الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الرابع أقرانه
كان القرن التاسع الهجري مزدهرًا بالعلم والعلماء، ورواد العلم، وطلابه، لذا، فإن أقران شهاب الدين الكوراني كثيرون، ولكني سأقتصر على ذكر القلة من أقرانه، وهم بعض الذين كانت له بهم صلة ما، من زمالة في الطب، وتنافس في العلم، والتعليم، ونحو ذلك، وهم كالآتي مرتبين حسب وفياتهم:
1 -
الإمام جلال الدين المحلي (1):
محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن هاشم، الشافعي، المصري، ولد بالقاهرة سنة (791 هـ) ونشأ بها، ثم اشتغل بعدة فنون، فأخذ الفقه وأصوله، والعربية عن الشمس البرماوي (2)،
(1) نسبة إلى المحلة، وهي الموضع الذى يحل به، والمحلة مشهورة بديار مصر وهي عدة مواضع منها محلة دقلا، وهي أكبرها وأشهرها بين القاهرة ودمياط، وإليها نسب الإمام جلال الدين المحلي. راجع: مراصد الاطلاع: 3/ 1236.
(2)
البرماوي: هو محمد بن عبد الدائم بن موسى النعيمي، شمس الدين الشافعي، كان إمامًا في الفقه وأصوله، والعربية، وغير ذلك. له مؤلفات منها: شرح البخاري، وألفية في أصول الفقه، ثم شرحها، وتوفي في بيت المقدس سنة (831 هـ)، وكانت ولادته سنة (763 هـ).
راجع: الضوء اللامع: 7/ 281 - 282، وحسن المحاضرة: 1/ 250، وشذرات الذهب: 7/ 197 - 198، والبدر الطالع: 7/ 197.
وعن الجلال البلقيني (1)، والولي العراقي (2)، والعز بن جماعة (3)، وغيرهم.
(1) هو عبد الرحمن بن عمر بن رسلان بن نصير بن صالح القاهري، الشافعي، الكناني، البلقيني، جلال الدين، أبو الفضل، ولد بالقاهرة، ونشأ بها، أخذ العلم عن والده وعلماء عصره في فنون عديدة حتى أصبح، مفسرًا، محدثًا، نحويًّا، فقيهًا، أصوليًّا، واعظًا، أديبًا، مشاركًا في العلوم الأخرى. وأخذ عنه العلم جهابذة العلماء، وله مؤلفات منها: نكت على الحاوي الصغير للقزويني، ورسالة في معرفة الكبائر والصغائر، وتفسير القرآن لم يتم، وله نظم مختصر منتهى السول والأمل، والإفهام لما في البخاري من الإبهام. وتوفي سنة (824 هـ).
راجع: الضوء اللامع: 4/ 106 - 113، وكشف الظنون: 1/ 444، وهدية العارفين: 1/ 529، ومعجم المؤلفين: 5/ 160 - 161، وإنباء الغمر: 7/ 440، وطبقات ابن قاضي شهبة: 4/ 112 - 115.
(2)
هو أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن الكردي: القاهري، الشافعي، ويعرف بابن العراقي، ولي الدين، أبو زرعة، فقيه، محدث، أصولي، أديب، مشارك في بعض العلوم، ولد بالقاهرة سنة (762 هـ)، وتولى القضاء بمصر، وله مؤلفات منها: أخبار المدلسين، وشرح سنن أبي داود، وشرح البهجة الوردية في فروع الفقه الشافعي، والغيث الهامع شرح جمع الجوامع، وغيرها، وتوفي سنة (826 هـ).
راجع: إنباء الغمر 8/ 21، والنجوم الزاهرة: 6/ 780، وطبقات ابن قاضي شهبة: 4/ 103، والمنهل الصافي: 1/ 312، ولحظ الألحاظ: ص/ 284، والضوء اللامع: 1/ 336، وحسن المحاضرة: 1/ 206، وذيل التذكرة للسيوطي: ص/ 375، وشذرات الذهب: 7/ 173، والبدر الطالع: 1/ 72.
