وغيرهما، وحدَّث، وحفظ في نوع الوفيات كثيرًا، وجمع تراجم لبعض الأعيان (1).

حدَّث عنه مُغْلطاي (2).

20 -

ابن سند: حدث عنه مغلطاي (3).