(3)
هو محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز بن جماعة، الكناني الحموي الأصل المصري، الشافعي، عز الدين، ولد سنة (749 هـ) وقيل غير ذلك بطريق ينبع على شاطئ =
كما أخذ المنطق، والجدل، والمعاني، والبيان، والعروض عن آخرين من شيوخ عصره، ولازم البساطي في التفسير، وأصول الدين وغيرهما، وأخذ عن العلاء البخاري، وكان يرجحه على الشهاب الكوراني صاحبنا، وأخذ علوم الحديث عن الولي العراقي، والحافظ ابن حجر، ومهر وتقدم وتفنن في العلوم النقلية والعقلية، وتصدى للتصنيف والتدريس، فأخذ عنه العلم الجم الغفير، وله مؤلفات متقنة، ومختصرة، رغب الأئمة في تحصيلها وقراءتها، كان ذكيًّا، مفسرًا، فقيهًا، متكلمًا، أصوليًّا، نحويًّا، منطقيًّا، صحيح الذهن، معظمًا عند الخاصة والعامة، مشهور الذكر بعيد الصيت، مقصودًا بالفتاوى من الأماكن البعيدة.
ومن مؤلفاته: "شرح جمع الجوامع"، و"شرح الورقات"، و"شرح المنهاج الفرعي"، و"شرح البردة"، وله "تفسير القرآن"، كمله جلال الدين السيوطي، و"شرح تسهيل الفوائد" لابن مالك في النحو، و"شرح
= البحر الأحمر، وانتقل إلى القاهرة وسكنها، وأخذ عن علماء عصره العلوم المختلفة، حتى صار فقيهًا، أصوليًّا، محدثًا، متكلّمًا، أديبًا، نحويًّا، لغويًّا، مشاركًا في غير ذلك، وله مؤلفات منها: حاشية على مطالع الأنوار، للأرموي في المنطق، ومختصر الروض الأنف، وحاشية على نهاية السول، وشرح المنهل الروى في علوم الحديث النبوي، وتوفي سنة (819 هـ).
راجع: إنباء الغمر: 7/ 240، والضوء اللامع: 7/ 171، وحسن المحاضرة: 1/ 317، وبغية الوعاة: 1/ 63، 66، وشذرات الذهب: 7/ 139 - 140، وطبقات ابن قاضي شهبة: 4/ 60 - 63، والبدر الطالع: 2/ 147 - 149، والأعلام للزركلي: 6/ 282.
الشمسية في المنطق" لم يكمل، واختصر "التنبيه" للشيرازي، وتوفي سنة (864 هـ)(1).
2 -
العلامة البقاعي:
إبراهيم بن عمر بن حسن الحافظ، الرباط، الخرباوي، الشافعي، نزيل القاهرة، ثم دمشق الشام، ولد بقرية خربة روحا من عمل البقاع سنة (809 هـ) ونشأ بها، ثم تحول إلى دمشق، وبعدها إلى بيت المقدس، ثم دخل القاهرة، أخذ علم القراءات والفقه عن علماء عصره، وأخذ الحديث عن الحافظ ابن حجر، ومهر وبرع في الفنون المختلفة، ورحل، وسمع من خلق كثير، جمعهم في معجمه الذي سماه:"عنوان الزمان بتراجم الشيوخ والأقران"، وكان حافظًا، عالمًا، مفسرًا، محدثًا، مؤرخًا، أديبًا (2).
(1) راجع: الضوء اللامع: 7/ 39 - 41، وحسن المحاضرة: 1/ 252 - 253، وبدائع الزهور: 2/ 62، وشذرات الذهب: 7/ 303 - 304، وكشف الظنون: 1/ 124، وهدية العارفين: 2/ 202، وإيضاح المكنون: 1/ 147، والبدر الطالع: 2/ 115 - 116، والأعلام للزركلي: 6/ 230، ومعجم المؤلفين: 8/ 311 - 312.
(2)
ذكر السخاوى أنه لما كان بحلب سنة (859 هـ) دخلها الإمام الكوراني شهاب الدين، وترامى عليه البقاعي في ذلك الوقت، كي يتوصل به إلى مملكة الروم عند رجوعه إليها، وطلب منه أن يرسل من الروم في طلب كتابه: المناسبات، رجاء أن يحصل له رواج بذلك، كما التزم البقاعي للكوراني مقابل ذلك بتولي إشهار كتابه "الدرر اللوامع". وفي هذا نظر لما عرف عن السخاوي من الحمل على أقرانه ومخالفيه. عفا الله عنا وعنه.
راجع: الضوء اللامع: 1/ 242.
وله مؤلفات منها: "الجواهر والدرر في مناسبة الآي والسور"، و"النكت على شرح ألفية العراقي"، و"النكت على شرح العقائد"، ومختصر كتاب "الروح" سماه:"سر الروح"، و"القول المفيد في أصول التجويد"، و"الاطلاع على حجة الوداع"، وله ديوان شعر، وتوفي بدمشق سنة (885 هـ)(1).
3 -
الإمام السخاوي:
محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر شمس الدين، أبو الخير، أو أبو عبد الله الشافعي، ولد بالقاهرة سنة (831 هـ)، أخذ العلوم المختلفة عن علماء عصره، ولازم الحافظ ابن حجر، وأخذ عنه علم الحديث، وبرع فيه.
وكان فقيهًا، مقرئًا، محدثًا، مؤرخًا، مشاركًا في أصول الفقه، والفرائض، والحساب، والتفسير، وغير ذلك.
له مؤلفات نافعة، خاصة في الحديث والتاريخ منها:"الضوء اللامع لأهل القرن التاسع"، و"المقاصد الحسنة في الأحاديث الجارية على الألسنة"، و"البستان في مسألة الاختتان"، و"الأصل الأصيل في تحريم النظر في التوراة والإنجيل"، و"القناعة فيما تحسن إليه الحاجة من أشراط الساعة"، وتوفي سنة (902 هـ)(2).
(1) راجع: الضوء اللامع: 1/ 101 - 111، ونظم العقيان: ص/ 24، وشذرات الذهب: 7/ 339 - 340، ومعجم المؤلفين: 1/ 71.
(2)
راجع: الضوء اللامع: 8/ 2 - 32، ونظم العقيان: ص/ 1520، والكواكب السائرة: 1/ 53 - 54، وشذرات الذهب: 8/ 15 - 17، والبدر الطالع: 2/ 184 - 187، ومعجم المؤلفين: 10/ 150 - 151.
وعندما ترجم للشهاب الكوراني صاحبنا قلل من شأنه، بل وصرح بنبزه (1).
4 -
الإمام الكمال بن أبي شريف:
محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن مسعود المري القدسي، الشافعي، كمال الدين، أبو المعالي، فقيه محدث، أصولي، مفسر، متكلم، ولد بالقدس سنة (822 هـ) ونشأ بها، وقرأ القرآن بالروايات، وأخذ العربية، والأصول، والحديث، والفقه، والمنطق، والعروض، وغيرها عن علماء عصره، ثم رحل إلى القاهرة، فأخذ عن علمائها، كالحافظ ابن حجر، وغيره، كما سمع بمكة، والمدينة، واستوطن القاهرة، وانتفع به أهلها، ثم عاد إلى القدس، وتولى بها عدة أعمال.
وله مؤلفات منها: "الفتاوى"، و"حاشية على تفسير البيضاوي"، و"شرح الإرشاد لابن المقري في الفقه"، و"إتحاف الأخصا بفضل المسجد الأقصى"، و"شرح كتاب المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة"، و"حاشية على شرح الجلال". وتوفي بالقدس سنة (906 هـ)(2).
(1) حيث ذكر في ترجمته: أنه كان فقيرًا، ثم صار ذا ثراء بعد اتصاله برجال الدولة، ثم قال السخاوي: "وظهر لما ترفع حاله ما كان كامنًا لديه من اعتقاد نفسه الذي جر إليه الطيش، والخفة
…
"، الضوء اللامع: 1/ 242.
وذكر الإمام الشوكاني أن شهاب الدين الكوراني له مناقب جمة تدل على أنه من العلماء العاملين لا كما قال السخاوى. راجع: البدر الطالع: 1/ 41.
والسخاوى: نسبة إلى سخى، مقصور، وهي كورة بمصر، وهي قصبتها. راجع: مراصد الاطلاع: 2/ 697.
(2)
راجع: الضوء اللامع: 9/ 64، ونظم العقيان: ص/ 159 - 160، والكواكب السائرة: 1/ 11 - 13، وشذرات الذهب: 8/ 29 - 30، ومعجم المؤلفين: 11/ 200.